البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

السلفية في مصر

الباحث :  محمود ابراهيم يوسف المرسي
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  6
السنة :  السنة الثانية - ذو الحجة 1436هـ / 2015م
تاريخ إضافة البحث :  October / 11 / 2015
عدد زيارات البحث :  1970
تحميل  ( 367.357 KB )
السلفية في مصر

محمود ابراهيم يوسف المرسي

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد النبي الأمي الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى.
أقدّم هذا البحث للتعريف بالسلفية المصرية ومراحل تطورها وتاريخ تواجدها بمصر ومدى ارتباطها بالسلفية الأولى التي أسسها احمد بن حنبل في العصر العباسي ومدى تطابقها معها أو اختلافها ومساحة هذا التطابق والاختلاف .
وكذلك علاقة السلفية المصرية بمراحل السلفية المتتالية من ابن تيمية إلى محمد ابن عبدالوهاب إلى السلفية المدخلية الجامية وكيف كانت العلاقة بينهما تتقارب عندما تتقارب السياسة التي تحكم البلدان التي تتبنى المنهج السلفي وبيان مدى العلاقة الوثيقة بين النهج السلفي على مر العصور وبين الساسة والحكام.
ووضحت في هذا البحث التعريف بالتيارات السلفية في مصر باختصار والأسس التي تجمعها وكيف تتم المناورة بتعدد التيارات السلفية وبخاصة في العصر الحديث مع تفاقم الصراع بين السلطة السياسية وبين أي تيار يحاول التواجد على الساحة بدون إذن من السلطة السياسية، سواء إذن مباشر كالأحزاب السياسية أو إذن غير مباشر كالتيارات التي تتبنى النهج المسمى بالإسلام السياسي.
وتعدّ السلفية أكثر التيارات التي كانت نشأتها سياسية خالصة وظلت غطاء لظلم الحكام ومنع الجماهير من الاعتراض على فسادهم بحجة حرمة الخروج على الحاكم الشرعي، هذا الحاكم الذي يمكنه في نظرهم أن يكون غالبا بالقوة على الحكم أو طفلا صغيرا لم يبلغ الحلم قد ورثه من آبائه طالما يملك القوة والبطش للسيطرة على مقادير الناس.

ألوان السلفية وصورها:
يمكننا القول بان السلفية لها صور متعددة فإذا كانوا في مواجهة مع الفرق الأخرى يطلقون على أنفسهم أهل السنة والجماعة وهؤلاء هم البذرة الأولى للسلفية كما حدث بعد خروج الفئة الباغية بقيادة معاوية بن أبي سفيان على الإمام والخليفة علي ابن أبي طالب عليه السلام وما قام به الإمام الحسن بن علي عليه السلام من وضعهم في أصعب اختبار لهم لا يمكنهم إيجاد مبرّر لسقوطهم فقد وضع شروطاً ومواثيق علمتها الأمة جمعاء على معاوية بن أبي سفيان في مقابل تولى معاوية السلطة أو الخلافة وليس الإمامة لان الذي منح معاوية هذا الاختبار ووضعه فيه هو الإمام الحسن عليه السلام وهذا دليل على إمامته لأنه هو الذي يملك وضع معاوية ومن معه في هذا الاختبار الذي ما لبث أن سقطوا فيه سقطة ظلت وستظل وصمة يتمايزون بها وهي إخلافه العهد ومخالفة الوعد وعدم التزامه بشروط وقع هو عليها. هؤلاء أطلقوا على أنفسهم أهل السنة والجماعة ثم إذا وجدوا أنفسهم في عامة الموالين لمعاوية وكان فيهم جميع الألوان بل والأديان جمعتهم المصلحة في ذلك الوقت يريدون التمايز عليهم فيطلقون على أنفسهم السلفيين إمعانا في القداسة فهم النخبة من فريق أهل السنة والجماعة كما يدعون.
أما عن السلفية فقد كان أوضح ظهور لها في العصر العباسي في عهد الخليفة المتوكل وذلك لإضعاف الفرق الإسلامية التي بدأت تناهض الظلم وتدعو للعقل ومواجهة الغزو الفكري بإنشاء فكر إسلامي يناظر الفكر اليوناني والفارسي بل ويتفوق عليه بدمج الحضارات في بعضها لإنتاج حضارة عربية إسلامية تحتوي جميع الحضارات التي فتحت بلدانها وتتفوق عليها ولكن الخليفة الجديد أراد أن يخمد صوت العقل الذي غالبا ما يتعب الحكام المتسلطين.
و كان رائد هذا الفكر ومؤسسه هو صاحب المسند وجامع الأحاديث المحدث احمد بن حنبل الذي حبس في سبيل فتنة خلق القرآن التي لم تكن من أسس الإيمان التي اقرها الرسول صلى الله عليه واله وسلم أو الصحابة ومن تواجد في عصر النبوة ولم يرد أي نص سواء كان قرآنا أو حديثا يصرح لنا بأن القرآن مخلوق أو قديم ومع ذلك من يدعون أنهم سلفيون ويتبعون السلف ابتدعوها ودافعوا عنها بل وكفروا من يخالفهم فيها وأصبحت هذه هي قضيتهم المؤسسة لمذهبهم والفارقة بين الإيمان والكفر عندهم.
حبس احمد بن حنبل حتى جاء عصر المتوكل فأراد المتوكل التخلص من ارث سابقيه السياسيين من معتزلة وأشاعرة وشيعة أهل البيت عليهم السلام فأطلق سراح احمد بن حنبل وبدأت محنة التكفير لمن لا يقول بقدم القران وكان لابد من إيجاد قضية دينية عقائدية يمكن للسلطة أن تقاتل دفاعا عنها بفتوى من كبار الفقهاء وتحمي سياستها وظلمها بخط ديني ويضفي عليها القداسة.
فكانت فتوى احمد بن حنبل بحرمة الخروج على الحاكم حتى لو كان ظالما وبدأت تتلى الأحاديث الصحاح التي توضح وتنوه بان من قاتل حاكما ظالما أو خرج عليه ولو بكلمة فإنما هو خارج عن الجماعة فيجب قتاله وقتله وأصبح الحاكم ظل الله في الأرض ولا يمكن حتى إهانته أو التعرض له ودونت كتب السياسة الشرعية لهذه الفرقة السلفيين لتأصل لهذا الفكر.
وكانت أوربا في العصور الوسطى تعاني من الفكر نفسه الذي جعل رجال الحكم من القياصرة هم ظل الله في الأرض وتمت رشوة رجال الدين بالمناصب الكنسية المقدسة والحياة الرغيدة في مقابل الحفاظ على قداسة رجال الحكم حتى كان هذا هو السبب الرئيسي في انهيار أوربا.
بل إن الفراعنة في عصور ما قبل الميلاد كانت لها الفكرة نفسها، وهي إعطاء المال والسلطان لرجال المعبد في مقابل إعطاء القداسة لرجال الحكم فكان كهنة المعابد يجعلون الفرعون ابن اله أو نصف اله حتى يحرم الخروج عليه أو حتى التعرض له بالنقد في مقابل نفوذ سياسي ومالي لرجال المعبد.

الأسباب الحقيقية لإنشاء السلفية :
وبهذا يمكننا القول بان السلفيين هم فرقة وجدت في جميع الأديان وهم يضفون القداسة على الحكام وبخاصة الظالمين منهم، لينالوا أيضا مكانة عند الحكام ويتمسكون بفهم القرون الأولى للنص المقدس على الرغم من وجود الصالح والطالح في هذه العصور وأنهم بشر ليسوا معصومين وأن الله ذم المقلدين ومدح من استخدم عقله ودعا للتفكر والتدبر.

وإذا كان هؤلاء هم السلفيون الأوائل أو المؤسسون الأوائل للسلفية، فإنّ أحفادهم من السلفيين الأواخر ساروا على نهجهم شبرا بشبر وذراعا بذراع فقد تكرر الموقف نفسه مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بوصفه طرفاً دينياً نظيراً لأحمد بن حنبل وناسجا على منواله ومحمد بن سعود نظيرا للمتوكل وناسجا أيضا على نفس المنوال، فكما كان موضوع خلق القرآن هو الفيصل عند احمد بن حنبل وجماعته بين الكفر والإيمان، أصبح زيارة الأضرحة أو إقامتها هي الفيصل بين الكفر والإيمان عند محمد بن عبد الوهاب وكان لابد لمحمد بن سعود من فتوى بتكفير سكان المملكة ليغير عليهم ويقتل منهم ما يشاء ويسبي منهم ويغنم ، وتعاون الشيخ محمد بن عبدالوهاب مع محمد بن سعود بالفتوى وتعاون محمد بن سعود مع الشيخ بنشر فكره وإلزام البلاد التي يغزونها أو يفتحونها كما يحبون تسمية حروبهم بالفتح أمّا ما يفعله الرسول فيسمونه غزو فهذه فتوحات محمد بن سعود يقتل من يشهد أن لا اله إلا الله ويصلى ويصوم لكنه أقام ضريحا أو زار ضريحا ومن أراد المزيد من أفعال محمد بن سعود وأحوال أهل الجزيرة الذين كفرهم محمد بن عبد الوهاب فليرجع للتاريخ.
وبعد أن تم توطيد الحكم لابن سعود واتسعت مملكته لتشمل اغلب الجزيرة العربية كان لابد من سياج ديني مقدس يحميها فكانت فتوى الشيخ محمد بن عبدالوهاب بحرمة الخروج على الحاكم الظالم فما أشبه اليوم بالبارحة.
والتاريخ يعيد نفسه بالفتاوى نفسها والأهداف نفسها وما يفعله التكفيريون الآن من الفئات الخارجة لقتل الأبرياء بفتاوى السلفيين أجدادهم.

