البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

مدرسة الريَّ الكلامية

الباحث :  السيد جمال الدين الموسوي
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  28
السنة :  صيف 2023م / 1445هـ
تاريخ إضافة البحث :  October / 5 / 2023
عدد زيارات البحث :  1218
تحميل  ( 1.287 MB )
مُلخَّص
من الممكن بحث كلام الإمامية ـ من الناحية التاريخية ـ في مختلف المدارس. فحتى القرن الخامس للهجرة كانت هناك في المجتمع الشيعي مدرستان كلاميتان، وهما مدرسة قم، ومدرسة بغداد، وبالتدريج تحوّلت مدرسة بغداد لتصبح هي القراءة الرسمية للتشيّع في المحافل العلمية. وبعد رحيل الشيخ الطوسي، عمد الكثير من تلاميذه وتلاميذ السيد المرتضى إلى الهجرة نحو الريّ، ومهّدوا الأرضية لظهور مدرسة كلامية جديدة. يمكن تناول البحث بشأن المتكلمين في الريّ ضمن ثلاث طبقات، حيث يمكن مشاهدة اختلاف آرائهم الكلامية عن مدرسة بغداد في الجيل الأخير بشكل ملحوظ. إن التأكيد على مسألة الإمامة ـ كما هي الحالة بالنسبة إلى مدرسة بغداد ـ والتعامل الفكري مع المفكرين المتأخرين من المعتزلة، من خصائص هذه المدرسة الكلامية.

الكلمات المفتاحية
التشيّع، علم الكلام، المدرسة الكلامية في الريّ، مدرسة بغداد، منتجب الدين.

Abstract ‎
It is possible to examine the words of the Imamate historically in various schools. Until the fifth century of the Hijra, there were two schools in the Shia community, namely the Qom school and the Baghdad school, and gradually the Baghdad school became the official reading of Shiism in scientific forums. After the leaving of Sheikh Tusi, many of his students and those of Sayeed al-Murtada migrated to irrigation, paving the ground for the emergence of a new theological school. The research on speakers in Ray can be approached in three layers, where their verbal opinions about the Baghdad school in the last generation can be seen to differ significantly. The emphasis on the issue of the imamate, as is the case with the Baghdad school, and the intellectual dealings with the later Mu'tazila intellectuals, are characteristic of this theological school.

Keywords: Shi'ism, theology, Baghdad school, theological school in Ray, Muntajb al-Din.

مدخل
لقد اجتاز مذهب التشيّع مراحلَ متنوّعة، وشهد كثيرًا من المنعطفات. وكان في بعض هذه المراحل رائدًا في إنتاج المحتوى الكلاميّ والتأسيس للبنى الاعتقاديّة التحتيّة، كما عاش فتراتٍ من الركود والجمود أيضًا[1]. إنّ القراءة الدقيقة لهذه المراحل ترشدنا إلى وجود أفكارٍ واحدةٍ في برهةٍ زمانيّة بين أشخاصٍ بعينهم، في حقلٍ جغرافيّ خاصٍّ يشير إلى اسم تلك المدرسة الكلاميّة. وإنّ البحث الدقيق في هذه المدارس وكيفيّة تبلورها وأفولها، ومعرفة خصائصها البارزة، سوف يساعدنا في تحليل وبيان الاختلاف في الأفكار الكلاميّة.
إنّ المدارس الشيعيّة الشهيرة حتى أوائل القرن الخامس للهجرة، كانت مدرسة الكوفة، ومدرسة قم، ومدرسة بغداد. وقد اكتسبت مدرسة بغداد بظهور الشيخ المفيد رونقًا جديدًا، وأخذت هذه المدرسة تنتشر بالتدريج في المناطق المختلفة؛ فتحوّلت في أواخر القرن الخامس للهجرة إلى المدرسة الفكريّة الأفضل في مجتمع الشيعة. وبعد اجتياح طغرل بك[2] لبغداد عام 447 هـ، وهجرة الشيخ الطوسي إلى  النجف الأشرف، أخذت هذه المدرسة تتّجه نحو الأفول بالتدريج، ومع تفرّق تلاميذ السيّد المرتضى والشيخ الطوسي في مدنٍ مثل: طرابلس، وحلب، والريّ، ورحيل الشيخ الطوسي عن هذه الدنيا سنة 460 للهجرة، زالت هذه المدرسة في أوج قوّتها وازدهارها.

إنّ الخصيصة الأصليّة لمدرسة بغداد الكلاميّة تقوم على الأدلّة العقليّة والنقل المتواتر في المسائل الكلاميّة، مع اختلاف يسيرٍ في مساحتيهما، وكانت هذه الخصيصة شائعة بين المتكلّمين في هذه المدرسة. وبعد وفاة الشيخ الطوسي حلَّ محلَّه نجله الحسن بن محمّد المعروف بأبي علي الطوسي وابن الشيخ، ولكن بالنظر إلى تفرّق النواة الأصليّة للمتكلّمين، فإنّ هذه المدرسة لم تتمكن من استعادة رونقها ومجدها الضائع أبدًا.
وكانت مدينة الريّ بالنظر إلى امتلاكها حوزةً روائيّةً منذ عصر الشيخ الكليني والشيخ الصدوق، تشكّل أفضل معقلٍ مناسبٍ للتشيّع من الناحية الفكريّة. وبعد هجرة كثيرٍ من الدارسين في مدرسة بغداد إلى مدينة الرّي، توفّرت الأرضيّة المناسبة لظهور مدرسةٍ كلاميّةٍ بعد مدرسة بغداد، وتمّ تأسيس النواة الأولى لهذه المدرسة الكلاميّة. إنّ الجوهر الأصلي لهذه المدرسة وتفكيرها، هو التفكير ذاته في مدرسة بغداد، حيث تجلّى في مراحل هذه المدرسة المختلفة وعند مختلف علمائها. وعلى الرغم من أنّ بعض علماء هذه المدرسة كان لهم اتّجاه روائي، وقد هاجموا في أعمالهم الأسلوب الكلاميّ لمدرسة بغداد، فإنّهم في نهاية المطاف أخذوا يبيّنون أفكار مدرسة بغداد ولكن بعد صبّها في بوتقه الحديث، ولم يؤسّسوا لتفكيرٍ جديد. ومن هنا يمكن عدّ المدرسة الكلاميّة في الريّ امتدادًا للمدرسة الكلاميّة في بغداد، مع فارق أنّ كثيرًا من عناصر تلك المدرسة صارت تعرض بعد تغليفها بالروايات، وهذا الأسلوب هو الذي يميّز مدرسة الريّ من مدرسة بغداد. ومن هنا يمكن عدُّ مدرسة الريّ مدرسةً كلاميّةً، وأنّها لا تختلف عن المدرسة الكلاميّة في بغداد إلّا في الأسلوب والمنهج.

نسعى في هذه المقالة ــ من خلال قراءة الفضاء التاريخيّ لمدينة الريّ في القرنين الخامس والسادس للهجرة، وبحث الآراء الكلاميّة للمتكلّمين في هذه المدرسة ــ إلى تقديم تقريرٍ عن المناخ الكلاميّ الموجود في الريّ، وبيان الأسلوب الكلاميّ لهم، والاختلافات المحتملة في هذا الشأن. ومن أجل تحديد المنهج والأسلوب الكلامي لهم، بحثنا المسائل الاختلافيّة بين أصحاب المنهج العقليّ وأصحاب المنهج النقليّ، من قبيل: بحث العوالم السابقة، وعلم الله وإرادته، والقضاء والقدر والبداء في آراء العلماء المؤثّرين، وبذلك يتمّ العمل على استنباط منهجهم الكلامي.

الحاضنة السياسيّة والاجتماعيّة لمدينة الريّ في القرنين الخامس والسادس للهجرة
شهد القرنان الخامس والسادس للهجرة حضورًا لدولتين، وهما: الدولة الغزنويّة، والدولة السلجوقيّة؛ فقد حكم الغزنويّون حتى أواسط القرن الخامس للهجرة، وبسطوا سلطانهم على شرق إيران ومنطقة الريّ.
إن الأحداث التي وقعت قبل وصول السلاجقة، تعود إلى النصف الأوّل من القرن الخامس للهجرة، إذ تزامنت مع ظهور المدرسة الكلاميّة في بغداد. يجب اتباع أثر الشرائط السياسيّة / الاجتماعيّة لمدينة الريّ، في عصر المدرسة الكلاميّة لها من بداية ظهور السلاجقة وحكم طغرل بك.

