البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

آيات التجسيم بين المدلول اللغوي وتفسير أهل البيت (عليهما السلام)

الباحث :  رسول كاظم عبد السادة
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  15
السنة :  شهر جمادى الثانية 1439هـ / 2018م
تاريخ إضافة البحث :  April / 12 / 2018
عدد زيارات البحث :  4805
تحميل  ( 410.384 KB )
والحمد لله المنزه عن صفات المخلوقين، وصلى الله على نبيه الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين..

المعروف ان الجسم هو كل شخص مدرك، والجسم البدن واعضاؤه من الناس والدواب ونحو ذلك مما عظم من الخلق، وفي عرف المتكلمين: هو الطويل العريض العميق فهو ما يقبل القسمة في الابعاد الثلاثة  والسطح ما يقابلها في الطول والعرض والخط  لا غير والنقطة هي التي لا تقبل القسمة([1]).

وقبل الحديث عن آيات التجسيم لا بد من الوقوف على فرقة المجسمة التي نشأت في الاسلام، والواقع ان لفظ (المجسمة) يطلق على عامة الفرق  التي قالت بتجسيم  الله تعالى، أي انه تعالى جسم، والظاهر ان آراء المشبهة والمجسمة متقاربة لانهم في توحيد الله يشبهونه في خلقه.

(قال بعضهم: سألت معاذا العنبري، فقلت: أله وجه ؟ فقال: نعم، حتى عددت  جميع الاعضاء من أنف وفم وصدر وبطن، واستحييت أن أذكر الفرج، فأومأت بيدى إلى فرجى، فقال: نعم، فقلت أذكر أم أنثى ؟ فقال: ذكر . ويقال: إن ابن خزيمة أشكل عليه القول في أنه: أذكر أم أنثى، فقال له بعض أصحابه: إن هذا مذكور في القرآن، وهو قوله تعالى: ﴿وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى﴾، فقال: أفدت وأجدت، وأودعه كتابه . ودخل إنسان على معاذ بن معاذ يوم عيد، وبين يديه لحم في طبيخ سكباج، فسأله عن البارئ تعالى في جملة ما سأله، فقال: هو والله مثل هذا الذى بين يدى، لحم دم)([2]).

وتدل مصادر الكلام والسير على أن مذهب التجسيم أكثر ما ظهر في الحنابلة، وأنه على حد تعبير ابن الجوزي  قد (عَمَّ جَهَلَةَ الناقلين وعموم المحدثين) وقد كان تعبير المحدثين كالاسم لهم وللظاهريين . وقد حاول بعضهم أن يبرئ الحنابلة من التجسيم، ولكنه ثابت ومعروف عن كثير منهم، حتى أن الزمخشري نقل هذه الأبيات:

إذا سألوا عـن مذهبي لــم أبح بــه       وأكتمـه كتــمـانـه لـــــي أَسْلَـمُ

فـإن حنفيـاً قـلـت قــالـوا بـأننـي       أبيــح الطـلا وهــو الشراب المحـرم

وإن حنبـليـاً قلـت قــالـوا بـأنـني        ثـقـيلٌ حـُلُـولـِيٌّ بغيضٌ مجـسِّـمُ([3])

(قال الفخر الرازي: الفصل الثالث في إقامة الدلائل على أنه تعالى يمتنع أن يكون جسماً، لأهل العلم في هذا الباب قولان: فالجمهور الأعظم منهم اتفقوا على تنزيه الله سبحانه وتعالى عن الجسمية والحصول في الحيز، وقال الباقون إنه متحيز وحاصل في الحيز، وهؤلاء هم المجسمة . ثم القائلون بأنه جسم اختلفوا في أشياء فالأول أنهم في الصورة على قولين، منهم من قال إنه على صورة الإنسان ومنهم من لايقول به . أما الأول فالمنقول عن مشبهة المسلمين أنه تعالى على صورة إنسان شاب، والمنقول عن مشبهة اليهود أنه على صورة إنسان شيخ . والموضع الثاني من مواضع الاختلافات: أن المجسمة اختلفوا في أنه هل يصح عليه الذهاب والمجئ والحركة والسكون، فأباه بعض الكرامية وأثبته قوم منهم، وجمهور الحنابلة يثبتونه)([4]).

حاول كل من ابن تيمية، وابن قيم الجوزية دفع الشبه التي ألقيت عليه، وذلك بإيجاد أساس فكري، مبني على مبدأ عام، يقضي بان لا ضير، من إثبات ظواهر الصفات الخبرية، وان ذلك لن يؤدي إلى التشبيه، ما دامت المماثلة منفية، وغير واردة بين الله الخالق والإنسان المخلوق ([5]).

وقال أبو زهرة: وهكذا يثبتون كل ما جاء في القرآن أو السنة من أوصافه سبحانه أو شؤونه، فيثبتون له المحبة والغضب والسخط والرضا والنداء والكلام والنزول إلى الناس في ظلل الغمام، ويثبتون له الاستقرار على العرش والوجه واليد من غير تأويل ولا تفسير بغير الظاهر ([6]).

ووقف الائمة عليهم السلام من التجسيم موقف الرفض والتنزيه لله تعالى ولكن ليس بتعطيل وهو الموقف الوسط  ما بين التعطيل والتشبيه، كما روى عن الامام الباقر (ع) حين سئل  ايجوز ان يقال  الله عز وجل شيء؟ قال (ع) : نعم تخرجه  عن الحدين حد التعطيل  وحد التشبيه ([7]).

وحد التعطيل هو عدم اثبات الوجود أو الصفات الكمالية والفعلية والإضافية له، وحد التشبيه، الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات وعوارض الممكنات

الا انهم عليهم السلام فسروا الآيات  التي ترد فيها الفاظ تومئ ظاهرا الى الجسمية بغير ما فهمه منها اصحاب التجسيم  وبينوا المصاديق الحقيقية لتلك  المفردات وفي هذا البحث  سوف نقف على بعض هذه الآيات مع تفسير أهل البيت لها مستعينين بالمعنى اللغوي لهذه  المفردات التي تضمنتها الآيات وقد قسمنا البحث الى قسمين: الاول يعتني بمناقشة الآيات التي ترد فيها ألفاظ التجسيم ،والثاني بمناقشة الآيات التي ترد فيها الفاظ تعد من لوازم  الجسم كالسهو والنسيان والمشي والمجيء.

القسم الاول: الايات التي تشتمل  على مفردات التجسيم:

الاية الاولى: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾.

الوجه أصل الوجه في اللغة الجارحة. قال تعالى: ﴿فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ﴾ ([8])، ﴿وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ﴾ ([9]) ولما كان الوجه أول ما يستقبلك، وأشرف ما في ظاهر البدن استعمل في مستقبل كل شيء، وفي أشرفه ومبدئه، فقيل: وجه كذا، ووجه النهار.

وقيل: أراد بالوجه ههنا التوجه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة، وقال: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾ ([10])، ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾  ([11])، ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ﴾  ([12])، ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ﴾  ([13]).

ومعناه: كل شيء من أعمال العباد هالك وباطل إلا ما أريد به الله، وعلى هذا الآيات الأخر، وعلى هذا قوله: ﴿يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾([14])، ﴿تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ﴾([15]).

وقال الطريحي: ليس الوجه هنا العضو لاستحالة الجسم عليه  تعالى ولا الذات([16]) لأنها قديمة والقديم لا يراد حصوله بالمراد بالوجه هنا الرضا، وانما حسنت  الكناية به عن الرضا لان الشخص اذا أراد شيئا اقبل بوجهه عليه واذا كرهه اعرض بوجهه عنه([17]) فمن قال بان الوجه هنا زائدة ([18]) قد أخطأ اذ  لا زيادة في الذكر الحكيم.

والوجه يأتي في الاخبار التي فسرت الآية بعدة مصاديق تنتهي الى المعنى اللغوي  هي:

 الاول: دين الله :

قال الراغب: يقال للقصد: وجه، وللمقصد جهة ووجهة، وهي حيثما نتوجه للشيء، قال: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾([19]) إشارة إلى الشريعة، كقوله: ﴿شِرْعَة﴾([20]).

