البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

الغدير في السنة المتواترة (دراسة في كتاب الغدير للشيخ الأميني)

الباحث :  د. صادق حسن علي
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  2
السنة :  السنة الاولى - ذو الحجة 1435هـ / 2014م
تاريخ إضافة البحث :  April / 10 / 2017
عدد زيارات البحث :  925
تحميل  ( 668.432 KB )
المقدّمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين

يُعدُّ علم الكلام من العلوم المهمّة في حياة الإنسان المسلم؛ باعتباره يبحث في مسائل أصول الدين والعقيدة, ولذا فإن لهذا العلم الأثر البارز في تكامل الإنسان وتحصينه ؛ لأنّه طريقٌ لإثبات العقائد الدينية بايراد الادلة والحجج ودفع الشبه(1)، ولأجل ذلك سًمّي بالفقه الأكبر؛ (لأن الفقه في الدين أصلٌ، والفقه في العلم فرعٌ، وفضل الأصل على الفرع معلوم)(2).
وللمتكلم الدور الفاعل في الحفاظ على كيان الإسلام من جهة وظيفته البيانية والدفاعية معاً، بل يُعدّ في وظيفته الأخيرة كالمجاهد في سبيل الله تعالى، كما أفاد الطبرسي (ت548هـ) هذه الدلالة عند بيانه لقوله تعالى: فَلاَ تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا(3) بما نصه: (وفي هذا دلالة على أن من أجلّ الجهاد وأعظمه منزلةّ عند الله سبحانه جهاد المتكلمين في حلِّ شبه المبطلين وأعداء الدين)(4).
والذي يرجع إلى مؤلفات علماء المسلمين في علم الكلام يتجلّى له بشكل واضح ما بُذل من جهود كلامية سواءً في إثبات العقائد الإسلامية وتقديمها بإسلوبٍ منطقي متماسك أم في جانب الدفاع عنها بردِّ الشبهات وإبطال الدعاوى والإفتراءات.
ولعلماء الشيعة الإمامية ـ من المتقدِّمين والمتأخرين ـ الدور الواسع والتأليف الناجع والمسار الناصع في هذا المضمار(5) ـ أي علم أصول الدين ـ ومن أهم مسائله مسألة الإمامة, التي يقول عنها الشهرستاني (ت548هـ): (وأعظم خلاف بين الأُمة خلاف الإمامة إذ ما سُلَّ سيفٌ في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سُلَّ على الإمامة)(6)، ولحديث الغدير حيّز مهم من بين الأبحاث المتعلّقة بالإمامة ؛ كونه روي من قبل الفريقين وبمستوى دلالي رفيع, ومن أهم الأبحاث التي تناولت حديث الغدير سنداً ودلالةً وظروفا تاريخية هو كتاب: الغدير في الكتاب والسنّة والآدب للعلاّمة الشيخ عبد الحسين بن أحمد الأميني(ت1390هـ) الذي لمع نجمه وذاع صيته بعد تأليفه لهذا الكتاب؛ حتى عُرف بـ(صاحب كتاب الغدير)، والذي استغرق في تأليفه قرابة نصف قرن من الزمن(7).
هذا الكتاب الذي نال إعجاب مشاهير الأعلام من علماء الإسلام كافة: من مراجع ومجتهدين وأدباء وخطباء وأساتذة جامعيين، بل نال إعجاب غير المسلمين أيضاً(8)، وما ذاك إلاّ لما جاء في طيّاته من معارف متعددة في شتى المجالات: من كلام وتفسير وسنّة وحديث وفقه وأدب وتاريخ، ولذا عدّه بعضهم(9): أنّه دائرة معارف إسلامية.
وقد انتظم هذا البحث في ثلاثة مباحث:

المبحث الأول
الغدير في السنّة المتواترة
(السنّة): (هي ما صدر عن النبي (ص) من قول أو فعل أو تقرير)(10) أو (كل ما يصدر عن المعصوم قولاً وفعلاً وتقريراً)(11)، ولا يخفى على كل مسلم ما للسنّة الشريفة من دور مهم في التشريع الإسلامي بل لا يمكن ان نفهم القرآن فهماً حقيقياً بدونها، وما ذاك إلاّ لان السنة الشريفة هي الشارحة والمبيِّنة لما جاء في كتاب الله عز وجل من التشريعات والأحكام.
وفي هذا الصدد يقول الشيخ الأميني (رض): (إنّ ظاهر الكتاب لا يغني الأُمة عن السنّة، وهي لا تفارقه حتى يردا على النبي (ص)، وحاجة الأُمة إلى السنّة لا تقصر عن حاجتها إلى ظاهر الكتاب . وكما قال مكحول (ت112هـ) والأوزاعي (ت157هـ): إنّ الكتاب أحوج إلى السنّة من السنّة إلى الكتاب(12).
كما أنّ السنّة هي الركيزة الثانية التي تشكّل مع نصوص الكتاب الكريم دعامتي الأدلة النقلية في العلوم الدينية كعلوم القرآن والتفسير وعلم الكلام والفقه.
وقد جاءت الآيات الكريمة تأمرنا بالأخذ عن النبي (ص) ووجوب اتِّباعه وطاعته عليه أفضل الصلاة والسلام، كقوله تعالى: مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (13)، لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ(14)، أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ (15).
وفي علم الكلام يُشترط في الدليل النقلي المأخوذ من السنّة الشريفة أنْ يكون قطعياً(16)؛ من أجل أنْ يحصل العلم بصدور الحديث، وذُكر في علم الأصول(17) الطرق الموصلة للسنّة، منها قطعية، مثل الخبر المتواتر(18) والخبر المحفوف بقرائن توجب العلم بصدوره(19)، ومنها غير قطعية ، مثل أخبار الآحاد(20).
والحديث المتواتر على ثلاثة أنحاء(21) ، وهي:
1 ـ المتواتر اللفظي: الخبر الذي يرويه جماعة يمتنع تواطؤهم على الكذب ويتفقون على روايته بلفظ وأحد، كما في الرواية عن النبي (ص) أنّه قال: (مَن كذب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار)(22).
2 ـ المتواتَر المعنوي: إخبار جماعة بألفاظ مختلفة مع اشتمال كل منهما على معنى مشترك بينهما سواء كان ذلك المعنى المشترك مدلولاً عليه بالدلالة المطابقية أم التضّمنية. كدلالة الأخبار الدالة على شجاعة الإمام علي (ع)، وكرم حاتم الطائي.
3 ـ المتواتَر الإجمالي: وهو الخبر الذي يرويه جماعة غير متفقين على لفظ واحد ولا على معنى واحد، ولكنه يُعلم بواسطة كثرة المخبرين أنّ بعض هذه الأخبار صادر قطعاً، كالأخبار الدالة على حجية أخبار الآحاد.
ويتضمن هذا المبحث مطالب ثلاثة , وهي:

المطلب الأول: تواتر حديث الغدير:
يعدُّ حديث الغدير من الأحاديث النبوية الصريحة والدالة على إمامة مولانا أمير المؤمنين علي (ع)، ومن الأدلة النقلية المعتبرة في باب الإمامة، فلذا ينبغي الكلام في سند هذا الحديث، ومن ثَمّ دلالته.
وفي سند حديث الغدير ذكر الشيخ الأميني (رض): إنّ كتب الإماميّة في الحديث والتفسير والتاريخ وعلم الكلام مفعمة بإثبات صحة حديث الغدير والاحتجاج بمؤدّاه، مع ذكر مسانيده إلى أنوار النبوة(23) منها ما ذكره الشيخ الطوسي (ت460هـ) إذ قال: (الذي يدل على صحة الخبر هو انه قد تواترت به الشيعة عن النبي (ص) وقد رواه أيضاً من مخالفيهم من إن لم يزيدوا على حد التواتر لم ينقصوا فيه، لأنّه لا خبر في الشريعة مما اتفق مخالفونا معنا على انه متواتر نُقل كنقله)(24).
وكذا ما ذكره العلامة الحلي (ت726هـ) عند تعرّضه للأدلة المقامة على إمامة الإمام علي (ع) بعد رسول الله (ص) ، قائلا: (الخبر المتواتر، وهو قوله (ع) يوم غدير خُمّ وقد رجع من حجة الوداع: (معاشر المسلمين ألست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: (فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره وأدر الحق معه كيفما دار)(25).
وإنّ القول بصحة(26) حديث الغدير وتواتره ثابت عند أهل السنّة أيضاً(27)، وقد روى علماؤهم هذا الحديث بعدة طرق(28)هي:
1 ـ أحمد بن حنبل (ت241هـ) من أربعين طريقاً(29).
2 ـ ابن جرير الطبري (ت310هـ) من نيف وسبعين طريقاً(30).
3 ـ الجزري المقري (ت 833هـ) من ثمانين طريقاً(31).
4 ـ ابن عقدة (ت332هـ) من مائة وخمس طرق(32).
5 ـ أبو سعيد السجستاني (ت477هـ) من مائة وعشرين طريقاً(33).
6 ـ أبو بكر الجعابي (ت 356هـ) من مائة وخمس وعشرين طريقاً(34). وفي تعليقة (هداية العقول) عن الأمير محمد اليمني ـ أحد شعراء القرن الثاني عشر إنّ له مائة وخمسين طريقاً(35).
7 ـ أبو العلاء العطار (569هـ) أنهاهم إلى مائتين وخمسين طريقاً(36).
رواة حديث الغدير:
ذكر الأميني (رض): إنّ حديث الغدير قد رواه جماهير من الصحابة والتابعين، فذكر من اطّلع عليهم ووقف على الطرق المنتهية إليهم، ورتّبهم حسب حروف الهجاء، مع ذكر المصادر التي تناولت هذه الطرق، وهم:
1 ـ طبقة الصحابة: ذكر منهم مائة وعشرة صحابياً(37)، أولهم أبو هريرة الدوسي (ت 57هـ)، وآخرهم أبو مُرازم يعلى بن مرة بن وهب الثقفي.
وبعد الانتهاء من ذكرهم عقّب الشيخ الأميني (رض) قائلاً: (هؤلاء مئة وعشرة من أعاظم الصحابة الذين وجدنا روايتهم لحديث الغدير، ولعلّ الذي ذهب علينا أكثر من ذلك بكثير، وطبع الحال يستدعي أنْ رواة الحديث أضعاف المذكورين، لأنّ السامعين له كانوا مئة ألف أو يزيدون، وبقضاء الطبيعة أنهم حدّثوا به عند مرتجعهم إلى أوطانهم، شأن كل مسافر يُنبئ عن الأحداث الغريبة التي شاهدها في سفره)(38).
2 ـ طبقة التابعين: ذكر منهم أربعة وثمانين تابعياً(39) أولهم أبو راشد اخضر الحُبراني الشامي (ت94هـ)، وآخرهم أبو نجيح يسار الثقفي (ت109هـ).
3 ـ طبقة الرواة من العلماء: ذكر منهم ثلاثمائة وستين عالماً(40) في القرون الهجرية المنصرمة، ورتّـبهم حسـب الـوفيات، أولـهم أبو محمد عمرو بــن دينار الجُمحي، المكي(41) (ت115، 116هـ)، وآخرهم الحافظ شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصدّيق(42) (1380هـ).
إذن هؤلاء هم رواة حديث الغدير، وإنّ حديثاً رواته بهذه الكثرة لابد انْ يكون متواتراً، بل تجاوز حدّ التواتر(43)، ولذا يقول الشيخ الأميني(رض): (وأي معاندٍ يمكنه ردّ تواتره اللفظي في الجملة والمعنوي في تفاصيله والإجمالي في جملة شؤونه)(44)، مع انه قد صرّح علماء الفريقين ـ سنة وشيعة ـ بصحة حديث الغدير وتواتره. وذكره طائفة من أعلام أهل السنة(45)، (ثلاثة وأربعين علماً منهم) ورتّبهم حسب الوفيات، بدءاً بالحافظ أبي عيسى الترمذي (ت279هـ) وانتهاءً بالحافظ شهاب الدين أبي الفيض أحمد بن محمد بن الصدّيق(46) (ت 1380هـ) وهؤلاء الأعلام جميعاً قد صرّحوا بصحة حديث الغدير وتواتره.
وقد أفرد شمس الدين الجزري (ت833هـ) رسالة في إثبات تواتر حديث الغدير، قال فيها بعد ذكره مناشدة أمير المؤمنين (ع) يوم الرحبة: (هذا حديث حسن من هذا الوجه، صحيح من وجوه كثيرة تواتر عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه وهو متواتر أيضاً عن النبي (ص)، رواه الجمُّ الغفير عن الجمِّ الغفير، لا عبرة بمن حاول تضعيفه ممّن لا اطلاع له في هذا العلم)(47).