إنّ ظهور مدرسة الري قد تزامن ـ من الناحية التاريخيّة ـ مع بسط السلاجقة الأتراك سلطتهم في شرق البلاد الإسلاميّة، الذين أخذوا بالتدريج يوسّعون من الرقعة الجغرافيّة لدولتهم، وفي عام 447 للهجرة، تمكّن طغرل بك من اجتياح بغداد، وإعادة الخليفة العبّاسي إلى عاصمة الخلافة مجدّدًا. وبعد استيلاء السلاجقة على الحكم ـ وكانوا من الذين أسلموا حديثًا واعتنقوا المذهب الحنفي ـ  فقَدَ الشيعةُ ما كانوا ينعمون به من الهدوء النسبيّ على مدى سنواتٍ في ظلّ حكم آل بويه، وعاد الضغط وتشديد الوطأة على الشيعة مرّة أخرى. وقد أصدر عميد الملك الكندري[3] ـ وزير طغرل بك ـ أمرًا بلعن الشيعة والأشاعرة من فوق المنابر، ومهّد الأرضيّة لتضييق الخناق على الشيعة، وإثارة الصراعات المذهبيّة[4].

بعد مقتل عميد الملك سنة 456 للهجرة، استوزر نظام الملك[5] لألب أرسلان[6]، ومن بعد لملكشاه[7].[8] وقد قام نظام الملك بإعادة علماء الأشاعرة والشافعية، من أمثال: إمام الحرمين الجويني[9]، وأبي القاسم القشيري[10] ـ بعد أنْ تمّ إجلاؤهما من الوطن في عهد عميد الملك ـ من المنفى إلى أرض الوطن[11]، لكنّ سياسة الضغط وتضييق الخناع على الشيعة قد استمرّت حتى نهاية وزارة نظام الملك، إلى أنْ قام شخصٌ من الفرقة الإسماعيليّة واغتاله في العاشر من شهر رمضان سنة 485 هـ[12]. كما وقد مات ملكشاه في النصف من شوال في العام نفسه في بغداد[13]. وبعد موت ملكشاه، احتدم الصراع بين الأمراء على السلطة، وعصفت النزاعات الداخليّة، وآلَ حكم السلاجقة إلى الضعف، وتم تقسيم الدولة بين الأمراء، وظهر بذلك سلاجقة الروم وسلاجقة العراق[14]. واستمر هذا الوضع بجميع منعطفاته وتعرّجاته إلى نهاية عصر السلاجقة ومقتل طغرل الثالث[15] سنة 590 للهجرة[16].

ومن الناحية الاجتماعيّة فقد كانت مدينة الريّ تتشكل من طوائف وفرقٍ مختلفة، مثل: الشوافع، والأحناف، والشيعة، وكان من شأن أدنى حادثةٍ صغيرةٍ أنْ تؤدي إلى تفجير الوضع واندلاع نزاعاتٍ طائفيّة على نطاقٍ واسع. ولمّا كان السلاجقة أنفسهم على المذهب الحنفي؛ فقد سعوا ما أمكنهم إلى اتّخاذ أئمة الجماعات في المساجد، والخطباء في المنابر، والقضاة في المحاكم من بين الأحناف، وعمدوا إلى استعمالهم في مدة حكمهم. ولاحقًا عندما وصل نظام الملك إلى منصب الوزارة ــ وكان شافعيًا ــ أخذ بالتدريج يستعمل علماء الشافعيّة في مناصب الدولة أيضًا[17].
وفي النصف الثاني من القرن الخامس للهجرة إلى السنوات الأولى من القرن السادس للهجرة، لم نشهد سوى قليلٍ من الآثار الكلاميّة للشيعة في هذه المرحلة، ويعود السبب في ذلك إلى استمرار الضغوط الشديدة من قبل أجهزة الحكم ضد الشيعة، ولا سيّما من قبل أمثال عميد الملك ونظام الملك، ولكن لمّا آلت السلطات في مركز القرار إلى الضعف في نهاية هذا القرن، فقد تغيّر الوضع، وتمّ تأليف كثيرٍ من الكتب الكلاميّة وغير الكلاميّة في هذه المدرسة في منتصف القرن السادس للهجرة. وفي هذه المدّة لا ينبغي أنْ نتجاهل دور الوزراء الشيعة ونفوذهم في أجهزة السلطة، ودولة السلاجقة[18].

وينبغي عدّ السنوات الأولى من القرن السادس للهجرة بداية مرحلة ازدهار الشيعة بعد سنواتٍ من الضغط والعنت، إذ تزامنت بداية هذه المرحلة مع بداية ظهور المدرسة الكلاميّة في الريّ. وكان من شأن تأليف كثيرٍ من الكتب في العقائد والحديث ولا سيّما في المناقب، أنْ يعكس ردّة فعل العلماء في مدرسة الريّ تجاه الظروف والضغوط التي مورست ضد المجتمع الشيعي.

بداية (الطبقة الأولى)
إنّ التعريف بالتاريخ الدقيق لتأسيس هذه المدرسة الكلاميّة في غاية الصعوبة، ولكن بالنظر إلى القرائن والشواهد المتوفّرة، هناك احتمالٌ كبيرٌ أنْ تكون النواة الأولى لهذه المدرسة قد بدأت بالظهور بعد وفاة الشيخ الطوسي، وفي حياة نجله أبي علي. إنّ تاريخ وفاة أبي علي الطوسي غير معلوم، ولكن بالنظر إلى رواية عماد الدين الطبري عنه سنة 511 للهجرة، فليس هناك من شكّ في أنّه كان على قيد الحياة في هذه السنة[19].

ومن ناحيةٍ أخرى لم تكن لمدينة الريّ ــ حتى رحيل الشيخ الصدوق ــ حوزةٌ علميّةٌ مستقلّة، وإنّما كانت حوزة الريّ تابعةً لمدرسة قم. وكانت الآراء الكلاميّة للشيخ الصدوق ـــ من بين آثاره الكثيرة ـــ تشهد بتفكيره القمّي في المسائل الكلاميّة[20]. وبعد رحيل الشيخ الصدوق سنة 381 (أو 385 هـ)، واشتهار الشيخ المفيد في أواخر القرن الهجري الرابع، شدّ كثيرٌ من علماء الشيعة ــ ومن بينهم علماء من مدينة الريّ ــ رحالهم إلى بغداد، وصاروا يأخذون العلم من الشيخ المفيد ومن السيّد المرتضى. إنّ هؤلاء العلماء الذين عادوا إلى مدينة الريّ لاحقًا، كانوا هم الذين نقلوا التراث الكلامي من بغداد إلى الريّ؛ لذا فإنّ صياغة الشكل الأصلي لمدرسة الريّ الكلاميّة، إنّما تعود إلى هؤلاء الأشخاص.
ويمكن تقسيم المتكلّمين في الريّ إلى ثلاث طبقات: الطبقة الأولى هم المؤسّسون لمدرسة الريّ وتلاميذ مدرسة بغداد، والطبقة الثانية تتألّف من تلاميذ هؤلاء الأشخاص أو أساتذة الطبقة الثالثة، وأمّا الطبقة الثالثة التي تمثّل الجيل الأخير من المتكلّمين في مدرسة الريّ الكلاميّة فهم تلاميذ الطبقة الثانية، وإنّ أهمّ الآثار الكلاميّة التي وصلت إلينا من هذه المدرسة تعود إلى هذه الطبقة الثالثة. وبطبيعة الحال فإنّ هذا النوع من التقسيم لطبقات المتكلّمين الشيعة قد تعرّض للنقض في بعض الموارد؛ فقد نجد شخصًا عمّر طويلًا وتمكّن بذلك من معاصرة طبقتين، أو أنْ يكون شخصٌ من الطبقة الثانية قد روى عن مشايخ الطبقة الأولى. وفيما يلي سوف نتعرّض إلى الشخصيّات البارزة في كلّ واحدةٍ من هذه الطبقات من بين المتكلّمين الشيعة في مدرسة الريّ الكلاميّة، ونبحث في دور كلّ واحدٍ منهم في هذه المدرسة الكلاميّة.