وقوله ﴿فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ﴾  أي جهته التي امر الله بها([21])

وفي الاخبار، عن أمير المؤمنين (ع)، وقد سأله سائل عن تفسير آيات من القرآن، فسأله فأجابه (ع)، فقال: وأما قوله: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، فإنما أنزلت: كل شي‏ء هالك إلا دينه لأنه من المحال أن يهلك منه كل شي‏ء ويبقى الوجه، هو أجل وأعظم وأكرم من ذلك، إنما يهلك من ليس منه، ألا ترى أنه قال: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ويَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والْإِكْرامِ ﴾؟ ففصل بين خلقه ووجهه([22]).

وعن أبي حمزة، عن أبي جعفر (ع)، في قول الله عز وجل: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، قال: فيفنى كل شي‏ء ويبقى الوجه؟! الله أعظم من أن يوصف، لا ولكن معناها، كل شي‏ء هالك إلا دينه، ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه، لم نزل في عباده ما دام الله له فيهم روية، فإذا لم يكن له فيهم روية، رفعنا إليه، ففعل بنا ما أحب.قلت: جعلت فداك، وما الروية؟ قال: الحاجة([23]).

و عن الحارث بن المغيرة النصري([24])، قال: سئل أبو عبد الله (ع) عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، فقال: ما يقولون فيه؟ قلت: يقولون يهلك كل شي‏ء إلا وجه الله.فقال: سبحان الله! لقد قالوا قولا عظيما، إنما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه([25]).

الثاني: طريق الحق وهو ينتهي الى الاول لان الدين هو طريق الحق:

فقوله: ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ ([26])، ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله﴾ ([27])، وقوله: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ للدّيْنِ حَنِيْفَاً﴾ ([28]) الوجه في كل هذا على الاستعارة للمذهب والطريق.وهذا المعنى مؤيد بالنصوص المعتبرة  عن اهل البيت المفسرة لايات الوجه

فعن الحارث بن المغيرة النصري، قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، قال: كل شي‏ء هالك إلا من أخذ طريق الحق([29]) وباعتبار ان طريق الحق منحصر بأشخاص معينين منصوبين من الله تعالى قال الامام الصادق (ع) :(إلا من أخذ الطريق الذي أنتم عليه)([30]).

الثالث: آل محمد صلوات الله عليهم :

وهو ايضا ينتهي الى الاولين لانهم عليهم السلام اعلى مصاديق طريق الحق من اهتدى بهم وصل الى الدين ،عن أبي جعفر (ع)، قال:  نحن وجه الله، نتقلب في الأرض بين أظهركم،  وقال أبو عبد الله (ع): إن الله خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، ([31]).وعن أسود بن سعيد([32])، قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فأنشأ يقول ابتداء منه من غير أن أسأله: نحن حجة الله، ونحن باب الله، ونحن لسان الله، ونحن وجه الله، ونحن عين الله في خلقه، ونحن ولاة أمر الله في عباده([33])وعن الحارث بن المغيرة، قال: كنا عند أبي عبد الله (ع)، فسأله رجل عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، فقال: ..إنما عنى كل شي‏ء هالك إلا وجهه الذي يؤتى منه، ونحن وجهه الذي يؤتى منه([34])و عن ضريس الكناسي([35])، عن أبي عبد الله (ع)، في قول الله عز وجل: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، قال: نحن الوجه الذي يؤتى الله عز وجل منه([36])و  قال أبو عبد الله (ع): نحن وجه الله الذي لا يهلك، وعن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله (ع)، في قول الله عز وجل: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، قال: نحن هو([37]) وعن صالح بن سهل، عن أبي عبدالله (ع)، قال: سمعته يقول: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، قال: نحن وجه الله عز وجل([38]).و  عن سلام بن المستنير([39])، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، قال: نحن- والله- وجهه الذي قال، ولن نهلك  إلى يوم القيامة بما أمر الله به من طاعتنا وموالاتنا، فذلك والله الوجه الذي قال: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾([40]).

ففي هذا النص يبين الامام (ع) انهم وجه الله بجميع المعاني المتقدمه لانهم مظهر الدين والاستقامة على طريق الحق الموصل الى الله سبحانه وتعالى، وجدهم اميرالمؤمنين (ع) هو اصل هذا الوجه، عن أبي عبدالله (ع)، في قول الله عز وجل: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾: إلا ما أريد به وجه الله، ووجهه علي (ع) ([41]).

الرابع: طاعة اولياء الله :

وهو راجع الى الثالث حصرا لانهم اولياء الله حقا وعبادة صدقا، وان الطاعة لاتتحقق الا بالدين والطريق الذي عينه الله سبحاله وتعالى وهو دينهم عليهم السلام الدين القيم دين القيمة([42]) وقد اقترنت هذه الطاعة لهؤلاء الاولياء بطاعة الله فلا تتحق الطاعة لله الابهم، عن صفوان الجمال([43])، عن أبي عبد الله (ع)، في قول الله عز وجل: ﴿كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾، قال: من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد 9 فهو الوجه الذي لا يهلك، وكذلك قال:﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ﴾([44]).

الآية الثانية: ﴿يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ ([45]).

اليد: الجارحة، أصله: يدي لقولهم في جمعه: أيد ويدي([46])، واستعير اليد للنعمة، فقيل: يديت إليه. أي: أسديت إليه، وتجمع على أياد، وقيل: يدي...وللحوز والملك مرة يقال: هذا في يد فلان. أي: في حوزه وملكه. قال تعالى: ﴿إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ﴾ ([47])وللقوة مرة، يقال: لفلان يد على كذا، ومالي بكذا يد، ومالي به يدان. وشبه الدهر فجعل له يد في قولهم: يد الدهر، لما له من القوة.

ويده مطلقة: عبارة عن إيتاء النعيم، ويد مغلولة: عبارة عن إمساكها. وعلى ذلك قيل: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾([48]).

 ويقال لأولياء الله: هم أيدي الله، وعلى هذا الوجه قال عز وجل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ ([49])، فإذا يده عليه الصلاة والسلام يد الله، وإذا كان يده فوق أيديهم فيد الله فوق أيديهم، ويؤيد ذلك ما روي: (لا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها).

وقوله: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾([50])، فعبارة عن توليه لخلقه باختراعه الذي ليس إلا له عز وجل.

وخص لفظ اليد ليتصور لنا المعنى؛ إذ هو أجل الجوارح التي يتولى بها الفعل فيما بيننا ليتصور لنا اختصاص المعنى لا لنتصور منه تشبيها.

وقيل معناه: بنعمتي التي رشحتها لهم، والباء فيه ليس كالباء في قولهم: قطعته بالسكين، بل هو كقولهم: خرج بسيفه. أي: معه سيفه، معناه: خلقته ومعه نعمتاي الدنيوية والأخروية اللتان إذا رعاهما بلغ بهما السعادة الكبرى.

وقوله: ﴿يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾([51])،أي: نصرته ونعمته وقوته ([52])

واليد لها معانٍ عدّة منها:

 الاول: القدرة والقوة والنعمة:

جاءت الروايات عن العترة في تفسير اليد موافقة لما عليه اللغة بل ان الامام (ع) فسر اليد بما عليه كلام العرب، ومن هنا نستطيع ان نرجع اصل كثير من  معاني مفردات اللغة الى  الشرع ،عن محمد بن مسلم([53])، قال: سألت أبا جعفر (ع) فقلت: قوله عز وجل: ﴿يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾؟ قال: اليد في كلام العرب: القوة والنعمة، قال الله تعالى: ﴿وَ اذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ ﴾، وقال: ﴿وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ ﴾ أي بقوة، وقال: ﴿وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ﴾ أي قواهم، ويقال: لفلان عندي (أياد كثيرة، أي فواضل وإحسان، وله عندي‏) يد بيضاء، أي نعمة([54]). وعن محمد بن عبيد، قال: سألت الرضا (ع) عن قول الله عز وجل لإبليس: ﴿ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾؟ قال: يعني بقدرتي ﴿وقوتي‏﴾([55]).