المطلب الثاني: الطعن في صحة وتواتر حديث الغدير:
مع كثرة من روى حديث الغدير من الصحابة والتابعين والعلماء، ومَنْ صرّح بصحته وتواتره ـ كما تقدم ذكرهم آنفاً ـ ومع ذلك كلّه تجد مَنْ يشكّك في صحة الحديث، أو يُنكر تواتره، أو صدوره؛ متحجاً بأعذار واهية، ومندفعاً بداع العصبية العمياء، محاولاً تعكير صفو المسلمين(48)، أمثال ابن حزم الاندلسي (ت456هـ)، والرازي(ت606هـ)(49)، وابن تيمية(ت728هـ)(50)، والتفتازاني (ت739هـ)(51)، والأيجي (ت756هـ)(52).
وذكر الأميني (رض) مثالين من الذين انكروا تواتر الحديث وهما: التفتازاني (ت793هـ) وابن حجر الهيتمي (ت974هـ)(53) إذ قالا: (بأن الشيعة اتفقوا على اعتبار التواتر فيما يُستدل به على الإمامة فكيف يسوغ لهم الاحتجاج بحديث الغدير وهو من الآحاد؟)(54).
هذا مع ان ابن حجر قد صرّح بصحة حديث الغدير قائلاً: بأنه حديث صحيح لا مرية فيه (55).
جواب الأميني: وفي مقام الردّ عليهم يذكر الأميني أقوالهم في انعقاد التواتر للحديث وهي:
1 ـ ابن حزم الأندلسي (ت406هـ): يحكم بتواتر الحديث إذا رواه أربعة رواة(56).
2 ـ ابن حجر (ت974هـ): يحكم بتواتره إذا رواه ثمانية(57).
3 ـ السيوطي (ت911هـ): يحكم بتواتره إذا رواه عشرة(58).
4 ـ ابن كثير (ت774هـ): يحكم بتواتره إذا رواه اثنا عشر راوياً(59).
وبعد الانتهاء من التعرّض لأقوالهم في التواتر يقول الشيخ الأميني (رض): (هذه نظريتهم المشهورة في تحديد التواتر، لكنهم إذا وقفوا على حديث الغدير اتخذوا له حداً أعلى لم تبلغه رواية مئة وعشرة أو أكثر بالغاً ما بلغ)(60).
هذا مع أنّ اغلب علماء الفريقين يصرّحون بأنه لا حدّ للتواتر، والمدار فيه إنّما هو حصول اليقين بصدور الحديث، لامتناع تواطؤ الجميع على الكذب، واليقين هذا لا يرتبط بعدد معين(61).
ومن باب التأكيد على تواتر حديث الغدير، أردف الشيخ الأميني (رض) بَحْثَه بقصائد الشعراء الذين تناولوا حديث الغدير في أشعارهم وأعرب الشيخ الأميني (رض) عن غرضه من ذكر هذه القصائد قائلاً:
(وجلُّ قصدنا من إرداف ذلك بتراجم شعراء الغدير وشعرهم فيه على ترتيب القرون الهجرية إثبات شهرة الحديث وتواتره في كل جيل وانه اظهر ما تلوكه الأشداق نظماً ونثراً)(62)، وذكر أيضاً: (أنّ كلاً من أولئك الشعراء الفطاحل ـ وقلَّ في أكثرهم العلماء ـ معدود من رواة هذا الحديث فإن نظمهم إياه في شعرهم القصصي ليس من الصور الخيالية الفارغة.. لكنّ هؤلاء نظّموا قصّة لها خارج، وافرغوا ما فيها من كَلِم منثورة أو معانٍ مقصودة. فتكون تلكم القوافي المنضّدة في عقودها الذهبية من جملة المؤكّدات لتواتر الحديث)(63).
نستنتج مما تقدم من البحث:
1 ـ الجزم بصحة وتواتر حديث الغدير خصوصاً بعد شياعه بين جميع المسلمين.
2 ـ إنّ جميع الشبهات حول تواتر حديث الغدير وصحته أوهن من بيت العنكبوت للدلائل الواردة حول تواتره في جميع الطبقات.
المطلب الثالث: محاولات اُخر:
بيّن الأميني (رض): أنّه لم يقتصر الحال على الطعن في صحة حديث الغدير و تواتره أو دلالته ـ كما يأتي ـ بل تعدّاه إلى محاولات أُخر أريد بها تضعيف الحديث والحط منه، متجاهلين تواتره، والآيات النازلة بحقه(64) فتارة بزعم أنّ الإمام علي (ع) لم يكن حاضراً في المدينة مع النبي (ص) يوم الغدير بل كان في اليمن(65) وتارة أنّ السبب في قوله (ص): من كنت مولاه أمّا أنّ أسامة بن زيد قال لعلي: لست مولاي، إنما مولاي رسول الله، فقال (ص): (من كنت مولاه فعلي مولاه) ـ كما ذكر ذلك ابن الأثير والحلبي(66)، أو ان السبب هو ما أخرجه أحمد بن حنبل وآخرون عن بُريدة انه قال: (غزوت مع عليٍّ اليمن، فرأيت منه جفوةً، فلما قدمتُ على رسول الله (ص) ذكرت علياً فتنقّصته، فرأيت وجه رسول الله يتغيّر، فقال: (يا بُريدة ألستُ أوْلى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: من كنت مولاه فعليٌّ مولاه)(67).
وهناك محاولة أُخرى يُراد بها التعتيم على حديث الغدير أيضاً بإبدال الواقعة بـ(وقعة)، وقد نقل الأميني قول أحمد نسيم المصري في شرح بيت شعري لمهيار الديلمي (ت428هـ):
وهب الغدير أبوا عليه قبوله نهياً فقــل عُــدّوا ســواه مسـاعيـاً
قال: (النهي: الغدير أو شبهه وللإمام علي وقعة تسمى بوقعة غدير خُمّ، والشاعر يشير إليها)(68) ثم اخذ بالرد عليه قائلاً:
(ليت الأُستاذ بعد شرحه «النهي» وجعله بدلاً عن «البغي» الموجود في مخطوط ديوانه يُعرب عن معناه الحالي أو المفعولي، ويعرف انّ مثله لا يصلح مِنْ مثل مهيار المتضلِّع الفحل، وكأنّه يرى رأي شاكلته ملحم ابراهيم الاسود في قوله: يوم الغدير واقعة حرب معروفة())(69)، وذلك عند شرحه لقصيدة أبي تمام الطائي (ت231هـ) وقد ردّ الأميني عليه أيضاً بأنّ كتب السيرة النبوية والتاريخ خالية من ذكر هذه الغزوة، وأن هذه المحاولة فاشلة في ستر حقيقة الغدير(70).

المبحث الثاني
دلالة حديث الغدير
يعتبر حديث الغدير من نصوص السنة النبوية التي يَستدل بها الشيعة الإماميّة على إمامة الإمام علي بن أبي طالب (ع) ، وأورده علماؤهم في تأليفاتهم ، أمثال الشيخ المفيد (ت413هـ)، والسيد المرتضى (ت436هـ)، والشيخ أبي الصلاح الحلبي (ت447هـ)، والعلامة الحلي (ت726هـ) وغيرهم(71) ، استناداً على أنّ المراد من (المولى) في حديث الغدير (من كنت مولاه فعلي مولاه) هو (الأوْلى) بالطاعة والإتّباع والانقياد، والإمامة.
ذكر الشيخ المفيد (ت413هـ) ما نصّه: (ما سُلّم لروايته الجميع من قول الرسول (ص) بغدير خُمّ، بعد أنْ قَرَّر أمته على المفترض له من الولاء الموجب لإمامته عليهم، والتقدم لسائرهم في الأمر والنهي والتدبير فلم ينكره أحد منهم، وأذعنوا بالإقرار له طائعين: (من كنت مولاه فعلي مولاه) فأعطاه بذلك حقيقة الولاية، وكشف عن مماثلته له في فرض الطاعة والأمر لهم، والنهي والتدبير والسياسة والرئاسة، وهذا نصٌ ـ لا يرتاب بمعناه من فهم اللغة ـ الإمامة)(72).
وبعد أنْ أنهى الشيخ الأميني (رض) دراسة سند الحديث وأثبت تواتره ، بشكل بيِّنٍ وصريح، انبرى للبحث الدلالي في الحديث واثبات أنّ المعنى اللغوي لكلمة (المولى) ينحصر بـ( الأولى) وبالتالي تكون نصاً في المعنى الذي نحاوله بالوضع اللغوي أو مجملةً في مفادها لاشتراكها بين معانٍ جمّة، وسواء كانت عرية عن القرائن لإثبات ما ندّعيه من معنى الإمامة أو محتفّة بها، فإنّها في المقام لا تدل إلاّ على ذلك)(73).
ثم أخذ بالاستدلال على مراده، وكان كلامه يتركّز على محاورٍ ست، وهي:
■ المحور الأول: إنّ معنى (الأولى هو الذي فهمه الحاضرون في الحشد ممّن سمع مقالة النبي (ص)، ومنهم حسّان بن ثابت(ت54هـ) الذي استأذن النبي (ص) أنْ ينظم الحديث في أبياتٍ منها:
فقال له: قم يا علي فأنني
رضيتك من بعدي إماماً وهاديا(74)

ومنهم: الصحابي الجليل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري(ت60هـ) الذي قال:
وعليٌ إمامنا وإمامٌ
لسوانا أتى به التنزيلُ

يوم قال النبيُّ: من كنت مولا
هُ فهذا مولاه خطبٌ جليلٌ(75)

