البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

عقيدة المهدويّة والانتظار في الموروث الإسلامي

الباحث :  د. شهيد كريم محمد الكعبي ، م.م. آيات عزيز جرّي
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  32
السنة :  خريف 2024م / 1446هـ
تاريخ إضافة البحث :  October / 23 / 2024
عدد زيارات البحث :  629
تحميل  ( 826.041 KB )
الملخّص
يتناول هذا البحث عقيدة المهدويّة والانتظار في الموروث الإسلامي، وهي من الموضوعات التي خاضت فيها أقلام الكُّتاب والمؤرّخين قديمًا وحديثًا، ولا تزال مجالًا خصبًا للدراسة؛ لأنّها شكّلت محوريّةً جدليّةً منذ نشوئها، وأثّرت عَقَديًّا في مسار فرق ومذاهب معتنقيها؛ نظرًا لتعدّد الشخصيّات التي ادّعت وتبنّت هذا المعتقد تبعًا لأختلاف متبنّياتهم الفكريّة والمذهبيّة والسياسيّة.
ونظرًا لأهميّة الموضوع قسّم البحث إلى ثلاثة محاور رئيسة: المحور الأول: فكرة المهدي المنتظر في العصر الأموي، والمحور الثاني: فكره المهدي المنتظر في العصر العباسي، والمحور الثالث: المنتظر والمهدويّة في عقيدة الشيعة الاثني عشريّة. وقد توصّل البحث إلى عدّة نتائج مهمّة، منها: بروز العقيدة المهدويّة بوضوح وتأكيد أكبر في الإسلام مقارنةً بالديانات التوحيديّة الأخرى عبر تأكيد النصوص القرآنيّة والأحاديث النبويّة على حتمية وقوع هذه الفكرة، ووجود الخلاف التاريخي في شخصية المهدي ودوره وزمن ظهوره بين الفرق الإسلاميّة.

الكلمات المفتاحيّة: المهدوية، الانتظار، الغيبة، المهدي المنتظر،الشيعة.


Abstracts
This research addresses the doctrine of Mahdism and waiting in Islamic heritage, a topic that has been explored by writers and historians both in the past and present. It remains a fertile field for study due to its controversial nature since its inception and its doctrinal impact on the paths of its adherents’ sects and schools of thought. This is due to the multiple personalities that claimed and adopted this belief according to their differing intellectual, sectarian, and political orientations. Given the importance of the topic, the research is divided into three main sections:
The first section: the idea of the awaited Mahdi in the Umayyad era, the second section: the thought of the awaited Mahdi in the Abbasid era, and the third section: the awaited and Mahdist in the doctrine of the Twelver Shiites.
The research reached several important conclusions, including the clear and more emphatic emergence of the Mahdist doctrine in Islam compared to other monotheistic religions, through the emphasis of Quranic texts and prophetic traditions on the inevitability of this idea. It also highlighted the historical disagreement over the personality of the Mahdi, his role, and the time of his appearance among Islamic sects.

Keywords: Mahdism, Awaiting, Occultation, Awaited Mahdi, Shi’ism.


المقدّمة:
كانت وما زالت فكرة الانتظار والخلاص موضوعًا يشغل الفكر الديني بنحوٍ عام، فلا يكاد يوجد دينٌ أو مذهبٌ عَقَديّ يخلو من هذا الهاجس، الذي مثّل على امتداد مسار البشرية أملًا تتوق النفوس لتحقيقه ومشاهدته، لا سيّما من قبل المضطهدين والمحرومين. وهي بهذا اللحاظ فكرةٌ وعقيدةٌ تنبع من أصل الفطرة الإنسانية التوّاقة للعيش بسلامٍ وكرامةٍ وطمأنينة، وغالبًا ما يعقد الأمل في تحقق هذه الفكرة على منقذٍ منتظرٍ يتمتّع بصفاتٍ ومزايا تفوق قدرة الآخرين، يغدو معها قادرًا على انجاز هذه المهمة.
وعليه فالأديان السماويّة منها والوضعيّة، وبعض المدارس الفكرية الفلسفية تؤمن بضرورة تحقيق العدالة في نهاية المطاف البشري، وهو ما بات يعرف بأدب (الاسكاتولوجيا =Eschatology= أحداث آخر الزمان)، فمن شرق الأرض إلى غربها تتنوّع تمثّلات هذا المنقذ بحسب المتبنيات والعقائد السائدة، وتمثّل الخصوصية الإسلامية – بوصفها آخر الديانات التوحيديّة النصيّة - ارتكازًا مهمًّا لعقيدة الانتظار؛ لشمولها مجمل المسارات المذهبية المنبثقة عن الإسلام، لا سيّما مع اعتقاد المسلمين بضرورة سيادة الدين الإسلامي على جميع الأديان في نهاية المطاف، وهو ما لم يتحقّق لا في عصر النبوّة ولا في عصور الخلافة. بل إنّ التراجع المرير على مستوى الساحة الدينيّة والفكريّة والجغرافيا السياسيّة يعمّق ويركّز هذه الفكرة التي تنطلق من إخباراتٍ وأحاديث وتأكيداتٍ نبويّة على مجيء ذلك اليوم الذي يتجلّى فيه شخص المخلّص المهدي ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما مُلئت ظلمًا وجورًا، ويحقق سيادة الإسلام.


عقيدة الانتظار في الدين الإسلاميّ
واصلت عقيدة الانتظار ظهورها في المعتقد الإسلامي منذ بدأ تكوينها من قبل المعصومين عليهم السلام ، و لعلّ ظهورها في الدين الإسلاميّ كان أشد وضوحًا وتأكيدًا من غيره في الديانات الأخرى بعدِه خاتم الرسالات والديانات السماوية؛ وقد أكد النصّ القرآني حتمية تحقق هذه العقيدة بأكثر من نصٍّ قرآني، منها قوله تعالى :﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾[1]، وقوله تعالى:﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾[2]، وقوله تعالى:﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَل َيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾[3]، وقوله تعالى :﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾[4].

وكان الحديث النبويّ هو الآخر قد أكّد هذه الحقيقة الحتميّة، فنجد النبيّ(|)مرارًا وتكرارًا ما ينفكّ ينصّ على أنّه: «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم، لبعثَ اللهُ (عزّ وجلّ) رجلًا منّا يملأها عدلًا كما مُلئت جورًا» [5]. وبيّن في مواضع أخرى أنّ اسم هذا المنتظر يتطابق مع اسمه، فقال: «لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يومٌ واحد، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلًا مني يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا» [6]. وقال في لفظٍ آخر: «لو لم يبقَ من الدهر إلّا يوم، لبعث رجلًا من أهل بيتي يملأها عدلًا كما ملئت جورًا» [7]. وحدّد في مواضع أخرى أنّه من ذرية فاطمة الزهراء$، فقال(|): «المهدي من ولد فاطمة»[8].
ويمكن القول إنّ العقيدة المهدويّة والانتظار في مسارها التاريخي في الدين الإسلاميّ لم تقتصر على طرفٍ دون الآخر، فجميع الطوائف والفرق تقرّ بوجودها. لكن الفرق بين السُنّة والشيعة أنّ السُنّة لا يعتقدون بولادة المهدي، ومن ثَمّ فهم لا يقرّون بفكرة الغياب الحالية، بل يعتقدون أنّ هذا المهدي سيولد لاحقًا، وسيخرج في آخر الزمان في آخر دورات الإسلام[9]. فهم إذن يعتقدون بأصل الموضوع، وبأنّ المهدي المنتظر من آل البيت(عليهم السلام)، وسيؤيّد الدين الإسلامي ويتبعه المسلمون، وسيستولي على الممالك الإسلامية[10]. وعليه يبقى الفارق جوهريًّا بين السُنّة والشيعة حول شخصية المهدي المنتظر، فهم لا يقرّون بأنّه الإمام الثاني عشر (محمد بن الحسن)، فالأخير حسب اعتقادهم لم يكن له ولد[11].

