الباحث : عمار عبدالرزاق الصغير
اسم المجلة : العقيدة
العدد : 12
السنة : السنة الرابعة - شهر رمضان 1438هـ / 2017م
تاريخ إضافة البحث : August / 13 / 2017
عدد زيارات البحث : 1081
يعرض البحث ملامح الاعتقاد بمقام النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم), ومعالم الإيمان بنبوته الخاتمة, وما لها من فرائد الأوصاف والمميزات, من خلال دلائل الآيات التي أبرزت خصاص الانبياء عليهم السلام ضمن مناسبة الحديث عن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) او الرسالة الإسلامية, سواء أكانت الآيات الكاشفة عن التركيبة الخاصة بالأنبياء : مثل التوحيد الخالص, والوفرة العلمية, واليقين, والتسديد والرعاية الالهية, ودوام حضور الوحي , أم كانت الآيات الكاشفة عن الوظيفة النبوية, مثل الولاية, والأمر بالطاعة, والسلطة, وتعليق الايمان وقبول الأعمال عليه وغيرها؛ ليكشف عن وجود منهج اعتمده القرآن للكشف عن خصائص نبوة خاتم الانبياء (صلى الله عليه وآله وسلم)بتقديم صورة متناثرة عن خصائص الانبياء وعن نبوة رسول الله محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)بصورة مخصوصة .
مشكلة البحث:
قد تكون المشكلة التي يعالجها البحث غير مباشرة, فهي تختبئ خلف عامل الجهل برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), وما يولده من اعتقاد منحرف قاصر عن تأدية تكليف الاعتقاد بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم), وفقاً لما عرضه القرآن الكريم من شأنه القرآني(صلى الله عليه وآله وسلم), وتتخاتل مشكلة البحث كذلك وراء العصبية العقائدية, كل ذلك فرضه الإرث الروائي والسيرة التاريخية الزائفة, حتى رسم منظومة متكاملة من الأحداث التأريخية والسيرة الروائية التي تسيء لمقام النبوة, وتجعلها هينة في أعين المتلقين للنصوص المعنية بها ـ سواء أكانت هذه النصوص قرآنية أم روائية ـ وأضحى الكلام في الروايات ممنوعاً بل يمنع التفكير والتأمل بكل ما يتصل بنقده أو بيان قصوره وخلله, وعلة ذلك المنهج الذي اختطه الرواة والمفسرون الذين لم يفهموا الحقيقة النبوية بشكلها القرآني والروائي الصحيح ؛ وقد استند منهجهم على ثلاثة عوامل أساسية أغلقت الدائرة على ما يرون:
العامل الأول: عدم نقد المتن وقبول ما فيه مهما كانت دلالته, ذلك بالاعتماد على صحة السند فقط.
العامل الثاني: تغييب دور التحسين والتقبيح العقليين
العامل الثالث: الاعتقاد ببشرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)- منعزلاً عن مقامه الرسالي وخصوصية النبوة والوحي - مسوغاً لقبول الشذوذ المتوافر في كثير من مروياتهم وآراء المفسرين.
وقد أسهمت هذه العوامل لتمرير كثير من المرويات التي تسيء الى مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والاعتقاد بخصوصياته, مثل إمكان السهو والغفلة والذنب وترك الأولى والميول العاطفية في الاحكام وفصل الخصومات, والنظر الى ما يحله الآخرون وتحريم ما يحله الله وغيرها مما قيل بأن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد مارسها, وعلى هذا الاساس تأتي هذه الدراسة لتعالج التشوهات العقدية التي الحقت بالنبوة وتزيح الضبابية من طريق فهمها ؛ من خلال طريق من الصعب دفعه إلا بالعصبية الجاهلية, فمن يعتقد بوفرة الخصائص والمميزات لعموم الانبياء : - على سبيل كمالهم وتناسبهم مع مقام نبوتهم ورسالاتهم - كيف يرتضي خلافها لرسول الله محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) كيف وأن هذه الخصائص مجتمعة عنده بالكلية, فقد فاقهم كمالاً واصطفاءً, واجتباءً حتى استجمع كل خصائصهم الرسالية النبوية وزاده تعالى عليهم بما شاء مقاماً ومنزلة لا يعلمها إلا هو !
أهمية الدراسة و الهدف منها:
الكشف عن خصائص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على وفق منهج قرآني جديد, يوجب الاعتقاد الصحيح ويستلزم نقض ما انحرف عن ذلك من الاعتقاد بمقام النبوة والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
إبراز منهج جديد لفهم النبوة بطريق أوثق, من خلال آيات الكتاب المجيد وما قرره من مقامه (صلى الله عليه وآله وسلم).
إيجاد خطاب نقدي كلي من شأنه دفع عدد من الشبهات التي اُلصقت بالنبوة والسيرة من خلال السيرة القرآنية التي لا شك فيها ولا جدال .
فرضية البحث :
يرى البحث أن القرآن الكريم أسس الى منهج لفهم نبوة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والاعتقاد بها, من خلال عرضه لسيرة الأنبياء السابقين وأحداثهم ومميزاتهم, وإن كانت الصورة متناثرة فهي تبعاً لأغلب أساليب القرآن في تحري بؤر التأثير لإقناع المتلقي وحصول الهداية, وان القرآن الكريم قد قصد الى هذا المنهج ولم يكن وجوده اعتباطياً, ذلك للمسوغات الآتية:
مسوغات توظيف المنهج:
كشف خصائص نبوة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بطريق أوثق وأعمق, ليبقى خالدا ببقاء القرآن الكريم, فلا يمكن نقضه أو التضليل عليه كما يحصل في السيرة والشمائل ومجمل الآثار الروائية النقلية .