مراحل تطور السلفية:
وقد مرّت السلفية بمراحل متعددة متأثرة بالمناخ السياسي العام فمتى اتخذتهم السلطة مطية لتحقيق رغباتها بالحفاظ على ممالكها وعدم الخروج عليها مهما استشرى الظلم لرعيتها فكانوا لها نعم المطيع وسعت لهم ونشرت أفكارهم كمن يربي حيوانا متوحشا يروضه ليحميه ويفتك بأعدائه.
فإذا قويت شوكتهم وأحسّ السياسيون بخطرهم قاومتهم السياسة وضيّقوا عليهم فأصدروا فتاوى التكفير للساسة أنفسهم والمجتمعات نفسها كما حدث في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي عندما حاربوا وفجروا الآمنين لا لشيء إلا نكاية في سلطة سياسية وعدتهم بالتوسعة لكنها ضيقت عليهم فكانت النتيجة قتل الشعوب البريئة كما فعلوها بالأمس وظهر منهم فريقا سمى نفسه بالسلفية الجهادية.
وعليك أن تتعجب عندما تسمع لفظين متناقضين في جملة مفيدة السلفية الجهادية تقتل الأبرياء وتخرج على الحكام مناقضة أهم أساس من أسس إقامة السلفية قديما وذلك لتبادل الأدوار فيما بينهم، فإذاً حسب المناخ السياسي إذا وجدوا سلطة توسع لهم أصدروا فتاواهم لحمايتهم وإذا تم التضييق عليهم خرجت جماعاتهم المجاهدة بفتاوى لقتال الدول التي يعيشون فيها.
ولم نجد السلفيين يوما يطالبون بالعدالة الاجتماعية أو الحريات للناس ولكن كيف لهم المطالبة بالعدالة الاجتماعية وقد حارب سلفهم أبا ذر الغفاري لمطالبته بالعدالة الاجتماعية وما نفي أبي ذر الغفاري إلا لمطالبته السلطة السياسية بالعدالة الاجتماعية.
وكذلك لم نجد يوما السلفيين يحاربون ظلما لم يطالهم بل يقفون مع الظالم ضد المظلوم طالما كان ذلك في مصلحتهم فقد كانوا قديما مع بني أمية على ظلمهم ومع بني العباس على ظلمهم.
وكان مسمى السلفية فقط يكفي لخداع العامة بهم وطاعتهم حتى يصبح الناس رعاعا للحاكم ويسهل عليهم الأمر فلا يستخدمون عقولهم في التفكير بل يطيعون علماءهم ويقلّدون سلفهم أمّا الحاكم فهو يفعل بهم ما يشاء وعليهم السمع والطاعة وإن ضرب جلودهم واغتصب أموالهم.

السلفية في مصر:
ليست السلفية في مصر ببعيدة عن السلفية في بقية العالم الإسلامي، فقد مرت بنفس مراحلها الفكرية متأثرة بها إيجابا وسلبا حسب الرابط السياسي بين الحكام في مصر والحكام في البلاد التي تنتشر فيها السلفية.
لكن هذه المراحل لم تكن بنفس الوضوح والاستقلالية في مصر نظرا لبعد مصر عن الوقوع تحت سلطة الحكام الذين تبنتهم السلفية أو تبنوا السلفية انتفاعا متبادلاً ولان السلفية في مصر وفي غيرها كانت صناعة سياسية بامتياز فهي في مصر تزدهر عندما يكون الحكم في مصر رخواً وتابعاً لآل سعود، وأما عندما تسوء العلاقات بين الحكم في مصر والحكم في بلاد نجد والحجاز نجد السلفية في مصر تبتعد عن السياسة وتصبح سلفية دعوية بامتياز أو سلفية خدمية كالجمعية الشرعية وغيرها من المؤسسات التي أنشأت على أساس خدمي اجتماعي ثم تسلل إليها السلفيون في أوقات تحسن العلاقات بين مصر وحكام الجزيرة.
ويعدّ كتاب العقيدة الطحاوية هو الكتاب المعتمد عند السلفية في العقائد، ومؤلفه عالم سلفي مصري هو أبو جعفر الطحاوي الذي ولد في صعيد مصر.
ويعدّ هذا المتن أهمّ متن يعتمد عليه السلفيون في شرح عقائدهم في عصرنا الحديث كما زار المؤسس الثاني للسلفية ابن تيمية الحراني مصر وترك بها تلامذته أيضا بعد هزيمة العثمانيين للوهابيين في نجد والحجاز جاؤوا بالأسرى من علمائهم إلى مصر وقام بعضهم بنشر السلفية الوهابية أيضاً.
وبهذا نجد أنّ السلفية في مصر امتداد للسلفية في بقية الدول الإسلامية لكن حكامها لم يفسحوا لهم المجال إلّا بالقدر الضئيل عندما وسع لهم الرئيس الأسبق محمد أنور السادات وترك لهم الحرية في نشر الفكر فقط لضرب التيار الناصري اليساري الذي كان مواليا للرئيس جمال عبد الناصر الذي كان ينادي بالاشتراكية اليسارية.
وهذا يعني أنّ السلفية في مصر كانت مطية طيعة للحاكم لكننا لم نجد حاكما يوسع لهم إلا بالقدر الذي يريده هو ففي عهد السادات وسع لهم قليلا ليضرب بهم التيار اليساري الناصري لكنه لم يسمح لهم بالحرية الكاملة فما كان منهم إلا إصدار الفتوى بتكفيره وقتله.
فلما جاء حسني مبارك للحكم كان ضعيفا لا يستطيع مواجهة هذه التيارات في بداية حكمه لذلك وسع لهم قليلا لخداعهم حتى تمكن منهم وقتل منهم من قتل بأيدي قوات الأمن بعد محاربتهم للدولة وظهور ما يسمى بالسلفية الجهادية فدخلوا مع الدولة في صراع كانت الغلبة للدولة وبعدها وجدوا أن فصيل الإخوان المسلمين بدأ يتغلغل في المجتمع المصري فما كان من السلفيين مفر إلا الارتماء في أحضان الدولة ليسمح لهم بالعمل العام فكانوا مطية طيعة للدولة لحرب الإخوان واليساريين وكانت الدولة وفية لهم فمنحتهم هامشا في الدعوة والعمل الاجتماعي لكن تحت عين الأمن وسمعه.

العلاقة بين السلفية في مصر والسلفية الوهابية:
تختلف السلفية في مصر عن السلفية الوهابية في أنها ليس لها هيكل تنظيمي يجمعها يكون معروفا للجميع أو خالصا لهم وإنما هم في مصر متواجدون في ضمن جمعيات خيرية اجتماعية ذات طابع خدمي وتجمعهم بغيرهم من التيارات الأُخرى فهي مفتوحة للجميع وليس لها واجهه واضحة المعالم مثل الجمعية الشرعية التي كانت ومازالت تخشى الانخراط في السياسة أو الحديث فيها إلا على استحياء خوفا من بطش الأمن الذي يشرف على نشاطها إشرافاً تامّاً.
أمّا السلفية الوهابية فهي نشأت وترعرعت في أحضان السياسة وظلت إلى اليوم الذراع الأقوى للسياسة في دولة آل سعود بها يقتلون وبها يمنحون وبها يمنعون وليس لهم سوى ما تسمح لهم السلطة من عطايا مادية ونفوذ مقيد بسلطة الساسة لهم كيانات وجمعيات كأمثال هيئة كبار العلماء أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كلها هيئات سياسية بغطاء ديني شرعي.
بينما الدعوة السلفية الوهابية بدأت واستمرت سياسية انتشرت بحد السيف أو بالمال النفطي، نجد السلفية في مصر تأثّرت بعض تياراتها بالسلفية الوهابية بسبب المال النفطي لكنها كانت وظلت بنكهة مصرية تطرفت أحيانا قليلة وفي معظم الأحيان ظلت مستأنسة.
كانت جمعية أنصار السنة المحمدية في مصر هي الفرع الوهابي للسلفية في مصر من حيث البوح بالتكفير لبعض الجماعات الموجودة في حينها وبخاصة الصوفية.

خريطة السلفية في مصر والهيئات التي تمثلها:
■ جمعية أنصار السنة المحمدية:
هي جمعية سنية سلفية إصلاحية على عقيدة أهل السنة والجماعة وهي الذراع الوهابي في مصر منذ نشأتها عام 1926 بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية وتدعو إلى تنقية الإسلام مما علق به من بدع وخرافات وكان من أهمها الأضرحة وزيارة الأضرحة كما كانت الدعوة الوهابية بل وصدرت فتاوى عنها تكفر وتبدع وتمنع الصلاة في المساجد ذات الأضرحة وتحاربها.
أنشأت بالقاهرة في مسجد الهدارة برئاسة الشيخ محمد حامد الفقي الذي درس في الأزهر وتتلمذ على كتب ابن تيمية الحراني وابن القيم تلميذ ابن تيمية وكذلك كتب محمد بن عبد الوهاب وكانت له مواقف من الإخوان المسلمين في حينها مناوئ لها وكان كل ما يهمه هو محاربة بدع الأضرحة وزيارة القبور حتى عندما خرجت الجماهير أيام سعد زغلول للمطالبة بالاستقلال عن الانجليز كان هو يحرم المظاهرات ويرفضها كوسيلة للتغيير.
وأصدرت مجلة الهدي النبوي المعروفة بخطها السلفي الوهابي التكفيري حتى أنهم كفروا من عاداهم من التيارات الأُخرى.