الطبقة الأولى
جعفر بن محمد الدوريستي
كان جعفر بن محمّد الدوريستي من علماء الريّ، وقد روى الحديث عن الشيخ الصدوق بوساطة والده[21]. وقد عدّه الشيخ منتجب الدين [بن بابويه] في فهرسته من تلاميذ الشيخ المفيد والسيّد المرتضى[22]. كما أنّه في إجازة الشهيد، قد نقل جميع كتب الشيخ المفيد، والسيّد المرتضى، والسيّد الرضي[23]. وبناءً على رواية ابن حمزة الطوسي، فقد كان جعفر بن محمّد الدوريستي في سنة (401 هـ)للهجرة حاضرًا في مجلس الشيخ المفيد[24]. وتاريخ وفاته غير معلوم أيضًا، ولكنّه ـ بالنظر إلى رواية عن ابن حمزة الطوسي ـ كان على قيد الحياة حتى عام 473 للهجرة. وقد نقل ابن حمزة في كتاب (الثاقب في المناقب)، روايةً عن نسخةٍ كتبها جعفر الدوريستي سنة 473 للهجرة بخطّ يده، مع ترجمته لها باللغة الفارسيّة[25]. وبالنظر إلى حضوره في مجلس درس الشيخ المفيد سنة 401 للهجرة، وكتابته روايةً في عام 471 للهجرة، يجب أنْ يكون الدوريستي من المعمّرين.

كما أنّ تلاميذ الدوريستي كانوا من كبار العلماء في مدرسة الريّ أيضًا. فقد كان بعض العلماء من أمثال: الفضل بن الحسن الطبرسي[26]، والسيّد المرتضى بن الداعي الحسنيّ الرازيّ مؤلِّف كتاب (تبصرة العوام)[27]، ومحمد بن إسماعيل المشهدي مؤلف كتاب (المزار)[28]. من بين هؤلاء العلماء. وقد كان للدوريستي بعض المؤلّفات، ولا يبعد أنْ يكون كتاب (الاعتقاد) واحدًا من كتبه الكلاميّة. وقد كان عبد الجبار المقري الرازي راويةً لآثاره[29]. وبالنظر إلى مشايخ الدوريستي وتلاميذه، يجب أن نعدّه على رأس سلسلة رواية التراث الحديثيّ والكلاميّ من بغداد إلى الريّ.

الحسن بن الحسين بن بابويه
الحسن بن الحسين بن بابويه، ويُعرف بـ (شمس الإسلام) و(حسكا)[30] القمّي، جدّ الشيخ منتجب الدين الرازي. وطبقًا لتقرير منتجب الدين، فإنّ الحسن بن الحسين قد قرأ جميع كتب الشيخ الطوسي في النجف على الشيخ. كما قرأ جميع آثار سلار بن عبد العزيز وابن برّاج، عليهما أيضًا[31].
وكانت له آثار ومؤلّفات في الفقه، نقلها منتجب الدين بأجمعها عن ابن بابويه بوساطة والده[32]. فقد قام نجل ابن بابويه واسمه عبد الله ــ وهو والد منتجب الدين ــ برواية جميع مسموعات والده وقراءاته على مشايخ بغداد[33]. وطبقًا لتقرير منتجب الدين، فإنّ جدّه شمس الإسلام كان يسكن الريّ[34]. وقد قام عماد الدين الطبري الآملي ــ وهو من علماء الريّ ــ بنقل الحديث عن ابن بابويه في كتاب (بشارة المصطفى) كثيرًا، وفي أغلبها ذكر تاريخ سماع الحديث ومكانه أيضًا. وإنّ عبارات من قبيل: (الشيخ الإمام)، و(الشيخ الرئيس)، و(الشيخ الزاهد)[35]، تشير إلى مقامه العلمي ومكانته الاجتماعيّة السامية. لقد سمع الطبري هذه الروايات في الريّ سنة 510 للهجرة. إنّ هذا التاريخ يعني أنّ التراث الحديثيّ والكلاميّ لمدرسة بغداد قد عاد في هذه السنة وفي عصر أبي علي الطوسي إلى الريّ، وأخذ بالانتشار. وبالنظر إلى هذا النوع من الشواهد، لا يعدّ ادّعاء تأسيس النواة الأوليّة لمدرسة الريّ في حياة أبي علي الطوسي، جزافًا.

أحمد بن حسين الخزاعي النيسابوريّ
كان أحمد بن حسين الخزاعي النيسابوريّ، تلميذًا للسيّد الرضي والشيخ الطوسي[36]. ولم يتّضح تاريخ وفاته، ولكن بالنظر إلى تاريخ وفاة نجليه[37]، يُحتمل أنْ يكون قد توفي قبل عام 450 للهجرة. وقد عبّر عنه منتجب الدين بلقب (الحافظ)، وذكر من بين آثاره: الأمالي، وعيون الأحاديث، والروضة في الفقه والسنن، والمفتاح في الأصول والمناسك[38]. وبالنظر إلى أنّهم كانوا في القرنين الخامس والسادس للهجرة، يطلقون مصطلح الأصول على الكتب الكلاميّة ـ كما هو الحال بالنسبة إلى كتاب (الفائق في أصول الدين) ـ لا يبعد أنْ يكون كتاب (المفتاح) كتابًا في علم الكلام أيضًا.

أبو سعيد محمّد بن أحمد الخزاعي النيسابوريّ
أبو سعيد محمّد بن أحمد الخزاعي المعروف بـ (المفيد النيسابوريّ)، كان هو الآخر من علماء الريّ، وقد وصفه منتجب الدين بـ (الثقة) و(العين) و(الحافظ)، وذكر له بعض الأعمال، وأكثرها في علم الحديث[39]. إنّ تاريخ وفاة أبي سعيد غير معلوم، ولكن بالنظر إلى رواية في كتاب (الأربعين) نقلها في قم، عن عبد العزيز بن محمد، في ذي الحجة الحرام من سنة 444 للهجرة، لا يكون هناك شكّ في أنّه كان في تلك السنة على قيد الحياة. ليس هناك أيّ شاهدٍ على حضور أبي سعيد في بغداد، أو دراسته عند كبار العلماء في بغداد، ومع ذلك لا يمكن عدّه في زمرة الناشرين للتراث الحديثيّ والكلاميّ لبغداد في الريّ.

عبد الرحمن بن أحمد الخزاعي النيسابوريّ
عبد الرحمن بن أحمد الخزاعي، وهو الآخر يُعرف بـ (المفيد النيسابوري) أيضًا، كان شيخ الأصحاب وحافظًا للحديث في الريّ، وقد روى عن الشيعة والسنة. وكان تلميذًا للسيّد المرتضى، والسيّد الرضي، والشيخ الطوسي، وسلار، وابن البراج، والكراجكي. وكان له مؤلّفات في مناقب أهل البيت والمواعظ، ولكن لا يُرى أثر كلامي بين مؤلّفاته[40]. وقد وصفه الذهبي، بالمحدِّث، والحافظ، والمستأنس بكتب الحديث، وذكر أنّ تاريخ وفاته كان في عام 485 هـ[41]. وبطبيعة الحال يجب عدّه ــ بالنظر إلى عبارات منتجب الدين ــ أستاذًا لعلماء الطبقات اللاحقة في الريّ.

عبد الجبّار المقري الرازي
كان عبد الجبّار المقريّ الرازي من تلاميذ الشيخ الطوسي، وسلار بن عبد العزيز، والقاضي ابن البرّاج، وقد قرأ عليه جميع تصانيف الشيخ الطوسي. وبالنظر إلى عبارة منتجب الدين الذي وصفه بـ (فقيه الأصحاب بالريّ)، وكذلك بالنظر إلى عدم رواية الآثار الكلامية عنه، لا يمكن عدّه من المتكلّمين والمؤسّسين للمدرسة الكلاميّة في الريّ[42].  وإن كانت قراءة جميع مؤلّفات الشيخ الطوسي عليه، وحضوره في الريّ، يمكن أن يكون شاهدًا على انتقال التراث الكلامي من بغداد إلى الريّ، كما قال منتجب الدين الرازي في هذا الشأن: إنّ جميع الطلاب من السادة والعلماء، قد درسوا عنده[43].