وعن يونس بن ظبيان([56])، قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد (ع)، فقلت: يا ابن رسول الله، إني دخلت على مالك وأصحابه، فسمعت بعضهم يقول: إن لله وجها كالوجوه، وبعضهم يقول: له يدان، واحتجوا في ذلك بقوله تعالى: ﴿بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ﴾، وبعضهم يقول: هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة، فما عندك في هذا، يا ابن رسول الله؟! قال: وكان متكئا، فاستوى جالسا، وقال: اللهم عفوك عفوك. ثم قال: يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك، ومن زعم أن لله جوارحا كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله، فلا تقبلوا شهادته، ولا تأكلوا ذبيحته، تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين، فوجه الله أنبياؤه وأولياؤه، وقوله تعالى: ﴿خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ﴾ فاليد القدرة، كقوله تعالى: ﴿وَ أَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ﴾ فمن زعم أن الله في شي‏ء، أو على شي‏ء، أو تحول من شي‏ء إلى شي‏ء، أو يخلو من شي‏ء، أو يشغل به شي‏ء، فقد وصفه بصفة المخلوقين، والله خالق كل شي‏ء، لا يقاس بالمقياس، ولا يشبه بالناس، ولا يخلو منه مكان، ولا يشغل به مكان، قريب في بعده، بعيد في قربه، ذلك الله ربنا لا إله غيره، فمن أراد الله وأحبه بهذه الصفة، فهو من الموحدين، ومن أحبه بغير هذه الصفة فالله منه‏بري‏ء، ونحن منه برآء([57])، ان الامام (ع) يؤكد هنا نفي كل ما يمكن ان يوصف بالجسمية مما جاء في الذكر الحكيم.

الثاني: مظاهر القدر والقوة:

-  عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا جلوسا عند رسول الله (ص) إذ أقبل إليه رجل، فقال: يا رسول الله، أخبرني عن‏ قول الله عز وجل لإبليس: ﴿أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين؟ فقال رسول الله (ص): أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين، كنا في سرادق العرش نسبح الله، فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله آدم (ع) بألفي عام. فلما خلق الله عز وجل آدم (ع)، أمر الملائكة أن يسجدوا له، ولو يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس فإنه أبى أن يسجد. فقال الله تبارك وتعالى:﴿يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ﴾ قال: من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش، فنحن باب الله الذي يؤتى منه، بنا يهتدي المهتدون، فمن أحبنا أحبه الله، وأسكنه جنته، ومن أبغضنا أبغضه الله، وأسكنه ناره، ولا يحبنا إلا من طاب مولده([58]).

الاية الثالثة: ﴿وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾.

اليمين: أصله الجارحة، واستعماله في وصف الله تعالى في قوله: ﴿وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ ([59])على حد استعمال اليد فيه، وتخصيص اليمين في هذا المكان، والأرض بالقبضة حيث قال جل ذكره: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾  يختص بما بعد هذا الكتاب([60]).

قال ابن الاثير: ومنه الحديث الآخر ﴿وكِلتَا يَدَيْه يَمِينٌ﴾ أي إنَّ يَدَيْه تبارك وتعالى بصفة الكمال لا نَقْصَ في واحِدَة منهما لأنَّ الشِّمال تَنْقُصُ عن اليمينِ  وكلّ ما جاء في القرأن والحديث من إضافة اليَدِ والأيْدِي واليمينِ وغَيْر ذلك من أسماء الجوارِح إلى اللَّه تعالى فإنما هو على سبيل المجَازِ والاستعارة واللَّه مُنَزَّه عن التَّشْبيه والتَّجسيم([61]).

وقد نزه الائمة عليهم السلام ان يوصف الله سبحانه وتعالى بصفات الجوارح مبينين ان ذيل الاية يشير الى ذلك، (عن  محمد بن عيسى بن عبيد، قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري (ع) عن قول الله عز وجل:﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾. فقال: ذلك تعيير الله تبارك وتعالى لمن شبهه بخلقه، ألا ترى أنه قال: ﴿وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ ومعناه إذ قالوا: إن الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه؟ كما قال الله عز وجل: ﴿وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ شَيْ‏ءٍ﴾، ثم نزه عز وجل نفسه عن القبضة واليمين فقال: ﴿سُبْحانَهُ وتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾)([62]).

واليمين هنا الملك فالسماوات والارض في ملك الله وغير خارجة عن قبضته وتدبيره، فاذا عرفنا معاني اليد نستطيع ارجاع معاني اليمين اليها من القدرة والقوة والسلطنة والقائمين مقام الله في التدبير المفوض اليهم أمر الخلق.

(عن سليمان بن مهران، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَه﴾. فقال: يعني ملكه لا يملكه معه أحد، والقبض من الله تعالى في موضع آخر: المنع، والبسط منه: الإعطاء والتوسيع كما قال عز وجل ﴿وَاللَّهُ يَقْبِضُ ويَبْصُطُ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ يعني يعطي ويمنع، والقبض منه عز وجل في وجه آخر: الأخذ، والأخذ في وجه القبول، كما قال: ويَأْخُذُ الصَّدَقاتِ 4 أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها. قلت: فقوله عز وجل: ﴿وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾؟ قال: اليمين: اليد، واليد: القدرة والقوة،([63]) يقول عز وجل: ﴿وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ أي بقدرته وقوته ﴿سُبْحانَهُ وتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾)([64])

وقد مثل أمير المؤمنين  طي السماوات والارض وسر بقاء المخلوقات في باطن هذا الطي، في حديث له (ع) معه جاثليق ومعه مائة رجل من النصارى، فكان فيما سأله (ع) أن قال له الجاثليق: فأخبرني عن قوله جل ثناؤه: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ  والْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ فإذا طويت السماوات، وقبضت الأرض، فأين تكون الجنة والنار فيهما؟ قال: فدعا بدواة وقرطاس، ثم كتب فيه: الجنة والنار، ثم درج القرطاس ودفعه إلى النصراني، وقال له‏: أليس قد طويت هذا القرطاس؟. قال: نعم، قال: فافتحه قال: ففتحه، فقال: هل ترى آية النار وآية الجنة، أمحاهما طي القرطاس؟. قال: لا، قال: فهكذا في قدرة الله إذا طويت السماوات وقبضت الأرض لم تبطل الجنة والنار، كما لم يبطل طي هذا الكتاب آية الجنة وآية النار)([65]).

فهذا هو معنى اليمين وهو معنى تابع لليد وحاشا ان تنسب لله جارحة

الآية الرابعة: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ويُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ﴾.

ذهب المجسمة الى اثبات ظاهر هذه الآية  وان ثمة ساقاً، ولذا فان الامام الصادق عليه نزه الله سبحانه وتعالى عمن نسب الية الساق المذكور في هذه الآية،

عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (ع)، في قوله عز وجل: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: تبارك الجبار- ثم أشار إلى ساقه، فكشف عنها الإزار- قال:﴿وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ﴾ قال: أفحم القوم ودخلتهم الهيبة، وخشعت  الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر ﴿خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وهُمْ سالِمُونَ﴾. قال ابن بابويه: قوله: تبارك الجبار، وأشار إلى ساقه فكشف عنها الإزار يعني به تبارك الجبار من أن يوصف بالساق الذي هذا صفته([66]).

 والحال ان الساق عبارة عن الامر العظيم وقد دل المعنى اللغوي للمفردة على ما جاء في تفسير هذه الآية، فقد جاء في اللغة ان الساق: هو ما بين القدم والركبة ويجمع على سيقان واسوق وسوق([67])و سوق الإبل: جلبها وطردها، يقال: سقته فانساق، والسيقة: ما يساق من الدواب. وسقت المهر إلى المرأة، وذلك أن مهورهم كانت الإبل، وقوله: ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ﴾ ([68])، نحو قوله: ﴿وأن إلى ربك المنتهى﴾ ([69])، وقوله: ﴿سائق وشهيد﴾ ([70])، أي: ملك يسوقه، وآخر يشهد عليه وله، وقيل: هو كقوله: ﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ﴾([71])، وقوله: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ﴾ ([72])، قيل: عني التفاف الساقين عند خروج الروح. وقيل: التفافهما عندما يلفان في الكفن، وقيل: هو أن يموت فلا تحملانه بعد أن كانتا تقلانه، وقيل: أراد التفاف البلية بالبلية نحو قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾([73])، من قولهم: كشفت الحرب عن ساقها([74]).

قال ابن الاثير: ... في حديث القيامة ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ الساقُ في اللغة الأمرُ الشديدُ . وكشْفُ الساق مثَلٌ في شدَّة الأمْر كما يقال للأقْطَع الشَّحيح: يَدُه مغْلولة ولا يَدَ ثَمَّ ولا غُلَّ وإنما هو مَثَلٌ في شدّة البُخْل . وكذلك هذا لاَ سَاق هُناكَ ولا كَشْف . وأصلُه أنَّ الإنسان إذا وقَع في أمْرٍ شديد يقال شمَّر عن ساعِده وكشَف عن ساَقِه للاهْتمام بذلك الأمْر العظيم . وقد تكرر ذكرها في الحديث، ومنه حديث عليّ (ع) :قال في حَرْب الشُّراة: لا بُدَّ لي من قِتالهم ولو تَلِفَتْ ساقي، قال ثعلب: السَّاق ها هنا النَّفْس([75]).