انه لو استعمل التدليل المباشر على نبوة الخاتم لكانت الحجة مختصرة على من يؤمن برسول الله . وعلى هذا فبيان القرآن للسابقين من الانبياء يوحي بعالمية الخطاب ووحدة المصدر والتوافق الطولي بين الانبياء على موضوع واحد, فذكر السابقين يمثل مرحلة جذب لانتباههم الى ما عند رسول الله .
عرض امتيازات الأنبياء فيه جواب لسؤال مخاتل مضمونه لماذا نتبع محمدا والحال إن الانبياء لديهم من الامتيازات ؟ فيجاب عليه بأن المتأخر يأتي بحجة وبراهين افضل، فعليكم بمقارنته وبيان الحقيقة والاصلح بالاتباع, فإثبات أفضليته طريق يؤدي الى الحجية, ولو كان فاقدا لما عندهم لتضررت الحجية.
إن الإسلوب القصصي تستهويه النفوس وتتفاعل مع مضامينه بكيفية ترسخ في النفس محتواه, وفي هذا الصدد قال تعالى: >وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ < ([1]) فهذا اسلوب برهاني يراعي المتلقي لإيصال مراداته للفكر البشري لعلهم يتفكرون في عظمته > وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ < ([2]) فيعمد العقل المتلقي الى تجريد الصورة الكلية من مجمل الجزئيات في عموم القصة, ثم يعمد الى التمييز بين المشتركات بين الانبياء فيفرز المتشابهات والامتيازات, فيحلل فاضلها من مفضولها ثم يعيد تركيبها نحو استيحاء الدلالة الاجمالية الحاكمة على الترجيح([3]).
حجية منهج البحث:
وللبحث قاعدتان في إثبات ما يفرضه من نظرية، تستفادان من علم الكلام تؤسسان الى فهم واعتقاد نبوة الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) بشكل أدق وأعمق في خصوص ما يريده البحث, والقاعدتان هما :
القاعدة الأولى: الاعتقاد بأفضلية رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على سائر الأنبياء .
القاعدة الثانية: كل ما ثبت للأنبياء :هو ثابت إليه بطريق أوْلى؛ ليخرج البحث بخطاب قرآني يعالج الصورة المشوهة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)عند كثير من الرواة والمفسرين ويكشف عن خصائص الخاتم بطريق قرآني وثيق.
أفضلية النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على الأنبياء و الملائكة:
إن القول بأشرفية بعض من بعض ، وأفضليته ، يأتي في سياق تقدير الله وحكمته في هندسة النظام الكوني >أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ< ([4]) مما يدلل على إحكامه تعالى في أفعاله التي صدرت منه لأغراض قصدية متعالية ، وإن التفاضل الحاصل بين الموجودات يرجع الى ثلاثة عوامل أساسية :
العامل الأول: ما يحصل لعلل يقتضيها ضيق عالم المادة ، مثل أفضلية الملائكة على البشر فلا يمكن للملائكة أن تؤدي مهامها في عالم المادة بشكل يتناسب مع ما خلقت له .
العامل الثاني: ما يحصل لعلل اختيارية تؤثر في كمال النفس وفضلها ، وتؤثر في تفضيل بعض الأفراد من الإنسان والحيوان ، والنبات على غيرها ، وهذا ينطبق على التفاضل الموجود في عامة الموجودات
العامل الثالث: ما يحصل لعلل اختيارية وغير اختيارية مما يوجب الترجيح ويؤثر فيه ، وهذا ما يختص به الاصفياء من البشر, فتسبب العلل الاختيارية لتقدير اختيارهم, وتؤدي العلل غير الاختيارية الى قضاء اختيارهم ([5]).
«فإذا وجد بإذن الله تعالى وتقديره شخص قابل للإفاضة الغيبية ، والعناية الربانية كالعصمة والعلوم اللدنية لا يحرم منها ، ويستحيل أن يمنع الله تعالى ذلك عنه ، والله تعالى أعلم بموارد عناياته وإفاضاته . هذا ، ولنا أن نقول: إن النظام لا يتم بل لا يقوم إلا على التفضيل والاختصاص والاصطفاء فاختصاص العين بالرؤية ، والأذن بالسمع ، وسائر الأعضاء كلها بخاصية معينة ، وكذا اختصاص هذا الشجر بهذا الثمر ، وهذا بهذا هو المقوم لهذا النظام بإذن الله تعالى ، ولو لم يكن هذا الاختصاص لم يكن هذا العالم >ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ< ([6]) فالاصطفاء والاختصاص والتفضيل أمر واقع في عالم التكوين مهما كانت علله»([7]) وعلى هذا الاساس فإن للبحث في بيان حجية المنهج من خلال أفضليته على سائر الخلق ؛ تقديم الأبعاد الآتية ثم تليهما القاعدتان الكلاميتان في حجية المنهج:
البُعد الأول: عصمة الملائكة:
وصف الله الملائكة بما يظهر مكانتهم وقيمهم (بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) ([8]) ولفظ عباد يوضح طبيعتهم السلوكية, أنهم مواظبون على العبادة, راسخون في الطاعة, فيدلل على فطرتهم العبادية بلا اشتراك لأي حقيقة معها تؤثر في قيمة ذلك الوصف, الذي اضيف اليه الكرامة مع ما فيه من قيمة ذاتية .