كذلك فإنّ عقيدة المهدويّة لم تكن جوهر ونقطة ارتكاز عَقَديّة عند السُنّة على عكس الشيعة، بالرغم من انتظار بعض السُنّة للمهدي[12]. وإنّ السُنّة يرون أنّ ولادته ستكون طبيعيةً من دون معاجز وخوارق، كما أنّ المهدي عند الشيعة معصومٌ على عكس السُنّة [13]. ويعتقد أهل السُنّة مستندين إلى مروياتهم بأنّ المهدي اسمه (محمد بن عبد الله) من ذرية الإمام الحسن(عليه السلام)؛ حتى إنّ بعضهم يميل للاعتقاد بمهدويّة محمد ذي النفس الزكية في العصر العباسي، وطغى على تفكيرهم فكرة أنّ المهدي من الفرع الحسني لا الحسيني[14]. ولذلك المهدي في عقيدة شيعة أهل البيت ع هو شخصيةٌ ولدت في سنةٍ معينةٍ ووالده الإمام الحسن العسكري ، واختفى في سنةٍ معينة، وسيظهر في آخر الزمان، أمّا مهدي السُنّة فهو غير موجودٍ كمهدي أو مسيح اليهود، فهو مجرد فكرةٍ لمشروع عقائدي لم تتحقّق بعد[15].
وعلى هذا الأساس فبالرغم من بلورة العقيدة الإسلامية لمعتقد الانتظار والمهدويّة فإنّه قد اكتنفها كثيرٌ من اللغط والغموض، لاختلاف المذاهب والفرق الإسلامية حول شخص المهدي. ومتابعة خارطة الفكر الإنقاذي في الدين الإسلامي يحيل إلى توزّعها على مساحةٍ واسعةٍ من المذاهب والمعتقدات. وسنحاول التعرّض لأبرز الفرق والمذاهب التي تبنّت هذه العقيدة عبر تتبع المسار الزمني لظهورها في عصور الخلافة المتلاحقة:

أولًا : المهدي المنتظر في العصر الأموي:
تشير العديد من المصادر إلى أنّ أوّل الفرق التي غالت بفكرة المهدويّة هي الفرقة السبئية، التي سُمّيت بذلك نسبةً إلى مؤسّسها عبد الله بن سبأ [16]. وتذكر بعض المصادر أنّ عبد الله بن سبأ أوّل من أظهر الطعن بالخلفاء الثلاثة الأوائل[17]. وقد أظهر هؤلاء بدعتهم في حياة الإمام علي بالقول بأنّه تجسّدٌ للإله، فتبرّأ الإمام منهم وأحرقهم، ونفى قسمًا منهم إلى المدائن، وكان ابن سبأ أبرز أولئك المنفيين[18]. لكن أليس من الغريب هنا أنْ نجد أنّ الإمام علي(عليه السلام) يقوم بعملية الاحراق لهؤلاء قبل استتابتهم، وأنّه يوقع العقاب على مجموعةٍ منهم دون الأخرى، بل يترك كبيرهم ومسبّب الفتنة عبد الله بن سبأ؟!

تذكر بعض المصادر أنّه عندما نُعي الإمام علي(عليه السلام) في المدائن قال ابن سبأ للناعي: لو أقمت سبعين عدلًا ما صدّقناك. وفي موضعٍ آخر قال: لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلًا، لعلمنا أنّه لم يمت ولم يقتل[19]. وهكذا ادّعى هؤلاء أنّ الإمام علي لم يُقتل، وأنّ الذي قُتل هو الشيطان الذي تمثّل بصورته، وأنّه صعد إلى السماء كما صعد عيسى بن مريم[20]؛ لذلك يرى البعض أنّ فكرة المهدي في الإسلام ذات جذورٍ يهوديةٍ أدخلها عبد الله بن سبأ بوصفه رجلًا يهوديًّا [21].
وقد دار البحث قديمًا وحديثًا حول حقيقة هذه الفرقة، وحقيقة أو تاريخيّة شخصية عبد الله بن سبأ، وتباينت آراء الباحثين حولها بين النفي والإثبات. ومن أبرز هذه الدراسات كتاب (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) لمرتضى العسكري، وكتاب (الفتنة) لطه حسين، وكتاب (عبد الله بن سبأ، إشكالية النص والدور والأسطورة) لإبراهيم بيضون. ولم تقتصر دراسة هذه الشخصية على المسلمين فقط؛ إذ كان المستشرقون من أوائل الذين تعرّضوا لدراسة هذه الشخصية، ولعلّ أبرزهم المستشرق فريدلاندر، وبصورةٍ عامّةٍ يحيل النقد التاريخي وتقصي الواقع الروائي عن هذه الشخصية إلى عدم وجودها، وأسطوريتها، واختلاق مجمل الأحداث المتعلّقة بها؛ فالدور الذي نسب إلى هذه الشخصية لا يتناسب مع ظهورها، وغيابها المفاجئ[22].

وعلى العموم فإنّ النكبات الاجتماعيّة الضغوط السياسية التي مرّ بها تاريخ التشيع، والخلافات العقديّة والفكريّة بين الطوائف والفرق الشيعيّة، قد تسببت بخروج بعض الفرق من المذهب الشيعي، لا سيّما بعد شهادة الإمام الحسين(عليه السلام)؛ إذ ظهرت فرقةٌ ترجّح محمد بن الحنفية على علي بن الحسين زين العابدين في منصب الإمامة، وسُمّيت فرقة الحنفية الكيسانية، نسبةً إلى المختار الثقفي الذي كان يُلقّب بكيسان[23]. وقيل إنّ كيسان هو مولى للأمام علي(عليه السلام)، وقيل إنّه تلميذ ابن الحنفية، وقيل إنّه صاحب شرطة المختار كيسان أبي عمرة [24] . وقد ظهرت هذه الفرقة بعد مجزرة كربلاء، وتجمّع الساخطين على السلطة الأموية حول محمد بن الحنفية، من أجل الثأر لكربلاء ومنهم المختار الثقفي[25]. وبعد قتل المختار قتلةَ الإمام الحسين(عليه السلام) ادّعى أنّ محمد بن الحنفية هو من أمره بذلك[26].
وقد انقسمت الكيسانية بعد موت محمد بن الحنفية، فاعترف بعضهم بموته، وبعضهم بإمامة ابنه عبد الله أبي هاشم، وبعضهم أرجعها للسجاد(عليه السلام). ومنهم من لم يؤمن بموته، وقالوا لا يجوز وجود مهديينِ في عالمٍ واحدٍ، لا قبله ولا بعده، وإنّ عليًا هو من سمّاه مهديًا، وإنّه لم يمت، وإنّما غاب ولا يدري أحدٌ بمكانه، وسيرجع ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما مُلئت ظلمًا وجورًا [27]، وإنّه مقيمٌ في جبل رضوى بين مكّة والمدينة، وعن يمينه ويساره نمرٌ وأسدٌ يحرسانه، وهو المهدي المنتظر، وهذه الفرقة هي الكريبة نسبة إلى مؤسّسها أبي كرب، ويذكر أنّ محمد بن الحنفيّة بسبب خروجه إلى يزيد ليطلب منه الأمان والعطاء بعد مقتل أخيه، أو لمبايعته عبد الملك بن مروان بعد مقتل ابن الزبير، عاقبه الله كما غيّب يونس في بطن الحوت[28].

وقد انقسمت هذه الفرقة بدورها إلى فرقةٍ أخرى أقرّت بموت محمد بن الحنفية، وانتقال الإمامة من بعده إلى ابنه أبي هاشم وأنّه المهدي المنتظر[29]. وأيضًا انقسمت الفرقة الأخيرة على نفسها، فبعضهم قال إنّ أبا هاشم أوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، وهم الهاشمية، وبعضهم قال أوصى إلى عبد الله بن معاوية بن جعفر الطيّار الذي ثار على الأمويين (127-129)، وقتله أبو مسلم الخرساني، وقالوا إنّه المهدي، ويقيم في جبال أصفهان[30]، ويسمّون أتباعه بالمعاوية، وهم ويؤمنون بتناسخ الأرواح، وأنّ جميع أرواح الأنبياء تنتقل من روحٍ إلى روح، حتى حلّت أرواحهم في جسد النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم تنقلت عند الأئمّة حتى وصلت إلى محمد بن الحنفية، ثم إلى أبي هاشم، ثم عبد الله بن معاوية[31]. و يزعم أصحاب هذه الفرقة بأنّ عبد الله بن معاوية لن يموت حتى يخرج ويقود الناس إلى رجل من بني هاشم من ولد علي وفاطمة، فإذا سلّمها إليه حينئذٍ سيموت[32].
ومن الفرق التي تبنّت فكرة المهدويّة والانتظار في العصر الأموي، الزيديّة التي نسبت إلى زيد بن الإمام علي بن الحسين زين العابدين(عليه السلام) وهو المعروف بزيد الشهيد[33]. جوّزت هذه الفرقة الإمامة لكلّ فاطميّ يخرج بالسيف ويتّصف بالشجاعة سواء كان من الفرع الحسني أم الحسيني[34]. وكان زيدٌ قد خرج ضدّ السلطة الأموية في أيام هشام بن عبد الملك (105-125هـ)، فقُتل وصُلب في كناسة الكوفة عام (122هـ)[35]، فقام بالثورة بعده ابنه يحيى إلّا أنّه قُتل بالطريقة نفسها، وصُلب في الجوز جان[36]. فافترقت الزيديّة بعد ذلك إلى ثلاث فرق، وتجمع هذه الفرق على إمامة زيد بن علي السجّاد[37].

وهذه الفرق تختلف فيما بينها ببعض التفاصيل، فالسليمانية* والبترية** يعتقدون بانتقال الإمامة بعد الإمام الحسين (عليه السلام)، إلى محمد بن الحنفية، ويعدّونه المهدي المنتظر[38]، أما الجارودية*** فيعتقدون بانتقال الإمامة إليه بعد زين العابدين، وأنّه هو المهدي المنتظر[39]. أما الفرقة الثالثة فهي التي قالت بمهدويّة محمد بن القاسم صاحب الطالقان، أو بمهدويّة يحيى بن عمر صاحب الكوفي[40]. أمّا الزيديّة الأصلية فتمسّكت بأنّ زيد بن علي هو المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد ما مُلئت ظلمًا وجورًا [41]. ومن الفرق الأخرى التي ظهرت في العصر الأموي هي فرقة الباقرية التي ساقت الإمامة إلى الإمام محمد الباقر، وادّعت حياته بعد موته وأنّه القائم المنتظر[42].