فالساق هنا عبارة عن امر مهول يكشف للخلائق يوم القيامة فتحصل من مشاهدته رهبة وخوف شديدين لمن خالف اوامر رسل الله واوليائه من الثبات (قال بعضهم في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ : إنه إشارة إلى شدة عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ قال: عن شدة الآخرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:(قد قامت الحرب بنا على ساق)([76]).

 واما المطيعين فهم بخلاف اهل المعصية يستبشر برؤيته فيسجدون طاعة وشكرا لما صح وتحقق لهم ثواب ما اعتقدوا.

(عن الحسين بن سعيد، عن أبي الحسن (ع)، في قوله عز وجل: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ﴾، قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا، وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود)([77]).

والحال ان امتناع  اهل الخلاف  عن السجودلم يكن جبرا وإنما بما قدمت ايديهم في دار التكليف فكان العجز عن السجود جزاء لما قدموا 

(عن حمزة بن محمد الطيار، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿وَ قَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وهُمْ سالِمُونَ﴾، قال: مستطيعون، يستطيعون الأخذ بما أمروا به والترك لما نهوا عنه، وبذلك ابتلوا ثم قال: ليس شي‏ء مما أمروا به ونهوا عنه إلا ومن الله عز وجل فيه ابتلاء وقضاء)([78]).

ان هذا الامر المهول الذي ذكرنا في الحقيقة هو  الغصب لحقوق ومناصب امناء الله وورثة النبيين، هذا الغصب الذي جر العباد الى تلك المخالفات الشديدة.

(قال علي بن إبراهيم، قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ ويُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ﴾ قال: يكشف عن الأمور التي خفيت وما غصبوا آل محمد حقهم ويُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ قال: يكشف لأمير المؤمنين (ع)، فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر- يعني قرونها- ﴿فَلا يَسْتَطِيعُونَ﴾ أن يسجدوا، وهي عقوبة لأنهم لا يطيعون الله في الدنيا في أمره، وهو قوله: ﴿وَ قَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وهُمْ سالِمُونَ﴾ قال: إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون)([79]).

القسم الثالث: آيات لوازم  الجسم:

لاشك في انّ كلّ جسم يلزمه امور منها الحركة والانتقال والنسيان والسهو والنوم وما يعتري كل ممكن كما هو المعروف، وقد وردت بعض الايات  التي تجمع بين الواجب والممكن في الصفة لفظا وان كانت تفترق في المعنى ومن هذه الايات 

الآية الخامسة: ﴿نسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾.

النسيان: ترك الإنسان ضبط ما استودع؛ وإما لضعف قلبه؛ وإما عن غفلة؛ وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره، يقال: نسيته نسيانا. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا﴾([80])، ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ﴾([81])، ﴿فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ﴾ ([82])، ﴿لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ﴾([83])، وكل نسيان من الإنسان ذمه الله تعالى به فهو ما كان أصله عن تعمد.

وقوله تعالى: ﴿فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾ ([84])هو ما كان سببه عن تعمد منهم، وتركه على طريق الإهانة، وإذا نسب ذلك إلى الله فهو تركه إياهم استهانة بهم، ومجازاة لما تركوه. قال تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا﴾ ([85])، ﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ ([86])وقوله: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ﴾([87]) فتنبيه أن الإنسان بمعرفته بنفسه يعرف الله، فنسيانه لله هو من نسيانه نفسه.

وقوله تعالى: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا﴾ ([88])فإنساؤها حذف ذكرها عن القلوب بقوة إلهية([89]).

وقوله تعالى ﴿نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ اي تركوا الله فتركهم([90])

فالنسيان يقع للمكن اما الله سبحانه وتعالى فيستحيل عليه ذلك لأنه لاينسى ولايسهو ولا تأخذه سنة ولا نوم فما ورد في النسيان المنسوب الى الله في الذكر الحكيم هو  المجازاة لمن نسيه بالترك والخذلان كما قال زين العابدين (ع).

(فمن كان من اهل الشقاوة خذلته لها) وقوله تعالى(طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ) ([91]).

فنحصل لنا ان  للنسيان المنسوب الى الله معنيين:

 الاول: الترك والتخلية الموجب للخذلان:

عن عبد العزيز بن مسلم([92])، قال: سألت الرضا (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿نسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾. فقال: إن الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو، وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث، ألا تسمع قوله عز وجل يقول: ﴿وَمَا كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم، كما قال عز وجل: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ قوله عز وجل: ﴿فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا﴾ أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا([93]).

 قال الصدوق: قوله: (نتركهم).

وقول الصدوق هذا  أي: لا نجعل لهم ثواباً من كان يرجو لقاء يومه، لأن الترك لا يجوز على الله عز وجل، وأما قول الله عز وجل: ﴿وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾ أي لم يعاجلهم بالعقوبة وأمهلهم ليتوبوا ([94]).

حاصل كلام الإمام (ع) أن الله تعالى لا ينسى ولا يسهو بل ينسى غيره مجازاة، وأما نسيانه فهو بمعنى الترك كما روى عن جابر، عن أبي جعفر (ع) ﴿نَسُوا اللَّهَ﴾ قال: قال: تركوا طاعة الله.﴿فَنَسِيَهُمْ﴾ قال: فتركهم([95])وعن  علي بن إبراهيم: في تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً ولَعِباً وغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا﴾ أي نتركهم، والنسيان من الله عز وجل هو الترك ([96]).

 ومراد الصدوق رحمه الله أن تركه تعالى ليس ترك إهمال وسدى بل على وجوه أخرى كترك الأخذ بالعجلة، او ازالة الحفظ بتسليط النسيان كما فسر الامام العسكري نسخ ونسيان الآيات.

قال (ع): قال محمد بن علي بن موسى الرضا (ع): ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾ أينرفع حكمها ﴿أَوْ نُنْسِها﴾ بأن نرفع رسمها، ونزيل عن القلوب حفظها، وعن قلبك- يا محمد- كما قال الله تعالى: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ﴾ أن ينسيك، فرفع ذكره عن قلبك نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها يعني بخير لكم، فهذه الثانية أعظم لثوابكم، وأجل لصلاحكم من الآية الأولى المنسوخة أَوْ مِثْلِها من مثلها في الصلاح لكم([97])، أي إنا لا ننسخ ولا نبدل إلا وغرضنا في ذلك مصالحكم([98]).

الثاني: بمعنى ابطال الثواب في الاخرة لمن نسي الله سبحانه في دار الدنيا

وهذا المعنى بينه الامام امير المؤمنين (ع) للزنديق المدعي التناقض في الآيات القرآنية  حيث قال له للامام لو لا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم. فقال له علي (ع): وما هو؟ قال: قوله تعالى:﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ ([99])، وقوله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا﴾([100])، وقوله تعالى: ﴿وَمَا كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾([101])، فقال له أمير المؤمنين (ع): فأما قوله تعالى: ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ إنما يعني نسوا الله في دار الدنيا، لم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة، أي لم يجعل لهم من ثوابه شيئا، فصاروا منسيين من الخير ([102])، وكذلك تفسير قوله عز وجل: ﴿فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا﴾ يعني بالنسيان أنه لم يثبهم كما يثيب أولياءه الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به وبرسوله، وخافوه بالغيب.و أما قوله تعالى: ﴿وَ ما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾، فإن ربنا تبارك وتعالى علوا كبيرا، ليس بالذي ينسى، ولا يغفل، بل هو الحفيظ العليم، وقد تقول العرب: نسينا فلان فلا يذكرنا، أي إنه لا يأمر لهم بخير ولا يذكرهم به ([103]).

الآية السادسة: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ والْمَلائِكَةُ﴾.

