العدد 17

العدد 17

محتويات العدد

■   الإمام الحسن عليه السلام امتداد في حركية الرسالة

      نبيل علي صالح

■   الوسطية والاعتدال في النهضة الحسينية

      رسول كاظم عبد السادة

■   الدليل العقلي على الإمام المهدي (عج) عند متكلمي الإمامية قاعدة اللطف أنموذجاً

      هاشم الميلاني

■   الأدلة والمنهج في إثبات ولادة الإمام المهدي (عج)

      د. محمد شقير

■   الغلو في مصطلح الرجال

      محمد باقر ملكيان

■   مسائل الوهابية المائة، وشبهاتها، والرد عليها

      الباحث: محمد عبد الرحمن

■   مخطوطات الكتاب المقدس: الأصل والتبديل والضياع

      حفيظ سليماني

■   لم كبار الملحدين مسيحيون؟ قراءة في نظرية "إيمان فاقد الأب" وعلاقتها بالعقيدة المسيحية

      أبو خالد السماوي

■   الحجة الكلامية في مناظرة الأفغاني للفلسفة الإستشراقية والدهرية

      أ/ سامي سنوسي

افتتاحية العدد

بسم الله الرحمن الرحيم

المحركُ في بناء الإنسان العصري مساراتٌ متنوعةٌ، ومسالكُ متعدّدةٌ، ولعلّ أكثرها أثراً في محصلته المعرفيّة، وفاعليّته الفكريّة هما «المسار العقدي، والمسلك الإيماني» المُقامان على أصول الدين ومبادئ تعاليمه الإلهيّة الرساليّة ونَظْمُ ذلك في تسلسلٍ تعليميٍّ معرفيٍّ ودوائر لها أهدافها ورؤاها، من خلال المنافذ المقننة من المدارس والأكاديميّات والمراكز والمؤسّسات التي تُفضي إلى تغطيةٍ واسعةِ المساحة من مجتمعنا، تعمل فيها مناهجها، وتؤدي غاياتها الواضحة المقصودة.

ولعل السبيل الوحيد في قياس مديات تأثيرها في بناء الإنسان معرفيّاً هو نوع التعاطي والتفاعل مع القضايا النوعيّة المعاصرة التي تُشكّل تحدِّياً للإنسان العقدي المؤمن في مجالات منظومته الدينيّة والقيميّة والاجتماعيّة، فضلاً عما يرتبط بها من واقعٍ اقتصاديٍّ أو سياسيٍّ؛ من هنا فإن بناء الإنسان عقديّاً لا بد أن تُقرَّر برامجه على اختلاف مراحله ابتداءً من مراحله الأوليّة في التعليم المدرسي حتى نهاية أشواطها المتراكمة علميّاً والمرتكزة على حركية القضايا العقديّة والفكريّة ونمذجة خطابها وتحديثه، بما يتيح لها مزية تلمّس آثارها واقعاً عمليّاً.

إن جدليّة الصراع بين واقع العقائد الرساليّة الحقة المرسّخة بالبرامج التعليميّة العصريّة قبال منافذ الشبهات والانحرافات والغزو الفكري الثقافي المتكاثر عدداً وعُدّةً يُمثِّل مظهراً واضحاً لمشهد التحدّي الذي تواجهه مؤسساتنا التعليميّة والعلميّة المرتبطة بالدولة أو المتحرّرة من سلطاتها في إثبات وجودها، وقطف ثمارها يوماً بعد يومٍ وساعةً بساعةٍ، فلا مناص من المواجهة، ولا مندوحة لنا غير هدفٍ استراتيجيٍّ وهو بناءٌ عقديٌّ عصريٌّ يفهم خطاب الحاضر وفلسفة أفكاره، يترشح من أصول ديننا وحركيّة رسوله وآله عليهم آلاف الصلاة والسلام.

وفي هذا العدد من العقيدة بحوثٌ يانعة تتسع آفاقها في دفع الشبهات ونقض الانحرافات من جهةٍ، واستمداد مكامن القوّة من رسالة آل محمد (ص) في التوظيف العصري لفاعليّتهم التأريخيّة من جهةٍ ثانيةٍ، فضلاً عن عقلنة النظر والتدبّر في قضايا علميّةٍ وفقاً لمصطلحات علومها ومسميات مفاصلها المعرفيّة. كل ذلك مقابل أن يوظف ويوجّه في المنهج التربوي التعليمي ويؤدي دوره المناسب بحسب المنافذ التعليميّة المتعدّدة.