أكّد الأميني (رض) أنّ هذا المعنى فهمه أيضاً أساطين الأدب وعلماء اللغة، طوال القرون الماضية والى يومنا هذا، فلا يمكن أنْ نحكم بخطأ هؤلاء جميعاً ؛ لتواتر نقل هذا المعنى عنهم وهو المعنى نفسه الذي فهمه المهنِّئين والمبايعين للإمام علي بن أبي طالب (ع) وأوّلهم الشيخان: أبو بكر بن أبي قحافة (ت13هـ)، وعمر بن الخطاب (ت23هـ) عندما أتيا أمير المؤمنين وهما يقولان: (أمسيت يابن أبي طالب مولى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنة) (76) .
وكذلك فهمه الحارث بن النعمان الفهري واستعظمه، ودعا بنزول العذاب , كما تقدّمت الإشارة إليه سابقاً(77).
وكذلك فهمه أولئك النفر الذين وافوا أمير المؤمنين (ع) في رحبة الكوفة قائلين: (السلام عليك يا مولانا. فاستوضح الإمام (ع) الحالة لإيقاف السامعين على المعنى الصحيح، وقال: (كيف أكون مولاكم وأنتم رهط من العرب؟) فأجابوه: إنّا سمعنا رسول الله (ص) يقول يوم غدير خُمّ: (من كنت مولاه فعليٌّ مولاه)(78).
فلا بد أنْ يكون معنى (المولى) هو (الأوْلى).
وبعبارة أُخرى يمكن أنْ نقول:
إنّ المتبادر من لفظ (المولى) عند الحاضرين في يوم الغدير ـ هو (الأوْلى)، والتبادر(79) علامة الحقيقة كما هو مقرَّر في علم الأصول بالإضافة إلى تقرير وإمضاء النبي(ص) والإمام علي (ع) للمعنى الذي فهمه حسان بن ثابت ، وأولئك النفر في رحبة الكوفة.
■ المحور الثاني: معنى (المولى) عند المفسِّرين.
بيّن الشيخ الأميني (رض) دليله الثاني بالشكل الآتي(80): إنّ لفظ (المولى) إمّا منحصر بـ(الأوْلى) أو أنّه أحد معانيه، بدليل ما ذهب إليه المفسِّرون في تفسير قوله تعالى: فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْـمَصِيرُ (81)، وهم فريقان:
1 ـ المفسِّرون الذين جعلوا (الأوْلى) معنى منحصراً بـ (المولى)(82)، وهم سبعة وعشرون مفسراً، أوّلهم ابن عباس (ت68هـ) في تفسيره(83)، وآخرهم السيد محمد مؤمن الشبلنجي (ت1298هـ) كما جاء في نور الأبصار(84)، وعليه يكون معنى قوله تعالى: النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ أي أولى بكم، لما أسلفتم من الذنوب(85).
2 ـ المفسِّرون الذين جعلوا (الأوْلى) أحد معاني (المولى)(86).
ذكر الشيخ (رض) منهم ستة عشر مفسِّراً أوّلهم أبو إسحاق الثعلبي (ت427هـ)(87) وآخرهم الخازن (ت725هـ) في تفسيره(88).
كما أنّ الشيخ الأميني (رض) ذكر آياتاً أخرى اُستعمل فيها المولى بمعنى الأوْلى بالأمر(89).
منها قوله تعالى: أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ(90) أي: ناصرنا وحافظنا ووليّنا وأوْلى بنا(91).
وكذلك قوله تعالى: بَلْ اللهُ مَوْلاكُمْ(92) أي: (الله أوْلى بأن يُطاع)(93).
وقوله تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاّ مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ(94) أي (أوْلى بنا من أنفسنا في الموت والحياة. وقيل: مالكنا وسيدنا فلهذا يتصّرف كيف يشاء) كما جاء عن أبي حيّان في تفسيره(95).
■ المحور الثالث: تصدّى الشيخ الأميني (رض) في هذا المحور لبيان معاني (المولى) على طريقة السبر والتقسيم، وتحديد المعاني المرادة من غيرها، ثم بيان إمكان ارادة (الأولى) من المعاني المرادة، بل انحصاره فيه(96).
ويمكن توضيح ما أفاده بالمخطّط الآتي:

المرادة على نحو الاشتراك اللفظي( ) قرائن تحدد الأولى
معاني (المولى)-
غير المرادة على نحو الاشتراك المعنوي( ) (إمكان إرادة الأولى في الجميع)

وقد تعرّض الشيخ الأميني (رض) لأقوال علماء اللغة في معاني المولى(99)، وهي سبعة وعشرون معنىً وهي:
1 ـ الرب، 2 ـ العمّ ، 3 ـ ابن العمّ ، 4 ـ الابن ، 5 ـ ابن الاخت ، 6 ـ المعتِق ، 7 ـ المعتَـق ، 8 ـ العبـد ، 9 ـ المـالك أو المليك ، 10 ـ التابـع ، 11 ـ المنعَـم عليـه ، 12 ـ الشريـك ، 13 ـ الحليـف ، 14 ـ الصـاحب ، 15 ـ الجـار ، 16 ـ النزيـل ، 17 ـ الصهر ، 18 ـ القريب ، 19 ـ المنعِم ، 20 ـ العقيد ، 21 ـ الوليّ ، 22 ـ الأوْلى بالشيء ، 23 ـ السيّد غير المالك والمعتِق ، 24 ـ المحبّ ، 25 ـ الناصر ، 26 ـ المتصرّف في الأمر ، 27 ـ المتولّي في الأمر.
ثم ردّ الأميني (رض) المعاني غير المرادة لاستلزامها الكفر أو الكذب؛ فالمعنى الأول ـ وهو الرب ـ يستلزم الكفر؛ (إذْ لا ربّ للعالمين سوى الله، وأمّا الثاني والثالث(*) إلى الرابع عشر فيلزم من إرادة شيء منها في الحديث الكذب)(100).
فعلى سبيل المثال معنى «الحليف» ردّه الشيخ (رض) قائلاً: (ولم يكن نبي العظمة محالفاً لأحد ليعتزَّ به، وانما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، ولقد اعتزّ به المسلمون اجمع، فكيف يمكن قصده في المقام؟ وعلى فرض ثبوته فلا ملازمة بينهما)(101).
ولا يمكن ارادة معنى «الصاحب» و«الجار» و«النزيل» و«الصهر» و«القريب»، وكيف يجمعهم النبي (ص) في ذلك الحر الشديد من اجل أنْ يقول لهم: من كنت صاحبه فعليٌ صاحبه! وهكذا معنى «المُنعِم» و«العتيد»(102).
أمّا معنى (المحب) و(الناصر) فقد ذكر الشيخ الأميني (رض) ثلاثة احتمالات على نحو الإنشاء أو الإخبار(103)، وكلها مستبعدة(104).
أمّا المعاني المرادة من الحديث الشريف (من كنت مولاه فعليٌ مولاه) فهي المعاني الخمس المتبقية وهي: (الولي) و(الأولى بالشيء) و(السيد غير المالك والمعتِق) و(المتصرّف في الأمر) و(المتولّي في الأمر).
فـ(الوليّ) و(السيّد) مردّهما إلى (الأوْلى بالشيء)(105).
أمّا (المتصرّف في الأمر) فقد ذكره الرازي(106) (ت606هـ) في تفسير قوله تعالى:  وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ (107) وعدّه ابن حجر(ت974هـ) من معانيه الحقيقية(108)، وأمّا (متولّي الأمر) فقد عدّه أبو العباس المبّرد (ت285هـ) من معاني المولى , إذْ بيّن في قوله تعالى:  ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا (109): والولي والمولى معناهما سواء، وهو الحقيق بخلقه المتولّي لأمورهم(110).
وذكر هذا المعنى أيضاً أبو الحسن الواحدي (ت468هـ) والقرطبي (ت761هـ) في تفسيريهما(111)، وابن منظور (ت711هـ) في لسان العرب, وآخرون(112).
المعنى المختار لكلمة (مولى) عند الأميني (رض):
وبعد أنْ عرض الشيخ الأميني (رض) معاني (المولى) وبيّن المرادة منها، من غيرها، حصر المعنى المراد في (الأولى بالشيء) بقوله: (ان الحقيقة من معاني المولى ليس إلاّ الأولى بالشيء، وهو الجامع لهاتيك المعاني جمعاء، ومأخوذ في كلِّ منها بنوع من العناية()، ولم يطلق لفظ المولى على شيء منها إلاّ بمناسبة هذا المعنى)(113).
ثم طبّق المعنى المختار أي (الأولى بالشيء) على جميع المعاني، فعلى سبيل المثال: (فالرب سبحانه هو أوْلى بخلقه من أيِّ قاهرٍ عليهم؛ خلق العالمين كما شاءت حكمته، ويتصرّف بمشيئته)(114)، (والأمر في الحليف واضح، فهو أوْلى بالنهوض بحفظ من حالفه ودفع عادية الجور عنه)(115).
ثم ينتهي إلى نتيجةٍ مفادها: إنّ الاشتراك معنويٌ بين هذه الموارد، وهو مقدّمٌ على الاشتراك اللفظي ، الذي يستدعي أوضاعاً كثيرة غير معلومة بنصٍ ثابت ، والمنفيّة بالأصل المحكَّم(116).
وذكر الشيخ الأميني (رض) أنّه قد سبقه إلى هذه النظرية شمس الدين ابن البطريق (ت600هـ) في كتابه (العمدة)(117). وبعض الأعلام مثل سبط ابن الجوزي(118) (ت654هـ) والدرواجكي الزاهدي(119).
ثم يذكر الشيخ (رض) مؤيِّداً لمختاره وهو: تبادر معنى (الأولى) عند إطلاق كلمة (المولى)، ما جاء عن النبي (ص) أنّه قال: ( لا يقل العبد لسيِّده مولاي، فإنّ مولاكم الله)(120).
إنّ ما ذهب إليه الشيخ الأميني (رض) من حصر المعنى بـ(الأولى) هو نفس ما ذهب إليه علماء الشيعة الإماميّة في المقام مثل الشيخ المفيد (ت413هـ) الذي قال بعد أنْ أورد مقدمة خبر الغدير (ألست أولى بكم منكم؟): (قررّهم (ص) على فرض طاعته بصريح الكلام، ثم عطف على اللفظ الخاص، بما ينطوي على معناه، وجاء فيه بحرف العطف من (الفاء) التي لا يُبتدأ بها الكلام، فدلّ على أنّه الأوْلى دون سواه)(121).
وكذا الشريف المرتضى (ت436هـ) في الذخيرة إذْ قال:
(وأمّا الذي يدلّ على أنّ لفظة (مولى) في الخبر لم يرد بها إلا الأوْلى دون باقي أقسامها، فهو أنّ: من عُرْف أهل العربية إذا قدّموا جملة مصرّحة وعطفوا عليها بكلام محتمل ما تقدّم التصريح به ويحتمل غيره لم يجز أنْ يريدوا بالمحتَمل إلاّ المعنى الأول)(122).
وفي هذا الصدد ذكر الشيخ أبوالصلاح الحلبي (ت447هـ) في تقريب المعارف: أنّ النبي (ص) أراد (الأولى) المفيد للإمامة؛ وذلك من وجوه ثلاثة: (إنّ لفظ مولى حقيقة في الأوْلى ؛ لاستقلالها بنفسها، ورجوع سائر الأقسام في الاشتقاق إليها.. وإذا كانت لفظة مولى حقيقة في الأوْلى وجب حملها عليها دون سائر أقسامها)(123) وهذا هو الوجه الأول، أمّا (الثاني: إنّ لفظة مولى لو كانت مشتركة بين سائر الأقسام وغير مختصة ببعضها لوجب حمل خطابه صلوات الله عليه وآله بها على جميع محتملاتها إلاّ ما منع مانع)(124).
وكذا سائر علماء الإماميّة أمثال الشيخ الطوسي (ت460هـ) في الرسائل العشر، وتلخيص الشافي(125)، وكذلك العلامة الحلي (ت726هـ) في نهج الحق وكشف الصدق(126).
■ المحور الرابع: القرائن المتصلة والمنفصلة والقرينة العقلية
ينتقل الشيخ الأميني (رض) في هذا المحور إلى مرحلة أخرى وهي في حالة عدم اقتناع المقابل، بما قدّمه من دليل ـ على أنّ الاشتراك معنوي ـ وأصرّ على أنّ الاشتراك بين تلك المعاني هو لفظي، ولا خصوصية لـ(الأولى)، فحينئذٍ يقال له: إنّ لدينا قرائن متصلة ومنفصلة في تحديد معنى (الأولى) وتنفي غيره، وعدد هذه القرائن هو عشرون، ذكرها على نحو التفصيل(127)، فمن القرائن المتصلة:
ان النبي (ص) قال في مقدمة(128) حديث الغدير: «ألستُ أوْلى بكم من أنفسكم» أو ما يشابه هذه العبارة، ثم فرَّع على ذلك قوله: «فمن كنت مولاه فعلي مولاه» ، (فلو كان (ص) يريد في كلامه غير المعنى الذي صرّح به في المقدمة() لعاد لفظهُ ـ ونُجِلُّهُ عن كلّ سقطةٍ ـ محلول العُرى، مختزلاً بعضه عن بعض، وكان في معزل عن البلاغة وهو أفصح البلغاء، وأبلغ مَنْ نطق بالضاد، فلا مساغ في الإذعان بارتباط أجزاء كلامه، وهو الحق في كل قول يلفظه عن وحي يوحى، إلاّ أنْ نقول باتّحاد المعنى في المقدمة وذيها)(129).
ومنها: (قوله ص (يا أيُّها الناس بم تشهدون؟) قالوا: نشهد أنّ لا اله إلا الله، قال: (ثم مَه ْ؟)، قالوا: وأنّ محمداً عبده ورسوله. قال فمن وليّكم؟) ، قالوا: الله ورسوله مولانا. ثم ضرب بيده إلى عضد عليٍّ فأقامه، فقال: «من يكن الله ورسوله مولاه فإنّ هذا مولاه...»(130).
فإنّ وقوع الولاية في سياق الشهادة بالتوحيد والرسالة لا يمكن أنْ يُراد بها إلّا معنى الإمامة الملازمة للأولية على الناس منهم بأنفسهم(131).
ومن القرائن المنفصلة: «قوله (ص) بعد بيان الولاية لعلي (ع): (هنِّئوني هنِّئوني إنّ الله تعالى خصّني بالنبوة، وخص أهل بيتي بالإمامة»(132)، فالعبارة صريحة باختصاص الإمامة بأهل بيته (ص) والمراد منهم في ذلك الوقت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع).
ومن القرائن المنفصلة أيضاً: ما جاء عن الحافظ الدارقطني (ت385هـ): (عن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان، فقال لعليّ: اقض بينهما، فقال أحدهما: هذا يقضي بيننا؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه(*) وقال: ويحك ما تدري مَنْ هذا؟ هذا مولاي ومولى كلِّ مؤمن، ومَنْ لم يكن مولاه فليس بمؤمن)(133).
ويُعقّب الشيخ الأميني (رض) بعد أنْ يذكر المصادر الأخرى التي ذكرت هذه الرواية(134) قائلاً: (فإنّ المولوية الثابتة لأمير المؤمنين التي اعترف بها عمر على نفسه وعلى كلِّ مؤمن زِنةَ ما اعترف به يوم غدير خُمّ(**)، وشفَّع ذلك بنفي الإيمان عمّن لا يكون الوصي مولاه)(135).
بالإضافة إلى ما تقدّم من القرائن اللفظية، توجد قرينة مقامية عقلية، قد أشار إليها الشيخ الأميني (رض) في معرض ردّه لبعض معاني المولى المحتملة(136) وهي: إنّ مقتضى المقام يقتضي حمل (المولى) على (الأوْلى)؛ إذْ أنّ جمع الحشود في أثناء المسير ، وحرَّ الهجير، حتى أنّ أحدهم ليضع رداءه تحت قدميه من شّدة الحر، مع نزول الوحي بهذه اللغة:  وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ (137)، ثم إعلامه (ص) بأن نفسه قد نُعيت إليه، وهو مهتم بتبليغ أمرٍ يخشى فوات وقته ، وأنّ له الأهمِّيّة الكبرى في الدين والدنيا، والذي قال النبي(ص) فيه: هنِّئوني هنِّئوني...، كلُّ ذلك لاينسجم إلاّ مع الإمامة (138).
■ المحور الخامس: الأحاديث المفسّرة لمعنى المولى والولاية:
كما إنّ القرآن الكريم يفسِّر بعضه بعضاً، فكذا السنّة المطهرة(139)، ولذا تعرّض الشيخ الأميني(رض) لبعض الأحاديث التي وردت في تفسير المولى والولاية(140) منها: ما جاء في مناشدة أمير المؤمنين (ع) يوم صفين قوله: (ثم قال رسول الله (ص): «أيُّها الناس إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأوْلى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهم وال منْ والاه، وعاد مَنْ عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. فقام إليه سلمان الفارسي، فقال: يا رسول الله ولاءٌ كماذا؟ فقال: ولاءٌ كَوِلاي؛ من كنت أوْلى به من نفسه فعليٌّ أوْلى به من نفسه) (141).
فالواضح من قوله (ص): (ولاءٌ كَوِلاي) وتفسيرها بعد ذلك: من كنت أوْلى به من نفسه فعليٌّ أوْلى به من نفسه، إنّ معنى (المولى) هو (الأولى) فحسب.
ومن هذه الأحاديث: ما روي عن الإمام علي (ع) أنّه قال: (جُعلت الموالاة أصلاً من أصول الدين)(142)، ولا يستقيم كونها من أصول الدين إلا بتفسير (المولى) بـ(الأوْلى) أي بالولاية والإمامة (143).

