البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الهفت الشريف، كتاب منحول على الإمام الصادق (ع)

الباحث :  رسول كاظم عبد السادة
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  14
السنة :  السنة الرابعة - شهر ربيع الأول 1439هـ / 2017م
تاريخ إضافة البحث :  January / 11 / 2018
عدد زيارات البحث :  9914
تحميل  ( 466.362 KB )
بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الكريم وآله الطيبين الطاهرين

إنّ أية فرقة وملة إذا أرادت الترويج لمعتقداتها لابد من أن تنسب ما تقول إلى شخصيات معروفة وموثوق بها في المجتمع الذي تريد تسويق تلك المعتقدات إليه، ولما أراد الغلاة نشر أفكارهم لم يجدوا أكثر من اثنين من كبار الشيعة فنحلوهما كتبهم وهما: إمام المذهب الاثني عشري الإمام الصادق (ع)، والمفضل بن عمر فجعلوه ناطقاً باسم الامام، وهذه الحالة قد تكررت لدى الغلاة في أدوار كثيرة ومع اكثر من امام معصوم وذلك بتشكيل هذا الثنائي (جابر- الباقر (ع)) و(المفضل- الصادق (ع)).

(إن معنى المفضل يكمن بشكل أقل في أعماله التاريخية بصفته راوياً عن جابر في الكوفة، بل في إرقائه في فترة لاحقة إلى متلق مزعوم لوحي جعفر الصادق السري: إذ يلعب لدى الغلاة الاوائل دوراً مشابهاً مثلما في الاحاديث القديمة لمعلمه جابر باعتباره موضع سر الباقر، ولم يندر أننا قد تعرفنا على وحي (باقر – جابر)، وقد اسندت ببساطة الى الثنائي (صادق – مفضل)، اذ يغير هكذا الحديث حول الارواح الخمسة الذي ينقله المنخل عن جابر عن باقر تغييراً طفيفاً ويجعل الآن موحى به الى المفضل من جعفر الصادق)([1]).

لقد نقل عن المفضل بن عمر مؤلفات عدّة، جلها يرويها عن الإمام الصادق، إن جميع هذه المؤلفات لم تصلنا مخطوطاتها الأصلية وإنّما أغلبها من مخطوطات القرن ما بعد القرن الحادي عشر الهجري، نعم ذكرت بعض نصوصها في مؤلفات من القرون السابقة على القرن المذكور، لذا سيبرهن البحث أنها منحولة عليه، بل إنّ لغتها وأفكارها متأخرة عن القرن الذي عاش فيه المفضل وربما ترقى الى بدايات القرن الثالث الهجري ومن هذه المؤلفات:

كتاب الهفت الشريف (الهفت والاظلة):

هذا الكتاب من أخطر الكتب التي نسبت الى المفضل بن عمر والإمام الصادق (ع)، وهو يشكل افتراءً كبيراً على مذاهب وفرق إسلامية عدة جميعها تتبرأ مما ورد فيه من نصوص تعد تشويهات مقصودة لمباني العقيدة الامامية النقية من تلكم الخرافات، لذلك سوف تكون وقفتنا معه فيها شيء من الاسهاب لأننا لم نجد من تناوله بحثاً في مضمونه وتحقيقاً في نسبته بشكل تام يكشف الغموض الذي يكتنفه، الا ما كتبه المستشرق الالماني هاينس هالم في كتابه الغنوصية في الاسلام لكن على طريقة المستشرقين التي قد لا توافق مناهج الاسلامين في النظرة إلى التراث الذي يوافق مبادئ العقيدة الاسلامية.

ذكر الطهراني هذا الكتاب في الذريعة رغم أن كتابه مخصص لتصانيف الشيعة قائلاً: الهفت والأظلة: المنسوب إلى المفضل الجعفي في (67) باباً وجدت بين الطائفة المفضلية في سوريا فطبعها عارف تامر ببيروت (1960م) ثم عثر مصطفى غالب على نسخة أخرى منها اسمها (الهفت الشريف) وهي أيضا في (67) باباً لكنها أكبر من نسخة عارف ثأمر، فطبعتها دار الأندلس في سورية(1964 م) في (222 + 10 ص) مع مقدمة لمصطفى غالب زيف فيها نسخة ثامر([2]).

الاختلاف في عنوان الكتاب:

اعتدنا على الاختلاف في عناوين الكتب التي تنسب الى المفضل بن عمر، حدث هذا مع كتابيه التوحيد و الصراط وكذلك مع الهفت.

وهذا الاختلاف تقع تبعته على النساخ للمخطوطات وعلماء الببلوغرافيا، وقد نبّه إلى ذلك المستشرق الالماني هاينس هالم (Halm (Heinz([3]) قائلاً:

تتواتر الطائفتان النصيرية (العلوية) والاسماعيلية في سورية كتاباً يحمل عنواناً يدعو للاستغراب نصفه عربي ونصفه الآخر فارسي:(كتاب الهفت الشريف) (كتاب السابوع الشريف) ([4]) (من الفارسية: هفت =سبعة)، أو(كتاب الهفت والاظلة)، ويرد كذلك العنوان: (كتاب الاشباح والاظلة) ([5]).

وجاء عنوان الكتاب عند كاتافقو، عدد (1)، بعنوان: (كتاب الهفت الكبير للإمام جعفر الصادق )، وعند ما سينيون، عدد (5)، بعنوان كتاب الهفت، نقلا عن سليمان الاذني في الباكورة ص 32، 59، 61. وذكره هالم (Halm) في المنسوبات الى المفضل، عدد (5)، بعنوان كتاب الهفت والاظلة) هكذا، وفي ضيائي، عدد 264 كذلك([6]).

حقق الكتاب أولاً عارف ثامر والأب عبده خليفة. وإصدراه عن المطبعة الكاثوليكية ببيروت سنة 1960في طبعة اولى، ثم سنة 1969في طبعة ثانية، ولكن مصطفى غالب([7]) لاحظ تشويها في العنوان والنص. فاعاد التحقيق واصدر الكتاب تحت عنوان (الهفت الشريف) ([8]).

تابع هالم مخطوطة الهفت بين شترتمان ومصطفى غالب ووصف لنا ما حدث عليها من تحقيق وتشويه قال:

ان هذا الكتاب العربي هو رؤيا لنهاية العالم تشبه تلك التي في أم الكتاب([9]): اذ يكشف الامام جعفر الصادق للمفضل بن عمر الجعفي.

صدر النص في طبعتين، وأول تحقيق له كان عام 1960م من قبل العلامة الاسماعيلياً عارف ثامر والاب أ. خليفة اليسوعي في بيروت.

لقد استند تحريره على مخطوط من مدينة مصياف السورية الواقعة على الساحل الغربي لمنحدر نهر العاصي الذي أصبح في سنة( 535/1140م) إسماعيلي وعلى الارجح أنه كان قبل ذلك نصيرياً ([10]) وطبعت الطبعة الثانية في سنة 1970 في بيروت ([11]).

لقد أصدر الاسماعيلي مصطفى غالب النص بعنوان (كتاب الهفت الشريف) في عام 1964كذلك في بيروت، يستند تحقيقه الى مخطوطين سوريين ([12]):

 فقد ذكر أنه عثر على عدد كبير من نسخ هذا الكتاب وبعد أن قام بمراجعة تلك النسخ حسب الاصول العلمية اختار منها هاتين النسختين:

الاولى: من قرية القدموس الواقعة في الجبال شرقي بانياس، وهو مؤرخ بتاريخ الاول من محرم من سنة 1113هـ (8حزيران 1701م)، وهي بخط الشيخ بدر بن حسين بن الحاج حيدر العلوي.

الثانية: وهذا المخطوط – يبدو أنه أحدث – هو جزء من مجموعة مخطوطات اسماعيلية من قرية بري القريبة من سلمية الواقعة إلى الشرق الجنوبي من حماة (511) ([13]).

عثر عليها في بيت الشيخ الاسماعيلي ابراهيم مصطفى في قرية بري الشرقية التابعة لمنطقة سلمية بواسطة ولده الشيخ سليمان ([14]).

ينم التحقيقان عن نص مفسد جدا في بعض مواقعه. ويبدو أن نصاً مخطوطاً من مدينة حمص والذي كان آخر ما كان في حوزة ر. شتروتمان (هامبورغ)، قد نقل بصورة أفضل جدا. لقد ذكره شتروتمان في سنة 1951في مجلة المشرق (Oriens)، مجلد 12، ص90.

وكما يخبر في رسالة موجهة الى مصطفى غالب (512) ([15]) .

فقد كان يجهز لتحرير النص مع ترجمة ألمانية، الا أنه أجل طباعته منتظرا صدور تحقيق غالب، يبدو أن المخطوط تحرير شتروتمان قد فُقد في الحرب. وكما يتضح فقد سلمت أرملة شتروتمان المخطوط نفسه الى مصطفى غالب. الا ان ق. ماديلونغ الذي كان في ذلك الحين مساعدا لشتروتمان في هامبورغ، قد أنجز قبل ذلك فهرسة لكل ضروب مخطوطات شتروتمان، بالمقارنة مع تحقيق تامر/خليفة ط 1، تم انهاء نسخ هـ ش في الاول من ربيع الثاني لعام 1230(11اذار 1815م)في حمص وناسخها هو (الشيخ حيدر بن الشيخ عبيد بن الحاج حيدر) ([16]).



مفردة الهفت ودلالتها :

ومفردة (الهفت) وردت في حديث للإمام الباقر مع زرارة بن أعين ذكره الكشي باسناد عن محمد بن مسعود، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن حمران، قال: حدثني زرارة قال، قال لي أبو جعفر (ع) حدث عن بني إسرائيل ولا حرج قال: قلت جعلت فداك والله ان في أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم قال: وأي شي هويا زرارة ؟ قال: فاختلس من قلبي فمكثت ساعة لا أذكر ما أريد قال لعلك تريد الهفتية؟ قلت نعم قال: فصدّق بها فإنها حق([17]) .

وقد وردت في نسخة مطبوعة أخرى من رجال الكشي بلفظ(الغيبة) ([18]).

أما في الخرايج فقد وردت بلفظ (التقية).

عن زرارة قال أبو جعفر (ع): حدث عن بني إسرائيل ولا حرج. قلت: إن في حديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم. قال: وأي شيء هو ؟ ! فكأنه اختلس قلبي، فكنت أفكر ساعة لا أدرك ما أريد فقال: لعلك تريد التقية ([19])؟! قلت: نعم. قال: صدق بها فإنها حق ([20]).