كما وصف وظيفتهم وطبيعة تفاعلهم مع الأمر الإلهي بقوله: >لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ < ([46]) وفضيلة التابع توجب فضيلة المتبوع, فوجب أن يكون نبي هذه الأمة أفضل الأنبياء ([47])
أنه كان أكثر عطاءً للعلوم ؛ لأن شريعته بلغت أكثر بلاد العالم واستوعبت شتى المذاهب, وهذا ما لم يُتح لباقي الانبياء ([48])
قال الآلوسي: «أول روح ركضت في ميدان الخضوع والانقياد والمحبة وقد أسلم نفسه لمولاه بلا واسطة وكل إخوانه الأنبياء :إنما أسلموا نفوسهم بواسطته ÷ فهو ÷ المرسل إلى الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام في عالم الأرواح وكلهم أمته وهم نوابه في عالم الشهادة» ([49]) وفي ذلك من دلالات الأفضلية:
أولاً: أنه واسطتهم الى الايمان بالله فهو الصادر الأول فلابد من أن يكون الافضل
ثانياً: انه مرسل اليهم في عالم الأرواح فهو نبي لهم, ويدل عليه قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ([50])
ثالثاً: أنهم أمته, أي: تبع له وعلى وفق شريعته .
بيان ذلك على لسانه الشريف بقوله(صلى الله عليه وآله وسلم) «أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي: جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، ونصرت بالرعب ، وأحل لي المغنم ، وأعطيت جوامع الكلم»([51]) وروي بتصريح تفضيله على الانبياء بقوله «فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وخُتم بي النبيون» ([52]) ودلالة انه جامع للكلم توصل الى افضليته و لأن الجمع يشير الى ما عندهم وأكثر «وعلى هذا التقدير فالكامل المكمّل يكون هو الجامع لهذه المراتب كلَّها ، لأنّ الجامع بين الشيئين أو بين المقامين لا بدّ وأن يكون أفضل منهما وأكمل .. ولهذا صار نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم)أعظم الأنبياء وأشرفهم ، فإنّه كان جامعا للكلّ لقوله: « أوتيت جوامع الكلم», والمراد أنّ المرتبة الجامعيّة الَّتي هي مخصوصة به وبأمّته من أرباب الحقيقة وهي أعظم المراتب وأعلاها وأشرفها وأسناها»([53]) والى معنى الجامعية قال القاضي عياض «ليس أحد من الأنبياء أعطى فضيلة أو كرامة إلا وقد اعطى محمدا ÷ مثلها» ([54]) .
القاعدة الثانية: كل ما ثبت للأنبياء هو ثابت لرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) :
ان ما تم عرضه من مصاديق تدلل على أفضلية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)على سائر الانبياء ؛ يمثل تفرداً في الافضلية في المصدق ذاته, أي بحثنا الأفضلية منفردة بحسب كل مصداق, وإن منهج البحث يقتضي إيجاد كلية للأفضلية, وهو ما يستفاد من عموم البؤر الدلالية في المصاديق ذاتها, ويهدينا الى هذا المنهج الذي عرضه القرآن أمام العالمين بقوله تعالى: > أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي< ([74]) والخطاب أيضا يصف عناية الله لموسى 7 «أي جعلتك موضع الصنيعة ومقر الاكمال والاحسان واخلصتك بالألطاف واخترتك لمحبتي» ([75]) فيكون المعنى انه تعالى جعله خالصا لنفسه ([76]) «لئلا تشتغل بغير ما أمرتك به وهو إقامة حجتي وتبليغ رسالتي وأن تكون في حركاتك وسكناتك لي لا لنفسك ولا لغيرك» ([77])لما أعطاه من منزلة التقريب والتكريم لأن يكون أقرب الناس منزلة إليه وأشدهم قرباً منه.
قوله تعالى: وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ([78]) وفي النص الكريم بيان لمقام أوسع من مقام النبوة والإيحاء وهو مقام التأييد بروح القدس الذي يكشف عن دعم أكثر من التعلق بوجود وحي, أي يتعدى التأييد حالات التبليغ وتطبيق الحكم, فهو تسديد ورعاية مطلقة « ولذلك وصل قوله " تكلم الناس " من غير أن يفصله بالعطف إلى الجملة السابقة إشعارا بأن التأييد والتكليم معا أمر واحد مؤلف من سبب ومسبب»([79]) فالتأييد اوسع من الإيحاء, ولا سيما وان الايحاء عمَّ سائر الأنبياء والرسل, وممكن ان يكون روح القدس هو التفويض والسلطة التي منحها اياه وبواسطتها كان يحيي الموتى ويكلم الناس في المهد ([80]) «والمعنى: أعنّاه بجبريل عليه السلام في أول أمره وفي وسطه وفي آخره، أما في أول الأمر فلقوله: )فنفخنا فيه من روحنا< [التحريم: 12] وأما في وسطه فلأن جبريل عليه السلام علمه العلوم، وحفظه من الأعداء، وأما في آخر الأمر فحين أرادت اليهود قتله أعانه جبريل عليه السلام ورفعه إلى السماء والذي يدل على أن روح القدس جبريل عليه السلام قوله تعالى: )قُلْ نَزَلّه رُوْحُ الْقُدُس< [النحل: 102]»([81]) مما يدل على أنّ عناية الله ورعايته لعيسى كان قبل النبوة والوحي و التبليغ, فلا يجتهد مع وجود الوحي ولا يخطئ او ينسى .