■ المحور السادس: كلمات الأعلام حول مفاد الحديث:
في هذا المحور انتقل الشيخ الأميني (رض) إلى مرحلة أخرى وهي تعضيد الرأي المختار في معنى (المولى) ببعض كلمات أعلام أهل السنّة، فذكر أربعةَ عشَرَ منهم، مرتبة حسب الوفيات(144) بدءا ًبالحافظ الحسن بن ابراهيم أبي محمد المصري الشهيربـ(ابن زولاق) (ت387هـ) في تاريخ مصر(145)، وانتهاءً بالشيخ أحمد الحفظي العجيلي (ت233هـ) (146).
ومن هؤلاء: سبط ابن الجوزي الحنفي (ت 654هـ) الذي قال: «فأمّا قوله: (من كنت مولاه) فقال علماء العربية: لفظ المولى ترد على وجوه)(147) ثم ذكر تسعة(148) منها ثم قال: (والعاشر بمعنى الأولى، قال الله تعالى: فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ (149)»(150) ثم اخذ يُبطل إرادة كلِّ من المعاني المذكورة واحداً واحداً فقال: (والمراد من الحديث الطاعة المحضة المخصوصة، فتعيّن الوجه العاشر وهو: الأولى ومعناه: من كنت أوْلى به من نفسه فعليٌ أولى به)(151).
نستنتج مما تقدم من البحث في مفاد حديث الغدير ما يأتي:
1 ـ إنّ المتبادر من كلمة (المولى) عند الإطلاق هو (الأوْلى بالشيء)، والمراد منه الأحق بالطاعة والانقياد والإتّباع، فيكون أمير المؤمنين علي (ع) أولى بالطاعة والانقياد و الإمامة.
2 ـ ان المراد من (المولى) هو (الأولى)، لإقرار النبي (ص) للمعنى الذي فهمه حسّان بن ثابت ـ في شعره ـ وإقرارُه لكلام المهنِّئين حجة، وكذا إقرار الإمام علي (ع) لقيس بن سعد بن عبادة في شعره، وللناس في رحبة الكوفة، واقراره (ع) حجة أيضاً.
3 ـ إمكان ارادة (الأولى) في جميع معاني (المولى) على نحو الاشتراك المعنوي، والذي هو مرجَّح على الاشتراك اللفظي.
4 ـ انحصار معنى (المولى) بـ(الأوْلى)؛ لوجود قرائن منفصلة ومتصلة تحدِّد هذا المعنى في حالة الاشتراك اللفظي.
5 ـ إنّ المرتبة المثبتة لأمير المؤمنين علي (ع) هي الحاكميّة المطلقة على الأُمة جمعاء، وهي معنى الإمامة الملازمة للأولوية المدّعاة في معنى المولى(152).
6 ـ إنّ الأحاديث الشريفة تؤكِّد المعنى المختار في المقام.
7 ـ إنّ حديث الغدير نصٌ جلّي على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).