ثانيًا: المهدي المنتظر في العصر العباسي:
لم يكن امتداد الظهور لفكرة المهدوي في العصر العباسي بأخفّ منه في العصر الأموي، إذ شهدت بدايات العصر العباسي بروزًا واضحًا لها على أثر السجال (العبّاسي– الشيعي) حول الأحقيّة بالخلافة، لا سيّما إنّ البيت العبّاسي قد بايع في أوّل الأمر محمدًا ذا النفس الزكيّة، فمن أبرز الفرق التي ظهرت في هذا العصر فرقة المحمدية، التي قالت بإمامة ومهديّة محمد ذي النفس الزكيّة منذ مبايعته في اجتماع الأبواء[43]، وبعد تولّي العباسيين الخلافة نكثوا بيعة ذي النفس الزكيّة؛ فخرج الأخير عليهم، فقتلوه على إثر ذلك. لكنّ بعض أتباعه لم يقرّوا بموته، وقالوا إنّ الذي قُتل هو الشيطان الذي تصوّر بصورته[44]، وإنّه مغيّبٌ في جبل حاجز في نجد، وإنّه المهدي المنتظر الذي سيعود بعد حين[45].

ولخلق دعوةٍ جديدةٍ مضادّةٍ لدعوة العلويين، ولتحقيق أهداف سياسيّة أراد أبو جعفر المنصور تحويل وجهة النظر حول شخصيّة المهدي إلى البيت العباسي؛ فلقّب ولده محمد بالمهدي[46]. ولترسيخ مهدوية الخليفة العباسي، فإنّه نشط في محاربة الزنادقة ليُظهر نفسه حافظًا للدين، وحاميًا للشريعة[47].
وبعد وفاة الإمام محمد الباقر(عليه السلام)، آمن بعض أتباعه بانتقال الإمامة ولده الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)، لكنّهم ادّعوا بعد وفاة الإمام الصادق أنّه المهدي المنتظر، وهؤلاء هم الناووسية أتباع عبد الله بن ناووس، ورأى بعضهم أنّها انتقلت إلى ابنه إسماعيل، فأنكروا موت الأخير في حياة والده[48]، وقالوا إنّ جعفر الصادق(عليه السلام) أوهم الناس بموته ليتلبس الأمر عليهم حفاظًا على حياته وهؤلاء هم الإسماعيلية الخالصة[49]. أمّا بعضهم الآخر فقد أقرّ بموت إسماعيل بن جعفر الصادق(عليه السلام)، وساق الإمامة من بعده إلى ابنه محمد بن إسماعيل[50]، وأُطلق على هذه الفرقة اسم السبعيّة؛ لإنّهم جعلوا الإمامة في سبع أئمةٍ، تختم بالقائم محمد بن إسماعيل؛ ولذا فهم يقدّسون الرقم سبعة [51].

وانبثقت من الإسماعيلية عدّة فرق، ومنها: القرامطة، وتُنسب هذه الفرقة إلى شخصٍ يُدعى حمدان بن قرمط [52]. وكانت أقرب ما تكون إلى حركةٍ سياسيةٍ منها إلى كونها فرقةً دينيّةً، وقد ظهرت بوجه الخلافة العباسية، وتم القضاء عليها فيما بعد[53]. وتعتقد هذه الفرقة بمهدويّة محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق(عليه السلام)، الذي يُعدّ عندهم هو خاتم الأنبياء والمرسلين[54]. وعلى أيه حال فإنّ بواكير الإسماعيليّة والقرامطة وأسلافهم آمنوا بأنّ محمد بن إسماعيل هو القائم، وأنّه من أولو العزم، وسيعود بشريعةٍ جديدة[55].
ومن الفرق التي ظهرت في العصر العباسي هي فرقة الواقفة، التي اعتقدت بمهدويّة الإمام الكاظم(عليه السلام)، إذ أنكروا موته، وزعموا أنّه هو المهدي المنتظر، وأنّ الإمامة توقّفت عنده، ومن قاموا بعده ليسوا بأئمّة، وأوّل من أظهر الاعتقاد بهذه الفرقة هم: (علي بن أبي حمزه البطائني)، و(زياد بن مروان القندي)، و(عثمان بن عيسى الرواسي)، إذ طمعوا في الدنيا، ومالوا إلى حطامها، واستمالوا قومًا وبذلوا لهم شيئًا ممّا اختانوه من الأموال[56]. فلما مات الإمام الكاظم(عليه السلام) لم يكن من قوّامه أحد إلّا وعنده المال الكثير، فنفوا موته طمعًا بالأموال[57] وأكد الإمام الرضا(عليه السلام) ذلك أيضًا[58].

ومن الفرق التي ظهرت خلال هذا العصر أيضًا هم الأبو مسلمية بعد أنْ أمر أبو جعفر المنصور بقتل أبي مسلم الخراساني؛ لأنّه أصبح يشكّل خطرًا على الخلافة العباسية[59]. فظهرت عدّة حركات ذات جذورٍ قوميةٍ فارسيةٍ اتّخذت من مقتل أبي مسلم الخراساني وسيلةً لتحقيق أهدافها السياسية[60]. وادّعت هذه الفرقة أنّ أبا مسلم الخراساني هو المهدي المنتظر، وأنّه عندما أراد أبو جعفر المنصور قتله تحوّلت روحه إلى حمامةٍ بيضاء طارت في السماء، وأنّه سيعود بعد حين ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا [61].
ومن الفرق الأخرى التي ادّعت مهدويّة أبي مسلم الخراساني إلى جانب المسلمية هي فرقة الخرميّة [62]. والخرميّة من المعتقدات الفارسية القديمة التي تؤمن بالحلول والتناسخ والاشتراكية في كلّ شيءٍ حتى النساء، واسقاط الفرائض وتأويل بعضها، وكان خداش الداعية العباسي من أوائل الذين دعوا لأحياء هذه العقيدة في بدايات الدعوة العباسية لاستقطاب الناس حوله [63].

ومن الفرق المتفرّعة عن الخرمية هي فرقة البابكية التي سُمّيت بذلك نسبةً إلى بابك الخرمي، وهي من الحركات التي ظهرت بوجه الخلافة العباسية (201-223هـ)، وكانت تدعو لتحقيق العدالة الاجتماعية التي مثّلها بابك الخرمي[64].

ومن الجدير بالذكر هنا أنّ فكرة المهدويّة والانتظار قد انتقلت من الجزء المشرقي للدولة العباسية إلى الجزء المغربي منها، أو إلى الأجزاء التي انفصلت عنها لاحقًا، فبالعودة إلى الفرقة الإسماعيلية التي ظهرت في العصر العباسي الأول نجد أنّها قد استطاعت تأسيس دولةٍ كبيرةٍ هي الدولة الفاطمية، التي ضمّت أجزاءً واسعةً من العالم الإسلامي[65]، بعد أنْ شكّلت دعوةً سريةً، واتّخذت من فكره المهدويّة التي تمحورت حول شخصيّة عبيد الله المهدي (260-322هـ) قاعدةً لها [66]، وقد ادّعى الأخير أنّ نسبه يعود إلى فاطمة الزهراء$؛ لذلك سُمّيت دولته بالدولة الفاطمية، أو العلوية نسبةً إلى الإمام علي(عليه السلام)، وتُسمّى أحيانًا بالعبيدية نسبةً إلى عبيد الله المهدي نفسه [67]. الذي كان لتبنّيه فكرة المهدويّة الدور الأكبر في إرساء قواعد الدولة [68].
يمكن أنْ يستثنى من الجسد الثقافي الإسلامي في تبنّي فكرة المهدويّة مذاهب الخوارج بشكل عام؛ وذلك لأنّهم لا يؤمنون بهذه الفكرة، ويعدّونها مخالفةً للقران الكريم [69]، منطلقين من أنّ الإمام ليس بالضرورة أنْ يكون قرشيًّا[70]، وأنّ فكرة المهدي المنتظر خرافةٌ لا أساس لها من الصحة، ولا ينبغي الأيمان بها إلّا بوجود أدلةٍ مقبولةٍ وقطعيةٍ تؤكّد وجودها [71].

