البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

أهل البيت (ع) في فكر الآخر، ابن أبي الحديد المعتزلي أنموذجا

الباحث :  أ.د. جواد كاظم النصرالله
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  16
السنة :  شهر ربيع الاول 1440هـ / 2018م
تاريخ إضافة البحث :  January / 12 / 2019
عدد زيارات البحث :  2039
تحميل  ( 589.134 KB )
المعتزلة فرقة كلامية ظهرت في إطار الفكر الإسلامي اتخذت من علم الكلام([1]) موضوعاً لها. فبعد أن واجهت المجتمع الاسلامي مشكلات فكرية منذ اواخر القرن الاول الهجري، وقد طرح بعض المفكرين اجابات لهذه المشكلات، فإزاء مسألة هل الانسان حر في افعاله ام مقيد؟ طرح غيلان الدمشقي([2]) فكرة حرية الإرادة([3])، وإزاء كنه الله سبحانه وتعالى طرح الجعد بن درهم([4]) مسألة نفي الصفات([5])، وكانت مسألة مرتكب الكبيرة تشغل بال الكثيرين، فطرح واصل بن عطاء([6]) مسألة المنزلة بين المنزلتين([7]). هذه الآراء التي كان التوصل اليها عقلاً اخذ يعتنقها فيما بعد تيار عُرف بالاعتزال بدأ بالبصرة، ثم بغداد مكوناً مدرستين. الاولى في البصرة([8])، والثانية في بغداد([9]). وقد انتعشت فرقة المعتزلة ايام المأمون والمعتصم والواثق، ولكنها واجهت تحدياً قوياً منذ عهد المتوكل، حتى جاء الصاحب بن عباد([10]) فأحيا الفكر الاعتزالي مرة أخرى([11]). ولكن المعتزلة واجهت تحدياً من الاشاعرة والمتصوفة منذ القرن الخامس الهجري، هذا دفعهم للبحث عن اصول لهم فادعوا ان واصلاً تتلمذ على يد ابي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وابي هاشم تلميذ أبيه محمد، ومحمد تلميذ أبيه الامام علي (ع)([12]).
وفي القرن السابع الهجري ظهر ابن ابي الحديد([13]) المعتزلي (586-656هـ ) الذي ولد ونشأ في المدائن، ثم انتقل إلى بغداد، فدرس علوم اللغة والأدب والكلام والفلسفة حتى اصبح من كبار علماء عصره، وبرز بشكل واضح في الادب والكلام، ففي الادب وضع كتابه (الفلك الدائر على المثل السائر) وهو رد على كتاب المثل السائر لابن الأثير، أمّا في الكلام فقد وضع مؤلفات عدّة. منها (النقيضين)، و(نقض السفيانية) وهو رد على كتاب السفيانية للجاحظ، و(شرح الغرر) وهو شرح لكتاب الغرر للمرتضى. وله مجموعة قصائد عرفت بالقصائد السبع العلويات في مدح الإمام علي (ع)، ومن بين كتبه كان كتاب (شرح نهج البلاغة) الذي يقع في عشرين جزءاً، وهو كتاب موسوعي ضم اللغة والأدب والتاريخ والكلام وغيرها من نوادر المعرفة؛ ولذا عدّه «كتاب أدب لا نظر».
ولكن لماذا شرح ابن ابي الحديد وهو معتزلي كتاب نهج البلاغة؟ وما الذي اراد أن يقوله من خلال شرحه هذا؟
أولاً: الملاحظ أنّ المعتزلة واجهوا نقداً شديداً في هذه الفترة وما سبقها منذ القرن الخامس الهجري حول اصل الاعتزال؛ لذا اراد رجال المعتزلة تأصيل الفكر الاعتزالي بإرجاعه إلى مصدر موثوق من قبل الجميع ألا وهو الامام علي (ع) وذلك عن طريق اتصال واصل بأبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية. وقد ساعدهم على ذلك ما اثر عن الامام علي (ع) من كلام حول التوحيد والنبوة والمعاد وخلق الافعال وغيرها من المسائل الكلامية، مما لا يوجد مثيله لدى احد من الصحابة؛ ولذا نجد ابن ابي الحديد في شرحه للنهج يشرحه شرحاً اعتزالياً؛ ليقول بعد ذلك بان عقائد المعتزلة مأخوذة من كلام الامام علي (ع).
ثانياً: انّ الميزة التي ميّزت معتزلة بغداد قاطبة هو القول بالتفضيل، لذا نجد ابن ابي الحديد يفتتح شرحه بالقول بالتفضيل، ثم يؤكد هذه المسالة في اجزائه العشرين اينما سنحت له الفرصة([14]).
ومن أهم المسائل التي تناولها ابن أبي الحديد في كتبه كان مصطلح أهل البيت : الذي لقي اختلافا في الفكر الإسلامي وقد تناوله ابن أبي الحديد لغويا وفقهيا وعقائديا وتاريخيا وفق الرؤية الاعتزالية.
عُرفت تلك الأسرة التي تكونت من علي وفاطمة والحسن والحسين : باسم (أهل البيت)، الذين وصفوا بأنّهم عترة رسول الله (ص) ، أي أهله الأدنين ونسله، ولا تشمل رهطه، وان بعدوا([15]).
ولما قال أبو بكر يوم السقيفة: «نحن عترة رسول الله وبيضته التي فقئت([16]) عنه» ([17])، قال ابن أبي الحديد المعتزلي معقبا([18]): انّه على سبيل المجاز؛ لأنهم بالنسبة إلى الأنصار عترة له لا في الحقيقة، كما يفاخر العدناني القحطاني، بأنه ابن عم الرسول (ص)، وهو ليس ابن عمه حقيقة، وإنما مجازا، إذا قورن بالقحطاني.
لكن قول أبي بكر هذا جوبه بالنقد، فقد ذكر المجلسي([19]) قول أبي بكر ورد الإمام علي (ع)، فقال: «فلما بويع احتج على الناس بالبيعة، وأنها صدرت عن أهل الحل والعقد، فقال علي (ع): أما احتجاجك على الأنصار بأنك من بيضة رسول الله (ص)، ومن قومه فغيرك أقرب نسبا منك إليه، وأما احتجاجك بالاختيار ورضى الجماعة، فقد كان قوم من أجلة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد، فكيف ثبت؟!».
فيما علق الشريف المرتضى([20]) على قول أبي بكر على فرض صحته، فقال: «فإن قيل: فما تقولون في قول أبي بكر بحضرة جماعة الأمة: (نحن عترة رسول الله وبيضته التي انفقأت عنه) وهو يقتضي خلاف ما ذهبتم إليه.
قلنا: الاعتراض بخبر شاذ يرده ويطعن عليه أكثر الأمة على خبر مجمع عليه مسلم روايته لا وجه له، على أن قول أبي بكر هذا لو كان صحيحا لم يكن من حمله على التوسع والتجوز بد؛ لأن قرب أبي بكر إلى الرسول في النسب لا يقتضي أن يطلق عليه لفظة " عترة " على سبيل الحقيقة؛ لأنّ بني تيم بن مرة وإن كانوا إلى بني هاشم أقرب ممن بعد عنهم بأب أو أبوين فكذلك من بعد عنهم بأب أو بأبوين أو أكثر من ذلك هو أقرب إلى بني هاشم ممن بعد أكثر من هذا البعد، وفي هذا ما يقتضي أن تكون قريش كلها عترة واحدة، بل يقتضي أن يكون جميع ولد معد بن عدنان عترة؛ لأنّ بعضهم أقرب إلى بعض من اليمن، وعلى هذا التدريج حتى يجعل جميع بني آدم عترة واحدة، فصح بما ذكرناه أن الخبر إذا صح كان مجازا ويكون وجه ذلك ما أراده أبو بكر من الافتخار بالقرابة من نسب الرسول (ص) وأطلق هذه اللفظة توسعا، وقد يقول من له أدنى شعبة بقوم وأيسر علقة بنسبهم: أنا من بني فلان، على سبيل التوسع، وقد يقول أحدنا لمن ليس بابن له على الحقيقة: إنك ابني وولدي، إذا أراد الاختصاص والشفقة، وكذلك قد يقول لمن لم يلده: أنت أبي، فعلى هذا يجب أن يحمل قول أبي بكر وإن كانت الحقيقة تقتضي خلافه، على أن أبا بكر لو صح كونه من عترة الرسول (ص) على سبيل الحقيقة لكان خارجا من حكم قوله: (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)؛ لأن الرسول (ص) قيد ذلك بصفة معلوم، وأنها لم تكن في أبي بكر وهي قوله: (أهل بيتي) ولا شبهة في أنه لم يكن من أهل البيت الذين ذكرنا أن الآية نزلت فيهم واختصتهم، ولا ممن يطلق عليه في العرف أنه من أهل بيت الرسول (ص)؛ لأن من اجتمع مع غيره بعد عشرة آباء أو نحوهم لا يقال إنه: من أهل بيته، وإذا صحت هذه الجملة التي ذكرناها وجب أن يكون إجماع العترة حجة؛ لأنّه لو لم يكن بهذه الصفة لم يجب ارتفاع الضلال عن التمسك بالعترة على كل وجه، وإذا كان (ص) قد بين أن المتمسك بالعترة لا يضل ثبت ما ذكرناه».
والعترة التي بينها الرسول (ص) هي ما أشار إليها في حديث الثقلين([21]): «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض»([22]).
وأوضح النبي (ص) في مقام آخر أهل بيته لما طرح عليهم كساءً([23])، فنزل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾([24])، فقال الرسول (ص): «اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب الرجس عنهم»، وهم علي وفاطمة والحسن والحسين : ([25]). ([26]).
وقد نعت الإمام علي (ع) العترة بأنها السبب([27])، إذ قال في كلام له (ع): «وهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِه»([28])، قال ابن أبي الحديد: وهجروا السبب، يعنى أهل البيت، وهذه إشارة إلى قول النبي (ص): «خلفت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض»([29])، فعبر أمير المؤمنين (ع) عن أهل البيت بلفظ " السبب " لما كان النبي (ص) قال: "حبلان"، والسبب في اللغة: الحبل. وعنى بقوله: " أمروا بمودته"، قول الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾([30])،([31]).
ووصف الإمام علي (ع) العترة بأنها راية الحق، إذ قال أمير المؤمنين (ع): «وخَلَّفَ فِينَا رَايَةَ الْحَقِّ، مَنْ تَقَدَّمَهَا مَرَقَ، ومَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا زَهَقَ، ومَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ، دَلِيلُهَا مَكِيثُ الْكَلَامِ، بَطِيءُ الْقِيَامِ، سَرِيعٌ إِذَا قَامَ، فَإِذَا أَنْتُمْ أَلَنْتُمْ لَه رِقَابَكُمْ، وأَشَرْتُمْ إِلَيْه بِأَصَابِعِكُمْ، جَاءَه الْمَوْتُ فَذَهَبَ بِه، فَلَبِثْتُمْ بَعْدَه مَا شَاءَ اللَّه»([32]).
قال ابن أبي الحديد([33]): إن الإمام يشير هنا إلى نفسه وولديه، والأصل في الحقيقة نفسه، إذ وصف نفسه (دَلِيلُهَا مَكِيثُ الْكَلَامِ) أي بطيئة([34])، أما ولداه فهما تابعان له ونسبتهما له كنسبة الكواكب المضيئة مع طلوع الشمس المشرقة، وقد أشار لذلك النبي (ص) بقوله لهما: وأبوكما خير منكما([35]».
وعد الإمام علي (ع) أهل البيت «هُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ وأَعْلَامُ الدِّينِ وأَلْسِنَةُ الصِّدْقِ، فَأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرْآنِ، ورِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِيمِ الْعِطَاشِ»([36]). إن تحت قوله (ع): فأنزلوهم منزلة القرآن سر عظيم، وذلك انه أمر المكلفين بأن يجروا العترة في الإجلال والإعظام والانقياد لها والطاعة لأوامرها مجرى القرآن([37]).

ولكن هذه الرؤية ألا تشعر بعصمة العترة؟
أجاب ابن أبي الحديد المعتزلي([38]): «نص أبو محمد بن متويه([39]) (رحمه الله تعالى) في كتاب الكفاية، على أن عليا (ع) معصوم، وإن لم يكن واجب العصمة، ولا العصمة شرط في الإمامة، لكن أدلة النصوص قد دلت على عصمته، والقطع على باطنه ومغيبه، وأن ذلك أمر اختص هو به دون غيره من الصحابة، والفرق ظاهر بين قولنا: (زيد معصوم)، وبين قولنا: (زيد واجب العصمة)؛ لأنّه إمام، ومن شرط الإمام أن يكون معصوما، فالاعتبار الأول مذهبنا، والاعتبار الثاني مذهب الإمامية»([40]).
ثم إن آل البيت : هم (أبواب الحكم) وهي الشرعيات والفتاوي وهم ضياء الأمور، أي العقليات والعقائد([41])، قال (ع): «وعِنْدَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَبْوَابُ الْحُكْمِ وضِيَاءُ الأَمْرِ»([42]). وهذا المقام العظيم لا يستطيع أن يجسر احد من المخلوقين على ادعائه إلا الإمام علي (ع) فلو ادعاه غيره لكذب وكذبه الناس([43]).
وقد قال (ع): «نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، ومَحَطُّ الرِّسَالَةِ، ومُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ»([44])؛ ولذا دعا الإمام علي (ع) الناس إلى «ورِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِيمِ الْعِطَاشِ»([45]) ([46])، أي الحرص على اخذ العلم والدين منهم([47])، ووصف أمرهم بأنه «صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يَحْمِلُه إِلَّا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ، امْتَحَنَ اللَّه قَلْبَه لِلإِيمَانِ»([48]). والمعنى أنهم صبرٌ على التقوى، أقوياء على احتمال مشاقها، ويجوز أن يكون وضع الامتحان موضع المعرفة؛ لأنّه تحققك الشيء إنما يكون باختياره، ويجوز أن يكون المعنى: ضرب الله على قلوبهم بأنواع المحن والتكاليف الصعبة لأجل التقوى، ويجوز أن يكون المعنى انه اخلص قلوبهم للتقوى من قولهم: امتحن الذهب، إذا أذابه فخلص إبريزه من خبثه ونفاه([49]).
وفي شرحه لقوله (ع): «لَا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ (ص) مِنْ هَذِه الأُمَّةِ أَحَدٌ، ولَا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْه أَبَداً»([50])، قال ابن أبي الحديد المعتزلي: «لا شبهة إن المنعم أعلى واشرف من المنعم عليه، ولا ريب إن محمداً (ص) وأهله الأدنين من بني هاشم، - لاسيما عليا (ع)- انعموا على الخلق كافة بنعمة لا يقدر قدرها، وهي الدعاء إلى الإسلام، والهداية إليه، فمحمد (ص) وإن كان هدى الخلق بالدعوة التي قام بها بلسانه ويده، ونصرة الله تعالى له بملائكته وتأييده، وهو السيد المتبوع، والمصطفى المنتجب، الواجب الطاعة إلا أن لعلي (ع) من الهداية أيضا، وإن كان ثانيا لأول، ومصليا على اثر سابق، ما لا يجحد ولو لم يكن إلا جهاده بالسيف أولاً وثانياً، وما كان بين الجهادين من نشر العلوم، وتفسير القرآن وإرشاد العرب إلى ما لم تكن له فاهمة، ولا متصورة، لكفى في وجوب حقه، وسبوغ نعمته (ع) ([51])، فإن قيل: … فأي نعمة له عليهم؟ قيل: نعمتان: الأولى منهما، الجهاد عنهم وهم قاعدون، فإن من أنصف علم انه لولا سيف علي (ع) لاصطلم([52]) المشركون… وقد علمت آثاره في بدر واحد والخندق وخيبر وحنين، وان الشرك فيها فغر فاه، فلولا أن سده بسيفه لالتهم المسلمين كافة([53])، والثانية: علومه التي لولاها لحكم بغير الصواب في كثير من الأحكام وقد اعترف عمر له بذلك، والخبر مشهور، لولا علي لهلك عمر([54])»([55]).وقوله «لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن»([56]). وقوله «لا يفتين احد في المسجد وعلي حاضر»([57]).
وأضاف: « ويمكن أن يخرج كلامه على وجه آخر؛ وذلك لان العرب تفضل القبيلة التي منها الرئيس الأعظم، على سائر القبائل، وتفضل الأدنى منه نسبا، فالأدنى على سائر آحاد تلك القبيلة، فان بني دارم يفتخرون بحاجب وأخوته، وبزرارة أبيهم([58]) على سائر بني تميم فكذلك لما كان رسول الله (ص) رئيس الكل، والمنعم على الكل، جاز لواحد من بني هاشم، ولا سيما مثل علي (ع) أن يقول هذه الكلمات».([59])
ومن مميزات أهل البيت : أن الصلة وصدقة التطوع والزكاة الواجبة محرمة عليهم، وهم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع)، وأما غيرهم فتحرم عليهم الزكاة الواجبة، ولا تحرم صدقة التطوع ولا الصلة([60]).
وتسائل ابن أبي الحديد: كيف يقال أن الصلة محرمة عليهم، وقد اخذ الحسن والحسين 8 الصلات من معاوية؟([61]).
فأجاب ابن أبي الحديد: « كلا! لم يقبلا صلته، ومعاذ الله أن يقبلاها! وإنما قبلا منه ما كان يدفعه إليهما من جملة حقهما من بيت المال، فان سهم ذوي القربى منصوص عليه في الكتاب العزيز ولهما غير سهم ذوي القربى سهم آخر للإسلام من الغنائم» ([62]).
ولما أشار (ع) إلى اختصاص آل البيت : بخصيصة بعد الموت «أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ (ص) إِنَّه يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا ولَيْسَ بِمَيِّتٍ - ويَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا ولَيْسَ بِبَالٍ»([63]).