التأسيس:
تم تأسيس جماعة أنصار السنة المحمدية بمدينة القاهرة وقام بتأسيسها الشيخ محمد حامد الفقي الذي كانت نشأته أزهرية وما تربى عليه من كتب ابن تيمية ومحمد بن عبدالوهاب الذي جعله يرى أن المجتمع المصري قد انحرف عن العقيدة الإسلامية الصحيحة كما كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرى مجتمع الجزيرة العربية بأنه قد انحرف عن العقيدة الإسلامية فكان يجب عليه إعادة هذا المجتمع للإسلام الصحيح الذي يمثله هو ومن يراهم علماءه.
كان الفقي من علماء الأزهر، كما كان من مرتادي (الجمعية الشرعية), لكنه اختلف مع شيوخها حول قضية (الأسماء والصفات)، ذلك لان الجمعية الشرعية كانت في بدايتها بعيده عن الفكر الوهابي الذي يدعي السلفية لذلك انشأ الشيخ هذه الجماعة أو الجمعية لتعيد المصريين موجّهة نظره إلى الدين الصحيح.
وما أن حصل الفقي على شهادة العالمية من الأزهر (الدكتوراه) حتى انطلق ومجموعة التفت حوله إلى الدعوة إلى التوحيد الخالص والدفاع عن السنة في المساجد والمقاهي والمنتديات، ولما كثرت الاحتكاكات معه من بين عامة الشعب المصري الذين لم يألفوا هذا الفكر كان أكثر تصادمه مع الصوفيين الذين كان لهم تواجد في مصر بعد أن أحضرهم إليها صلاح الدين الأيوبي الذي أراد محاربة الفكر الشيعي بهم ولكنهم ظلوا موالين لأهل البيت عليهم السلام حتى لو كان الولاء ولاء عاطفيا لذلك كانوا هدفا للشيخ محمد حامد الفقي ورفاقه فذاع صيته وانتشر خبره بين العامة وأصبح يستغل كل مكان أو تجمع ليثير المشاكل مع عامة الصوفية وبذلك تجمع حوله شباب أغرار حتى يناولوا ما ناله من شهره جابت القطر المصري وبدأوا يقتنعون بفكره ويدافعون عنه.
بعد وفاة الشيخ الفقي تعاقب على جماعة أنصار السنة عدد من الرؤساء حتى عام 1969، وهو العام الذي أدمجت فيه الحكومة المصرية جماعة أنصار السنة في الجمعية الشرعية، واستمرت الجماعة على هذا الحال حتى جاء عام 1972، فأعيد إشهار الجماعة مرة أخرى على يد الشيخ رشاد الشافعي (المؤسس الثاني)، مستفيدة من أجواء حالة الانفتاح السياسي التي سمح بها الرئيس السادات. وينتشر أعضاء الجمعية في كل محافظات مصر، ولها في مصر قرابة مائة فرع وألف مسجد.

أهمّ الرموز:
من الرؤساء الشيخ محمد حامد الفقي، عبدالرزاق عفيفي، عبدالرحمن الوكيل، رشاد الشافعي، محمد علي عبدالرحيم، صفوت نور الدين.
ومن العلماء: الشيخ عبد الرزاق حمزة عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية سابقا، والشيخ أبو الوفا درويش رئيس فرع الجماعة بسوهاج، والدكتور محمد خليل هراس أستاذ العقيدة بجامعتي الأزهر وأم القرى، والشيخ محمد عبد الوهاب البنا المدرس بالحرم المكي، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح إمام الحرم المكي ومؤسس ومدير دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة.
وتمّ تجميد نشاطها منذ ذلك الوقت وكان ذلك بسبب الموقف السياسي لآل سعود من الحكومة المصرية الذي كان عدائيا وصل لدرجة تحريض الولايات المتحدة الأمريكية على ضرب مصر لأنهم يبغضون جمال عبدالناصر.
ولما تولى أنور السادات كانت علاقاته بعرب الجزيرة جيدة قبل معاهدة كامب ديفيد كان قريبا منهم وذلك محاولة منه ومنهم لمحو كل آثار جمال عبد الناصر في ذلك الوقت تدخل الأستاذ محمد رشاد الشافعي عند أنور السادات عام 1972 لإعادة الجمعية وفعلا أعيد إشهارها مرة أخرى فكما قلنا ونقول بان التيارات السلفية صنيعة السياسة تمحوها السياسة وتنشئها السياسة.
وبعد عودتها للنشاط وتوقف مجلة الهدي النبوي أصدروا مجلة التوحيد التي لاتقلّ حدة في تكفير جميع الطوائف المخالفة لهم من دون التعرض من قريب أو بعيد لظلم الحكام بل كانت السياسة تستخدمهم مطية مستأنسة كعادتهم منذ نشأتهم يكفرون من تسمح لهم السياسة بتكفيرهم.

وكانت أهداف هذه الجمعية كما أعلنتها:
الدعوة إلى التوحيد الخالص من جميع الشوائب، العودة إلى ربط الدنيا بالدين، الدعوة إلى إقامة المجتمع المسلم.
وكانت جمعية أنصار السنة المحمدية ومازالت تلعب الدور البارز في نشر الفكر السلفي الوهابي عن طريق منشوراتها سواء كانت تلك المنشورات مجلات أو كتب توزع مجانا أو دروس ومحاضرات للعديد من منظري السلفية الوهابية وخاصة من أبناء الجزيرة العربية التي تبنت هذا الفكر وقامت عليه سياستها تحميه وتدعمه بالمال والمواقف.

الهيكل الإداري للجمعية:
الرئيس العام وهو الذي ينتخب من قبل الجمعية العمومية.
الجمعية العمومية ويمثل فيها كل فرع للجمعية فردان فقط ماعدا القاهرة يمثلها خمسة عشر عضوا والإسكندرية ويمثلها سبعة أعضاء وذلك لأهميتهما وانتشار الفكر السلفي فيهما.
مجلس إدارة الجماعة وهو الذي ينتخب من الجمعية العمومية للجمعية ويتكون من الرئيس ونائبه والوكيل والسكرتير العام وأمين الصندوق وعشرة من الأعضاء.
الهيئة التنفيذية للجماعة وهي المعينة من قبل مجلس الإدارة وتشمل إدارات : التخطيط والمتابعة الدعوة والإعلام والبحث العلمي والمشروعات الدعوية والإغاثة والمالية والعلاقات العامة والفروع والشباب والشئون القانونية.
المنهج.
قامت هذه الجماعة على دعوة الناس إلى التوحيد الخالص المطهر من جميع أنواع الشرك؛ لأنهم يعتقدون أو بالأحرى يوهمون متبعيهم بان المسلمين قد انحرفوا عن عقيدتهم فيجب إعادتهم إلى العقيدة الصحيحة من وجهة نظرهم هم وكأنهم موحى إليهم بأنهم أهل الحق أو كأنهم الوحيدون الذين يملكون الحقيقة المطلقة للإسلام، والدعوة إلى صحيح السنة التي صححوها هم بل ضعّفوا كل من روى السنة وليس على ما عليه فكانوا الخصم والحكم في تعريف الصحيح والدعوة إلى إتباعه ولابد من أن يكون فهم هذه الروايات التي صححوها بمفهومهم يكون فهما بفهم سلفهم الصالح، وإرشاد الناس إلى نصوص الكتاب، والدعوة إلى مجانبة البدع والخرافات ومحدثات الأمور، وكان لابد من دس السياسة التي أقامت دعوتهم في الدين الذي يظنون أنّهم الوحيدون الذين يملكون حقيقته هم ومن اختاروه من السلف فقالوا بان الإسلام دين ودولة وهنا يجب أن يضعوا أيضا المعايير والمقاييس لمن يتولى رئاسة الدولة الذي يكون أميرا للمؤمنين واجب الطاعة ومهما فسد أو انحرف يحرم الخروج عليه بمنهجهم ورواياتهم وتطبيق شرع الله بمفهومهم هم وسلفهم فقط ومن كان مختلفا معهم فهو على غير الإسلام كيف وهم خيرة أهل السنة والجماعة وهم يمثلون السلف المعصوم.
إما بالنسبة للنظام الديمقراطي الذي سيصلون من خلاله إلى الحكم فهو نظام كفر لا يؤمنون به لكنهم يستخدمونه وسيلة لحصول الحكم وتطبيق شرع الله كما يدعون فكانت غايتهم تطبيق شرع الله ووسيلتهم الديمقراطية التي هي كفر لأنها تجعل التشريع بيد الشعب.
وفي مجال أصول الدعوة، ترى الجماعة بأنه يجب على المؤمنين التوحد تحت رايتهم هم فالانضمام لأي جماعة أو فريق سياسي محرما إلا الانضمام لهم لأنهم يمثلون جماعة المسلمين ولا يوجد احد غيرهم يمثل الإسلام.
و ترى الجماعة كما رأى محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود من قبل وكما رأى المتوكل من قبلهم بأنه لا يمكن بناء جماعة أو امة مسلمة إلا بعد نشر التوحيد ومحاربة أهل البدع وبذلك يكون حلالا قتال هؤلاء المبتدعة واخذ مالهم وأرضهم لإقامة الدولة المسلمة.
وترفض العمل المسلح ضد الحكومات وأي عمل يمكنه زعزعة الحكام ترفضه إلا أن لها أجنحة تقاتل الحكام وتحارب المسلمين لأنهم مبتدعة ويجب إعادتهم إلى الدين الخالص وإقامة دولة الإسلام الخالص.

