العدد 5

العدد 5

محتويات العدد

■   قراءة في البعد التاريخي للمعوذتين

     أ.م.د. عادل عباس النصراوي

■   مصادر التشريع في مدرسة الإمام الصادق (ع)

     السيد ضياء الخباز

■   سياسة الطعن في النبي وآله (الطعن في إيمان أبي طالب انموذجاً)

     ساجد صباح ميس / مشاري علاوي

■   تنزيه الأخبار عن دسائس كعب الأحبار

     ابن محمود العاملي

■  علم الكلام في الإسلام.. الخطاب والتاريخ

     حسن الأنصاري

■  معقولية القضايا الدينية وقابليتها للإثبات

     د. الشيخ عبدالحسين خسروبناه

     تعريب وتعليق: محمد حسين الواسطي

■  رسالة في تحقيق معنى الإيمان

     تأليف: بعض علماء المتكلمين قبل سنة 848هـ

     تحقيق: محمد حسين نوري

■  أرجوزة في أصول الدين

     نظم الشيخ علي آل عبدالجبار القطيفي

     تحقيق: محمد حسين النجفي

■  نشأة الخطابية في الكوفة وأثرها في ترسيخ مباني الغلاة

     رسول كاظم عبدالسادة

■  مدرسة أهل الكوفة وأثرها على أعلام أهل السنة

     م.د. هناء حسين علوان

■  مدرسة الكوفة الكلامية

     أكبر أقوام الكرباسي

     ترجمة: هاشم مرتضى

■  الكوفة وبداية المدينة العربية الإسلامية

     أ.د. عادل بالكحلة

■  التعايش الديني في الكوفة

      د. كامل سلمان الجبوري

افتتاحية العدد

بسم الله الرحمن الرحيم

تتفاعل الاحداث المعاصرة في عالمنا الاسلامي بما يمثل تحديا متجدداً لواقع فهمنا الديني عموماً، وايماننا العقائدي على وجه الخصوص، فما بين أطر وهياكل بالية يراد من الاسلام لبس مدلهمات ثيابها، وحقائق ناصعة وعيون صافية لا يزيدها الزمان والاحداث إلا اشراقاً وصفاءً؛ يعيش المسلمون نزاعاً أقله ان يضع منظومة اعتقاداتهم ومفاهيمهم الدينية على المحك في طريق التمثل والمصاديق الحياتية المدنيّة اليومية، ولاسيما ما تعلق منها بواقع التسالم والتعايش الانساني السلمي واحترام عقائد الآخر المؤتلف والمختلف على حدٍ سواء.

إن الفجوة الواسعة التي يؤكدها ظهور خوارج العصور في كل زمان في مقابل جواهر العقيدة ولبابها انما تؤشر بمقدار وجودها وسعتها اثر وتمايز الافكار والمعتقدات الالهية الرسالية عن غيرها من جهة والصراع الذي ما فترَ يوماً على هذه الارض بين الحق والباطل، بين ارادة الله سبحانه وهوى اهل الزيغ والفتن، والسنة الالهية في خلقه تقول : (... وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْـحَكِيمِ ( (126/آل عمران) ( سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً ((62/الاحزاب).

إن ما يواجه المنتمين للاسلام على تنوعهم، ولا سيما الذين يتقدمون صفوف المسلمين من العلماء والمفكرين والعاملين من تحديات تهدد الحاضر الاسلامي بالتمزق والتشرذم حداً يفوق التصورات ويفاقم الآثار والنتائج التي لا ينفك عنها مسلم في كيانه الانساني الاسلامي عمادها غير سفك الدماء البريئة

وهتك الحرم الالهية ونبذ الشرائع السماوية إنّنا نقدّم للمسلمين وللآخر المختلف المغاير الديني صورة ظلامية عن المنتسبين للدين إذا لم نواجه هذا التحدي من محاولة تشويه الفهم لتعاليم الاسلام وايقاف النعرات المذهبية والطائفية التي تشرذم الامة وتسحق مقدراتها، ومن يعتقد أن مذهبه وطائفته وكيانه بمعزل عن الاستهداف والنار الحارقة التي قد مدَّ اسبابها وهيأ مقدماتها فذلك من أوهى الافكار سذاجة، وأضعف المكر والله تعالى يقول (وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ...( (43/فاطر) إنها فتنة العصر وكتاب الله يقول: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً( (25/الانفال).

إنّ عزل ونبذ أهل الزيغ والاهواء والمصنَّعين في مختبرات اعداء الاسلام وسياساتهم الظلامية من المدعين والطارئين على تعاليم المصطفى الاعظم (ص) لهم احق واجدر بالقتال والجهاد حفاظاً على بيضة الدين وتعاليم السماء ولا امكانية لغير ذلك امام شراسة المواجهة وعمق ضلالة اهل الفتن وخوارج العصر.

لقد منَّ الله تعالى على المسلمين بأن جعل لهم الاسوة بالنبي وآله(ص) في منازلهم المختلفة في سلمهم وحربهم في سرائهم وضرائهم، ومنازلة خوارج العصر ودفعهم ومناجزتهم ونبذهم لا تعدم من الشواهد والمشاهد في سنة النبي وآله (ص). إن النجاة والفوز عند الله تعالى في الدنيا والآخرة جعله جل شأنه في الاعتصام بالنبي وآله (ص) كما جعل الطريق اليه التأسّي بهم.

وفي هذا العدد تتجلى أقلام الباحثين والمفكرين في تجسيد مصداق من الافكار الحرة الحية في (العقيدة) هدفها تنوير الفكر وتعميق النظر في قضاياه على اختلاف ابوابها الفاجعة في رصد ما يعاصر ذاكرتنا ويستشرف قابل أيامنا.

رئيس التحرير