محتويات العدد
■ أدوار علم الكلام عند الإمامية؛ الدور النبوي (ص) (13 ق هـ . 11 هـ)
السيد هاشم الميلاني
■ الحدوث والقدم عند ملا صدرا وابن ميمون؛ دراسة مقارنة
د. فاطمة العقيلي
■ التيّار الفكريّ الدّاعم لنفي إيمان أبي طالب
محمد رضا الخاقاني
■ إشكاليّة الحيرة في بداية عصر الغيبة (القسم الثاني)
د. محمد شقير
■ الخطايا العشر لابن تيميّة
محمد عبد الشافي القُوصِي
■ نظريةُ الجَوْهر الكلاميّة ودوْرُها في إبطال دعوى سَرْمديّة العالَم الفلسفيّة
أ. سنوسي سامي
افتتاحية العدد
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدو هيمنة الأفكار وسلطتها، في أصدق ظهور لها بأثارها المشخّصة، واقعًا مجتمعيًّا واتّجاهًا معرفيًّا في العلم والعمل.
ووسط زحام التّغالب والتّسابق بين الأفكار المتناقضة والعقائد المختلفة في عالمنا المعاصر، يخفت شعاع الحقيقة وصوت فطرتها الدّالة. فالدوائر السياسيّة الظلاميّة من جهة، وشياع التعمية والتّشويه للعقائد الدينيّة الرساليّة، والتّدليس في أسس صياغتها وإشهارها، وتوكيد ضلالة فهمها وتأصيلها، يكاد يكون البارز الظاهر في المشهد، بل المسيطر عليه والحاكم فيه.
فإذا بنا نشهد انقلابًا فاضحًا في الرؤية، وانعدامًا تامًّا للفكر المعقلن السليم، وقيامًا للمسخ من الأفكار الضّالّة، وتحوّلًا مسيّسًا للعقائد يفوق التصوّر حدّ التغيّر من سنخ إلى آخر. فإذا أعدا الأعداء أخوة وأصدقاء، وأخوّة الدّين والعقيدة عداوة وبغضاء ومبدأ للنقض والهلاك. وكأنّ سنّة الله تعالى في الاستبدال تجري فينا عواملُها، وتنطق وصفنا كلماتُها: (وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ....) [39/التوبة].
ولولا فضل الله تعالى علينا بأن ينفر من كل أمة رجال يدكوا الباطل ويعلوا الحق (فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ) [122/التوبة].
لفسدت الارض ومن عليها (فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ ....) [64/البقرة].
فإحياء العقيدة الإلهيّة ونصرتها إحياء للنّاس، وما ذاك إلّا فيما نواجه ونصارع من مدّ هادر من الأفكار الهشّة المستقوية بالباطل والمستنصرة بالشيطان. وعليه، فالمواجهة دائمة باقية بدوام الحقّ يقابله الباطل في ميدان وزمان (فكلّ أرض كربلاء وكلّ يوم عاشوراء)، ولا يمكن تصوّر الرّكون أو الفتور عن الحقّ وأهله حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
في هذا العدد من العقيدة تتسابق الأقلام إلى لباب الحقائق تبيانًا وبرهانًا وكشفًا وإعلانًا طلبًا في نفض غبار التشويه والتحريف والتدليس، وتجذير منهج طلب الحقيقة والدفع عنها فكرًا حرًّا. وقد أبدى ثلّة من الباحثين الأفاضل بدلوهم في هذا العدد؛ ليقدّموا وصلة جديدة لمسيرة علميّة معرفيّة عامرة بالمقاصد السامية للمجلّة.
والله من وراء القصد
مدير التحرير