فروع الجمعية:
كان للجمعية فروع تغطي جمهورية مصر العربية ثم توسعت إلى السودان وكثير من الدول الإفريقية لنشر الفكر السلفي عن طريق قوافل الإغاثة. و قد استقطبت هذه الجمعية كثيراً من علماء السلفية في مصر والعالم العربي.
■ الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية:

نشأتها:
أنشئت هذه الجمعية عام 1912 في مصر في القاهرة أنشاها الشيخ محمود خطاب السبكي وتعدّ الآن من أكبر الجمعيات السلفية خارج المملكة السعودية وقد انتشرت انتشاراً واسعاً في العالم الإسلامي بفضل الأعمال الخيرية وتبرعات أهل الخليج لها وكذلك تبرعات غالبية أثرياء العالم الإسلامي نظراً لغطائها الخيري المنتشر في معظم البلدان.
وعلى الرغم من أن الشيخ محمود خطاب السبكي يفترق كثيرا عن النهج الوهابي السلفي إلا أن المملكة السعودية سيطرت على توجهات الجمعية بعد ذلك بفضل الإغداق بالأموال التي تساعد الجمعية على الانتشار واتساع رقعة القوافل الاغاثية ومن خلالها تم نشر الدعوة السلفية.
و كان لهذه الجمعية مسارات متوازية بدأت بالمسار الدعوي من خلال الخطب وتوزيع الكتب المجانية والأشرطة الصوتية لعلماء السلفية وانشات معاهد لإعداد دعاة على نهجها حتى تحكم قبضتها على مساجد أقيمت ثم تبرع بها أصحابها للجمعية.
المسار الثاني والأهم هو الدعوة من خلال العمل الخيري وقوافل الإغاثة التي امتدت داخل مصر وخارجها بفضل المال المتدفق من الخليج ومن بعض المتبرعين في مصر وغيرها من البلدان الإسلامية.
المسار الثالث الدعوة العملية من خلال إقامة دور حضانة ومراكز طبية ومراكز رعاية الأيتام يتم من خلالها الترويج لفكر الجماعة وتحسين صورتها وأيضا تحسين نظرة المجتمعات للجمعيات السلفية وكذلك رعاية الطلبة الوافدين للتعليم في الأزهر الشريف رعاية تجعلهم خير سفراء لها في بلادهم.
و قد تناوب على رئاسة الجمعية كثير من العلماء المشهورين بعد مؤسسها الشيخ محمود محمد خطاب السبكي، وبعده ابنه الشيخ أمين محمود خطاب السبكي، ثم حفيده الشيخ يوسف أمين محمود خطاب السبكي، ثم الشيخ عبد اللطيف مشتهري، ثم الشيخ محمود عبدالوهاب فايد، ثم الشيخ فؤاد على مخيمر ، ثم الشيخ محمد مختار المهدي. وتعدّ الجمعية الشرعية من أكبر مؤسسات السلفية في مصر انتشارا ونجاحا نظرا لأنها سارت في مسارات متعددة فأقامت مؤسسات ضخمة يصعب التقليل من شأنها في النواحي الخدمية سواء كانت الطبية منها أم الاجتماعية لذلك نجد الدولة يصعب عليها فعليا السيطرة عليها رغم أنها قانونيا مثل جميع الجمعيات الخيرية في مصر تخضع لوزارة التضامن الاجتماعي إلا أن تغلغلها وحاجة معظم فقراء المجتمع لها كان وما زال له التأثير القوي في نشر الفكر السلفي على مدى قرن من الزمان.

■ السلفيون المستقلون:
النشأة:
السلفيون المستقلون يمكننا تسميتهم بهذا الاسم تجاوزاً أو تفريقاً لهم عن السلفيين الذين ينتمون لمنظمات سياسية معروفة ومشهورة ورسمية وهم امتداد للسلفية المصرية المتأثرة بالسلفية في العالم الإسلامي وقد مثله عدد من المجموعات والجمعيات منذ بدايات القرن العشرين مثل جمعية الهداية التي قادها الشيخ محمد الخضر حسين، وكانت تقوم كغيرها من التيارات السلفية على ما افترضوه إسلاما حقيقيا وما هو إلا أمور ظاهرية، وكانت تقوم على الدعوة إلى الاهتمام بالظاهر في المسائل المتعلقة بشكل الملابس واللحية وشعر الرأس والحجاب، وغيرها من هذه الأمور. ثم امتد هذا التيار إلى سبعينيات القرن الماضي متأثرين أيضا بالتيارات السلفية القادمة من المملكة السعودية، لكنهم لم يجمعهم تنظيم معين ولا يسعون لذلك، ولا يجمعهم إلا شيخ يتتلمذون على يديه، ويلتفون حوله حتى كونوا عددا من المجموعات تلتف حول عدد من المشايخ.

أهم الرموز:
أشهر هذه المشايخ وأكثرهم شعبية هو أسامة عبد العظيم أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، ويقال إن أتباعه يزيدون عن مائة وخمسين ألفا من النشطاء منتشرين في معظم أنحاء مصر، ويعدّ الشيخ محمد مصطفى الدبيسي ثاني أهم رموز هذا التيار، ويعد بمثابة النائب لأسامة عبد العظيم.

المنهج:
يؤمن هذا التيار بالتغيير القاعدي حتى تتاح لهم الفرصة للوصول للحكم وهو رأس الهرم السياسي في الدول التي يقيمون بها أو يريدون السيطرة عليها لذلك هم يصلحون الأفراد وعيونهم تتطلع إلى كرسي الحكم الذي من خلاله سيمكنهم تطبيق فهمهم للشريعة الإسلامية أو إن شئت قلت شريعتهم هم بفهمهم لتحقيق أهدافهم، ثمّ إنّ شأنهم كشأن باقي الفصائل السلفية يتخذون من تنقية الدين من البدع مظهرا للوصول لتقبل الناس لهم الانقياد تحت إمرتهم فمن من الناس لا يريد تنقية الإسلام من البدع، وبدأت تتطور وسائل هذا التيار في نشر الدعوة من الخطابة وإلقاء الدروس إلى الدخول في الفضاء الإلكتروني والإعلامي ثم التغلغل في الجامعات والمؤسسات الاغاثية.

التمايزات:
لا يؤمن هذا التيار بالعمل الجماعي التنظيمي، حتى لا يغضب الساسة الذين لا يزعجهم إلا العمل المؤسسي الذي ينافسهم وربما يزيحهم عن الحكم كما أنه لا يشتغل بالسياسة لأنهم يرون أنّ الاشتغال بالسياسة يكون بعد التمكين ليفرضوا سياستهم هم بفهمهم هم لكن هناك من أكد أن رموز هذا التيار يبدون آراءهم في الشأن السياسي في جلسات سرية لأتباعهم المقربين، ويقتصر كلامهم السياسي على شرح تصوراتهم للواقع السياسي ومشكلاته، ويعتبرون هذا الكلام من الأسرار التي يكون من المحظور على الجميع إذاعتها خارج نطاق الذين حضروا هذه الجلسات، وقيل أيضا إن أكثر هذا التيار لا يمانع من المشاركة في التصويت في الانتخابات النيابية وغيرها من أنواع الانتخابات لدعم محاولات الإصلاح، وهم في ذلك يتفقون مع أنصار السنة وجماعة الإخوان المسلمين.

■ آخر مراحل السلفية في مصر:
النشأة:
بعد تولي أنور السادات الحكم كان للتيار اليساري الشيوعي قوة في الشارع يسيرون على طريق جمال عبد الناصر الذي حكم مصر ونشر وقوى التيارات اليسارية فما كان من أنور السادات حتى يمكنه الظفر بقيادة المجتمع من دون نزاع من أتباع عبدالناصر أو مجلس قيادة الثورة الذين كانوا يرون أنفسهم أحقّ بالحكم منه، منح أنور السادات الحرية للتيارات السلفية بل واخرج من السجون كل من كانوا محبوسين في عصر جمال عبد الناصر وصنع على أيدي مباحث امن الدولة الجماعة الإسلامية وبإذن من الدولة بلغ النشاط الطلابي للإسلاميين في الجامعات ذروته، وظهر ما وصف بالصحوة الإسلامية على يد ما كان يعرف بالجماعة الإسلامية التي ذهب معظمها للانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن نفرا من هؤلاء الطلبة في جامعة الإسكندرية على رأسهم محمد إسماعيل المقدم رفضوا الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين متأثرين حينها بالمنهج السلفي القادم من الجزيرة العربية، وذهبوا ليكونوا نواة لدعوة سلفية أخذت في النمو بعد انسحاب الطلاب المتأثرين بالمنهج السلفي من الجماعة الإسلامية التي كان قد أحكم الإخوان قبضتهم عليها، وبدأ التنافس شديدا بين هؤلاء الشباب السلفيين والإخوان على ضم الطلاب والسيطرة على المساجد، وبلغ ذروة الصدام عام 1980، على أثره قرر هؤلاء السلفيون العمل بطريقة منظمة، فكونوا ما يشبه باتحاد الدعاة، ثم أطلقوا على أنفسهم بعد ذلك اسم (المدرسة السلفية)، وأصبح محمد عبد الفتاح (أبو إدريس) قيم هذه المدرسة أسوة بالمدارس العلمية التي كانت قائمة في عصور الازدهار في التاريخ الإسلامي، ورفضوا لفظ الأمير؛ لاعتبارهم أنه يقتصر على إمارة الدولة.
وبعد عدة سنوات من العمل الحركي والجماهيري أطلقوا على منظمتهم (الدعوة السلفية) بعد انتشارهم في كل أنحاء مصر، وكثرة أتباعهم الذين يقدرون بمئات الآلاف، لكنهم يشتهرون بمسمى هو (سلفيو الإسكندرية).

الرموز:
ومن رموزهم: محمد إسماعيل المقدم، وأحمد فريد، وسعيد عبد العظيم، ومحمد عبد الفتاح، وياسر برهامي، وأحمد حطيبة، ومحمود عبد الحميد، وأبو إدريس، كما ينتمي الثلاثي الشهير: محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وأبو إسحاق الحويني، إلى مدرسة الدعوة السلفية، وإن غلب عليهم الجانب العلمي الوعظي، ومراعاتهم لمقتضيات العمل في الفضاء الإعلامي.