حمل ابن أبي الحديد هذا الكلام على وجهين.
الأول: أن يكون النبي (ص) وعلي ومن يتلوهما من أطايب العترة أحياء بأبدانهم التي كانت في الدنيا بأعيانها، قد رفعهم الله تعالى إلى ملكوت سماواته، وعلى هذا لو قدرنا أن محتفرا احتفر تلك الأجداث الطاهرة عقب دفنهم لم يجد الأبدان في الأرض، وقد روي في الخبر النبوي (ص) مثل ذلك، وهو قوله " إن الأرض لم تسلط علي وأنها لا تأكل لي لحما، ولا تشرب لي دما"([64]).
نعم، يبقى الإشكال في قوله (ع): «ويَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا ولَيْسَ بِبَالٍ»([65]). فانه إن صح هذا التفسير في الكلام الأول وهو قوله: «إِنَّه يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا ولَيْسَ بِمَيِّتٍ»([66]). فليس يصح في القضية الثانية، وهي حديث البلاء، لأنها تقتضي أن الأبدان تبلى، وذاك الإنسان لم يبلَ، فأحوج هذه الإشكال إلى تقدير فاعل محذوف، فيكون تقدير الكلام: يموت من مات حال موته وليس بميت فيها بعد ذلك من الأحوال والأوقات، ويبلى كفن من بلي منا وليس هو ببالٍ، فحذف المضاف كقوله تعالى: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ﴾([67]) أي والى أهل مدين، ولما كان الكفن كالجزء من الميت لاشتماله عليه عبر بأحدهما عن الآخر للمجاورة والاشتمال، كما عبروا عن المطر السماء وعن الخارج المخصوص بالغائط، وعن الخمر بالكأس، ويجوز أن يحذف الفاعل كقوله تعالى: ﴿حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾([68]) و﴿فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ﴾([69]) وقول حاتم: إذا حشرجت.([70])
الثاني: إن أكثر المتكلمين ذهبوا إلى أن للإنسان الحي الفعال أجزاء أصلية في هذه البنية المشاهدة، وهي اقل ما يمكن أن تأتلف منه البنية التي معها يصح كون الحي حياً، وجعلوا الخطاب متوجها نحوها، والتكليف واردا عليها، وما عداها من الأجزاء، فهي فاصلة ليست داخلة في حقيقة الإنسان، وإذا صح ذلك جاز أن ينتزع الله تلك الأجزاء الأصلية من أبدان الأنبياء والأوصياء، فيرفعها إليه بعد أن يخلق لها من الأجزاء الفاضلة عنها نظير ما كان لها في الدار الأولى، كما قاله من ذهب إلى قيامة الأنفس والأبدان معا، فتنعم عنده، وتلتذ بضروب اللذات الجسمانية، ويكون هذا مخصوصا بهذه الشجرة المباركة دون غيرها؛ ولا عجب فقد ورد في حق الشهداء نحو ذلك في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾([71]).
وعلى الوجه الأول لو إنّ محتفراً احتفر أجداثهم لوجد الأبدان فيها، وان لم يعلم إن أصول تلك البنى قد انتزعت منها، ونقلت إلى الرفيق الأعلى، وهذا الوجه لا يحتاج إلى تقدير ما قدرناه أولا من الحذف، لان الجسد يبلى في القبر إلا قدر ما انتزع منه، ونقل إلى محل القدس، وكذلك أيضا يصدق على الجسد انه ميت، وان كان أصل بنيته لم يمت، وقد ورد في الخبر الصحيح ( إن أرواح الشهداء من المؤمنين في حواصل طيور خضر تدور في أفناء الجنان، وتأكل من ثمارها، وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش)([72]) فإذا جاء هذا في الشهداء، فما ظنك بموالي الشهداء وساداتهم([73]).
ونوه ابن أبي الحديد في صفحات متفرقة من كتابه إلى العديد من الجوانب المضيئة في سيرة الخمسة أصحاب الكساء الخمسة، فقد ولد الإمام علي (ع) داخل الكعبة المشرفة([74])، وكرم الله وجهه عن الخضوع والسجود للأصنام، فكأنما كان ميلاده إيذانا بعهد جديد للكعبة والعبادة فيها.([75]) هذه الفضيلة التي انفرد بها الإمام علي (ع) ([76])، حتى عرف باسم (وليد الكعبة)([77]). حيث الكعبة([78]) بيت الله الحرام، أقدس بيت في الوجود، وقد جعله الله سبحانه وتعالى قبلة للموحدين في آخر الزمان رغم وجوده منذ القدم.
ولم تمض إلا فترة قليلة على ولادته (ع)، حتى انتقل من بيت الله إلى بيت رسول الله (ص) فمن الفضائل التي لم يحظ بها سواه (ع) هو شرف تربيته في بيت النبي (ص) ، منذ نعومة أظفاره([79]).
إلا إن هذه الفضيلة حاول البعض التقليل من أهميتها، وأرجعوها لأسباب المجاعة التي حلت بقريش، فقد روي: أن قريشاً أصابتها أزمة، فدعا النبي (ص) عميه العباس وحمزة للتخفيف عن أبي طالب؛ لأنّه كثير العيال قليل المال حسب زعم الرواية، فقال لهم أبو طالب: (إذا تركتم لي عقيلاً فافعلوا ما شئتم)، فأخذ العباس طالباً وأخذ الحمزة جعفراً، بينما أخذ النبي (ص) علياً، وقال: « قد اخترت من اختاره الله لي» ([80]).

إنّ الذي يلاحظ على الرواية أعلاه:
1ـ تشير رواية أبو الفرج أن طالباً هو أكبر أولاد أبي طالب (ع)، فهو أكبر من عقيل بعشر سنوات، وعقيل أكبر من جعفر بعشر سنوات، وجعفر أكبر من علي (ع) بعشر سنوات([81]). فإذا كان علي ابن ست سنوات، فلا مانع من أخذه من قبل النبي (ص) وتربيته ولكن هذا لايصح بالنسبة لجعفر وهو ابن ست عشرة سنة ولا بالنسبة لعقيل الذي له من العمر ست وعشرين سنة، والأمر يبدو مستحيلاً بالنسبة لطالب الذي له من العمر ست وثلاثون سنة. مع أن عمر النبي (ص) والحمزة ست وثلاثون سنة أيضا؟!
لكن الإمام علي (ع) يؤكد أن تربيته في بيت النبي (ص) كانت منذ نعومة أظفاره، إذ يقول: « وقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّه (ص) بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ، والْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ، وَضَعَنِي فِي حِجْرِه، وأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إلى صَدْرِه، ويَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِه، ويُمِسُّنِي جَسَدَه، ويُشِمُّنِي عَرْفَه، وكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيه، ومَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ ولَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ» ([82]) .
2ـ أن السبب لدعوة النبي (ص) عميه هو بسبب الأزمة الاقتصادية التي حلت بقريش، ولكن ما بال هذه الأزمة شدت رحالها صوب بيت أبي طالب، إذ لم نسمع بأثر هذه الأزمة على باقي البيوت القرشية؟!
3ـ ما السبب في إيثار أبي طالب لولده الأوسط عقيل؟!! وكان الأجدر إيثار علياً كونه الأصغر، وبحاجه لرعاية والديه! فهل يريد الرواة الربط ما بين المعتقد المستقبلي لأولاد أبي طالب ومعتقد من رباهم؟! فعقيل بقي مشركاً لأن أباه كان مشركاً حسب زعمهم!! أما طالب فسلك مسلك مربيه العباس فلم يؤمن، ثم خرج في بدر لمحاربة الرسول (ص) كما فعل العباس!! أما جعفر فاعتنق الإسلام؛ لأن الحمزة قد أسلم، وكذا الحال بالنسبة لعلي (ع) فلم يعبد الأصنام لتربيته في بيت النبي (ص).
4 ـ يلاحظ على شخصية طالب أنها شخصية لا أساس لها من الصحة، إذ إنّ كتب التاريخ لم تقدم أي معلومات عن شخصية طالب هذا إلا في هذه الرواية، والإشارة لخروجه في بدر مشركاً! فهل القول بوجود شخصية طالب لمقاصد ما؟! أم إن البعض تصور أن لأبي طالب ولداً اسمه طالب من اسمه أبو طالب، إذ إنّ أبا طالب هو اسماً وليس كنية([83])، كما في اسم أبو لهب وأبو جهل. والظاهر أن أبا طالب عرف بذلك لكثرة استجابته للمطالب.
5ـ تقول الرواية أن أبا طالب كان كثير العيال قليل المال، والحال غير ذلك، فليس له من الأولاد إلا ثلاثة من الذكور وبنت واحدة هي أم هانىء، إذ لا حظنا أن شخصية طالب لم تقو الأدلة على إثباتها، وإذا استثنينا جعفراً وعقيلاً؛ لأنهما كبيران وقت الأزمة، فلا يبقى إلا الإمام علي (ع) وأم هانىء.
6ـ لم يبق إلا القول أن الرواية وضعت للطعن في تربية الإمام لدى النبي (ص) وللقول أنها جاءت لأسباب مادية.
كان (ص) يسدي لعلي (ع) من الإحسان والشفقة وحسن التربية حتى بعث (ص) ([84])، إن ولادته (ع) في الكعبة، وتربيته في بيت الرسالة، تعني انه « كاد أن يولد مسلماً، بل ولد مسلماً على التحقيق إذا نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح؛ لأنّه فتح عينه على الإسلام، ولم يعرف عبادة الأصنام» ([85]). إذ يقول (ع): « إِنِّي وُلِدْتُ عَلَى الْفِطْرَةِ» ([86]).
هنا نتسائل: إن كل مولود يولد على الفطرة، يقول (ص): «كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه وينصرانه» ([87]).فماذا يقصد الإمام بذلك؟

هنا ابن أبي الحديد يطرح آراء عدّة في تفسير الفطرة:
أولا: إن الإمام (ع) لم يولد في الجاهلية، وإنما كانت ولادته قبل البعثة بعشر سنوات، وهذه السنوات العشر يعدها ابن أبي الحديد مقدمة للإسلام وإرهاصات للنبوة، إذ يقول: «وقد جاء في الأخبار الصحيحة انه (ص) مكث قبل الرسالة سنين عشراً يسمع الصوت ويرى الضوء، ولا يخاطبه أحد وكان ذلك إرهاصات لرسالته (ع)، فحكم تلك السنين العشر حكم أيام رسالته (ص) فالمولود فيها إذا كان في حجره وهو المتولي لتربيته، مولود في أيام كأيام النبوة، وليس بمولود في جاهلية محضة». وهذا هو وجه المقارنة بمعنى ولادته (ع) على الفطرة، وولادة غيره من الصحابة، حيث أكد ابن أبي الحديد إن هذه السنة لها اثر في حياة النبي (ص) وذلك:
إن السنة التي ولد فيها الإمام علي (ع) هي السنة التي بدء فيها برسالة الرسول (ص)، حيث سمع الهتاف من الأحجار والأشجار، وكشف عن بصره، فشاهد أنوارا، وأشخاصا، ولم يخاطب فيها بشيء.
في هذه السنة ابتدأ النبي (ص) بالتبتل، والانقطاع والعزلة في جبل حراء، فلم يزل به حتى كوشف بالرسالة، ونزل عليه الوحي.
وكان (ص) يتيمن بتلك السنة، وبولادة علي (ع) فيها، ويسميها سنة الخير والبركة؛ وقال لأهله ليلة ولادته، وقد شاهد فيها ما شاهد من الكرامات والقدرة الإلهية، ولم يكن من قبل شاهد ذلك: « لقد ولد لنا الليلة مولود يفتح الله علينا به أبوابا كثيرة من النعمة والرحمة». وقد أكد ابن أبي الحديد صحة ذلك بقوله: وكان كما قال صلوات الله عليه، فأنه (ع) كان ناصره والمحامي عنه، وكاشف الغماء عن وجهه، وبسيفه ثبت دين الإسلام، ورست دعائمه وتمهدت قواعده([88]).
ثانياً: معنى ولادته على الفطرة أي الفطرة التي لم تتغير، ولم تحل، وذلك إن معنى قوله (ص): «كل مولود يولد على الفطرة». إن كل مولود فان الله تعالى قد هيّأه بالعقل الذي خلقه فيه، وبصحة الحواس، والمشاعر، لأن يعلم التوحيد والعدل، ولم يجعل فيه مانعاً يمنعه من ذلك، ولكن التربية والعقيدة في الوالدين، والإلف لاعتقادهما، وحسن الظن فيهما، يصده عما فطر عليه، وأمير المؤمنين (ع) دون غيره، ولد على الفطرة التي لم تحل، ولم يصد عن مقتضاها مانع، لا من جانب الأبوين، ولا من جهة غيرهما، وغيره ولد على الفطرة، ولكنه حال عن مقتضاها، وزال عن موجبها([89]).
ثالثاً: انه أراد بالفطرة –العصمة- وانه منذ ولد لم يواقع قبيحاً، ولا كان كافراً طرفة عين، ولا مخطئاً ولا غالطاً في شيء يتعلق بالوالدين وقال ابن أبي الحديد "وهذا تفسير الإمامية "([90]). ولكنه لم يعلق عليه لا سلباً ولا إيجابا.
وما أن بزغ نور الإسلام حتى كان الإمام علي (ع) في مقدمة معتنقيه، حيث يقول: « وسَبَقْتُ إلى الإِيمَانِ» ([91]). ولكن كيف يتفق هذا مع إن هناك من يقول بأسبقية أبي بكر أو زيد؟!([92]).
أشار ابن أبي الحديد إن أكثر أهل الحديث يرون أنّ الإمام علياً (ع) هو أول من أسلم فقد استعرض روايات – ابن عبد البر- الذي أورد إحدى وعشرين رواية تفيد أسبقية الإمام علي (ع) للإسلام، ويقول في نهايتها: « انه لاشك عندنا إن علياً أولهما إسلاما» ([93])؛ لذا يقول ابن أبي الحديد: « إن شيوخنا المتكلمين لا يكادون يختلفون في أنّ أول الناس إسلاما علي بن أبي طالب (ع)، إلا من عساه خالف في ذلك من أوائل البصريين، فأما الذي تقررت المقالة عليه الآن فهو القول بأنه اسبق الناس إلى الإيمان، لا نكاد نجد اليوم في تصانيفهم وعند متكلميهم والمحققين منهم خلافا في ذلك» ([94]).
وأضاف: « إن أمير المؤمنين (ع) ما زال يدعي ذلك لنفسه، ويفتخر به، ويجعله في أفضليته على غيره، ويصرح بذلك، وقد قال غير مرة: «أنا الصديق الأكبر، والفاروق الأول، أسلمت قبل إسلام أبي بكر، وصليت قبل صلاته» ([95]). وكان (ع) يقول:

سبقتكم إلى الإسلام طرا غلاما ما بلغت أوان حلمي([96])

وخلص للقول: « والأخبار الواردة في هذا الباب كثيرة جداً، لا يتسع هذا الكتاب لذكرها، فلتطلب من مظانها ومن تأمل كتب السير والتواريخ عرف من ذلك ما قلناه» ([97]).
ثم أشار إلى إن هذا يطابق قوله (ع) «لقد عبدت الله قبل أن يعبده احد من هذه الأمة سبع سنين». وقوله « كنت اسمع الصوت، وأبصر الضوء سنين سبعاً». والرسول (ص) حينئذٍ صامت، ما أذن له في الإنذار والتبليغ؛ وذلك لأنّه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة، وتسليمه إلى رسول الله (ص) من أبيه وعمر ه ست سنوات، فقد صح انه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين، وابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمييز على أن عبادة مثله هي التعظيم والإجلال، وخشوع القلب، واستخذاء الجوارح إذا شاهد شيئاً من جلال الله سبحانه وتعالى، وآياته الباهرة، ومثل هذا يوجد عند الصبيان([98]). وقد لاحظنا من خلال كلام الإمام أنّ عمره (ع) اقل من ست سنوات لما تربى في بيت النبي (ص).
ويرى أكثر المعتزلة أنّ عمر الإمام علي (ع) يوم اسلم كان ثلاث عشرة سنة([99])، وقد سبق ذلك إرهاصات، حيث كان يسمع رنة الشيطان([100])، وان الرسول (ص) قال له: لولا إني خاتم الأنبياء لكنت شريكاً في النبوة، فان لا تكن نبياً، فانك وصي نبي ووارثه بل أنت سيد الأوصياء وإمام الأتقياء([101]).
ولما كان رسول الله محمد (ص) نبياً فقد أصبح الإمام علي (ع) وزيراً وذلك يوم الإنذار بعد نزول قوله تعالى: «وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» ([102])، فدعا (ص) بني هاشم وابلغهم وطلب منهم مؤازرته، فلم يؤازره إلا علي (ع) ([103]).
واستدل ابن أبي الحديد «على انه وزير رسول الله (ص) من نص الكتاب والسنة، قول الله تعالى: ﴿وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي﴾([104]). وقال النبي (ص) في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام: «أنت مني بمنزلة هرون من موسى إلا انه لا نبي بعدي»([105]). فاثبت له جميع مراتب هرون من موسى، فأذن هو وزير رسول الله (ص) وشاد أزره، ولولا انه خاتم النبيين لكان شريكاً في أمره"([106]).
وأكد الإمام (ع) على سبقه حتى في الهجرة؛ إذ يقول: «وسَبَقْتُ إلى الإِيمَانِ والْهِجْرَةِ» ([107]). ولكن المعروف إن الإمام لم يكن أول من هاجر بل سبقه الكثيرون؛ لأنّه بات في فراش الرسول (ص) كما هو معلوم.
ويفسر ابن أبي الحديد كلام الإمام علي أعلاه بأنه (ع) لم يقل سبقت كل الناس، وإنما سبق المهاجرين، إذ أن سيل الهجرة استمر حتى قبيل فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة([108]).
وأضاف: "إن اللام في الهجرة يجوز أن لا تكون للمعهود السابق، بل تكون للجنس، وأمير المؤمنين (ع) سبق أبا بكر وغيره إلى الهجرة التي قبل هجرة المدينة، فان النبي (ص) هاجر من مكة مراراً يطوف على أحياء العرب، وينتقل من ارض قوم إلى غيرها، وكان علي (ع) معه دون غيره"([109]).
ولكن المتتبع لكلام أمير المؤمنين (ع) يجد أن له معنى آخر؛ إذ يقول: «والْهِجْرَةُ قَائِمَةٌ عَلَى حَدِّهَا الأَوَّلِ، مَا كَانَ لِلَّه فِي أَهْلِ الأَرْضِ حَاجَةٌ، مِنْ مُسْتَسِرِّ الإِمَّةِ ومُعْلِنِهَا، لَا يَقَعُ اسْمُ الْهِجْرَةِ عَلَى أَحَدٍ، إِلَّا بِمَعْرِفَةِ الْحُجَّةِ فِي الأَرْضِ، فَمَنْ عَرَفَهَا وأَقَرَّ بِهَا فَهُوَ مُهَاجِرٌ، ولَا يَقَعُ اسْمُ الِاسْتِضْعَافِ عَلَى مَنْ بَلَغَتْه الْحُجَّةُ، فَسَمِعَتْهَا أُذُنُه ووَعَاهَا قَلْبُه»([110]).
لما كانت حقيقة الهجرة ترك منزل إلى آخر لم يكن تخصيصها عرفا بهجرة رسول الله (ص) ومن تبعه وهاجر إليه من مكة إلى المدينة، مخرجا لها عن حقيقتها وحدها اللغوي، إذ كان أيضا كل من ترك منزله إلى منزل آخر مهاجرا، فمراده (ع) من بقاء الهجرة على حدها بقاء صدقها على من هاجر إليه والى الأئمة من أهل بيته في طلب دين الله، وتعرف كيفية السلوك لصراطه المستقيم كصدقها على من هاجر إلى الرسول (ص) وفي معناها ترك الباطل إلى الحق وبيان هذا الحكم بالمنقول والمعقول. أما المنقول فمن وجهين: الأول: قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً﴾([111])، فقد سمى من فارق وطنه وعشيرته في طلب دين الله وطاعته مهاجرا. وتأتي من للعموم، فوجب أن يكون كل من سافر لطلب دين الله من معادنه مهاجرا. الثاني: قول الرسول (ص): «المهاجر من هجر ما حرم الله عليه»([112])، وظاهر إن من هاجر معصية الأئمة إلى طاعتهم والاقتداء بهم، فقد هاجر ما حرم الله عليه فكان اسم الهجرة صادقا عليه. وأما المعقول: فلأن المفارق وطنه إلى الرسول (ص) مهاجر، فوجب أن يكون المفارق لوطنه إلى من يقوم مقامه من ذريته الطاهرين مهاجرا لصدق حد الهجرة في الموضعين، ولان المقصود من الهجرة ليس إلا اقتباس الدين وتعرف كيفية سبيل الله، وهذا المقصود حاصل ممن يقوم مقام الرسول (ص) من الأئمة الطاهرين (ع) بحيث لا فرق بين النبوة والإمامة، ولا مدخل لأحد هذين الوصفين في تخصيص مسمى الهجرة بمن قصد الرسول (ص) دون من قصد من الأئمة فوجب عموم صدقه على من قصدهم([113]).
لقد وضع أمير المؤمنين (ع) شرطاً أساسياً في مصداق الهجرة، بقوله: « لا يقع اسم الهجرة على أحد إلا بمعرفة الحجة في الأرض، فمن عرفها، وأقر بها، فهو مهاجر»([114]) يعني انه لا يستحق احد إطلاق اسم المهاجر عليه، ووصفه بالهجرة إلا بمعرفة حجة الله في أرضه والإيمان به، وهذا الحجة هو النبي (ص) في زمانه والأئمة المعصومون القائمون مقامه بعده([115]).
إن اشتراط "المعرفة" بقوله "فمن عرفها" إن الفرد يعد مهاجرا بشرط الخروج إلى الإمام والسفر إليه، أو المراد بالمعرفة المعرفة المستندة إلى المشاهدة والعيان، ويحتمل أن يكون المراد أنّ مجرد معرفة الإمام والإقرار بوجوب اتباعه كافٍ في إطلاق اسم الهجرة كما هو ظاهر الجزء الأخير من الكلام. فمعرفة الإمام والإقرار به في زمانه قائم مقام الهجرة المطلوبة في زمان الرسول (ص) [116].
لقد كان الإمام علي (ع) ذا صلة وثيقة بالنبي (ص) حيث أنهما ذوا أصل واحد « فآباؤه آباء رسول الله، وأمهاته أمهات رسول الله، وهو منوط لحمه ودمه، لم يفارقه منذ خلق الله آدم، إلى أن مات عبد المطلب بين الأخوين عبد الله وأبي طالب، وأمهما واحدة، فكان منهما سيدا الناس؛ هذا الأول وهذا التالي، وهذا المنذر وهذا الهادي» ([117]).
ولذا كان الإمام علي (ع) بالنسبة للنبي (ص) «شعاع من شمسه، وغصن من غرسه، وقوة من قوى نفسه، ومنسوب إليه نسبة الغد إلى يومه، واليوم إلى أمسه، فما هما إلا سابق ولاحق، وقائد وسائق، وساكت وناطق، ومجل ومصل، سيفا لمحة البارق، وأنارا سدنة الغاسق، صلى الله عليهما ما استخلب خبير وتناوح حراء وثبير([118])» ([119]).

