اشراقة المعارف في النفوس ترجمان وعي الفهم وتناسق ابعاده ‏علماً وعملاً، وتكتمل ثمار المعرفة بأن توضع في نصابها المناسب، ومصداقها الأوفى، ولا أدلُّ على ذلك من مقام المعارف الدينية ‏في دائرة العقل ودلائله، والفطرة الإنسانية في مديات النقاء ‏والصفاء.‏

وفي هذا الإطار وتحت هذا العنوان يأتي العدد الجديد من مجلة ‏العقيدة، حافلاً بالبحوث الرائدة في مجال المعارف الدينية ‏والعقدية، والذي يتصدره بحث (حديث الغدير و سريّة اليمن "دراسة نقدية تحليلية لدعوى الوصل") الذي يتناول شكل العلاقة بين الحادثتين التأريخيتين أنهما متصلتان أم منفصلتان، حتى يترتب على أثر ذلك بعد عقائدي أم لا يترتب .
ويأتي البحث الثاني بعنوان ( العلاقة بين العقل والدين في ‏الفكر الإسلامي)، ناظراً إلى مقام الدين من العقل ومكانة العقل ‏من الدين، مرسّخاً فكرة التعاضد الوثيق بينهما ، معالجاً الإشكالات ‏المتكلفة، مثبتاً بأن المعارف الدينية إنما تكتمل باقترانها العقلائي ‏وهو سبيل الإيمان بها والاعتقاد بضرورتها.‏

وكان الحديث عن الوحي في ضوء الآراء الكلامية محور البحث ‏الثالث، حيث يستكشف الوحي في إطاره الكلامي فضلاً عن ‏تصوراته عند الحداثيين الإسلاميين برؤية نقدية، منتهياً إلى توصية ‏مهمة في وجوب النظر في التجربة الدينية حول ظاهرة الوحي ‏كلامياً؛ وذلك لإيجاد نقاط القوة وابطال النظرة الكلية التي يحكم ‏بها الفكر الحداثي على التجربة الدينية برمتها .‏
وفي السياق نفسه يأتي السؤال حول تجديد علم الكلام وكونه ‏مسؤولية تقع على كاهل أهله من العلماء والمفكرين أكثر من أي ‏وقت مضى ؛ وذلك لكثرة الشبهات حول الإسلام والمسلمين ، من ‏هنا جاء عنوان البحث الرابع ( سؤال تجديد علم الكلام سؤال ‏مسؤول) ‏
وفي هذا العدد أبحاث مهمة غير ما مضى جميعها تنهض في سياق ‏المعارف الدينية الأصيلة .‏

مدير التحرير