ومع هذا الرفض الخارجي العام لهذه الفكرة والمبدأ العقدي الصارم، إلّا أنّه يبدو أنّ هناك استثناءً خارجيًّا يخالف هذا التبني، إذ قالت فرقة أو طائفة الخوارج الإباضين اليزيديّة التي تنسب إلى مؤسّسها يزيد بن أنيسة، الذي خرج عن رأي الإباضية والخوارج عمومًا، بل وعموم المسلمين واعتقد بأنّ الله سيبعث رسولًا من العجم، ويُنزل عليه كتابًا من السماء ينسخ به دين الإسلام، وهو المنتظر المهدي الموعود [72] .
وفي الجزء المغاربي من الدولة الإسلامية، وفي صحاري المغرب وبين القبائل ظهرت حركةٌ اتّخذت من المهدويّة دينًا لها، وأدّت إلى قيام دولةٍ هي دولة الموحّدين [73]، وتزعم هذه الحركة بأنّ محمد بن تومرت المكنّى بأبي عبد الله هو المهدي المنتظر[74]، إذ أخذ يشّوق الناس إلى ظهور مهديّ مُخلّص، ثم ادّعى ذلك تدريجيًا، وأنّ صفات المهدي لا تنطبق إلّا عليه وشهد أتباعه بذلك[75]. ويندرج ابن تومرت في قائمة المدّعين المهدويّة من غير آل البيت(عليهم السلام)؛ لكونه بربريًّا لحمًا ودمًا على الرغم من ادّعاءه النسب العلوي القرشي[76].

ولم تقتصر عقيدة المهدي المنتظر على بلاد المغرب العربي، فقد امتدّ تأثيرها إلى بلاد الأندلس، بتأثير الدعوة الفاطمية فحدثت العديد من الثورات فيها، فثار أحمد بن معاوية بن هشام المعروف بالقطّ بدعوةٍ منها على الحكم الأموي في الأندلس سنة(288هـ) وادّعى المهدويّة [77]. وقد أشار أحمد أمين في كتابة المهدي والمهدويّة إلى أنّ الإسبان عندما انتصروا على المسلمين، ولم يبقَ بأيدي المسلمين إلا غرناطة، كان بني الأحمر يتطلّعون إلى مهديّ منتظر، لتحقيق آمالهم بعد أنْ عجزوا عن الوقوف بوجه الإسبان[78].

ثالثًا: عقيدة المنتظر و المهدويّة عند الشيعة الاثني عشريّة:
قبل الانتقال إلى عقيدة المهدويّة والانتظار في الفكر الإمامي الاثني عشري، لابدّ من معرفة أنّه بعد وفاة الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) سنة (260هـ) اختلفت الآراء في موته، وفي انتقال الإمامة أو ثبوتها في شخصه، فقيل إنّه توُفّي دون أنْ يُرى خَلفٌ له، أو ولم يُعرف له ولدٌ ظاهر، وعليه فقد افترق أصحابه من بعده إلى أربع عشرة فرقةً، وهي:

الفرقة الأولى: قالت بأنّ للحسن العسكري(عليه السلام) ولدًا، وهو المهدي المنتظر، وقالوا بإمامته بعد أبيه، وهم الاثنا عشريّة.
الفرقة الثانية: قالت بأنّ الحسن العسكري(عليه السلام) لم يمت، وإنّه هو المهدي المنتظر.
الفرقة الثالثة: قالت إنّ الحسن العسكري مات، وسيُحيى بعد موته، وهو المهدي القائم.
الفرقة الرابعة: قالت بتوقّف الإمامة عند الحسن العسكري(عليه السلام).
الفرقة الخامسة: قالت بتوقّف الإمامة عند الحسن العسكري (عليه السلام) إلى أنْ يبعث الله قائمًا.
الفرقة السادسة: قالت بإمامة محمد بن الإمام علي الهادي(عليه السلام)، وهو المعروف بسبع الدجيل.
الفرقة السابعة: قالت إنّ الحسن العسكري(عليه السلام) تُوفّي وليس له خَلَف؛ فانتقلت الإمامة إلى أخيه جعفر الكذّاب.
الفرقة الثامنة: قالت إنّ الإمامة ليست للحسن العسكري(عليه السلام)، وإنمّا لجعفر منذ البداية.
الفرقة التاسعة: قالت بانتقال الإمامة من الحسن العسكري إلى جعفر، ثم إلى أخيه عبد الله.
الفرقة العاشرة: قالت بانتقال الإمامة من محمد (سبع الدجيل) إلى أخيه جعفر.
الفرقة الحادية عشرة: قالت إنّ للحسن العسكري(عليه السلام) خلفًا يُسمّى عليًّا، وإنّه الإمام من بعده.
الفرقة الثانية عشرة: قالت إنّ للحسن العسكري ولدًا، ولكنّه مستتر لا يُعرف اسمه ولا مكانه، وهو القائم.
الفرقة الثالثة عشر: قالت بأنّ القائم سيُولد فيما بعد.
الفرقة الرابعة عشر: قالت بموت الحسن العسكري(عليه السلام) ، وإنه غير معروف إذا كان له ولد أو لم يكن له[79].
وتُعدّ الاثني عشريّة، التي تعتقد بولادة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) أعظم الفرق الشيعية، وهي تؤمن بإمامة اثني عشر إمامًا متسلسلين من ذرية علي وفاطمة الزهراء$[80]. وترتكز في عقيدة المنتظر على أنّ الإمام الثاني عشر هو محمد بن الحسن العسكري، وهو المهدي القائم المنتظر[81]. وكان قد ولد عام (255هـ). وقد جمع بعض المؤرخين أخبار وروايات ولادته وشهادات المعاصرين القائلين برؤيته قبل الغَيبة[82]، وهي المسألة التي لا تجد المقبولية التاريخيّة عند المؤرّخين السُنّة، فهم يشيرون إلى تلك الأخبار بلحاظ أنّها من ادّعاءات الشيعة[83].

وتشير الروايات إلى أنّ نسب أمّ الإمام يعود إلى الأباطرة الرومان أو أنّها من نسل حواريي عيسى[84]. وقد أُحيطت ولادة المهدي بمجموعةٍ من المعجزات، كعدم ظهور علامات الحمل على أمه نرجس[85]، وأنّ ولادته واخفاء حمله كانت معجزةً كمعجزة أمّ موسى عندما أمر فرعون بشقّ بطون الحبالى[86].
ويروى عن عمّته السيّدة حكيمة أنّه ولد مختونًا، ومكتوبًا على ذراعه الأيمن ﴿جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا﴾ [87]، وأنّه عندما خرج من بطن أمه نزل جاثيًا على ركبتيه، ساجدًا لله تعالى، ورافعًا إصبعه إلى السماء وينظر اليها[88]. وأنّه عندما ولد طلب منه الإمام الحسن العسكري أنْ يتكلّم فنطق بالشهادتين وصلّى على أمير المؤمنين والأئمّة وأبيه، ثم سكت، وتكلّم مرةً ثانيةً في اليوم السابع من عمره[89]، وردد قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾. وللمهدي المنتظر غيبتان[90] هما:

الغَيبة الصغرى: حدثت والإمام في السنة الخامسة من عمره، وذلك بعد وفاة أبيه الإمام الحسن العسكري عام (260هـ) وتسلّمه لمنصب الإمامة، وقد استمرت لمدة تسعٍ وستّين سنة، حتى وفاة السفير الأخير، ولم يظهر خلالها للعامّة، واكتفى باللقاء بالخواصّ، والاتّصال بشيعته عبر السفراء الأربعة، وهم:
1- عثمان بن سعيد بن عمرو العمري حتى عام (265 هـ).
2- محمد بن عثمان بن سعيد حتى عام (304-305 هـ).
3- الحسن بن روح النوبختي حتى عام (326 هـ).
4- علي بن محمد السمري حتى عام (329 هـ).

بعد ذلك قرّر الإمام إيقاف هذه الاتصالات، وأوضح ذلك في رسالته لآخر السفراء علي بن محمد السمري بقوله: «يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميت بينك وما بين ستة أيام، فأجمع أمرك، ولا توصِ إلى أحدٍ يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغَيبة التامّة، فلا ظهور إلّا بعد أنْ يأذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد» [91].
الغَيبة الكبرى: بعد كتابة الرسالة لآخر السفراء وإنهاء مرحلة السفارة، بدأت الغَيبة الكبرى سنة (329 هـ)[92]. وتولّى قيادة الطائفة الشيعية كبار العلماء الشيعة؛ لإنّ الإمام غاب عن الأنظار وليس لديه نائبٌ ينوب عنه[93]، مستندين في ذلك إلى قول الإمام في رسالةٍ له: «أمّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا؛ فإنّهم حجّتي عليكم» [94].