الاتيان في هذه الآية هو المجيء ومعنى  جاء يجيء ومجيئا، كالإتيان، لكن المجيء أعم؛ لأن الإتيان مجيء بسهولة، والإتيان قد يقال باعتبار القصد وإن لم يكن منه الحصول، والمجيء يقال اعتبارا بالحصول، ويقال : جاء في الأعيان والمعاني، ولما يكون مجيئه بذاته وبأمره، ولمن قصد مكانا أو عملا أو زمانا،([104])

 قال الله عز وجل: ﴿وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى﴾ ([105])، ﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ﴾ ([106])، ﴿وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ﴾ ([107])، ﴿فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ﴾ ([108])، ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ﴾ ([109])، ﴿بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي﴾([110])، ﴿فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا﴾ ([111])، أي: قصدوا الكلام وتعدوه، فاستعمل فيه المجيء كما استعمل فيه القصد، قال تعالى: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ﴾ ([112])، ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ ([113])، فهذا بالأمر لا بالذات، وكذا قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ﴾ ([114])، يقال: جاءه بكذا وأجاءه، قال الله تعالى: ﴿فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ﴾([115])، قيل: ألجأها([116]).

وقد يقال جئت اليه على معنى ذهبت اليه   ويقال جاء الغيث  أي نزل  وجاء امر السلطان: بلغ([117]).

وقد ثبت نقلا وعقلاً أنّ الله تبارك وتعالى ذاته الأحدية منزهة عن كل حدوث وتركيب وتغير وزوال وإمكان ونقصان بالبراهين العقلية والنقلية، وإنما هو الله عز وجل وخلقه لا ثالث بينهما ولا ثالث غيرهما فكل ما أسند إليه تعالى في الكتاب والسنة باعتبار مما تنزه تعالى عنه بالبراهين فهو راجع إلى خلقه الممكن فيه ذلك، أو يؤول إلى ما يليق بقدسه . ومنه المجيىء والذهاب والحركة، فالاتيان والمجيء المذكور في هذه الآية هو امر الله.

(عن  الحسن بن فضال([118])، قال: سألت الرضا علي بن موسى (ع) عن قول الله عز وجل: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ والْمَلائِكَةُ﴾. قال: يقول: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام، وهكذا نزلت.و عن قول الله عز وجل: ﴿وَجاءَ رَبُّكَ والْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾. فقال: إن الله عز وجل لا يوصف بالمجي‏ء والذهاب، تعالى عن الانتقال، وإنما يعني بذلك: وجاء أمر ربك والملك صفا صفا ([119]).

وقد صرح الامام الباقر (ع) بان الآتي في هذه الاية هو امر الله سبحانه وتعالى

(عن عمرو بن أبي شيبة، عن أبي جعفر (ع)، قال: سمعته يقول ابتداء منه: إن الله إذا بدا له أن يبين خلقه ويجمعهم لما لا بد منه، أمر مناديا ينادي فتجتمع الإنس والجن في أسرع من طرفة عين، ثم أذن للسماء الدنيا فتنزل، وكانت من وراء الناس، وأذن للسماء الثانية فتنزل، وهي ضعف التي تليها، فإذا رآها أهل السماء الدنيا، قالوا: جاء ربنا، وهو آت، يعني أمره، حتى تنزل كل سماء، تكون كل واحدة منها من وراء الاخرى، وهي ضعف التي تليها، ثم ينزل أمر الله: ﴿فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ والْمَلائِكَةُ وقُضِيَ الْأَمْرُ وإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾) ([120]).

وامر الله هنا اما ان  يكون حكمه او وليه الذي نصبه لخلقة والذي يحكم بأمره، عن جابر، قال: قال أبو جعفر (ع)، في قوله تعالى: ﴿فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ والْمَلائِكَةُ وقُضِيَ الْأَمْرُ﴾. قال: ينزل في سبع قباب من نور، لا يعلم في أيها هو، حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل ([121]) ﴿و أما قُضِيَ الْأَمْرُ﴾: فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر ([122]).

فهذا الاتيان والمجيء والنزول للحامل للامر لا للذات المقدسة عن الحركة والحلول والخلو من مكان او التحيز، وانما خاطب القرآن بهذه العبارات تفهيماً وتقريباً للمعاني وبين الحجج عليهم السلام في تفسيرهم لهذه المفردات المراد الحقيقي وباتباع بيانهم ينجو المكلفين من دهاليز التشبيه والتجسيم كما يتخلصوا من  التعطيل والحلول والاتحاد ونختم بحثنا هذا بكلام هو يعد جوامع التوحيد والذي صدر عن سيد الموحدين امير المؤمنين (ع) في خطبته الدرة اليتيمة([123]).

(الذي بالجسم ظهوره فالعرض يلزمه ، والذي سبق العدم وجوده فالخالق اسمه جل جلاله، والذي يقيمه غيره فالضرورة تمسه والذي ينقسم بالأعضاء بكنفه شجه والذي يثبت به الوصف فحدة صفته والذي له العرض ففي الطول مساحته، فسبحان من الجهات لا تضمه، والسنات لا تأخذه، والأوقات لا تداوله، ومصنوعاته لا تحاوله والإشارات لا تريه، والأدوات لا تؤديه، .. بل هو موجد كل موجود، وخالق كل صفة وموصوف وعارف ومعروف، من انتظم على صّفه خطر بحال محسوس على بال، ومن آواه محل أدركه أين .. لا يضاده من، ولا يوافقه عن، ولا يلاصقه إلى، ولا يعلوا عليه على، ولا يصله فوق ولا يقطعه تحت، ولا يقابله حد ولا يزاحمه عند، ولا يحده خلف، ولا يحدده أمام، .. له من الأسماء معناها، ومن الحروف مجراها، إذا الحروف مبتدعه، والأنفاس مصنوعة، والعقول موضوعه، والأفهام مفطوره، والآلات مبروزة، .. لا تسلك منهاج التمثيل، فتقع في أودية التخليط، أن كيفت سلت بك السيول، وان شبهت هلكت مع الهالكين، وان عدلت عن الطريق حل بك الحوب وأيقنت بالعطب  ووصفه انه سميع ولا صنعه لسمعه، لم يعبده من خالفه ولا عرفه من أنكره، ولا آمن به من جحد أمره، وان قلت من فقد سبق الوقت كونه، وان قلت قبل فالقبل بعده، وان قلت أين فقد تقدم المكان وجوده، وان قلت كيف فقد احتجب عن الصفة صفته، وإن قلت مم هو فقد باين الأشياء كلها، فهو هو، وان قلت فهو هو فالهاء والواو كلامه صنعه استدلال عليه لا صنعه تكشف له، وان قلت له حر فلحر لغيره، وان قلت الهداء نسبة، فالهواء من صنعه، رجع من الوصف إلى الوصف، وعمى القلب عن الفهم، والفهم عن الإدراك، والإدراك عن الاستنباط، ودام الملك في الملك، وانتهى المخلوق إلى مثله، والجاه الطلب إلى شكله، وهجم به الفحص إلى العجز، والبيان على الفقد، والجهد على اليأس، والبلاغ على القطع، والسبيل مسدود، والطلب مردود، دليله آياته ،ووجوده إثباته   توحيده ,ومعرفة توحيده تنزيهه من خلقه)([124]).

والحمد لله رب العلمين اولا وآخرا وظاهرا ..

*  هوامش البحث  *

 ([1])الطريحي، فخر الدين النجفي، (ت1085هـ/1674م) ،مجمع البحرين ومطلع النيرين، تح احمد الحسني، ط2، مكتب نشر الثقافة الإسلامية، (د.م – 1408هـ)، ج1ص 295.

([2]) ظ: ابن أبي الحديد، أبو حامد عبد الحميد بن هبة الله بن حمد بن الحسين (656هـ /1258 م)، شرح نهج البلاغة، مراجعة وتصحيح: لجنة أحياء الذخائر، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لا. ت .(5 اجزاء)  ج3 ص 229.

([3])الزمخشري: أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي ( ت 538 ﻫ ) ،الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل / مصطفى البابي الحلبي, مصر, 1385 ﻫ - 1966 م .ج2 ص573 .

([4])ابن حجر العسقلاني: احمد بن علي بن محمد ( ت 852هـ/1448م ) .،المطالب العالية، تحقيق: التويجري .            المملكة العربية السعودية-الرياض، دار العاصمة، د . ت .ج2 ص 25

([5]) عرفان عبد الحميد، دراسات في الفرق والمذاهب،ص213.

([6])ابو زهرة، في تاريخ المذاهب الإسلامية، القاهرة، د.ت. ج1 ص232 .+

([7])الكليني، أبو جعفر محمد بن يعقوب ( - 328 أو 329 هـ ) الكافي، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1375 هـ‍ .ج1 ص 82.

