محتويات العدد
■ برهان الصدِّيقين عند متكلّمي الإماميّة
الدكتور حميد عطائي
■ التأسيس النبويّ للمرجعيّة الفقهيّة للأئمة (عليهم السلام)
الشيخ سامر عجمي
■ اجتهاد الصحابة بين مدرسة أهل البيت والمدرسة السُنيّة
الشيخ د. عدنان فرحان
■ النقد النوعي للآراء حول تاريخ نشوء التشيّع وكيفيّتة
الدكتور محسن ألويري
الدراسات و التحقيق
■ مولد الإمام الباقر (عليه السلام) و شهادته
الشيخ محمد باقر ملكيان
■ نقد الإلحاد المعاصر (الحلقة الأولى)
الشيخ علي ديلان
افتتاحية العدد
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يقف علم الكلام على حدود بيان العقيدة فحسب، بل إنّ مهمّته في الذبّ عن العقيدة هي الوظيفة الأساسيّة من وجوده، فتأمين سلامة العقيدة هي الأكثر عنايةً من سائر وظائفه، ومن جملة الضمانات التي أوجدها علم الكلام لسلامة العقيدة وديمومتها الحفاظ على استمرار خطّ التأصيل العَقَدي الذي أسّسه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بوساطة وجود فكر أهل البيت (عليهم السلام)، بوصفهم المعبّر الأمثل عن العقيدة الإسلامية السليمة.
ولقد استمرَّ أهل البيت (عليهم السلام)، على هذا النهج، ومن بعدهم العلماء من جيل المؤسّسين وحملة فكرهم بإيجاد سبل أمان العقيدة والأمن الفكري، وصونهما وإيجاد خطوط الصدّ أمام الهجمات التي واجهتها والدعاوى التضليلية التي حاولت النيل منها. حتى استوى علم الكلام الإمامي على سُوقِه، بما قدّم أجيال العلماء الذين تلوا تلامذة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، عبر تبويبه ووضعه في قالبٍ منهجيّ رصين.
في العدد الحالي من مجلة العقيدة أبحاثٌ ناظرةٌ إلى ما تقدّم، وأولى تلك الأبحاث هو ما يتعلّق بمباحث التوحيد، ومهمّة برهان الصديقين في استعماله لإثبات عقيدة وجود الله تعالى، استنادًا إلى حقيقة الوجود الخارجي، وأصله الذي يستدعي واجدًا له، وهو واجب للوجود بذاته.
ويلي هذا البحث بحثٌ حول التأسيس النبويّ لمرجعيّة أهل البيت الدينيّة بعد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، تلك المرجعية التي حفظت الرسالة، في بيان أصولها وفروعها، وردّ الشبهات عنها، مراعيةً في ذلك مستوى المتلقّي، وطبيعة الموقف، وسياق الخطاب.
ووفقًا لذلك ولظهور آراء ارتيابية في مهمة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في تأسيس تلك المرجعية وتناميها بفضل تبنّي الجانب السياسي لها، فقد كان لعلماء مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، دورٌ في الدفاع عن تلك العقيدة الرساليّة وحفظه هويّتها؛ لذا جاء بحث (النقد النوعيّ للآراء حول تأريخ ظهور التشيّع وكيفيته) للردّ على تلك الأصوات المناوئة لفكر أهل البيت (عليهم السلام)،، التي كان مسرح السلاطين عشًّا لها.
وفي العدد بحوثٌ أُخر ناظرةٌ إلى العقيدة من زوايا قريبةٍ من ذلك، منها بحث حول اجتهاد الصحابة وحجيّة آراءهم كمشروعٍ بديلٍ لمشروع رسول الله في مرجعيّة أهل بيته (عليهم السلام)،، فيتناول تلك الدعوى قراءةً، ونقدا، وترجيحًا.
ويُختتم العدد بدراسةٍ تحليليةٍ موضوعيّةٍ حول الإلحاد المعاصر ، بعد بيان مناشئه ومرتكزاته، ثمّ مناقشة ونقد أبرز آراء قادته.
نأمل أنْ تُقدّم أبحاث هذا العدد منفعةً معرفيّةً للقرّاء الكرام وعقيدتهم. واللهُ وليُّ التوفيق.