المنهج:
يدعو هؤلاء السلفيون إلى العودة لأخذ الإسلام من أصليه: الكتاب، والسنة، بفهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين، ويهتمون بمسائل التوحيد وتصحيح العقيدة، والنهي عن البدع والخرافات، ويدعون كل من التزم بهذا المنهج إلى الاجتهاد في طلب العلم الشرعي؛ حتى يتسنى للمسلم معرفة الأوامر والنواهي في الفروض والسنن والواجبات، كما يهتمون بكتب التراث، ونقولات الأئمة من أصحاب المذاهب والفقهاء وبخاصة ابن تيمية وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وبالتأكيد أحمد ابن حنبل ليكون لديهم منظومة متكاملة من علماء السلفية ليسيروا على نهجهم.
وبعد أن يتمكنوا من نشر دعوتهم بين عامة الناس ويلتف الناس حولهم يبدؤون مرحلة جديدة هي مرحلة التمكين حيث يعلن المؤمنون انفصالهم عن الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله، ويعلنون أن هؤلاء الحكام على باطل، وينذرون الحكام وأعوانهم بالرجوع عن باطلهم، وإلا سيواجهون جهادا إسلاميا من أهل الحق، ويطالب كل المسلمين بتحديد موقفهم بشكل واضح إما مع أهل الحق، وإما مع أهل الحكم، وهنا حكمهم هو حكم أهل الباطل.
و في حالة إذا ما رفض الحكام الالتزام بالإسلام بعد الإنذار السابق فحينئذ يجاهدهم أهل الحق وهم السلفيون ؛ لأن الصفوف في هذه الحالة ستكون قد تمايزت، فصار بعض الشعب مع الحق وبعضه مع الباطل، وهنا سيكون الفريقان المتصارعان واضحين لا لبس فيهما, فلا يقع ضحايا لا علاقة لهم بالصراع، بل يكون أي إنسان إما مع هذا الفريق أو ذاك.

التمايزات:
يؤمن أصحاب مدرسة الدعوة السلفية - كما يؤمن أنصار السنة المحمدية- بالعمل الجماعي التنظيمي العلني، لكن أصحاب الدعوة السلفية يرفضون العمل من داخل مؤسسات الدولة الرسمية؛ ولذا فهم يرغبون في إنشاء تنظيم علني لكن لا يخضع لإشراف الدولة لسببين:-
الأول: لأنهم يعتبرون أنّ مؤسسات الدولة غير إسلامية، والعمل تحت لوائها يعد بمثابة دخول للعبة السياسية التي يرفضون المشاركة فيها.
والثاني: أنهم لا يودون الخضوع للرقابة الأمنية، ولا للتوجيهات الحكومية في ممارستهم لدعوتهم.
وبالفعل أنشأ سلفيو الإسكندرية تنظيما كاملا، له فروع ومسئولون، وذو آلية ونظام صارم وظلّوا يعملون تحت سمع وبصر الأمن يسمح لهم بالتوسع طالما هم ملتزمون بعدم الخوض في السياسة وعدم الإعلان عن تكفير الحكام ثم لما قويت شوكتهم وظنوا أن الدولة ستضطر للسماح لهم بالتغلغل في المجتمع المصري وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر تم التضييق عليهم ومحاولة تفكيك التنظيم إلا أنهم في بداية الأمر حاولوا البقاء بتنظيمهم مع الإدارة السياسية ولكن عرض عليهم اتفاق من الأمن بحل هذا التنظيم وعدم التواصل بين خلاياه أو الاعتقال والتفكيك بالقوة ومنع السلفيين تماما فاختاروا كعادتهم مهادنة الحكام حتى تتاح لهم الفرصة مرة ثانية وتم حل التنظيم وسمح لهم بالدعوة في بلدانهم ومدنهم دون السفر إلى خارجها.

■ الحركة السلفية الجامية المدخلية:
كما أثرت الدعوة السلفية في مراحلها الأولى والمتعددة في مصر وتأثرت بها كذلك أثرت السلفية الجامية المدخلية القادمة من المملكة العربية السعودية موطن ومنشأ السلفية الوهابية في مصر، وكان لها منتسبون كثر ربما أكثر مما وجد في بلاد المنشأ.
وكان وضوحها أوقف الصراع بين السلطة والتيارات الإسلامية فكانت السلفية الجامية المدخلية هي طوق النجاة للحكام كما كانت سالفتها الوهابية وغيرها من المراحل الأولى لها وكان ومازال أكثر ما يميزها هي وضوحها في التزامها بالمنهج السلفي الحقيقي دون مواربة أو مواراة فكانت مع الحاكم مهما كان ظلمه وطغيانه على مر العصر منذ العصور الأولى لها إلى العصور المتأخرة وقد ظهرت بوضوح شديد عندما قام احد شيوخها الشيخ محمود عامر بالتكفير الصريح لمن يخالف الرئيس محمد حسني مبارك رغم انتشار ظلمه وقيام جميع المصريين ضده فقد أفتى بكفر من يخرج عليه أو يترشح ضده وكان وقتها الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق لوكالة الطاقة النووية التابعة للأمم المتحدة عندما عاد إلى مصر وطالب بإصلاحات سياسية ونسج على منواله مجموعة ممن ينتمون لهذا التيار في بلاد كثيرة كان أهمها المملكة العربية السعودية فقد كفروا كل من يخرج على ولي الأمر الذي هو الملك المتولي عليهم.

النشأة:
التيار السلفي المدخلي في مصر هو امتداد للتيار السلفي المدخلي في المملكة العربية السعودية والذي نشأ في ظروف سياسية غاية في الصعوبة فاستغلوا هذه الظروف أفضل استغلال حيث كان غزو صدام حسين للكويت وضرورة الاستعانة بالأمريكان والغرب عموما لإنقاذ المملكة السعودية وجاءت قوات أجنبية في بلاد الحرمين تدافع عنها وتقتل المسلمين في العراق.
ولكنها السياسة التي تمتطي رجال الدين كعادتها فهم دائما نعم المطية المطيعة لهم الطامعة في فتات يرميها لهم الساسة وبالفعل ظهرت أصوات تحرم الاستعانة بالكافر لقتال المسلم ولما تعاطف الناس مع هذه الأصوات كان لابد من إيقاظ الأصوات الأخرى التي كان لها سوابق كثيرة في هذا المضمار ولابد من مرجعية سلفية من الكتاب والسنة تبرر هذا الغزو الذي تقوم به الدول الكافرة للعراق المسلمة حتى يخمد صوت المعارضين فظهرت السلفية ثانية لتنقذ الحكام من براثن الجماهير وبمرجعية من القرآن والسنة النبوية وكانت السلفية في ذلك الوقت باسم الجامية نسبة لمحمد أمان الجامي الإثيوبي الأصل، وهو المؤسس الحقيقي لهذا التيار، ويلقبون أيضا بـ"المدخلية" نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي وهو أحد رموز هذا التيار في المملكة العربية السعودية.

المنهج:
لم يختلف المداخلة عن غيرهم من التيارات السلفية غير الجهادية الأخرى في اعتقادهم بعدم الخروج على الحاكم المسلم، وإن كان فاسقاً، و لكن المداخلة يزيدون عليهم في أنهم يحرمون حتى معارضة الحاكم أو نقده أو تقديم النصح له في العلن لكن يجب نصح الحاكم في السر والسكون عن الكلام عن ظلمه في العلن ويعتبرون ذلك أصلا من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة، ومخالفة هذا الأصل يعدُّ خروجا على الحاكم المسلم ويجب قتال من يفعل ذلك وقتله ويجوز للحاكم قتله، كما أن المدخلية تجد أنّ الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا يكفي بل يجب الاعتراف والانقياد لكل مؤسسات الدولة وبخاصة المؤسسات الدينية فيجب على المسلم وجوبا شرعيا الالتزام بما يفتي به مفتي الحاكم أو مؤسساته الدينية كالأزهر أو لجنة كبار العلماء ومن يخالف ذلك يعد من «الخوارج».
كما تتمايز المدخلية عن غيرها من التيارات السلفية في أنها تعتبر أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان والملك أو الرئيس أو أي حاكم مهما كانت طريقة حكمه وكيفية وصوله للحكم هو فقط مع مؤسسات الدولة يمثلون جماعة المسلمين ومن يكون جماعة وتيار أو حزب يكون خارجا على جماعة المسلمين وخارجيا يجب قتاله ويجب على الحاكم قتالهم وقتلهم.
ويعتبر المداخلة أن الحكم بما أنزل الله أمر فرعي، وليس أصلا من أصول العقيدة، وبذلك فإن من يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع القوانين الوضعية لا يكون قد ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام بأي حال من الأحول. إلا إذا أعلن صراحة بان أحكامه أفضل من أحكام الله.

وأبرز رموزها:
محمود لطفي عامر، أسامة القوصي، محمد سعيد رسلان، طلعت زهران، أبوبكر ماهر بن عطية، جمال عبد الرحمن، علي حشيش، عبد العظيم بدوي.

اتفاقهم في الإقصاء:
كما هو ديدن جميع التيارات التكفيرية الاقصائية التي انبثقت عن جهل بالدين القويم واتخذت من منهج الخوارج أساسا في الحكم على غيرها والحكم على أنهم الفرقة الوحيدة الناجية نجد أن المداخلة يعتبرون أنهم الطائفة المنصورة، وأن منهجهم هو منهج أهل السنة والجماعة؛ ولذا فهم يتصفون بالحدة في نقدهم لمخالفيهم ويتطاولون على جميع الرموز الدينية لعلماء السلفية الذين لا يتفقون معهم في المنهج الذي هو مدارات الحكام وعدم الخروج عليهم بل وتكفير من يدعو لنقدهم علنا أو فضح ظلمهم لان ذلك كما يدعون يخالف الدين الإسلامي الذي أمر ومازال يأمر بمحاربة الظلم والوقوف في وجه الظالم أينما كان وعدم اتخاذ الظالمين أولياء وهم في ذلك يحتسبون الأجر عند الله؛ لأنهم يعتبرون كشف زيغ من خالفهم هو عمل مأجورون عليه من الله وكل من خالفهم هو زائغ عن طريق الحق وكان الله قد أوحى إليهم بأنهم على الحق، وقد اشتدّ الشيخ محمد سعيد رسلان على جميع رموز السلفية الحركية وجرحهم بل وسخر من فهمهم وسفه عقولهم وكثيرا ما يصفهم بأنهم دعاة فتنة.
أمّا محمود لطفي عامر فقد نذر نفسه للهجوم على رموز السلفية العلمية، وسلفيي الإسكندرية في خطبه وشرائطه التي توزع في مساجد يسيطرون عليها وبعض الكتيبات التي تباع أمام هذه المساجد وتوزع على مريديه ووصف عامر: محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، ومحمد إسماعيل المقدم بأنهم «قوم مراوغون مخادعون يريدون طمس الحقائق بزيف العواطف والتعصب والهوى».