وذكر المعلق([21]) على الكتاب تفسيراً غريبا للهفتية وأضاف لفظا آخر للمفردة قائلا: الهفتية بالهاء المفتوحة ثم الفاء ثم التاء المثناة من فوق ثم ياء النسبة المشددة أي ملمة تتهافت منها القلوب فتتساقط العقائد ويهتاج منها تهاوش الوساوس في الصدور وتثاور الشكوك في الاعتقادات. وفي بعض النسخ (الهفتية) بكسر الفاء وإسكان الياء المثناة من تحت قبل التاء المثناة من فوق على الفعيلة بمعنى الفاعلة. قال في مجمل اللغة: التهافت تساقط الشيء شيئا شيئا، وتهافت الفراش في النار تساقط، وكل شيء انخفض واتضع فقد هفت وانهفت، ووردت هفيتة من الناس أقحمتها السنة أي ساقطة. وفي الصحاح: هفت الشيء هفتا وهفاتا، أي تطاير لخفته، وكل شيء انخفض واتضع فقد هفت وانهفت، والتهافت التساقط قطعة قطعة ويقال، وردت هفيته من الناس للذين أقحمتهم السنة ([22]). وفي القاموس: المفهوت المتحير([23]). والهفتية أو الهفتية في هذا الحديث هي غيبة القائم المنتظر (ع) غيبة طويلة وحيرة تتوحر منها الصدور في الاستيقان وتنزلق منها الاقدام عن الاستقامة، وتتحير في تماديها الأحلام والبصائر، كما قد ورد في اخبار كثيرة جمة ([24]).

سبب التسمية:

تشير كلمة الهفت الى رقم (7) الذي هو العمود الفقري لبناء مادة الكتاب فهناك السماوات السبع والحجب السبع والجنات السبع ([25]) والأدوار والتراكيب المسوخية السبعة([26]) و معرفة السبعة الآدميين([27])

لكن مؤلفه يشير في آخر الكتاب إلى أن اسم الكتاب مأخوذ من موضوع علمه يقول: وتسمى بكتاب الهفت الشريف لأنّه خبر ابتداء الخلق وكيف أصلها، وعن انتهائها وكيف فصلها، ونقل النفوس من حال الى حال بموجب الهداية والنهاية([28]) والظاهر أنه نظر في هذا الكلام إلى شرافة العلوم الأولى وعلل تسميته بالشريف بها لا الهفت كما لايخفى.

أما تسميته بالاظلة ([29]) فلأنّه تناول في أول أبوابه معرفة الأظلة والأشباح وكيف أدبهم وعرفهم نفسه ([30]) ومعرفة الأرواح النورانية ([31]).

وأما تسميته بالاشباح والأظلة، فكسابقه ويضاف إليه أنه أفرد فصلاً في آخر الكتاب بعنوان( فصل في معرفة الأشباح والأظلة) ([32]).



مذهب مؤلف الكتاب :

وقع النزاع في نسبة هذا الكتاب بين الطائفتين (الإسماعيلية والنصيرية (العلويون).

إن أول من نشر الكتاب ـ كما مر ـ محقق ومنظر إسماعيلي هو مصطفى غالب وقد نسب الكتاب غالى النصيرية قائلا في مقدمته :

في مطلع عام 1958 ميلادية طلب إلي المستشرق الألماني الكبير البروفسور (شتروتمان) ([33])أن أعيره نسخة خطية من الكتاب( الهفت الشريف) الذي كان في ذلك الوقت يعمل على نشره و تحقيقه في (هامبورغ).. . وأعلمني أيضا أن النسخة التي يملكها قد ابتاعها من مدينة حمص السورية، وبنفس الرسالة([34]) أكد الاستاذ الكبير إن هذا الكتاب هو من كتب الإسماعيلية السرية، ولما كانت مكتبتي الخاصة تحوي على نسخ عدّة من الهفت فقد لبيت طلبه وأرسلت له النسخة المطلوبة بعد أن بينت له موضحاً بأنّ الهفت لا يمت إلى الإسماعيلية بأية صلة، بل هو من الكتب النصيرية السرية، لأنه بالواقع يضم نظريات تلقي ضوءاً على معتقدات الفرقة النصيرية، وبالطبع ذكرت له أن هذا الكتاب بحد ذاته لايحوي إلا الخرافات التي لايقرها أي شيعي يستقي تعاليمه من معين أهل البيت ويهتدي بهديهم([35]).

وبت أنتظر رد الاستاذ ورأيه الأخير بالموضوع، وبالفعل ما أن تلقيت منه رسالة قبل وفاته بأشهر عدّة يؤيد فيها رأيي ويشكرني على إلفات نظره إلى هذه الناحية الهامة.

وراحت الأيام تدور، و إذا بي أفاجأ بكتاب معروض في الأسواق أصدرته المطبعة الكاثوليكية في بيروت سنة 1960 م على حساب دائرة (البحوث و الدراسات بإدارة معهد الآداب الشرقية) عنوانه (الهفت و الأظلة) المنسوب إلى المفضل بن عمر الجعفي، و قد قام بتحقيقه و التقديم له عارف ثامر([36]) و الأب أ. عبده خليفة اليسوعي.

الله.. الله..

كيف تبدل عنوان الكتاب بهذه السرعة الصاروخية([37]) من الهفت الشريف إلى الهفت والأظلة؟ فقلت لنفسي: ربما كان هذا كتابا آخر، أم أن هنالك بعض النسخ المخطوطة تحمل هذا العنوان. فرحت أبحث و أنقب خلال ثلاث سنوات حتى تمكنت من الاطلاع على أكثر من ثلاثين مخطوطة، و قد جاءت كلها بعنوان واحد هو (الهفت الشريف).. . فأخذت أراجع النسخ المطبوعة و أطابقها على نصوص النسخ الخطية فوجدت مع الأسف الشديد بأن التلاعب و التزوير قد وقع بالفعل، و لما كنت أحرص على أن يكون المؤرخ أو العالم أو المحقق متصفاً على الأقل بالأمانة العلمية و الدقة والاخلاص والتجرد و النزاهة، فقد عمدت الى تحقيق الكتاب مشيراً الى الزيادات والتحريفات بقدر الامكان.

ثم يخاطب الأستاذ غالب الأستاذ ثامر بالقول: نحن لا ننكر الخدمات التي قدمتها للمكتبة الإسماعيلية حيث قامت بنشر و تحقيق بعض المؤلفات بالرغم من أنها جاءت مشوهة مقلوبة رأسا على عقب، و بصراحة أقول: اننا نفضل ألف ألف مرة أن تبقي تلك الآثار في طي الكتمان و الإهمال على أن تتناولها الأيدي مبتورة. تلاعب التحقيق بنصوصها و حتى بعناوينها([38]).

ولذلك قام مصطفى غالب بكتابة مقدمة مطولة في تاريخ العلويين وعقائدهم كتعريف بالكتاب الذي ينسب إلى هذه الطائفة وذلك من خلال(فطرة المنصان)([39]) وهي مخطوطة علوية عثر عليها ([40]).

إلا أنه بعد أن نبهه أحد علماء العلويين إلى أن الهفت ليس من كتبهم عاد فحذف هذه المقدمة واقتصر بها على التعريف بالكتاب ومخطوطاته وعتبه على عارف تامر فقط وذكر ذلك في مقدمته قائلا:

لابد من الإشارة إلى أن كتاب (الهفت الشريف) الذي نسبناه في طبعته الأولى عن طريق السهو إلى طائفة شقيقة نجلها ونقدرها، قد تبين لنا بعد دراسة وتمحيص انه ليس من كتبها أو كتب غيرها، ولا يمكننا أن نقطع بماهية المعتقدات التي يجسدها، وفي نهاية المطاف لايسعنا إلا أن نقدم جزيل الشكر والامتنان لصديقنا الشيخ الجليل عبد الرحمن الخيرّ ([41]) الذي لفت نظرنا لهذه الناحية ([42]).

والحقيقة إنا نقطع بعدم إسماعيليته لأنه يحتوي على نصوص صادرة عن الأئمة بعد الإمام الصادق (ع)، والتي لاينبغي لمؤلف إسماعيلي أن يوردها لعدم اعتقاد الإسماعلية بهؤلاء الائمة :.

ويؤكد هالم أن الكتاب ليس إسماعيلياً ولا يقطع بنصيريته تماماً يقول :

(من البديهي أن مضمون الكتاب لا يمت بعلاقة مع التعاليم الإسماعيلية، إذ إنّه يعد بكل وضوح في تراث النصيرية، لقد ذكره المرتد النصيري سليمان أفندي الاضني([43]) الذي كشف في كتاب طبع عام 1863م في بيروت عن أسرار معتقدات أبناء طائفته، مرات عدّة بعنوان (كتاب الاظلة)([44]).

ولكن الأمر لا يتعلق كذلك بكتاب نصيري بالمعنى الصحيح، إذ إنّ الميزات المهمة غير المتغيرة للعقيدة النصيرية ناقصة تماما أو تظهر فقط في إضافات ألحقت به. أشار ق. ما ديلونغ غالى أن ثمة كتاب عنوانه(كتاب الاظلة) ([45])ينحل إلى المؤلف النصيري المعروف أبي سعيد ميمون الطبراني (المتوفى عام 426هـ /1035م)([46]).

لكن إن كان حقا هو مصنف نصنا فسيفترض على المرء أن يجد فيه بطبيعة الحال نموذج تعاليم النصيرية المتبلور تبلوراً تاماً الذي نعرفه من كتبه الأخرى والذي ينعدم وجوده في (كتاب الهفت والأظلة)، وعلى كل حال يمكن أن يكون الطبراني محرر الكتاب اذ إن النص الذي بين أيدينا ـ مثله كمثل نص أم الكتاب ـ ليس متجانساً: إذ تتقدم الرؤيا الأصل المشيرة إلى نهاية العالم، أي: أجوبة الإمام جعفر الصادق على أسئلة المفضل (الابواب 1-59)، مقدمة نصيرية واضحة، وعلاوة على ذلك ذيل بنواة النص مجموعة من أحاديث الغلاة تحتوي على متوازيات وضروب لنص الكتاب، أن نواة (كتاب الهفت والأظلة) هي كتاب قديم يتمحور في محيط الغلاة الكوفيين يمكن بشيء من التأكيد الكشف عن مؤلفه([47]).