([8])المائدة/6.

([9])إبراهيم/50.

([10])البقرة/115.

([11]) القصص/88.

([12]) الروم/38.

([13]) الإنسان/9.

([14]) الكهف/28.

([15]) الروم/39.

([16]) وان مال الراغب الى معنى الذات حيث قاتل: وربما عبر عن الذات بالوجه في قول الله: ﴿ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام﴾ ﴿الرحمن/27﴾ قيل: ذاته.

([17]) الطريحي، مجمع البحرين ج3 ص 1911،

([18]) ذكر ذلك الراغب في المفردات قال: قيل: إن الوجه في كل هذا زائد، ويعنى بذلك: كل شيء هالك إلا هو، وكذا في أخواته. وروي أنه قيل ذلك لأبي عبد الله بن الرضا (كذا والصواب ان الباقر (ع))، فقال: سبحان الله! لقد قالوا قولا عظيما، إنما عني الوجه الذي يؤتى منه (انظر: البصائر 5/166).

([19]) البقرة/148.

([20]) المائدة/48،الراغب الأصبهاني، أبو القاسم الحسين بن محمد ( ت502 هـ) المفردات في غريب القرآن، ، تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعروف للطباعة والنشر مع ملاحضات العاملي، ص 750.

([21]) الطريحي، مجمع البحرين ج3 ص 1911.

([22]) الطبرسي: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب(560هـ) ،الاحتجاج, تحقيق: محمد باقر الخرسان, دار النعمان للطباعة والنشر .   1: 253 ، البحراني، السيد هاشم بن السيد سليمان ( ؟ - 1107 ه‍ـ )  البرهان في تفسير القرآن،   مؤسسة إسماعيليان، قم، ( من طبعة سنة 1375 ه‍ ) .، ج‏4، ص: 299.

([23]) الصدوق: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (ت 381 هـ)،التوحيد, منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, بيروت – لبنان ص 149، ،القمي: علي بن إبراهيم ،تفسير القمي, منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ط1, بيروت – لبنان,  1412 هـ :ج2ص 147، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 297.

([24]) الحارث بن المغيرة النصري، بالنون والصاد غير المعجمة . روى الكشي عن محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن يونس بن يعقوب قال: كنا عند أبي عبد الله (ع) فقال: ما لكم من مفزع اما لكم من مستراح تستريحون إليه ما يمنعكم من الحارث بن المغيرة النصري . وروى أيضا حديثا في طريقه سجادة: انه من أهل الجنة . وقال النجاشي: الحارث بن المغيرة النصري، من بني نصر بن معاوية، بصري، عربي، روى عن أبي جعفر الباقر والصادق والكاظم ( عليهم السلام )، وعن زيد بن علي (ع)، وهو ثقة ثقة ( ظ: رجال الكشي: 337، الرقم: 620، رجال النجاشي: 139، الرقم: 361، خلاصة الأقوال ص 123).

([25])الكافي:ج 1ص 111،  البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 294، الراغب، المفردات .

([26])لقمان/22.

([27])النساء/125.

([28])الروم/30.

([29])البرقي: احمد بن محمد بن خالد (ت274)،،المحاسن تحقيق: السيد جلال الدين الحسيني ـ دار الكتب الاسلامية،ص 219، ،التوحيد:ص 149، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 296

([30])المحاسن،ص 199،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 295.

([31])الكافي:ج 1ص 111 ،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 295.

([32]) أسود بن سعيد: لم يذكروه . هو كوفي صدوق، كما عن تقريب ابن حجر .وروى الصدوق بإسناده، عن زياد بن خيثمة، عنه قال: سمعت جابر بن سمرة، عن رسول الله (ص)، النص على خلفائه الاثني عشر عليهم(ظ: مستدركات علم رجال الحديث  ج 1  ص 679).

([33]) الكافي :ج1ص112، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 295.

([34]) الصفار: ابو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ، ت 290 هـ، بصائر الدرجات الكبرى ،تقديم وتعليق وتصحيح الحاج ميرزا محسن كوچه باغي، نشر مؤسسة الأعلمي، طهران ،ص 84 ،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 296.

([35]) ضريس الكناسي: روى عن أبي جعفر (ع)، وروى عنه علي بن رئاب، وهما اثنان ضريس بن عبد الملك،  وضريس بن عبد الواحد ،وهذا الاخير  وإن كان كناسيا أيضا، إلا أنه ينصرف عنه اللفظ لعدم اشتهاره، بل لم نجد له رواية واحدة . ومن هنا يظهر أن كلمة ضريس متى ما أطلقت في الروايات، فهي تنصرف إلى ابن عبد الملك، فإنه المشهور، وقع بهذا العنوان في إسناد عدة من الروايات تبلغ خمسة وثلاثين موردا (ظ: الخوئي ،السيد أبو القاسم بن علي أكبر الموسوي ( 1317  )، معجم رجال الحديث، منشورات مدينة العلم، قم ( الطبع في بيروت، لبنان، 1403 هـ‍ ) . ج 10  ص 163 )

([36]) الصدوق، ابو جعفر محمد بن علي بن الحسن القمي (ت 381هـ) كمال الدين واتمام النعمة،، الناشر طليعة النور، ط1، 1425هـ ،ص 231،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص296.

([37]) التوحيد،ص 150،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 297.

([38]) الاسترابادي،شرف الدين النجفي، من اعلام القران العاشر الهجري، تأويل الايات: مؤسسة الامام المهدي (ع)، قم ،ج.1ص 426 البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص 299.

([39]) سلام بن المستنير: الجعفي الكوفي: عده الشيخ  تارة  في أصحاب السجاد (ع)، وأخرى في أصحاب الباقر (ع) مقتصرا على قوله: سلام ابن المستنير، و ثالثة  في أصحاب الصادق عليه، قائلا: سلام ابن المستنير الجعفي مولاهم، كوفي  . وعده البرقي في أصحاب السجاد والباقر عليهما السلام . روى عن أبي جعفر (ع)، وروى عنه أبو جعفر الأحول ،في تفسير القمي: سورة إبراهيم، في تفسير قوله تعالى: ﴿ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة ﴾ وقع في إسناد جملة من الروايات تبلغ أحد عشر موردا (ظ: الخوئي :معجم رجال الحديث ج 9  ص 181).

([40])تأويل الآيات،ج 1ص 425،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 297.

([41])تأويل الآيات،ج 1ص 426 ،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 299.

([42])عن أبي جعفر (ع)، في قوله عز وجل﴿وذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾. قال: هي فاطمة (عليها السلام).(ظ: تأويل الآيات 2: 829، البرهان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 719)

([43])صفوان الجمال . قال النجاشي: صفوان بن مهران بن المغيرة الأسدي، مولاهم ثم مولى بني كاهل منهم، كوفي، ثقة، يكنى أبا محمد، كان يسكن بني حرام بالكوفة، وأخواه حسين، ومسكين، روى عن أبي عبد الله (ع)، وكان صفوان جمالا، له كتاب يرويه جماعة، مولى حضرموت: كوفي، بطائني  . وعد الشيخ المفيد في إرشاده - في فصل في النص على إمامة الكاظم من أبي عبد الله ( عليهما السلام ): صفوان الجمال، من شيوخ أصحاب أبي عبد الله 7، وخاصته، وبطانته، وثقاته الفقهاء الصالحين(ظ: الخوئي ،معجم رجال الحديث ج 10  ص 132) .

([44])الكافي :ج1ص 1112، التوحيد: 149، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 294.

([45])ص/75.

([46])انظر: سر صناعة الاعراب، أبو الفتح عثمان ابن جني (ت 392هـ)، تحقيق: د. حسن هنداوي، ط1، دار القلم، دمشق، 1985م :ج2ص729؛ المسائل الحلبيات ص 163.

([47])البقرة/237.

([48])المائدة/64.

([49])الفتح/10.

([50])ص/75.

([51])الفتح/10.

([52])الراغب، مفردات القرآن ص 778.