المبحث الثالث
شبهات وردود حول حديث الغدير

تعرّض الشيخ الأميني (رض) للشبهات التي أثارها الرازي (ت606هـ) والدهلوي (ت1239هـ) حول مفاد حديث الغدير(153)، أمّا شبهتا الرازي فهما:
الشبهة الأولى (للرازي): امتناع مجيء (المولى) بمعنى (الأولى).
تدور هذه الشبهة على محورين:
1 ـ لو كان (مولى) و(أوْلى) بمعنىً واحد في اللغة لصحَّ استعمال كل وأحد منهما في مكان الآخر، فلا يصح أنْ يقال: (هذا مولىً من فلان) بدل (هذا أولى من فلان)(154). ذكر الرازي (ت606هـ) ذلك في معرض ردّه لقول ابن عباس والكلبي في تفسير قوله تعالى: مَأواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (155)، فقد ذكر ابن عباس: أنّ معنى (هي مولاكم) أي مصيركم، أمّا الكلبي فقد فسّرها بـ(أوْلى بكم).
ويقول الرازي (ت 606هـ): وإنما نبّهنا على هذه الدقيقة؛ لأنّ الشريف المرتضى ـ لمّا تمسّك في إمامة علي بقوله (ص): (من كنت مولاه فعليٌ مولاه ـ قال: أحد معاني «مولى» انّه «أوْلى» (156).
2 ـ لو جاء (المولى) بمعنى (الأوْلى) لصح أنْ يُقرَن بأحدهما كلُّ ما يصحُّ قَرْنُه بالآخر، لكنّه ليس كذلك، فامتنع كون المولى بمعنى الأولى.
ومثّل لذلك: أنّه لا يصح اقتران كلمة (مولى) بـ (مِنْ) مع صحة ذلك في (الأولى)، ويصحّ أنْ يقال: هو مولى ، وهما موليان، ولا يصح هو أوْلى، وهما أوْليان(157).
ردّ الشبهة الرازية:
أجاب الأميني (رض) على الشبهة الرازية جواباً مفصلاً وبعد التأمّل فيه وجدته ينقسم في حقيقته إلى جوابين: أحدهما نقضي والآخر حَلّي:
أمّا النقضي: فإنّ ما ذكره الرازي ـ من صحة استعمال كلُّ واحد منهما مكان الآخر ـ جارٍ في غير (الأوْلى) مثل (الناصر) و (الولي)، حيث لا يستعمل هو مولى دين الله مكان ناصره، ولا قال عيسى ـ على نبينا وآله وعليه السلام ـ: من مواليَّ إلى الله؟ مكان قوله ...مَنْ أَنْصَارِي إلى اللهِ... (158)، ولا قال الحواريّون: نحن موالي الله، بدل قولهم: نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ(159)، وكذا الحال في الولي(160)، وهذا هو النقض على المحور الأول من شبهته.
أمّا النقض على المحور الثاني من الشبهة الرازية ـ وهو صحة اقتران أحدهما بكلِّ ما يصحُّ في الآخر ـ فإنّه يُنتقض بـ(المنُعِم) فإنّها تقترن بـ(على) ويقال: مُنعِمٌ عليه، وأنعم على، بينما لا يصح هذا الإقتران في (المولى) مع أنّ (المُنعِم) أحد معانيها. إلاّ أنْ يقال: إنّ مجموع اللفظ وأداته هو معنى المولى(161).
ثم يُعلِّق الأميني (رض) في سبب انكماش الرازي عنه في (الأوْلى به) قائلاً: (لأمرٍ ما دُبِّر بليل)(162)..
أمّا الحَلّي: فهو (إنّ اتحاد المعنى أو الترادف بين الألفاظ إنّما يقع في جوهريّات المعاني، لا عوارضها الحادثة من أنحاء التركيب وتصاريف الألفاظ وصيغها، فالإختلاف الحاصل بين (المولى) و(الأولى) ـ بلزوم مصاحبة الثاني للباء وتجرّد الأول منه ـ إنّما حصل من ناحية صيغة (أفعل) من هذه المادة، كما أنّ مصاحبة (مِن) هي مقتضى تلك الصيغة مطلقاً، إذنْ فمفاد (فلان أولى بفلان) و(فلان مولى فلان) وأحد، حيث يراد به الأوْلى به من غيره)(163).
وأيَّد الشيخ الأميني كلامه بما ذكره الأزهري (ت905هـ) إذْ قال: (إنّ صحة وقوع المرادف موقع مرادفه إنّما يكون إذا لم يمنع من ذلك مانع، وها هنا منع مانع، وهو الاستعمال، فإنّ اسم التفضيل لا يصاحب من حروف الجرّ إلاّ (مِن) خاصة، وقد تحذف مع مجرورها للعلم بها نحو وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى(164))(165).
أجوبة العلماء على الشبهة الرازية:
ردّ عدّة من العلماء على شبهة الرازي المتقدمة، وذكر الشيخ الأميني (رض) ما ورد من كلماتهم في المقام(166)، وهي:
1 ـ قال التفتازاني (ت 791هـ) والقوشجي (ت 789هـ) بلفظ وأحد: (استعمال (المولى) بمعنى المتولي والمالك للأمر والأولى اسم لهذا المعنى، لا أنّه صفة بمنزلة الأولى؛ ليُعترض بأنّه ليس من صيغة افعل التفضيل وأنّه لا يستعمل استعماله)(167).
2 ـ الشريف الجرجاني (ت816هـ) في شرح المواقف(168)، بلفظ قريب ممّا تقدم آنفاً.
3 ـ ذكر الأميني (رض): أنّ ابن حجر الهيتمي (ت 974هـ) سلَّم(169) بمجيء المولى بمعنى الأولى بالشيء، ولكنه ناقش في متعلق الأولوية هل أنّها عامة أو في بعض النواحي؟ واختار الأخير؟
الشبهة الثانية (للرازي): كما ان الأميني ذكر ما اشكل به الرازي أيضاً على مفاد حديث الغدير(170) إذْ قال: ان أهل اللغة والنحو لا يذكرون مجيء (مَفْعل) بمعنى (أفعل)؛ وذلك لان (مَفْعل) موضوع للحَدَثان أو الزمان أو المكان، بينما (افعل) موضوع لافادة التفضيل(171).
وتابع عضد الدين الايجي (ت756هـ)ما صرّح به الرازي في هذه الشبهة، إذْ قال: (مَفْعل بمعنى أفعل لم يذكره أحد)(172)، وكذا ابن حجر (ت974هـ) بقوله: (على ان كون المولى بمعنى الإمام لم يُعهد لغة ولا شرعاً، أمّا الثاني فواضع وأمّا الأول فلأن أحداً من ائمة اللغة العربية لم يذكر أنّ مفعلاً يأتي بمعنى أفعل)(173)، وتبعه أيضاً شاه صاحب الهندي (ت1239هـ) في التحفة الاثنا عشرية(174) وآخرين(175).
ردّ شبهة الرازي الثانية:
يدور جوابه في عدة محاور:
المحور الأول: نقل الأميني (رض) قبل الدخول في هذه الشبهة بعض أقوال أئمّة اللغة والتفسير والتي تصرّح بمجيء (مولى) بمعنى (أولى)، وهم:
1 ـ نقل الشريف المرتضى (ت436هـ) عن أبي العباس المبّرد (ت285هـ): (ان اصل تأويل الولّي، أي الذي هو أولى واحق ، ومثله المولى)(176) .
علماً أنّ الفرّاء (ت207هـ) قد ذكر في معنى قوله تعالى: مَأواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ(177) أي: هي أولى بكم(178)..
2 ـ أبو نصر الجوهري (ت393هـ) في صحاح اللغة، مادة( ولي) في قول لبيد(179): أنّه يريد أوْلى وأحرى موضع يكون فيه الخوف(180). بالإضافة إلى أقوال عدّة من العلماء(181).
المحور الثاني: تقويم أصحاب الشبهة:
في هذا الصدد ذكر الأميني (رض): (أنا لا ألوم القوم على عدم وقوفهم على كلمات أهل اللغة واستعمالات العرب لألفاظها، فإنهم بُعداء عن الفنِّ، بُعداء عن العربية، فمن رازيُ إلى أيجيٍّ، ومن هنديٍّ إلى كابليٍّ، ومن دهلوي إلى باني يتيٍّ()، واين هؤلاء من العرب الأقحاح؟ وأين هم من العربية؟ نعم حَنّ قِدحٌ ليس منها()(182).
وأمّا الرازي (ت606هـ) فقد قال عنه أبو الوليد ابن الشحنة (ت815هـ): (إنّ الرازي كانت له اليد الطولى في العلوم خلا العربية)(183).
وقال عنه أبو حيّان (ت748هـ): (إنّ تفسيره خارج عن مناهي كلام العرب ومقاصدها، وهو في أكثره شبيه بكلام الذين يسمّون أنفسهم حكماء)(184).
وقال الشوكاني (ت1250هـ) عنه في تفسير قوله تعالى: لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِـمِينَ(185): (وللرازي في هذا الموضع إشكالات باردة جداً لا تستحق أنْ تُذكر في تفسير كلام الله عز وجل، والجواب عليها يظهر للمقصِّر فضلاً عن الكامل)(186).
المحور الثالث: المناقشة في كلام الرازي: المتقدم ـ إنّ (مَفْعل) موضوع للحَدَثان أو الزمان أو المكان، بينما (أَفْعل) موضوع لإفادة التفضيل ـ فقد ردّهُ الأميني (رض) بجوابٍ ينقسم إلى نقضي و حلّي:
أمّا النقضي(187): فأولاً: لو سلّمنا ـ جدلاً ـ مع الرازي اختصاص «المولى» بالحَدَثان أو الواقع منه في الزمان أو المكان لوجب عليه أنْ ينكر مجيئه بمعنى الفاعل والمفعول وفعيل، وها هو يُصرّح بإتيانه() بمعنى الناصر والمعتِق ـ بالكسر ـ والمعتَق ـ بالفتح ـ والحليف مع أنّ أهل العربية يصرّحون بمجيء (المولى) بمعنى الوليّ، ويذكرون أنّ من معاني المولى: الشريك، والقريب، والمحبّ والعتيق، والعقيد، والمالك، والمليك.
وثانياً: لو سلّمنا ـ والكلام للشيخ الأميني (رض) أنّهم ـ أي الرازي وأتباعه في هذا القول ـ لم يعثروا على هذا الاستعمال في غير المولى، فإنّ ذلك لا يكون موجباً لإنكاره(188) فإنّ عدم الوجدان لا يدّل على عدم الوجود.
وأمّا الجواب الحلّي: فقد قال الشيخ الأميني: (إنّ مَنْ يذكر الأولى في معاني المولى، وهم الجماهير ممّن يُحتجّ بأقوالهم، لا يعنون أنّه صفة له حتى يناقش بأنّ معنى التفضيل خارج عن مفاد «المولى» مزيد عليه فلا يتفقان، وإنّما يريدون أنّه اسم لذلك المعنى)(189).
الشبهة الثالثة للدهلوي: (مَفْعل) لا تأتِ بمعنى (فعيل):
وهذه الشبهة ذكرها الدهلوي (ت1239هـ) في كتابه التحفة الاثنا عشرية(190) محاولاً ردّ دلالة حديث الغدير، حيث ذكر إنّ دلالته لا تتم إلاّ بمجيء (المولى) بمعنى (الوليّ) وإنّ (مفعلاً) لم تأتِ بمعنى (فعيل).
جواب الأميني:
أجاب الشيخ الأميني(رض): إنّ أهل اللغة قد نصّوا على أنّ (المولى) بمعنى (الوليّ) ويراد به ولي الأمر، كما في ولي اليتيم، وولي المرأة ، وولي العبد. ثُمّ ذكر (رض) أقوال أئمة اللغة والتفسير على سبيل الإجمال لا التفصيل(191)، بدءاً بقول الفرّاء (ت207هـ) في معاني القرآن(192)، وأبي العباس المبرِّد (ت285هـ)(193): بأن الولي والمولى في كلام العرب وأحد. وانتهاءً بما جاء في تاج العروس(194)، ثم يُعرض الشيخ الأميني عن ذكر بقية المصادر ، لكثرتها وطلباً للاختصار(195).
شبهات أخرى للدهلوي:
لم يقتصر الدهلوي (ت1239هـ) على إيراد الشبهة المتقدمة، بل أورد شبهات أخرى(196)، تعرّض إليها صاحب العبقات(197)، و قد أعرض الشيخ الأميني عن ذكرها، وهي:
الشبهة الأولى:
قال الدهلوي: (يحتمل أنْ يكون المراد: الأولى بالمحبّة والأولى بالتعظيم)(198).
جواب صاحب العبقات: إنّ هذا الاحتمال يفيد الإمامة أيضاً؛ لأنه إذا كان أمير المؤمنين(ع) هوالأولى بالمحبة والأولى بالتعظيم بعد الرسول الكريم (ص) ، كان(ع) الأفضل من الشيوخ الثلاثة، والأفضلية شرط الإمامة والخلافة بلا كلامٍ ولا شبهة(199).
الشبهة الثانية:
النقض بقوله تعالى: إِنَّ أولَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ(200).
ذكر الدهلوي: (وأيُّ ضرورة لأنْ يُحمل لفظ «الأولى» على «الأولوية بالتصرّف» في كل مورد؟ قال تعالى: إِنَّ أولَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا(201)، وواضح إنّ أتباع إبراهيم لم يكونوا أولى بالتصرّف منه)(202).
جواب صاحب العبقات: أجاب السيد حامد حسين اللكهنوي (ت1306هـ) بما نصّه: (إنّ في قوله تعالى: إِنَّ أولَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ...  قرينة() تمنع عن الحمل على «الأولوية بالتصرف» بخلاف ما نحن فيه، فلا يقاس أحدهما على الآخر)(203).

نتيجة البحث :
بيّن الشيخ الأميني (رض) تواتر حديث الغدير بشكلٍ لا يقبل الشك لكل ذي مِسْكةٍ ولكل مسلمٍ مُنصِفٍ، راداً أقوال من شكّكوا في صحَّته وتواتره أمثال: التفتازاني وابن حجر، وأشار البحث إلى أقوال ابن حزم والرازي وابن تيمية والأيجي في المقام .