لكن أحمد علي رجب يؤكد عدم نسبته للعلويين في تعليقته على بحث الدكتور آلان نيميه حول العلويين حين نسب كتاب الهفت والأظلة إلى المفضل بالقول :كتاب الهفت والأظلة المنشور ليس من كتب العلويين مطلقاً والذي نشره وحققه ليس علوياً، اما كتاب (الهفت والأظلة) أو (الأشباح والأظلة) فمذكور في ضمن مؤلفات العلويين وكتبهم لكنه مفقود([48]).

وما دام الكتاب قد تبرأ من مضمونه الطوائف الثلاث: الامامية والإسماعيلية والنصيرية فلا يُعدّ ما ورد فيه حجة أو دليلاً للاتهام، وقبل كلّ ذلك ثبت أنه منحول قطعاً على المفضل لذا يرى أسد حيدر:

(من المؤسف أن يكون الفصل في تقرير أهمية النص أو صحته بأيدي المستشرقين، فيلجأ اليهم في تحديد واقعية النصوص و ربما العقائد. و الغريب أن يكون لهذا الهفت الساقط نسخ عدّة و كثيرة، و مهما كانت المكانة التي يحتلها الكتاب، فان وجود مثل هذه النصوص أمر غير محسوم من جهة الإسماعيلية و الفرق الباطنية الأخرى بدلالة ما وقع بين الأستاذين بهذا الخصوص و نحن استشهدنا بأقوال الأستاذ غالب في مؤاخذته على الأستاذ ثامر لإظهار ما عليه الأخير من عدم التثبت و عدم الدقة.

 أما الناحية الأخرى و هي المهمة فان لهذه النصوص وجوداً و أثراً في الحياة الدينية للفرق الباطنية لأنها تتفق مع نمط العقائد و طريقة العلاقات و المراسيم، و لذلك من الصعب أن يحكم الإنسان على إغفالها من قبل الإسماعيلية أخذاً بأقوال الأساتذة من الإسماعيلية، و إنه لمما يحز في النفس حقيقة أن تبقى عناوين الأغلفة بعباراتها، و تظل أسماء هذه الكتب بألفاظها)([49]).

ولابد من التنبيه على أن ما جاء في الهفت من مرويات له علاقة وطيدة بما جاء في كتاب الصراط([50]) إلى حد أننا نظن أن كتاب (الصراط) وكتاب (الهفت الشريف) قد خرجا من منشأ واحد وإن (الصراط) أصل لـ (الهفت).

والكتاب يدور على محورين متلازمين رغم أبوابه السبعة والستين وهما مسألة خلق الكائنات بدءاً وتكويناً، وتنقل المؤمنين والكفار في الأكوار والأدوار ومختلف الهياكل والقمصان، ويفيد المحوران في فهم صفة الاعتقاد والوقوف على نظام الكون ومعرفة وجه الترقي وإدراك كيفية الإخلاص([51]).

الأدلة على براءة المفضل والإمام الصادق من الكتاب:

الكتاب محاولة للانتصار لمذهب من وضعه وأراد له أن يكون رائجا فانحله للإمام الصادق (ع) برواية المفضل بن عمر والكتاب فيه روايات تدل على بطلان هذه النسبة قطعا من وجوهٍ عدّة:

أولاً: شبهة عدم قتل الحسين (ع)، و هذه الشبهة ظهرت في الكوفة أولاً وروج لها الغلاة كثيراً، ولعل كتاب الهفت من أهم مصادرها الذي وصل إلينا ولنذكر أولا نص الشبهة من الهفت ثم نذكر الأدلة على بطلانها.

قتل الحسين من الهفت الشريف:

الباب الأربعون: في معرفة قتل الحسين على الباطن في زمن بني أمية([52]).

قال المفضل أخبرني مولاي، عن قصة الحسين كيف اشتبه على الناس قتله وذبحُه كما اشتبه على مَنْ كان قبلَهم في قتل المسيح، قال الصادق: يا مفضل هذا سر من أسرار اللّه أشكله على الناس فعرفه خاصة أوليائه وعباده المؤمنون المختصون من خلقه. إن الإمام - يدخل في الأبدان فمنهم شقي طوعاً وكرهاً ويخرج منها إذا شاء طوعاً وكرهاً كما ينزع أحدكم جُبّته وقميصه بلا تكلفة ولا ريب، فلما اجتمعوا على الحسين ليذبحوه، خرج من بدنه ورفعه اللّه إليه، ومنع الأعداء منه، وقد سخط سخطة جبار عنيد ولا تقوم بعظمته السموات والأرض والجبال، إنه قادر سبحانه أن يعاجلهم العذاب، ولكنه حليم ذو بأس لا يخشى القوة. ولا خلف لوعده ولا معقب لحكمه كما وصف سبحانه، إنه يقول ما يشاء ويظهر في حجاب ما يشاء، وإنما يعجل من يخاف القوة، فأما اللّه إذا أراد أن يخلق شيئاً يقول له: كن فيكون، فإنه تعالى لا يعجل العقوبة، وأن الحسين لمّا خرج إلى العراق وكان اللّه مُحتجباً به وصار لا ينزل منزلاً صلوات اللّه عليه إلا ويأتيه جبريل فيحدثه حتى إذا كان اليوم الذي اجتمعت فيه العساكر عليه واصطفت الخيول لديه وقامت الحرب، حينئذ دعا مولانا الحسين جبريل، وقال له: يا أخي من أنا ؟، قال: أنت اللّه الذي لا إله إلا هو الحي القيوم والمميت والمحي، أنت الذي تأمر السماء فتطيعك والأرض فتنتهي لأمرك والجبال فتجيبك والبحار فتسارع إلى طاعتك وأنت الذي لا يصل إليك كيد كائد ولا ضرر ضار. . قال الحسين: يا جبريل. قال جبريل: لبيك يا مولاي. قال الحسين: أفترى هذا الخلق المنكوس تحدثهم أنفسهم أن يقتلوا سيدهم لضعفهم ؟

ولكنهم لن يصلوا إلى ذلك، ولا إلى أحد من أولياء اللّه، كما أنهم لن يصلوا إلى عيسى وإلى أمير المؤمنين علي، ولكنهم عملوا ذلك ليحل. عليهم العذاب بعد الحجة والبيان. قال الحسين: يا جبريل، انطلق إلى هذا الملعون الضال الجاحد المنكوس، وقل له، من تريد أن تحارب ؟

قال: فانطلق جبريل في صورة رجل غريب مجهول، فدخل على عمر بن سعد وهو جالس على كرسيّه بين قواده وحراسه وأبوابه، فخرق صفوفهم حتى وصل إليه ووقف بين يديه. فلما نظر إليه عمر بن سعد ارتاب منه، وارتعب وقال له ؟ من أنت ؟ قال جبريل: أنا عبد من عبيد اللّه جئت أسألك عمن تريد أن تحارب ؟ قال: أريد أن أحارب الحسين بن علي، وهذا كتاب عبيد اللّه بن زياد يأمرني فيه أن أقتل الحسين بن علي وأوجه إليه رأسه واعتزل العسكر. فقال له: ويحك تقتل رب العالمين وإله الأولين والآخرين وخالق السموات والأرض وما بينهما. فلما سمع عمر بن سعد ذلك أخذه الخوف وقال لقوّاده: خذوه، فتبادروا إليه بالأعمدة والسيوف قال: فتفل في وجوههم تفلةً خرّوا على وجوههم من أثرها منكوسين، وخرّ الملعون ابن سعد على وجهه من فوق كرسيّه منكوساً !، فلما أفاق وأصحابه إذا بجبريل قد خرج، ولم يروا شيئاً فازداد عمر بن سعد رعباً وخوفاً، ونظر إلى أصحابه وقال الويل لكم هل سمعتم بمثل ما مرَّ عليكم وهل رأيتم مثل ما رأيتم ؟ قالوا: ما رأينا ولا سمعنا أن رجلاً يدخل على ملك مثلك له بوابون. وحجاب وعسكر وقواد، فيدخل عليه رجل غريب لا يعلم ولا يشعر به أحد حتى يتمثل بين يديك ويتكلم بمثل ما كلمك به، ثم هممت وهممنا أن نأخذه ونقتله تفل في وجوهنا تفلة فخررنا باهتين، فقال اللعين عمر بن سعد: أخبروني ما هذا وكيف العمل ؟ فتكلم شيخ من الحـاضرين ، وقـال : أصلح الله عملك أيها الأمير لا يهولنك ما رأيت فربما يكون إبليس اللعين قد تزيّا لنا ولك، كي يخوفنا. فقال عمر: ويحكم إن إبليس من أحد أعواننا، ونحن من حزبه وجنده متفقين على قتل ابن بنت رسول اللّه، فكيف يخوننا ويروعنا ؟ وأما أمر هذا الرجل فقد أخلج صدري وأشغلني عن أمري، فقال رجل من القوم: أصلح اللّه الأمير إنه تحقق عندي معرفة ذلك الرجل، ولا يعرفه غيري. قال: هات ما عندك قال الرجل: إن الحسين وأبيه كانا يشتغلان بشيء من السحر ولا بد قد بلغك عن عليّ شيء كثير من هذا الفن، وكان يزعم أن سحره دلالة. قال: صدقت وأصبت، قد بلغني عنه شيء من ذلك السحر ولا يمكن أمرنا هذا إلا إلى السحر وما ذكرته إلى هذه الساعة ولولا أن تكون قد ذكرتني من سحره لكان قد بدا لي عند محاربته، وكنت قد هممت باعتزالي، ولكن ائتوني بقوسي فقد قوي قلبي وذهب عني رعبي، وأشهدكم علي أنيّ بريء مما كان عليه علي بن أبي طالب وما عليه ولده الحسين ثم رمى سهمه، وقال إلى رجاله وعسكره: إني أول من يرمي سهمه في عسكر الساحر. وأمر الناس أن يتهيّأوا بسلاحهم إلى قتال ابن بنت رسول اللّه. وكان أول من طلعت طلائعه رجلان حبشيان عظيمان وكأن عيونهما الجمر فلما نظرهما الحسين قال: يا جبريل، أريد أن تأتيني بهذين الرجلين في تراكيبهما في المسوخية. فحينئذ مدَّ جبريل يده فأخذهما عن ظهر فرسيهما. فأحضرهما بين يدي مولانا الحسين. فإذا هما كبشان أملحان. قال: فهتف الحسين هتفة وقال ؟ ارجعا إلى ما تعرفان به، فإذا هما رجلان أسودان ملعونان في دماغ كل واحد منهما حديدة فإذا هي تدخل في دماغ كل واحد منهما وتخرج من دبره. قال الحسين: يا أخي يا جبريل، من هذان اللعينان، قال: يا مولاي، هذان سعد ومعاوية. قال الحسين: قرّبا مني أيها اللعينان، قال: كيف رأيتما عذابي ونقمتي في مسوخيتكما ؟ قالا: لقد رأينا أشدّ العذاب. فأخرجنا من المسوخية إلى الأبدان البشرية فقد عرفنا سبيل الحق، فارحمنا برحمة منك، يا أرحم الراحمين.