وكان الإمام يفتخر بهذه العلاقة ويقول:
محمد النبي أخي وصهري وحمزة سيد الشهداء عمي([120])
هذه القرابة القريبة بينهما سببها « كونه في حجره، ثم حامى عنه ونصره عند إظهار الدعوة دون غيره من بني هاشم، ثم ما كان بينهما من المصاهرة التي أفضت إلى النسل الأطهر دون غيره من الأصهار» ([121]).
بل وصل الأمر إن شبه ابن أبي الحديد ومعاصريه سياسة النبي (ص) والظرف الذي عاشه بسياسة الإمام والظرف الذي عاش فيه، إذ يقول: « وإذا تأملت أحواله في خلافته كلها وجدتها هي مختصرة من احوال رسول الله (ص) في حياته، كأنها نسخة مستنسخة منها، في حربه وسلمه، وسيرته وأخلاقه، وكثرة شكايته من المنافقين من أصحابه والمخالفين لأمره، وإذا أردت أن تعلم ذلك علماً واضحاً، فأقرأ سورة براءة ففيها الجم الغفير من المعنى الذي اشرنا إليه» ([122]).
ولما كان الإمام علي (ع) ابن عم الرسول (ص) في النسب وأخاه ولحمه ودمه، وفضائله مشتقة من فضائل الرسول (ص)، وهو قبس من نوره، وثانيه على الحقيقة ولا ثالث لهما؛ لذا نجد سيرته (ع) جارية نفس مجرى سيرة الرسول (ص) ([123]).
وحينما شرح كلام الإمام علي (ع) في أقسام أصحابه، قال ابن أبي الحديد: « إن حاله كانت مناسبة لحال النبي (ص) ومن تذكر أحوالهما وسيرتهما، وما جرى لهما إلى أن قبضا، علم تحقيق ذلك» ([124]).
ولذا نجده (ع) يقول لأصحابه: « واللَّه مَا أَسْمَعَكُمُ الرَّسُولُ شَيْئاً، إِلَّا وهَا أَنَا ذَا مُسْمِعُكُمُوه، ومَا أَسْمَاعُكُمُ الْيَوْمَ بِدُونِ أَسْمَاعِكُمْ بِالأَمْسِ، ولَا شُقَّتْ لَهُمُ الأَبْصَارُ، ولَا جُعِلَتْ لَهُمُ الأَفْئِدَةُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ، إِلَّا وقَدْ أُعْطِيتُمْ مِثْلَهَا فِي هَذَا الزَّمَانِ، ووَاللَّه مَا بُصِّرْتُمْ بَعْدَهُمْ شَيْئاً جَهِلُوه، ولَا أُصْفِيتُمْ بِه وحُرِمُوه، ولَقَدْ نَزَلَتْ بِكُمُ الْبَلِيَّةُ، جَائِلًا خِطَامُهَا …» ([125]).
ولقد علق ابن أبي الحديد على كلام الإمام علي (ع) قائلاً: «… المخاطبون وان كانوا نوعاً واحداً متساوياً، إلا أن المخاطب مختلف الحال، وذلك لأنك وان كنت ابن عمه في النسب وأخاه ولحمه ودمه، وفضائلك مشتقة من فضائله، وأنت قبس من نوره، وثانيه على الحقيقة، ولا ثالث لكما؛ إلا انك لم ترزق القبول الذي رزقه، ولا انفعلت نفوس الناس لك حسب انفعالها له، وتلك خاصية النبوة التي امتاز بها عنك» ([126]).
هذه الرؤية في توافق السيرتين أكدها أيضا شيخ ابن أبي الحديد وهو أبو جعفر النقيب([127])، ثم قال: « انظر إلى أخلاقهما وخصائصهما، هذا شجاع وهذا شجاع، هذا فصيح وهذا فصيح، هذا سخي جواد وهذا سخي جواد، وهذا عالم بالشرائع والأمور الإلهية، وهذا عالم بالفقه والشريعة والأمور الإلهية الدقيقة الغامضة، وهذا زاهد في الدنيا غير نهم ولا مستكثر منها، وهذا زاهد في الدنيا تارك لها غير متمتع بلذاتها، وهذا مذيب نفسه في الصلاة والعبادة، وهذا مثله. وهذا غير محبب إليه شيء من الأمور العاجلة إلا النساء وهذا مثله. وهذا ابن عبد المطلب بن هاشم، وهذا في قعدده، أبواهما إخوان لأب واحد دون غيرهما من بني عبد المطلب، وربي محمد (ص) في حجر والد هذا أبي طالب، فكان جاريا عنده مجرى احد أولاده. ثم لما شب (ص)، وكبر استخلصه من أبي طالب وهو غلام، فربى في حجره مكافأة لصنيع أبي طالب به، فامتزج الخلقان، وتماثلت السجيتان، وإذا كان القرين بالقرين، فما ظنك بالتربية والتثقيف الدهر الطويل! » ([128]).
وأردف قائلاً: « فواجب أن تكون أخلاق محمد (ص) كأخلاق أبي طالب، وتكون أخلاق علي (ع) كأخلاق أبي طالب أبيه، ومحمد (ع)مربيه، وان يكون الكل شيمة واحدة، وسوساً واحدا، وطينة مشتركة ونفساً غير منقسمة ولا متجزئة، وألا يكون بين بعض هؤلاء وبعض فرق ولا فضل، لولا أن الله تعالى اختص محمد (ص) برسالته، واصطفاه لوحيه، لما يعلمه من مصالح البرية في ذلك، ومن إن اللطف به أكمل، والنفع بمكانه أتم واعم، فامتاز برسول الله (ص) بذلك عمن سواه، وبقي ما عدا الرسالة على أمر الاتحاد، والى هذا المعنى أشار (ص): "أخصمك بالنبوة فلا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع"([129]). وقال له أيضا " أنت مني بمنزلة هرون من موسى، إلا انه لا نبي بعدي" فأبان نفسه منه بالنبوة، واثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما» ([130]).
هذه العلاقة الوثيقة بين النبي (ص) والإمام علي (ع) نجدها تتمثل أيضا في الأيام الأخيرة من عمر النبي (ص) حيث كان علي (ع) إلى جواره، إذ لم يرسله ضمن سرية أسامة بن زيد إلى الشام، ثم هو الذي تولى غسله (ص) وكفنه ودفنه.
إذ لما مرض (ص) دعا أسامة بن زيد بن حارثة، وقال له: سر إلى مقتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك على هذا الجيش([131]). وكان ضمن الجيش وجوه المهاجرين وفيهم أبو بكر وعمر([132]) ، فيما لم يذكر أي مصدر أن الإمام علياً (ع) كان ضمن الجيش، وهذا فيه دلالة على مدى اختصاصه بالرسول (ص).
وقد أكد هذه الحقيقة الإمام علي (ع) بقوله مخاطباً الرسول (ص) بعد وفاته «وفَاضَتْ بَيْنَ نَحْرِي وصَدْرِي نَفْسُكَ» ([133]).
ولكن روي عن السيدة عائشة أنها قالت: «توفي رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بين سحري ونحري» ([134]). لذا حاول ابن أبي الحديد التوفيق بين الروايتين بقوله « الله اعلم بحقيقة هذا الحال، ولا يبعد عندي أن يصدق الخبران معاً، بأن يكون رسول الله (ص) وقت الوفاة مستنداً إلى علي وعائشة جميعاً، فقد وقع الاتفاق على انه مات وهو حاضر لموته، وهو الذي كان يقلبه بعد موته، وهو الذي كان يعلله ليالي مرضه، فيجوز أن يكون مستنداً إلى زوجه وابن عمه، ومثل هذا لا يبعد وقوعه في زماننا هذا، فكيف في ذلك الزمان الذي كان النساء فيه والرجال مختلطين، لا يستتر البعض عن البعض، فإن قلت: فكيف تعمل بآية الحجاب، وما صح من استتار أزواج الرسول (ص) عن الناس بعد نزولها؟ قلت قد وقع اتفاق المحدثين كلهم على أن العباس كان ملازماً للرسول (ص) أيام مرضه في بيت عائشة، وهذا لا ينكره أحد فعلى القاعدة التي كان العباس ملازمه (ص) كان علي (ع) ملازمه، وذلك يكون بأحد أمرين: إما بأن نساءه لا يستترن من العباس وعلي لكونهما أهل الرجل وجزءاً منه. أو لعل النساء كن يختمرن باخمرتهن، ويخالطن الرجال فلا يرون وجههن، وما كانت عائشة وحدها في البيت عند موته، بل كان نسائه كلهن في البيت، وكانت ابنته فاطمة عند رأسه (ص)» ([135]).

إن الذي يلاحظ على الروايتين أعلاه:
1 ـ تعدد رواة القائلين بان النبي (ص) مات بين سحر الإمام وصدره (ع)، واقتصار القائلين على عائشة عليها وعلى ابن أختها عروة بن الزبير المعروف بعدائه اللدود للإمام علي (ع) .
2 ـ أنّ الذي يستقرئ الروايات التي تتحدث عن الأيام الأخيرة للنبي (ص) ليشهد الدور الكبير للإمام والسيدة فاطمة 8 دون سواهما .
3 ـ أنّ الملاحظ أنّ رواية السيدة عائشة لم تأت لتوضح أن النبي (ص) مات بين سحرها ونحرها، وإنما لتنفي الوصية عن الإمام (ع) . وكأنها وضعت لهذا الغرض.
4 ـ فهل وضعت الرواية من قبل عروة بن الزبير باعتباره من ضمن اللجنة التي وضعها معاوية لاختلاق فضائل مقابل فضائل الإمام علي (ع) ؟!
ومن خلال استعراضه لأحداث وفاة الرسول (ص) ومراسيم تجهيزه ودفنه لاحظ ابن أبي الحديد أنّ الإمام علياً (ع) كان المتصدي لكل لذلك، إذ يقول: « من تأمل هذه الأخبار، علم أنّ علياً (ع) كان الأصل والجملة والتفصيل في أمر الرسول (ص) وجهازه، ألا ترى أنّ أوس بن خولي([136]) لا يخاطب أحدا من الجماعة غيره، ولا يسأل غيره في حضور الغسل والنزول في القبر! ثم انظر إلى كرم علي (ع) وسجاحة أخلاقه وطهارة شيمته، كيف يضن بمثل هذه المقامات الشريفة عن أوس؛ وهو رجل غريب من الأنصار، فعرف له حقه واطلبه بما طلبه! فكم بين هذه السجية الشريفة، وبين قول من قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسل الرسول (ص) إلا نساؤه([137])، ولو كان في ذلك المقام غيره من أولى الطباع الخشنة وأرباب الفظاظة والغلظة([138])، وقد سأل اوس ذلك لزجر وانتهر ورجع خائباً"([139]).
وبعد وفاته (ص) كان الإمام علي (ع) شديد الورع في ما يرويه عن النبي (ص) حيث بلغ من تعظيمه له، وإجلاله لقدره واحترام حديثه، ألا يرويه إلا بألفاظه، لا بمعانيه، ولا بأمر يقتضي فيه إلباسا وتعمية، ولو كان مضطراً إلى ذلك ترجيحاً للجانب الذي على جانب مصلحته في خاص نفسه([140]).
ولقد أثار ذلك التساؤل لدى ابن أبي الحديد فتوجه نحو شيخه أبي جعفر النقيب قائلاً: قد وقفت على كلام الصحابة وخطبهم فلم أر فيها من يعظم رسول الله (ص) تعظيم هذا الرجل، ولا يدعو كدعائه، فإنا قد وقفنا من نهج البلاغة، ومن غيره على فصول كثيرة مناسبة لهذا الفصل، تدل على جلال عظيم، وتبجل شديد منه لرسول الله (ص).
فأجاب أبو جعفر: إن علياً (ع) كان قوي الإيمان برسول الله (ص)، والتصديق له، ثابت اليقين، قاطعا بالأمر، متحققاً له، وكان مع ذلك يحب رسول الله (ص) لنسبته منه، وتربيته له، واختصاصه به من دون أصحابه، وبعد فشرفه له؛ لأنهما نفس واحدة في جسمين: الأب واحد، والدار واحدة؛ والأخلاق متشابهة، فإذا عظمه، فقد عظم نفسه، وإذا دعا إليه، فقد دعا إلى نفسه، ولقد كان يود أن تطبق دعوة الإسلام مشارق الأرض ومغاربها، لان جمال ذلك لاحق به، وعائد عليه، فكيف لا يعظمه ويبجله ويجتهد في إعلاء كلمته([141]).
ونتيجة لكل ذلك أصبح الإمام علي (ع) وريثاً للرسول (ص) في كل شيء، حتى فيما كانت العرب تعتقده من ثارات، إذ « إن كل دم أراقه رسول الله (ص) بسيف علي (ع) وبسيف غيره، فان العرب بعد وفاته (ص) عصبت تلك الدماء بعلي بن أبي طالب (ع) وحده؛ لأنّه لم يكن في رهطه من يستحق في شرعهم وسنتهم وعاداتهم أن يعصب به تلك الدماء إلا بعلي وحده، وهذه عادة العرب إذا قتل منها قتلى طالبت بتلك الدماء القاتل، فان مات أو تعذرت عليها مطالبته، طالبت به امثل الناس من أهله… ومن نظر في أيام العرب ووقائعها ومقاتلها عرف ما ذكرناه» ([142]).

السيدة فاطمة (ع):
ومما امتاز به الإمام علي (ع) على سائر الأمة، وعد من فضائله؛ زواجه من السيدة فاطمة بنت النبي محمد (ص) ([143])، فقد كان (ع) يفتخر بذلك قائلاً: « ومِنَّا خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ» ([144]).
قال ابن أبي الحديد: « يعني فاطمة 3، نص رسول الله (ص) على ذلك، لا خلاف فيه. وقد تواتر الخبر عنه (ص) أنّه قال: فاطمة سيدة نساء العالمين([145])، أما بهذا اللفظ بعينه، أو لفظ يؤدي هذا المعنى. روي أنّه قال، وقد رآها تبكي عند موته: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة([146]). وروي انّه قال: سادات نساء العالمين أربع: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم، ومريم بنت عمران»([147]) ([148]).
وناقش ابن أبي الحديد أيهما شرف بالآخر الإمام علي أم فاطمة 8؟
تسائل ابن أبي الحديد أولا: ما المقصود بالأفضل؟
إن أريد بالأفضل الأجمع للمناقب التي تتفاضل بها الناس، نحو العلم والشجاعة ونحو ذلك، فعلي أفضل.
وان أريد بالأفضل: الأرفع منزلة عند الله، فالذي استقر عليه رأي المتأخرين من أصحابنا، إن علياً ارفع المسلمين كافة عند الله تعالى بعد رسول الله (ص) من الذكور والإناث، وفاطمة امرأة من المسلمين، وان كانت سيدة نساء العالمين ويدل على ذلك انّه قد ثبت أنّه أحبّ الخلق إلى الله تعالى بحديث الطائر([149])، وفاطمة من الخلق، وأحب الخلق إليه سبحانه أعظم ثواباً يوم القيمة على ما فسره المحققون من أهل الكلام.
وان أريد بالأفضل الأشرف نسباً، ففاطمة أفضل؛ لأنّ أباها سيد ولد آدم من الأولين والآخرين، فليس في آباء علي (ع) مثله ولا مقارنة.
وان أريد بالأفضل: من كان رسول الله (ص) اشد عليه حنواً، وأمس به رحماً، ففاطمة أفضل؛ لأنها ابنته، وكان شديد الحب لها، والحنو عليها جداً، وهي اقرب إليه نسباً من ابن العم، لا شبهة في ذلك([150]).