* هوامش البحث *
(1) ظ: الأيجي، المواقف في علم الكلام: 31.
(2) الحنفي، ملاّ علي، شرح الفقه الأكبر(لأبي حنيفة ): 7.
(3) سورة الفرقان: 52.
(4) مجمع البيان: 7/ 303.
(5) أمثال: الشيخ الصدوق(ت381هـ) في اعتقادات الإمامية، والشيخ المفيد(ت 413هـ) في تصحيح الإعتقاد والإفصاح في الإمامة وغيرها، والسيد المرتضى(ت 436هـ) في الشافي في الإمامة وغيرهم، والشيخ محمد جواد البلاغي(ت 1352هـ) في رحلته المدرسية، والسيد محسن الأمين (ت1371هـ) في نقض الوشيعة، والسيد عبد الحسين شرف الدين (ت 1377هـ) في المراجعات وغيرهم.
(6) الملل والنحل: 1/ 24.
(7) ظ: حسين الشاكري، ربع قرن مع العلاّمة الأميني: 305.
(8) انظر ما جمعته مؤسسة الغدير من كلمات الاطراء بحق الكتاب ومؤلفه: مجموعة باحثين، مقدّمة كتاب الغدير: 311 ـ 447.
(9) وهم السيد صدر الدين الصدر(ت1372هـ)، والسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي (ت1377هـ)، والسيد مهدي الشيرازي(ت 1380هـ)، والمحامي توفيق الفكيكي (ت1389هـ)، ظ: م.ن: 346، 379، 426، 432.
(10) الشوكاني، محمد بن علي: ارشاد الفحول: 33.
(11) محمد تقي الحكيم، الأصول العامة للفقه المقارن: 117.
(12)عن: ابن عبد البر ، جامع بيان العلم وفضله: 2/ 191. الغدير: 6/ 419.
(13) سورة الحشر: 7.
(14) سورة الاحزاب: 21.
(15) سورة النساء: 59.
(16) ظ: مرتضى المطهري، الكلام والعرفان: 14.
(17) ظ: أحمد البهادلي، مفتاح الوصول إلى علم الأصول: 2/ 68.
(18) الخبر المتواتر: ما يرويه جماعة يمتنع –عادة ـ تواطؤهم على الكذب واتفاق خطئهم، في فهم الحادثة، بحيث يفيد الخبر نفسه علماً، ويشترط فيه ان يكون ذلك في جميع الطبقات، وان يكون إخبارهم عن حس، وان لا يُحتمل خطأ المخبرين بما اخبروا به، ظ: أحمد البهادلي، مفتاح الوصول إلى علم الأصول: 2/ 69 ـ 70.
(19) وهي موافقة الخبر للكتاب أو السنة أو الإجماع أو الدليل العقلي، ظ: محمد رضا المظفر: أصول الفقه: 2/ 69.
(20) وهي الأخبار التي لم تبلغ حد التواتر: م.ن.
(21) ظ: محمد طاهر آل راضي: بداية الوصول إلى شرح كفاية الأصول: 5/ 337، ظ: أحمد البهادلي، مفتاح الوصول إلى علم الأصول: 2/ 71.
(22) ابن حنبل، مسند أحمد: 1/ 65 ح469، الكليني ، الأصول من الكافي: 1/ 63. (باب اختلاف الحديث ح1)
(23) ظ: الأميني، الغدير: 1/ 40.
(24) الرسائل العشر: 134.
(25) مناهج اليقين في اصول الدين: 475.
(26) المراد من صحة الحديث هنا: ما صح سنده من الضعف والقطع ومتنه من العلّة، ظ: العاملي، حسين بن عبد الصمد، وصول الاخيار إلى اصول الأخبار: 93.
(27) ظ: الأميني، الغدير: 1/ 40 و 11/ 286.
(28) ظ: م.ن: 1/ 40 الهامش رقم (1).
(29) ابن شهر آشوب، محمد بن علي: مناقب آل أبي طالب: 2/ 228.
(30) في كتابه: كتاب الرد على الحرقوصية، ذكر فيه خُمّسة وسبعين طريقاً، ظ: البلستاني، محسن علي، النهج السوي في معنى المولى والولي: 43، الأميني، الغدير: 1/ 314.
(31) ظ: التستري، نور الله, احقاق الحق وإزهاق الباطل: 2/ 456، الهامش ؛ الغدير: 1/ 550.
(32) في كتابه: حديث الولاية، ظ: ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب: 2/ 228، وذكر التستري: أنّه رواه بمائة وخُمّسين طريقاً، ظ: احقاق الحق، 6/ 290، الأميني، الغدير: 1/ 315؛ ثمرات الأسفار (مخطوط): مج1/ 250.
(33) في كتابه: كتاب الدراية في حديث الولاية، في سبعة عشر جزءاً، ظ: التستري ، احقاق الحق: 2/ 456 (الهامش)، الأميني، الغدير: 1/ 316.
(34) ظ: ابن شهر آشوب، محمد بن علي: مناقب آل أبي طالب: 2/ 228.
(35) ظ: الأميني، الغدير: 1/ 316.
(36) ظ: م.ن: 1/ 555 هامش رقم(2).
(37) ظ: الأميني، الغدير: 1/ 41 ـ 144.
(38) م. ن: 1/ 144.
(39) ظ: م.ن: 1/ 145 ـ 166.
(40) ظ: م.ن: 1/ 167 ـ 311.
(41) روى عمرو بن دينار عن طاووس عن بريدة بن الحصيب عن النبي (ص): من كنت مولاه علي مولاه: ظ: الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الصغير: 1/ 71؛ ، أبو نعيم ,الاصبهاني , حلية الأولياء: 1/ 126.
(42) قال في كتابه تشنيف الاذان ص77: (وأمّا حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه. فتواتر عن النبي (ص) من رواية نحو ستين شخصاً) , علماً أني لم أعثر على كتابً تشنيف الإذان بحدود تتبعي.
(43) ظ: الأميني، الغدير: 11/ 286.
(44) م.ن: 1/ 543.
(45) أنظر تفصيل أسمائهم وكلماتهم حول سند حديث الغدير وتواتره في كتاب الغدير: 1/ 543 ـ 572.
(46) ظ: سنن الترمذي: 5/ 591 ح3713.
(47) أسنى المطالب، لم اعثر عليه بحدود تتبعي، ولكن ذكره اللكهنوي في العبقات، عن الميلاني، نفحات الازهار: 6/ 98.
(48) ظ: الأميني، الغدير: 1/ 574.
(49) يقول ابن حزم: (وأمّا من كنت مولاه فعلي مولاه، فلا يصح من طريق الثقات اصلاً)، الفصل في الملل والاهواء والنحل: 4/ 116.
قال الرازي في نهاية العقول: (لا نسلِّم صحة الحديث أمّا دعواهم العلم الضروري بصحته فهي مكابرة)، الرازي نهاية العقول في دراية الأصول (مخطوط): 407.
(50) إذ قال: ان هذا الحديث من الكذب باتفاق أهل المعرفة، ظ: منهاج السنة النبوية: 4/ 23.
(51) يقول التفتازاني عن حديث الغدير: (منع التواتر، بل الكلام في صحة خبر الغدير ودلالته..) ظ: شرح المقاصد: 5/ 272.
(52) يقول الايجي: لا صحة للحديث إذا لم ينقله أكثر أصحاب الحديث بل ان علياً لم يكن يوم الغدير مع النبي بل كان في اليمن، وإن سُلِّم فرواته لم يرووا مقدمة الحديث، ظ: المواقف: 405.
(53) شرح المقاصد: 5/ 274؛ الصواعق المحرقة: 64؛ الغدير: 1/ 582.
(54) ظ: الغدير: 1/ 582.
(55) الصواعق المحرقة: 42 ـ 43.
(56) قال ابن حزم في مسألة عدم جواز بيع الماء: (فهؤلاء اربعة من الصحابة (رض) فهو نقل تواتر لا تحل مخالفته), المُحلّى: 9/ 288، مسألة 1512.
(57) قال ابن حجر في ذيل خبر صلاة أبي بكر بالناس قبيل وفاة النبي(ص): (واعلم ان هذا الحديث متواتر، فأنه ورد من حديث عائشة وابن مسعود وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن زمعه وأبي سعيد وعلي بن أبي طالب وحفصة) الصواعق المحرقة: 37؛ ثمرات الأسفار (مخطوط): مج1/ 210.
(58) أحمد محمود شاكر: ألفيّة السيوطي في علم الحديث: 25، وقد ذكر الأميني (الغدير: 1/583) ما جاء به في الفية السيوطي:
وما رواه عددٌ جمٌّ يجب
إحالة اجتماعهم على الكذب