قال: لا رحمكما الله، هذا لكما، ومردودين ألف سنة بالمسوخية في قالب بعد قالب أشدد عليكما عذابي ونكالي جزاءاً لما كسبتما. فقالوا: العفو اغفر لنا، فقال: لا غفران لكما ولا رحمة، فإن رحمتي وعفوي للأولياء والأصفياء، وإن نقمتي وبأسي ونكالي لأعداء الله الظالمين. .. ثم صاح بهما صيحة فساحا في الأرض

قال المفضل: يا مولاي إلى أين ذهبا ؟

فقال الصادق: قد عادا إلى أصحابهما يقاتلان الحسين

قال المفضل: يا مولاي، هل كان أحد مع الحسين يومئذ من الموحّدين المؤمنين ؟

قال الصادق: كان معه مؤمن مُوّحد وستراه معنا.

قال: وحضر أبو الخطاب.

فقلت: اسمع يا أبا الخطاب ما يقول مولاي الصادق.

فقال أبو الخطاب: نعم كنت أنا معه.

ثم رجع مولانا جعفر الصادق إلى حديثه. فقال: إن الحسين لما أحدقوا به طلب جبريل وميكائيل وإسرافيل فأجابوه: لبيّك ربنا !‍‍! فقال: اعتلوني إلى الهواء. فأعلى الحسين غلامه جبريل ثم تلا قوله: ﴿لَا يؤمِنُونَ بِهِ حَتّى يَرَوا العَذَابَ الألِيمْ﴾. ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر، قال المفضل: يا مولاي أكان أصحاب الحسين يرون جبريل ؟

قال الصادق: نعم ويرون ميكائيل وإسرافيل وأنا أراهم وأنت تراهم.
قال المفضل: يا مولاي وأنا أرى جبريل وإسرافيل وميكائيل؟

قال: نعم

قلت: يا مولاي في صورة واحدة أم في صور شتى ؟

قال (ع): بل في صورتنا.

قال المفضل: يا مولاي متى رأيت جبريل ؟

قال: رأيته اليوم

قال المفضل: وأين ؟

فقال: في منزلنا هذا.

قلت: وفي أي وقت ؟

قال الصادق: في ساعتك هذه أتحب أن يكلمك ؟

قلت: أي واللّه

قال: يا أبا الخطاب أنت جبريل ؟

فقال أبو الخطاب: واللّه أنا جبريل. وأنا واللهّ الذي وجّهني الحسين (ع) إلى الملعون عمر بن سعد، وأنا الذي كلمته وأكببت وجهه في النار هو وأصحابه أجمعهم، وأنا المتولّي بعذابهم بأمره، وأنا صاحب آدم الأول وأمرني فهتفت بالخلق هتفة واحدة، فقطعت منهم الأوصال وأوثقتهم بالسلاسل والأغلال، وأنا صاحب نوح ودعوة قومه إلى عبادة اللّه ووحدانيته فلم يقروا فغرقتهم بالطوفان، وأنا صاحب إبراهيم حين جحدوه ورموه بالنار، وأنا واللّه كنت معه فما أصابني وإياه حر النار، وأنا صاحب دانيال والتابوت والصحف وأنا واللّه كتبتها بيدي وخطي وأنا لم أشك قط ولا أشك أبداً في ربوبيته، وأنا صاحب موسى وعيسى ومحمد، وأنا أبو الخطاب وأبو الطيبات !! وأنا بين يدي كل إمام في كل عصر وزمان على صور مختلفة وأسماء مختلفة، وأنا مع القائم بين يديه أنسف الظالمين بسيفه ويأمرني فأطيعه، وأنا أحيي وأميت وأرزق بأمر ربي

ثم أقبل رجلان لم أعرفهما. فقال الصادق: أتعرف هذين ؟

قلت: لا، يا مولاي.

قال: هذا ميكائيل وإسرافيل، أحدهما كان في المشرق والآخر كان في المغرب.
قلت: يا مولاي فما كانا يصنعان؟

فقال: وجهتهما في حاجة !!، قال: هل كان معك يا أبا الخطاب على عهد رسول اللّه وعلى عهد أمير المؤمنين علي ؟

قال أبو الخطاب: نعم وعلى عهد عيسى وموسى وإبراهيم ونوح.

ومن قبل كانا على عهد آدم (ع)

قال المفضل: جلّ ربي ما أعظم شأنه. . فنظر إلي مولاي الصادق

وقال لي: يا مفضل لقد أعطيت فضلاً كثيراً وتعلمت علماً باطنَاً، فعليك بكتمان سر الله ولا تطلع عليه إلا ولياً مخلصاً فإن فشيته إلى أعدائنا فقد أعنت على قتل نفسك.

قلت: إنني سوف أفعل ذلك. وإنني يا مولاي رأيتُ العجب من كتمان هذا الخلق والبشر وكيف توصينا وتأمرنا بكتمانه ؟

قال: يا مفضل إن الله عز وجل أحب سبحانه أن يعبد سراً !!

قلت: صدقت يا مولاي وسيدي، والحمد لله رب العالمين ([53])

انّ هذه الشبهة واهية من وجوه  عدّة:

الوجه الأول: كون الكتاب موضوعاً وباطلاً وخرافة كما قدمنا من آراء العلماء فيه.

 الوجه الثاني: نسبة هذا الكلام غالى الإمام الصادق (ع) برواية المفضل متهافت من حيثيتين:

الأولى: رواية عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الإمام الصادق (ع) في الرد على من يقول بمثل هذه المقالة: حيث قال: قلت لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع): يا ابن رسول الله... فكيف سمت العامة يوم عاشوراء، يوم بركة فبكى (ع) ثم قال: لما قتل الحسين (ع) تقرب الناس بالشام إلى يزيد فوضعوا له الأخبار وأخذوا عليه الجوائز من الأموال فكان مما وضعوا له أمر هذا اليوم وانه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن إلى الفرح والسرور والتبرك والاستعداد فيه حكم الله مما بيننا وبينهم قال: ثم قال (ع) يا ابن عم وان ذلك لأقل ضررا على الإسلام وأهله وضعه قوم انتحلوا مودتنا وزعموا أنهم يدينون بموالاتنا ويقولون بإمامتنا زعموا أن الحسين (ع) لم يقتل وانه شبه للناس أمره كعيسى بن مريم فلا لائمة إذن على بني أمية ولا عتب على زعمهم، يا ابن عم من زعم أن الحسين (ع) لم يقتل فقد كذب رسول الله (ص) وعليا وكذب من بعده الأئمة : في أخبارهم بقتله، ومن كذبهم فهو كافر بالله العظيم ودمه مباح لكل من سمع ذلك منه. قال عبد الله بن الفضل: فقلت له يا ابن رسول الله فما تقول في قوم من شيعتك يقولون به ؟ فقال (ع) ما هؤلاء من شيعتي واني برئ منهم (كذا وكذا وكذا وكذا إبطال القرآن والجنة والنار) قال: فقلت فقول الله تعالى ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾([54]) قال: إن أولئك مسخوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا، وان القردة اليوم مثل أولئك، وكذلك الخنازير وساير المسوخ، ما وجد منها اليوم من شيء فهو مثله لا يحل ان يؤكل لحمه. ثم قال (ع): لعن الله الغلاة والمفوضة فإنهم صغروا عصيان الله وكفروا به وأشركوا وضلوا و أضلوا فرار من إقامة الفرائض وأداء الحقوق ([55]).

الثانية: رواية المفضل الأخبار بفضل زيارة الإمام الحسين (ع) في مرقده بكربلاء فإذا كان يعتقد بمقتله فلمن يزور؟ ومن هذه الروايات :

عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عبد الله بن العباس، عن رسول الله (ص) - في حديث فيه فضل زيارة الحسين (ع)، إلى أن قال: ألا وإن الإجابة تحت قبته، والشفاء في تربته، والأئمة : من ولده ([56]).

وعن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عبد الله بن العباس، قال: دخلت على رسول الله (ص) والحسن على عاتقه، والحسين (ع) على فخذه يلثمهما ويقول:. اللهم وال من والهما، وعاد من عاداهما. ثم قال:. يا ابن عباس كأنني أنظر شيبة ابني الحسين تخضب من دمه، يدعو فلا يجاب، ويستنصر فلا ينصر. قلت: ومن يعمل ذلك ؟ قال: شرار أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي. ثم قال: يا ابن عباس، من زاره عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة، وألف عمرة، ألا ومن زاره فقد زارني ومن زارني فكأنما قد زار الله، وحق الزائر على الله أن لا يعذبه بالنار ([57]).

ولقد نقلنا بعض الزيارات التي رواها عن الإمام الصادق 7 في المسند كتاب المزار.

الوجه الثالث: تأكيد الأئمة : بان هذه الشبهة من وضع الغلاة ولعن من يدين لله بها وإن هؤلاء كذّابون بل كفّار وضُلّال.

ونجد أن الامام الرضا يبطل احتجاجهم القرآني على هذه الشبهة بما نقله عنه الهروي يقول: قلت: يا ابن رسول الله إن في سواد الكوفة قوم يزعمون أن الحسين بن علي لم يقتل وأنه القي شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم (ع)، ويحتجون بهذه الآية ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾([58]). فقال: كذبوا عليهم غضب الله ولعنته، وكفروا بتكذيبهم لنبي الله في اخباره بأن الحسين بن علي (ع) سيقتل والله لقد قتل الحسين وقتل من كان خيراً من الحسين أمير المؤمنين والحسن بن علي، وما منا إلا مقتول، وأنا والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني، أعرف ذلك بعهد معهود إلي من رسول الله، أخبره به جبرئيل عن رب العالمين. وأما قول الله عز وجل: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا﴾ فإنه يقول: ولن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة، ولقد أخبر الله عز وجل عن كفار قتلوا النبيين بغير الحق، ومع قتلهم إياهم لم يجعل الله لهم على أنبيائه سبيلا من طريق الحجة ([59]).