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا([82]) فقد أقر عيسى بالعبودية لله وهو في ذلك العمر وجعلها من أولويات نطقه, مما يدلل على وجود قوة الهية هي من ساعدته ورعته حتى ينفي التهمة عن والدته ويثبت الاعجاز ([83]) «واختلفوا في نبوّته، فقيل: أعطيها في طفوليته: أكمل الله عقله، واستنبأه طفلا نظرا في ظاهر الآية ... معنى أوصاني وهو كلفني ، لأن أوصانى بالصلاة وكلفنيها واحد»([84]) وهو رغم صغر جسمه «فإنّ الله أزال عنه المنفرات لتكون الرغبة إلى استماع قوله وهو على هذه الصفة أتم وأكمل ويجوز إكمال عقله وإن حصل مقدما على دعواه إلا أنه معجزة لزكريا عليه السلام، أو يقال: إنه إرهاص لنبوته أو كرامة لمريم/ عليها السلام وعندنا الإرهاص والكرامات جائزة»([85]) وقد يقال بان عيسى عليه السلام كان صغيرا فكيف يؤتيه الكتاب ويوصيه بالصلاة وجوابه «لعل الله تعالى لما انفصل عيسى عن أمه صيره بالغا عاقلا تام الأعضاء والخلقة وتحقيقه قوله تعالى: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ) [آل عمران: 59] فكما أنه تعالى خلق آدم تاما كاملا دفعة فكذا القول في عيسى عليه السلام، وهذا القول أقرب إلى الظاهر لقوله: ما دمت حيا فإنه يفيد أن هذا التكليف متوجه عليه في جميع زمان حياته... لأنه تعالى جعله مع صغر جثته قوي التركيب كامل العقل ... ولم يجعلني جبارا شقيا, فإن الله تعالى لو فعل ذلك بكل أحد لم يكن لعيسى 7 مزيد تخصيص بذلك، ومعلوم أنه عليه السلام إنما ذكر ذلك في معرض التخصيص»([86]) ويستفاد البحث من النصوص المتقدمة على وجود امتيازات اختص الله بها عيسى وهي :
النبوة في صغر عمره, فتدل على الرعاية المسبقة والتسديد المتواصل.
إكمال عقله في طفولته, وهو ما يثبت استغنائه عن الآخرين.
ازالة المنفرات عنه ليتم مهمته النبوية, وهو ما يثبت العصمة المطلقة.
ذلك من خصوصياته بسبب عوامل الاصطفاء.
ويستند هذا التأهيل الى ضامن حي, لا يغفل ولا يموت ليُطَمْئِن على بقاء التأهيل, وديمومته وتدرجه في الكمال حتى تنكشف له الحقائق وتتجسد له على واقعها «نبوّة الأنبياء والرّسل ومعارفهم وحقائقهم ليست كسبيّة نظريّة ، حتّى يقال فيهم هذا، لأنّ نبوّتهم وولايتهم عطاء إلهي محض ، وإنعام ربانيّ صرف من غير علَّة ولا سبب صادر عنهم لقوله تعالى بالنسبة إلى نبيّنا (صلى الله عليه وآله وسلم): وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ([87]). ولقوله بالنّسبة إلى سليمان 7 >هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ([119]) «إنّ قوله: اذهبا بآياتي معناه أني أمدكما بآياتي وأظهر على أيديكما من الآيات ما تزاح به العلل من فرعون وقومه فاذهبا فإن آياتي معكما»([120])
فاذا كان موسى قد فوّضه الله للتصرف بآياته لإقامة الحجة, وكان عيسى :علَّمه الله الكتاب والحكمة فخلق الطير واحيى الموتى فبواسطة العلم نفذت قدرته, وان آصفا ببعض علم الكتاب جاء بالعرش وان يوسف : رسم استراتيجية عالية في هندسة الاقتصاد المصري وقتها فكيف بمن عنده علم الكتاب كله وأكثر ! ولا يتصور وجود كمال لنبي او وصي لم يثبت لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يقدم المفضول على الفاضل.
وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرض وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا([121]) «التمكين الاقدار يقال مكنته ومكنت له أي أقدرته فالتمكن في الأرض القدرة على التصرف فيه بالملك كيفما شاء وأراد ... والسبب الوصلة والوسيلة فمعنى إيتائه سببا من كل شيء أن يؤتى من كل شيء يتوصل به إلى المقاصد الهامة الحيوية ما يستعمله ويُفيد منه كالعقل والعلم والدين وقوة الجسم وكثرة المال والجند وسعه الملك وحسن التدبير وغير ذلك»([122]) «التمكين بسبب النبوة ويحتمل أن يكون المراد منه التمكين بسبب الملك من حيث إنه ملك مشارق الأرض ومغاربها والأول أولى لأن التمكين بسبب النبوة أعلى من التمكين بسبب الملك وحمل كلام الله على الوجه الأكمل الأفضل أولى ثم قال: وآتيناه من كل شيء سببا قالوا: السبب في أصل اللغة عبارة عن الحبل ثم استعير لكل ما يتوصل به إلى المقصود وهو يتناول العلم والقدرة والآلة فقوله: وآتيناه من كل شيء سببا معناه: أعطيناه من كل شيء من الأمور التي يتوصل بها إلى تحصيل ذلك الشيء ... ثم قال: فأتبع سببا ومعناه أنه تعالى لما أعطاه من كل شيء سببه فإذا أراد شيئا أتبع سببا يوصله إليه»([123]) وفي النصين من الدلالة على التفويض المحصلة الآتية :
إن الله أقدره على ما يريد من خلال الاطلاع على علل واسباب الموجودات للتصرف فيها كيفما شاء
إن هذا التمكين والاقدار كان لمنزلة النبوة, وذلك يفيد ان الانبياء عليهم السلام متمكنين من التصرف بالموجودات.
إن ثبوت التصرف بالموجودات لذي القرنين هو ثبوت في نفس الوقت لرسول الله, (صلى الله عليه وآله وسلم) بدليل الافضلية.
قوله تعالى: وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ([124]) وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ([125]) «الفضل العطية والتأويب الترجيع من الأوب بمعنى الرجوع والمراد به ترجيع الصوت بالتسبيح بدليل قوله فيه في موضع آخر: ﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ﴾ وقوله: ﴿يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ﴾ بيان للفضل الذي أوتى داود وقد وضع فيه الخطاب الذي خوطبت به الجبال والطير فسخرتا به موضع نفس التسخير الذي هو العطية وهو من قبيل وضع السبب موضع المسبب والمعنى: سخرنا الجبال له تؤوب معه والطير»([126]) «معناه تصرفي معه وسيري بأمره»([127]).
