البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

علم النبي والإمام بالغيب ، من منظار المتكلمين والفلاسفة

الباحث :  محمد حسن نادم ، ترجمة: هاشم مرتضى
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  10
السنة :  السنة الثالثة - ذي القعدة 1437هـ / 2016م
تاريخ إضافة البحث :  August / 29 / 2016
عدد زيارات البحث :  2186
تحميل  ( 312.977 KB )
ملخص البحث

يعد المنظار الكلامي والفلسفي من جملة الطرق التي يقاس بها المفاهيم والتعاليم الدينية، حيث ينظر كل منها إلى المسائل والمفاهيم الدينية ضمن مناهج ومباني وخلفيات فكرية خاصة. يحاول هذا البحث ـ مع لحظ حجم الصفحات ـ تسليط الضوء على موضوع علم النبي والإمام بالغيب ـ الذي يعد من المعارف الشيعية الخاصة ـ باعتماد ما أفرزه أبرز أتباع المدرسة الكلامية والفلسفية المشهورة، وذكر وجهات نظر كل واحد منهم فيما يتعلّق بعلم النبي والإمام بالغيب؛ وحدّه وحدوده، وباعتماد المباني والخلفيات المعرفية، والوصول إلى حصيلة البحث بشكل مقتضب.

الكلمات المفتاحيّة: العلم، الغيب، علم الغيب، النبي، الإمام، المتكلّمون، الفلاسفة.

المقدمة

من البديهي حصول ثمرات متعددة لمبحث علم الغيب بمعناه العام؛ لارتباطه بمسائل كلامية كثيرة، ولكن خصوصيته الخاصة بالنسبة إلى الشيعة هي علاقة علم الغيب بمسألة النبوة والإمامة، المسألة التي توجب استحكام اعتقاد الشيعة بالإمامة؛ ولذا رأينا من المناسب البحث في هذا الموضوع ـ ولو على نحو الاختصار  والإيجاز ـ من وجهة نظر طائفتين من علماء المسلمين، وقد اتخذ كل واحد منهما منهجاً عقلياً في الدفاع عن المفاهيم الدينية وتبيينها ولكن بمنهج يختلف عن الآخر.

لا يوجد أدنى شك في المدارس الفلسفية والكلامية حول علم الأنبياء ونبي الإسلام9 بالغيب، لأنّ معارف الأنبياء وعلومهم مبتنية على الإمداد الغيبي والعنايات الربانية؛ تتحصّل بالاتصال والارتباط بمنبع الوحي الإلهي، ومن ثمّ يتم تبليغها إلى قومهم وأممهم، والشاهد على هذا المدعى ـ قبل كل شيء ـ وجود الكتب السماوية ومنها القرآن، حيث تتعلّق بعض آياتها بعلم الغيب بالخصوص، وباتت مورد اهتمام علماء القرآن بمختلف مراتبهم ومناهجهم.

وعليه سيكون أكثر ما نتطرّق إليه في هذا البحث حدود علم الغيب وكيفيته وكمّيته أوّلاً، ثم نتطرّق بعده إلى أنّ الإمام هل له نصيب من علم الغيب أم لا؟ وبما أنّ معتقد الشيعة يدور حول تساوي الأنبياء والأئمة في الأوصاف؛ ستكون الصبغة الغالبة لهذا المبحث عطف النظر إلى علم الإمام بالغيب.

سابقة مبحث علم الإمام بالغيب:

بالنظر إلى ما تركه الأئمة المعصومون من روايات، لايبقى شك في أنّ البحث والاختلاف حول نوعيّة علم الإمام وكيفيّته كان موجوداً منذ عصرهم : ومورد اهتمامهم واهتمام أصحابهم وتلامذتهم. نرى في الروايات أنّ الأئمة تارة يصرّحون بعلم الإمام بالغيب، وتارة اُخرى ـ بالنظر إلى ما فشى بين المسلمين من الغلو ـ يضطرّون إلى الكلام بنحو آخر كي لا يعطوا حجة لأهل الغلو. وعليه فمسألة علم الغيب في كلام الأئمة : شهد صعوداً وهبوطاً يدلّان على وجود الاختلاف في الروايات المتبقية عنهم :.

وقد استمرّت هذه الطريقة لفترة ما بعد الأئمة : أيضاً، وعليه فمسألة علم الغيب كانت من منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا ـ على الرغم من بحثها في علم الإمام ـ من العقائد التي باتت مورد عناية علماء الشيعة لما تمتاز من أهمية قصوى([1]).

إنّ الشيعة عندما يتكلّمون عن علم الإمام، لا يعنون بذلك العلوم الظاهرية والكسبية، لتساوي الإمام وغيره في تحصيل هذه العلوم، بل يقصدون العلم اللدنّي؛ العلم الذي يُطلق عليه علم الغيب، حيث أنّ الحصول على هذا العلم بحاجة إلى أدوات خاصة تكون أعلى وأرقى من الحواس الظاهرية والباطنية، وبما أنّه من الأمور غير المحسوسة كالموت والقيامة و... بات مورداً للنقاش حيث خالفه الكثير وما زالوا. ولذا فإنّ علماء الشيعة أبدوا آراءهم حول هذا الموضوع منذ البداية بمناهج مختلفة.

وفي هذا المبحث نسلّط الضوء على رؤية طائفتين من علماء الإسلام أي الفلاسفة والمتكلّمون؛ ونريد أن نعرف حدود وكيفيّة علم الإمام بالغيب طبقاً للمباني والموازين المقدَّمة من قبلهما، وللإجابة عن هذين السؤالين نحتاج إلى بسط نطاق البحث مع لحظ الحجم المحدّد من الأوراق لهذا البحث.