ثانياً: تساءل ابن أبي الحديد هل علي شرف بفاطمة أم فاطمة شرفت به؟
فأجاب: « إن علياً (ع) كانت أسباب شرفه وتميزه على الناس متنوعة، فمنها ما هو متعلق بفاطمة (ع)، ومنها ما هو متعلق بابيها صلوات الله عليه، ومنها ما هو مستقل بنفسه. فأما الذي هو مستقل بنفسه، فنحو شجاعته، وعفته، وحلمه وقناعته، وسجاحة أخلاقه، وسماحة نفسه، وأما الذي هو متعلق برسول الله (ص) فنحو علمه، ودينه، وزهده، وعبادته، وسبقه إلى الإسلام، وأخباره بالغيوب. وأما الذي يتعلق بفاطمة (ع) فنكاحه لها، حتى صار بينه وبين رسول الله (ص) الصهر المضاف إلى النسب والسبب، وحتى أنّ ذريته منها صارت ذرية لرسول الله (ص)، وأجزاء من ذاته (ع)؛ وذلك لأنّ الولد إنما يكون من مني الرجل ودم المرأة، وهما جزءان من ذاتي الأب والأم، ثم هكذا أبدا في ولد الولد ومن بعده من البطون دائماً. فهذا هو القول في شرف علي (ع) بفاطمة فأما شرفها به، فإنها وان كانت ابنة سيد العالمين إلا أنّ كونها زوجة علي أفادها نوعا من شرف آخر زائداً على ذلك الشرف الأول؛ ألا ترى أنّ أباها لو زوجها أبا هريرة أو انس بن مالك لم يكن حالها في العظمة والجلالة كحالها الآن، كذلك لو كان بنوها وذريتها من أبي هريرة وانس بن مالك، لم يكن حالهم في أنفسهم كحالهم الآن» ([151]).
لذا لم يتزوج الإمام علي على فاطمة 8 طيلة حياتها الشريفة شأنه شأن الرسول (ص) بعدم زواجه في حياة خديجة (ع). إلا أنّ هناك رواية تفيد أن الإمام علياً (ع) أراد أن يتزوج على فاطمة حينما خطب جويرية بنت أبي جهل.
ففي استعراض ابن أبي الحديد([152]) لما جاء به –أبو جعفر الاسكافي([153])- قال الأخير: إن أبا هريرة روي الحديث الذي معناه أنّ علياً (ع) خطب ابنة أبي جهل في حياة رسول الله (ص) فأسخطه، فخطب على المنبر، وقال لاها الله! لا تجتمع ابنة ولي الله وابنة عدو الله أبي جهل! إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها، فان كان علي يريد ابنة أبي جهل فليفارق ابنتي، وليفعل ما يريد. أو كلاما هذا معناه، والحديث مشهور من رواية الكرابيسي([154]).
وأضاف ابن أبي الحديد: «هذا الحديث أيضا مخرج في صحيحي مسلم([155]) والبخاري([156]) عن المسور بن مخرمة الزهري، وقد ذكره المرتضى في كتابه المسمى تنزيه الأنبياء والأئمة([157])، وذكر انه رواية حسين الكرابيسي، وانه مشهور بالانحراف عن أهل البيت :، وعداوتهم والمناصبة لهم فلا تقبل روايته» ([158]).
ثم قال: «وعندي إن هذا الخبر لو صح لم يكن على أمير المؤمنين فيه غضاضة، ولا قدح؛ لأنّ الأمة مجمعة على انه لو نكح ابنة أبي جهل، مضافاً إلى نكاح فاطمة (ع) لجاز؛ لأنّه داخل تحت عموم الآية المبيحة للنساء الأربع؛ فابنة أبي جهل المشار إليها كانت مسلمة؛ لأنّ هذه القصة، كانت بعد فتح مكة، وإسلام أهلها طوعاً وكرهاً، ورواة الخبر متوافقون على ذلك، فلم يبق إلا انه إن كان هذا الخبر صحيحاً فإنّ رسول الله (ص)، لما رأى فاطمة (ع) قد غارت وأدركها ما يدرك النساء، عاتب علياً (ع) عتاب الأهل، وكما يستثبت الوالد رأي الولد ويستعطفه إلى رضا أهله وصلح زوجته، ولعل الواقع كان بعض هذا الكلام فحرف وزيد فيه»([159]).
وأضاف: «لو تأملت أحوال النبي (ص) مع زوجاته، وما كان يجري بينه وبينهن من الغضب تارة، والصلح أخرى، والسخط تارة والرضا أخرى، حتى بلغ الأمر إلى الطلاق مرة، والى الايلاء مرة، والى الهجر مرة والقطيعة مرة، وتدبرت ما ورد في الروايات الصحيحة مما كن يلقينه (ع) به، ويسمعنه إياه، لعلمت إن الذي عاب الحسدة والشانئون علياً (ع) به بالنسبة إلى تلك الأحوال قطرة من البحر المحيط، ولو لم يكن إلا قصة مارية، وما جرى بين رسول الله (ص) وبين تينك الامراتين من الأحوال والأقوال، حتى انزل فيها قرآن يتلى في المحاريب، ويكتب في المصاحف، وقيل لهما ما لا يقال للاسكندر ملك الدنيا لو كان حياً، منابذاً لرسول الله (ص) ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ» ([160])، ثم أردف ذلك بالوعد والتخويف «عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾([161])، الآيات بتمامها، ثمّ ضرب لهما مثلاً امرأة نوح وامرأة لوط اللتين خانتا بعليهما، فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وتمام الآية معلوم([162])، فهل ما روي في الخبر من تعصب فاطمة (ع) على علي (ع) وغيرتها من تعريض بني المغيرة له بنكاح عقيلتهم، إذا قويس إلى هذه الأحوال وغيرها مما كان يجري إلا كنسبة التأفيف إلى حرب البسوس([163])! ولكن صاحب الهوى والعصبية لا علاج له"([164]).

وختاما ما هو تفسير هذه الحادثة؟
هل هي مجرد فكرة طرحها الإمام علي (ع) على النبي (ص) ولكن النبي كره ذلك؛ لذا عزف عنها الإمام كما صورتها إحدى روايات الحاكم([165]) بدون ذلك التهويل الذي صورته الروايات الأخرى؟
أم أنها فكرة بني المغيرة، ولا علاقة للإمام بذلك، وقد تكون تلك الفكرة من باب خلق إشكال بين النبي (ص) والإمام علي (ع) ولكنها لم تنجح؟
أم إن الرواية موضوعة لتكون مصداقاً لقوله (ص) لفاطمة (ع): فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني؟ كما أدلى بذلك ابن تيمية([166]).
إن :
معرفة حقيقة النبي (ص) بصفته نبيا مرسلا وانه «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» ([167])، والوحي لا يضاد الوحي.
معرفة طبيعة العلاقة التي تربط النبي (ص) بالإمام علي (ع) من جهة، والإمام علي بفاطمة (ع) من جهة أخرى وهي طبيعة ايجابية.
اقتصار مصدر الرواية على طفل في السادسة من عمره أو شخص لم يدخل المدينة إلا بعد وفاة النبي (ص) أو شخص مجهول.
عدم استغلال خصوم الإمام علي (ع) هذه الحادثة للتشنيع به.
كل ذلك دليل على أن الحادثة قد بولغ فيها كثيرا إن لم نقل أنها موضوعة([168]) !!؟

***
كانت فاطمة (ع) وحيدة يوم وفاة أبيها (ص)؛ لذلك كان ثقل فراقه (ص) عظيما عليها، فكانت تندبه قائلة: "يا أبتاه! جنة الخلد مثواه، يا أبتاه! عند ذي العرش مأواه! يا أبتاه! كان جبريل يغشاه! يا أبتاه لست بعد اليوم أراه!". ويشار إلى أنها "كانت تشوب هذه الندبة بنوع من التظلم والتألم لأمر يغلبها"([169]).
ويذكر أنها تحاملت نحو القبر الشريف، وألقت بنفسها عليه مغشياً عليها، فلما أفاقت أخذت حفنة من تراب القبر، وأدنتها من عينيها اللتين قرحهما البكاء وراحت تشمها وتقول:
ماذا على من شم تربة احمد
صبت عليّ مصائب لو أنها
ألا يشم مدى الزمان غواليا
صبت على الأيام عدن لياليا([170])
ولم تطل حياتها بعد النبي (ص) إلا أشهراً حيث توفيت وهي في الثامنة عشرة من عمرها وكان لوفاتها ومن قبل وفاة النبي (ص) وقع عظيم في نفس الإمام علي (ع)؛ لذا قال:
أرى علل الدنيا علي كثيرة
لكل اجتماع من خليلين فرقة
وإنّ افتقادي فاطماً بعد احمد
وصاحبها حتى الممات عليل
وكل الذي دون الفراق قـليل
دليل على أن لا يدوم خليل([171])
ونختم كلامنا عن فاطمة الزهراء بكلمة للعقاد جديرة بالتأمل، إذ يقول: "ان في كل دين صورة للأنوثة الكاملة المقدسة يتخشع بتقديسها المؤمنون، كأنما هي آية الله من ذكر وأنثى، فإذا تقدست في المسيحية صورة مريم العذراء، ففي الاسلام لا جرم ان تتقدس صورة فاطمة البتول. ولقد اخذت الزهراء مكانها الرفيع بين اعلام النساء في التاريخ واقترن اسمها بمئات الشهداء، وظل اسم المنتسبين اليها يقض مضاجع الحكام،… وكان لأكبر دولة اسلامية شرف الانتساب إليها خلال ثلاثة قرون او تزيد بل كان الانتساب اليها من اقوى الدعائم، ليس لأنها بنت نبي وزوجة امام وأم لآلاف الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الضعفاء والمحرومين والمعذبين فحسب، بل لأنها رافقت دعوة ابيها منذ بدايتها، وتأصلت في نفسها حتى اصبحت وكأنها جزء من كيانها وطبيعتها تمدها بالثبات على الحق، والدفاع عن المظلومين مهما كان الثمن غاليا. وظلت تكافح وتناضل إلى ان فارقت الدنيا تاركة صورة للأنوثة الكاملة المقدسة يقدسها مئات الملايين من البشر، وكأنها من اقدس آيات الله التي خلقها فيما خلق من بني الانسان منذ بداية الخليقة وحتى نهايتها" ([172]).

الحسن والحسين (ع):
ومن فضائل الامام علي (ع) أنّه رزق بولدين كان لهما الاثر الاكبر في تاريخ الامة الاسلامية من زوجته السيدة فاطمة الزهراء (ع) وهما الحسن والحسين اللذين قال فيهما رسول الله (ص) إنّهما سيدا شباب اهل الجنة.([173])، لذا كان الامام علي (ع) يفتخر بهما ويقول:
وسبطا احمد ولداي منها فأيكم له سهم كسهمي([174])
وكان رسول الله (ص) يدعوهما ولداه ويقول: « لكل بني انثى عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فانا وليهم وأنا عصبتهم» ([175])، وقال أيضا « ان الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي بن ابي طالب» ([176]).
وقد ناقش ابن ابي الحديد مسألة: هل يجوز ان يقال ان الحسن والحسين8 وولدهما ابناء رسول الله وذرية رسول الله ونسل رسول الله؟
قال: « نعم؛ لأنّ الله تعالى سماهم (أبناءه) في قوله تعالى (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)([177])، وإنما عنى الحسن والحسين ولو اوصى لولد فلان بمال دخل فيه اولاد البنات وسمّى الله تعالى عيسى ذرية ابراهيم في قوله (ومن ذريته داود وسليمان) إلى ان قال (ويحيى وعيسى)([178]) ولم يختلف اهل اللغة في ان ولد البنات من نسل الرجل».
وفسر ابن ابي الحديد قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾([179]). بان ذلك يعني به زيد بن حارثة؛ لأنّ العرب كانت تقول (زيد بن محمد). على عادتهم في تبني العبيد، فأبطل الله تعالى ذلك، ونهى عن سنة الجاهلية وقال: "انّ محمدا (ص) ليس ابا لواحد من الرجال البالغين المعروفين بينكم ليعتزى اليه بالنبوة، وذلك لا ينفي كونه ابا للأطفال، الذين تطلق عليهم لفظة الرجال كإبراهيم والحسن والحسين([180]).
وتساءل ابن ابي الحديد: هل ان ابن البنت ابن على الحقيقة ام المجاز؟ فقال: « لذاهب أن يذهب إلى أنّه حقيقة اصلية لأنّ اصل الاطلاق الحقيقة، وقد يكون اللفظ مشترك بين مفهومين وهو في احدهما أشهر ولا يلزم من كونه اشهر في أحدهما إلا يكون حقيقة في الآخر ولذاهب أن يذهب إلى أنّه حقيقة عرفية، وهي التي كثر استعمالها، وهي في الاكثر مجاز، حتى صارت حقيقة في العرف كالراوية للمزادة، والسماء للمطر، ولذاهب أن يذهب إلى كونه مجازاً قد استعمله الشارع، فجاز اطلاقه في كل حال، واستعماله كسائر المجازات المستعملة» .
وأضاف ابن أبي الحديد: « ومما يدل على اختصاص ولد فاطمة دون بني هاشم كافة بالنبي (ص) انه ما كان يحل له (ص) ان ينكح بنات الحسن والحسين 8 ولا بنات ذريتهما، وان بعدت وطال الزمان ويحل له نكاح بنات غيرهم من بني هاشم من الطالبيين وغيرهم، وهذا يدل على مزيد من الاقربية وهي كونهم أولاده؛ لأنّه ليس هناك من القربى غير هذا الوجه؛ لأنهم ليسوا اولاد أخيه ولا اولاد أخته ولا هناك وجه يقتضي حرمتهم عليه، إلا كونه والداً لهم وكونهم اولاداً له. فان قلت: قد قال الشاعر:
بنــــونا بنــو ابنــائنا وبناتنا بنوهن ابناء الرجال الاباعدِ([181])
وقال حكيم العرب: اكثم بن صيفي([182]) في البنات يذمهن: انهن يلدن الاعداء ويورثن البعداء.
قلت: انما قال الشاعر ما قاله على المفهوم الأشهر وليس في قول اكثم ما يدل على نفي بنوتهم، وإنما ذكر انهن يلدن الأعداء وقد يكون ولد الرجل لصلبه عدواً، قال الله تعالى ( إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ)([183])، ولا ينفي كونه عدوا كونه أبناً([184]). ولذلك جعل الامام علي (ع) الولاية في التصرف بأمواله إلى الحسن والحسين (ع) لشرفهما من الرسول (ص)، وقد عد ابن ابي الحديد ذلك (رمز وإزراء بمن صرف الامر عن اهل بيت رسول الله (ص) مع وجود من يصلح للأمر أي كان الاليق بالمسلمين والأولى ان يجعلوا الرئاسة بعده لأهله، قربة إلى رسول الله (ص) وتكريما لحرمته وطاعة له وأنفة لقدره (ص) ان تكون ورثته سوقة يليهم الاجانب ومن ليس من شجرته واصله. ألا ترى ان هيبة الرسالة والنبوة في صدور الناس اعظم اذا كان السلطان والحاكم في الخلق من بيت النبوة وليس يوجد مثل هذه الهيبة والجلال في نفوس الناس للنبوة اذا كان السلطان الاعظم بعيد النسب من صاحب الدعوة (ع)) ([185]).
وقد عقد ابن ابي الحديد فصلا عن الامام الحسن (ع) ([186]) وقال في تحليله لصلح الحسن مع معاوية بان السبب يكمن في فقدان الحسن للأنصار، فلا حيلة له ثم قال: "والذي خاض الغمرات مع عدم الانصار هو الحسين (ع)؛ ولهذا عظم عند الناس قدره([187]).
وأكد ابن ابي الحديد ان مكانتهما عند المعتزلة هي التساوي في الفضيلة، «اما الحسن فلوقوفه مع قوله تعالي ﴿إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا﴾([188]) وأمّا الحسين فلإعزاز الدين»([189]). اما الحسين (ع) فقد عده ابن ابي الحديد من اباة الضيم، فقال (سيد اهل الإباء الذي علم الناس الحمية والموت تحت ظلال السيوف اختياراً له على الدنية، ابو عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب (ع)، عرض عليه الامان وأصحابه فانف من الذل وخاف من ابن زياد ان يناله بنوع من الهوان ان لم يقتله فاختار الموت على ذلك).
حتى كأن ابيات ابي تمام ما قيلت إلا في الحسين:
وقد كان فوت الموت سهلا فرده
ونفس تعاف الضيم حتى كأنه
فأثبت في مستنقع الموت رجله
تردي ثياب الموت حمرا فما أتى
اليه الحفاظ المر والخلق الوعر
هو الكفر يوم الروع او دونه الكفر وقال لها :من تحت اخمصك الحشر
لها الليل إلا وهي من سندس خضر([190])
وأشار ابن ابي الحديد لوصف رجل شارك في حرب الإمام الحسين (ع) مشيراً للجانب البطولي لدى الحسين وأصحابه، فقال: « قيل لرجل شهد يوم الطف مع عمر بن سعد: ويحك! اقتلتم ذرية رسول الله (ص)! فقال: عضضت بالجندل، انك لو شهدت ما شهدنا لفعلت ما فعلنا، ثارت علينا عصابة، ايديها في مقابض سيوفها، كالأسود الضارية، تحطم الفرسان يمينا وشمالاً، وتلقي انفسها على الموت، لا تقبل الأمان ولا ترغب في المال، ولا يحول له حائل بينها، وبين الورود على حياض المنية، او الاستيلاء على الملك، فلو كففنا عنها رويدا لأتت على نفوس العسكر بحذافيرها، فما كنا فاعلين لا ام لك"([191]).
النص المتقدّم وان كان يمثل تبريرا لأولئك الذين قتلوا الإمام الحسين (ع)، لكنه يشير إلى انهم رفضوا السلامة المشوبة بالذل والأموال، وقبلوا الموت؛ لأنهم رأوا عزهم فيه، وقد انتقد ابن ابي الحديد الجاحظ؛ لتجاهله ما حدث بكربلاء قائلاً: «هذا ايضا تحامل من ابي عثمان (الجاحظ)، هلا ذكر قتلى الطفوف وهم عشرون سيدا من بيت واحد، قتلوا في ساعة واحدة، وهذا ما لم يقع مثله في الدنيا لا في العرب ولا في العجم، ولما قتل حذيفة بن بدر يوم الهباءة([192]) وقتل معه ثلاث او اربعة من اهل بيته ضربت العرب بذلك الامثال واستعظموه، فجاء يوم الطف (جرى الوادي فطم على القرى)([193]) " ([194]).
وقد فسر ابن ابي الحديد موقف الجاحظ هذا بقوله: "لقد غلبت البصرة وطينتها على إصابة رأيه" ([195]).
يلاحظ مما مر أن المنهج العقلي الذي اعتمده ابن أبي الحديد المعتزلي أخذ بيده للقول بأن أهل البيت : هم أصحاب الكساء الخمسة، مؤكداً صحة حديث الكساء بالقرآن والأحاديث النبوية، فضلا عن الوقائع التاريخية.