بالنظر إلى الشواهد التي تقدّم ذكرها، فإنّ جميع الشخصيّات المذكورة آنفًا، كانت من الطبقة الأولى للمدرسة الكلاميّة في الريّ، وإنّ انتقال التراث الكلاميّ لبغداد إلى الريّ بوساطتهم أمرٌ ثابتٌ وقطعي، بيد أنّ النقطة الأصليّة هي أنّ مجرّد انتقال التراث الكلاميّ لا يمكن أنْ يجعل من الريّ مدرسةً كلاميّةً مستقلّة، بل إنّ الذي يجعل من منطقةٍ جغرافيّةٍ ما مدرسةً كلاميّةً هو الإبداع في المحتوى والأسلوب. لم يصل إلينا شيءٌ من الآثار الكلاميّة عن هذا الجيل من المتكلّمين في الريّ، وجميعهم من المتعلّمين في مدرسة بغداد، بحيث يمكن التعرّف في ضوئه على أساليبهم وطرقهم الكلاميّة، ولكن بالنظر إلى الآثار الكلاميّة للأجيال اللاحقة لمدرسة الريّ الكلاميّة ــ وجميعهم من تلاميذ هؤلاء الأشخاص ــ يمكن لنا أنْ نحدس بأنّ الأسلوب والمنهج الكلامي للجيل الأوّل من علماء الريّ كان مثل المنهج والأسلوب الكلاميّ الذي سار عليه تلاميذهم أيضًا. وفي البين يمكن العثور على بعض آرائه الكلاميّة في كتابٍ موجودٍ لأحد تلاميذ الشيخ الطوسي.

محمد بن علي الفتّال النيسابوري
يُعدّ محمّد بن علي الفتّال النيسابوري من العلماء والمتكلّمين في القرنين الخامس والسادس للهجرة، ومن طبقة المؤسّسين لمدرسة الريّ. وقد روى ابن شهر آشوب أكثر آثار الشيخ الطوسي، من طريق ثلاثةٍ من العلماء بطريقة السماع والقراءة والمناولة والإجازة، وكان الفتّال النيسابوريّ واحدًا منهم[44]. كان يُكنى بـ (أبي علي الفارسي)، وقد قرأ بنفسه كتابَي (التنوير في معاني التفسير)، و(روضة الواعظين وبصيرة المتعظين)، على ابن شهر آشوب[45]. وقد عبّر عنه منتجب الدين الرازي بـ (الثقة) ممّا يدلّ على اعتماده الكامل عليه[46]. وقد وصفه منتجب الدين في موضعٍ آخر من كتابه بـ (الشيخ الشهيد)، وقال بأنّ اسمه محمّد بن أحمد الفارسي صاحب كتاب (روضة الواعظين)[47]. وقد ذهب ابن داود في رجاله إلى عدِّ الفتّال النيسابوريّ متكلّمًا تقيًّا، وقد قتله أبو المحاسن عبد الرزاق الملقّب بـ (شهاب الإسلام) (ابن شقيق نظام الملك)، ورئيس نيسابور[48]. لا توجد هناك معلومات حول أسباب قتله، بيد أنّ جميع المصادر تشير إلى أنّ تاريخ وفاته كان في عام 508 هـ، في نيسابور[49].
ومن بين مشايخه أبو الحسن المطهّر بن أبي القاسم الملقّب بـ (المرتضى)، وعبد الجبار المقري، بالإضافة إلى الشيخ الطوسي[50]. وبالنظر إلى تتلمذه على يد الشيخ الطوسي يكون حضوره في بغداد قطعيًا، ولكن هناك شواهد أخرى تؤيّد حضوره في الريّ أيضًا. من ذلك أنّ ابن حجر قد شاهد اسم الفتّال النيسابوري في تاريخ الريّ من آثار ابن بابويه[51]. يُضاف إلى ذلك أنّ المطهَّر بن أبي القاسم المرتضى ـ أستاذ الفتّال ـ قد أمضى مدّةً من الزمن في الريّ أيضًا[52]. وكتابه في التفسير هو (التنوير في معاني التفسير)، والذي ذكره عبد الجليل القزويني الرازي في مواضع مختلفة من كتابه إلى جانب (التبيان) للشيخ الطوسي، و(روض الجنان) لأبي الفتوح، وأثنى عليه[53].

يمكن استخراج الأفكار الكلاميّة للفتّال النيسابوري من كتاب (روضة الواعظين وبصيرة المتّعظين)؛ فإنّه في هذا الكتاب ـ وإنْ كان بصدد نقل الآيات والروايات في كلّ مسألة ـ في مقام البحث والاستدلال العقلي على طريقة المتكلّمين في بغداد، وبيان شواهد ذلك في الآيات والروايات. وهو في باب النظر والمعرفة لم يَعدّ كلام المتكلّمين في هذا الباب خارجًا عن الآيات والروايات، وقال بوجوب النظر والمعرفة الاكتسابيّة[54]. وإنّه لا يعدّ الله سبحانه وتعالى مريدًا للقبائح، لأنّه يرى ذلك ـ مثل البغداديين ـ صفةَ نقص[55]. كما أنّه ينكر القضاء والقدر التكوينيّ في أفعال الإنسان؛ وذلك لأنّ أفعالنا هي فعلنا، وصدور الفعل من فاعلين محال. كما أنّه يرفض عموميّة القضاء والقدر في أفعال الإنسان، ومن بينها المعاصي[56].

وبنحوٍ عامٍّ يمكن عدّ الفتّال النيسابوريّ متكلّمًا عقلانيًّا وتابعًا لمدرسة بغداد، وإنْ كان بلحاظ الأسلوب وبيان المطلب يُشير إلى كثيرٍ من الآيات والروايات بوصفها مؤيّدات لنظريّته، فيبدو في النظرة الأولى متكلّمًا نقليًّا، بيد أنّ جوهره الأصلي يتمثّل في كلام مدرسة بغداد.

الطبقة الثانية
إنّ الطبقة الثانية من العلماء والمتكلّمين في الريّ، تتألف من تلاميذ العلماء والمتكلّمين في الطبقة الأولى، وإنّ آثار هؤلاء العلماء والمتكلّمين من الطبقة الثانية موجودةٌ إلى حدٍّ ما. وليس من الصعب العثور على هؤلاء العلماء والتعرّف عليهم من خلال البحث والتنقيب في المصادر الروائيّة. وفيما يأتي سوف نتعرّض إلى التعريف ببعض هؤلاء العلماء:

مرتضى بن الداعي الحسنيّ[57]
مرتضى بن الداعي الحسنيّ مؤلّف كتاب (تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام)، وهو من تلاميذ الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي[58]. وفي تصريح منتجب الدين الرازي، أنّ كلًّا من مرتضى ومجتبى هما نجلان للداعي الحسنيّ، وأنّه قد أدركهما ورآهما ودرس عندهما. وقد قام هذان الشقيقان بنقل جميع مرويات وآثار عبد الرحمن الخزاعي النيسابوريّ إلى منتجب الدين الرازي[59].
إنّ كتاب (تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام) كتابٌ كلاميّ، وقد اشتمل على مقالات الفِرق المختلفة، ومن بينهم الفلاسفة، والمعتزلة، والمرجئة، وغيرها من الفرَق الأخرى. وهو كتاب باللغة الفارسيّة ويشتمل على ستةٍ وعشرين بابًا، وقد اختصّ الباب الحادي والعشرون والباب السادس والعشرون[60] منه ببيان مقالات الشيعة الإماميّة. إنّ الأدبيات الكلاميّة الحاكمة في هذا الكتاب هي الأدبيّات الكلاميّة الخاصّة بالمدرسة البغداديّة. وفي معرض بحث حدوث العالم هاجم الدهريين والفلاسفة، وعدّهم من القائلين بقدم العالم[61]. كما أنّه من القائلين بالصفات الذاتيّة لله (عزَّ وجلَّ)، وأنكر وجود الصفات الزائدة على الذات[62]. وقال إنّ الله سبحانه وتعالى مريدٌ بإرادةٍ مُحدَثة، وإنّ علمه بالأشياء علمٌ أزليّ وذاتيّ، خلافًا لابن الراوندي الذي قال بأنّ علم الله حادث[63]. وهو يرى أيضًا أنّ معرفة الله في الدنيا اكتسابيّة، ويمكن الحصول عليها بالعقل والتفكير[64]. كما أنّه لم يرتضِ رأيَ هشام بن الحكم في بعض الموارد، وعدّها مماثلةً للآراء الكلاميّة للنظّام وابن الراوندي[65].