السلفية المصرية بعد ثورة يناير:
عاشت السلفية في مصر قرنا من الزمان تقدّم رجلاً وتؤخر أُخرى لا تريد عملاً غير مضمون العواقب فقد وقفوا على مر قرن من الزمان يلعبون مع السلطة لعبة القط والفأر فأحياناً تسمح لهم السياسة وبالظهور والكلام بحرية في كل شيء إلا السياسة، من الممكن أن يكفروا المجتمع أو يمدحون نماذج في بلدان أخرى لكن كل هذا بغطاء وحراسة من الأمن ومن الساسة ودخل بعضهم معترك السياسة على أمل التمكين فهم يتمسكنون حتى يتمكنوا فاستخدم بعضهم لعبة الديمقراطية تقية حتى يصل إلى مبتغاه.
لكنهم لم يتوقعوا يوما ولو في أحلامهم أن يأتي اليوم الذي يتاح لهم حكم مصر أو حتى المشاركة في حكم مصر ولو من تحت قبة البرلمان الذي يكفرون به لأنه برلمان تشريعي وهم لا يؤمنون إلا بالتشريع الإلهي.
ولعبوا مع النظام ورضوا أحياناً بما يعطيهم النظام في الخفاء وفي العلن يظهرون للجماهير على أنهم مظلومون وإن ما حصلوا عليه هو اقل من حقهم.
و كانوا لا يتعاونون مع التيارات السياسية العلمانية حتى لا يتهموا بالعلمانية أو يتهموا بالتعاون مع العلمانيين ويتوقف التمويل القادم لهم من الخليج ومواقفهم على مر أكثر من ثمانين عاما تدل على ذلك هادنوا الملك حتى يسمح لهم بالظهور كأعداء للانجليز وهم لا يعلمون بان الناس وخاصة العقلاء منهم ومن يقرأ التاريخ يعلم بان الانجليز هم الراعي الرسمي للسلفية الحديثة منذ محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود حتى الآن وإلى إن يأذن الله بنهايتها.

■ الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح:
تأسّست هذه الهيئة من مجموعة من علماء السلفية في مصر على غرار هيئات سلفية وهابية لكنها تميزت بالمرونة وعدم الوضوح حتى لا تلقى من المجتمع المصري الرفض لان هذا المجتمع يتميز بوجود الصوفية والنصارى منذ القدم وأصبحوا جزءاً أصيلا من سلوكيات الشعب وما الدولة الفاطمية منا ببعيد فقد ترك الفاطميون عادات وعقائد في مصر لا يمكن معها قبول هذه التيارات السلفية الاقصائية.
وأنشئت الهيئة على أنها هيئة إسلامية وسطية مستقلة تتكون من مجموعة من العلماء السلفيين وبعض الخبراء الذين ينتمون للتيار السلفي وليسوا علماء دين.
وقد اتخذوا من الآية الكريمة (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) ( هود، 88) سبباً في تسميتها ووجودها.
وتتخذ من قوله تعالى ) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ للهِ ( (النساء 135).
وقد وضعت هذه الهيئة لأنفسهم مبادئ وقيماً وضوابط للتفكير والسلوك من دون وجود رقيب عليهم إلا أنفسهم أو من يقدر قربهم أو بعدهم عن الحق.

أغراض هذه الهيئة كما وضعوها لأنفسهم :
البحث في قضايا ومستجدات معاصرة يكون لهم فيها رأي إصلاحي استشاري، جعلهم مرجعية علمية شرعية في الأمة لمعاونة أهل الحل والعقد في تدعيم بناء الدولة التي ظنوا أنهم أقاموها أو يمكنهم إقامتها.
العمل على الصلح بين الجماعات الإسلامية الجهادية منها والسياسية حتى لا يحارب بعضهم بعضا أو يخالف بعضهم بعضا فيكونوا يدا على من سواهم من العلمانيين واللبراليين والمسيحيين والصوفية وباقي مكونات المجتمع المصري ممن لا ينتمي لفكرهم

وسائل الهيئة في تحقيق أهدافها:
لجان متخصصة ذات مهام مؤقتة ودائمة حسب ما يسند إليها مما يتناسب مع الأحوال السياسية.
إصدار بيانات توضح رأي الهيئة فيما يدور في المجتمع المصري من خلافات واختلافات سياسية.
إصدار دوريات أو منشورات لتوضيح رأي الهيئة فيما يجري على الساحة المصرية أو ما يخص مصر على الساحة الدولية.

و اللجان المنوط بها ذلك هي:
لجنة البحوث العلمية، لجنة الحقوق والحريات، لجنة الدعوة والإصلاح، لجنة الشباب وخدمة المجتمع، لجنة التقنية والإعلام، اللجنة المالية والإدارية.
وقد ضمت الهيئة عدداً كبيراً من العلماء على اختلاف مشاربهم وذلك لجمع من يحبونهم من الشباب ليكونوا سندا سياسيا لهم في الحكم ومن هؤلاء العلماء:
على السالوس (رئيس اللجنة)، طلعت عفيفي (نائب أول لرئيس اللجنة)، محمد عبد المقصود (النائب الثاني)، محمد حسان (النائب الثالث)، محمد يسري (أمين عام الهيئة)، عبدالستار فتح الله، محمد إسماعيل المقدم، محمود مزروعة، صفوت حجازي، ياسر برهامي.
وعليك أن تعرف بعد أحداث خروج التيارات الإسلامية من الحكم إلى أين ذهب كل منهم.

■ مجلس شورى العلماء:
أرادت التيارات الإسلامية أن يكون لها أكثر من وجه حتى إذا وقع من جهة خطا فلا يحسب عليهم ويتنصلون منه بسهولة ويدعون أن من يمثلهم هؤلاء أو تلك كما حدث بعد الانشقاق الذي حدث لحزب النور السلفي.
يتكون مجلس شورى العلماء من مجموعة من العلماء لهم هيكل تنظيمي بسيط لتقاربهم في منزلتهم أمام الجماهير فلا يمكنهم وضع احدهم في الصف الأول والثاني في الصف الذي يليه لذلك أطلق عليهم مجلس شورى العلماء وهم - :
الدكتور عبد الله شاكر رئيساً ، الدكتور محمد حسان نائباً، الشيخ محمد حسين يعقوب عضواً، الدكتور سعيد عبد العظيم عضواً، الشيخ مصطفى العدوي عضواً، الدكتور جمال المراكبي عضواً، الشيخ أبو بكر الحنبلي عضواً، الشيخ وحيد بالي عضواً، الشيخ جمال عبد الرحمن عضواً.
وهكذا أصبح لهم أكثر من ممثل يمكنه أن يقوم بدوره الخاص إذا حدث خلاف أو اختلاف.
وقد اصدر مجلس شورى العلماء بيانات متعددة يعلقون فيها على ما يحدث من أحداث دون الوضوح في الرؤية وذلك ليتاح لهم العمل الدعوي إذا فقدوا العمل السياسي.

■ حزب النور:
حزب النور من اكبر الأحزاب السلفية وكيل مؤسسيه هو عماد الدين عبدالغفار والمتحدث باسمه هو المهندس عبدالمنعم الشحات ونائب رئيس الحزب هو الشيخ ياسر البرهامى القطب السلفي المعروف بالإسكندرية.
وهو حزب سياسي مصري تأسس عقب ثورة 25 يناير وذلك للاشتراك في الحياة السياسية الديمقراطية التي يكفرون من يشارك فيها لكنها الضرورة حتى يتمكنوا من الحكم ثم ينقلبون عليها كما كان يردد بعضهم.
وحصل الحزب على 22 % من مقاعد مجلس النواب المصري المسمى مجلس الشعب في حينها وعلى الرغم من قلة خبرة أعضائه في السياسة لكن ظهيرهم الشعبي الذي ينتمي إلى كل التيارات الإسلامية مختلفة التسميات ذات مرجعية واحدة ووحيدة وهي السلفية التي تعددت أوجهها لكنها في النهاية تخرج من نبع واحد وهي السلفية الوهابية مع بعض التعديلات في مصر كما عدل من قبل الشافعي مذهبه الفقهي عندما أتى لمصر بعد تواجده في العراق.
وكما ذكرنا بان هذه الكيانات على الرغم من تجانسها إلا أنها مختلفة في وسائل تحقيق الأهداف فمنهم من يرى السياسة والانتخابات ومنها ما يرى فرض الشريعة حسب مفهومهم على أساس أنهم يملكون الحقيقة وحدهم.

الانشقاق في حزب النور :
في منتصف عام 2012 تعرض حزب النور السلفي لأزمة حادة بين قياداته على خلفية الآراء التي تظهر من الجبهة السلفية تخالف موقف الحزب السياسي الذي يعد ذراعها السياسي لذلك كان لابد من الفصل بين الهيئتين إداريا بين الدعوة السلفية وحزب النور وعلى الرغم من قرار رئيس الحزب عماد عبد النور تأجيل هذا القرار إلا انه ظهرت هيئتان عليتان تزعّم إحداها اشرف ثابت وكيل مجلس الشعب السابق والتي قررت إعفاء عماد عبد الغفور من رئاسة الحزب وتعيين السيد مصطفي حسين خليفة رئيسا مؤقتا فيما اجتمعت هيئة عليا أخرى للحزب برئاسة عماد عبد الغفور وقررت فصل عدد من القيادات.
وانشقّ عدد من مؤسسي الحزب وكونوا حزبا آخر أطلق عليه (حزب الوطن).