* المصادر والمراجع *
أولا: المصادر الأولية:
- القرآن الكريم.
- ابن الأثير: عز الدين أبو الحسن علي بن محمد (ت 630هـ).
- أسد الغابة في معرفة الصحابة ،ب .محق . المكتبة الإسلامي، طهران، ب .ت .
- اللباب في تهذيب الأنساب ،ب .محق .القاهرة ،1386هـ .
- ابن الاثير: مجد الدين ابو السعادات المبارك بن محمد 544(ت - 606هـ).
- النهايه في غريب الحديث والاثر ، تح: طاهر احمد الزاوي – محمود الطناحي، ط1، القاهرة،1963.
- ابن اخي تبوك :ابو الحسين عبد الوهاب بن محمدبن الوليد (ت 396 هـ).
- مناقب علي بن ابي طالب ،تح، محمد باقر البهبودي، المكتبة الاسلامية، طهران، 1394هـ.
- الاربلي: ابو الحسن علي بن عيسى (ت 693 هـ).
- كشف الغمة في معرفة الائمة ، مط النجف، 1384 هـ.
- الآلوسي: أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني (ت1217 –1270 / 1802 –1854م).
- سرح الخريد ة الغيبية في شرح القصيده العينية، ب . محق . ط حجرية، شرحها في 1270 هـ.ب . مكا.ب . ت .
- البحراني: السيد هاشم (ت 1107هـ).
- غاية المرام، تح: السيد علي عاشور، قم، 1421 هـ.
- مدينة المعاجز: تح: عزة الله المولائي، ط1، قم، 1413 هـ.
- البخاري: أبو عبدالله محمد بن اسماعيل (ت194 –256 هـ).
- الصحيح، الطباعة المنيرية، مصر، ب . ت .
- البستي: أبو القاسم إسماعيل بن أحمد المعتزلي (ت420هـ).
- كتاب المراتب في فضائل أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه، تحقيق: محمد رضا الأنصاري القمي، الطبعة الاولى، قم، 1421 هـ .
- ابن البطريق: شمس الدين يحيى بن الحسن (ت533-600 ) .
- عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، تح: جماعة المدرسين، ط1، مط: جماعة المدرسين، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، قم، 1407 .
- البغدادي: أبو منصور عبد القاهر بن طاهر (ت 429 هـ).
- الفرق بين الفرق، تح: محمد زاهد الكوثري، ب. مكا . 1327هـ .
- البغدادي: عبد القادر بن عمر (ت1030 –1093هـ).
- خزانة الادب ولب لباب لسان العرب، ط1، بولاق، ب . ت .
- ابن بكار: الزبير (ت172 –256 هـ ).
- جمهرة نسب قريش وأخبارها، تح، محمود محمد شاكر، مط المدني، القاهرة، 1381 هـ .
- البلاذري: احمد بن يحيى بن جابر (ت 279 هـ).
- أنساب الاشراف، ج1، تح: محمد حميد الله، دار المعارف، مصر، ب . ت .
- انساب الاشراف، ج2، تح: محمد باقر المحمودي، ط1، مؤسسة الاعلمي، بيروت، 1974.
- انساب الاشراف، ج3، تح: محمد باقر المحمودي، ط1، بيروت، 1977 .
- انساب الاشراف ، ج5، تح: جوتن، بريس، 1936 .
- البلخي: ابي القاسم الكعبي (ت 319 ه).
- باب ذكر المعتزله من كتاب مقالات الاسلاميين، تح: فؤاد سيد، تونس، 1974 .
- البلوي :ابو الحجاج يوسف بن محمد (ت529 –604 ه/1135—1207).
- الف باء، ب . محق، المطبعه الوهبيه، مصر، 1287 هـ .
- البهوتي: الشيخ منصور بن يونس الحنبلي (ت 1051هـ).
- كشاف القناع عن متن الإقناع للإمام موسى بن أحمد الحجاوي الصالحي ت 960 ه‍، قدم له: كمال عبد العظيم العناني، حققه: أبو عبد الله محمد حسن محمد حسن إسماعيل الشافعي، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م.
- البياضي: زين الدين أبي محمد علي بن يونس العاملي النباطي (ت877هـ).
- الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، تح: محمد باقر البهبودي، ط1، مطبعة الحيدري، 1384هـ.
- البيهقي: ابراهيم بن محمد (ق4هـ).
- المحاسن والمساوىء ،ب . محق ، بيروت ، 1380 هـ / 1960 م .
- البيهقي: ابو بكر احمد بن الحسين بن علي (ت458هـ).
- السنن الكبرى . بلا محقق، ط1، حيدر آباد الدكن، الهند، 1352 هـ .
- التستري: الشهيد نور الله (ت1091هـ).
- إحقاق الحق، بلا معلومات، قرص مكتبة أهل البيت (ع) الليزري.
- الترمذي: محمد بن عيسى (209 –279 ).
- صحيح الترمذي بشرح الامام ابن العربي المالكي، ب .محق . ط1، الازهر، 31- 1934 .
- ابن تغرى بردى: جمال الدين ابو المحاسن يوسف (ت813 –874ه).
- النجوم الزاهرة ، ط1، تح: احمد زكي العدوي، دار الكتب، القاهرة، 1929—1956 .
- ابو تمام الطا ئي: حبيب بن أوس ت (ت231 هـ / 846 م)
- ديوان ابو تمام، شرح وتعليق : د . شاهين عطيه، ط1، بيروت، 1968 .
- أبن تيمية: أبي العباس احمد بن تيميه الحراني (ت 728 هـ).
- منهاج السنة النبوية، ط1، المطبعه الاميريه بولاق، مصر، 1321 هـ .
- الثعالبي: ابو منصور عبد الملك ( ت350 - 429 هـ) .
- التمثيل والمحاضره، تح: عبد الفتاح الحلو ، القاهرة، 1381هـ / 1961 م .
- الجاحظ: ابو عثمان عمرو بن بحر ( ت150 – 255 هـ) .
- الحيوان، تح: عبد السلام محمد هارون، ط1، مصر، 1938 –1945 .
- رسائل الجاحظ السياسيه ، تح: علي ابو ملحم، ط1، بيروت، 1987 .
- رسالة صناعة الكلام، ضمن رسائل الجاحظ الكلامية،تح: علي ابوملحم، ط1، بيروت، 1987.
- العثمانية، تح وشرح: عبد السلام محمد هارون، دار الكتاب العربي، مصر 1955 .
- ابن جبر: زين الدين علي بن يوسف (ق 7هـ).
- نهج الإيمان، تح: احمد الحسيني، ط1، مط: ستارة، قم، 1418هـ .
- الجرجاني: ابو الحسن علي بن محمد بن علي (740 ــ816 هـ/ 1340ــ1413 م) .
- التعريفات، ب . محق . الدار التونسيه للنشر، تونس، 1971 .
- أبو جعفر الاسكافي: محمد بن عبد الله (ت 240 هـ ).
- نقض العثمانية منشور مع كتاب العثمانيه للجاحظ، تح: محمد عبد السلا م هارون، دار الكتاب العربي، مصر، 1955 .
- ابن الجوزي: جمال الدين ابو الفرج عبد الرحمن بن علي (ت 510 ــ597 هــ).
- صفة الصفوه، تح: محمود فاخوري ــمحمد رواسي قلعه جي، ط2، دار المعرفه،1979.
- المنتظم في تاريخ الملوك والامم ، ب . محق، الدار الوطنيه، بغداد، 1990 .
- الجوهري: اسماعيل بن حماد (ت 393 هــ/ 1003 م) .
- الصحاح، تح: احمد عبد الغفور عطار، دار الكتاب العربي، مصر، 1956 .
- الجويني: ابراهيم بن محمد (ت 644ــ730 هــ).
- فرائد السمطين، تح: محمد باقر المحمودي، ط1، بيروت ؛ 1398 هـ/ 1978 م .
- الحاكم الجشمي: ابو السعد المحسن بن محمد (ت 494 هــ).
- الطبقتان الحاديه عشره والثانيه عشره من كتاب سرح العيون، نشر مع كتاب فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، تح: فؤاد سيد، تونس، 1974.
- الحاكم النيسابوري: ابو عبدالله محمد بن عبد الله (321- 405 هـ/ 933-1014).
- المستدرك على الصحيحين، دراسه وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، ط1، بيروت، 1990 .
- ابن حبيب: محمد البغدادي (ت ما بعد 279هــ).
- المحبر، تح أيلزه ليختن شتير، المكتب التجاري للطباعه والنشر، بيروت، 1942 .
- ابن حجر العسقلاني: أحمد بن علي (ت 773 - 852 هـ).
- الاصابه في تمييز الصحابه، ط1 مطبعة السعاده، مصر 1328 هــ
- تهذيب التهذيب، ط1، ب . محق، حيدر اباد ــالدكن، الهند، 1325 ـــ1327 هــ
- فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ب. محق، ط2، دار المعرفة، بيروت، ب. ت.
- لسان الميزان، ب .محق، ط1، حيدر اباد الدكن، الهند ،1330 ـ1331 هـ.
- ابن ابي الحديد: عز الدين عبد الحميد بن هبة الله المدائني (ت576 ـ 656 هـ).
- شرح نهج البلاغه ، تح: محمد ابو الفضل ابراهيم، ط1، دار الجيل، بيروت، 1987 .
- القصائد السبع العلويات، شرح: محمد صاحب المدارك، دار الفكر، بيروت، 1955.
- ابن حزم: ابو محمد بن أحمد (ت 456 هــ).
- الفصل في الملل والاهوا ء والنحل، تح: محمد ابراهيم نصر ـ عبد الرحمن عميره، ط1، الرياض، 1982 .
- الحسكاني: عبيد الله بن عبد الله بن احمد بن الحاكم النيسابوري (ق 5هـ) .
- شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، تح: محمد باقر المحمودي، ط1، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، إيران، 1990م .
- الحلبي: علي بن برهان الدين الشافعي 975 ـ 1044 هــ/1567 ــ1635 م.
- السيره الحلبيه، ب .محق، مطبعة الاستقامه، القاهرة ،1971 .
- الحلي: الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر ( 648 ــ726 هــ).
- كشف اليقين ،ط1، وزارة الثقافه والارشاد الاسلامي، 1411 هــ.
- نهج الحق وكشف الصدق، علق عليه: عين الله الحسيني الاموري، ب.ط، مط: ستارة، إيران، 1421هـ .
- الحميري: السيد اسماعيل بن محمد (105 ـ 173 هــ ).
- ديوان السيد الحميري، جمع وتح: شاكر هادي شكر، دار مكتبة الحياة، بيروت، ب.ت .
- الحميري: أبو العباس عبد الله بن جعفر ( ق 3هـ ) .
- قرب الإسناد، تح: مؤسسة آل البيت : لإحياء التراث، ط1، مط: مهر، قم، 1413هـ.
- ابن حنبل: ابو عبد الله احمد ( 164 ـــ241 هــ).
- المسند، ب . محق . القاهرة، 1896 م .
- الخطيب البغدادي: ابو بكر أحمد بن علي ت463 هــ
- تاريخ بغداد، ب . محق . مط السعاده، القاهرة، 1931 .
- ابن خلدون: عبد الرحمن بن محمد ت 808 هـ/ 1406 م .
- المقدمة، ب .محق . ط2، بيروت، 1961 .
- الخوارزمي: ابوالمؤيد الموفق بن احمد بن محمد البكري ( ت القرن السادس الهجري).
- المناقب، قدم له :محمد رضا الخرسان، النجف، 1385 هــ.
- الخوانساري: محمد باقر الموسوي ت 1313 هــ.
- روضات الجنات، تح: أسد الله أسماعيليان، بيروت، 1390 ــ1391 هــ.
- الخياط: ابو الحسين عبد الرحيم بن محمد ( ت 300هــ) .
- الانتصار، تصحيح :نيبرج، بيروت، 1957 .
- الديار بكري: حسين بن محمد بن الحسن ت 966 هـ / 1564م.
- تاريخ الخميس في احوال انفس نفيس، بيروت، 1283 هــ.
- الديلمي: الحسن بن ابي الحسن ت 841 هــ.
- إرشاد القلوب، دار الشريف الرضي، 1412هــ .
- الذهبي: شمس الدين محمد بن احمد 748 هــ/ 1347 م .
- تلخيص المستدرك على الصحيحين، ط1، بهامش المستدرك، تح مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1990 .
- الراوندي: قطب الدين ابو الحسين سعيد بن هبة الله ت 573 هـ.
- الخرائج والجرائح، مؤسسة الأمام المهدي، قم، ب .ت.
- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، تح: السيد عبد اللطيف الكوهكمري، ب.ط، مطبعة الخيام، قم، 1406هـ.
- ابن رشيق: ابو علي الحسن ت 463 هــ/ 1071 م .
- العمده، تح: محمد محي الدين عبد الحميد، ط4، دار الجيل، بيروت، 1972 .
- ابن زبالة: محمد بن الحسن ت 199 هــ.
- منتخب من كتاب أزواج النبي (ص) تح: اكرم ضياء العمري، ط1، المدينه المنوره، 1981.
- الزرندي: جمال الدين محمد بن يوسف الحنفي ت 757هـ .
- نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، مكتبة أمير المؤمنين (ع) العامة، ط1، 1958هـ .
- معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول والبتول، تح: محمد كاظم المحمودي، ط1، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، 1425هـ .
- الزمخشري: جار الله محمود بن عمر ت 528 هــ
- أساس البلاغة، دار ومطابع الشعب، القاهرة، 1960م.
- ربيع الابرار ونصوص الاخبار، تح: سليم النعيمي، مط العاني، بغداد، 1982 .
- الزبيدي: محمد مرتضى ت 1205هـ.
- تاج العروس، مكتبة الحياة، بيروت، ب.ت.
- سبط ابن الجوزي: يوسف بن قرا غلي بن عبد الله البغدادي 581 ــ654 هــ.
- تذكرة الخواص، قدم له: محمد صادق بحر العلوم، النجف، 1383 هـ/ 1964 م.
- ابن سعد: محمد ت 230 هـ.
- الطبقات الكبرى: تح: احسان عباس، بيروت، 1978 .
- ابن السكيت الأهوازي: أبو يوسف يعقوب بن إسحاق (186 ـ 244 هـ/802 ـ 858م).
- ترتيب إصلاح المنطق، رتبه وقدم له وعلق عليه، محمد حسن بكائي، ط 1، مشهد، 1412 هـ .
- ابن سلامة: القاضي أبو عبد الله محمد القضاعي ت454هـ.
- مسند الشهاب، حققه وخرج أحاديثه: حمدي عبد المجيد السلفي، ط1، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1985م.
- السمعاني: ابو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور ت 562 هـ/1166 م.
- الانساب، تصحيح: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي، ط1، حيدر آباد الدكن ــ ا لهند، 1962 ــ1978
- ابن سيدة: أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي ت 458 .
- المخصص، تحقيق: لجنة إحياء التراث العربي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ب.ت.
- السيو طي: جلال الدين عبد الرحمن ت 849 –911 هـ
- تاريخ الخلفاء، تح: محمد محي الدين عبد الحميد، ط1، بيروت، 1952 .
- ابن شاذان: أبو الفضل سديد الدين القمي ت نحو 660 .
- الفضائل، ب.محق، ب.ط، مط: الحيدرية، النجف، 1962م .
- الشامي: جمال الدين يوسف بن حاتم (ق7هـ).
- الدر النظيم في مناقب الائمة اللهاميم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، قم، 1420هـ.
- الشامي الموصلي: عمر بن شجاع الدين محمد بن عبد الواحد الشافعي (ق7 هـ).
- النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم، وثق اصوله وحققه: سامي الغريري، الطبعة الاولى، مؤسسة دار الكتاب الاسلامي، 2002
- الشريف الرضي: ابو الحسن بن الحسين (359 ــ406 هـ / 970 ــ1015 م .
- خصائص الائمة، ب . محق، النجف، 1396 هـ.
- نهج البلاغة، ضبط نصه: صبحي الصالح، ط1، بيروت، 1387 /1967 .
- الشريف المرتضى: ابو القاسم علي بن الحسين علم الهدى ( 355ــ436 هــ).
- الامالي، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، ط1، ذوي القربى، قم، 1384هـ ش .
- تنزيه الانبياء والائمة ،ط3، النجف، 1974 .
- الشافي في الامامه، ب . محق . ط حجريه، ب .مكا، 1301 هــ.
- القصيدة المذهبة للسيد الحميري، تح: محمد الخطيب، ط1، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1970 .
- ابن شهر آشوب: رشيد الدين ابي عبد الله محمد بن علي المازندراني(489ـ 588 هــ).
- مناقب آل ابي طالب، المطبعة الحيدرية، النجف، 1376 هــ/1956 م.
- الشهرستاني: ابو الفتح محمد بن عبد الكريم ت 548 هــ
- الملل والنحل، بهامش: الفصل في الملل والاهواء والنحل، ب .محق . ب.مكا. ب. ت .
- الشهيد الأول: محمد بن مكي العاملي الجزيني (734 ـ 786ه).
- المزار، ب.محق، ط1، قم المقدسة، 1410هـ.
- الصاحب بن عباد اسماعيل(326ــ385هــ).
- ديوان الصاحب بن عباد، تح :محمد حسن آل ياسين ،ط1، بغداد، 1965 .
- الصالحي الشامي: محمد بن يوسف ت 942 هـ.
- سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، تح: عادل احمد عبد الموجود، علي محمد معوض، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1993م .
- ابن الصباغ المالكي: نور الدين علي بن محمد (784 ــ855هـ/1383 ــ1451 م .
- الفصول المهمه .ب. محق، ط2، النجف، ب .ت .
- الصبان :محمد بن علي ت 1206 هـ/1792 م .
- اسعاف الراغبين ،بهامش :نور الابصار للشبلنجي ،بيروت، ب .ت .
- الصدوق: ابو جعفر محمد بن علي ( 305 ـ381 هـ) .
- الامالي . ب . محق . ط1، النجف، 1970 .
- علل الشرائع، مكتبة الداوودي، قم، ب . ت .
- كمال الدين وتمام النعمة، صححه: علي اكبر غفاري، ب.ط، قم، 1405هـ .
- معاني الاخبار ،مؤسسة النشر الاسلامي ،قم، 1403 هـ .
- الصفوري الشافعي: عبد الرحمن بن عبد السلام 894 هـ/ 1489 م .
- نزهة المجالس ومنتخب النفائس، ب. محق، دار الكتب العلميه، بيروت، 1346 هـ.
- الطائي: حاتم ت 605 م .
- ديوان حاتم الطائي، تح: كرم البستاني، بيروت، 1963 .
- ابن طاووس: أبو القاسم رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد ت664 .
- إقبال الأعمال: تح: جواد القيومي، ط1، قم، 1414 .
- اليقين في إمرة أمير المؤمنين، ط1، تح: الأنصاري، قم، 1413.
- الطبراني: ابو القاسم سليمان بن احمد (260 ــ360هـ).
- المعجم الكبير، تح: حمدي السلفي، ط2، دار أحياء التراث العربي الاسلامي، الموصل، 1986 .
- الطبرسي: عماد الدين ابو جعفر محمد بن ابي القاسم ت بعد 553 هـ