الفضل بن الحسن الطبرسي
الفضل بن الحسن الطبرسي، من تلاميذ الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي[66]، وقد ترك خلفه كثيرًا من الآثار، ومن بينها: مجمع البيان [في تفسير القرآن]، وكتاب الوسيط، والوجيز، وتاج المواليد والآداب الدينيّة. وقد أدركه تاج الدين الرازي ورآه، وقرأ عليه بعض آثاره[67].

بالنظر إلى الآثار المتبقية للطبرسي، يجب عدّه واحدًا من مشايخ الحديث، ولكن بعد شيءٍ من التأمّل في كتاب (مجمع البيان) ندرك تبعيّته الفكريّة لمدرسة بغداد في بعض المسائل الخلافيّة. فقد ذهب في تفسير قول الله سبحانه وتعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ[68]، إلى القول بأنّ معرفة الله اكتسابيّةٌ وواجبةٌ بدليل العقل، وحكم ببطلان ما ذهب إليه أصحاب المعارف في باب اضطراريّة المعرفة[69]. كما ذهب في باب البداء في تفسير قوله تعالى: بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ[70]، وفي البحث اللغوي، إلى القول بأنّ: (بدا يبدو بدوًا) بمعنى ظهر، و(فلان ذو بدوات)؛ إذا بدا وظهر له الرأي بعد الرأي[71]. وقال بعد ذلك: «والبداء لا يجوز على الله سبحانه وتعالى؛ لأنّه العالم بجميع المعلومات لم يزلْ ولا يزال»[72]. وفيما يتعلّق بالعوالم السابقة أورد بعض الأقوال المختلفة وأشكل على القول بعالم الذر، الأمر الذي يحكي عن عدم قبوله بهذا القول[73].

ابن شهر آشوب المازندراني
ابن شهر آشوب المازندراني المتوفى سنة 588 للهجرة، من العلماء والمتكلّمين، ومن المعمّرين، وقد سجّل حضورًا في الطبقتين الثانية والثالثة من علماء الريّ. وفي ضوء رواية ابن المشهدي كان ابن شهر آشوب تلميذًا لعبد الجبّار المقري الرازي[74]. وإنّ انتماءه إلى الحديث يتّضح من كثرة الطرق والإجازات في بداية كتاب (مناقب آل أبي طالب)[75].
إنّ ابن شهر آشوب ـ بالإضافة إلى نقله عن مشايخ الشيعة ـ قد نقل عن كثيرٍ من مشايخ أهل السنة أيضًا، كما أجاز كثيرًا منهم في نقل الحديث[76]. كما ورد الكلام عن ابن شهر آشوب في الكتب الرجاليّة لأهل السُّنّة بوصفه عالمًا كاملًا في الفقه، وفي علم القراءات، والتفسير، والأصول، وأنّه كان يقصده كثيرٌ من الطلّاب من مختلف الأقطار للاستفادة من علمه[77]. وكان في أيام خلافة المقتفي لأمر الله العباسي مقيمًا في بغداد، وكان له مجلس وعظٍ هناك. وفي واحدةٍ من تلك المجالس حضر الخليفة منبرَ وعظه وأُعجب به، فخلع عليه خلعة[78]. وبالنظر إلى أنّ خلافة المقتفي بأمر الله قد بدأت من عام 530 إلى 555 للهجرة[79]، فقد كان ابن شهر آشوب مقيمًا في بغداد ضمن هذه الأعوام. وقد توفي سنة 588 للهجرة في مدينة حلب عن عمر ناهز التاسعة والتسعين سنة[80]. وبالنظر إلى عدم وجود روايةٍ عن إقامته في مدينة أخرى غير مدينة حلب، يحتمل قويًا أنّه بعد بغداد سافر إلى حلب وأقام هناك إلى آخر عمره.

ومن بين آثاره يوجد كتاب (مناقب آل أبي طالب)، وكتاب (متشابه القرآن ومختلفه)[81]، وهما يعكسان كثيرًا من أفكاره وآرائه الكلامية. إنّ بحث تلك الطائفة من المسائل الكلاميّة التي اختلف فيها البغداديّون مع الكوفيين، تحكي عن انتصاره لآراء البغداديين، وهي مسائل من قبيل: العوالم السابقة، وعلم الله سبحانه وتعالى، والإرادة والمشيئة الإلهيّة، والقضاء والقدر[82]. وعلى هذا الأساس يجب عدّه في زمرة المتكلّمين العقلانيين، وأنّه كان متعلقًا بالحديث كثيرًا، وقد استند إلى كثيرٍ من الآيات والروايات في إثبات آرائه الكلاميّة.

محمّد بن الحسن المقري النيسابوريّ
محمّد بن الحسن المقري النيسابوريّ، مؤلِّف كتاب (التعليق)، وأستاذ قطب الدين الراوندي المتوفى سنة 573 للهجرة، والذي ينتمي إلى الطبقة الثانية[83]. اسمه الكامل قطب الدين أبو جعفر محمّد بن الحسن المقري النيسابوريّ. لم يتمّ تحديد تاريخ ولادته ولا تاريخ وفاته، ولكن بالنظر إلى بعض القرائن[84]، يحتمل أنْ يكون قد تُوفِّي ما بين عامي 520 و550 للهجرة.

وقد ذكر عبد الجليل القزوينيّ الرازي في كتاب (النقض)، أنّه كان ساكنًا في قم، وله فضلٌ ومنزلةٌ كاملة[85]. وقد نقل الراوندي في كتاب (الدعوات) روايةً عن المقري النيسابوريّ، وهو بدوره نقلها عن أبي علي الطوسي، تدلّ على دراسته على يد أبي علي الطوسي[86]. إنّ كتاب (التعليق في علم الكلام) كتابٌ كلاميّ على طريقة الاستدلال العقليّ، ولا يختلف كثيرًا عن الآثار الكلاميّة للشيخ الطوسي والسيّد المرتضى. وفيما يتعلّق بمعرفة الله قال بأنّها اكتسابيّة، كما قال بوجوب النظر لتحصيل المعرفة[87]. كما أنّه يرى في باب الإرادة أنّ الله مريدٌ بإرادةٍ محدَثةٍ لا في محلّ[88].
وفي باب خلق الأفعال قال بأنّ الإنسان فاعلٌ لأفعاله، ولم يقلْ بوجود مؤثّرٍ آخر لهذه الأفعال[89]. كما قال بوجوب اللطف[90]، وعدَّ البداء محالًا على الله سبحانه وتعالى[91]. وبالنظر إلى هذه الأبحاث والمسائل الكلاميّة الكثيرة ــ التي سبقت الإشارة إليها في كتاب (التعليق في علم الكلام) ــ يجب عدّ المقري النيسابوريّ مرآةً صادقةً تعكس كامل التفكير الكلاميّ في مدرسة الريّ.

عماد الدين الطبري
عماد الدين الطبري مؤلِّف كتاب (بشارة المصطفى لشيعة المرتضى)[92]، وهو من علماء القرن السادس للهجرة، ولكن مع ذلك فقد روى في كثيرٍ من الموارد عن أبي علي الطوسي وهو أستاذ الطبقة الأولى. وقد ألقى أبو علي الطوسي هذه الروايات في النجف الأشرف ما بين عامي 510 ـ 511 للهجرة على عماد الدين الطبري[93]. إنّ تاريخ وفاة الطبري غير معلوم، ولكن بالنظر إلى رواية ابن المشهدي عنه في النجف الأشرف سنة 553 للهجرة، يتّضح لنا من دون شكّ أنّه كان على قيد الحياة في تلك السنة[94].