نطاق علم الغيب:

يعود أساس مسألة الغيب والعلم به إلى المصادر الوحيانية، ويستفاد من مجموع الآيات والروايات المتعلّقة بهذا الموضوع وجود نوعين من علم الغيب: العلم المحدود للغيب، والعلم غير المحدود للغيب، والحصيلة القطعية لجميع المباني واتجاهات علماء الإسلام المختلفة حصر علم الغيب غير المحدود (المطلق) بالله تعالى، ولكن العلم المحدود للغيب (النسبي) ـ مع قطع النظر عن المباحث الدلالية ـ يتعلّق بغير الله تعالى بالنظر إلى قابليات الإنسان ومختلف استعداداته، فباب الغيب مفتوح للإنسان، ومن الممكن حصول الاتصال بعالم الغيب والاطلاع عليه لغير الله تعالى([2]).

وهنا يطرح سؤال وهو أنّ هذا العلم غير المحدود المخصّص لله تعالى هل يطلع عليه غير الله أم لا؟ وبعبارة اُخرى هل نصيب الأنبياء والأئمة: من الغيب محدود أو غير محدود؟ توجد هنا أقوال مختلفة يمكن تلخيصها ضمن قولين:

القول الأول:

الذاهبون إلى هذا القول يعتقدون بجواز اطلاع غير الله على علم الله المطلق غير المحدود بإذنه؛ وهم ينقسمون إلى عدّة أقسام:

ألف ـ المتمسّكون بالروايات الكثيرة المثبتة لعلم الأنبياء والأئمة : غير المحدود وبإذن الله. وقد رويت هذه الروايات بكثرة في المجاميع الروائية وفي أبواب مختلفة، نشير هنا إلى مضمون بعضها:

«إنّ الإمام خليفة الله ومرجع الناس في كل الأمور»([3])، «الإمام وارث النبي9 وجميع الأنبياء والأئمة من قبله»([4])، «الإمام خزان علم الله وعيبة علمه»([5])، «الإمام عالم بالقرآن كلّه وسنّة نبيه»([6])، «الإمام عالم بجميع ما يحتاج إليه الناس كلّه»([7])، «عند الإمام الإسم الأعظم»([8])، «الإمام عالم بما كان وما يكون وما هو كائن»([9])، «الإمام عالم لباقي السماوات والأرض وما فيهما من رطب ويابس»([10]). و...

ب ـ الذاهبون إلى الرؤية العرفانية في بيان موقعية الإنسان الكامل، حيث يجعلونه خليفة الله، الخليفة الذي يكون مظهراً تاماً لجميع الأوصاف الإلهية، حيث تتجلّى فيه جميع الصفات والأسماء الربوبية المستأثرة وغير المستأثرة، ومن جملة تلك الصفات صفة علم الله اللامتناهي وغير المحدود.

ج ـ الفلاسفة الذين مزجوا بين المباحث الفلسفية والكلامية والنقلية، وقد عرفت فلسفتهم باسم الحكمة المتعالية، وحصيلة رأيهم في مسألة علم الإمام هو ما ذهب إليه العرفاء.

نحن هنا سوف لا نتطرّق إلى آراء الفريق الأوّل، لأنّ ما تركوه لنا من آثار بالنسبة إلى موضوع علم الإمام لحد الآن يغلب عليه الاتجاه النقلي، كما لا نفرد بحثاً مستقلاً بالنسبة إلى الفريق الثاني؛ إذ يحتوي البحث عن الفريق الثالث مطالب متشابه عن آرائهم سوف نذكرها في موردها.

القول الثاني:

ذهب بعض آخر ـ خلافاً لأصحاب القول الأول ـ إلى تحديد علم النبي والإمام بالغيب، وهم ينقسمون أيضاً إلى عدّة أقسام:

ألف ـ تمسّك بعض المفسرين والمحدّثين والفقهاء بظواهر بعض الروايات الدالّة على تحديد وعدم إطلاق علم الغيب لغير الله تعالى. وهذه الروايات تنقسم إلى عدّة أقسام:

القسم الأوّل: الروايات الواردة في ذيل الآيات المخصّصة لعلم الغيب بالله تعالى، من قبيل: «إنّ من العلم ما استأثر الله به ولم يطلع عليه أحد»، «إنّ لله علمين علماً عاماً وخاصاً لم يطلع عليه أحد» «إنّ لله علم يقضيه إلى الملائكة وكان في علم القادر»، «إنّ لله علماً مكفوفاً وعلماً مبذولاً»([11]).

القسم الثاني: الروايات المتعلّقة باختلاف رتبة علم الأنبياء والأئمة: ، من قبيل: «الأئمة بعضهم أفضل من بعض إلاّ في علم الحلال والحرام»([12])، «إنّ الإمام أعلم من سليمان»([13])، «إنّ موسى أعلم من الخضر وإنّ الإمام أفضل منهما»([14]).

القسم الثالث: الروايات المتعلّقة بسهو الإمام، كقوله: «إنّ النبي 9 صلّى بالناس ثم سهى»([15])، «إنّ علياً صلّى بالناس بدون الطهارة»([16])، «الإمام الباقر (ع)  نسي الغسل»([17]).

القسم الرابع: الروايات الواردة عن النبي9 والأئمة : في نفي العلم بالغيب عن أنفسهم([18])

القسم الخامس: الروايات الواردة في الأبواب الفقهية في عدم علم الإمام ببعض المسائل الفقهية، أو ما تضمّن من اعترافهم بعدم علمهم بالغيب، كعلي (ع)  لما بعثه رسول الله 9 إلى اليمن قال: «ليس لي علم بالقضاء»([19]).