ومحصلة الادلة: إن الفضل الذي أوتي لداوود هو إتيانه السلطة على الجبال والطير ان يتصرفا كما يريد, سواء أكان ما يريد للمهمة النبوية أم لغيرها.
وقوله وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى ([128]) «والضرب: هنا بمعنى الجعل كقولهم: ضرب الذهب دنانير» ([129]) «أي: اجعل لهم طريقا»([130]) والجعل إيجاد ما لم يكن بواسطة الفيض والنبوة، وهو إذن بالتصرف وليس تمليك, فجميعها تصرح أنها إما للأمر الإلهي, او التفويض الارتباطي بالله وعدم الاستقلال, والجميع يحدث بواسطة المنحة الإلهية للنبي وان قوام هذه المنحة هو الاطلاع على أسرار ومكونات الموجودات والعلم بخصوصياتها, ومن ملك العلم ملك السيطرة على ما عَلِم به, والتمكن منه حتى يكون تابع له .
قوله تعالى: وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأرض الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ([131]) «أي جعلناها طائعة منقادة له بمعنى أنه إن أرادها عاصفة كانت عاصفة وإن أرادها لينة كانت لينة والله تعالى مسخرها في الحالتين... وهبوبها على حسب ما يريد ويحكم آية إلى آية ومعجزة إلى معجزة»([132]) فتصريف الرياح وجريانها على حسب ما يريد ويحكم نحوٌ من التصرف في نظام الكون, والنص يؤكد أنّ هذا التصرف بأمر سليمان ليس على نحو الدعاء أو للمعجزة ؛ بل هو تفويض ومنحة من الله, وأنّ اللهَ مطّلعٌ عليه وعالم بما يريد سليمان, لهذا فوضه ذلك لأن ما يشاء سليمان هو اشاءة لله وارادة .
قوله تعالى: وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ([133]) «وظاهر قوله أني أخلق لكم " الخ " أن هذه الآيات كانت تصدر عنه صدورا خارجيا لا أن الكلام مسوق لمجرد الاحتجاج والتحدي ولو كان مجرد قول لقطع العذر وإتمام الحجة لكان من حق الكلام أن يقيد بقيد يفيد ذلك كقولنا إن سألتم أو أردتم أو نحو ذلك . على أن ما يحكيه الله سبحانه من مشافهته لعيسى يوم القيامة يدل على وقوع هذه الآيات أتم الدلالة»([134]) واحياء الموتى كان بواسطة التفويض الذي منحه اياه بواسطة تأييده بروح القدس([135]).
فالآية تبين ثبوت التصرف في النظام الكوني بقيد الإذن الإلهي, وان آياته وما يأتي فهو من الله, وتبع له وبقدر مَنْحِه وجوازه, وما يزيد من وثوق هذا المبدأ رجوعه إلى الله, فكرر أنه كان بأذنه تعالى .
قوله تعالى: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ([136]) فلاحظ انه تصرف بنظام الإحياء في الموتى, فقطّع الطير ودعاهنَّ, وهذا ليس من عنده, فالله هو المحيي والمميت, لكنه يكشف عن منح وتفويض لإبراهيم j في ممارسة ذلك الخرق الكوني, ولا سيما أنه ليس في مقام إثبات المعجزة او الدعوة للآخرين حتى يمكن حصر فلسفة الاعجاز لإثبات الدعوة «فإنه تعالى جعل إتيانهن سعيا وهو الحياة مرتبطا متفرعا على الدعوة ، فهذه الدعوة هي السبب الذي يفيض عنه حياة ما أريد إحيائه ، ولا إحياء إلا بأمر الله ، فدعوة إبراهيم إياهن بأمر الله ، قد كانت متصلة نحو اتصال بأمر الله الذي منه تترشح حياة الاحياء ، وعند ذلك شاهده إبراهيم ورأى كيفية فيضان الامر بالحياة ، ولو كانت دعوة إبراهيم إياهن غير متصلة بأمر الله الذي هو ان يقول لشيء إرادة: كن فيكون ، كمثل أقوالنا غير المتصلة إلا بالتخيل كان هو أيضا كمثلنا إذ قلنا لشيء كن فلا يكون ، فلا تأثير جزافي في الوجود ... وبالجملة فأجابه الله تعالى بأن أمره بأن يأخذ أربعة من الطير (ولعل اختيار الطير لكون هذا العمل فيها أسهل وأقل زماناً) فيشاهد حياتها ويرى اختلاف أشخاصها وصورها ، ويعرفها معرفة تامة أولا ، ثم يقتلها ويخلط أجزاءها خلطا دقيقا ثم يجعل ذلك أبعاضا ، وكل بعض منها على جبل لتفقد التميز والتشخص ، وتزول المعرفة ، ثم يدعوهن يأتينه سعيا ، فإنه يشاهد حينئذ ان التميز والتصور بصورة الحياة كل ذلك تابع للدعوة التي تتعلق بأنفسها ، أي إن أجسادها تابعة لانفسها لا بالعكس ، فإن البدن فرع تابع للروح لا بالعكس ، بل نسبة البدن إلى الروح بوجه نسبة الظل إلى الشاخص ، فإذا وجد الشاخص تبع وجوده وجود الظل وإلى أي حال تحول الشاخص أو أجزائه تبعه فيه الظل حتى إذا انعدم تبعه في الانعدام ، والله سبحانه إذا أوجد حيا من الاحياء ، أو أعاد الحياة إلى أجزاء مسبوقة بالحياة فإنما يتعلق إيجاده بالروح الواجدة للحياة أولا ثم يتبعه أجزاء المادة بروابط محفوظة عند الله سبحانه لا نحيط بها علما فيتعين الجسد بتعين الروح من غير فصل ولا مانع ... وقوله ثم ادعهن، أي ادع الطيور يا طاووس ويا فلان ويا فلان ، ويمكن ان يستفاد ذلك مضافا إلى دلالة ضمير "هن" الراجعة إلى الطيور من قوله: ادعهن ، فإن الدعوة لو كانت لأجزاء الطيور دون أنفسها كان الأنسب ان يقال: ثم نادهن فإنها كانت على جبال بعيدة عن موقفه عليه السلام واللفظ المستعمل في البعيد خاصة هو النداء دون الدعاء ، وقوله: يأتينك سعيا ، أي يتجسدن واتصفن بالاتيان والاسراع إليك»([137]) ولكأن كلام العلامة رداً على ما قرره الرازي في أن النداء من ابراهيم ودعوتهن كانت لأجزاء ما قطع, بدلالة ان الضمير في قوله (يأتينك) عائد على الاجزاء لا على الذوات نفسها.