ويعزو الشيعة هاتين الغيبتين للإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) إلى مضايقات السلطة العباسية، ومحاولاتها الملحة للعثور عليه والتخلّص منه[95]. تجدر الإشارة هنا إلى مسألةٍ مهمةٍ جدّا، وهي الخلاف حول مكان اختفاء الإمام والآراء المطروحة في ذلك، ومنشأ تلك الافتراضات. ففي حقيقة الأمر لا تحدّد الكتب الشيعيّة القديمة التي ظهرت في عصر الغَيبة الصغرى، وحتى كتاب الغَيبة للطوسي (ت460هـ) المخصّص لهذا الشأن، لا تحدّد مكان ولا زمان الاختفاء، كما أنّ الكتب السُنيّة المنتمية لهذه المرحلة هي الأخرى لا تحدّد ذلك، فحتى عصر الشهرستاني (ت548هـ) الذي اهتمّ برصد خارطة الفرق والمذاهب الإسلامية في كتاب (الملل والنحل)، بدا أنّه لا يعرف شيئًا عن موضوع السرداب في سامراء، ولا المقام في الحِلّة [96]. فمتى ظهرت هذه الأفكار؟ ومن الذي أوجدها وروّج لها؟ وكيف تشكّلت في المصادر المتأخرة؟ هذا ما يمكن تقصّيه عبر فرضية الاختفاء في سرداب سامراء ومقام الحِلة:

أولًا: الاختفاء في السرداب في سامراء:
ظهرت هذه الفرضية في بعض المصادر المتأخّرة الشيعيّة منها والسنيّة على حدٍّ سواء، وهي تتهم الشيعة بأنّهم يعتقدون بغيبة الإمام في سرداب سامراء خلال المدة (265-266هـ). ويبدو أنّ هذه الفكرة الخاطئة انتقلت من الكتب السنيّة إلى الكتب الشيعيّة التي بدت متمسّكة بها بنحوٍ مثير، والحقيقة أنّ السرداب لم يكن إلّا أحد الأماكن التي كان يتواجد فيها الإمام قبل الغَيبة بحكم كونه جزءًا من بيت الإمام. ومتابعة ظهور هذه الفكرة في المصادر التاريخية يؤكّد حقيقة الانتقال من المصادر السنيّة إلى المصادر الشيعيّة، فهي تأتي بالتراتب التالي:

ابن الجوزي (ت596 هـ) في كتاب المنتظم.
ياقوت الحموي (ت626 هـ) في كتابه معجم البلدان.
ابن الأثير (ت630 هـ) في كتابه الكامل في التاريخ.
الكنجي الشافعي (ت658 هـ) في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان.
ابن طاووس (ت673هـ). وهو المؤلّف الشيعي الأول الذي ذكر هذه الفكرة أو هذا الخبر.
ابن خلكان (ت681 هـ) في كتابه وفيات الأعيان.
الإربلي (ت692 هـ) في كتابه كشف الغمة، وهو المؤلف الشيعي الثاني الذي ينقلها.
ابن بطوطة (ت779 هـ) في كتابه رحلة ابن بطوطة.
ابن خلدون (ت808 هـ) في تاريخه.
الطبرسي (ت855 هـ) في كتابه الأصول المهمة. وهو الشيعي الثالث الذي ينقلها.

وعليه فالمؤرّخون السُنّة هم من بثّوا هذه الدعوى، ثم انتقلت من مصادرهم إلى المصادر الشيعية[97]. وممّا يؤكّد هذه الحقيقية التاريخية، أنّ الأخبار والحكايات الخاصّة بالتبرك بالسرداب، الذي كان يقصده المرضى واليائسون والمطاردون ــ لا سيّما في أوقات الاضطرابات السياسية والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة ــ كما تظهر في كتاب (كشف الغمة) للإربلي، هي في حقيقة الأمر منقولةٌ عن كتاب (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب) للكنجي الشافعي، الذي حاول أنْ يقنع الآخرين أنّ غيبة الإمام في السرداب وحياته فيه ليست أمرًا عجيبًا ولا مستحيلًا. وإلا فإنّ الشيعة يقولون إنّ الإمام(عليه السلام) اختفى من السرداب، ولم يقولوا إنّه اختفى في السرداب، وأقام فيه كما يدّعي السُنّة[98].

ثانيًا: الاختفاء في مدينة الحِلّة:
هي إحدى المفتريات التي أطلقها ابن خلدون وابن بطوطة على الشيعة! فعلى الرغم من تبجّح ابن خلدون في مقدمته المطولة، عن ضرورة عدم الاستسلام للأوهام والأقاصيص والخرافات التي مزج بها التاريخ وترديدها دون نظر وتنقيح[99]. على الرغم من دعواه الزائفة تلك نجده يقول: غلاة الإمامية وخصوصًا الاثني عشريّة منهم يزعمون أنّ الثاني عشر من أئمتهم ــ هو محمد بن الحسن العسكري، ويلقبونه المهدي ــ دخل في سرداب بدارهم في الحلة، وغاب فيه هنالك! [100].

ويروي ابن بطوطة في رحلته أنّه جاء إلى الحلة في العراق، وأنّه كان من عادة أهلها أنْ يذهبوا إلى حاكم المدينة، ويأخذون فرسًا مسرجًا أو بغلة، ويتقدّم أمامها خمسون رجلًا، ويتبعها من خلفها خمسون رجلًا، وهم يضربون الطبول، وينفخون البوقات فتجتمع معهم الناس، ويذهبون إلى المسجد الكبير المعروف بمشهد أو مقام صاحب الزمان، ويقفون أمام باب في ذلك المشهد مغطى بستائر الحرير، وينادون الإمام، وبعد مغيب الشمس يعود الموكب، وينصرف الناس عائدين إلى بيوتهم[101]. كما نقل المجلسي في بحار الأنوار بعض القصص عن هذا المقام، وكيف أنّه أسهم بشفاء امرأةٍ عمياء من أهل السُنّة بعد أنْ توسّلت إلى الإمام فيه، وشفاء رجلٍ كان مصابًا بالفالج (الشلل النصفي)، وغير ذلك من القصص التي تشير لبركة المقام[102].
ونقل ابن خلدون وابن بطوطة لهذه الأخبار الساذجة، يدلّ على أنّهما يقصدان التشويه والطعن لا أكثر، وإلّا فليس من المعقول أنهم لا يعلمون أنّ مدينة الحلة لم تكن موجودةً من الأساس في زمن ولادة الإمام، فقد أنشأها صدقة بن منصور المزيدي عام(495هـ) [103]. أي بعد (235سنة) من غيبة الإمام!

على أنّ هناك قصص يرويها المتأخّرون من الحليين الذين يدّعون أنهّم رأوا الإمام متنكّرًا، ومعظم هذه القصص تعود إلى عهد المغول، الذي لم تتعرض فيه الحلة لنهب الدخلاء، فتطوّرت لتصبح مركزًا لتجمع الشيعة ونشاطهم، وكان من السهل حينها أنْ يربط الناس بين نجاة المدينة وكرامات الإمام المهدي الغائب فيها! وبالتالي أطلقت هذه الدعوى التي تقول إنّ الإمام اختفى في مدينة الحلة. وقد انتهى الدكتور (جواد علي) إلى أنّ هذه القصص تعود إلى أكاذيب رجلٍ متصوفٍ يُدعى (شمس الدين محمد بن قارون) [104]. وهكذا يتضح أنّ استغلال سذاجة الناس لتحقيق بعض المصالح المادية وغيرها، عبر بثّ الدعايات الكاذبة حول البركات والكرامات، هو ما يفسّر ظهور هذه الاعتقادات والقصص والأماكن المزعومة للغيبة.
ومثلما ارتبط ظهور هذه الأماكن المدعاة للغيبة بالمطامع والمطامح الشخصية، فإنّ ادّعاء المهدويّة في الوقت الحديث والمعاصر هو الآخر يرجع إلى رغبات تحقيق المصالح الشخصية والمطامح، فظهرت العديد من الحركات والأشخاص التي ادّعت المهدويّة، ومنها: الحركة البابية التي ظهرت في بلاد فارس، ومؤسّسها هو علي محمد رضا الشيرازي (1819-1843)، وسميت بذلك؛ لأنّه ادّعى بأنّه الباب للمهدي المنتظر[105]. وينتهي نسب الأخير من جهة أبيه إلى الآغا سيد محمد رضا، ومن جهة أمه فاطمة إلى ذرية الإمام علي(عليه السلام)، وكان ولع منذ طفولته بالاتجاه الديني الذي انتهى به للصوفية والزهد والتقشف[106]، وبعد ذلك ادّعى أنّه المهدي المنتظر بعد أنْ أصابه الغرور بنفسه[107]، وقد أُعدم بعد أنْ أصدر رجال الدين فتوى بذلك في عهد ناصر الدين شاه، وذلك في (4/تموز/1850م). وتم قتل عشرات الآف من أنصاره[108]. ومنها أيضًا الحركة البهائية التي تزعمها (بهاء الدين) الذي تزعم البابيين بعد وفاة الباب ميرنا علي[109]، وقام باستبدال (كتاب البيان) الذي وضعه ميرزا علي بكتاب (الأقدس)، وادّعى أنّه هو المهدي المنتظر، وأنّ أستاذه الباب ميرزا علي لم يكن إلّا داعية للتبشير به [110].

ومن مدّعي المهدويّة في العصر الحديث أيضًا في المغرب الإسلامي المهدي السنوسي (1844-1902م) الذي ظهر في ليبيا، وقبل وفاته لمّح إلى أنّ المهدي المنتظر سيظهر قريبًا، وأنّ ظهوره سيكون في ختام القرن الثالث عشر الهجري [111].
ومن مدّعين المهدويّة أيضًا مهدي السودان (محمد بن عبد الله)، وتدعي أسرته أنّها تنتهي إلى نسل الرسول[112]. وكان قد ظهرت دعوته في الخرطوم في (8/ربيع الثاني/1302هـ/1884م)[113]. وقد دعا أتباعه إلى نصرته بوصفه المهدي المنتظر، وبعد أنْ استولى على الخرطوم فكّر بالاستيلاء على مصر، لكنّه مات أثر إصابته بالحمى في العام نفسه[114]. وزعم أتباعه أنّه نزل مُذَنّبٌ من السماء فظنّ الناس أنّها راية المهدي تحملها الملائكة، وزعم أثناء حياته أنّ زيارته بمنزلة حجّ البيت الله الحرام[115].