القسم السادس: الروايات التي يُستنتج منها عدم اطلاق علم الإمام.

ب ـ قد استدلّ بعض المتكلمين على محدودية علم الغيب لغير الله تعالى ببعض الدلائل العقلية والنقلية.

ج ـ كما ذهب إلى هذا القول بعض الفلاسفة بالاستناد على المباني والخلفيات الفلسفية العقلية، وسنتطرق إلى آرائهم تبعاً، ونستمر بالبحث مع لحظ آراء الطائفتين: المتكلمين والفلاسفة مع توجهاتهما العقلية ـ النقلية.

نطاق علم النبي والإمام بالغيب عند الفلاسفة:

قد يخطر ببال القرّاء الكرام في الوهلة الأولى أوّلاً عدم التوقّع من الفلسفة ـ وهي نوع نظرة كونية مستقلّة عن الدين ـ بالولوج في مسائل الدين، وثانياً: اختصاص علم الإمام بالغيب بالشيعة إذ لا يعتقد غيرهم به، وعليه لا نتمكن من الاستفادة من آثارهم فيما يتعلّق بهذا الموضوع.

نقول في الجواب عن الإشكال الأوّل: نعم إنّ الفلسفة أولاً وبالذات نوع نظرة كونية إلى العالم والوجود، ولم تتبنّ تعريف الدين وتبيينه وكشف حقائقه، ولكن تلج الفلسفة الإسلامية في المباني والفرضيات المعرفية لتبيين وكشف حقائق الدين، ومن هنا نشاهد أنّ فلاسفة الإسلام اهتموا بمباحث العقيدة والمفاهيم الدينية، وأعطوا تحليلاً عنها طبقاً لمبانيهم الخاصة.

أمّا الإشكال الثاني، فنحن لا نقصد حينما نقول (علم النبي والإمام عند الفيلسوف الفلاني) أنّه قد صرّح بعلم الإمام للغيب، بل المراد كشف ملائمة أو عدم ملائمة إثبات فرضية علم الغيب لغير الله عن طريق المباني العقلية والفلسفية، وهل يمكننا بالاعتماد على المباني الفلسفية إعطاء تحليل عقلائي حول إمكان اطلاع النبي والإمام أو حتى غير الإمام على الغيب؟ مضافاً إلى ذلك فإنّ لكل فيلسوف أو متكلّم مسلم الحق في الحكم والتحليل حول مسألة علم النبي9 بالغيب، وعليه يمكن الاستناد إلى نفس ذلك التحليل للإمام بالنظر إلى التساوي بين رسالة النبي والإمام.

علم النبي والإمام بالغيب عند الفلسفة المشائيّة:

يعود تاريخ البحث عن العقل الفعّال في المدرسة المشائية إلى الفارابي، فإنّه مضافاً إلى العقول السابقة: «الهيولا، بالملكة، بالفعل، المستفاد» طرح  عقلاً أعلى منها يتولّى تفعيل هذه العقول وسمّاه العقل الفعال([20]).

يحتلّ العقل المستفاد في فلسفة الفارابي أعلى درجات الإدراك؛ لإدراكه المجرّدات طبعاً بعد الاتصال بالعقل الفعال الذي يزيح جميع الموانع المادية ويصل إلى العلم بالغيب، وفي مدرسة الفارابي يُعد من وصل إلى رتبة العقل الفعّال وتمتع بهذا الكمال، بأنّه قد أخذ صور جميع الأشياء من العقل الفعال مباشرة دون حاجة إلى الكسب؛ لأنّه مفيض الصور إلى سائر العقول، وعليه يجعل الفارابي من وصل إلى العقل الفعال في أعلى مراتب الكمال ولائقاً لرئاسة المدينة الفاضلة، فهذا الإنسان هو النبي الأعظم9 ([21]) أو من وصل إلى تلك الرتبة.

وعلى هذا الأساس يرى ابن سينا أنّ كسب المعرفة ـ ومنها العلوم الغيبيّة ـ يبتني على سير النفس التكاملي، ويذهب إلى استفادتها في طريق كسب المعرفة والاستكمال من العقل، وله مراتب حيث تبدأ الحركة من العقل الهيولاني إلى العقل بالملكة وبالفعل والمستفاد، وتنتهي إلى العقل الفعّال الذي تكون جميع الأشياء حاضرة وموجودة عنده([22]).

ومن خصائص العقل الفعال تجرّده، فيكون في نفسه عالماً بالكليات وجميع صور الأشياء من جهة، ومن جهة ثانية يمكنه الاطلاع على جميع الجزئيات السابقة واللاحقة لارتباطه بسائر النفوس المجردة كالنفوس الفلكية([23]). وعندما يريد ابن سينا ـ كالفارابي ـ التكلّم عن مصداق متصل بالعقل الفعال بعنوان أنّه من اكمل النفوس الحائزة على الكمال والقدرة العقلية والإدراكية، يشير إلى الأنبياء والأولياء، لأنّهم ولامتلاكهم قوة الحدس الفائقة؛ يمكنهم الارتباط السريع مع المبادئ العالية والوقوف على حقائق العالم وجزئياته ـ السابقة واللاحقة ـ الموجودة عند تلك المبادئ العالية([24])، من دون فرق بين أن تكون هذه النفس المتكاملة نفس نبي أو غير نبي، فعليه يمكن للأئمة: العلم بالغيب طبقاً لهذا المبنى.