«الضمير في قوله يأتينك سعيا عائدا إلى أجزائها لا إلى إليها... وقد احتج أصحابنا بهذه الآية على أن البنية ليست شرطا في صحة الحياة ، وذلك لأنه تعالى جعل كل واحد من تلك الأجزاء والأبعاض حياً فاهماً للنداء»([138]) .
وإن البحث يرصد من الرأيين وجود تصرف من إبراهيم على الطيور, من جهة إحيائهن والأمر بالقدوم إليه, أي: قوة الاستجابة وقدرتها لمن هو له سلطة عليه, وبهذا تثبت حكومة ابراهيم على الموجودات, فسواء أكان الأمر وقع على الاجزاء أم على عموم الذات والروح فدعوة إبراهيم تثبت وجود تصرف بإذن الله تعالى, وإن كان البحث يعتقد بصحة ما يراه العلامة الطباطبائي.
محصلة البحث:
أظهر البحث وجود منهجٍ في القرآن عرض فيه خصائص الانبياء عليهم السلام وان بعض هذه الخصائص لم ينص عليها القرآن صراحة بحق رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم), ولكي يثبت البحث وجودها لرسول الله فقد عمد الى اثبات افضلية رسول الله محمد على الانبياء وانه جامع لكمالاتهم، لهذا يثبت تمكنه من جميع ما عندهم وان كانت الصورة في القرآن غير واضحة عند بعضهم مما سبب تشوية في الحقيقة النبوية أدى الى تحميل الاثار الروائية وما في بعضها من اساءات لرسول الله عليه, فكان لهذا المنهج أثره وإسهامه في إيضاح الحقيقة بطريق قرآني يتفق عليه الجميع.
والحمد لله رب العالمين ..
-------------------------------------------
([1]) هود: 120.
([2]) الحشر: 21.
([3]) ظ: د . أيمن المصري . منتهى المراد في علم أصول الاعتقاد, 62-63 .
([4]) المؤمنون: 15.
([5]) ظ: الكلبايكاني, لطف الله الصافي . مجموعة الرسائل, ج1/43-44.
([6]) يس: 38.
([7]) الكلبايكاني, لطف الله الصافي . مجموعة الرسائل, ج1/44.
([8]) (الانبياء) 26-27.
([9]) الأنبياء: 27.
([10]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج2/166.
([11]) التحريم 6 .
([12]) الطوسي, محمد بن الحسن . التبيان في تفسير القرآن, ج1/152.
([13]) النحل 50 . .
([14]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج2/166.
([15]) ظ: الكلبايكاني, لطف الله . رسالتان حول العصمة / 102.
([16]) الحويزي, تفسير نور الثقلين, ج3 /416 .
([17]) الصدوق, الاعتقادات في دين الامامية, 91 .
([18]) البقرة 30 .
([19]) (آل عمران).
([20]) البقرة 30 .
([21]) الصدوق . الاعتقادات /89.
([22]) البقرة 31 -33 .
([23]) البقرة 32 .
([24]) محمد السند . مقامات النبي والنبوة, 241 .
(([25] البقرة .
([26]) الآمدي . ابكار الافكار, ج4 / 233 .
([27]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج12/100.
([28]) لطف الله الصافي الكلبايكاني, مجموعة الرسائل, ج1 /50 .
([29]) الصدوق, الاعتقادات, 91 .
([30]) البقرة 253 .
([31]) الطبرسي . مجمع البيان, ج2/154.
([32]) الباقلاني, الانصاف, 130 .
([33]) ظ: الرازي . مفاتيح الغيب, ج6/522.
([34]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج6/523.
([35]) سبأ: 28 .
([36]) الآملي حيدر . تفسير المحيط الأعظم والبحر الخظم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم, ج 1 / 45.
([37]) البقرة 253 .
([38]) ظ: الطباطبائي . الميزان, ج2/320.
([39]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج6/523-524.
([40]) النجم : 8-9.
([41]) ابن حجر, فتح الباري, ج13 /427 .
([42]) الآملي حيدر . تفسير المحيط الأعظم والبحر الخظم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم, ج 2 / 422.
([43]) العكبري, أبو البقاء (المتوفى: 616هـ) . التبيان في إعراب القرآن, ج2/1186.
([44]) الانبياء 107.
([45]) آل عمران: 110 .
([46]) آل عمران :31.
([47]) ظ: الرازي . مفاتيح الغيب, ج6/523.
([48]) ابن ميثم البحراني . قواعد المرام في علم الكلام /135 .
([49]) الآلوسي . تفسير روح المعاني - ج 7 - ص 140.
([50]) ال عمران: 81 .
([51]) الصدوق . من لا يحضره الفقيه, ج1/214الحر العاملي - وسائل الشيعة ( آل البيت ) - ج 3 / 351 .
([52]) مسلم النيسابوري . المسند الصحيح المختصر ,ج 2 / 64 + القاضي عياض . الشفا بتعريف .حقوق المصطفى, ج 1 / 170 + ابن حجر العسقلاني . الإصابة, ج 1 / 13.