لقد كان عماد الدين الطبري سنة 510 و511 و516 في النجف الأشرف، وقد روى عن أشخاص من أمثال: إبراهيم بن الحسين بن ورقاء، وأبي علي الطوسي، وأحمد بن محمد بن شهريار الخازن[95]، وقد روى الحديث سنة 553 للهجرة في ذلك المكان أيضًا[96]. وقد سمع الحديث عن الحسن بن الحسين بن بابويه في الريّ سنة 510 للهجرة، وعن محمّد بن عبد الوهاب الرازي سنة 516 للهجرة في الريّ أيضًا[97]. كما سمع الحديث في مسقط رأسه آمل، عن يحيى بن محمد الجوّاني الطبري سنة 509 للهجرة، وعن إسماعيل بن أبي القاسم الديلمي سنة 520 للهجرة أيضًا[98]. كما كانت هناك أسفار للطبري إلى نيسابور أيضًا، ونقل الحديث ما بين عامي 514 و524 للهجرة، عن محمد بن أبي الحسن بن عبد الصمد التميمي[99]. إنّ هذه الروايات والتقريرات المذكورة تحكي عن الأسفار الكثيرة للطبري إلى مختلف المدن من أجل سماع الحديث وأخذه، وكانت ذروة هذا النشاط تعود إلى الأعوام ما بين 510 إلى 530 للهجرة.
وقد ذكر منتجب الدين الرازي في الفهرست على هامش اسم الطبري وعند التعريف به أنّه فقيهٌ ثقة، وأنّه من تلاميذ أبي علي الطوسي. إنّ قطب الدين الراوندي من علماء الطبقة الثالثة في الريّ، ومن تلاميذ الطبري، ونقل رواياتٍ الطبري إلى منتجب الدين الرازي[100]. وقد كان أستاذاه أحمد بن محمد بن شهريار الخازن، ومحمد بن أبي الحسن بن عبد الصمد، فقيهين أيضًا[101]. ليس هناك تقرير يثبت أنّ الطبري كان متكلّمًا، وليس بأيدينا أثرٌ كلاميّ عنه، وليس هناك سوى أنّ بعض مشايخه، من أمثال: الحسن بن الحسين بن بابويه، وأبي علي الطوسي، كانوا من متكلّمي الإماميّة، ومن تلاميذ كبار مدرسة بغداد الكلاميّة، الأمر الذي يمكن أنْ يشكّل شاهدًا على كون الطبري متكلّمًا أيضًا. على الرغم من عدم وجود أثرٍ كلاميّ عنه في متناول أيدينا، كي نتمكّن من خلاله أنْ نستخرج أسلوبه ومنهجه الكلامي. وعلى الرغم من تتلمذ قطب الدين الراوندي على يد الطبري الذي كان من علماء الريّ ومخالفًا للتيّار الكلامي كان أمرًا شائعًا، يمكن أنْ يكون شاهدًا على وجود مثل هذه الأفكار لدى أستاذه أيضًا.

يوجد في هذه الطبقة نفسها شخصٌ اسمه الحسين بن المظفّر بن علي الحمداني، كان تلميذًا للشيخ الطوسي في النجف على مدى ثلاثين سنة، وقد قرأ جميع كتب الشيخ عليه. وقد كان ساكنًا في قزوين، وقد روى ابن المشهدي جميع آثاره[102]. إنّ دراسته على يد الشيخ الطوسي تجعله ضمن الطبقة الأولى، ولكن بالنظر إلى نقل ابن المشهدي عنه ــ وهو من علماء الطبقة الثالثة ــ يجعله من علماء كلتا الطبقتين (الأولى والثانية)، الأمر الذي يحتمل معه أن يكون من المعمّرين. وبالنظر إلى نشاط الإسماعيليّة في تلك المرحلة وبداية دعوة حسن الصبّاح[103] وغيره من دعاة الإسماعيليّة في قزوين وما حولها من المناطق التي كانت تشكل معاقل للباطنيّة، فقد ألّف كتابًا بعنوان (هتك أستار الباطنيّة) في الردّ على الباطنيّة.

الحسين بن علي بن محمّد الخزاعي
الحسين بن علي بن محمّد الخزاعي، الملقّب بأبي الفتوح الرازي، هو واحد من العلماء الآخرين في هذه الطبقة. ومن مؤلّفاته الكتاب الشهير [في التفسير]: (روض الجِنان وروح الجَنان)، وكذلك: (روح الأحباب وروح الألباب في شرح الشهاب)، وقد قرأ عليه الشيخ منتجب الدين الرازي كلا هذين الكتابين[104]. جدّه أبو سعيد محمّد بن أحمد النيسابوري[105]. وهو من تلاميذ عبد الرحمن الخزاعي النيسابوريّ، وقد روى آثاره لمنتجب الدين الرازي[106].

يُعدّ تفسير روض الجنان ــ باللغة الفارسيّة ــ من الأعمال الخالدة لأبي الفتوح الرازي. وعلى الرغم من أنّ هذا الكتاب هو كتاب في التفسير، فإنّ بالإمكان أنْ نجد فيه الآراء الكلاميّة لأبي الفتوح الرازي أيضًا[107]. وقد كان من مشايخ ابن شهر آشوب، وقد أجاز له نقل كتاب (روض الجنان)[108].
إنّ أبا الفتوح الرازي عالمٌ متكلّمٌ على المنهج العقلي. وهو يرى أنّ إرادة الله سبحانه وتعالى حادثة، وينكر تعلّقها بالقبائح والمعاصي، كما أنّه يرى عدم صحّة حديث عالم الذر[109]، وأكّد عدم صحته بالأدلّة العقليّة والنقليّة أيضًا[110]. وقد ذهب أبو الفتوح إلى القول بأنّ البداء عبارةٌ عن النهي بعد الأمر، أو الأمر بعد النهي، وأنّه يتحقّق بشروطٍ أربعة، وهي: اتّحاد الفعل، والمكلّف، والوجه، والوقت. فإنْ انتفى واحدٌ من هذه الشروط، كان من مصاديق النسخ، وسوف يكون جائزًا في مثل هذه الحالة. وبالنظر إلى هذه الشروط الأربعة، سوف يكون البداء محالًا على الله سبحانه وتعالى؛ لأنّه عالم بتبعات الأمور وتداعياتها ومصالحها ومفاسدها[111].[112]

الطبقة الثالثة
إنّ الطبقة الثالثة من العلماء والمتكلّمين في مدينة الريّ، يمثّلون الجيل الأخير من علماء هذه المدرسة، إذ كانت الأعوام الأخيرة لكثيرٍ من هؤلاء العلماء قد اقترنت بتبلور المدرسة الكلاميّة في مدينة الحلّة، وازدهارها. إنّ الآثار الكلاميّة والروائيّة الواصلة إلينا من هذه المرحلة أكثر من تلك التي وصلتنا من المرحلتين السابقتين، وربما كان السبب في ذلك يعود إلى تخفيف الضغظ السياسيّ والاجتماعيّ على الشيعة فيها، بعد اجتياز مرحلةٍ بالغة في الجور والقسوة.

منتجب الدين الرازي
إنّ الشيخ منتجب الدين الرازي هو حفيد شمس الإسلام الحسن بن الحسين بن بابويه. ويعدّ كتاب (الفهرست)، وكتاب (الأربعين عن الأربعين) من الآثار الخالدة لابن بابويه. وقد ألّف كتابًا كبيرًا في تاريخ الريّ، ولكنه لم يصل إلينا. وقد نقل ابن حجر العسقلاني عن هذا الكتاب في لسان الميزان كثيرًا[113]. وفي بعض الموارد هناك تصريح من ابن حَجر نفسه بأنّه قد رأى هذا الكتاب، وأنّه قد نقل عنه[114]. كما أنّ الرافعي القزويني ـ وهو من تلاميذ الشيخ منتجب الدين الرازي ـ قد نسب إليه تاريخ الريّ، ولكنّه أضاف أنّه لم يجد الوقت والفرصة لتنقيحه وإعادة صياغته، ويرى أنّ نسخته الأصلية قد ضاعت بموته[115]. وبالنظر إلى تقرير ابن حجر العسقلاني عن هذا الكتاب بعد الرافعي القزويني بقرنين من الزمن، لا يكون ما قاله الرافعي بشأن ضياع هذا الكتاب مع وفاة مؤلِّفه صحيحًا.