نعم يذهب ابن سينا إلى أنّ الصادر الأول بعد الباري تعالى هو العقل، كذلك يذهب إلى القول بالعقول العشرة، ويصدر من كل عقل فلك إلى أن يصل إلى العقل العاشر وهو العقل الفعال. ويرى أيضاً أنّ العقل الأوّل قائم بذاته؛ يتعقّل ذاته ويتعقّل الحق بنفس الوقت، وحائز على جميع الكمالات، وهذه العقول في سيرها النزولي تفيض كل ما عندها على العقل الذي يتلوها إلى أن تصل إلى العقل العاشر حيث تنتقل إليه جميع الكمالات، وعليه فالإنسان بالاتصال مع العقل العاشر (العقل الفعال) يمكنه الاطلاع على كل ما فيه. ولكن مع هذا لا يمكن الوصول إلى نتائج واضحة حول علم الإمام من خلال هذه المباني وهذه المدرسة.

علم النبي والإمام بالغيب عند الفلسفة الإشراقية:

لقد أضاف شيخ الإشراق ـ مضافاً إلى ما قاله ابن سينا فيما يتعلّق بعلم الغيب ـ مبحث الإشراق والشهود والنورانية في مجال العلم والمعرفة، وهذا القسم من فلسفته أقرب إلى العرفان كما أشار إليه صدر المتألهين([25]).

ويشير شيخ الاشراق إلى انّ الإنسان بعدما يهيّئ لنفسه مناخاً أخلاقياً من خلال أعماله الصالحة يمتاز بنور يكون أعلى من نور النفس المستكملة في فلسفة ابن سينا، لأنّ النفس في فلسفة السهروردي تتصل بعالم النور بعد كمالها([26]).

رأينا في فلسفة ابن سينا أنّ كسب المعرفة يبتني على طي مراحل العقل وامتلاك قوة الحدس؛ ولكن ينعطف الكلام هنا نحو الشهود حيث تنكشف الحقائق بقوّة النور وقدرته، ممّا يعني الاستغناء عن الصور العلمية التي ذكرت في مدرسة ابن سينا، فمن حاز هذه النورانية سيطلع على الغيب بقدر نورانيته طبعاً بالمشاهدة لا بتعاقب الصور.

إنّ شيخ الإشراق لتفكّره النوري كان لا يعير أهمية للحواس الظاهرية والباطنية على الرغم من أهميتهما الخاصة في فلسفة ابن سينا، بل كان يُرجع جميع الحواس إلى حس مشترك؛ وهذا الحس المشترك يبتني على النور وتدبير جميع القوى؛ كما أنّه فياض بذاته([27]). وبعبارة اُخرى كان يذهب إلى أنّ النور هو الصادر الأوّل، نعم إنّ شيخ الإشراق وتبعاً لابن سينا كان يشير إلى أشخاص عند ذكر من استفاد من علم الغيب هذا، وكان الأنبياء على رأس هؤلاء لامتلاكهم أعلى مراتب النورانية، وعليه فيمكن إدخال غير الأنبياء ـ كالأئمة: ـ في زمرة المطلعين على الغيب.

الأمر المهم عدم وجود تصريح في كلمات شيخ الإشراق يحدّد سعة العلم بالغيب لمن حازه، لأنّه وإن أشار في كلامه إلى أنّ ملاك الاطلاع على الغيب هو النورانية، لكنه لم يحدّد رقعة هذا النور كمّاً وكيفاً. وعليه فلو كان مراده العلم المطلق بالغيب فهذا يتعلّق بالنور المطلق المتعلّق بالله تعالى. مع لحاظ عدم وجود الشفافية فيما يتعلّق بأصل النور عند هذه المدرسة فضلاً عن ثمرة النور؛ وعلى أيّ حال فبنفس المقدار الذي بُحثت مسألة علم الأنبياء والأولياء بالغيب في الفلسفة المشائية، بُحثت أيضاً في هذه الفلسفة، مضافاً إلى تمديد رقعة الإدراك العقلي بفضل المشاهدات النورانية والشهود الإشراقي، وعليه يلزم وسعة نطاق علم هؤلاء بالغيب.

علم النبي والإمام بالغيب في الفلسفة الصدرائية:

إن الفلاسفة التابعين لمدرسة الحكمة المتعالية؛ مضافاً إلى قبولهم لما ورد في المكاتب السابقة؛ يذهبون إلى أنّ الإنسان يمكنه الوصول إلى مرتبة في النظام الكوني يتلقى فيها العلوم والمعارف والحقائق الغيبية من دون واسطة، وذلك من خلال السير والسلوك وطي مراحل الكمال من قبيل الانقطاع عن جميع التعيّنات المادية. وبهذا الصدد ـ سيما في مباحث النفس ـ يشير ملا صدرا إلى مسألة قوس النزول والصعود للإنسان، ويطرح جامعية الإنسان بصبغة عرفانية وواضحة ويقول (ما معناه): يمتلك كل موجود في هذا الكون الواسع حداً معيناً، إلاّ الإنسان فإنّه يتمكن من احتواء جميع الحدود والمراتب في عالم الوجود؛ بحيث يفاد من آثار وأوصاف تلك المراحل التي يصل إليها، هذه الحركة وهذا السير يمتد إلى ما لا نهاية، ولا تتوقّف عند حــدّ ويحتـاج الإنسان في الـوصول إلى هذه المرحلة إلى شيئين:

 1ـ حصول الاستعداد.

2ـ رفع الموانع.

إنّه على الرغم من اعترافه بمادية العالم وتواجد الإنسان فيه، لكن يرى أنّ الله تعالى أتاح له سبل الاتصال بما  وراء هذا العالم المادي، كما هو مصرّح به في القرآن ﴿يَهْدِي بِهِ الله مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (المائدة: 16).