فمتواتر وقومٌ حددّوا
بعشرةٍ وهو لديَّ أجودُ

(59) الدمشقي، ابن كثير: البداية والنهاية: 7/ 301 حوادث سنة 37هـ، وقد ذكر الأميني (رض) نص كلام ابن كثير وهو قوله ( هذه اثنتا عشرة طريقاً إليه، ومثل هذا يبلغ حد التواتر). ظ: الغدير: 1/ 583.
(60) الغدير: 1/ 583.
(61) ظ: الشوكاني ، إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول: 1/ 66، السرخسي، اصول السرخسي: 1/ 289، ظ: الحلّي، ابن فهد: الرسائل العشر: 420؛ الآمدي، الإحكام في اصول الأحكام: 1/ 311 و 2/ 29؛ محمد رضا المظفر, المنطق: 3/ 320.
(62) الغدير: 1/ 20.
(63) م . ن: 2/ 11 ـ 12.
(64) ظ: م . ن: 1/ 667 ـ 669.
(65) ظ:القاضي,عبد الجبار,المغني,قسم الإمامة: 1/153ـ154.الجرجاني، علي بن محمد، شرح المواقف: 361، و(ظ): الهيثمي، ابن حجر، الصواعق المحرقة: 25 ، 134.
(66) ظ: النهاية في غريب الحديث والاثر: 5/ 228؛ السيرة الحلبية: 3/ 340.
(67) مسند أحمد: 5/ 347، النسائي، سنن النسائي: 5/ 45؛ القندوزي، ينأبيع المودة: 1/ 106.
(68) الغدير: 4 / 323.
(69) م . ن: 4/ 324.
(70) ظ: م.ن: 2/ 472 ـ 474.
(71) ظ: سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد، الافصاح: 8/ 32؛ الشافي في الإمامة: 2/ 258؛ تقريب المعارف: 214؛ مناهج اليقين في اصول الدين: 475
(72) المفيد، سلسلة مؤلفات المفيد، الافصاح في إمامة أمير المؤمنين (ع): 8/ 32.
(73) الغدير: 1/ 609.
(74) م . ن: 1/ 609، الزرندي، محمد بن يوسف الحنفي، نظم درر السمطين: 113.
(75) م . ن: 1/ 610 ؛ ابن شهر آشوب ، مناقب آل أبي طالب: 2/ 230.
(76) م . ن: 1/ 612؛ ابن كثير، البداية والنهاية: 5/ 229؛ الهيتمي، ابن حجر، الصواعق المحرقة: 67.
(77) ينظر المطلب الثالث من المبحث الثاني ص 25 .
(78) الغدير: 1/ 613 ؛ أحمد بن حنبل، مسند أحمد: 5/ 419؛ الهيثمي، ، مجمع الزوائد: 9/ 104.
(79) التبادر: هو انسباق تصور المعنى من اللفظ بمجرد اطلاقه بحيث يكون هذا المعنى هو المتصوّر الأول في الذهن دون بقية المعاني. ظ: محمد رضا المظفر، أصول الفقه: 1/ 69، محمد صنقور، المعجم الأصولي: 1/ 436.
(80) ظ: الغدير: 1/ 615.
(81) سورة الحديد: 15.
(82) ظ: الغدير: 1/ 615 ـ 619.
(83) عن: الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب: تنوير المقباس من تفسير ابن عباس: 342.
(84) ظ: 1/ 301.
(85) ظ: الواحدي ، الوسيط في تفسير القرآن: 4/ 249.
(86) ظ: الغدير: 1/ 619 ـ 623.
(87) ظ: الكشف والبيان: 6/ 111.
(88) ظ: تفسير الخازن: 4/ 249.
(89) ظ: الغدير: 1/ 623.
(90) سورة البقرة: 286.
(91) الثعلبي، الكشف والبيان: 1/ 491.
(92) سورة آل عمران: 150.
(93) تفسير الزاهدي، لم اعثر عليه بحدود تتبعي، ظ: الغدير: 1/ 623.
(94) سورة التوبة: 51.
(95) البحر المحيط: 5/ 52.
(96) الغدير: 1/ 640 ـ 651.
(97) الإشتراك اللفظي: اتحاد الألفاظ وتغاير المعنى والملاك فيه صدق اللفظ الواحد على كثيرين، أو أنّه وضع لفظٍ وأحد لمعانٍ مختلفة بأوضاعٍ متعددة، ظ: محمد رضا المظفر، أصول الفقه: 1/ 69، علي المشكيني، اصطلاحات الأصول: 26.
(98) الإشتراك المعنوي: تغاير الألفاظ واتحاد المعنى والملاك فيه: صدق المفهوم الواحد على كثيرين، أو انه وضع اللفظ الواحد لمعنى قابل للانطباق على كثيرين، ظ: محمد رضا المظفر، أصول الفقه: 1/ 69.
(99) ظ: الغدير: 1/ 641.
(100) م.ن: 1/ 641.
(101) م.ن: 1/ 642.
(102) ظ: م.ن: 1/ 642، 643.
(103) وهي أولاً: إخبار النبي (ص) بوجوب حبّ الإمام علي عليه السلام على المؤمنين، وثانياً: إنشاء وجوب حبّه ونصرته، وثالثاً: إخباره بوجوب حبِّهم أو نصرتهم عليه، ظ: م.ن: 1/ 644، 645.
(104)م.ن.
(105) ظ: الأميني، الغدير: 1/ 646.
(106)) ظ: مفاتيح الغيب: 23/ 74.
(107) سورة الحج: 78.
(108) الصواعق المحرقة: ص63.
(109) سورة محمد: 11.
(110) حكاه عنه الشريف المرتضى عن كتابٍ للمبِّرد المترجم بـ(العبارة) عن صفات الله تعالى: أصل تأويل الولي الذي هو أولى أي أحق ، ومثله المولى، ظ: المرتضى، الشافي في الإمامة: 2/ 219، الطوسي، تلخيص الشافي: 2/ 13.
(111) ظ: الوسيط: 4/ 122؛ الجامع لأحكام القرآن: 16/ 155.
(112).ظ: 15/ 406 ـ 407؛ انظر بقية المصادر في كتاب الغدير: 1/ 647 ـ 648.
(113) م.ن: 1/ 649.
(114)الغدير: 1/ 649.
(115) م.ن: 1/ 650.
(116) ظ: م.ن: 1/ 651,مراده من الأصل المحكّم: هوعدم تعدّد الوضع في اللغة.
(117) إذْ قال: ( إنّ لفظة المولى في اللغة تنقسم على عشرة أوجه: أولها (الأوْلى) وهو الأصل والعماد، التي ترجع إليه المعاني في باقي الأقسام)، عمدة عيون صحاح الأخبار: ص 115.
(118) قال سبط ابن الجوزي: (فعُلم أنّ جميع المعاني راجعة إلى الوجه العاشر) ومعنى ذلك أنّه على نحو الاشتراك المعنوي، ظ: تذكرة الخواص: 35.
(119) تفسير الزاهدي (مخطوط) لم اعثر عليه بحدود تتبعي، نعم ذكره صاحب العبقات ، عن الميلاني، نفحات الازهار: 8/ 51.
(120) النووي، صحيح مسلم بشرح النووي: 15/ 7.
(121) سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد، أقسام المولى في اللسان: 8/ 31 ـ 32.
(122) الذخيرة في علم الكلام: 444.
(123) ص: 217.
(124) م.ن.
(125). ظ: ص 135؛ 2/ 183
(126) ص:172.
(127) ظ: الغدير: 1/ 651 ـ 669.
(128) نقل هذه المقدمة أكثر من 64 عَلماً من أعلام السنّة، ظ: م. ن: 1/ 652، 653؛ ثمرات الأسفار (مخطوط): مج2/ 30، 60، 63، 109، ..
(129) الأميني، الغدير: 1/ 651 ـ 653.
(130) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق: 42/ 236، المتقي الهندي، كنز العمال: 13/ 138، الغدير، الأميني: 1/ 656.
(131) ظ: الغدير: 1/ 656.
(132) ابن شهر آشوب , مناقب آل أبي طالب: 2/237؛الشنقيطي , كفاية الطالب: 28؛ م.ن: 1/ 657 ـ 658.
(133) عن الهيتمي، ابن حجر، الصواعق المحرقة:ص 67,علماً اني لم أعثر عليه في كتب الدار قطني.
(134) ظ: الغدير: 1/ 666 و667.
(135) م.ن: 1/ 667؛ ثمرات الأسفار (مخطوط): مج2/ 288.
(136) وهي الصاحب والجار والنزيل والصهر والقريب، ظ: م.ن: 1/ 642.
(137) سورة المائدة: 67.
(138) ظ: الغدير: 1/ 642 و643؛ الحلبي ,أبو الصلاح ، تقريب المعارف: 217، علي البحراني ، منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع): 233.
(139) ظ: مجلة تراثنا، نقد الحديث بين الإجتهاد والتقليد, للسيد محمد رضا الجلالي , العدد 32: 15.
(140) ظ: الغدير: 1/ 671 ـ 677.
(141) الغدير: 1/ 672 ـ 673، و(ظ): الهلالي، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس: 2/ 758 ح25؛ القندوزي، ينأبيع المودة: 1/ 343.
(142) الجويني، ابراهيم بن محمد، فرائد السمطين: 1/ 79 ، ح 48.
(143) ظ: المفيد، اقسام المولى في اللسان: 8/ 34.
(144) ظ: الغدير: 1/ 676 ـ 687.
(145) عن المقريزي ، الخطط المقريزية: 2/ 222.
(146) ظ: ذخيرة المآل في شرح عقد جواهر الآل (مخطوط): ص9.
(147) تذكرة الخواص: ص33.
(148) وهي: المالك، المعتِق ـ بالكسر ـ ، والمعتََق بالفتح ـ ، الناصر، ابن العم، الحليف، المتولّي لضمان الجريرة، الجار، السيد المطاع ، ظ: م.ن.
(149) سورة الحديد: 15.
(150) تذكرة الخواص: 34.
(151) م . ن: 34.
(152) الأميني، الغدير: 1/ 662.
(153) ظ: م .ن: 1/ 623 ـ 640.
(154) ظ: مفاتيح الغيب: 29/ 227.
(155) سورة الحديد: 15.
(156) مفاتيح الغيب: 29/ 227.
(157) ظ: نهاية العقول في دراية الأصول (مخطوط): ص 408.
(158) سورة الصف: 14.
(159) سورة آل عمران: 52.
(160) الغدير: 1/ 626.
(161) ظ: الأميني، الغدير: 1/ 627.
(162) ظ: أبو هلال العسكري، كتاب جمهرة الأمثال: 1/ 164 مَثَلَ رقم 172؛ م.ن.
(163) الأميني، الغدير: 1/ 625، 626.
(164) سورة الاعلى: 17.
(165) شرح التصريح على التوضيح: 2/ 97.
(166) ظ: الغدير: 1/ 628.
(167) شرح المقاصد: 5 / 273 ؛ شرح التجريد: 3: 329.
(168) ظ: 3/ 272.
(169) ) يُلاحظ عليه: أنّ التسليم هنا ليس بمعنى الإذعان والإيمان بل على فرض التنزّل والقبول ؛ لتصريح ابن حجر قبل ذلك بأنّه لا يسلِّم مجيء (أوْلى) من( مولى) معلِّلاً بأنّ أئمة العربية لم يذكروا ذلك، ظ: الصواعق المحرقة: ص65 ,67 .
(170) ظ: الغدير: 1/ 632.
(171)ظ: نهاية العقول في دراية الأصول (مخطوط): ص 407.
(172) المواقف:ص 405.
(173) الصواعق المحرقة: ص65.
(174) قال الدهلوي: (أهل عربيه قاطبه انكار كرده اندكه مولى بمعنى أولى آمده است بلكه كفته اند كه مفعل هيج جا در هيج ماده نيامده)، التحفة الاثنا عشرية في الرد على الإماميّة: ص329.
(175) انظر بقية المصادر التي ذكرها الأميني، الغدير: 1/ 632.
(176) الشافي في الإمامة: 2/ 219.
(177) سورة الحديد: 15.
(178) معاني القرآن: 3/ 134.
(179) وهو:
فغدتْ كلا الفرجين تحسب أنّه مولى المخــافة خلفها وأمامـها
(180) ظ: 2/ 1832.
(181) ينظر بقية المصادر في الغدير: 1/ 630 ـ 631.
(182) الغدير: 1/ 632 ـ 633.
(183) روض المناظر: 238 حوادث سنة ست وستمائة.
(184) التفسير الكبير الشهير بـ(البحر المحيط): 4/ 149.
(185) سورة القصص: 25.
(186) الشوكاني، الشيخ محمد علي، فتح القدير: 4/ 210.
(187) ظ: الأميني، الغدير: 1/ 634.
(188) م.ن.
(189) الغدير: 1/ 634.
(190)ظ: ص 329.
(191) ظ: الغدير: 1/ 639 ـ 640.
(192) ظ: 2/ 161.
(193) قال الشيخ الطوسي (ت460هـ) ان المبرِّد ذكر ذلك في كتابه عن صفات الله تعالى، عند تأويله (الولي)، وذكر السيد حسين بحر العلوم (ت1410هـ) في تحقيقه لتلخيص الشافي انه لم يعثر على نسخة في كثير من المكتبات التي اطلع عليها ولعلّه من المخطوطات النادرة، ظ: تلخيص الشافي: 2/ 13 ـ 14.
(194) ظ: الزبيدي: 20/ 310 مادة (ولي).
(195) الغدير: 1/ 640 هامش (7).
(196) التحفة الإثنا عشرية: ص 329 و331.
(197) عن: علي الميلاني، نفحات الازهار في خلاصة عبقات الانوار: 9/ 215 ـ 308.
(198) قال الدهلوي: (مراد از ولايت كه از مولى يا أوْلى هر جه باشد فهميده ميشود بمعنى محبّت است)، ظ: التحفة الإثنا عشرية: 329.
(199) عن علي الميلاني: نفحات الازهار في خلاصة عبقات الانوار: 9/ 215.
(200) سورة آل عمران: 68.
(201) سورة آل عمران: 68.
(202) قال الدهلوي: (وجه لازم كه هرجا لفظ أولى بشونيم مراد أولى بتصرف كريم قوله تعالى: «إنّ أوْلى الناس بإبراهيم للّذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا».. وييداست كه أتباع حضرت إبراهيم أوْلى بتصرف انجناب نبوده اند)، ظ: التحفة الاثنا عشرية: 329 .
(203) عن علي الميلاني: نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الانوار: 9/ 217.