وقد عدّه الرافعي القزويني قليلَ النظير في كثرة السماع والإجازة عن المشايخ وجمع الحديث في عصره، على الرغم من أنّ أسفاره الحديثيّة لم تكن كثيرة[116]. وقال في موضعٍ آخر إنّ أستاذه منتجب الدين كان بعيدًا عن مذهب التشيّع، وكان باحثًا عن الروايات الواردة في فضائل الصحابة التي تبالغ في الثناء على الخلفاء[117]. وبطبيعة الحال فإنّ هذا الكلام لا يعدو أنْ يكون مجرّد ادّعاء، وهناك كثيرٌ من الشواهد التي تدلّ على تشيّع منتجب الدين الرازي، وتبطل هذا الادّعاء. ويمكن لهذا الادّعاء أنْ يمثّل شاهدًا واضحًا على استمرار التقيّة من قبل العلماء في السنوات الأخيرة من القرن السادس للهجرة. وفي هذا الكتاب ورد تأريخ ولادة الشيخ منتجب الدين الرازي بسنة 504 للهجرة، وذكر أنّ تاريخ وفاته كان بعد عام 585 للهجرة[118].
وقد أشار منتجب الدين الرازي في بعض الموارد من فهرسته، إلى تتلمذه على يد بعض المتكلّمين والفقهاء من أمثال: الشيخ مرتضى، والشيخ مجتبى نجلَي الداعي الحسنيّ[119]. وإنّ أمين الإسلام الطبرسي قد قرأ عليه بعض آثاره[120]. وقد صرّح عبد الجليل بن أبي الفتح الرازي بإنّ منتجب الدين الرازي كان أستاذ علماء العراق في أصول الفقه وفي أصول الدين، وإن منتجب الدين قد قرأ بعض آثاره عليه[121]. وكان زين الدين علي بن محمد الرازي متكلّمًا شهيرًا في عصره، وقد درس منتجب الدين الرازي على يديه أيضًا[122]. لم نجد تقريرًا لأثرٍ كلاميّ كتبه الشيخ منتجب الدين الرازي، ولكن بالنظر إلى تتلمذه على يد كثيرٍ من المتكلّمين في ذلك العصر، يجب عدّه في زمرة المتكلّمين.

وفيما يتعلّق بمنهجه وأسلوبه الكلاميّ لا يسعنا أنْ نبدي رأيًا دقيقًا في هذا الشأن، ولكن يمكن العثور من بين الآثار ـ التي ألّفها الأساتذة الذين درس عندهم ـ على أسماء بعض الكتب، من قبيل: (مسائل في المعدوم)[123]، و(علوم العقل)[124]، و(مسألة الأحوال)[125]، التي تدلّ على المنهج العقلاني لأساتذته، وعليه يمكن أنْ نحتمل أنْ يكون للشيخ منتجب الدين الرازي مثل هذا المنهج أيضًا.

أحمد بن علي الطبرسي
يُعدّ أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي من العلماء المغمورين في مدرسة الريّ. وإنّ الأثر الوحيد الذي وصلنا منه هو كتاب (الاحتجاج). وقدّ عدّه ابن شهر آشوب أستاذًا له، وذكر من بين مؤلّفاته: (الكافي في الفقه)، و(الاحتجاج)، و(مفاخر الطالبية)، و(تاريخ الأئمّة)، و(فضائل الزهراء)، وكتاب (الصلاة)[126]. لقد روى الطبرسي في الاحتجاج عن أستاذه الشيخ مهدي بن أبي حرب الحسينيّ المرعشي مرارًا، وعبّر عنه بالعالم العابد[127]. وقد كان الشيخ مهدي بن أبي حرب الحسينيّ تلميذًا للشيخ جعفر الدوريستي[128] وأبي علي الطوسي أيضًا[129]. وبالنظر إلى مشايخ الطبرسي، هناك احتمال كبير أنْ تكون وفاته قد حدثت في النصف الثاني من القرن السادس للهجرة.
ذكر الطبرسي في بداية الاحتجاج أنّ الذي دعاه إلى تأليف هذا الكتاب هو ابتعاد الأصحاب من الإماميّة عن البحث والجدل، ونهي الأئمّة عن ذلك في ظنّهم، في حين أنّه يرى أنّ هناك كثيرًا من الروايات المأثورة عن النبي الأكرم J، والأئمة الأطهار% في المجادلة بحقّ مع المخالفين، وأنّ النهي الوارد عن الجدل والأبحاث الكلاميّة في بعض الروايات، إنّما يخصّ الجاهلين والقاصرين في الأبحاث الاعتقاديّة[130]. وهذا الرأي يتطابق مع رأي الشيخ المفيد في باب الروايات الناهية عن الكلام والجدل، وقد حمل الشيخ المفيد هذه الروايات على أولئك الذين لا يمتلكون المعرفة الكافية بعلم الكلام[131].

وهناك في العبارات الواردة في الخطبة الأولى من الكتاب ما يدلّ على الأسلوب والمنهج العقلي للطبرسي في الأمور الاعتقاديّة. ومن بين هذه العبارات ما ورد في قاعدة اللطف[132]،[133] وقبح التكليف بما لا يُطاق[134]، واستعمال المصطلحات الكلاميّة من هذا القبيل.

وبالإضافة إلى الشواهد المتقدّمة، ذكر الطبرسي في بيان رواية عن الإمام الرضا A في مناظرته مع سليمان المروزي في مسألة البداء، قائلًا: «ثم حضر مجلس المأمون، وجرى بينه وبين سليمان المروزي كلام في البداء؛ بمعنى الظهور لتغيّر المصلحة»[135]. إنّ هذا القسم من العبارة هو من بيان الطبرسي نفسه، وهي متطابقة مع رأي البغداديين في مسألة البداء. وقد ذكر الشيخ الصدوق هذه الرواية بدوره في كتاب (التوحيد) أيضًا، ولكنها لا تشتمل على هذه العبارة[136]، وعليه لا نشك في أنّ هذه العبارة إنّما هي من الشيخ الطبرسي نفسه. وبالنظر إلى مجموع هذه الشواهد، يمكن عدّ الطبرسي من أنصار علم الكلام على الاتّجاه العقلي، وأن كتاب الاحتجاج الذي هو كتاب على الاتجاه الروائي قد تمّ تأليفه لغرض إثبات أسلوب ومنهج الأئمة الأطهار %^في باب المناظرة والمجادلة مع المخالفين.

شاذان بن جبرائيل القمّي
أبو الفضل شاذان بن جبرائيل القمّي، من علماء النصف الثاني من القرن السادس، وأوائل القرن السادس للهجرة. وإنّ كتابَي (الروضة في فضائل أمير المؤمنين)، و(الفضائل) يعدّان من بين آثاره الخالدة. ولم يُشر في المصادر المتوفرة إلى تاريخ ولادته ولا إلى تاريخ وفاته، ولكن بالنظر إلى تتلمذه على يد عماد الدين الطبري [الذي كان حيًّا في عام 553 هـ][137]، يحتمل أن يكون قد وُلد قبل عام 553 للهجرة. وقد وصفه ابن المشهدي بعبارة (الفقيه الأجل)[138]. لا نرى اسمًا له في فهرست الشيخ منتجب الدين الرازي، على الرغم من وجود إشارةٍ إلى اسم عبد الله بن جعفر الدوريستي المعاصر[139] لشاذان بن جبرائيل[140].

بالنظر إلى بعض الشواهد فقد تم تأليف كتابَي (الفضائل) و(الروضة) بخطّ يد واحدٍ من تلاميذ شاذان بن جبرائيل وإملائه. نقرأ في بداية كتاب الفضائل عبارة: «حدّثني الشيخ الفقيه أبو الفضل شاذان بن جبرائيل القمّي ...»[141]. كما جاء في كتاب الروضة بعد الخطبة الأولى من الكتاب، قوله: «قال جامع هذا الكتاب: حضرت الجامع بواسط، يوم الجمعة سابع شهر ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وستمئة، وتاج الدين ـ نقيب الهاشميين ـ يخطب بالناس على أعواده»[142]. من خلال النظر في هذه العبارة يتضح أنّ ابن شاذان كان من المعمّرين، وأنّه كان حتى عام 651 للهجرة على قيد الحياة، بيد أنّ وجود مثل هذه العبارات في كتاب (الفضائل) يزيد من احتمال تأليف الكتاب بقلم تلميذه[143]. وعلى هذا الأساس فإنّ التاريخ المذكور يكون هو تاريخ سماع الحديث من قبل تلميذ ابن شاذان في عام 651 للهجرة، الذي ورد تقريره في الكتاب. وبالنظر إلى رواية شاذان بن جبرائيل عن عماد الدين الطبري، وكونه من طبقة عبد الله بن جعفر الدوريستي وابن إدريس الحلي[144]، يبدو من المستبعد جدًا أنْ يكون قد عاش حتى عام 651 للهجرة، ويحتمل أنْ يكون قد مات في أوائل القرن السابع للهجرة. لقد ورد الكلام عن شاذان بن جبرائيل في جميع المصادر بوصفه فقيهًا، ولم يُنسب إليه أيّ أثرٍ كلاميّ. ولم يصل إلينا عنه سوى كتابيه (الفضائل) و(الروضة)، وهما عبارة عن بيان فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولا يحتويان على أيّ نوعٍ من أنواع الاستدلال والبحث الكلامي.