يذهب ملا صدرا في مقام تبيين كيفية المعرفة بما وراء عالم الشهود، إلى توصيف البعد المعنوي الكامن في الإنسان ويقول: «إنّ الروح الإنساني إذا تجرّد عن البدن وخرج عن وثاقه... وتطهر عن درن المعاصي واللذات والشهوات والوساوس العادية والتعلّقات، لاح له نور المعرفة والإيمان بالله وملكوته الأعلى»([28]).

وعليه ففي المدرسة الصدرائية يتمكن الإنسان من الاتصال بالحق بعد تهيئة الظروف والمقدمات كقطع علائق الدنيا والماديات وكل ما سوى الله تعالى، وبعد تحقق هذا الاتصال يحصل العلم بالغيب كما حصل ذلك للنبي9 بعد انقطاعه عن جميع ما سواه ووصوله إلى أعلى مراتب الوجود في النظام الكوني، حيث لا واسطة بينه وبين الله تعالى ـ كما قال الإمام الصادق (ع)  ـ([29]) وعليه سيكون الاقتباس من دون واسطة أيضاً.

قال ميرداماد أستاذ ملا صدرا:

«الرسالة والنبوة قوّة كمالية في النفس الإنسانية بحسب صفاء جوهرها وقداسة ذاتها يكون بها في مُنّة النفس أن تجمع بين الكون... واستيطان بُطنان عرش التعقل معاً، فيكون جوهر الروح العاقل حين تدبير دار الجسد والتعلّق الطبيعي بأرض الهيولى أكيدَ العلاقة جداً بقطنة عالم الأمر شديد الاتصال بروح القدس المعبّر عنه في لسان حكمة ما فوق الطبيعة بالعقل الفعال، وواهب الصور بإذن ربه، ومن هناك يستوجب النبي أن يكون في جوهر نفسه العاقلة ذا خصائص ثلاثة البتة: اُولاهما الاستغناء عن مؤن الاقتناص والتعلّم، لكونه مؤيّد النفس بشدّة الصفاء وشدّة الاتصال بالمبادئ العقلية إلى أن يشتعل حدساً وقبولاً من روح القدس في كل شيء... وثانيتها: أن يشتدّ لسرّه الاعتلاق والاتصال بذلك العالم فيسمع كلام الله... وثالثتها: أن تكون نفسه المقدسة الربانية لقوتها القدسية قوية بهية فعالة، كادت تكون متصرّفة في العوالم الاسطقسيّة تصرّف النفوس في أبدانها».

ثم إنّ ميرداماد يجري هذه المراتب النبوية على الوصي أيضاً ويقول:

«ثم مرتبة الوراثة والوصاية تجري في كمال جوهر النفس، واشتعال قوّتها القدسية، وشدّة اعتلاقها واتصالها، وتأكّد علاقتها بذلك العالم مجرى مرتبة النبوة... إلاّ أنّها ليست بمثابة تصحّح للوصي تشبّح الملائكة وتمثّل روح القدس له على صورة يراها ويعاينها، حتى يكون يتصحّح له من ذلك سماع كلام الله تعالى بالوحي والايحاء، على أن يكون هو الموحى إليه من دون توسيط الرسول، بل إنّما الأوصياء والأئمة بعقولهم محدّثون مفهّمون ـ على البناء للمفعول من التحديث والتفهيم ـ  فربما يسمعون الصوت ولكنهم لا يعاينون شخصاً متشبّحاً»([30]).

وبناء على هذا؛ يكون أفضل إنسان عند الفلسفة المتعالية من اجتمعت فيه جميع الأصول الأخلاقية والملكات الحميدة، وقد استكملت نفسه في الجانب النظري وقوّة الفكر بحيث وصل إلى مرحلة العقل الفعال وأحاط بجميع الوجود، واتحد بالمآل مع عالم الملكوت.

وبعبارة اُخرى فانّ هذا الاتجاه يجعل لنظام الوجود وجهتين لا تختلفان ولا تتفاوتان، وجهة في الخارج ووجهة في الذهن، فمن وصل إلى مرتبة كمال العقل سيكون صورة كاملة للكون كلّه، وعليه فالحائز لهذه المواصفات سيكون في أعلى درجات الوجود، أولهم خاتم الأنبياء9 حيث حاز مقام الخاتمية وأول درجات الكمال بعد وصوله إلى هذه الرتبة، يأتي بعده من كان في عرضه وهو وصيه وخليفته علي (ع) . فلو كان النبي والوصي في رتبة واحدة وامتلكا حقيقة واحدة، ستكون دائرة علمهم متساوية لا محالة.

والخلاصة انّ العرفاء والفلاسفة المسلمين المتأخرين (أتباع المدرسة الصدرائية) يذهبون إلى أنّ الله تعالى أعطى للنبي9 والأئمة المعصومين العلم الرباني (اللدني)، ووهب لهم النورانية والمعرفة الكاملة لجميع فروع العلوم أعم من الشهودية والغيبية، وبعبارة اُخرى انّهم اناس تتلمذوا في المدرسة الإلهية الملكوتية وكسبوا منها العلوم والمعارف.

ومن الأمور الأُخر التي أشار إليها انثروبولوجيا الفلسفة الصدرائية، ولها ارتباط وثيق مع علم النبي والإمام بالغيب، التوجه لمختلف أبعاد الإنسان، حيث ذهبوا إلى أنّ الإنسان الكامل ذو أبعاد ومراتب متعدّدة فانّه تارة يتعامل مع الناس ببعده البشري، وتارة أخرى بالبعد الرباني، يقول العلامة الطباطبائي بهذا الصدد: إنّ لهؤلاء العظماء بُعدين: البعد البشري والبعد النوري، فعندما يُظهرون عدم العلم بشيء فإنّه يتعلّق بالبُعد البشري الظاهري، ولو أرادوا لاطلعوا عليه من خلال البعد النوراني.