■ حزب النهضة والإصلاح :
هذا الحزب كان مؤسسوه الأذكى بين التيارات السلفية حتى أنهم استطاعوا التمويه في مبادئ الحزب حتى يستطيعوا الحصول على توثيق التيارات الفكرية اللبرالية والعلمانية التي كانت أهم دعائم ثورة يناير في مصر.
فوضعوا له أهدافا تختلف تماما عن أهداف الهيئات السلفية الأخرى بحيث أصبح الإصلاح الحضاري والاجتماعي هو الأهم في أهداف هذا الحزب بل إنّهم استطاعوا تحييد الأقباط عندما أرسلوا منهم من يهنئ الأقباط بأعيادهم في الوقت الذي كانت فيه فتاوى تصدر من تيارات سلفية أخرى بتحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم.
وأصبح هذا الحزب السلفي يحتضن بين أعضائه جميع أطياف الشعب المصري وكانوا هم الأجدر بتنفيذ خطة معظم السلفيين في اتخاذ الديمقراطية مطية لهم للوصول للحكم وتطبيق شرع الله كما يدعون.

و كانت أهم مبادئه:
الحفاظ على مدنية الدولة ويقصدون من مدنية الدولة هي الدولة التي لا يحكمها العسكر أو من له مرجعية عسكرية أو يحكمها رجال الدين من منطلق التفويض الإلهي الثيوقراطي لكنها دولة تحكم بالشريعة الإسلامية في جميع نواحي الحياة ويحكمها رجال مدنيون لا هم رجال جيش ولا هم رجال دين بل يحكمون بالشرع فقط وهم سياسيون مدنيون.
الحفاظ على القيم والمبادئ المصرية ويقصدون بذلك أنّ مصر لها خصائص تختلف عن باقي الدول العربية بما لديها من حضارات متعددة فبذلك يستطيعون جمع اكبر عدد من الجماهير خلفهم كظهير شعبي ينتفعون به في جمع الأصوات عند اللجوء للديمقراطية.
سيادة الدستور والقانون ويقصدون بذلك الدستور الذي سيكتبونه بمعاونة باقي الهيئات والأحزاب ذات الصبغة السلفية والذي ستكون الشريعة الإسلامية هي مصدرهم في ذلك حتى أنهم أضافوا لدستورهم أنّ المذهب الذي تحكم به الدولة وترجع إليه في المنازعات مذهب أهل السنة والجماعة على علمهم بان مذهب أهل السنة والجماعة به من التناقضات في الحرام والحلال وخاصة في المعاملات الكثير فإلى من سيتمّ الاحتكام لكنهم تركوها مطاطة لتعطيهم مساحة للمناورة.
التعددية وقبول الآخر وذلك حتى يتجنبوا الصدام مع باقي مكونات المجتمع المصري من مسيحيين وصوفية وباقي العرقيات والديانات والمذاهب المتعددة ولكنهم نسوا أو تناسوا بان دستورهم الذي صاغوه وصوتوا له يقصر المرجعية على مذهبهم الذي يحوي بداخله كثيراً من التناقضات من تكفير غيرهم إلى تحريم التعامل مع النصارى.
حماية الحقوق والحريات الأساسية وهذا أيضا من قبيل تجميل الصورة السياسية فكيف يكون لي الحرية في ظل دستور طائفي بامتياز.

■ حزب الأصالة:
هو حزب إسلامي مصري ويتبع المنهج السلفي. أسس الحزب اللواء عادل عبد المقصود عفيفي في يوليو 2011 عقب ثورة 25 يناير. وكان عبد المقصود رئيس حزب الفضيلة قبل أن ينشق هو وبعض أعضاء المكتب التنفيذي عن حزب الفضيلة وأسسوا حزب الأصالة.

تاريخ التأسيس:
في يوليو 2011، أعلن اللواء عادل عبد المقصود عفيفي (رئيس حزب الفضيلة آنذاك) وعددٌ من أعضاء المكتب السياسي عن انسحابهم وقطع علاقتهم بحزب الفضيلة نهائياً، بعدما تبين أن هناك مؤامرة لتغيير مبادئ الحزب التي تقوم على الالتزام بالشرعية وسيادة القانون والمنهج الإسلامي السلفي المعتدل، وتحويل مبادئه إلى أفكار متشددة تضر بالصالح العام والعمل الإسلامي. وبناء على ذلك قرر الدكتور عادل عبد المقصود عفيفي وهؤلاء الأعضاء تأسيس حزب جديد باسم حزب الأصالة. موضحاً أنّ عدداً من أبرز الدعاة السلفيين يدعمون الحزب الجديد كما يسحبون دعمهم لحزب الفضيلة، وهم د. محمد عبد المقصود عفيفي، والشيخ محمد حسان، ود.محمد عبدالسلام، والشيخ مصطفى محمد، والشيخ ممدوح جابر [4] [5]. وكان عدد من النشطاء السلفيين قد أصدروا مبادرة طالبوا فيها بانتداب لجنة من علماء الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح للفصل في النزاع، إلا أن المبادرة لم يكتب لها النجاح[6].

من أهمّ مبادئ الحزب :
1- إعادة دور مصر إلى الريادي سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً.
2- تحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد الشعب التي تحقق التعايش السلمي بين كل طبقاته الطائفية والاجتماعية.
3- رفع المستوى الصحي، والفكري والثقافي والنهوض بالتعليم وإعلاء دور العلم والعلماء.
4- إيجاد مناخ سياسي يستطيع المواطن أن يعبر فيه عن رأيه وأن يختار من يمثله بحرية مطلقة.
5- إيجاد آليات لتنمية موارد الدولة والاستفادة من هذه الموارد في النهوض بالمستوى العام مما يؤدى إلى تحسين مستوى المعيشة، ورفع مستوى الدخل .
6- ترسيخ مبادئ الحرية والعدالة والمساواة واحترام هوية مصر الإسلامية.
7- وضع إستراتيجية لتقليل نسبة الأمية والبطالة ومعدل الجريمة، والانهيار الأخلاقي.
8- العمل على استقلال السلطة القضائية بجميع درجاتها والفصل بين السلطات ،وتوفير المقومات اللازمة لذلك .
9- إعادة مصر إلى مكانتها الحقيقية بين الأمة العربية والإسلامية، والمشاركة الفعالة في قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية .
10- استعادة أموال مصر المنهوبة، ومحاكمة الذين افسدوا، وقتلوا، ونهبوا المال العام.
وفي 23 أكتوبر 2011، قام حزب الأصالة مع حزبي النور والبناء والتنمية بتكوين تحالف الكتلة الإسلامية. رشّح الحزب عبد الله الأشعل لانتخابات الرئاسة المصرية 2012 [3].
أعلن ممدوح إسماعيل وكيل مؤسسي ورئيس "حزب النهضة" يوم 23 سبتمبر 2011 دمج حزبه في حزب الأصالة.[7] وكان حزب النهضة حزب إسلامي تحت التأسيس تشكّل عقب ثورة 25 يناير، وكان من ضمن أهم أهدافه المحافظة على الهوية العربية الإسلامية لمصر[8].

■ تحالف الكتلة الإسلامية:
أعلن الحزب يوم 12 أكتوبر 2011 انسحابه من التحالف الديمقراطي وخوضه انتخابات مجلس الشعب بقوائم مستقلة[9]. ثم قام حزب الأصالة مع حزبي النور والبناء والتنمية بتكوين تحالف الكتلة الإسلامية، وذلك في 23 أكتوبر 2011 [10] [11]. وقد أكد كل من حزب الأصالة وحزب البناء والتنمية أن «التحالف ليس موجهاً ضد أي تحالف آخر، ويهدف لتحقيق النهضة المصرية على أساس الهوية الإسلامية من خلال مشروع وطني يشارك فيه كل أبناء مصر» [12].

القادة:
قائمة رؤساء الحزب:
1 ـ عادل عبد المقصود عفيفي يوليو 2011 – 4 يناير 2013.
2 ـ إيهاب شيحة 4 يناير 2013 – الآن.

الهيئة العليا:
التشكيل الحالي للهيئة العليا يضم [13]:
إيهاب شيحة (رئيس الحزب)، عادل عبد المقصود عفيفي، محمود سلطان، تامر عبد الخالق مكي، عبد الخالق محمد عبد الخالق، محمد محمود حسنين الكلحى.

مرجعيات الحزب:
محمد عبد المقصود عفيفي، الشيخ مصطفى محمد، الشيخ ممدوح جابر، محمد عبد السلام.

من الداعمين لحزب الأصالة:
الشيخ محمد حسان .

حزب الإصلاح والنهضة:
ووكيل مؤسسيه هو أيمن مرسى ورئيسه هو هشام مصطفى عبد العزيز.

حزب النهضة السلفي:
(قيل إنّ وكيل مؤسسيه يسعى لإطلاق اسم حزب الشريعة عليه) ووكيل مؤسسيه هو ممدوح إسماعيل المحامي السلفي الشهير بانتمائه ودفاعه عن الجماعات السلفية الجهادية.

القسم الثاني أحزاب السلفية الجهادية:
وهى التي كانت تتبنى العنف في سبيل توصيل رسالتها وتحقيق أهدافها ومنها:
أولاً ـ حزب البناء والتنمية:

برنامج الحزب:

وينطلق حزب البناء والتنمية في هذا البرنامج من غاية سامية ويسعى لتحقيق أهداف محددة مرتكزا في رؤيته على أسس قويمة لبناء المستقبل .