الخاتمة
واصلت عقيدة المهدويّة والانتظار ظهورها في المعتقد الإسلامي بنحوٍ كان أشدّ وضوحًا وتأكيدًا من غيره في الديانات الأخرى؛ بوصفه خاتم الرسالات السماوية؛ ولأنّ فضاءه التاريخي لم يستطيع تحقيق كافة وعوده وفلسفته؛ ولذا تعلق تحقّق ذلك على جملة من المقدمات والضروروات في مشروع الظهور.

وبذلك لا يعدّ مجرد تواصلٍ لهذه العقيدة مع تشكيلاتها في الديانات السابقة التي عدت امتدادًا لها بمسارٍ مغاير، إنّما أعادة إنتاجٍ لها بشكلٍ واقعي على نحوٍ كبير. وهي بذلك أصل كما معتقد الحساب والعقاب والثواب، بل إنّ الأخير في وقوعه متوقّفٌ عليها؛ ولذا نجد النصّ القرآني يؤكّد على حتمية وقوع هذه الفكرة بأكثر من نصّ قرآني إلى جانب الحديث النبوي الذي واصل الإلحاح عليها، إلا أنّ الانقسام العقدي في الجسد الإسلامي السني- الشيعي، والاختلاف المذهبي، ناهيك عن النكبات الاجتماعية والهزائم السياسية التي مرّ بها تاريخ التشيع، والخلافات العقديّة والفكريّة بين الطوائف والفرق الشيعية، قد تسبّب باستمرار تفتت التكتل الشيعي إلى مجموعةٍ من الفرق، وانتحال بعض شخوصها بما يخدم رؤاهم ومطامحهم على مختلف الأصعدة لهذه العقيدة على مر العصور الإسلامية وليومنا هذا! وقد استمرّ الخلاف التاريخي المزمن حوله شخصية المهدي ودوره وزمنه، منذ بدء ظهور الفكرة حتى الوقت الحاضر، ومن ثم الخلاف السني الشيعي حول ولادة أو عدم ولادة ذلك المخلص.
إنّ ملاحظة ذلك الخلاف المزمن والكبير بين الإسلام السني والإسلام الشيعي لا سيّما الفرقة أو الطائفة الاثني عشرية، يجعل المنطق النقدي يحكم باستحالة إقدام المجاميع الحديثيّة السُنيّة على دعم معتقدٍ شيعي- اثني عشري! بل أساس العقيدة الشيعية الاثني عشرية. كما أنّه يبدو من الصعب التفكير بتسرّب ذلك المعتقد لتلك المجاميع الحريصة على إبعادهِ ومحاربتهِ وإقصائه.

قائمة المصادر والمراجع
. القرآن الكريم
أولًا- المصادر الأولية:
ابن الأثير، عزّ الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم (ت630هـ/1232م)، الكامل في التاريخ، ط1، دار صادر: بيروت - لبنان 1385هـ/1965م.
الإربيلي، أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح (ت693 هـ/1293م)،كشف الغمة في معرفة الأئمة، ط2، دار الأضواء: بيروت_ لبنان،1405هـ/1985م.
ابن إسحاق، محمد بن يسار (ت151هـ/768م)، المبتدأ والمبعث والمغازي (سيرة ابن إسحاق)، تحقيق وتعليق: محمد حميد الله، ط1، معهد الدراسات والأبحاث للتعريب: فاس- المغرب، 1396هـ/1976م.
الأشعري، علي بن إسماعيل بن إسحاق (ت324هـ/935م)، مقالات الإسلامين واختلاف المصلين، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت- لبنان، 1410هـ/1990م.
الأشعري القمي، أبو القاسم سعد بن عبد الله بن أبي خلف (ت301هـ/913م) المقالات والفرق، صحّحه وقدّم له وعلّق عليه: محمد جواد مشكور، ط1، مؤسسة مطبوعات عطائي: طهران – إيران،1361هـ/1943م.
الأصبهاني، موفق الدين أبو العباس أحمد بن القاسم بن خليفة (ت535هـ/1140م)، دلائل النبوة، تحقيق وتعليق وتخريج: مساعد سليمان الراشد، ط1، دار العاصمة: الرياض- السعودية، 1412هـ/1991م.
الأيجي، عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد (ت 759هـ/1375م)، المواقف، تح: عبد الرحمن عميرة، ط1، دار الجيل: بيروت_ لبنان، 1417هـ/1997م.
ابن بابويه القمي، أبو الحسن علي بن الحسين (ت329هـ/1941م)، الإمامة والتبصرة من الحيرة، ط1، مؤسسة الإمام المهدي: قم – إيران، 1404هـ/1984م.
البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل (ت256هـ/869م).
التاريخ الصغير، تح: محمد إبراهيم، فهرس أحاديثه: يوسف المرعشي، ط1، دار المعرفة: بيروت- لبنان، 1406هـ/1986م.
التاريخ الكبير، تصحيح وتعليق: عبد الرحمن يحيى اليماني، ط1، الجمعية العلمية: حيدر آباد- الهند، 1361هـ/1942م.
ابن بطوطه، محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي (ت779هـ/1377م)، تحفة النُّظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار (رحلة بن بطوطه)، ط1، دار صادر: بيروت- لبنان،412 هـ/1992م.
البيذق، أبو بكر بن علي الصنهاجي (ت560هـ/1164م)، أخبار المهدي بن تومرت وابتداء دولة الموحدين، ط1، دار المنصور: الرباط- المغرب، 1391هـ/1971م.
البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين (ت458هـ/1065م)، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، ط1، دار الكتب العلمية: بيروت- لبنان، 1408هـ/1988م.
الحاكم النيسابوري، أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد (ت405هـ/1014م)، المستدرك على الصحيحين، ط1، دار المعرفة: بيروت- لبنان، 1335هـ/1916م.
ابن حنبل، أحمد بن محمد حنبل بن هلال بن أسد (ت241هـ/855م)، المسند، ط1، المطبعة المينية: القاهرة_ مصر، 1313هـ/1895م.
الحميري القمي، أبو العباس عبد الله بن جعفر (ت300هـ/912م)، قرب الإسناد، ط1، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث: قم – إيران، 1413هـ/1993م.
ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد (ت808هـ/1405م)، ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر (تاريخ بن خلدون)، ضبط وفهرسة: خليل شحادة، ط1، دار الفكر: بيروت- لبنان،1431هـ/2001م.
أبو داود، سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275هـ/888م)، سنن أبي داود، تحقيق وتعليق: سعيد محمد اللحام، ط1، دار الفكر: بيروت- لبنان، 1410هـ/1990م.
الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد (ت748هـ/1337م).
تاريخ الإسلام، تح: عمر عبد السلام تدمري، ط1، دار الكتاب العربي: بيروت– لبنان، 1407هـ/1987م.
سير أعلام النبلاء، تح:شعيب الأرنؤوط وحسن الأسد، ط9، مؤسسة الرسالة: بيروت– لبنان، 1413هـ/1993م.
ابن سعد، محمد بن سعد بن منيع (ت230هـ/941م)، الطبقات الكبير، تح: علي محمد عمر، ط1، مكتبة الخانجي: القاهرة- مصر،1421هـ/2001م.
السيد الحميري، إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة (ت173هـ/789م)، ديوان السيد الحميري، شرح وضبط وتقديم: ضياء حسين الأعلمي، ط1، مؤسسة الأعلمي: بيروت- لبنان، 1420هـ/1999م.
السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (ت911هـ/1505م).
الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، ط1، دار الفكر: بيروت- لبنان،1401هـ/1981م.
العرف الوردي في أخبار المهدي، تح: أبو يعلى البيضاوي، ط1، دار الكتب العلمية: بيروت-لبنان، 1427هـ/2006م.
الشهرستاني، أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر (ت548هـ/1153م)، الملل والنحل، تح: أمير علي منها وعلي حسين فاعور، ط3، دار المعرفة: بيروت– لبنان، 1414هـ/1993م.
ابن أبي شيبه، أبو بكر عبد الله (ت235هـ/849م)، المصنّف في الأحاديث والأخبار، ضبط وتعليق: سعد اللحام، ط1، دار الفكر: بيروت- لبنان، 1409هـ/1989م.
الصدوق، محمد بن علي بن الحسن بن بايويه القمي (ت381هـ/991م).
عيون أخبار الرضا، تصحيح وتعليق: حسن الأعلمي، ط1، مؤسسة الأعلمي: بيروت- لبنان، 1404هـ/ 984م.
كمال الدين وتمام النعمة، تح: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي: قم – إيران، 1405هـ/1985.
الصفدي، صلاح الدين خليل بن أبيك (ت764هـ/1362م)، الوافي بالوفيات، تح: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، ط1، دار إحياء التراث العربي: بيروت– لبنان، 1420هـ/2000م.
الطبراني، أبو القاسم سليمان بن أحمد (ت360هـ/970م)، المعجم الكبير، تح:حمدي عبد المجيد السلفي، ط2، دار إحياء التراث العربي: بيروت_ لبنان، 1397هـ/1976.
الطبرسي، أبو منصور أحمد بن علي (ت548هـ/1153م).
الاحتجاج، تعليق وملاحظات: محمد باقر الخرسان، ط1، دار النعمان: النجف- العراق، 1386هـ/1966م.
إعلام الورى بأعلام الهدى، ط1، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث: قم _طهران، 1417هـ/1996م.
الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير (ت310هـ/922م)، تاريخ الرسل والملوك (تاريخ الطبري)، ط4، مؤسسة الأعلمي: بيروت- لبنان، 1403هـ/1983م.
الطوسي، أبو جعفر بن محمد بن الحسن (ت460هـ/1067م)، الغَيبة، تح: عباد الله الطهراني وعلي أحمد ناصح، ط1، مؤسسة المعارف الإسلامية: قم– طهران، 1411هـ /1990م.
أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين بن محمد بن أحمد (ت356هـ/966م)، مقاتل الطالبيين، ط2، مؤسسة دار الكتابة: قم- إيران، 1385هـ/1965م.
الكليني، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق (ت329هـ/950م)، الكافي، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، ط5، دار الكتب الإسلامية: طهران-إيران، 1363هـ/1943م.
المجلسي، محمد باقر (ت1111هـ/1699م)، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، ط2، مؤسسة الوفاء: بيروت- لبنان، 1403هـ/1983م.
المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي (ت346 هـ/956 م)، إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب، ط2، دار الأضواء: بيروت– لبنان، 1411هـ/1991م.
المفيد، محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ت413هـ/1022م).
الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ط2، دار المفيد: بيروت- لبنان، 1414هـ/1993م.
المسائل الجارودية، تح: محمد كاظم مدير شانجي، ط2، دار المفيد: بيروت- لبنان، 1414هـ/1993م.
المقريزي، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر (ت845هـ/1441م)، إمتاع الأسماع بما للنبيّ من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تح: محمد بن عبد الحميد النميسي، ط1، دار الكتب العلمية: بيروت- لبنان، 1420هـ/1999م.
النوبختي، أبو محمد الحسن بن موسى (ت310هـ/923م)، فرق الشيعة، تحقيق وتصحيح وتعليق وتقديم: عبد المنعم الحفني، ط1، دار الرشيد: القاهرة- مصر، 1412هـ/1992م.
الهيثمي، نور الدين علي بن أبي بكر (ت807 هـ/1404م)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ط1، دار الكتب العلمية: بيروت– لبنان، 1408هـ/1988م.
ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد الله (ت626هـ/1228م)، معجم البلدان، ط1، دار التراث العربي: بيروت– لبنان، 1399هـ/1979م.