ثم بعد ذلك يحسم هذا الأمر خاتم الأوصياء الإمام المهدي (ع) في توقيع شريف ليسد الباب على أهل كل زمان ممن يريد خداع الناس بمثل هذه الشبهات، ففي التوقيع الشريف المروي عن الكليني عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمد بن عثمان العمري ; أن يوصل إلي كتابا سألت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (ع) : أما ما سألت عنه - أرشدك الله وثبتك - من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم أنه ليس بين الله وبين أحد قرابة، من أنكرني فليس مني، وسبيله سبيل ابن نوح (ع)، أما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف (ع)، (إلى أن قال). وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله - تعالى ذكره - وكذب الوقاتون. وأما قول من زعم أن الحسين لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال. وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم ([60]).

الوجه الرابع: الرواية مخالفة لمئات الروايات التي تتحدث عن قتل الحسين وانتهاك حرمته وفضل زيارته في مرقده وذكر وقائع المعركة التي انتهت بشهادته وتعين قاتله وطريقة القتل حتى آخر لحظة من عمره الشريف لعن الله قاتله في الدنيا والآخرة، كما أنها تعارض الحقيقة المدونة في أغلب كتب التاريخ والرجال حول مقتله وما ترتب بعد ذلك.

نصوص في الهفت توافق ما جاء في كتب الإمامية:

 ثمة نصوص وردت في الهفت الشريف نجد ها مشابهة لبعض النصوص في كتب الامامية المعتبرة ونصوص أخرى موجودة إلا أنها في أصول ليس باعتبار الطائفة الأولى، ومن هذه النصوص:

حديث أبي إسحاق الليثي الذي يتعلق بمسألة الخلط واللطخ والطينة الاولى([61]) وقد زاد عليه مؤلف الهفت على لسان الامام الباقر: والى من مكر حقنا نحن الائمة، أولياء الله، لا يفتر علينا من علمه شيء، لافي الارض ولا في السماء نحن يد الله وجنبه ونحن وجه الله وعينة، وأينما نظر المؤمن يرانا، إن شئنا شاء الله ولا تلقه الى أهله، والحمد لله الذي اصطفانا من طينة نور قدرته، ووهبنا سر علم مشيئته، وامرنا بان نعرف شيعتنا حق حقيقة معرفة امانته، ونخلص نفوسهم من كدر العذاب بولايته، ونحتم لهم في إيمان الهداية بالنداء الى دار السلام وخيراته في جوار الرحيم الرحمن وجناته، ونغمس أرواحهم في عين الهنية الزكية الراضية المرضية برحمته.

طوبى للعارفين الفاهمين فيهم لله خاص نياته، وصلى الله على محمد الهادي للحق برسالته، الذي خلقه الله قبل القبل وأخصه في بيان الحق المبين وعلى آله وعترته الطيبين الطاهرين والذرية من نسلهم أجمعين والحمد لله رب العالمين تم الكتاب المكنون المسمى بكتاب الهفت الشريف من فضائل مولانا جعفر الصادق علينا منه السلام ([62]).

ومنها: حديث عن المفضل بن عمر أنه قال: سمعت الصادق (ع) يقول: إن أمير المؤمنين (ع) بلغه عن عمر بن الخطاب شيء، فأرسل سلمان وقال له: قل له: بلغني عنك كيت وكيت، وكرهت أن أعتب عليك في وجهك، فينبغي أن لا تذكر فيّ إلا الحق فقد أغضيت على القذى إلى أن يبلغ الكتاب أجله. فنهض إليه سلمان وأبلغه ذلك وعاتبه ثم أخذ في ذكر مناقب أمير المؤمنين (ع) ووصف فضله وبراهينه . فقال عمر: يا سلمان عندي كثير من عجائب علي، ولست أنكر فضله([63]).

والحديث طويل وقد نقله بتمامه المامقاني في صحيفة الأبرار عن البحار([64]).

هذا الخبر أورده مؤلف الهفت في الباب الحادي والأربعين بعنوان: في معرفة قصة سلمان مع عمر حين وجهه أمير المؤمنين ليفك قرنيه والحال في ذلك([65]) مع زيادات خاصة بالهفت لا توجد في المصادر الأخرى.

ومنها أيضا: ما ورد في الخصال عن علي بن أحمد بن موسى، عن حمزة بن القاسم، عن محمد بن عبد الله بن عمران، عن محمد بن علي الهمداني، عن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبدالله وأبي الحسن (ع) قالا: لو قد قام القائم (ع)، لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله - إلى أن قال - ويورث الأخ أخاه في الأظلة([66]).

فإنّ هذا الخبر ورد في الهفت لكن بألفاظ مغايرة وحكاه في نسخة مصطفى غالب حكاية من غير نسبة لا إلى المفضل ولا أي إمام ولكن يفهم من كلمة (قائمنا) انّه يعني به الإمام الصادق (ع).

قال: الباب السادس والستون في معرفة ما جاء في الأظلة والأشباح: إن الله اختار بين الأرواح في الأظلة ثم أسكنها الأبدان فإذا خرج قائمنا ورث الأخ الذي آخى بينهما في الأظلة ولم يورث الأخ من الولادة الجسمانية، أعلمه من ذلك ولا تبقه عليه بينه ([67]).

ومنها: ما رواه الصفار والقمي قالا حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن جليس له، عن أبي حمزة قال: قلت لأبي جعفر (ع) جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾([68]) قال: يا فلان فهلك كل شيء ويبقى الوجه الله أعظم من أن يوصف ولكن معناها كل شيء هالك إلا دينه نحن الوجه الذي يؤتى الله منه لم نزل في عباد الله ما دام لله فيهم روية، قلت: وما الروية جعلني الله فداك ؟ قال: حاجة فإذا لم يكن له فيهم حاجة رفعنا إليه فيصنع بنا ما أحب([69])، فان هذا الخبر بألفاظه ورد في الهفت([70]).

ومنها: عن سهل بن زياد عن عجلان أبى صالح قال سألت أبا عبدالله (ع) عن قبة آدم فقلت له هذه قبة آدم فقال نعم ولله قباب كثيرة أما أن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثين مغرباً أرضا بيضاء ومملوة خلقاً يستضيئون بنورنا لم يعصوا الله طرفة عين لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه يبرؤون (يتبرؤن) من فلان وفلان قيل له كيف هذا يتبرّؤون من فلان وفلان وهم لا يدرون أخلق الله آدم أم لم يخلقه فقال للسائل: أتعرف إبليس قال: لا إلا بالخبر قال: فأمرت باللعنة والبراءة منه قال نعم قال فكذلك أمر هؤلاء ([71]). ذكر في الهفت مثل هذا الخبر عن الامام الباقر (ع) في كلام له مع زرارة بن اعين([72]).

ومنها: ما هو المشهور من خبر أبي الطفيل أنه سمع أمير المؤمنين (ع) يقول: إن بعدي فتنا مظلمة عمياء مشككة لا يبقى فيها إلا النومة، قيل: وما النومة يا أمير المؤمنين؟ قال: الذي لا يدري الناس ما في نفسه([73]). ذكر في الهفت مثل هذا الخبر ([74]).

ومنها: ما ورد أن النبي (ص) قال لعلي (ع): إذا مت فغسلني وكفني وسلني عما بدا لك. فسأله، فأخبره بما يكون إلى يوم القيامة ([75])كذلك ذكر مثل هذا الخبر في الهفت ([76]).

ومنها: ما رواه محمد بن عبد الحميد عن أبي جميلة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر (ع) قال من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برئ ومن ذي ضعف قوي ([77]).

ومنها: ما ذكره الكراجكي عن الحسين بن عبيد الله الواسطي، عن التلعكبري، عن محمد بن همام وأحمد بن هوذة جميعا، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله، عن آبائه : قال: لما ظهرت الحبشة باليمن وجه يكسوم ملك الحبشة بقائدين من قواده، يقال لأحدهما: أبرهة، والآخر أرباط، في عشرة من الفيلة، كل فيل في عشرة آلاف لهدم بيت الله الحرام، فلما صاروا ببعض الطريق وقع بأسهم بينهم، واختلفوا فقتل أبرهة أرباط واستولى على الجيش، فلما قارب مكة طرد أصحابه عيراً لعبد المطلب بن هاشم، فصار عبد المطلب إلى أبرهة، وكان ترجمان أبرهة والمستولي عليه ابن داية لعبد المطلب، فقال الترجمان لأبرهة: هذا سيد العرب وديانها فأجله وأعظمه، ثم قال لكاتبه: سله ما حاجته ؟ فسأله فقال: إن أصحاب الملك طردوا لي نعماً، فأمر بردها، ثم أقبل على الترجمان فقال: قل له: عجباً لقوم سودوك ورأسوك عليهم حيث تسألني في عير لك وقد جئت لأهدم شرفك ومجدك، ولو سألتني الرجوع عنه لفعلت، فقال: أيها الملك إن هذه العير لي وأنا ربها، فسألتك إطلاقها، وإن لهذه البنية ربا يدفع عنها، قال: فإني عاد لهدمها حتى أنظر ماذا يفعل، فلما انصرف عبد المطلب رحل أبرهة بجيشه فإذا هاتف يهتف في السحر الأكبر: يا أهل مكة أتاكم أهل عكة بجحفل جرار يملا الاندار ملا الجفار، فعليهم لعنة الجبار، فأنشأ عبد المطلب يقول شعراً.

