محتويات العدد
■ رسالة محمد (ص) وسمة الحق
الشيخ ضياء الدين زين الدين
■ منهج فهم نبوة خاتم الأنبياء (ص) في ضوء حديث القرآن عن
الأنبياء والرسل
عمار عبدالرزاق الصغير
■ رضاعة النبي (ص) بين الرؤية العقدية والرواية التاريخية
أ.د. جواد كاظم النصر الله
■ الخصائص القيادية للرسول (ص) لتفاعل الناس في آية واحدة
ا. م. د. رزاق حسين العرباوي الموسوي
■ الرؤيا في سيرة النبي محمد (ص)
رسول كاظم عبدالسادة
■ محورية العقيدة والتعايش السلمي في سيرة النبي (ص)
م.د. حيدر حسن ديوان الأسدي
■ خاتم الأنبياء في القرآن الكريم
الشيخ د. عبدالإله الشبيبي
■ الرسول الأعظم (ص) في المجلات العراقية
حيدر كاظم الجبوري
افتتاحية العدد
بسم الله الرحمن الرحيم
تترسخ أُصول العقيدة الإسلامية بوعي مبانيها، وتجسّدها عملاً ينمّ عن الإيمان بها وتفاعلها في حياة الإنسان المسلم، والاعتقاد بالنبوة وبالنبيّ الخاتم (ص) مظهرٌ من مظاهر العقائد القرآنية التي ما فتئ كتاب الله تعالى ينطق بذكرها ويسلك أبين الوسائل في إيضاحها وتقرير أُصولها غرضاً في تشخيص مقام الرسول الأعظم (ص) ومكانته من جهة المرسِل جلّ وعلا، ومن جهة الرسالة وأدائها، فكان من ثمار البيان القرآني لمقام النبوّة المحمّدية أنّها أعظم تجلٍّ لمقام الأنبياء المرسلين، والرسائل الإلهية السابقة، فالخاتمية بالرسالة والرسول الأعظم (ص) والهيمنة والعالمية للكتاب المجيد صورةٌ من صور هذا التجلّي الأعظم لرسول الله محمّد (ص).
لقد أظهرت الآيات القرآنية المجيدة أنماطاً وأساليب متنوّعة في خطاب النبيّ الخاتم، بما شكّل ظاهرةً قرآنية تُفصح حقيقتها عن منهجٍ أحقُّ بالاتّباع وسنّةٍ رساليّة أحقُّ بالطاعة والاستجابة، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ (المائدة: 92)، وقال عزّ ذكره: ﴿ ... مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ... ﴾ (الحشر: 7).
لقد تشكّلت الصورة القرآنية للنبوّة المحمّدية من تفاعل النبيّ الأعظم (ص) مع السماء، وحمله البلاغ الإلهي من جهةٍ، وأدائه الرسالة شاهداً وهادياً ومشرِّعاً وداعياً إلى الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ (الأحزاب: 45 ـ 47).
فكان من بين ثمار الصورة القرآنية لشخصيّة النبيّ الأكرم (ص) أنّها قرّرت بعضاً من معالم سيرته الرساليّة وتفاعله في أوساط قومه وما جرى من واقع حركية الرسالة الإسلامية في مختلف أجوائها، فكانت هذه السيرة أوضح وأوثق ما نقل عن النبيّ (ص) ، فضلاً عن كونها مصدرُ اتفاق العلماء والمفكّرين في حيثياتها ومساراتها العامّة، وإذا كانت السيرة التأريخية التي كُتبت عن النبيّ (ص) موضع اختلافٍ وتفاوت نظر فيما يُقبل أو يُرفض منهــا ، وفيما يصحّ أو لا يصحّ، فـإنّ في السيرة القرآنية مقام لوحدة الهدف وكان لملتقى المحبّين والمخلصين لسيرة المصطفى (ص).
في هذا الإصدار الجديد من "العقيدة" المتخصّص بالرسول الأعظم (ص) حاول ثلّة من أعلام الباحثين والمفكّرين، الوقوف عند معالم من سيرة النبي المصطفى (ص)، ومواقف حيّة فاعلة من شخصيّته الفذّة الّتي أضحت منار أقلام العلماء الّذين همّهم بعث روح الحياة في واقعنا الإسلامي، من خلال إحياء سنّته المكرَّمة النظريّة والعمليّة.
مدير التحرير