- بشارة المصطفى، ط2، المكتبه الحيدريه، النجف، 1963 .
- الطبرسي: ابي منصور احمد بن علي بن ابي طالب نحو 560 هـ / 1165 م .
- الاحتجاج، ب . محق، مؤسسة الاعلمي، بيروت، ب.ت .
- الطبرسي: ابو علي الفضل بن الحسن ت 548 هـ .
- اعلام الوري باعلام الهدى ،قدم له: السيد محمد مهدي، ط3، النجف1 ،970 1.
- تاج المواليد في مواليد الائمة ووفياتهم، ب.ط، مط: الصدر ،قم، 1406هـ .
- الطبري: ابو جعفر محمد بن جرير ت 310 هـ..
- تاريخ الرسل والملوك، تح: محمد ابو الفضل ابراهيم، ط4، دار المعارف، 61 ــ1968 .
- الطحاوي: ابو جعفر احمد بن محمد ت 321 هـ.
- مشكل الاثار، ب .محق، ط1، حيدر اباد الدكن، الهند، 1333 هــ.
- ابن طلحه الشافعي: كمال الدين ابو سالم محمد 652 هــ /1254 م.
- مطالب السؤول في مناقب ال الرسول ،ب . محق، النجف ،ب .ت.
- الطوسي: ابو جعفر محمد بن الحسن ت 460 هــ/1067م .
- الامالي، قدم له: السيد محمد صادق بحر العلوم، مط النعمان، النجف، 1964 .
- تهذيب الأحكام، تح: حسن الخرسان، تصحيح محمد الاخوندي، ط4، مط: خورشيد، دار الكتب الإسلامية، قم، 1365 ( هـ.ش ) .
- مصباح المتهجد، ب.محق، بيروت، 1411هـ.
- ابن عبد البر: ابو عمر يوسف بن عبد الله القرطبي ت 463 هـ.
- الاستذكار، تح: سالم محمد عطا - محمد علي معوض، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2000م.
- الاستيعاب في معرفة الاصحاب، تح: علي محمد البجاوي، القاهرة، 1960 .
- ابن عبد ربه: ابو عمر احمد بن محمد ت 334 هــ.
- العقد الفريد، تح: احمد امين وآخرين، القاهرة، 1940 .
- ابن عبد الوهاب: حسين ( ق5هـ ) .
- عيون المعجزات، ب.محق، ب.ط، مط: الحيدرية، النجف، 1369هـ .
- العراقي: الحافظ زين الدين ابو الفضل عبد الرحيم ( 725 ــ806 هـ).
- طرح التثريب في شرح التقريب، بيروت، دار احياء الكتاب العربي، ب.ت.
- ابن عطاء: واصل (80ــ131 هـ).
- كتاب خطبة واصل بن عطاء، منشور ضمن نوادر المخطوطات، المجموعه الثانية، ط2، 1973، تح: عبد السلام محمد هارون، ص118ــ136.
- العلوي: أبو الحسن نجم الدين علي بن محمد بن علي بن محمد العمري ( ق 5هـ ) .
- المجدي في أنساب الطالبيين، تح: احمد المهدوي الدامغاني، ط1، مط: سيد الشهداء، الناشر: مكتبة آية الله المرعشي، 1409هـ .
- العمري: عبد الباقي ( 1204 ــ1278 هــ).
- ديوان عبد الباقي العمري، تصحيح: الحافظ عثمان الموصلي،الموصل،1316 هــ.
- ابن عنبة :السيد جمال الدين احمد بن علي الحسيني ت 828 هـ/1424 م.
- عمدة الطالب في أنساب آل ابي طالب ،دار الاندلس، النجف، 1358 هـ.
- العيني: بدر الدين ت 855 هـ .
- عمدة القارى بشرح البخاري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ب.ت.
- ابن فارس: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا ت 395هـ.
- معجم مقاييس اللغة، تحقيق وضبط: عبد السلام محمد هارون، مركز النشر: مكتب الاعلام الاسلامي، 1404هـ.
- الفاكهي: محمد بن اسحاق بن العباس ت275هـ .
- اخبار مكة في قديم الدهر وحديثه، ط2، دار الخضر، بيروت، 1414هـ
- الفتال: ابي جعفر محمد بن الحسن ت 508 هـ
- روضة الواعظين ،ب.محق ،دار الرضي، ب .ت.
- الفراهيدي: أبو عبد الرحمن الخليل بن احمد ( 100-175هـ ) .
- كتاب العين، تح: د.مهدي المخزومي – إبراهيم السامرائي، ط2، مط: الصدر، الناشر: مؤسسة دار الهجرة، 1409هـ .
- ابو الفرج الاصفهاني: علي بن الحسين ت 356 هـ/966 م.
- مقاتل الطالبين، ب . محق،مط الديواني، بغداد، 1965 .
- القاضي عبد الجبار عماد الدين ابي الحسن بن احمد ت 415 هــ.
- فرق وطبقات المعتزله، تح: علي سامي النشار ــ وــ عصام الدين محمد علي، الاسكندريه، 1972
- المغني في ابواب العدل والتوحيد، تح: عبد الحليم النجار ــوــسليمان دينا، الدار المصريه ،ب.ت.
- القاضي النعمان: أبو حنيفة محمد بن منصور بن احمد المغربي ت 363هـ .
- دعائم الإسلام، تح: آصف بن علي، ب.ط، دار المعارف، مصر، 1963م .
- شرح الأخبار في فضائل الائمة الأطهار، تح: محمد الحسيني الجلالي، ب.ط، مط: مؤسسة النشر الإسلامي، قم، ب.ت .
- ابن قتيبة: ابو محمد عبد الله بن مسلم ت 276 هــ.
- الشعر والشعراء، ب .محق، دار الثقافه، بيروت ،1384 هـ/1964 م.
- المعارف، تح: ثروت عكاشه، ط2، دار المعارف، مصر، 1969 .
- القرطبي: ابو عبد الله محمد بن احمد الانصاري ت 671هـ/1273 م.
- الجامع لاحكام القرآن، ط2، القاهرة، دار الكتب المصريه، 1960 .
- القسطلاني: احمد بن محمد بن ابي بكر ت 851 ـ923 هــ.
- إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ب .محق، بولاق، 1293 هـ.
- القفطي: جمال الدين ابي الحسن علي بن يوسف ت 446 هــ/1248 م.
- إنباه الرواه على انباه النحاة، تح: محمد ابو الفضل ابراهيم، القاهرة، 1950 ــ1955 .
- القلقشندي: ابو العباس احمد بن علي ت 821 هــ
- صبح الاعشى في صناعة الانشا ،ب .محق،القاهرة ،1963.
- الكتبي: محمد بن شاكر ت764هـ.
- فوات الوفيات ،تح: احسان عباس ،بيروت، 1973 ــ 1974 .
- ابن كثير: عماد الدين ابو الفداء اسماعيل بن عمر القرشي ت 764 هـ .
- البداية والنهاية، ط2، مكتبة المعارف، بيروت، 1977 .
- الكراكجي: أبو الفتح محمد بن علي ت 449هـ .
- كنز الفوائد، ط2، الناشر: مكتبة المصطفوي، قم، 1410هـ .
- الكفعمي: ابراهيم بن علي ت 905هـ.
- المصباح: ط3، مؤسسة الاعلمي، بيروت، 1983 .
- الكنجي الشافعي: ابو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد (استشهد في 658 هـ).
- كفاية الطالب في مناقب علي بن ابي طالب (ع) ، تح: محمد هادي الاميني ،ط2،النجف، 1970.
- ابن ماجه :محمد بن يزيد ( 209 ــ 273 هـ ) .
- صحيح سنن ابن ماجه، تح: محمد ناصر الالباني ،ط1، بيروت ،1986 .
- مالك بن أنس ( 93 –179 ) هـ..
- الموطأ، تح: د . بشار عواد معروف، دار الغرب الاسلامي، ط2، بيروت، 1997 .
- المبرد: ابي العباس محمد بن يزيد ت 285 هـ
- الكامل في اللغه والادب، تح: محمد ابو الفضل والسيد شحاته، دار النهضه، القاهرة، ب.ت .
- المتقي الهندي: علاء الدين بن علي ت 975 هـ/1567 م.
- كنز العمال في سنن الاقوال والافعال، ط2، حيدر آباد الدكن، الهند، 1950 ــ1967 .
- مؤلف مجهول ( ق 3 هــ) .
- أخبار العباس وولده، تح: عبدالعزيز الدوري وعبدالجبار المطلبي، دار الطليعة، بيروت،1971.
- مؤلف مجهول .
- كتاب الحوادث وهو الكتاب المسمى وهما بالحوادث الجامعه والتجارب النافعه والمنسوب لابن الفوطي، تح: بشار عواد معروفــ و ــ عماد عبدالسلام رؤوف،ط1،دار الغرب الاسلامي،1997 .
- المجلسي: محمد باقر ت 1111هـ
- بحار الأنوار ،ب.محق، دار الرضا، بيروت، ب.ت.
- مرآة العقول في شرح أخبار الرسول، (شرح كتاب الكافي للكليني)،قدم له: مرتضى العسكري، ط2،دار الكتب الإسلامية، طهران، 1404هـ.
- محب الدين الطبري: ابو جعفر احمد بن عبد الله 615 ــ 694 هـ .
- ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، تقديم ومراجعة: جميل ابراهي ، بغداد، 1984.
- الرياض النضره ،تح: سليمان حسن عبد الوهاب، ط2، مصر،1372 هـ/1953 م.
- ابن المرتضى: احمد بن يحيى ت 840 هـ.
- طبقات المعتزله ،تح: مؤسسة ديفلد ـ فلزر، أستانبول ،1960 .
- المسعودي: ابو الحسن علي بن الحسين ت 346 هــ.
- إثبات الوصية للإمام علي بن أبي طالب،ب.محق ،مؤسسة أنصاريان ،قم، 1996م .
- مروج الذهب ومعادن الجوهر، تح: محمد محيي الدين ،مصر، 1967 .
- مسلم بن الحجاج النيسابوري ( 204 ــ261 هــ).
- صحيح مسلم ،تح: محمود توفيق، مط مجازي، القاهرة، ب. ت.
- ابن المغازلي: ابو الحسن علي بن محمد الشافعي ت 483 هـ.
- مناقب علي بن ابي طالب، تح: محمدباقر البهبودي، المكتبة الاسلامية، طهران، 1394هــ.
- المفيد :ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (388ــ413 هــ).
- الارشاد ،تح :حسين الاعلمي، ط5، مؤسسة الاعلمي، بيروت، 2001 .
- أوائل المقالات، ط2، دار المفيد، بيروت، 1993هـ.
- مسار الشيعة ب.محق . المؤتمر العالمي للشيخ المفيد، قم، 1413 هـ.
- المقنعه، ب.محق، المؤتمر العالمي للشيخ المفيد، قم، 1413 هــ.
- المقريزي: تقي الدين ابو العباس احمد بن علي ت 845 هــ/ 1442 م.
- إمتاع الأسماع، تح: محمد عبد الحميد، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 1999.
- الخطط المقريزية، ب. محق، بولاق، 1294 هــ.
- الملطي: ابو الحسين محمد بن احمد الشافعي ت 377 هــ/ 987 م .
- التنبيه والرد على اهل الاهواء والبدع، تح: محمد زاهد الكوثري، بيروت، 1968 .
- المناوي: محمد بن عبد الرؤوف 952 ــ1031 هــ
- فيض القدير بشرح الجامع الصغير، ط1، مصر، 1938 .
- ابن منظور: ابو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم 630 ــ711 هــ.
- لسان العرب، الدار المصرية، القاهرة . ب . ت.
- ابن ميثم البحراني: ميثم بن علي ت بعد 681 هـ / 1282 م .
- شرح نهج البلاغة، ب . محق، مؤسسة النصر، طهران، 1378 – 1384 هـ .
- الميداني: ابو الفضل احمد بن محمد ت 518 هــ.
- مجمع الامثال، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد ،ط2، مط السعاده، مصر، 1959 .
- ابن نباتة: جمال الدين محمد بن محمد ت 768 هــ.
- سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، ط4، مصر، 1321 هـ.
- ابن النديم: محمد بن اسحق (ت مطلع القرن الخامس الهجري ) .
- الفهرست، ب.محق ،دار المعرفه، بيروت ،1398 هـ/1978 م.
- النسائي: ابو عبد الرحمن احمد بن شعيب (215 ــ303 هـ).
- خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، تح: محمد هادي الاميني، النجف، 1969 .
- فضائل الصحابة: دار الكتب العلمية، بيروت . ب .ت .
- ابو نعيم: احمد بن عبد الله الاصبهاني ت 430 هـ.
- حلية الاولياء وطبقات الاصفياء، ب. محق، ط2، دار الكتاب العربي، بيروت، 1967 .
- النووي: ابو زكريا محيي الدين ت 656 هــ.
- تهذيب الاسماء واللغات ،ب.محق، ب.ط،دار الكتب العلميه، بيروت .
- النويري: شهاب الدين احمد بن عبد الوهاب (677 ــ733 هــ).
- نهاية الارب، تح: محمد ابو الفضل، القاهرة، 1977 .
- الهاشمي: حبيب الله .
- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ،تصحيح: ابراهيم الميانجي، المكتبة الاسلامية، طهران ،1378 ــ1383 هــ .
- ابو هلال العسكري: الحسن بن عبد الله بن سهيل ت 395 هـ.
- الاوائل: تح :محمد السيد الوكيل، طنجة، المغرب، 1966 .
- جمهرة الامثال، تح: محمد ابو الفضل ــوــ عبد المجيد قطامش ،ط1، القاهرة ،1964 .
- الهيتمي: احمد بن حجر المكي ت 974 هـ.
- الصواعق المحرقة، تح: عبد الوهاب عبد اللطيف الحسني، القاهرة، 1375 هـ.
- الهيثمي: نور الدين علي بن ابي بكر ت 807 هـ.
- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ،مكتبة القدسي، القاهرة، 1352 ــ1353 هـ.
- ياقوت الحموي. ت 626 هــ
- معجم الادباء، ط الاخيرة، مكتبه عيسى الحلبي، مصر 1936 .
- معجم البلدان، ب . محق، ب . ط . بيروت، 1955 ــ1957 .
- اليعقوبي: احمد بن ابي يعقوب ت بعد 292 هـ.
- التاريخ ،تح محمد صادق بحر العلوم، ط4، النجف، 1974 .
ثانيا: المراجع الثانوية :
- الالوسي: محمود شكري البغدادي ت 1342 هـ /1924 م.
- بلوغ الارب في معرفة احوال العرب، تصحيح: محمد بهجت، ط3، مصر ،1342هـ.
- الأنصاري: أبو أسد الله محمد حياة بن محمد عبد الله الملتاني الباكستاني.
- حديث الكساء في مصادر الحديث، بلا معلومات، قرص مكتبة أهل البيت الليزري.
- بدوي: عبد الرحمن .
- مذاهب الاسلاميين ،ط3، دار العلم للملايين، 1983 .
- جار الله: زهدي .
- المعتزلة، ط2، بيروت، 1974 .
- الجلالي: السيد محمد رضا الحسيني.
- وليد الكعبة، ط1، المكتبة الحيدرية، مط شريعت، 1425هـ.
- جواد: مصطفى .
- ابو جعفر النقيب، مط الهلال، بغداد ،1949.
- الحسيني: هاشم معروف .
- سيرة الائمه الاثني عشر ،دار التعارف، بيروت، 1986 .
- الحفني: عبد المنعم .
- موسوعة الفرق والجماعات والمذاهب والاحزاب والحركات الاسلاميه ،ط2، ب.مكا، 1999 .
- الراوي: عبد الستار عز الدين .
- ثورة العقل (دراسه فلسفيه في فكر معتزلة بغداد ) ،ط2، بغداد، 1986 .
- السبحاني: الشيخ جعفر.
- محاضرات في الإلهيات، تلخيص: علي الرباني الكلبايكاني، ط6، مؤسسة الإمام الصادق، قم، 1423هـ.
- الشبلنجي: مؤمن بن حسن مؤمن (1252 ــ بعد 1308 هـ /1836 ـ بعد 1891 م).
- نور الابصار، ب. محق ،دار احياء التراث العربي ،بيروت، ب .ت.
- الشنقيطي: محمد حبيب الله بن عبد الله (1295ــ1363 هـ /1878 ــ1944 م) .
- كفاية الطالب لمناقب علي بن ابي طالب، تح :محمد علي صالح، ط1، مط الاستقامة، 1963 .
- صبحي: احمد محمود .
- في علم الكلام، ط2، دار الكتب الجامعية، 1976 .
- العاملي: حسن مكي.
- بداية المعرفة، ط2، مطبعة ذوي القربى، قم، 1427هـ.
- العسكري: نجم الدين ت1390 هـ.
- حديث الثقلين، ط4، مطبعة الآداب، النجف الأشرف،
- العقاد: عباس محمود.
- عبقرية الامام علي، دار الفكر ،بغداد، ب.ن .
- فاطمة الزهراء والفاطميون، دار الهلال، ب.ت.
- العواد: انتصار عدنان.
- السيدة فاطمة (ع) دراسة تاريخية، ط1، مؤسسة البديل، بيروت، 2009م.
- السيرة النبوية في رؤية أمير المؤمنين (ع): دراسة في نهج البلاغة، دار الكفيل، العتبة الحسينية المقدسة، كربلاء، 2017م.
- الفضلي: عبد الهادي.
- خلاصة علم الكلام، دار التعارف، بيروت، 1988 .
- محمد السيد ،د.محمد صالح .
- ابو جعفر الاسكافي وآراؤه الكلاميه والفلسفيه، دار أحياء الكتب، القاهرة، 1998 .
- محيي الدين: علي جواد .
- ابن ابي الحديد سيرته وآثاره الادبية والنقدية، رسالة ماجستير غير منشورة، القاهرة، 1977م .
- المطهري: الشهيد مرتضى.
- الإمامة، ترجمة: جواد علي كسار، ط 1، مؤسسة ام القرى، 1417هـ.
- المياحي: شكري ناصر.
- الإمام علي (ع) دراسة في فكره العسكري، ط1، دار إحياء التراث العربي، دار الفيحاء، بيروت، 2013م.
- الميلاني: السيد علي الحسيني.
- آية التطهير، ط1، مركز الأبحاث العقائدية، 1421هـ.
- حديث الثقلين، ط1، مركز الأبحاث العقائدية، قم، 1421هـ.
- حديث الثقلين تواتره - فقهه كما في كتب السنة نقد لما كتبه الدّكتور السالوس، ط1، مط وفا، 1430هـ.
- حديث خطبة علي بنت أبي جهل، مركز الحقائق الإسلامية، ط1، مط وفا، 1429هـ.
- حديث الطير، ط1، مركز الأبحاث العقائدية، قم، 1421هـ.
- النصر الله: د .جواد كاظم .
- الإمام علي (ع) في فكر معتزلة البصرة، ط1، دار الفيحاء، بيروت، 2013م.
- الإمام علي (ع) في فكر معتزلة بغداد، ط1، مؤسسة علوم نهج البلاغة، العتبة الحسينية المقدسة، 2017م.
- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي – رؤية اعتزالية عن الإمام علي (ع)، ط1، ذوي القربى، 2004م.
- فضائل أمير المؤمنين المنسوبة لغيره، الحلقة الأولى ( الولادة في الكعبة )، مركز الأبحاث العقائدية، النجف، 2009م.
- النعيمي: د . عماد .
- مدرسة البصره الاعتزاليه، دار الحكمه، البصره، 1990 .
ثالثا: الدوريات :
- العواد: انتصار عدنان .
- حادثة الإنذار بين النص القرآني والرواية التاريخية، مقبول للنشر في مجلة دراسات تاريخية، كلية التربية للبنات، جامعة البصرة، 2017م.
- النصرالله:: جواد كاظم .
- الإمام علي (ع) مصدر الفكر الإسلامي، مجلة المبين، السنة الاولى، العدد الثاني، 2016م.
- دور المرأة البصرية في الحركة الفكرية (معاذة العدوية أنموذجا)، مجلة تراث البصرة، العدد الأول، 2017م.
- المبالغة في الصحابة (حكيم بن حزام أنموذجا)، مجلة آداب البصرة، العدد 42، 2007م. ص155 ـ 201.
- واصل بن عطاء متكلما، مجلة دراسات الكوفة، العدد التاسع، 2008 .