أيها الداعي لقد أسمعتني

كل ما قلت وما بي من صمم

إن للبيت لربا " مانعا "

من يرده بأثام يصطلم

رامه تبع في أجناده

حمير والحي من آل إرم

هلكت بالبغي فيهم جرهم

بعد طسم وجديس وجشم

وكذاك الأمر فيمن كاده

ليس أمر الله بالأمر الأمم

نحن آل الله فيما قد خلا

لم يزل ذاك على عهد إبرهم

نعرف الله وفينا شيمة

صلة الرحم ونوفي بالذمم

لم يزل لله فينا حجة

يدفع الله بها عنا النقم

ولنا في كل دور كرة

نعرف الدين وطورا في العجم

فإذا ما بلغ الدور إلى

منتهى الوقت أتى الطين فدم

بكتاب فصلت آياته

فيه تبيان أحاديث الأمم

فلما أصبح عبد المطلب جمع بنيه وأرسل الحارث ابنه الأكبر إلى أعلى أبي قبيس فقال: انظر يا بني ماذا يأتيك من قبل البحر فرجع فلم ير شيئا "، فأرسل واحدا " بعد آخر من ولده فلم يأته أحد منهم عن البحر بخبر، فدعا عبد الله وإنه لغلام حين أيفع، وعليه ذؤابة تضرب إلى عجزه، فقال: اذهب فداك أبي وأمي، فاعْلُ أبا قبيس فانظر ماذا ترى يجئ من البحر، فنزل مسرعا " فقال: يا سيد النادي (رأيت سحابا " من قبل البحر مقبلاً، يستفل تارة، ويرتفع أخرى، إن قلت غيماً قلته، وإن قلت جهاماً خلته، يرتفع تارة، وينحدر أخرى، فنادى عبد المطلب يا معشر قريش ادخلوا منازلكم، فقد أتاكم الله بالنصر من عنده، فأقبلت الطير الأبابيل في منقار كل طائر حجر، وفي رجليه حجران، فكان الطائر الواحد يقتل ثلاثة من أصحاب أبرهة، كان يلقي الحجر في قمة رأس الرجل فيخرج من دبره، وقد قص الله تبارك وتعالى نبأهم في كتابه فقال سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾ السورة، السجيل: الصلب من الحجارة. والعصف: ورق الزرع. ومأكول يعني كأنه قد اخذ ما فيه من الحب فأكل وبقي لا حب فيه، وقيل: إن الحجارة كانت إذا وقعت على رؤوسهم وخرجت من أدبارهم بقيت أجوافهم فارغة خالية حتى يكون الجسم كقشر الحنظلة ([78]).

فقد جاء في الهفت: روي ان عبد المطلب بن هاشم قال في قصة إبراهيم بن الاشرم أبياتاً وهي المتممة الساكنة في مجراها للتفاهم وهي هذه، ثم ذكر (22)بيتا أولها:

أيها الداعي لقد أسمعتني

كل ما قلت وما بي من صمم
وآخرها :

ولنا أمر شريف علمه
ولنا الانوار من باري النّسم([79])
ومثل هذه القصة أورد السيد هبة الدين أبو محمد الحسن الموسوي في كتابه المجموع الرائق ([80])الحديث الرابع عشر من الاربعين حديثا من مجموع جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي، عن علي بن يقطين قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر (ع): اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا: اضمن لي أن لايأتي أحد من موالينا في دار الخلافة الا قمت له بقضاء حاجته، اضمن لك ألّا يصيبك حر السيف أبدا، ولا يظلك سقف سجن أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً، قال الحسن فذكرت لمولاي (ع) كثرة تولي أصحابنا أعمال السلطان واختلاطهم بهم، قال: ما يكون احوال إخوانهم معهم ؟ قلت: مجتهد ومقصر، قال: من أعز أخاه في الله وأهان أعداءه في الله وتولى ما استطاع نصيحته أولئك في رحمة الله، ومثلهم مثل طير يأتي بارض الحبشة في كل صيفة يقال له: الفدم فيبيض ويفرخ بها، فاذا كان وقت الشتاء صاح بفراخه فاجتمعوا إليه وخرجوا من أرض الحبشة، فاذا قام قائمنا اجتمع إليه أولياؤنا من كل أوب ثم تمثل بقول عبد المطلب :
فإذا ما بلغ الدور إلى

منتهى الوقت أتى الطين فدم

بكتاب فصلت آياته

وبتبيان أحاديث الأمم ([81])

وهناك أخبار أخر قد يكون لها بعض الموافقة لما في كتب الامامية([82]) مما يدلّ على أن لمؤلف هذا الكتاب اطلاعاً على بعض كتب الحديث عند الامامية فاستطاع ان يدرج بعضها في ضمن كتابة.

خلاصة القول: إنّ كتاب الهفت الشريف، كتب في ظروف غامضة، ووردت عليه أدوارٌ عدّة من جراء الاضطهاد المذهبي والسياسي مما جعله عرضة للتلفيق والاضافة والحذف، الا ان المتيقن انه ليس للامام الصادق (ع) ولا صلة للمفضل به، غاية ما في الامر ان كاتبه كان على دراية ببعض عقائد الامامية ومصادرها الحديثية. نتمنى ان نكون قد وفقنا لإزالة بعض الغموض الذي يكتنف هذا الكتاب ونسبته.

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين والحمد لله رب العالمين..

* هوامش البحث *

([1]) هالم، الغنوصية في الاسلام، ص 151.

([2]) الطهراني، الذريعة: ج 25 ص 237، الجلالي، فهرس التراث: ج 1 ص 143، ولايعني هذا ان الشيخ اغابزرك يذهب الى صحة نسبته سواء الى المفضل أو الى تصانيف الشيعة وإنما جرت عادته بذكر الكتب التي تنسب إلى رجال من الشيعة في الكثير من مواضع كتابه الذريعة.

([3]) راجع :

Urspruge die und Gulat der Tradition _Mufaddal die ((Schatten der Buch Das .، p221 (1978. Oct) Band lslam Der، in Nusairiertums des) 22 – 55.

([4]) هالم، الغنوصية في الاسلام، ص169.

([5]) المصدر نفسه، ص 169.

([6]) المنصف بن عبد الجليل، الفرقة الهامشية في الاسلام، ص 171.

([7]) الدكتور مصطفى غالب ولد في قرية بري الشرقي عام 1923م ودرس في سلمية حتى 1937م ثم التحق بمدرسة الروم الأرثوذكس بحمص حتى 1940م ليتطوع في الجيش العربي السوري ثم عمل بالصحافة فصدرت له بعض الكتيبات وحصل عام 1952 م على دبلوم صحافة من جامعة القاهرة وأصدر عام 1953م أول كتاب له بعنوان: تاريخ الدعوة الإسماعيلية وافتتح عام 1952/1954م مكتب إخوان الصفاء للدعاية والنشر بسلمية وأصدر العدد الأول من مجلة الغدير عام 1955 م وحاز عضوية الجمعية الملكية الآسيوية- البريطانية عام 1957 م وعام 1956م أصدر أول كتاب محقق بعنوان) كتاب البيان لمباحث الإخوان) تأليف أبي منصور اليماني. غادر عام 1966 م إلى بيروت وحصل عام 1968م على شهادة العلامة المعادلة للدكتوراه من جامعة كراتشي كلية اللغة العربية عن كتابه في رحاب اخوان الصفا، حاز الدكتوراه الفخرية بالفلسفة من جامعة مالمو بالسويد كما حاز دكتوراه فلسفة في التاريخ والآداب من الجامعة الأهلية بكندا. انتخب عام 1970م عضو شرف في الجمعية العالمية للأبحاث العلمية والاستشراقية في زوريخ ودوسلدورف بسويسرا وحاضر في مؤتمرات دولية عدّة للأبحاث الإسلامية بدول عدّة مثل باريس- لندن- كراتشي- بومباي- ألمانيا- كمبالا. عمل مراسلاً صحفياً لعدد من الصحف محلية وعربية منها الحقائق- النهضة- العرفان ليترك الصحافة عام 1970م، بلغ عدد مؤلفاته وكتبه المحققة تقريباً 103 كتب ومن أعماله المؤلفة - سنان راشد الدين- الإسماعيلية في بلاد الشام- الثائرالحميري- في رحاب إخوان الصفا- الإمامة وقائم القيامة- مفاتيح المعرفة- المفيد والمستفيد- آغاخان في سورية- القرامطة بين المد والجزر. ومن مخطوتاته المحققة: رسالتان اسماعيليتان (حسن المعدل)- المصابيح في إثبات الإمامة (الكرماني)- المجالس والمسايرات (القاضي النعمان)- الهفت الشريف (المفضل الجعفي)- أربع كتب حقانية (عدة دعاة)- زهر المعاني (القرشي)- تفسير القرآن الكريم (ابن عربي)- الينابيع(السجستاني)- أسرار وسرائر النطقاء (جعفر بن منصور اليمن). علماً أن له مؤلفات فكرية أخرى في الأدب والشعر مثل: كتاب فحول الشعر- عباقرة الأدب- الحلاج- جلال الدين الرومي وأيضاً سلسلة نفسية وأخرى فلسفية. أمضى حياته باحثاً في التراث الإسماعيلي وجامعاً لمخطوطاته ومحققاً له وبدا كالمؤتمن على كنز لا يفرط به، ركز على الفلسفة الإسلامية مدافعاً عن أفكاره، حاضر في جامعة بيروت العربية والجامعة اللبنانية و الجامعة اليسوعية و محاضراً زائراً في الجامعة الأهلية بكندا ومالمو في السويد، ودعي لإلقاء محاضرات عدّة في الباكستان والهند، اثنى عليه بعض المستشرقين المنصفين بأفكارهم وكتاباتهم وكانت تجمعه علاقة شخصية وعلمية مع أكثرهم. أصدر ولده الكبير غالب كتاباً عام 2003م بعنوان: (غدير المعرفة من سلمية إلى بيروت) تناول فيه سيرة حياة والده (ظ: جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 23/8/1981 م، مقال، الأستاذ محمد فرحات، ايضا: الطريحي: مجلة الموسم الهولندية).

([8]) صدر عن عن دار الاندلس بيروت/د. ت/راجع تقديم الطبعة الأولى:

Umar Mufaddal ibn –al attribue a1 Azillat Haft wa-–al Kitab. Marchand Denis pp :(ii (1961) Annee 24 eme lBLA، in Sadiq، - as Far Ja، l، lmam de disciple fi، Ja، -al

([9]) درس هذا الكتاب المستشرق الالماني هاينس هالم في كتابه( الغنوصية في الاسلام ص81 ما بعدها) وهذا الكتاب منسوب الى الامام الباقر (ع) وهو من التراث الاسماعيلي، عثر على أول نسخة من هذا الكتاب عام 1900 م من خلال الموظف الروسي بولوفتسيف في اقصى شمال شرق افغانستان.

([10]) هالم، الغنتوصية في الاسلام، ص169.

([11]) هالم، الغنتوصية في الاسلام، ص169.

([12]) غالب، الهفت الشريف – المقدمة، ص 29.

([13]) هالم، الغنتوصية في الاسلام، ص169.

([14]) غالب، الهفت الشريف – المقدمة، ص 29.