ويمكن أن نستنتج ممّا مضى كمحصّل للبحث؛ ذهاب أتباع الفلسفة الصدرائية إلى تساوي علم النبي والإمام ـ وهم خلفاء الله ـ مع العلم الإلهي كماً وكيفاً من حيث الاطلاع على الغيب، والفارق الوحيد فيما بينهما أنّ علم الله تعالى ذاتي وبالأصالة، وعلم النبي والإمام غير ذاتي وبالعرض، لأنّ الله واجب الوجود والنبي والإمام ممكن الوجود. مع أنّ الفلاسفة لا يريدون الوحدة بين الخالق والخلق وإعطاء شريك له، بل عطفوا أنظارهم أيضاً إلى البُعد الوجوبي لله تعالى والبعد الامكاني لما سواه حتى بالنسبة إلى الأنبياء والأئمة، وذهبوا إلى أنّ ذات الواجب وجود محض.

نطاق علم النبي والإمام بالغيب عند المتكلّمين:

اتفقت آراء المتكلمين الإسلاميين على علم النبي بالغيب، وقد خصّصت المعتزلة ـ وبحسب المقدمات التي رتبوها ـ علم الغيب بالأنبياء فقط، أما بالنسبة إلى غيرهم فذهبوا إلى عدم إمكان إقامة دليل عقلي أو نقلي بديل عن العقلي على علمهم بالغيب، وعليه فلا مجال لمبحث علم الإمام بالغيب عندهم، أضف إلى أنّهم خالفوا صريحاً مسألة علم الإمام بالغيب.

وذهبت الأشاعرة خلافاً للمعتزلة إلى جواز علم غير الأنبياء بالغيب([31])، وإن خالفوا الإمامية في مسألة علم الإمام بالغيب، انّهم يقولون بعد تقديم مقدمات: يمكن للإنسان أن يهيّئ في نفسه أرضية التلقّي من الغيب بعد الجد والاجتهاد، وبعد تحقّق هذه الأرضية يتمكن من العلم بالغيب([32])، نعم يمكن عدّ الأئمة ضمن الأولياء.

فتحصّل جواز علم النبي9بالغيب قطعاً عند هذه المدارس الكلامية، أمّا علم الإمام بالغيب ـ كما تقول به الشيعة ـ فمرفوض.

علم الإمام بالغيب عند متكلّمي الإمامية:

يوجد اتجاهان عند متكلّمي الشيعة فيما يخص علم الإمام بالغيب: الاتجاه الذي يرى تقييد علمه بالغيب، والاتجاه الآخر بخلافه لا يقيّد علمه. يتبنّى الاتجاه الأوّل مدرسة بغداد بقيادة الشيخ المفيد ; وتلامذته من قبيل السيد المرتضى، الشيخ الطوسي والكراجكي([33]). وقد استمر هذا الاتجاه في القرون التالية ونفذ في سائر المدارس الكلامية، واستهوى كثيراً من المفسرين والمتكلمين حتى أنّه كان الرأي الغالب إلى فترة متأخّرة([34]).

أما الاتجاه الثاني (أي عدم تقييد علم الإمام) فينسبه الشيخ المفيد إلى آل نوبخت([35])، لكنّه راج عند المتأخرين كالعقليين والعرفاء والمحدّثين والإخباريين بشكل كبير، ونظراً لضيق المجال لا نتطرق إلى كلماتهم، ولكن نذكر نقاطاً فيما يخص رأي المتكلمين:

1ـ بالنظر إلى السير التاريخي لمسألة علم الغيب نستنتج أنّ الرأي الثاني شاع في الفترة المتأخّرة وكان متأثّراً بالمباحث العرفانية والفلسفية من جهة، والاتجاه الاخباري الشيعي من جهة ثانية،  في حين عدم تطرّق التراث الكلامي القديم لمسألة علم الغيب بالنحو الذي طُرح في الفترة الأخيرة. وعلى كل حال فهذا الاتجاه الخاص بالنسبة إلى علم النبي والإمام بالغيب أصبح حاكماً على المناخ الفكري لعلماء الشيعة ـ باتجاهاتهم المختلفة ـ حالياً.

2ـ قد يبدو في الوهلة الأولى عدم ملائمة هذا الاتجاه مع بعض الآيات والروايات المتعلّقة بعلم الغيب، إلاّ أن نلتجئ إلى تأويلها لنصل إلى هذا الرأي.

3ـ الاتجاه الغالب والعام الذي ساد الفكر في بدايات تأسيس المباحث الكلامية سيما بعد فترة غيبة الإمام (ع) ، والذي تبناه أمثال الشيخ المفيد، الكراجكي، السيد المرتضى، الشيخ الطوسي، العلامة الحلي وغيرهم، هو تقييد علم النبي والإمام بالغيب، فحصول علم الغيب لهم يكون أولاً بإعلام الله بوساطة الوحي أو الإلهام، وثانياً من خلال مدخلية الإرادة الإلهية الغيبية في ذلك، فالله تعالى إذا أراد ورأى المصلحة أطلع نبيه أو الإمام بأمرٍ ما عن طريق الوحي أو الإلهام، فلا معنى للإطلاق حينئذ.