أولا : غاية الحزب :
الغاية التي يسعى لها مؤسسو حزب [ البناء والتنمية ] هي تحقيق مرضاة الله تعالى أولا ثم تحقيق مصالح البلاد والعباد بما يحقق لهم السعادة في الدنيا والآخرة وحتى تتبوأ مصر مكانتها المستحقة في طليعة الأمم المتقدمة .

ثانيا : أهداف الحزب :
1ـ الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية لمصر ومواجهة كل محاولات الانتقاض عليها أو الانتقاص منها.
2ـ رفض كل محاولات التغريب والتصدي للفساد والانحراف والتحلل الاخلاقى والقيمى .
3ـ الحفاظ على مكتسبات ثورة الخامس والعشرين من يناير المباركة التي فجرت الطاقات المصرية في لحظة تاريخية نادرة الحدوث.
4ـ العمل على تحقيق الإصلاح السياسي والدستوري والقانوني الذي يؤسس لنظام سياسي لا يستبعد تيارا سياسيا ولا يقصى فصيلاً وطنياً.
5ـ العمل على بناء مصر الجديدة التي تقوم على مبادئ العدالة والحرية والتعددية والمساواة وتداول السلطة والسعي لبناء نظام سياسي منفتح يضمن حقوق جميع المواطنين ويؤمن الرعايا الأجانب من غير المصريين.
6ـ نشر مفاهيم وقيم الإسلام السياسية ومواجهة حملات التشويه التي تتعرض لها النظريات السياسية الإسلامية.
7ـ ترسيخ القيم الإسلامية في المجتمع ومحاربة الظلم والفساد بكافة أشكاله ودعم دور الأسرة والتأكيد على دور المرأة في بناء المجتمع على وفق مبادئ الشريعة الإسلامية وأحكامها.
8ـ تحقيق العدالة الاجتماعية بتوفير الحد الأدنى للحياة الكريمة التي تلبي كل الحاجيات والرغبات الإنسانية الضرورية من غذاء ورعاية صحية وتأهيل تعليمي وسكن وفرص عمل كريمة.
9ـ طرح التصورات الواقعية لحل مشكلات المجتمع في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية والإستراتيجية انطلاقاً من رؤية إسلامية وسطية وتطبيقا عصريا للشريعة الإسلامية.
10ـ مواجهة الأزمات التي تمر بها البلاد في الوقت الحاضر بالمشاركة مع كافة الاتجاهات السياسية وغير السياسية مسلمة كانت أو غير مسلمة.
11ـ دعم التواصل بين الشعب المصري والشعوب الأخرى في إطار تحقيق المصالح المشتركة مع احترام هوية امتنا واستقلال قرارنا الوطني ودعم حق الشعوب المحتلة أراضيها في التحرر من الاستعمار وخاصة في فلسطين .
12ـ تدعيم الأمن القومي المصري بمفهومه الشامل الذي يضمن لمصر دورا حيويا وفاعلا ويؤمن حاضرها ومستقبلها في مواجهة التغيرات والتقلبات الكبرى التي يشهدها العالم المعاصر.

ثانياً: حزب الأمة الجديد:
وهو استمرار لحزب الأمة القديم الذي كان يرأسه الشيخ احمد الصباحي رئيسه الآن سامي حجازي والذي أصبح حزبا سلفيا بامتياز بعد أن نجح في استمالة ناجح إبراهيم السلفي الجهادي المعروف الخارج من السجن وكذلك الشيخ وكرم زهدي السلفي الجهادي المعروف للانضمام لحزبه.

السلفية الحركية:
هذا التيار السلفي في مصر هو احد روافد الحركة السلفية فهو ينطلق من نفس المعتقدات والأرضية الفكرية والامتداد الشكلي التي تقوم عليها جميع التيارات المنتمية إلى السلفية انتماءً وفكراً معلوماً للجميع مهما تغيرت أشكالها مع بعض الاختلافات في ممارسة كل تيار لمنظوره حسب الحالة السياسية في مصر وفي المنطقة وحسب تجانس أفراده.
فبعض هذه التيارات اقتصر على الدعوة من خلال الخطب في المساجد وبخاصة مساجد الجمعية الشرعية وبعض المساجد التي يتبناها بعض السلفيين الذين لا يظهرون انتماءهم مباشرة للتيارات السلفية، أو بعض المحاضرات في الجامعات والأماكن العامة أيضا حسب ما يسمح لهم بذلك والمنشورات التي توزع على هيئة كتيبات صغيرة إما مجانا وهذا هو الأغلب وأما بثمن زهيد توزع أمام المساجد وفي الميادين العامة وفي المناسبات مثل الأعياد وبخاصة بعد الصلاة يوم العيد التي عادة ما يتجمع فيها جميع المصريين بمختلف مشاربهم.
و هذا التيار الدعوي لا يريد صداما مع النظام السياسي أو حتى مع بعض التيارات الموجودة على الساحة حتى لو كان يراهم كفارا كالتيارات اللبرالية أو العلمانية وهذا يتيح لهم مساحة اكبر من الحرية في الحركة وانتشارا اكبر فقد أتيح لهم العمل بحرية في العهد الملكي وفي عصر الجمهورية من عبد الناصر إلى السادات إلى حسني مبارك لا نهم لا يظهرون طمعهم في السياسة ولا يتحدثون فيها.
أما التيار السلفي الحركي فكان أكثر وضوحاً وعداءً ظاهراً للحكّام ولبعض التيارات المتواجدة على الساحة المصرية وبخاصة العلمانية واللبرالية والصوفية وكل من لا يؤمن بما يؤمنون به.
وكانت دعوتهم لجهاد الحكام الذين لا يطبقون شرع الله بعد تكفير هؤلاء الحكام واضحا جليا ولكنهم كانوا غالبا ما يعملون في الخفاء وبعيدا عن أعين الأمن وقد قاموا بأعمال ضد السياح في مصر لإحراج الحكومة المصرية التي لا تطبق شرع الله كما يزعمون بل وتعدى قتلهم لبعض رجال الأمن وبعض أفراد المجتمع الذين يعتقدون أنهم من رموز النظام بل كانوا وما زالوا يبررون أعمال العنف ضد بعض الدول التي يظنون أنها تقف وراء الحكومات العربية وتحميها وكان ذلك جليا في تفجيراتهم للسفارات الأمريكية بل ومباركاتهم لضرب البرجين في أمريكا وغيرها من إعمال العنف.
ومن ابرز رموز هذا التيار في مصر الشيخ محمد عبد المقصود وهو حاصل على دكتوراه في الزراعة لكنه لا يعمل بها وعمل بالدعوة السلفية وكان له مسجد في شبرا يخطب فيه ومنطقة شبرا في مصر معروفة بكثرة النصارى فيها لذلك كانت تربة خصبة للتطرف والتكفير الذي كان يمارسه الشيخ في خطبه.

ومن رموز السلفية الحركية:
أيضاً الشيخ فوزي السعيد وهو من السلفيين الحركيين كان خطيبا في مسجد التوحيد لكنه كان متشدداً في آرائه إلا انه كان غالبا ما يبتعد عن الحديث في السياسة ونقد الحكام كما هو حال الحركة السلفية لكنه كلما أتيحت الفرصة لدفع الشباب إلى العنف بطريقة إيحائية فعلها وقد تم إدراج اسمه في تنظيم الوعد الذي كان يقوم بعمليات جهادية داخل مصر، وتوقّف عن الخوض في السياسة كغيره من السلفيين فلما جاءت ثورة يناير راقبوها عن بعد، فلا هم أظهروا موافقتهم إياها خوفاً من فشلها ومن دفع ثمنها الباهظ مع هؤلاء الشباب الليبرالي، ولا هم تجمّعوا على رفضها حتى إذا نجحت كان لهم نصيب منها وبعد أن كان السلفيون يحرمون التظاهرات شاركوا فيها عندما علموا أن هؤلاء الشباب المسالم المتظاهر قد نجح فيما فشلوا فيه عبر سنين طويلة وبعد أن كانت فتاوى الشيخ فوزي السعيد تملأ الأفق في تحريم التظاهر كغيره من دعاة السلفية وجدناه يتظاهر من أجل الشرعية وهذا يعني انه يجعل شرعيته تستمد قوتها ومشروعيتها من التظاهر وهذا قمة التناقض.
الشيخ نشأت احمد هو خريج كلية التجارة ثم درس الدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية المفتوحة بالقاهرة كغيره من بعض الدعاة الذين تعلموا إسلامهم في ألمانيا أو فرنسا أو حتى الجامعة الأمريكية في بلادهم ثم حملوا مشعل الدعوة ضد أمريكا وكانوا بلسانهم ضدها وبأفعالهم معها وأصبح الشيخ نشأت ذائع الصيت بمحاضراته وخطبه في مساجد الجمعية الشرعية وغيرها وكان له نشاط متسع في مصر وخارجها.
ورموز هذه الحركة كثيرون منهم من تعرض لمضايقات الأمن ومنهم من تم اعتقاله ومنهم من لم يتعرض لا لهذا أو ذاك حسب مستوى موقفهم ومدى تأثيرهم في الجماهير.

------------------------------------------
1- منهج السلف لا حزب السلفيين، لأبي يحيى سامح بن محمد.
2 ـ أسامة شحادة ، مقالات تاريخ السلفية في مصر.
3- أصول وتاريخ الفرق الإسلامية، مصطفى بن محمد بن مصطفى، مكتبة صيد الفوائد، 2003.
4- السلفية حقيقتها ومكانتها في الحركة الإسلامية المعاصرة، الشيخ محمد عبدالله الخطيب، إخوان أون لاين، 2 يوليو 2005 .
5 ـ الجذور التاريخية لظهور مصطلح السلفية، علاء بكر، صوت السلف، 27-يونيو-2009.
6 ـ الدعوة السلفية، محمود عبد الحميد العسقلاني .
7 ـ السلفية قواعد وأصول، د. أحمد فريد.
8- تاريخ المذاهب الإسلامية، محمد أبو زهرة.