---------------------------------
أ.د. جواد كاظم النصرالله : جامعة البصرة ـ كلية الآداب.
([1]) وهو العلم الذي يختص بدراسة الذات الإلهية وصفاتها؛ لذا يعد اشرف العلوم؛ لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، ومعلومه اشرف الموجودات، فكان هو اشرف العلوم. عنه ينظر: الجاحظ: رسالة صناعة الكلام ص49-58، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 1/17، 9/257، ابن خلدون: المقدمة ص826. الجرجاني: التعريفات ص127، 151، صبحي: في علم الكلام 1/15-20، بدوي: مذاهب الإسلاميين 1/7-32 . الفضلي: خلاصة علم الكلام: ص9 ـ 327.
([2]) هو أبو القاسم غيلان بن مسلم الدمشقي، مولى تتلمذ على يد الحسن بن محمد بن الحنفية، وصف بأنه واحد دهره في العلم والزهد والدعاء إلى الله وتوحيده وعدله، ظهر أيام عمر بن عبد العزيز وجرت بينهما مكاتبات، ثم ولاه الخزائن ورد المظالم، فأمر ببيع تلك الخزائن وما رده من المظالم، ولمّا تولى هشام بن عبد الملك الحكم صلبه. ابن قتيبة: المعارف ص484، القاضي: فرق وطبقات المعتزلة: ص38-41. ابن نباته: سرح العيون ص201-203. ابن المرتضى: طبقات المعتزلة: ص25-27. بدوي: مذاهب الإسلاميين: ص 102 ـ 120 .
([3]) ابن المرتضى: طبقات المعتزلة: ص 26 .
([4]) من الموالي كان يسكن الجزيرة الفراتية واتصل بمروان بن محمد لما تولى الأخير الجزيرة لهشام بن عبد الملك وكان الجعد مؤدباً لمروان، قتله خالد القسري؛ لنفيه الصفات. ينظر: ابن الأثير: اللباب 1/230. ابن نباتة: سرح العيون: ص203، ابن تغري: النجوم الزاهرة: 1/322. الحفني: موسوعة الفرق: ص198-199.
([5]) النصرالله: شرح نهج البلاغة: ص 8 .
([6]) هو أبو حذيفة واصل بن عطاء الغزال، مولى ولد سنة (80 هـ) بالمدينة المنورة، قيل تتلمذ على يد محمد بن الحنفية، وولده أبي هاشم لكن ذلك مثار شك، وبعد انتقاله إلى البصرة تتلمذ على يد الحسن البصري وتشير روايات خصوم المعتزلة إلى انشقاقه عن مجلس أستاذه اثر اختلافه معه حول الموقف من مرتكب الكبيرة، ثم أصبح صاحب مقالة والتف حوله الأتباع والأنصار، فأرسل عدداً منهم للأمصار لبث آرائه، وألف عدّة مؤلفات في موضوعات متفرقة، ونتيجة لكل ذلك تشكلت باسمه فرقة تدعى الواصلية؛ ولأنه ألثغ بالراء لذا كان لا يستعملها في كلامه لاقتداره على إيراد المترادفات، مات سنة (131هـ). لمزيد من التفاصيل ينظر: ابن عطاء: الخطبة الخالية من الراء (نوادر المخطوطات): 2/118-136، البلخي: باب ذكر المعتزلة ص64-68، ابن النديم: الفهرست: ص10 (تراجم ملحقة بآخر الكتاب)،الشريف المرتضى: الامالي1/154-156،175-180، البغدادي: الفرق بين الفرق ص81 ـ 84، الشهرستاني: الملل والنحل ص36- 38، ياقوت الحموي: معجم الأدباء 6/2793ـ 2795، الجرجاني: التعريفات ص178 ،202، ابن المرتضى: طبقات المعتزلة ص28-35، بدوي: مذاهب الإسلاميين: 1/73-96، النصرالله: واصل بن عطاء متكلما ص235 ـ 265.
([7]) ابن المرتضى: طبقات المعتزلة: ص 3 .
([8]) بدأت بالبصرة على يد واصل بن عطاء، ومن أشهر رجالاتها عمرو بن عبيد، وأبو الهذيل العلاف، وإبراهيم بن سيار النظام، والجاحظ، وأبو علي الجبائي وابنه أبي هاشم الجبائي، والقاضي عبد الجبار. لمزيد من التفاصيل عنها ينظر: عماد إسماعيل النعيمي: مدرسة البصرة الاعتزالية ص5 ـ 76.
([9]) يعد بشر بن المعتمر مؤسس هذه المدرسة، كان كوفيا فانتقل لبغداد، وقد تميزت عن معتزلة البصرة بالرغبة بتطبيق الاعتزال عملياً، إذ قاد رجالاتها ما عرف تاريخيا باسم محنة خلق القرآن، في محاولة لتطبيق آرائهم عمليا، وليس نظريا كما هو الحال في مدرسة البصرة الاعتزالية، ومن أشهر رجالات معتزلة بغداد الجعفريان، وأبو جعفر الإسكافي، والخياط، وأبو القاسم الكعبي، وابن أبي الحديد. لمزيد من التفاصيل ينظر: صبحي: في علم الكلام 1/283-287. الراوي: ثورة العقل: ص94-95.
([10]) هو الوزير البويهي اسماعيل واول من لقب بالصاحب (326-358)، ينظر: ابن الجوزي: المنتظم 7 / 179 ـ 181 . القفطي: انباه الرواة :1 /201- 203 . ياقوت الحموي: معجم الادباء 6/ 168 – 317 . الخوانساري: روضات الجنات 2/19-43.
([11]) زهدي جار الله: المعتزلة ص158-213 .
([12]) القاضي: فرق وطبقات المعتزلة ص17-18 . ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/17، 6/371 . ابن المرتضى: طبقات المعتزلة ص5-7 .
([13]) تنظر ترجمته: الحوادث الجامعة لمؤلف مجهول ص366 . الكتبي: فوات الوفيات 2/259-262 . ابن كثير: البداية والنهاية 13/199-200 . ولمزيد من التفاصيل والتحليلات ينظر: رسالة الماجستير الموسومة " ابن ابي الحديد سيرته وآثاره الادبية والنقدية " لعلي جواد محي الدين (الصفحات جميعها).
([14]) لمزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع ينظر: النصرالله: الإمام علي 7 في فكر معتزلة بغداد ص17 ـ 740.
([15]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 6/375.
([16]) (فقأ) الفاء والقاف والهمزة، يدل على فتح الشيء وتفتحه، يقال: تففأت السحابة عن مائها إذا أرسلته، كأنها تفتحت عنه، ومن ذلك الفقء وهي السابياء الذي ينفرج عن رأس المولود، ومنه فقأت عينه أفقؤها، أي شقها، وفي حديث أَبي بكر: تَفَقَّأَتْ أَي انْفَلَقَتْ وانْشَقَّتْ. ابن فارس: معجم مقاييس اللغة 4/442، الزمخشري: أساس البلاغة ص722، ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر 3/461، ابن منظور: لسان العرب 1/123.
([17]) الزمخشري: أساس البلاغة ص612، البهوتي: كشاف القناع 4/347 .
([18]) شرح نهج البلاغة: 6/375.
([19]) بحار الأنوار 29/610.
([20]) الشافي في الإمامة 3/124 ـ 126..
([21]) لمزيد من الدراسة والتحليل عن هذا الحديث ينظر: نجم الدين العسكري: حديث الثقلين ص 2 ـ 170، الميلاني: حديث الثقلين (تواتره ـ فقهه) ص7 ـ 209.
([22]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 9/133، وأخرجه الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين 3/118، 163. النووي: تهذيب الأسماء واللغات 1/1/159، 347. الخوارزمي: المناقب ص93. سبط ابن الجوزي: تذكرة خواص الأمة ص322-323. الهيتمي: الصواعق المحرقة في الرد على الرافضة والزندقة ص124، 147-148.
([23]) عن هذا الحديث ينظر لمزيد من الدراسة والتحليل: الأنصاري: حديث الكساء في مصادر الحديث ص2 ـ91.
([24]) سورة الأحزاب الآية 33.
([25]) أخرجه الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين 3/117، 143، 158-60. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 6/169، 375-376. ابن تيمية: منهاج السنة النبوية في الرد على الرافضة والقدرية 2/121.
([26]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 6/169، 375-376. ولمزيد من الدراسة والتحليل، ينظر: الميلاني: آية التطهير ص7 ــ 34.
([27]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 9/133.
([28]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص209.
([29]) الصدوق: كمال الدين ص239، ابن ميثم البحراني: شرح نهج البلاغة 3/219، المجلسي: مرآة العقول 26/335.
([30]) سورة الشورى الآية 23.
([31]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 9/133.
([32]) الشريف الرضي: نهج البلاغة: ص146، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 7/84.
([33]) شرح نهج البلاغة: 6/376.
([34]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 7/85.
([35]) عن الحديث النبوي ينظر: ابن عبد ربه: العقد الفريد 4/312. القاضي النعمان المغربي: شرح الأخبار 2/374، الحاكم الحسكاني: شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 1/455، ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب 3/158، ابن البطريق: عمدة عيون صحاح الأخبار ص407، الصبان: إسعاف الراغبين ص116. وفي لفظ: «وأبوهما خير منهما». ينظر: ابن ماجه: سنن ابن ماجه 1/44، الحميري: قرب الإسناد ص111، الصدوق: علل الشرائع 1/174، القاضي النعمان المغربي: دعائم الإسلام 1/37، الطبرسي: الاحتجاج 1/171، الهيثمي: مجمع الزوائد 9/183.
([36]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص120، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 6/373.
([37]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 6/ 376.
([38]) المصدر نفسه: 6/376-377.
([39]) ابن متويه: هو أبو محمد الحسن بن احمد بن متوية (ت 469هـ) من معتزلة البصرة، تتلمذ على يد القاضي عبد الجبار وله مؤلفات عدّة في الكلام اكد في كتابه الكفاية تفضيل الامام علي (ع) (واحتج لذلك وأطال في الاحتجاج). تنظر ترجمته وعقيدته: الجشمي: الطبقتان الحادية عشرة والثانية عشرة: ص389. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/ 8، ابن المرتضى: طبقات المعتزلة: ص119، صبحي: في علم الكلام 1/272. النصرالله: الإمام علي (ع) في فكر معتزلة البصرة ص110.
([40]) عن رؤية الإمامية ينظر: المفيد: أوائل المقالات ص39، 65، المطهري: الامامة ص101 ـ 108، السبحاني: محاضرات في الإلهيات ص369 ـ 374، العاملي: بداية المعرفة ص245.
([41]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 7/289.
([42]) الشريف الرضي: نهج البلاغة: ص176.
([43]) شرح نهج البلاغة: 7/289.
([44]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص162، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 7/218.
([45]) ابن السكيت الأهوازي: ترتيب إصلاح المنطق ص412، الجوهري: الصحاح 5/2063، أبو هلال العسكري: جمهرة الأمثال 1/566.
([46]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص120، الراوندي: منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة 1/373، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 7/218، ابن ميثم البحراني: شرح نهج البلاغة 2/299.
([47]) شرح نهج البلاغة: 6/ 377.
([48]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص280.
([49]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 13/101، 105.
([50]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص47.
([51]) لمزيد من التفاصيل ينظر: النصرالله: الإمام علي (ع) مصدر الفكر الإسلامي ص149 ـ 208.
([52]) اصطلم القوم: أبيدوا من أصلهم. واصطلم الشيء: لم يبق منه شيء. الفراهيدي: العين 7/129، ابن سيدة: المخصص ج3ق3 ( السفر الثاني عشر) ص143، ابن منظور: لسان العرب 1/800، الزبيدي: تاج العروس 2/471.
([53]) عن دور الإمام علي (ع) الجهادي ينظر: النصرالله: الإمام علي (ع) في فكر معتزلة بغداد ص255 ـ 276، المياحي: الامام علي (ع) دراسة في فكره العسكري ص15 ـ 200.
([54]) ينظر: القاضي: المغني20/2/13. ابن عبد البر: الاستيعاب في أسماء الأصحاب 3/1103. الخوارزمي: المناقب ص39. سبط ابن الجوزي: تذكرة خواص الأمة ص147. ابن تيمية :منهاج السنة النبوية 4/160. الجويني: فرائد السمطين ص337-351. ابن الصباغ: الفصول المهمة ص17. المناوي: فيض القدير 4/357.
([55]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 1/140-141.
([56]) ينظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/339. ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1103. البلوي: الف باء 1/222. ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/314. الاربلي: كشف الغمه1/116. الجويني: فرائد ص344-5. ابن كثير: البداية والنهاية 7/359-360. ابن حجر: الاصابة 2/509. تهذيب التهذيب 7/337. ابن الصباغ: الفصول المهمة ص17. السيوطي: تاريخ الخلفاء ص171. الهيتمي: الصواعق ص125. القسطلاني: ارشاد الساري 3/195. قال ابن المسيب: ولهذا القول سبب وهو ان ملك الروم كتب إلى الخليفة عمر يساله عن مسائل فلم يجد جوابا الا عند علي (ع) . انظر نص المسائل في سبط ابن الجوزي: تذكرة ص133-147.
([57]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 15/247.
([58]) عرف هذا البيت بالوفاء، وبأنهم حضان الملوك، فقد تربى مالك بن المنذر بن ماء السماء لديهم. ينظر المبرد: الكامل في اللغة والأدب 1/170. أبو هلال العسكري: جمهرة الأمثال 1/261. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 15 / 128 ـ 129، القلقشندي: صبح الأعشى في صناعة الإنشا 1/379. الآلوسي: بلوغ الإرب في فنون الأدب 1/311.
([59]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 1/141-142.
([60]) المصدر نفسه: 11/249.
([61]) المصدر نفسه: 11/249.
([62]) يقصد الخمس . المصدر نفسه: 11/249.
([63]) الشريف الرضي: نهج البلاغة: ص120.
([64]) روى ما يشابهه: ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/299، ابن كثير: البداية والنهاية 5/ 289، المتقي الهندي: كنز العمال 15/577، الصالحي: سبل الهدى والرشاد 12/335.
([65]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص120.
([66]) المصدر نفسه: ص120..
([67]) سورة الأعراف: الآية 85.
([68]) سورة ص: الآية 32.
([69]) سورة الواقعة: الآية 83.
([70]) قال حاتم:
أماوي ما يغني الثراء عن الفتى إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
ديوانه ص50.
([71]) سورة آل عمران الآية 169.
([72]) أخرجه مالك: الموطأ 1 / 328 . ابن حنبل: المسند 6 / 386.
([73])ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 6/377-379.
([74]) تواترت الاخبار على أن ولادة امير المؤمنين (ع) كانت في جوف الكعبة. ينظر: الحميري: ديوان السيد الحميري ص155، الفاكهي: أخبار مكة 3/226، المسعودي: إثبات الوصية ص133، مروج الذهب 2/358، الصدوق: الأمالي: ص116، علل الشرائع 1/135، معاني الأخبار ص62، الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين 3/550، الشريف الرضي: خصائص الأئمة ص25، المفيد: الإرشاد ص7، مسار الشيعة ص59، المقنعة ص461، البستي المعتزلي: المراتب ص59 ـ 60، الشريف المرتضى: القصيدة المذهبة ص119، حسين بن عبد الوهاب: عيون المعجزات ص27 ـ 28، الطوسي: الأمالي: ص980 ـ 983، تهذيب الأحكام 6/19، مصباح المتهجد ص805، 819، العلوي: المجدي في أنساب الطالبيين ص11، الكراكجي: كنز الفوائد 1/ 255، ابن المغازلي: مناقب علي بن أبي طالب ص58 ـ 59، ابن الفتال النيسابوري: روضة الواعظين 1/192 ـ193، 200، الطبرسي: إعلام الورى بأعلام الهدى ص153، تاج المواليد ص12، عماد الدين الطبري: بشارة المصطفى ص26 ـ 28، الراوندي: الخرائج والجرائح 1/171، 2/888، ابن شهر آشوب: مناقب آل أبي طالب 2/21 ـ 25، ابن البطريق الحلي: عمدة الأخبار ص24، 27 ـ 28، الشامي الموصلي: النعيم المقيم ص129، سبط ابن الجوزي: تذكرة خواص الأمة ص10، ابن ابي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/14، الكنجي الشافعي: كفاية الطالب ص406 ـ 408، ابن شاذان: الفضائل ص36، 135، ابن طاووس: إقبال الأعمال ص655، اليقين ص191، الإربلي: كشف الغمة 1/60 ـ 62، ابن جبر: نهج الإيمان ص660، الشامي: الدر النظيم ص225، 234 ـ 235، العلامة الحلي: كشف اليقين ص17 ـ 20، نهج الحق وكشف الصدق ص232 ـ 233، الجويني الشافعي: فرائد السمطين 1/425 ـ 426، الذهبي: تلخيص المستدرك 3/550، الزرندي الحنفي: معارج الوصول ص49، نظم درر السمطين ص80، ابن الصباغ المالكي: الفصول المهمة ص13، الشهيد الأول: المزار ص89 ـ 91، 95، الصفوري الشافعي: نزهة المجالس 2/204 ـ 205، ابن عنبة: عمدة الطالب ص58، الديلمي: إرشاد القلوب 2/211، البياضي: الصراط المستقيم 2/215، الكفعمي: المصباح ص512، الديار بكري: تاريخ الخميس 1/279، الحلبي: السيرة الحلبية 1/154، 3/405، التستري: إحقاق الحق ص198، البحراني: غاية المرام ص13، مدينة المعاجز 1/45، المجلسي: بحار الأنوار 35/7 ـ23، عبد الباقي العمري: ديوانه ص97، الآلوسي: سرح الخريدة في شرح القصيدة العينية ص15، الشبلنجي: نور الأبصار ص36، حبيب الله الخوئي: منهاج البراعة 1/216 ـ 218، الشنقيطي: كفاية الطالب ص37، العقاد: عبقرية الإمام ص43، النصرالله: فضائل أمير المؤمنين المنسوبة لغيره، الحلقة الأولى ( الولادة في الكعبة) ص150 ـ 201.
([75]) العقاد: عبقرية الامام علي ص43.
([76]) هناك روايات لولادة حكيم بن حزام في الكعبة، لكنها روايات مراسيل. انظر ابن بكار: جمهرة نسب قريش ص353. ابن حبيب: المحبر ص176. ولمزيد من التفاصيل ينظر: النصرالله: المبالغة في الصحابة (حكيم بن حزام أنموذجا ) ص158 ـ172.
([77]) لقد وضع الجلالي كتابا باسم وليد الكعبة، وهو مطبوع سنة 1425هـ.
([78]) الكعبة لغة: كعبت الشيء أي ربعته، والكعبة: البيت المربع، وسمي البيت الحرام بالكعبة لتكعبيه اي تربيعه، والعرب تسمى المكان المرتفع كعبة. ابن منظور: لسان العرب 2/213.
