العدد 3

العدد 3

محتويات العدد

عدد خاص بمناسبة الذكرى الألفية للشريف المرتضى

■   مظاهر التفسير البياني في أمالي السيد المرتضى (7)

      د. ليث قابل الوائلي

■   الإمامة في منظور الشريف المرتضى (73)

      أ د. رؤوف أحمد الشمري           

■   المعالم المنهجية في البحث المهدوي عند الشريف المرتضى (149)

      م.م. نور الساعدي

■   المقارنات الكلامية بين آراء بني نوبخت والسيد المرتضى (169)

      أ.م.د الشيخ محمد تقي السبحاني / السيد علي حسيني زاده

■   تأثير الفكر المعتزلي البصري على السيد المرتضى (193)

      تدوين: حيدر البياتي

■   حياة الإنسان السالفة برؤية السيد المرتضى (221)

      د. امداد توران / ترجمة أسعد مندي الكعبي

■  دور الإجماع في الفكر الكلامي للشريف المرتضى (249)

      حيدر عبد المناف البياتي 

■   السيد المرتضى حضوره  الفكري في لبنان وما والاه (277)

      د. الشيخ جعفر المهاجر

■   مسألة العمل مع السلطان (287)

      تأليف السيد المرتضى / تحليل ودراسة: ولفرد مادلونج

■  الشريف المرتضى وأُسرته.. منزلة اجتماعية وسياسية مرموقة (307)

      السيد علي حسينى زاده  خضرآباد/ السيد أكبر موسوي تنياني

■  إجازة السيد المرتضى للبصروي (351)

      تحقيق: السيد حسين الموسوي البروجردي

■  حوار العدد:

      ــ السيد أحمد المددي (395)

      ــ السيد أحمد الصافي (406)

      ــ الشيخ محمد السند (409)

      ــ السيد محمد جواد الشبيري الزنجاني (412)

افتتاحية العدد

بسم الله الرحمن الرحيم

العيش المشترك رغم اختلاف المعتقد

في ذكرى ألفيّة السيد المرتضى (رحمه الله)

في خضم المعترك السياسي والامني الذي تشهده الامة الاسلامية، والتمزّق الداخلي المتصاعد، والنعرات الطائفية البغيضة المنتهية الى إراقة الدماء وإزهاق النفوس، ربما نحتاج الى وقفة تأمّل فيما يدور حولنا للبحث عن جذور الأزمة ومحاولة تقديم حلول سلمية تحترم دم الانسان وعرضه وماله، وتدعو الى فتح باب الحوار والتفاهم للوصول الى ساحل الامان وصد العدو عن الاصطياد بالماء العكر، وذلك من خلال وضع خارطة طريق تستلهم من الماضي وتدرس الحاضر لتستشرف المستقبل وتخرج بنتائج ايجابية فيها صلاح الأمّة الاسلامية.

ولو رجعنا الى ماضينا المشرق، وأيّام ازدهار حضارتنا، لوجدنا فيها نقاطاً مشرقة تشعّ الى الآن وتنير الدرب للسالك وتلهمه المناهج والمسالك.

انّ فترة القرنين الرابع والخامس الهجرييّن؛ كانت ـ بحق ـ الفترة الذهبية للحضارة الاسلامية حيث شهدت الساحة الفكرية عشرات المدارس والمذاهب الفكرية والديانات المختلفة المتعايشة فيما بينها رغم اختلاف المعتقد، والسيد المرتضى علم الهدى (355-436هـ) وليد هذه الحقبة الزمنية الذهبية؛ حيث عاش فيها وترك لنا تراثاً ضخما ثرياً بالعطاء العلمي والسلوك السلمي يزخر بسمات بارزة في فن الخطاب، وأدب المناظرة والحوار، وكيفية العيش المشترك رغم اختلاف المعتقد.

كان المرتضى (رحمه الله) عالماً في الكلام والأدب والفقه والتفسير وسائر العلوم الاسلامية، صلباً في دينه ومعتقده، وقد أثّر منهجه الفكري والمعرفي في الاجيال القادمة وترك أثره الى يومنا الحاضر.

ونحن اذ نعيش ألف سنة عن رحيله نستلهم منه الجدّيّة في الدفاع عن المعتقد بمنهج عقلي وعلمي رصين، والتعايش الاجتماعي السلمي مع الآخر، إذ كان (رحمه الله) في نفس الوقت الذي يدافع وينافح عن المذهب لا يرى ضيراً بأخذ الاجازات الروائية من علماء السنة والاستفادة منهم، كما لا يرى بأساً بالانخراط في العمل السياسي والاجتماعي تحت مظلّة الحكم العباسي.

لذا وللحاجة الملحة الى تحكيم العقل واحترام الآخر، والاستلهام من سيرة علمائنا العطرة، خصّصنا هذا العدد من مجلة العقيدة للسيّد المرتضى وتسليط الضوء على حياته الفكرية وسيرته العلمية، علّنا نُسهم في قراءة ماضينا وأخذ الدروس والعبر لنصل الى «العيش المشترك رغم اختلاف المعتقد».

وفي الختام لا يفوتني التنويه إلى أنّنا حين إحيائنا لذكرى علمائنا الأعلام وتبجيلهم وتعظيمهم؛ نروم الى الاقتباس من مناهجهم والاستلهام من أعمالهم البنّاءة في خدمة الفكر والمجتمع والمذهب، مع إذعاننا بانّهم بشر مثلنا ولا نضفي عليهم القدسية المطلقة ولا نذهب إلى التقليد الأعمى منهم، بل نتبع ما دعانا اليه القرآن الكريم : (فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) [الزمر : 17-18].

وهذا ما كان يؤكد عليه السيد المرتضى نفسه حيث قال في نهاية كتابه الذخيرة: «ونقسم بالله تعالى على من تأمّله ان لا يقلّدنا في شيء من مذاهبه أو أدلته، ويحسن الظن بنا فيلقي النظر والتصفّح والتأمل تعويلاً على أنّا قد كفيناه ذلك وأرحناه بما تكلّفناه من تعبه ونصبه، بل ينظر في كل شيء نظر المستفتح المبتدي، مطرحاً للأهواء المزينة للباطل بزينة الحق المشبهة للكذب بالصدق، معادلاً فيما ينظر فيه ويتصفحه في نفسه من احواله، غير مائل الى أن يكون بحق من أحدهما دون صاحبه حتى يكون ميله الى جهة وانحرافه الى اخرى، بعد العلم الذي يثمره نظره وينتجه فكره».

وكما قال في نهاية كتاب الشافي:  «ونحن نقسم على من تصفّحه وتأمّله أن لا يقلدنا في شيء منه، وأن لا يعتقد بشيء ممّا ذكرناه إلّا ما صحّ في نفسه بالحجّة، وقامت عليه عنده الأدلّة».

رئيس التحرير