ثانيًا-المراجع العربية:
أحمد أمين، المهدي والمهدويّة، ط1، دار المعارف: مصر– القاهرة، 1371هـ/1951م.
البغدادي، عبد اللطيف، الرجعة على ضوء الأدلة الأربعة، ط1، الدار الإسلامية: بيروت- لبنان، 1424هـ/2003م.
جعيط، هشام، في السيرة النبوية الوحي والقرآن والنبوة، ط2، دار الطليعة: بيروت-لبنان، 1421هـ/2000م.
عبيد الله المهدي إمام الشيعة الإسماعيلية ومؤسس الدولة الفاطمية في بلاد المغرب، ط1، مكتبة النهضة المصرية: القاهرة- مصر، 1367هـ/1947م.
حسن، سعد محمد، المهديّة في الإسلام منذُ أقدم العصور حتى اليوم، ط1، دار الكتاب العربي: القاهرة- مصر، 1373هـ/1953م.
الخفاجي، كاظم عبد، التشيع في الأندلس من الفتح حتى سقوط غرناطة (92-711هـ/897-1492م)، ط1، مؤسسة الرافد: بغداد – العراق، 1433هـ/2012م.
ذو الفقار، علي، التوظيف السياسي لعقيدة المهدي وخطره على الأمن الوطني العراقي، ط1، دار بانيقيا: النجف- العراق، 1435هـ/2013م.
الراوي، فؤاد محسن، الفكر الإسلامي في مواجهة الفكر الغربي، ط1، دار المأمون: عمان-الأردن، 1430هـ/2009م.
أبو زهرة، محمد بن أحمد، تاريخ المذاهب الإسلامية في السياسة والعقائد وتاريخ المذاهب الفقهية، ط1، دار الفكر العربي: القاهرة– مصر، 1417هـ/1996م.
السادة، مجتبى، رؤى مهدوية شذرات فكرية في القضية المهدويّة، ط1، دار أطياف: القطيف – السعودية، 1394هـ/1974م.
سالم، عبد العزيز، دراسات في تاريخ العرب في العصر العباسي الأول، ط1، مؤسسة شباب الجامعة: الإسكندرية - مصر، 1993م.
صديقي، محمد ناصر، فكرة المخلص بحث في الفكر المهدوي، ط1، دار جداول: بيروت – لبنان، 1433هـ/2012م.
صقر، نادية حسني، السبئية ومؤسسها ابن سبأ اليهودي أخطر الحركات الهدامة في صدر الإسلام، ط1، مكتبة النهضة: القاهرة- مصر، 1411هـ/1991م.
الصلابي، علي محمد، دولة الموحّدين، ط1، دار البيادق: عمان- الأردن، 1418هـ/1998.
طقوش، محمد سهيل، تاريخ الدولة العباسية، ط7، دار النفائس: بيروت- لبنان، 1430هـ/2009م.
العبادي، أحمد مختار، في التاريخ العباسي والفاطمي، ط1، دار النهضة العربية: بيروت-لبنان، 1403هـ/1982م.
العسكري، مرتضى، عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى، ط6، دار الزهراء:بيروت-لبنان، 1412هـ/1991م.
العزيز، حسين قاسم، البابكية، ط1، دار المدى: دمشق- سوريا، 1420هـ/2000م.
المحرمي، زكريا بن خليفة، الإباضية تاريخ ومنهج ومبادئ، ط1، مكتبة الغبيراء: سلطنة عمان، 1426هـ/2005م.
مختار، محمد وأبو الريس موسى، إظهار الحق في الأديان والفرق، ط1، دار الإسراء: عمان-الأردن، 1412هـ/1992.
مهدي، فالح، البحث عن المنقذ - دراسة مقارنة بين ثماني ديانات، ط1، دار ابن رشد: بغداد-العراق، 1401هـ/1981م.

ثالثًا- المجلات والدوريات:
البرقاوي، يوسف عبد الرحمن، عقيدة الأمة في المهدي المنتظر، بحث منشور في مجلة البحوث الإسلامية: السعودية-الرياض، العدد (49) لسنة (1417هـ/1996م).

رابعًا- الرسائل و الأطاريح:
الزيتاوي، معزوزة علي موسى، الحركات الفارسية غير الإسلامية في المشرق في العصر العباسي الأول، أطروحة دكتوراه منشورة، مركز ابداع للرسائل الجامعية: الجامعة الأردنية – كلية الدراسات العليا، 1423هـ/2003م.
صيام، محمد بوسف محمود، المهدي المنتظر عند فرق الشيعة دراسة نقدية مقارنة، رسالة ماجستير منشورة، الجامعة الحرة: هولندا- فرع فلسطين، 1431هـ/2010م.
النجار، عبد المجيد، المهدي بن تومرت حياته وآراؤهُ وثورته الفكرية والاجتماعية وأثرهُ بالمغرب، أطروحة دكتوراه منشورة، ط1، جامعة الأزهر: القاهرة- مصر، 1403هـ/1983م.