* مصادر البحث *
ـ القرآن الكريم.
ابن الأثير: أبو السعادات المبارك بن محمد (ت606هـ) .
1ـ النهاية في غريب الحديث /تحقيق:طاهر أحمد الزاوي ، قم ـ مؤسسة اسماعيليان ـ ط 4 ـ 1406هـ.
ابن البطريق , يحيى بن الحسن الأسدي الحلي (ت 600هـ )
2ـ عمدة عيون صحاح الأخبار , مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين , قم المقدسة , ايران , 1407هـ .
ابن تيمية:أبو العباس أحمد بن عبد الرحيم الحراني(ت728هـ)
3ـ منهاج السنّة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية /بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ ط1ـ 1420هـ
ابن حجر: أحمد بن حجر الهيتمي(ت974هـ)
4ـ الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة/بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ 1420 هـ.
ابن حزم: علي بن أحمد الأندلسي (ت456هـ)
5ـ الفصل في الملل والأهواء والنحل/القاهرة ـ مكتبة الخانجي ـ ب ت ط .
6ـ المحلى/تحقيق: أحمد محمد شاكر ـ بيروت ـ دار إحياء التراث العربي ـ ط 1 ـ 1418هـ.
ابن حنبل: أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني (ت241هـ)
7ـ مسند أحمد/ مصر ـ دار قرطبة ـ ب ت ط .
ابن الشحنة:أبو الوليد محمد بن محمد ( ت 815هـ)
8ـ روض المناظر /تحقيق: محمد مهنّى ـ بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ ط 1 ـ 1417هـ.
ابن شهر آشوب:أبو عبد الله محمد بن علي (ت588هـ)
9ـ مناقب آل أبي طالب ، تحقيق مجموعة باحثين /النجف الاشرف ـ المكتبة الحيدرية ـ 1376هـ.
ابن فهد: أبو العباس أحمد بن محمد الحلي(ت 841هـ)
10ـ الرسائل العشر /تحقيق مهدي الرجائي ـ قم ـ مكتبة السيد المرعشي النجفي ـ مطبعة سيد الشهداء ـ ط 1 ـ 1409هـ.
ابن عبد البر: يوسف بن عبد الله النمري المالكي(ت463هـ)
11ـ جامع بيان العلم وفضله /بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ 1398هـ.
ابن عساكر:أبو القاسم علي بن الحسن (ت571هـ)
12ـ تاريخ مدينة دمشق /تحقيق: علي شيري ـ بيروت ـ دار الفكر ـ 1415هـ.
ابن كثير: اسماعيل بن كثير الدمشقي (ت774هـ)
13 ـ البداية والنهاية/تحقيق: علي شيري ـ بيروت ـ دار إحياء التراث العربي ـ ط 1 ـ 1408هـ.
ابن منظور: محمد بن مكرم ( ت 711هـ)
14ـ لسان العرب /بيروت ـ دار إحياء التراث العربي ـ ط 1 ـ 1405هـ.
أبو حيان: محمد بن يونس الأندلسي (ت745هـ)
15ـ التفسير الكبير ، المعروف بـ (البحر المحيط ) /بيروت ـ دار إحياء التراث العربي ـ ط2 ـ 1411هـ
أبو نعيم: أحمد بن عبد الله الاصبهاني(ت 430هـ)
16 ـ حلية الأولياء /بيروت ـ دار الكتاب العربي ـ ط4 ـ 1405هـ.
أحمد محمود شاكر
17ـ ألفية السيوطي /بيروت ـ المكتبة العلمية ـ 1353هـ.
آل راضي: محمد طاهر بن عبد الله ( ت 1400هـ)
18ـ بداية الوصول إلى شرح كفاية الأصول/ قم ـ مطبعة ستاره ـ ط 1 ـ 1425هـ .
الأزهري: خالد بن عبد الله ( ت 905هـ)
19ـ شرح التصريح على التوضيح / تحقيق:محمد عيون السودـ بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ ط 2 ـ 1427 هـ.
الأميني:عبد الحسين بن أحمد (ت1390هـ)
20ـ الغدير في الكتاب والسنة والأدب (موضوع الدراسة ) /تحقيق: مركز الغدير للدراسات الإسلامية ـ قم ـ مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي ـ ط 2 ـ 1425هـ.
21ـ ثمرات الأسفار إلى الأقطار (مخطوط )
الأيجي: عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد (ت756هـ)
22ـ المواقف في علم الكلام / بيروت ـ دار الجيل ـ ط1 ـ 1417هـ.
البحراني: علي (معاصر)
23ـ منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر عليهم السلام /تحقيق: عبد الزهراء الخطيب ـ بيروت ـ ط 1 ـ 1405هـ.
البهادلي أحمد (معاصر)
24ـ مفتاح الوصول إلى علم الأصول /بيروت ـ دار المؤرخ العربي ـ ط 1 1423هـ.
البلستاني:محسن علي بن محمد حسين الهندي المولود 1360هـ
25ـ النهج السوي في فهم معنى المولى والولي /طهران ـ مكتبة النجاح ـ ط 2 ـ 1419هـ.
الترمذي:أبو عيسى محمد بن عيسى (ت279هـ)
26ـ سنن الترمذي /تحقيق:عبد الوهاب اللطيف ـ بيروت ـ دار الفكر ـ ط 2 ـ 1403هـ.
التستري:نور الله بن عبد الله (ت1019هـ)
27ـ إحقاق الحق وإزهاق الباطل / تحقيق: شهاب الدين المرعشي ـ قم ـ منشورات مكتبة السيد المرعشي ـ ط 1 ـ 1403هـ.
التفتازاني: سعد الدين مسعود بن عمر (ت791هـ)
28 ـ شرح المقاصد /تحقيق:د.عبد الرحمن عميرة ـ قم ـ مطبعة الشريف الرضي ـ ط 1 ـ 1413هـ
الثعلبي ـ أبو إسحاق أحمد بن محمد (ت427هـ)
29ـ الكشف والبيان في تفسير القرآن المعروف بـ ( تفسير الثعلبي) /تحقيق: أبو محمد بن عاشور ونظير الساعدي ـ بيروت ـ دار إحياء التراث العربي ـ ط 1 ـ 1422 هـ.
الدهلوي: غلام حليم بن أحمد (ت1239هـ)
30 ـ التحفة الإثنا عشرية /الهند ـ لكهنو ـ طبعة حروفية ( فارسي ) ـ ب ت ط .
الجرجاني:علي بن محمد (ت816هـ)
31ـ شرح المواقف/مصر ـ مطبعة السعادة ـ ط ـ 1325.
الجويني:إبراهيم بن محمد الحموئي(ت730هـ)
32ـ فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين /تحقيق: محمد باقر المحمودي
الحكيم: محمد تقي (ت1424هـ)
33ـ الأصول العامة في الفقه المقارن/قم ـ المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ـ ط2 ـ 1418هـ.
الحلبي:أبو الصلاح تقي بن نجم ( ت 447هـ)
34ـ تقريب المعارف / تحقيق: فارس الحسون ـ قم ـ 1417هـ.
الحلبي:علي بن برهان الدين (ت1044هـ)
35ـ السيرة الحلبية /بيروت ـ دار المعرفة ـ 1400هـ.
الرازي: محمد بن عمر العروف بـ (الفخر الرازي )(ت606هـ)
36ـ مفاتيح الغيب المعروف بـ(التفسير الكبير )/طهران ـ دارالكتب العلمية ـ ط2 ـ ب ت ط.
37ـ نهاية العقول في دراية الأصول ( مخطوط)
الزبيدي: محمد بن محمد الملقب بـ(مرتضى)(ت1205هـ)
38ـ تاج العروس /تحقيق: علي شبيري ـ بيروت دار الجديد ـ ب ت ط.
الزرندي: محمد بن يوسف الحنفي (ت750هـ)
39ـ نظم دررالسمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين/ب م ط-ط1- 1377هـ.
الزمخشري: أبو القاسم جار الله محمود بن عمر(ت538هـ)
40ـ المستسقى في أمثال العرب /بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ ط 2 ـ 1408هـ.
سبط ابن الجوزي: يوسف بن قزأغو لي (654هـ)
41ـ تذكرة خواص الأُمة في معرفة الأئمة المعروف بـ(تذكرة الخواص) ، بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ ط 1 ـ 1426هـ.
السرخسي: محمد بن أحمد (ت490هـ)
42ـ أصول السرخسي ، تحقيق: أبو الوفا الأفغاني/بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ ط1 ـ 1414هـ.
الشاكري: حسين (معاصر)
43ـ ربع قرن مع العلاّمة الأميني/قم ـ مطبعة ستاره ـ ط1 ـ 1417هـ.
الشنقيطي: محمد حبيب الله (ت1363هـ)
44ـ كفاية الطالب لمناقب علي بن أبي طالب (ع) (حياة علي بن أبي طالب (ع) /القاهرة ـ مطبعة الإستقامة ـ1355هـ.
الشوكاني:محمد بن علي (ت1250هـ)
45ـ إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول/مصر ـ مطبعة مصطفى بابي الحلبي ـ ط 1 ـ 1356هـ.
46ـ فتح القدير / بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ ب ت ط .
الشهرستاني:محمد بن عبد الكريم (ت548هـ)
47ـ الملل والنحل /تحقيق: محمد سيد كيلاني ـ بيروت ـ دار المعرفة . ب ت ط.
الطباطبائي: محمد حسين (ت1402هـ)
48ـ تفسير الميزان /قم ـ مؤسسة اسماعيليان ـ ط 5 ـ 1412هـ.
الطبراني:أبو القاسم سليمان بن أحمد (ت360هـ)
49ـ المعجم الصغير /بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ ب ت ط.
الطوسي:أبو جعفر محمد بن الحسن ( ت 460هـ)
50ـ تلخيص الشافي /تحقيق: السيد حسين بحر العلوم ـ قم مؤسسة انتشار المحبين ـ ط 1 ـ 1424هـ.
51ـ الرسائل العشر /قم ـ مؤسسة النشر الاسلامي ـ ب ت ط .
العاملي:حسين بن عبد الصمد (ت984هـ)
52ـ وصول الأخيار إلى أصول الأخبار/ تحقيق: عبد اللطيف الكوهكمري ـ قم ـ مجمع الذخائر الإسلامية ـ ط 1 ـ 1410هـ.
العسكري:أبو هلال(ت395هـ)
53ـ كتاب جمهرة الأمثال /تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم وآخر ـ بيروت ـ دار الفكر ـ 1410هـ.
العلاّمة الحلي: أبو منصور الحسن بن يوسف بن المطهّر(ت726هـ)
54ـ مناهج اليقين في أصول الدين /تحقيق: محمد رضا الأنصاري ـ قم ـ مطبعة ياران ـ ط 1 ـ 1416هـ.
55ـ نهج الحق وكشف الصدق /تقديم: السيد رضا الصدر ـ تعليق: الشيخ عين الله الحسني ـ قم ـ دار الهجرة ـ 1421هـ .
الفراء: يحيى بن زياد (ت207هـ)
56ـ معاني القرآن/تحقيق: احمد يوسف نجاتي وآخر ـ مصر ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ 1980هـ.
الفيروز آبادي: محمد بن يعقوب (ت817هـ)
57ـ تنوير المقباس من تفسير ابن عباس /لبنان ـ دار الكتب العلمية ـ ب ت .
القرطبي: محمد بن أحمد (ت671هـ)
58ـ الجامع لأحكام القرآن المعروف بـ( تفسير القرطبي) /تحقيق: مصطفى السقا ـ بيروت ـ دار إحياء التراث العربي ـ 1405هـ .
القندوزي: سليمان بن إبراهيم (ت1294هـ)
59ـ ـينابيع المودة /تحقيق: علي جمال أشرف ـ قم ـ دار أسوة ـ ط 1 ـ 1416هـ.
الكليني: محمد بن يعقوب (ت329هـ)
60 ـ الأصول من الكافي /طهران ـ دار الكتب الإسلامية ـ ط 3 ـ 1388هـ.
المتقي الهندي: علي بن حسام الدين (ت975هـ)
61ـ كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ، ضبط وتفسير بكري حياني ـ بيروت ـ مؤسسة الرسالة ـ 1409هـ.
62ـ مجلة تراثنا
(نشرة فصلية ) ـ نقد الحديث بين الإجتهاد والتقليد , للسيد محمد رضا الجلالي / إصدار ونشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم ـ مطبعة مهرـ العدد: 32 ـ 1413 هـ.
مجموعة باحثين: (مؤسسة السبطين عليهما السلام)
63ـ المولى في الغدير/ قم ـ مطبعة شريعت الطبعة الأولى ـ 1422هـ.
محمد صنقور علي (معاصر)
64 ـ المعجم الأصولي /قم ـ منشورات نقش ـ مطبعة العترة ـ ط 2 ـ 1426هـ.
المرتضى: الشريف علي بن الحسين (ت436هـ)
65ـ الذخيرة في علم الكلام /تحقيق: السيد أحمد الحسيني قم ـ مؤسسة النشر الإسلامية 1411هـ .
66 ـ الشافي في الإمامة /تحقيق: عبدالزهراء الخطيب ـ طهران ـ مؤسسة الصادق ـ ط 2ـ 1426هـ.
المشكيني: علي (معاصر)
67 ـ اصطلاحات الأصول / قم ـ دار الهادي ـ ط8 ـ 1423هـ.
المطهري: مرتضى بن محمد حسين (ت1399هـ)
68 ـ الكلام والعرفان /بيروت ـ الدار الإسلامية ـ ط 1 ـ 1413هـ.
المظفر: محمد رضا بن محمد حسن ( ت 1381هـ)
69 ـ أصول الفقه /قم ـ مكتب الاعلام الإسلامي ـ ط 2 ـ 1415 هـ .
70ـ المنطق /قم ـ مطبعة اسماعيليان ـ ط 4 ـ 1410هـ.
المفيد: محمد بن محمد العكبري البغدادي (ت413هـ)
71ـ أقسام المولى في اللسان/تحقيق: مهدي نجف ـ دار المفيد ـ ط 2ـ 1414هـ .
72ـ الإفصاح في الإمامة /بيروت ـ دار المفيد ـ ط 2 ـ 1414هـ .
المقريزي:أحمد بن علي (ت845هـ)
73ـ الخطط المقريزية /لبنان ـ دار إحياء العلوم ـ 1382هـ.
الملا علي القاري: جليل محي الدين ( ت 1014هت)
74ـ شرح الفقه الأكبر /بيروت ـ دار الكتب العلمية ب ت ط .
الميلاني: علي (معاصر)
75ـ نفحات الأزهار ـ قم ـ مطبعة مهر ـ ط1 ـ 1414هـ.
النسائي:أحمد بن علي (ت303هـ)
76 ـ سنن النسائي / بيروت ـ دار الفكر /ط 1 ـ 1348هـ.
الهلالي: سليم بن قيس (76هـ)
77 ـ كتاب سليم بن قيس/تحقيق محمد باقر الأنصاري ـ قم ـ منشورات دليل ما ـ ط 3 ـ 1423هـ.
الهيثمي:علي بن أبي بكر (ت807هـ).
78ـ مجمع الزوائد /بيروت ـ دار الكتب العلمية ـ 1408هـ.
الواحدي: أبو الحسن علي بن أحمد النيسابوري (ت468هـ)
79ـ الوسيط /تحقيق: صفوان عدنان ـ بيروت ـ دار القلم ـ ط 1 ـ 1415هـ.