([53])أبو جعفر محمد بن مسلم بن رباح، وقيل رياح، وقيل حيان الثقفي بالولاء ،الطائفي، الطحان، الكوفي، الأعور، الأوقص، السمان، الحداج، القصير .محدث إمامي ثقة، ومن وجوه الشيعة بالكوفة، وأحد الفقهاء والعلماء الأعلام والرؤساء الذين اخذ عنهم الحلال والحرام والفتيا وأحكام الدين .كان من حواري الامامين الباقر (ع) والصادق (ع) . روى كذلك عن الامامين الباقر (ع) والكاظم (ع) .روى عنه أنس بن مالك، وعبد الله بن مسكان، والعلاء بن رزين وغيرهم .له كتاب ( الأربعمائة مسألة ) .توفي سنة 150، وقيل سنة 177 عن سبعين سنة تقريبا .(ظ:رجال الطوسي 135 و300، معجم رجال الحديث 17: 247 -، رجال النجاشي226 )

([54]) التوحيد:ص 153، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 684.

([55]) التوحيد:ص 153، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 684.

([56]) يونس بن ظبيان الكوفي، الأزدي .روى عنه محمد بن موسى خوراء، وجميل بن دراج، ومحمد بن أبي عمير وغيرهم .(ظ:رجال الطوسي 336 . معجم رجال الحديث 20 :192 )

([57]) الخزاز، القمي، كفاية الأثر، الخزّاز، المطبعة الأسلامية، 1305هـ: 255، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 685، وتتمة الحديث: ثم قال (ع): إن أولى الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب الله، فإن حب الله إذا ورثه القلب استضاء به، وأسرع إليه اللطف، فإذا نزل منزلة اللطف صار من أهل الفوائد، فإذا صار من أهل الفوائد تكلم بالحكمة، فإذا تكلم بالحكمة صار صاحب فطنة، فإذا نزل منزلة الفطنة، عمل بها في القدرة، فإذا عمل بها في القدرة، عمل في الأطباق السبعة، فإذا بلغ هذه المنزلة، صار يتقلب في لطف وحكمة وبيان، فإذا بلغ هذه المنزلة، جعل شهوته ومحبته في خالقه، فإذا فعل ذلك نزل المنزلة الكبرى، فعاين ربه في قلبه، وورث الحكمة بغير ما ورثته الحكماء، وورث العلم بغير ما ورثته العلماء، وورث الصدق بغير ما ورثه الصديقون.إن الحكماء ورثوا الحكمة بالصمت، وإن العلماء ورثوا العلم بالطلب، وإن الصديقين ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة، فمن أخذه بهذه السيرة، إما أن يسفل، وإما أن يرفع، وأكثرهم الذي يسفل ولا يرفع إذا لم يرع حق الله، ولم يعمل بما أمر به، فهذه صفة من لم يعرف الله حق معرفته، ولم يحبه حق محبته، فلا يغرنك صلاتهم وصيامهم ورواياتهم وعلومهم، فإنهم حمر مستنفرة.ثم قال: يا يونس، إذا أردت العلم الصحيح فعندنا أهل البيت، فإنا ورثناه، وأوتينا شرح  الحكمة، وفصل الخطاب.( انما ذكرت الحديث بطوله لما فيه فوائد عظيمة لمن تدبر فيه جيدا)

([58])الصدوق، فضائل الشيعة، طبع إيران،ص 49، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 684

([59])الزمر/67

([60])الراغب، المفردات ص 782

([61])الجزري، ابن الاثير،  المتوفي 606 . النهاية في غريب الحديث والأثر: لابن تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي - قم المقدسة 1367 هـ‍ . ش . الحديث مادة يمن

([62])الكافي:ج 1ص 80،، التوحيد،ص 161،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 728؟، عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن الله لا يوصف، وكيف يوصف وقد قال في كتابه: ﴿وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ،﴾ فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك

([63])عن علي بن إبراهيم، قالفي قوله: ﴿وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ‏﴾أي بقدرته.(ظ:تفسير القمي 2: ،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 728)

([64])تفسير القمي:ج 2ص132 ،البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 728

([65])الديلمي، الحسن بن محمد ( القرن الثامن ) إرشاد القلوب، منشورات الرضي، قم، 1398 هـ‍ ،ص: 310، البرهان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 729

([66])التوحيد: 154،البرهان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 463، وعن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (ع)، قال: سألته عن قول الله عز وجل:﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: كشف إزاره عن ساق، ويده الأخرى على رأسه فقال: سبحان ربي الأعلى!.قال ابن بابويه: قوله: سبحان ربي الأعلى!تنزيه لله عز وجل أن يكون له ساق

([67])شبر، العلامة السيد عبد الله، ضياء الثقلين ومطلع النيرين، المؤسسة الشبرية لاحياء التراث، طبع العارف للمطبوعات – بيروت –الطبعة الاولى سنة 2014م،  ج2ص 274.

([68])القيامة/30.

([69])النجم/ 42.

([70])ق/21.

([71])الأنفال/6.

([72])القيامة/29.

([73])القلم/42.

([74])انظر: السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ( 849 - 910 هـ‍ )، الدر المنثور، المكتبة المرعشية، قم، 1404 هـ‍ ( من المطبعة الميمنة، مصر، 1314 هـ‍ ) .8/254، الراغب، المفردات، ص 409.

([75]) ابن الاثير، النهاية في غريب الحديث مادة( سوق) .

([76])انظر: الدر المنثور 8/254، الراغب، المفردات، ص 409.

([77])التوحيد:ص 154،البرهان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 462.

([78])التوحيد:ص 349،البرهان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 463.

([79])تفسير القمّي:ج 2ص 383،البرهان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 462، عن المعلى بن خنيس، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): ما يعني بقوله عز وجل وقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وهُمْ سالِمُونَ؟ قال: وهم مستطيعون(.و عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (ع)، في قول الله عز وجل: ﴿وَ قَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وهُمْ سالِمُونَ﴾، قال:و هم يستطيعون الأخذ لما أمروا به والترك لما نهوا عنه، ولذلك ابتلوا وقال: ليس في العبد قبض ولا بسط مما أمر الله به و نهى عنه إلا ﴿و﴾ من الله فيه ابتلاء وقضاء (ظ: التوحيد:ص 351،،المحاسن:ص 279،البرهان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 463).

([80])طه/115.

([81])السجدة/14.

([82])الكهف/63.

([83])الكهف/73.

([84])السجدة/14.

([85])الأعراف/51.

([86])التوبة/67.

([87])الحشر/19.

([88])البقرة/106.

([89])الراغب، مفردات القران ص491، شبر، ضياء الثقلين ج1ص 214.

([90])الطريحي، مجمع البحرين ج3ص 1780.

([91])النساء/155.

([92])من أصحاب الرضا (ع) . رجال الشيخ المطبوع ولم يرد في سائر الكتب الرجالية، روى رواية مبسوطة شريفة عن الرضا (ع) في الكافي فيها بيان مقام الإمام (ع) وان منزلة الإمامة منزلة الأنبياء، وأخوه القاسم، يروي عنه أخوه القاسم (ظ: محمد الجواهري ،المفيد من معجم رجال الحديث  319، الشيخ علي النمازي الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث:4/446.

([93])التوحيد: 159 ،البرهان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 559، كمال الدين: 675/ 31، معاني الأخبار 96، عيون أخبار الرّضا (ع):ج 1ص 216.

([94])التوحيد ص 159 .

([95])العياشي: النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي(ت/ 320هـ), تفسير العياشي, تحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاني, المطبعة العلمية الإسلامية, الناشر المكتبة العلمية الإسلامية, طهران،ج2: 95،البرهان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 814

([96])تفسير القمّي:ج 1ص 235. ،البرهان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 559

([97])وذا اريد بمعنى الاية الامام فالمعنى يكون: اماتة الامام (ع) واتيان امام منه مثله

([98])تفسير الامام العسكري: منشورات مؤسسة الامام المهدي (ع)، قم، الطبعة الاولى 1409هـ، 491،  البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 301

([99])التوبة 9: 67.

([100])الأعراف 7: 51.

([101])مريم 19: 64.

([102])وفي رواية (من الجنة) وهي الخير العظيم:عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، قال: قوله:﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾إنما يعني أنهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا بطاعته فنسيهم في الآخرة، أي لم يجعل لهم في ثوابه شيئا فصاروا منسيين من الجنة(ظ:التوحيد: 259،البرهان في تفسير القرآن، ج‏2، ص: 814)

([103])التوحيد:ص 259 ،تفسير العيّاشي:ج 2: 96،الاحتجاج: ص240. ،البرهان في تفسير القرآن، ج‏5، ص: 822،

([104])انظر: البصائر:ج 1ص412.