--------------------------------------------
[1] التوبة: الآية 32.
[2] القصص: الآية 4-5.
[3] النور: الآية 55.
[4] التوبة: الآية 33.
[5] أحمد بن حنبل: المسند، 1/9؛ أبو داود: السنن، 2/309-310؛ الحاكم النيسابوري: المستدرك، 4/465.
[6] أحمد بن حنبل: مسند، 1/376-377؛ الطبراني: المعجم الكبير، 19/32-33.
[7] ابن أبي شيبه: المصنّف، 8/679؛ أبو داوود: السنن، 2/310 ؛ السيوطي: الجامع الصغير، 2/402.
[8] البخاري: التاريخ الكبير، 8/406؛ الذهبي: تاريخ الإسلام، 17/193.
[9] سعد محمد: المهدية في الإسلام، 175.
[10] تويال: الشيعة في العالم، 110.
[11] الذهبي: تاريخ الإسلام، 19/113؛20/161؛ سير أعلام النبلاء، 13/121.
[12] أحمد محمود: نظرية الإمامة، 404.
[13] محمد علي: البرهان، 215-415.
[14] البرقاوي: عقيدة الأمة في المهدي، 342، 494.
[15] جواد علي: المهدي المنتظر، 301 -302.
[16] النوبختي: فرق الشيعة، 19.
[17] القمي: المقالات والفرق، 20.
[18] نادية حسني: السبيئة، 10.
[19] القمي: المقالات والفرق، 21؛ النوبختي: فرق الشيعة، 20.
[20] فالح مهدي: البحث عن منقذ، 195-196.
[21] كامل سعفان: الساعة الخامسة والعشرون، 101.
[22] جواد علي: المهدي المنتظر، 83- 89.
[23] القمي: المقالات والفرق، 21.
[24] كامل سعفان: الساعة الخامسة والعشرون، 11.
[25] ذو الفقار علي: التوظيف السياسي، 74.
[26] القمي: المقالات والفرق، 21-22.
[27] النوبختي: فرق الشيعة، ص39 سعد محمد: المهدي في الاسلام، ص105.
[28] صديقتي: فكرة المخلّص، ص139.
[29] ذو الفقار علي: التوظيف السياسي، ص82-83.
[30] النوبختي: فرق الشيعة، ص29-30.
[31] القمي: المقالات والفرق، ص42-43.
[32] النوبختي: فرقة الشيعة، ص47.
[33] القمي: مقالات الإسلامين، 136.
[34] ) الشهرستاني: الملل والنحل، 1، 154.
[35] سعد محمد: المهدي في الإسلام، 107.
[36] الأصفهاني: مقاتل الطالبين، 107.
[37] البغدادي: الفرق بن الفرق، 36.
*السليمانية: أتباع سليمان بن حرير، قالوا بأنّ الامامة تعقد بالشورى، وتعقد برجلين من خيار المسلمين؛ ولذا فهم يصحّحون خلافة أبي بكر وعمر، ويكفرون عثمان وطلحة والزبير وعائشة. الإيجي: المواقف، 3 ، 677-678.
** البترية هم أتباع كثير النواء الأبتر، أبتر اليد، ويعتقدون بإمامة الامام علي (عليه السلام)، ويصحّحون خلافة أبي بكر وعمر؛ لأنّ الإمام علي(عليه السلام) سلّم لهم بذلك. وتوقفوا بشأن عثمان. المفيد: المسائل الجارودية، 11-12.
*** الجارودية: هم أتباع أبي الجارود زياد المنذر الجارود الهمداني، الذين يعتقدون بالنصّ على الإمام علي (عليه السلام)، ويكفّرون من يعترف بخلافة أبي بكر وعمر، على خلاف الزيدية، وهم يسوقون الإمامة من بعد زين العابدين (عليه السلام) إلى ولده زيد، ثم إلى محمد ذي النفس الزكية، الشهرستاني: الملل والنحل 157-158.
[38] سعد محمد: المهديّة في الإسلام 110.
[39] الشهرستاني: الملل والنحل، 158.
[40] القمي: مقالات الإسلامين 1، 142.
[41] إسماعيل علي: مجلة العقيدة دراسة حول تيارات الفكر المهدوي، العدد الاول، شعبان 1435هـ، 350.
[42] القمي: مقالات الإسلامين 1، 100.
[43] ) الأصفهاني : مقاتل الطالبيين ، 140؛ النوبختي: فرق الشيعية، 53.
[44] الأصفهاني: مقاتل الطالبيين، 182-186.
[45] سعد محمد: المهدي في الإسلام، 1251.
[46] النوبختي: فرق الشيعة، 44؛ هاينس هالم: الشيعة، 110.
[47] أحمد أمين: المهدي والمهدويّة، 13.
[48] القمي: المقالات والفرق، 80؛ النوبختي: الفرق الشيعيّة، 58.
[49] السيوطي: العُرف الوردي، 15.
[50] مجتبى السادة: رؤى مهدويّة، 41.
[51] صديقي: فكرة المخلّص، 148.
[52] محمد يوسف: المهدي المنتظر، 186.
[53] النوبختي: فرق الشيعة، 61.
[54] سعيد محمد: المهدوية في الإسلام 171.
[55] صديقي : فكرة المخلّص، 152.
[56] الطوسي: الغيبة، 63.
[57] القمي: الإمامة والتبصرة 75؛ الصدوق: عيون أخبار الرضا، 2/46 .
[58] الحميري: قرب الإسناد، 351-352
[59] العبادي: التاريخ العباسي والفاطمي، 9.
[60] طقوش: الدولة العباسية، 55، العبادي: التاريخ العباسي الفاطمي، 9.
[61] القمي: المقالات والفرق، 64، الزيتاوي: الحركات الفارسية، 128.
[62] صديقي: فكرة المخلّص، 54.
[63] الطبري: تاريخ 5/440؛ ابن إسحاق: الكامل، 5/196.
[64] عبد العزيز سالم: العصر العباسي الأول، 155.
[65] محمد يوسف: المهدي المنتظر، 106.
[66] ذو الفقار علي: التوظيف السياسي، 74 .
[67] حسن إبراهيم وطه أحمد: عبيد الله المهدي، 143.
[68] مجتبى السادة: رؤى مهدويّة، 45.
[69] المحرمي: الأباضية، 80.
[70] مجتبى السادة: رؤى مهدويّة، 28.
[71] الشهرستاني: الملل والنحل، 1/136.
[72] الشهرستاني: الملل والنحل، 1/136.
[73] سعد محمد: المهدي في الإسلام، 185.
[74] أحمد أمين: المهدي والمهدويّة، 35.
[75] عبد المجيد النجار: المهدي بن تومرت، 116-120؛ عبد الكريم: المهدويّة والعصمة، مجلة جامعة كربلاء، م 5، العدد الأول (2005-2006)، ص169.
[76] سعد محمد: المهدي في الإسلام، 186 – 187؛ الصلابي: دولة الموحّدين، ص7-8.
[77] كاظم عبد: التشيّع في الأندلس، 238.
[78] أحمد أمين: المهدي والمهدويّة، 27.
[79] القمي: المقالات والفرق، 102-115؛ النوبختي: فرق الشيعة، 97- 109.
[80] أبو زهره: تاريخ المذاهب، 46.
[81] فالح مهدي: البحث عن منقذ، 198.
[82] المسعودي: الوصية، 257-273؛ ابن بابويه القمي: الإمامة والتبصرة، 109- 115؛ المفيد: الإرشاد، 2/239-254؛ الطوسي: الغيبة، 106-109.
[83] يُنظر: الذهبي: تاريخ الإسلام، 20/160-161؛ سير أعلام النبلاء، 13/119-122؛ ابن خلكان: وفيات الأعيان، 4/176؛ الصفدي: الوافي بالوفيات، 2/294-295.
[84] الصدوق: كمال الدين، 417- 423؛ الكوراني: آداب عصر الغيبة، 18.
[85] المسعودي: إثبات الوصية، 258.
[86] المسعودي: إثبات الوصية، 258؛ القمي: كمال الدين، 456.
[87] المسعودي: إثبات الوصية، 258-259.
[88] المسعودي: إثبات الوصية، 258-259؛ القمي:كمال الدين، ص458.
[89]المسعودي: إثبات الوصية، 258-259؛ القمي: كمال الدين 453-454.
[90] ينظر عن مجمل هذا الموضوع الفصل الثالث (الغيبة والرجعة) من كتاب (المهدي المنتظر عند الشيعة الاثني عشرية) للدكتور جواد علي.
[91] الطبرسي: إعلام الورى، 2/260؛ الإربلي:كشف الغمة، 3/338؛ جواد علي: المهدي المنتظر، 239-240.
[92] البغدادي: الرجعة، 255.
[93] جواد علي: المهدي المنتظر، 261.
[94] الصدوق: كمال الدين، 482؛ الطوسي: الغيبة، 291.
[95] مجتبى السادة: رؤى مهدويّة، 101.
[96] جواد علي: المهدي المنتظر، 78-79.
[97] ينظر، جواد علي: المهدي المنتظر، 78-79.
[98] جواد علي: المهدي المنتظر، 80 -81.
[99] ابن خلدون: تاريخ، 1/3-4.
[100] ابن خلدون: تاريخ، 1/199.
[101] رحلة ابن بطوطة، 649؛ جواد علي: المهدي المنتظر، 81.
[102] بحار الأنوار، 52/72-75.
[103] ياقوت الحموي: معجم البلدان، 2/294؛ جواد علي: المهدي المنتظر، 10- 11.
[104] جواد علي: المهدي المنتظر، 81 -83.
[105] إبراهيم خليل: إيران وتركيا ، 74.
[106] سعد محمد: المهدية في الاسلام، 244-245.
[107] محمد مختار: إظهار الحق، 141.
[108] إبراهيم خليل: تركيا وإيران 75.
[109] محمد مختار: اظهار الحق، 142.
[110] ذو الفقار علي: التوظيف الباب، 81.
[111] النظريّة المهدويّة، 57.
[112] هولت: المهديّة في السودان، 50.
[113] زمبارو: معجم الانساب والأسر الحاكمة، 137.
[114] قيدارة: النظرية المهدوية، 57 – 58.
[115] إسماعيل علي: دراسات حول تيّارات الفكر المهدي، مجلة العقيدة، العدد 1، ص 347.