الخلاصة

انّ المقبول عقلاً ونقلاً عند متكلمي الشيعة وفلاسفتهم فيما يخص نطاق علم النبي والإمام بالغيب، هو عدم الافراط فيه والقول باتحاده مع العلم الإلهي؛ لأنّنا حينئذٍ لابد من أن نلتجئ إلى تأويل ما ورد بخلافه، وكذلك عدم التفريط فيه وإنكاره، حيث نضطر حينئذٍ إلى تأويل ما يخالفه أيضاً، والصحيح ما ذهب إليه الشيخ المفيد (رحمه الله) وهو ترك الغلو والتقصير. وعليه نقول باعتماد أدلّة العقل والنقل أنّ علم النبي والإمام فوق علوم البشر ودون علوم الخالق، وهذه منزلة وسطى ذهب إليها كثير من متكلّمي الإمامية القائلين بنسبية علم الإمام وتقييده.

-----------------------------------

*  هوامش البحث  *

(*) سبق وأن نشر هذا البحث في مجلة الإمامة باللغة الفارسية، في عددها السادس.

([1]) انظر: المفيد؛ أوائل المقالات: 21، 23، 25. السيد المرتضى، الشافي في الإمامة 2: 270ـ 272، الطوسي، تمهيد الأصول: 810، ابن شهرآ شوب، متشابه القرآن ومختلفه 2: 27، الحمصي الرازي، المنقذ من التقليد2: 290ـ 295، الطبري، أسرار الإمامة: 284ـ 289، الحلي، منهاج الكرامة1: 161ـ 170، السيوري الحلي، اللوامع الإلهية: 237، وإرشاد الطالبين: 357، ملا صدرا، شرح أصول الكافي2: 476ـ 479، 502، 518، اللاهيجي، كوهر مراد:551ـ 552، المجلسي، مرآة العقول2: 347، 436، بحار الأنوار26: 193، اللاري، رسائل السيد اللاري، الرسالة: 20.

([2]) راجع: الخوارزمي، مقتل الحسين (ع) . 53، أحمد بن حنبل، المسند 5: 388، البغدادي، تاريخ بغداد2: 48ـ 49، المجلسي، بحار الأنوار ج26، الكليني، أصول الكافي1: 127ـ151، الصفار القمي، بصائر الدرجات.

([3]) ابن بابويه، التوحيد: 275، 421و 423.

([4]) الكليني، الكافي1: 221، 237، 255، 256، الصفار، بصائر الدرجات 3: 134.

([5]) م ن1: 192ـ 193، الصفار2: 151، نهج البلاغة، خ: 2.

([6]) م ن1: 228، 4: 261، مسند الإمام الكاظم71: 321.

([7]) م ن1: 199، المفيد، الاختصاص: 303.

([8]) م ن 1: 230، الصفار3: 134، 155.

([9]) ابن بابويه، التوحيد: 305، الكليني، الكافي1: 260ـ 262.

([10]) الكليني، الكافي1: 261.

([11]) راجع: الصفار2: 129. (والروايات منقولة بالمعنى).

([12]) المجلسي، بحار الأنوار89: 95.

([13]) الكليني، الكافي1: 261.

([14]) القمي، التفسير2: 36.

([15]) الفيض الكاشاني، الوافي3، 555.

([16]) الطوسي، الاستبصار1: 433.

([17]) العاملي، الوسائل ج2 باب 47.

([18]) الطوسي، رجال الكشي رقم 292، 53، 532، الكليني، الكافي1: باب نادر من الغيب.

([19]) تاريخ دمشق لابن عساكر 42: 388.

([20]) نصر، تاريخ الفلسفة الإسلامية: 316.

([21]) الفارابي، السياسات المدنية: 49، المدينة الفاضلة: 85 ـ 86.

([22]) ابن سينا، الإشارات، النمط الثالث2: 353 ـ 354، الشفاء: 287.

([23]) م ن 2: 361.

([24]) م ن 3: 400.

([25]) ملا صدرا، الأسفار 6: 284.

([26]) م ن3: 105ـ 107.

([27]) الشهرزوري، شرح حكمة الإشراق: 502ـ 503.

([28]) ملا صدرا، الأسفار الأربعة7: 24.

([29]) «ذاك إذا تجلّى الله له ذاك إذا لم يكن بين الله وبينه أحد» (ابن بابويه، التوحيد: 115).

([30]) ميرداماد، الرواشح السماوية: 60ـ 62/ مقدمة المؤلف.

([31]) ابن تيمية، مجموعة الفتاوى10: 45، 11: 313ـ 314.

([32]) الآلوسي، روح المعاني20: 10 ـ 12.

([33]) راجع المفيد، اوائل المقالات، 77، والفصول المختارة 1: 70، السيد المرتضى، تنزيه الأنبياء: 180، 325 والشافي 2: 40، الكراجكي، كنز الفوائد: 112.

([34]) الحلي، اجوبة المسائل المهنائية: 148، المجلسي، مرآة العقول3: 126، بحار الأنوار 42: 299.

([35]) المفيد، أوائل المقالات: 77.

-----------------------------------

*  مصادر  البحث  *

ابن تيمية، تقي الدين أحمد، فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، المغرب، مكتبة المعارف، 1981م.

ابن سينا، أبو علي، إلهيات الشفاء، القاهرة 1960م.

ــــــــــــــــ ، الإشارات والتنبيهات، المطبعة الحيدرية، 1378ق.

ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، متشابه القرآن ومختلفه، قم بيدار، 1410ق.

أحمد بن حنبل، المسند، مصر، دار الفكر، 1313ق.

الاستر ابادي، مير يوسف علي، الأسئلة اليوسفية، إعداد رسول جعفريان، طهران، موزه ومركز مجلس شوراي إسلامي، 1388ش.

الأسفار الأربعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1981م.