([105])يس/20

([106])غافر/34

([107])هود/77

([108])الأحزاب/19

([109])يونس/49

([110])الزمر/59

([111])الفرقان/4

([112])الأحزاب/10

([113])الفجر/22

([114])يونس/76.

([115])مريم/23.

([116])الراغب، المفردات ،ص226.

([117])الفيومي، أحمد بن محمد بن علي المقري، المتوفى 770، المصباح المنير:  منشورات دار الهجرة - قم المقدسة 1405 .ج1 ص 143، الطريحي، مجمع البحرين ج1 ص 344.

([118])الحسن بن علي بن فضال . وقع بهذا العنوان في إسناد جملة من الروايات تبلغ أربعة وعشرين موردا . روى عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع)، وعن أبي جميلة، وأبي المغرا، وابن بكير، وثعلبة، وعبد الله بن بكير، وعبد الله بن بكير بن أعين، وعلي بن عقبة، ومحمد بن سنان . وروى عنه، أحمد وعلي ومحمد، بنوه، وموسى بن عمر . (ظ: الخوئي ،معجم رجال الحديث ج 6 ص 87).

([119])التوحيد ،ص 162 ،عيون أخبار الرّضا (ع):ج 1ص 125،البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 448 .

([120])تفسير القمّي:ج 2ص 77, البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 450.

([121])تفسير العيّاشي:ج 1ص 103, البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 450.

([122])تفسير العيّاشي:ج 1ص103, البرهان في تفسير القرآن، ج‏1، ص: 450.

([123])خطبة كبيرة في التوحيد لم يذكرها السيد الرضي في نهج البلاغة, وربما ذكر بعض فقراتها في خطبة أول  الدين معرفته, توجد نسخة منها في الرضوية كما في فهرسها ج1 ص97, في كتب الأخبار المخطوطات وهي في أخر نسخة من نهج البلاغة مع بعض خطب أخرى لم تذكر في النهج مثل خطبة البيان والخطبة المونقة وخطبة الأقاليم, وقد جمعها احمد بن يحيى بن احمد بن ناقة, ونسخة النهج هذه مع مجموع تلك الخطب الملحقات كلها بخط ابن محمد بن محمد بن الحسن بن طويل الصفار الحلي نزيل واسط وقد فرغ من كتابتها سنة (729).

واما كون خطبة الدرة اليتيمة من إنشاء أمير المؤمنين (ع) فقد صرح ابن شهر أشوب في المناقب كما حكى عنه في البحار ج9 ص535 من طبع تبريز في بيان علم علي (ع)  وانه كان قدوة لعلماء كل فن, قال ( ومنهم الخطباء وهو (ع) اخطبهم, ألا ترى إلى خطبه التوحيد والشقشقية والهداية والملاحم واللؤلؤة والغراء والقاصعة والافتخار والأشباح والدرة اليتيمة والأقاليم والوسيلة والطالوتية والقصية والنخيلية والسلمانية والناطقة والدامغة والفاضحة, بل إلى نهج البلاغة عن الرضي, وكتاب خطبه عن إسماعيل بن مهران, وعن زيد بن وهب(الذريعة 7 / 199).

اقول: طبع بعنوان ملحق نهج اللبلاغة عن مكتبة مجلس الشورى.

([124]) ملحق نهج البلاغة برواية احمد بن ناقه الكوفي (477 هـ) تحقيق محمد جعفر الاسلامي  باشراف قيس العطار ـ الطبعة الاولى ـ  مكتبة مجلس الشورى ـ طهران، ص35.

*  المصادر والمراجع  *

1- الطريحي، فخر الدين الطريحي النجفي، (ت1085هـ/1674م) ،مجمع البحرين ومطلع النيرين، تح احمد الحسني، ط2، مكتب نشر الثقافة الإسلامية، (د.م – 1408هـ) .

2- ابن أبي الحديد، أبو حامد عبد الحميد بن هبة الله بن حمد بن الحسين (656هـ /1258 م)،  شرح نهج البلاغة، مراجعة وتصحيح: لجنة أحياء الذخائر، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لا. ت .(5 اجزاء).

3- الزمخشري: أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الخوارزمي ( ت 538 ﻫ ) ،الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل / مصطفى البابي الحلبي, مصر, 1385 ﻫ - 1966 م.

4- ابن حجر العسقلاني: احمد بن علي بن محمد ( ت 852هـ/1448م ) ،المطالب العالية، تحقيق: التويجري،  المملكة العربية السعودية-الرياض، دار العاصمة، د . ت

5- الكليني، أبو جعفر محمد بن يعقوب ( - 328 أو 329 هـ‍ـ )، الكافي،  دار الكتب الإسلامية، طهران، 1375 ه‍ .

6- ابو زهرة، في تاريخ المذاهب الإسلامية، القاهرة، د.ت.

7- عرفان عبد الحميد، دراسات في الفرق والمذاهب،طبع بيروت.

8- الراغب الأصبهاني أبو القاسم الحسين بن محمد ( ت502 هـ)، المفردات في غريب القرآن،  تحقيق محمد سيد كيلاني، دار المعروف للطباعة والنشر مع ملاحضات العاملي .

9- الطبرسي: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب(560هـ)،الاحتجاج, تحقيق: محمد باقر الخرسان, دار النعمان للطباعة والنشر. 

10- البحراني، السيد هاشم بن السيد سليمان (؟ - 1107 هـ‍) تفسير البرهان، مؤسسة إسماعيليان،  قم، ( من طبعة سنة 1375 هـ‍ ).

11- الصدوق: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ،(ت 381 هـ) التوحيد, منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات, بيروت – لبنان.

12- كمال الدين واتمام النعمة، ا، الناشر طليعة النور، ط1، 1425هـ .

13- القمي: علي بن إبراهيم، تفسير القمي, منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ط1, بيروت – لبنان,  1412 هـ .

14- البرقي احمد بن محمد بن خالد (ت274)، المحاسن، تحقيق: السيد جلال الدين الحسيني ـ دار الكتب الاسلامية.

15- الصفار، ابو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ، ت 290 هـ، بصائر الدرجات الكبرى، تقديم وتعليق وتصحيح الحاج ميرزا محسن كوچه باغي، نشر مؤسسة الأعلمي، طهران.

16- الخوئي، السيد أبو القاسم بن علي أكبر الموسوي ( 1317  ) معجم رجال الحديث  ، منشورات مدينة العلم، قم ( الطبع في بيروت، لبنان، 1403 ه‍ ).

17- الاسترابادي، شرف الدين النجفي، من اعلام القران العاشر الهجري، تأويل الايات  ،مؤسسة الامام المهدي (ع)، قم.

18- ابن جني،أبو الفتح عثمان (ت 392هـ)، سر صناعة الاعراب  ،تحقيق: د. حسن هنداوي، ط1، دار القلم، دمشق، 1985م.

19- الجزري، ابن الأثير المتوفي 606، النهاية في غريب الحديث والأثر ،  تحقيق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي - قم المقدسة 1367 ه‍ . ش .

20- الديلمي، الحسن بن محمد (القرن الثامن)، إرشاد القلوب، ، منشورات الرضي قم، 1398هـ.

21- شبر، العلامة السيد عبد الله، ضياء الثقلين ومطلع النيرين، المؤسسة الشبرية لاحياء التراث، طبع العارف للمطبوعات – بيروت –الطبعة الاولى سنة 2014م.

22- السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر،  الدر المنثور ( 849 - 910 ه‍ )، المكتبة المرعشية، قم، 1404 ه‍ ( من المطبعة الميمنة، مصر، 1314 ه‍ ) .

23-العياشي: النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي(ت/ 320هـ), تفسير العياشي, تحقيق السيد هاشم الرسولي المحلاني, المطبعة العلمية الإسلامية, الناشر المكتبة العلمية الإسلامية, طهران.

24-العسكري، الامام الحسن بن علي العسكري، تفسير الامام العسكري: منشورات مؤسسة الامام المهدي (ع)، قم، الطبعة الاولى 1409هـ .

25- الفيومي، أحمد بن محمد بن علي المقري المتوفى 770، المصباح المنير،  منشورات دار الهجرة - قم المقدسة 1405 .

26- ملحق نهج البلاغة برواية احمد بن ناقه الكوفي (477 هـ) تحقيق محمد جعفر الاسلامي  باشراف قيس العطار- الطبعة الاولى – مكتبة مجلس الشورى –طهران