([79]) لعل البعض أراد أن يخلق لأمير المؤمنين (ع) في هذه الفضيلة منافسا، فأشاروا لتبني النبي9 زيد بن حارثة ابنا له.
([80]) البلاذري: انساب الاشراف 2/90. ابو الفرج الأصفهاني: مقاتل الطالبيين ص15. الحاكم: المستدرك على الصحيحين 3/667. الخوارزمي: المناقب ص17. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/15.
([81]) مقاتل الطالبيين ص26.
([82]) الشريف الرضي: نهج البلاغة، ص300، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13/197.
([83]) قال الحاكم النيسابوري: «وقد تواترت الاخبار بان أبا طالب كنيته اسمه». المستدرك على الصحيحين 3/108.
([84]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/15.
([85]) العقاد: عبقرية الامام ص43. يرى المقريزي أن الإمام علياً (ع) لم يكن مشركا حتى يدعى إلى الإسلام كغيره. ينظر: إمتاع الأسماع 1/ 34.
([86]) الشريف: الرضي: نهج البلاغة ص92، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/54.
([87]) اخرجه: مسلم: الصحيح 16/207. 240. البيهقي: سنن 6/202. الترمذي: صحيح 8/303-4. ابن حزم: الفصل 3/168، 4/131-134.
([88]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/114-115.
([89]) المصدر نفسه: 4/115.
([90]) المصدر نفسه: 4/115-116.
([91]) الشريف: الرضي: نهج البلاغة ص92، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/54.
([92]) تنظر هذه الاختلافات: أبو جعفر الاسكافي: نقض العثمانية ص282 وما بعدها، الجاحظ: العثمانية ص3 وما بعدها. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13/215 وما بعدها.
([93]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/116-122. وينظر: ابن قتيبة: المعارف ص168-9. ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1090-1096.
([94]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/122. وينظر القاضي: المغني 20/2/138-141.
([95]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/122.وينظر: ابو جعفر الاسكافي: نقض العثمانية ص29.ابن قتيبة: المعارف ص169. ابو هلال العسكري: الاوائل ص107-110. ولمزيد من الدراسة عنه: النصرالله: دور المرأة البصرية في الحركة الفكرية ص187 ــ 191.
([96]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/122. وينظر: ابن المغازلي: مناقب ص404. ابن شهر آشوب: مناقب آل ابي طالب 2/19. ياقوت الحموي: معجم الادباء 14/48. ابن طلحة: مطالب السؤول ص30. سبط ابن الجوزي: تذكرة خواص الامة ص108. الجويني: فرائد السمطين ص427. الهيتمي: الصواعق المحرقة ص131. الحلبي: السيرة الحلبية 1/294.
([97]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/123.
([98]) المصدر نفسه: 1/15.
([99]) المصدر نفسه: 1/14.
([100]) المصدر نفسه: 13/209.
([101]) المصدر نفسه: 13/210.
([102]) سورة الشعراء الآية 214.
([103]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13/210-2، 244-5. وينظر: ابو جعفر الاسكافي: نقض العثمانية ص303. الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/321-322، العواد: حادثة الإنذار بين النص القرآني والرواية التاريخية ص3 ـ 36.
([104]) سورة طه الآيات 29-31.
([105]) أخرجه: ابن حنبل: المسند 1/170، البخاري: الصحيح 4/208، مسلم: الصحيح 7/120، الترمذي: سنن 5/ 303، النسائي: فضائل الصحابة ص13، الهيثمي: مجمع الزوائد 9/109، ابن حجر: فتح الباري 7/60، العيني: عمدة القاري 16/ 214.
([106]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13/211.
([107]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص92، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/54.
([108]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/125.
([109]) المصدر نفسه: 4/125-126.
[110]- نهج البلاغة: ص 375.
[111]- سورة النساء الآية 100 .
[112]- ابن سلامة: مسند الشهاب: 1/138، ابن عبد البر: الاستذكار: 7/277.
[113]- ابن ميثم: شرح نهج البلاغة: 4 / 227 – 228 .
[114]- نهج البلاغة: ص 375 .
[115]- حبيب الله الخوئي: منهاج البراعة: 11 / 140.
[116]- المجلسي: بحار الأنوار66/231، العواد: السيرة النبوية في رؤية أمير المؤمنين (ع) ص223 ـ 253.
([117]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/30.
([118]) جبلان قرب مكة، وثبير من أعظم جبال مكة، يقال سمي نسبة لرجل اسمه ثبير، والنسبة: الثبيري. ينظر: السمعاني: الأنساب 1/504، ياقوت الحموي: معجم البلدان 2/72-74،233-234.
([119]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/3.
([120]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/122. وينظر ابن المغازلي: مناقب ص404. ابن طلحة :مطالب السؤول ص30.
([121]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13/198.
([122]) المصدر نفسه: 6/229.
([123]) المصدر نفسه: 6/190.
([124]) المصدر نفسه: 16/147.
([125]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص122، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 6/387.
([126]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 6/390.
([127]) لمزيد من التفاصيل عنه ينظر: مصطفى جواد: أبو جعفر النقيب ص8 وما بعدها.
([128]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 10/221.
([129]) اخرجه: ابو نعيم: حلية الاولياء 1/65-66. ابن طلحة الشافعي: مطالب السؤول ص34. الكنجي: كفاية الطالب ص139. محب الدين: الرياض النظرة 2/292.
([130]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 10/222.
([131]) ينظر تفاصيل حملة اسامة وآراء المعتزلة فيها. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/159-162، 17/175-194. القاضي: المغني 20/1/343-349.
([132]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/159، 6/52، 17/ 183 وينظر: البخاري: الصحيح 6/39-40. اليعقوبي: التاريخ 2/103، الطبري: تاريخ 3/184، أبو هلال العسكري: الاوائل ص337.
([133]) ابن سعد: الطبقات الكبرى2/262-263. البيهقي: المحاسن والمساوئ ص298. الشريف الرضي: نهج البلاغة ص320، الزمخشري: ربيع الابرار 4/197، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 10/265.
([134]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 10/267. وينظر: ابن عبد ربه: العقد الفريد 4/261-2. سبط ابن الجوزي: تذكرة ص43.
([135]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 10/267-268.
([136]) هو ممن شهد سائر مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله)، وطلب الانصار من الامام علي (ع) ان يشاركوا في دفن النبي (صلى الله عليه وآله) فسمح لاحدهم فنـزل اوس بن خولي، ينظر: ابن الاثير: اسد الغابة 1/144-5. ابن حجر: الاصابة 1/84.
([137]) لعله يقصد السيدة عائشة.
([138]) لعله يقصد عمر بن الخطاب .
([139]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 13/40-41.
([140]) المصدر نفسه: 6/132.
([141]) المصدر نفسه: 7/174-175.
([142]) المصدر نفسه: 13/300-301.
([143]) روي ان عمر بن الخطاب او سعد بن ابي وقاص قال: لعلي ثلاث لو كانت لي واحدة احب الي من حمر النعم: زواجه بفاطمة، وسكناه في المسجد، وإعطاؤه الراية يوم خيبر. الترمذي: الصحيح 12/171-2. الحاكم: المستدرك 3/135، 117، 126. الخوارزمي: المناقب ص238. سبط ابن الجوزي. تذكرة ص128. الذهبي: تلخيص المستدرك 3/135. ابن كثير: البداية والنهاية 7/341-343. الهيثمي: مجمع الزوائد 9/120. الهيتمي: الصواعق المحرقة ص125.
([144]) الشريف الرضي: نهج البلاغة ص387، ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 15/182.
([145]) ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/248. النسائي: خصائص أمير المؤمنين (ع) ص114-120. البيهقي: المحاسن والمساوئ ص80-2. الطحاوي: مشكل الاثار 1/50. الحاكم: المستدرك على الصحيحين 3/171-2، 174. ابو نعيم: حلية الاولياء 2/40،42. ابن عبد البر: الاستيعاب في أسماء الأصحاب 4/1893-1893. النووي: تهذيب الاسماء 1/1/158، 344. محب الدين: ذخائر العقبى ص 36 ،49-50. ابن تيمية: منهاج السنة 2/169. المتقي الهندي: كنز العمال 13/93-95. الهيتمي: الصواعق المحرقة ص118-189.
([146])ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/248. النسائي: خصائص أمير المؤمنين (ع) ص118-20. الطحاوي: مشكل الآثار 1/49. ابو نعيم: حلية الاولياء 2/40.
([147]) ابن زبالة: منتخب من كتاب ازواج النبي (صلى الله عليه وآله) ص49.الترمذي: الصحيح 13/255. الطحاوي: مشكل الاثار 1/50. الحاكم: المستدرك 3/172. ابن عبد البر: الاستيعاب 4/1895-1896. الحافظ العراقي: طرح التثريب 1/149-150.
([148]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 15/197. وينظر ايضاً: 1/30 ،10/265-266. ولمزيد من التفاصيل ينظر: العواد: السيدة فاطمة (ع) ص411 ـ 431.
([149]) اشارت كتب الحديث انه اهدي للنبي 9 طائر مشوي فقال: اللهم ائتني باحب الخلق اليك يأكل معي هذا الطائر فجاء علي بن ابي طالب (ع). اخرجه: الجاحظ: رسائل الجاحظ السياسية ص220،231-2. الترمذي: صحيح 12/170. البلاذري: انساب 2/142. النسائي: خصائص ص51-52. ديوان الصاحب بن عباد ص35 ،44.ابن اخي تبوك: مناقب علي بن ابي طالب ص435. الحاكم: المستدرك 3/142-3. الخطيب: تاريخ بغداد 3/171. ابن المغازلي: المناقب ص156-175. الخوارزمي: المناقب ص59-65. سبط ابن الجوزي: تذكرة ص38-39. محب الدين: الرياض النظرة 2/211-2.الجويني: فرائد السمطين 1/209-215 ،322 . ابن تيمية: منهاج السنة 3/13. ابن كثير: البداية والنهاية 7/351-354. وقال في نهاية حديثه عنه: "وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة منهم ابو بكر بن مردويه، والحافظ ابو طاهر محمد بن احمد بن حمدان، فيما رواه شيخنا ابو عبد الله الذهبي، ورأيت فيه مجلداً في جمع طرقه والفاظه لابي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سنداً و متناً للقاضي ابي بكر الباقلاني المتكلم. وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر، وان كثرت طرقه والله اعلم". البداية والنهاية 7/354. ولمزيد من التفاصيل عن حديث الطير ينظر: الميلاني: حديث الطير ص7 ـ 58.
([150]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 16/19-20.
([151]) المصدر نفسه: 16/20-21.
([152]) المصدر نفسه: 4/64.
([153]) هو أبو جعفر محمد بن عبد الله الإسكافي (ت240هـ)، عده القاضي في الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة، درس على يد جعفر بن حرب حتى بلغ مبلغاً من العلم في الاعتزال، وكان من اشهر معتزلة بغداد في الميل إلى تفضيل الامام علي (ع) حيث «يبالغ في ذلك، وكان علوي الرأي، محققاً منصفاً، قليل العصبية». تنظر ترجمته: الملطي: التنبيه ص342. الخياط: الانتصار ص 19، 68 ـ 9، 74، 76، 103 .البغدادي الفرق ص102-103. السمعاني: الانساب 1/234-5. ابن الاثير: اللباب 1/45. ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 17/132-133. ابن المرتضى: طبقات المعتزلة ص78.. المقريزي: الخطط2/346. ابن حجر: لسان الميزان 5/ 221 .الراوي: ثورة العقل ص155-167 . محمد السيد ابو جعفر الاسكافي: ص7 وما بعدها. النصرالله: الإمام علي (ع) في فكر معتزلة بغداد ص61 ـ 67.
([154]) هو ابو علي الحسين بن علي بن يزيد المهلبي الكرابيسي، كان من المجبرة، وعارفاً بالحديث والفقه، وله كتاب المدلسين في الحديث، وكتاب الامامة وفي الاخير غمز على علي (ع). ينظر ابن النديم: الفهرست ص256. الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 8/66. ابن حجر: لسان الميزان 2/303-305.
([155]) مسلم: صحيح مسلم 7/141.
([156]) البخاري: صحيح البخاري 4/210 ـ212.
([157]) الشريف المرتضى: ص218 ـ 220.
([158]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/64-65.
([159]) المصدر نفسه: 4/65-66.
([160]) سورة التحريم: الآية 4.
([161]) سورة التحريم: الآية 5.
([162]) وهو قوله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾ سورة التحريم الآية 10.
([163]) حرب البسوس: من أفضع الحروب التي وقعت عند العرب قبل الإسلام بسبب ناقة، واستمرت لأربعين سنة. ينظر: ابن قتيبة: الشعر والشعراء 1/289 ـ290، النويري: نهاية الإرب 15/396 ـ 405، البغدادي: خزانة الأدب 2/145 ـ 153.
([164]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 4/66-67.
([165]) الحاكم: المستدرك 3/173.
([166]) منهاج السنة: 2/170.
([167]) سورة النجم الآيتان 3 ـ 4.
([168]) لمزيد من الدراسة والتحليل عنها ينظر: الميلاني: حديث خطبة علي بنت أبي جهل ص5 ـ 70، النصرالله: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي رؤية اعتزالية عن الإمام علي (ع) ص139ـ 183 .
([169]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 13/43. ابن عبد ربه: العقد الفريد 3/238. الحاكم: المستدرك 3/61 ،178. ابن الجوزي: صفة الصفوة 1/227.
([170]) الشبلنجي: نور الابصار ص46. العقاد: فاطمة الزهراء ص49.
([171]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 16/288. وينظر المبرد: الكامل 4/30، ابن عبد ربه: العقد الفريد 3/241. الحاكم: المستدرك 3/179. سبط ابن الجوزي: تذكرة ص319. ابن كثير: البداية 8/11.الشبلنجي: نور الابصار ص47.
([172]) ينظر العقاد: فاطمة الزهراء ص68. الحسيني: سيرة الائمة 1/137-138.
([173]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 1/30، 15/182. وينظر ابن ماجة: صحيح سنن 1/26. البيهقي: المحاسن والمساوئ ص78، 80 ،93. ابن عبد ربه: العقد الفريد 4/312. الطبراني: المعجم الكبير 3/35-41. الحاكم: المستدرك 3/182. ابو نعيم: حلية الاولياء 4/139-140. ابن عبد البر: الاستيعاب 1/391. النووي: تهذيب الاسماء 1/1/160، 163. ابن الاثير: اسد الغابة 2/9، 18. ابن حجر: الاصابة 2/330. ابن حجر: لسان الميزان 2/343.الهيتمي: الصواعق المحرقة ص135-189. المتقي الهندي: كنز العمال 13/93، 97-98، 100.
([174]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 4/122. وينظر الطبرسي: الاحتجاج 1/112. ابن شهر أشوب: مناقب آل أبي طالب 2/19. سبط ابن الجوزي: تذكرة خواص الأمة ص108. الهيتمي: الصواعق المحرقة ص131.
([175]) الحاكم: المستدرك 3/179. الهيتمي: الصواعق المحرقة ص154. الصبان: اسعاف الراغبين ص133.
([176]) الجويني: فرائد السمطين 1/ 324 . الهيتمي: الصواعق المحرقة ص122، 154. المتقي الهندي: كنز العمال 12/201. الصبان: اسعاف الراغبين ص132.
([177]) سورة آل عمران الآية 61.
([178]) سورة الانعام الآية 84، وبهذه الاية احتج يحيى بن معمر على الحجاج في اثبات بنوه الحسن والحسين للنبي (صلى الله عليه وآله). الحاكم: المستدرك 3/180.
([179]) سورة الاحزاب الآية 40.
([180]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة 11/26-27.
([181]) هذا البيت لا يعرف قائله مع شهرته في كتب النحاة: ينظر مؤلف مجهول: اخبار العباس ص131.الجاحظ: الحيوان 2/206. البغدادي: خزانة الادب 1/213.
([182]) احد حكماء العرب قبل الاسلام وهو تميمي ادرك الاسلام، وحث قومه على الدخول فيه. الثعالبي: التمثيل والمحاضرة ص36. ابن نباته: سرح العيون ص14-16. ابن حجر: الاصابة 1/110-2. الالوسي: بلوغ الارب 1/308، 3/172-3.
([183]) سورة التغابن الآية 14.
([184]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 11/27-28، وينظر القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 4/104.
([185]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 15/149.
([186]) المصدر نفسه: 16/9-52.
([187]) المصدر نفسه: 16/65.
([188]) سورة ال عمران الآية 28.
([189]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 16/65.
([190]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 3/249، وينظر: ديوان ابي تمام ص329.
([191]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 3/263.
([192]) الهباءة ماء باعلى ارض نجد كان فيه يوم الهباءة بين عبس وذبيان قتل فيه حذيفة بن بدر، ينظر: ابن حبيب: المحبر ص349.ابن رشيق: العمدة 2/202-203. الميداني: مجمع الامثال 1/252، 2/115-119. النويري: نهاية الارب 15/360-362.
([193]) أي جرى سيل الوادي فدفن القرى، والقرى هي مجاري المياه الصغيرة. ابو هلال العسكري: جمهرة الامثال 1/322، الميداني: مجمع الامثال 1/159.
([194]) ابن أبي الحديد: شرح نهج البلاغة: 15/251.
([195]) المصدر نفسه: 15/247.