([53]) الآملي حيدر. تفسير المحيط الأعظم والبحر الخظم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم, ج3 /76.
([54]) القاضي عياض . الشفا بتعريف حقوق المصطفى, ج 1 / 45.
([55]) الأنعام: 90.
([56]) ظ: الطباطبائي . الميزان, ج 7 / 260.
([57]) الرازي . مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير, ج13/ 57 .
([58]) الكافي ,ج1/225.
([59]) الشفا بتعريف حقوق المصطفى, ج 1 / 147.
([60]) ابن ميثم البحراني . قواعد المرام في علم الكلام / 135.
([61]) عبد الرحمن السعدي . تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان / 263.
([62]) الكشاف, ج 1/297.
([63]) ظ: الطباطبائي . الميزان, ج 7 / 243.
([64]) الزمر: 37.
([65]) يس 60: 62.
([66]) الطباطبائي . الميزان, ج 2 / 135 - 136.
[67]» النجم: 3-4.
([68]) الرازي, مفاتيح الغيب, ج3 / 9 .
([69]) طه 39 .
([70]) الطباطبائي محمد حسين . الميزان في تفسير القران, ج14 /151 .
([71]) ظ: ابن الجوزي. زاد المسير في علم التفسير, ج5 ص198+السيوطي. تفسير الجلالين: 408 + الرازي . مفاتيح الغيب, ج2/53 + ابن جزي, التسهيل لعلوم التنزيل, ج2/8.
[72]» السجدة: 7 .
([73]) لقمان 27.
([74]) طه: 41.
([75]) ابي حيان الاندلسي . البحر المحيط, ج6 /228.
([76]) الميزان في تفسير القآن, 14/153 .
([77]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج22/56.
([78]) البقرة: 253 .
([79]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج6/220.
([80]) ظ: الرازي . مفاتيح الغيب ,6/529 + الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج6/220.
([81]) الرازي . مفاتيح الغيب ,6/528.
([82]) مريم: 30-32.
([83]) ظ: الرازي . مفاتيح الغيب ,21/531.
([84]) الزمخشري . الكشاف , ج3/15-16.
([85]) الرازي . مفاتيح الغيب ,21/534.
([86]) الرازي . مفاتيح الغيب ,21/536.
([87]) النساء: 113 .
([88]) ص: 39.
([89]) مريم: 30-31.
([90]) مريم: 12.
([91]) الآملي, حيدر . تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم, ج 3/ 48.
([92]) القصص 7 .
([93]) مريم: 19- 21 .
([94]) آل عمران: 47-48.
([95]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج6/220.
([96]) البقرة 124 .
([97]) المحرر الوجيز, ج 1 / 350.
([98]) ظ: الرازي, مفاتيح الغيب , 4 / 47 ـ 48 .
([99]) المتقي الهندي . كنز العمال, ج11 / 406, ح 31895 .
([100]) الاحزاب 40 .
[101]» ال عمران: 81 .
[102]» الكهف 65 -66 .
([103]) الرازي . مفاتيح الغيب ,21/482-483.
([104]) يوسف: 15.
([105]) يوسف: 21 .
([106]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج 18/435.
([107]) آل عمران 49 .
([108]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج3/200.
([109]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج 8/229.
([110]) الزمر 18 .
([111]) ابن منظور . لسان العرب, 8/ 162.
([112]) الأنعام: 113.
([113]) ابن منظور . لسان العرب, 14/ 461.
([114]) ابو السعود . إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم, ج7 /248 .
([115]) التبيان في تفسير القران, ج9 /17 .
[116] ) مظاهر الاستدلال في القران, محمد زوين, مجلة المصباح, العدد 19, 1435 .
[117]» غافر: 78 .
([118]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج10/212-213.
[119]» طه 42.
([120]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج 22/51.
([121]) الكهف: 83- 84 .
([122]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج13/360.
([123]) الرازي . مفاتيح الغيب ,21/495.
([124]) الانبياء 79 .
([125]) سبأ : 10 .
([126]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج 16/362.
([127]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج 22/168.
([128]) طه: 77 .
([129]) ابن عاشور . التحرير والتنوير, ج16/270.
([130]) الشوكاني . فتح القدير, 3/446.
([131]) الانبياء: 81 .
([132]) الرازي . مفاتيح الغيب, ج 22/169.
([133]) آل عمران 49 .
([134]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج3/200.
([135]) ظ: الرازي . مفاتيح الغيب ,6/529.
([136]) البقرة 260 .
([137]) الطباطبائي . الميزان في تفسير القرآن, ج2/375-377.
([138]) الرازي . مفاتيح الغيب , ج 7/38-39.
* المصادر والمراجع *
ابن الجوزي , أبو الفرج عبد الرحمن (ت: 597هـ). زاد المسير في علم التفسير . ط1. تحقيق: عبد الرزاق المهدي . بيروت: دار الكتاب العربي - 1422 هـ .
ابن جزي الكلبي (ت: 741هـ). التسهيل لعلوم التنزيل . ط1. تحقيق: الدكتور عبد الله الخالدي .بيروت , دار الأرقم بن أبي الأرقم , 1416 هـ .
ابن حجر , أحمد بن علي , العسقلاني (852هـ - 1448م) . الإصابة في تمييز الصحابة . ط1 . تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض . بيروت: دار الكتب العلمية , 1415 هـ , عدد الأجزاء: 8
-----. فتح الباري شرح صحيح البخاري . ط2. بيروت: دار المعرفة , 1379 , عدد الأجزاء: 13 .
ابن عاشور التونسي , محمد بن الطاهر (ت: 1393هـ). تفسير التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد». تونس: الدار التونسية للنشر, 1984 هـ .