الأشعري القمي، سعد بن عبد الله، المقالات والفرق، طهران، علمي وفرهنـﮕـي، 1361ش.

الآلوسي البغدادي، السيد محمود، روح المعاني في التفسير القرآن العظيم والسّبع المثاني، بيروت، دار إحياء التراث العربي.

البغدادي، أحمد بن علي الخطيب، تاريخ بغداد أو مدينة الإسلام، بيروت دار الكتب العلمية.

الحر العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1391ق.

الحلي، الحسن بن يوسف، أجوبة المسائل المهنائية، قم مطبعة الخيام، 1401هـ.

ــــــــــــــــ ، منهاج الكرامة في معرفة الإمامة، مشهد، تاسوعا، 1379ش.

الحمصي الرازي، سديد الدين محمود، المنقذ من التقليد، قم، جامعة المدرسين 1370ش.

الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، طهران، وزارة الثقافة ، 1388ش.

الداوري الاردكاني، رضا، تاريخ فلسفة إسلامي.

السيوري الحلي، جمال الدين مقداد بن عبد الله الاسدي، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين، قم مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1363ش.

ــــــــــــــــ، اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية، تبريز، شفق، 1355ش.

الشهرزوري، شمس الدين محمد، شرح حكمة الاشراق، طهران 1380ش.

الشيرازي، محمد بن إبراهيم (ملا صدرا)، شرح أصول الكافي، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1369ش.

الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، كمال الدين وتمام النعمة، طهران، دار الكتب العلمية، 1349ش.

ــــــــــــــــ ، التوحيد، بيروت، دار المعرفة.

ــــــــــــــــ ، التوحيد، قم، جماعة المدرسين، 1357ش.

ـــــــــــــــــــــ، عيون أخبار الرضا (ع) ، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1404ق.

الصفار القمي، أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ، بصائر الدرجات، قم مكتبة السيد المرعشي 1404ق.

الطبرسي، أبو علي الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، طهران، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، 1378 ش.

الطبري، عماد الدين الحسن بن علي، أسرار الإمامة، مشهد، العتبة الرضوية المقدسة، 1380ش.

الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن، تمهيد الأصول في علم الكلام، تصحيح عبد المحسن مشكاة الدين، طهران، جامعة طهران 1362ش.

ـــــــــــــــ، رجال الكشي (اختيار معرفة الرجال)، مشهد، جامعة مشهد 1348ش.

ـــــــــــــــ، الاستبصار فيما اختلف من الأخبار، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1390ق.

ـــــــــــــــ، تمهيد الأصول، ترجمة عبد الحسين مشكاة الديني، طهران، انجمن حكمت وفلسفة إيران، 1358ش.

علي بن الحسين الموسوي (السيد المرتضى)، الشافي في الإمامة، طهران، مؤسسة الصادق، 1407ق.

ـــــــــــــــ، تنزيه الأنبياء والأئمة:، قم منشورات الرضي.

الفيض الكاشاني، محمد بن مرتضى، تفسير الصافي، مشهد، دار المرتضى.

القمي، علي بن إبراهيم بن هاشم، التفسير، دار الكتاب، 1404ق.

الكاظميني البروجردي، جواهر الولاية، طهران، مسجد ميدان خراسان، 1350ش.

الكراجكي، أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان، كنز الفوائد، بيروت، دار الأضواء، 1985.

الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي، بيروت، دار الأضواء، 1405ق.

اللاري، السيد عبد الحسين، رسائل السيد اللاري، طهران وزارة الثقافة، 1377ش.

اللاهيجي، ملا عبد الرزاق، ﮔـوهر مراد، طهران، وزارة الثقافة، 1372ش.

المالكي، علي بن محمد بن صباغ، الفصول المهمة في معرفة الأئمة:، طهران مطبعة الأعلمي.

المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1362 ش.

ـــــــــــــــ، مرآة العقول في شرح أخبار الرسول، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1369ش.

المدرسي الطباطبائي، السيد محمد حسين، مكتب در فرايند تكامل، ترجمة حسين ايزد ﭘـناه، نيوجرسي، داروين، 1374ش.

المظفر، محمد حسين، علم الإمام (ع) ، بيروت، دار الزهراء، 1402ق.

المفيد، محمد بن محمد النعمان، الاختصاص، قم، بصيرتي، 1339ش.

ـــــــــــــــ، أجوبة المسائل الحاجبية المسائل العكبرية، بيروت مجمع البحوث الإسلامية، 1414ق.

ـــــــــــــــ، الفصول المختارة من العيون والمحاسن، قم مكتبة الداوري، 1396ق.

ـــــــــــــــ، أوائل المقالات في المذاهب المختارات، طهران، جامعة طهران، 1413ق.

المقرم، السيد عبد الرزاق الموسوي، مقتل الحسين (ع) ، قم دار الثقافة، 1411ق.

نادم، محمد حسن، علم إمام (مجموعة مقالات)، قم، جامعة الأديان والمذاهب، 1388ش.

النجف آبادي، عبد الرحيم، حقايق الأصول، طبعة حجرية.

نصر، السيد حسين، تاريخ فلسفة إسلامي، طهران، حكمت، 1383ش.

ـــــــــــــــ، مجموعة مصنفات شيخ الاشراق، طهران مؤسسة مطالعات وتحقيقات فرهنـﮕـي، 1380ش.

النمازي الشاهرودي، علي، علم غيب، طهران، نيك معارف، 1377 ش.

النوبختي، فرق الشيعة، تحقيق محمد جواد مشكور، طهران، علمي فرهنـﮕـي، 1362 ش.