([15]) هالم، الغنوصية في الاسلام، ص169.

([16]) هالم، الغنوصية في الاسلام، ص169.

([17]) الطوسي، إختيار معرفة الرجال :ج 1 ص 374.

([18]) ففي المطبوع من الرجال: (الغيبة) طبعة المدرسين ص 142 وكذلك عند السيد الخوئي في معجم جال الحديث: ج 8 ص 243.

([19]) قال محقق الخرايج: (الهفتية) م وهو تصحيف

([20]) الراوندي، الخرائج والجرائح: ج 2 ص 733، الصفار، بصائر الدرجات، ص 240 ح 9، المجلسي، بحارالانوار :ج 2 ص 237 ح 28، البحراني، العوالم :ج 3 ص 546 ح 12، البحراني، مدينة المعاجز، ص 338، العاملي، الايقاظ من الهجعة، ص 373.

([21]) جاء في أول الكتاب: اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي لشيخ الطائفة أبى جعفر الطوسي ; تصحيح وتعليق المعلم الثالث ميرداماد الاستربادي تحقيق السيد مهدي الرجائي، مؤسسة آل البيت : كتاب: التعليقة على اختيار معرفة الرجال تأليف: المير داماد، محمد باقر الحسيني تحقيق: السيد مهدى الرجائي نشر: مؤسسة آل البيت : طبع: مطبعة بعثت – قم تاريخ الطبع: 1404 ه‍.

([22]) الجوهري، الصحاح :ج 1 ص 270.

([23]) الفيروزآبادي، القاموس :ج 1 ص 160.

([24]) الطوسي، اختيار معرفة الرجال: ج 1 الشرح ص 375.

([25]) ظ: الهفت، الصفحات: 19 و20.

([26]) ظ: الهفت الصفحات: 22و 23و44.

([27]) ظ: الهفت الصفحات: 151وص162.

([28]) الهفت الشريف: ص 198.

([29]) الأظلة بكسر الظاء وتشديد اللام وفتحها: كأن المراد بها عالم المجردات فإنها أشياء وليست بأشياء كما في الظل فموجودات ذلك العالم مجردة عن الكثافة الجسمانية، كما أن الظل مجرد عنها. أو عالم الذر، وعالم الذر وعالم المجردات واحد (انظر: الطريحي، مجمع البحرين: ج 5 ص 416).

([30]) ظ: الهفت ص: 21

([31]) ظ: الهفت ص: 139

([32]) ظ: الهفت ص: 184

([33]) مستشرق ولاهوتي الماني اهتم خصوصاً بالمذاهب المستورة في الإسلام ولد عام 1877 م وتعلم في جامعة هلة كان من تلاميذ بروكلمان مارس الاستاذية في جامعة جيسن وخلف هلموت في همبورج تقاعد عام 1947م، من مؤلفاته: من تاريخ الفرق المبتدعة في الاسلام، فقه الاسماعيلية، النصيرية في سوريا اليوم، وغيرها كثير، توفي عام 1960م( بدوي، موسوعة المستشرقين، ص 34).

([34]) نشر غالب صورة من هذه الرسالة في آخر كتاب الهفت

([35]) أجدني ملزماً بإدراج رأي العلامة الشيخ أسد حيدر في هذا الصدد وهو يخاطب عارف تامر الناشر الثاني للكتاب بعد طبعة مصطفى غالب الأولى يقول: ولم يستبق الناشر النتائج بوعيه عندما يقول و يعترف أن الكتاب لا يليق بالنشر، و ذلك ما يدعو إلى الحيرة، فان النتائج هي أحداثه الفرقة في المجتمع، وتعريض وحدة الصف للتمزق لأنه لا يضم بين دفتيه الا الإساءة لجميع طوائف المسلمين و التهجم على العقائد، و الطعن برجالهم.

و لا يدري أحد منا إلا الناشر نفسه ما هي الأسباب التي تكمن وراء نشر الكتاب و هو يصرح برأيه فيه.

كان اللازم - كما يقضي واجب النشر و أمانة النقل - أن يتأكد الناشر من صحة الكتاب و نسبته للمفضل، و أن يتحرى صفة المؤلف من الكتاب، فاذا عدم الاسم استدل بالأثر، فهل كان المؤلف ثقة في النقل و رجال أسانيده كذلك. فإذا كان الأثر عبارة عن أكاذيب و مفتريات و خرافات، فالمنتحل أبعد ما يكون عن صفات الثقة و الأمانة.

ولا أجد تبريراً أو احتمالاً مناسباً يجعلنا على علم بارتكاب مثل هذا الخطأ، و قد كنت بحسن الظن أحاول ذلك باعتبار الأستاذ عارف من الكتاب الذين ينادون بحرية الكلمة و الموضوعية، اذن لابد من أنّ هناك أسباباً خاصة و عوامل غامضة حدت به الى أن يقوم بطبع الكتاب، فيقدم للمكتبة العربية و الأمة الاسلامية كتابا لا يحتوي - باعترافه – إلا آراء غريبة و شاذة، وهو أمر يصبح أمامه موضوع العلم و الحقيقة مجرد إدعاء و صبغة يحاول أن يطلي نفسه بها دوما، فأي حقيقة فيما يدور بين الأشباح و الأظلة، و ما يعرضه أمامنا من عالم المهووسين و المصابين، و تزكم أنوفنا رائحة الدس التي تفوح من الآراء و الحوادث التي وردت في الكتاب كالأظلة و الأشباح و المسوخية و الناسوتية و الأدوار و الأكوار و الرسخ و المسخ و الزواخر و حجب الآدميين و قد القدود و سطح السطوح و الحجب الشجي.. . الخ.. . و نظريات أخرى تتعلق بالامام أميرالمؤمنين علي (ع) و سلمان الفارسي، و بدء الخليقة، و تقمص المرأة.. . وافتراء على الامام الصادق (ع) في كثير من تأولاته، فيقول بكل جرأة ان الامام الصادق هو مؤسس الباطنية في الاسلام، و في عهده نمت و ترعرعت البذور التي غرست حتي بذور ابن سبأ، فتراه هنا يثير قضية لا صلة لها بالواقع، فحكمه بأن تأسيس الباطنية يعود الى الامام الصادق هو من جملة المفتريات التي أشرنا اليها في بدء الحديث و قلنا إنّ قدم الاعتقادات الاسماعيلية واتصالها بالمدارس الفلسفية و المذاهب القديمة التي سبقت الاسلام حملها على الافتراء و الالتصاق بالامام الصادق، و نسبة المعتقدات التي ظهرت بعد انحرافهم عن مسار الوصاية و الامامة الى الامام الصادق و أهل البيت و كل أحكامهم بلا بينة و جميع أقوالهم بلا دليل، لأن عزل النصوص عن مقاصدها و سوق الأفعال التي تصدر عن الامام الصادق أو غيره من الأئمة المعصومين في غير ظرفها تجنٍ واضح و افتئات مشين. (اسد حيدر، الامام الصادق والمذاهب الاربعة:ج4 ص 498).

([36]) الدكتور عارف بن الامير تامر العلي، كاتب وشاعر ولد في قدموس محافظة طرسوس السورية، سنة 1921م، ودرس فيها حتى دخل كلية الاداب التابعة لجامعة القديس يوسف ببيروت، زار عدداً من البلدان، ويجيد الانكليزية والفرنسية، واصبح عضواً في عددٍ من الجمعيات ومراكز البحوث العالمية، له عددٌ من المؤلفات منها: أروى بنت اليمن والشاعر تميم بن المعز الفاطمي، إبن هاني الاندلسي، من المشرق الى المغرب، سنان وصلاح الدين، القرامطة، الامامة في الاسلام، موسوعة تاريخ الاسماعيلية، وغيرها من المؤلفات، أما تحقيقاته فكثيرة منها:أساس التاويل، أربع رسائل حقانية، خمس رسائل إسماعيلية، جامعة الجامعة لاخوان الصفا، الايضاح وغيرها، توفي سنة 2000م (ظ: معجم البابطين:ج3ص 28، الجبوري، معجم الادباء:ج3 ص 276).

([37]) كذا جاءت هذه العبارة عن الكاتب.

([38]) الهفت الشريف الطبعة الاولى ص 8.

([39]) وهي رسالة فطرة المنصان ونزهة القلب والعيان في ايضاح مسائل الشيخ الاجل والكهف الاظل الشيخ محمد بن عبدالرحمن ابراهيم الفت سنة 1318هـ وتتكون من تسع مسائل وفيها نص رواية عن المفضل عن الامام الصادق واستشهد بمحمد بن نصير.

([40]) الهفت الشريف - الطبعة الاولى، ص 10 -             30، لكنه عاد الى رفع ما يتعلق بتاريخ وعقائد النصيرية من هذه المقدمة الخاصة بالطبعة الثانية واقتصر على التعريف بالكتاب، (ينظر الهفت تحقيق مصطفى غالب الصفحات 7-10).

([41]) يعدّ الشيخ عبد الرحمن الخيرّ من ابرز علماء العلويين والمثقفين المساهمين في التعريف بتاريخ العلويين وأفكارهم، ينسب إليه كثير من التصانيف منها لا زال مخطوطا أبرزها: تاريخ العلويين، عقائد المسلمين العلويين وواقعهم، للحقيقة والتاريخ، بيان كشف النوايا المبينة لخلق الدولة النصيرية، من الطلائع.

([42]) الهفت الشريف، الطبعة الثانية، ص 7

([43]) سليمان الاظنه وي الأنطاكي (1250 ه‍ )، من علماء النصيرية، ولد في أنطاكية. له الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية. (سركيس: معجم المطبوعات، ص 1041، البغدادي: ايضاح المكنون:ج 1 ص 162، كحالة، معجم المؤلفين: ج 4 ص 256) بعض العلماء المعاصرين العلويين ينفون وجود مثل هذه الشخصية ويتهمون المستشرقين والاستعمار الغربي بتلفيقها لأغراض استعمارية.

([44]) الباكورة السليمانية، ص 32 وص59، وص 61.