ابن عطية , عبد الحق بن غالب المحاربي الأندلسي(ت: 542هـ). تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .ط1 . تحقيق: عبد السلام عبد الشافي محمد . بيروت: دار الكتب العلمية , 1422 هـ .
ابن منظور, محمد بن مكرم الرويفعى الإفريقى (ت: 711هـ) . لسان العرب . ط2 . بيروت: دار صادر ,1414 هـ .
الألوسي , محمود الحسيني الألوسي (ت: 1270هـ). روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني . ط1 . تحقيق: علي عبد الباري عطية . بيروت: دار الكتب العلمية , 1415 هـ .
الآمدي , علي بن أبي علي الثعلبي (ت: 631 هـ) . أبكار الأفكار في أصول الدين . تحقيق: أحمد محمد مهدي . القاهرة: دار الكتب ,1423 .
الآملي , حيدر (ت: 782هـ) . تفسير المحيط الأعظم والبحر الخضم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم. ط4 . تحقيق: السيد محسن التبريزي. نشر: مؤسسه فرهنگى, المطبعة: الأسوة 1428.
الأندلسي , أبو حيان محمد بن يوسف(ت: 745هـ) . تفسير البحر المحيط . تحقيق: صدقي محمد جميل . بيروت: دار الفكر ,1420 هـ .
أيمن المصري . منتهى المراد في علم أصول الاعتقاد . ط1 . أكاديمية الحكمة العقلية , 1435-2014
الباقلاني , أبو بكر محمد بن الطيب (ت: 403هـ). الانصاف فيما (يجب أعتقاده , لايجوز اعتقاده, لايجوز الجهل به) ط1. تحقیق: زاهد كوثرى . بيروت: دار الكتب العلمية, 1425هـ.
البحراني , ابن ميثم . قواعد المرام في علم الكلام . ط 2 . تحقيق: السيد أحمد الحسيني . إيران: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي , قم , 1406 .
الحر العاملي , محمد بن الحسن (ت: 1033هـ) . وسائل الشيعة . ط2 . إيران: مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ,1414هـ .
الحويزي . تفسير نور الثقلين . ط 4 . تحقيق: هاشم الرسولي المحلاتي. إيران: مؤسسة إسماعيليان , 1412 - 1370 , قم.
الرازي . تفسير مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير . ط٣ . بيروت: دار إحياء التراث العربي , ١٤٢٠ .
الزمخشري , محمود بن عمرو(ت: 538هـ). الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل . ط ٢ . بيروت: دار الكتاب العربي , ١٤٠٧ , عدد الأجزاء : ٤ .
السعدي, عبدالرحمن بن ناصر. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. ط١. تحقيق: عبدالرحمن بن معلا اللويحق . دمشق : مؤسسة الرسالة , ١٤٢٠ - ٢٠٠٠ , عدد الأجزاء: ١.
السمرقندي , أبو الليث (ت: 373هـ) . تفسير بحر العلوم . تحقيق : محمود مطرجي . بيروت : دار الفكر .
السيوطي , جلال الدين عبد الرحمن , الشافعي (ت:911هـ) . المحلي (تفسير الجلالين ) . ط١ . القاهرة : دار الحديث .
الشوكاني , محمد بن علي اليمني (المتوفى: 1250هـ). فتح القدير .ط1 . بيروت: دار ابن كثير , 1414 هـ
الصدوق . الإعتقادات . أيران: المؤتمر العالمي للشيخ المفيد , 1414هـ .
الصدوق , محمد بن الحسن (ت: 381 هـ) . من لا يحضره الفقيه . ط ٢. تحقيق: علي أكبر الغفاري . إيران: مؤسسة النشر الإسلامي , قم , ١٤٠٤ .
الطباطبائي محمد حسين (ت: 1402هـ) . الميزان في تفسير القران .إيران: مؤسسة النشر الإسلامي , قم .
الطبرسي . تفسير مجمع البيان . ط ١ . تحقيق : الجنة من العلماء والمحققين الأخصائيين . بيروت: مؤسسة الاعلمي , ١٤١٥ - ١٩٩٥ .
الطوسي , محمد بن الحسن (ت460هـ) . التبيان في تفسير القرآن . ط ١ . تحقيق: أحمد قصير العاملي . بيروت: دار إحياء التراث العربي , ١٤٠٩ .
العكبري , أبو البقاء عبدالله بن أبي عبدالله الحسين بن أبي البقاء (ت: 616هـ). التبيان في إعراب القرآن . تحقيق: علي محمد البجاوى . القاهرة: إحياء الكتب العربية , عدد الأجزاء: 2
القاضي عياض ( ت: ٥٤٤) . الشفا بتعريف حقوق المصطفى . بيروت: دار الفكر , ١٤٠٩ -١٩٨٨ .
الكلبايكاني , لطف الله الصافي . رسالتان حول العصمة . تحقيق: مؤسسة الإمام الصادق . إيران: دار القرآن الكريم ,قم , ١٤٠٣ .
-----. مجموعة الرسائل , ج1/44
الكليني , محمد بن يعقوب ( ت: ٣٢٩ هـ) . الكافي . ط ٥ . تحقيق: علي أكبر الغفاري . طهران: دار الكتب الإسلامية , ١٣٦٣ .
المتقي الهندي ( ت: ٩٧٥) . كنز العمال . تحقيق: بكري حياني . بيروت: مؤسسة الرسالة , ١٤٠٩ - ١٩٨٩ .
محمد السند . مقامات النبي والنبوة . ط١. إيران:مؤسسة الأمام الصادق,قم,١٤٣٠
محمد زوين . مظاهر الاستدلال في القران , مجلة المصباح , العدد 19 , 1435 .
مسلم بن الحجاج (ت: ٢٦١). المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) (المعروف بصحيح مسلم) . تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي . بيروت: دار إحياء العربي , عدد الأجزاء: ٥ .