([45]) ذكر الشيخ اغا بزرك الطهراني أربعة كتب بعنوان الأظلة هي: كتاب الأظلة لأبي جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي شيخ القميين والرئيس الذي كان يلقي السلطان لقي الإمام الرضا وأبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري : ذكر ذلك كله النجاشي و كتاب الأظلة لعبد الرحمن بن كثير الهاشمي قال النجاشي هو ضعيف وكتابه فاسد مختلط و كتابة الأظلة لأبي الحسن علي بن أبي صالح محمد الكوفي الحناط كان يلقب (بزرج) يرويه عنه حميد بن زياد النينوائي المتوفى سنة 310 كما في النجاشي. و كتاب الأظلة لأبي جعفر محمد بن سنان الزاهري الراوي عن الإمام الرضا (ع) والمتوفى سنة 220 ذكره النجاشي. (الطهراني، الذريعة:ج: ج 2 ص 219).

([46]) هالم، الغنوصية في الاسلام، ص170.

([47]) هالم، الغنوصية في الاسلام، ص170.

([48]) آلان نيميه، العلويين، ص78.

([49]) أسد حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة :ج4 ص 449.

([50])من الكتب المنحولة على المفضل بن عمر وهو من كتب النصيرية التي نحلوها على لسان الإمام الصادق (ع) برواية المفضل بن عمر، ولما كانت عقيدتهم لا تؤمن بالقيامة والآخرة فقد كان لابد من شرح يقود إلى تفسير الصراط الذي يسلكه السالك حتى يصل إلى الآخرة وما هي العقبات التي تعترضه وإلى أين يصل في النهاية ويدل الكتاب على درجات العالم الكبير النوراني والدرجات التي من المفترض على المؤمن أن يقطعها ويصل بها إلى نهاية ما يمكنه بلوغه وكيفية الامتحان للتنقية والوصول الى الصفاء، راجع:

Beirut Minora، opera in Nusayrie، Bibliographie Massignon، 1963، L pp 641 – 642.

([51]) عرف بهذا الكتاب المنصف بن عبد الجليل في فلسفة التناسخ عند النصيرية من خلال الهفت الشريف للمفضل الجعفي، في مجلة ابلا عدد( 1/1989)1963، ص 107- 127 ؛ س164 (2/1989) ص. 318-303 وفي الفرقة الهامشية في الاسلام ص172، 197-196، و(الهفت الشريف)للمفضل الجعفي في مجلة أبلا السنة 52، العدد163(1-1989) ص 107، العدد164(2-1989) ص318-303.

([52]) طبعة مصطفى غالب، ص 120 الأولى ص92، والعنوان عند عارف تامر( في معرفة قتل الحسين مولانا) فقط.

([53]) الهفت الشريف ص 96.

([54]) البقرة/65.

([55]) الصدوق، علل الشرائع :ج 1 ص 225، المجلسي، بحار الانوار :ج 44ص 269، البحراني، العوالم، الإمام الحسين (ع)، ص 515.

([56]) النوري، مستدرك الوسائل :ج 10 ص 335.

([57]) النوري، مستدرك الوسائل :ج 10 ص 276.

([58]) النساء/141، وزعمهم هذا، نظير قوله تعالى ﴿مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾ إذ لا يجوز أن تحمل المعيشة بما هو المعروف عند العوام وإنما هي راحة القلب فإن القلب لا يستريح إلا باليقين والثبات فإذا كان القلب في الاضطراب والتشويش وهو السلطان الرئيس فإذا كان مضطربا مشوشا فلا يلتذ الرجل بشيء من الملاذ الجسمانية الجسدانية فيكون له معيشة ضنكا وإن كان سلطانا في الظاهر فظهر أن المخالفين والكفار ليسوا بأصحاب السبيل على المؤمنين مافي الدنيا ولا في العقبى و إن الله سبحانه لا يريد بالسبيل الغلبة الدنياوية وإنما يريد الغلبة الدينية لأن المؤمن متمسك بحبل الله وذلك الحبل موصول بينه وبين الله فإذا اشتبه عليه أمر يصل إليه من الله بواسطة ذلك الحبل المتين وأما الكافر فهو منقطع مجتث فلا ناصر له في الدين(ظ: الحسيني، جواهر الحكم – الرسالة العاملية).

([59])الصدوق، عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 203،، المجلسي، بحار الانوار: ج 44 ص 269، البحراني، العوالم، الإمام الحسين (ع) ص 515.

([60])الصدوق، كمال الدين، ص 483، الطوسي، الغيبة، ص 290، الطبرسي، الإحتجاج:ج 2 ص 542، العاملي، وسائل الشيعة:ج 27 ص 140.

([61])الصدوق، علل الشرائع: ج 2 ص 606، المامقاني، صحيفة الأبرار :ج1 ص 471.

([62])الهفت الشريف، عارف تامر، ط أولى ص 222، ط ثانية، ص 198.

([63])الطبري، نوادر المعجزات :ص 50، ابن عبد الوهاب، عيون المعجزات :ص 40، الحر العاملي، اثبات الهداة :ج 5 ص 18 ح 328، ابن شاذان، الفضائل :ص 62، المجلسي، بحارالانوار :ج 42 ص 42 ح 15.

([64])المامقاني، صحيفة الابرار :ج1ص 94 وقال معلقاً عليه: وروى هذا الحديث صاحب عيون المعجزات، عن المفضل عن الصادق (ع) والشيخ الجليل شاذان بن جبرئيل في كتابه (الفضائل) بحذف الإسناد أيضاً، عنه (ع) ببعض المغايرة في الألفاظ والمؤدى واحد في الكل، وكذا الحافظ البرسي في كتابه وأيضاً انه مأخوذ عن كتاب (الفضائل) لشاذان كما هو الحال في جل ما رواه في كتابيه (المشارق واللوامع)؛ فإنها مأخوذة عن كتابي (الفضائل) و (الروضة) للشيخ المذكور وإن لم يصرح بالنسبة.

ولكنهم لم يذكروا ما ذكره عن أبيه الخطاب في حق أبي طالب وعبد الله، وإنما ذكروا ما يتعلق بأمير المؤمنين (ع) فقط. نعم قد ذكروا في آخره: أنه قال: إنهم أهل بيت يتوارثون هذه الاعجوبة كابراً عن كابر ولقد كان أبو طالب وعبد الله يأتيان بمثل ذلك في الجاهلية، والظاهر أنهم اقتصروا على بعض الحديث؛ لكون الباقي خارجاً عن مقصودهم في الظاهر.

وروى الشيخ الجليل قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي ; في (الخرائج) عن سلمان حكاية القوس نفسها وصيرورتها ثعباناً، ثم إرسال أمير المؤمنين (ع) له بعد ذلك إلى عمر من جهة المال.

([65])الهفت الشريف، ص 193.

([66])الصدوق، الخصال ص 169 ح 223، الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص 170، النوري، مستدرك الوسائل: ج 17 ص 186، المجلسي، بحار الأنوار:ج 52 ص 309، وج 76 ص42.

([67]) الهفت الشريف، طبعة غالب الثانية، ص 180، المجموعة المفضلية، ص 409.

([68]) القصص/88.

([69]) الصفار، بصائر الدرجات: ص 85، الحويزي، تفسير نور الثقلين: ج 4 ص 145، الثمالي، تفسير أبي حمزة الثمالي ص 260، المجلسي، بحار الانوار: ج 24 ص 200، توحيد الصدوق: 139، واكمال الدين، ص 134.

([70]) الهفت الشريف، طبعة غالب الاولى ص 167، المجموعة المفضلية، ص 398.

([71]) الصفار، بصائر الدرجات، ص 513.

([72])الهفت الشريف طبعة غالب الاولى، ص 194 وفي الثانية ص 170، المجموعة المفضلية، ص 399.

([73]) الطوسي، الغيبة، ص 465، الصدوق، معاني الأخبار، ص 166، النوري، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 301، المجلسي، بحار الانوار:ج 2 ص 73 ح 39 وج 75 ص 71 ح 14، المفيد، الاختصاص ص 218، البحراني، العوالم: ج3 ص 303، النيلي، منتخب الأنوار المضيئة، ص 29، الراوندي، الخرائج :ج 3 ص 1152، الحلي، العدد القوية: ص 76.

([74]) الهفت الشريف طبعة غالب الاولى، ص 195 وفي الثانية ص 171، المجموعة المفضلية، ص 400.

([75]) الراوندي، الخرائج والجرائح: ج 2 ص 952.

([76]) الهفت الشريف طبعة غالب الاولى، ص 195 وفي الثانية ص 171، المجموعة المفضلية، ص 400.

([77]) الحلي، مختصر بصائر الدرجات، ص 116، الراوندي، الخرائج والجرائح: ج 2 ص 839، المجلسي، بحار الانوار: ج 52 ص 335.

([78]) الكراجكي، كنز الفوائد، ص 81، المجلسي، بحار الانوار: ج 15 ص 139.

([79]) الهفت: طبعة غالب الاولى، ص 202 والطبعة الثانية، ص178، المجموعة المفضلية، ص407.

([80]) المجموع الرائق من أزهار الحداق مجموع من عدة رسائل في فنون متعددة من الأدعية والاحراز والعقائد الدينية والفروع الفقهية وغيرها من الاخبار الغريبة والفوائد الكلامية، وهو مما اعتمد عليه شيخنا النوري وتكلم في اعتباره في (النوري، خاتمة المستدرك: ج: 371) وهو للسيد هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي المعاصر للعلامة الحلي، وهو كتاب جليل نفيس يظهر من أثنائه أنه ألّفه 703، مرتب على ستة أبواب: الأول في منافع القرآن وما ورد من طب الأئمة :، الثاني في الاعتقاد وما يجب على المؤمن من معرفة الله تعالى، وأورد فيه تمام اعتقادات الصدوق، وفي الباب الثالث أورد تمام جمل العلم والعمل للشريف المرتضى علم الهدى، الباب الرابع فيما حصل من الأدعية المباركة عن النبي (ص) والأئمة (ع) : وبعض احرازهم وحجبهم، وفي الباب الخامس أورد تمام (كتاب المقنع في الإمامة) تصنيف الشيخ المفيد العالم عبيد الله بن عبد الله السعد آبادي، الباب السادس في بعض ما ورد من أخبارهم ومناقبهم، وذكر اتصال الوصية من لدن آدم إلى علي (ع) وذكر كلام هشام بن الحكم في الإمامة ووصف الامام والدلائل عليه، وفي أواخره تنبيه يتلو، هذه الأحاديث الف كلمة ومائتا كلمة من كلام خير البرية (ص) (الطهراني، الذريعة: ج 20 ص55 و ج11 ص52و ج1 ص431).

([81]) هبة الدين الموسوي، المجموع الرائق :ج2 ص 398.

([82]) ظ: الهفت الشريف، ص 60 – 64.