قطب الدين الراوندي
قطب الدين أبو الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي، من علماء الطبقة الثالثة في مدينة الريّ. وقد جاء في الكثير من المصادر أنّ وفاته كانت سنة 573 للهجرة[145]. وقد نسبت إليه المصادر وكتب الفهارس كثيرًا من الآثار في العلوم المختلفة، ولكن لم يصل إلينا سوى قليلٍ منها في الوقت الراهن. وقد عدّه ابن حجر العسقلاني نقلًا عن كتاب (تاريخ الريّ) فاضلًا وعالمًا في جميع العلوم ومؤلِّفًا لكثيرٍ من الكتب[146].

وقد روى قطب الدين الراوندي في الآثار الموجودة عن كثيرٍ من مشايخ الطبقة الثانية في الريّ. ومن بين مشايخه: أبو جعفر المقري النيسابوري[147]، والشيخ مجتبى، والشيخ مرتضى ابنا الداعي الحسينيّ[148]، والفضل بن الحسن الطبرسي[149].
ولقد ذكر منتجب الدين الرازي كثيرًا من الآثار لقطب الدين الراوندي في حقل الفقه والتفسير والتاريخ والكلام والأدب، ومن بينها: (تهافت الفلاسفة)، و(جواهر الكلام في شرح مقدّمة الكلام) في حقل العلوم العقليّة[150]. وإنّ كتاب جواهر الكلام شرحٌ على كتاب مقدّمة في المدخل إلى علم الكلام للشيخ الطوسي. إنّ تأليفه كتابًا في تهافت كلام الفلاسفة، وهجومه على الفلاسفة وأسلوبهم في استنباط أصول الإسلام[151]، يعبّر عن اعتراضه على أسلوب الفلاسفة.
وفيما يتعلّق بعلم الكلام هناك عبارةٌ للسيّد ابن طاوس في كتاب (كشف المحجّة)، تحكي عن انتقاد قطب الدين الراوندي للأسلوب الكلامي السائد، ولا سيّما أسلوب الشيخ المفيد والسيّد المرتضى. فقد أشار السيّد ابن طاوس ــ في مقام تأييد الروايات الداعية إلى تجنّب البحث والجدل الكلامي ــ إلى كتابٍ من كتب قطب الدين الراوندي تعرّض فيه إلى اختلاف رأي السيّد المرتضى عن الشيخ المفيد في خمسٍ وتسعين مسألة، وأضاف الراوندي أنّه لو أشار إلى جميع موارد الاختلاف، فإنّ حجم الكتاب سوف يزداد[152]. إنّ هذا المطلب يمكن أنْ يكون شاهدًا على رفض قطب الدين الراوندي للأسلوب الكلامي الشائع، وهو الأسلوب الذي تمّ تهميشه في مدرسة بغداد والريّ، ويذكّر بالمدرسة الكلاميّة في قم والكوفة.

إنّ الطريقة الأفضل والأكثر اطمئنانًا لاكتشاف الأسلوب الكلامي لقطب الدين الراوندي، تكمن في دراسة آثاره وكتاباته. إنّ الراوندي في باب وجوب النظر والمعرفة، بعد بيان قول أصحاب المعارف، وبيان إشكالهم في هذا الشأن، ذهب إلى القول باكتسابيّة المعرفة وتكليفنا بالنظر والمعرفة[153]. كما أنّه قد قبل بالحسن والقبح العقلي، وأشار إليهما واستدلّ عليهما في كثيرٍ من الموارد[154]. وقال بأنّ جميع أفعال الله سبحانه وتعالى هي الأصلح لحال العباد، وأنّ الله لا يفعل إلّا ما فيه الصلاح[155]. وكان من القائلين باللزوم العقلي لوجود الإمام المعصوم في كلّ زمان[156]، وعدّ العقل من أدلّة استنباط الأحكام[157]. كما أنّه يرى أنّ التكاليف الشرعيّة لطفٌ في التكليف العقلي[158]. إنّ هذا النوع من التعبيرات يحكي عن قبول مباني العقلانيين في استنباط المسائل الكلاميّة، وإنْ على نحوٍ جزئي.

بالنظر إلى الشواهد المذكورة يجب حمل كلام السيّد ابن طاوس على بيان موارد الاختلاف بين المتكلّمين، لا على النفي الكلّي لطريقة المتكلّمين العقلانيين؛ لأنّ السيّد ابن طاوس نفسه في هذا الكتاب حيث يوجّه الخطاب إلى نجله قد عدّ طريقة المتكلّمين كثيرة المخاطر، لا أنّ هذا الأسلوب باطلٌ وغير جائز[159].
وعلى هذا الأساس فإنّ قطب الدين الراوندي ــ مثل كثيرٍ من العلماء والمتكلّمين في الريّ ــ قدّ تكلّم ضمن الفضاء العام لمدرسة بغداد، وإنْ كان هناك انتقادٌ للمباني العقليّة في بعض عباراته، وقد أبدى اهتمامًا خاصًّا بالروايات والأدلّة السمعيّة. إنّ هذا المطلب يعبّر عن الوطأة القويّة والهيمنة الفكريّة لمدرسة بغداد الكلاميّة، حتى بعد سنواتٍ من الانقراض الرسمي لها.

سديد الدين محمود الحمّصي الرازي
إنّ سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمّصي الرازي، هو من بين آخر المتكلمين في المدرسة الكلاميّة لمدينة الريّ. وقد وصفه الشيخ منتجب الدين الرازي بأنّه علّامة دهره في أصول الفقه والكلام، ونسب إليه الكتب الآتية: (التعليق الکبير)، و(التعليق الصغير)، و(المنقذ من التقليد)، و(المرشد إلی التوحيد)، و(التبيين)، و(التنقيح في التحسين والتقبيح)[160]. وقد قرأ منتجب الدين الرازي أكثر هذه الكتب عليه[161].

وقد عدّ الذهبي في حوادث عام 600 للهجرة [من كتاب (تاريخ الإسلام)]، سديد الدين الحمصي الرازي عالمًا شيعيًّا وصاحب رأي في أصول الفقه والكلام. وقال إنّه دخل مدينة الحلّة سنة 600 للهجرة، وقرّر لهم مسألة نفي المعدوم[162]. وقد عمل في بداية أمره في بيع الحمّص، وشرع في طلب العلم بعد كبر سنه، ولم يَحلْ ذلك دون أنْ يصبح من كبار العلماء[163]. وقد ذكر ابن حجر العسقلاني أنّ شغل سديد الدين الحمصي الرازي كان هو الاتجار ببيع الحمّص، وأنّه قد استطال عليه فقيهٌ فترك حرفته، ووقف نفسَه على طلب العلم[164]. عاش مئة سنة وهو صحيح السمع والبصر شديد الأمل، ومات بعد سنة 600 للهجرة. وكان الفخر الرازي من تلاميذه[165].

وهناك كتاب آخر من تأليف الشيخ سديد الدين الحمصي باسم (المعتمد من مذهب الشيعة الإمامية)، ولكنه لم يذكر في الآثار المذكورة آنفًا. إنّ هذا الكتاب عبارةٌ عن رسالةٍ مختصرةٍ في علم الكلام، وإنّ نسبة هذا الكتاب إلى سديد الدين الحمصي الرازي ـ في ضوء التحقيقات المنجزة ـ قطعية[166]. إنّ كتاب المنقذ من التقليد موجود حاليًا، وإنّ المطالب فيه تشير إلى مسلكه العقلي في علم الكلام. وقد أملى هذا الكتاب في الحِلّة على علماء الحِلّة في طريق عودته من الحرمين الشريفين.
لقد دافع سديد الدين الحمصي الرازي في كتابه (المنقذ من التقليد) باستمرار عن الآراء الكلاميّة للملاحمي الخوارزمي وأستاذه أبي الحسين البصري[167]. وربما أمكن لنا القول بأنّ تحوّل الآراء الكلامية لمدرسة الريّ من بغداد إلى المتأخّرين من المعتزلة قد حدثت في هذه المرحلة. كما أنّ الآثار الكلاميّة للريّ قبل هذه المرحلة كانت متأثّرةً بالأفكار الكلاميّة لعلماء الإماميّة في بغداد، وأنّ كتاب التعليق للمقري النيسابوريّ يمثّل خير شاهدٍ على هذا المدّعى. وعلى هذا الأساس ربما قبل المرحلة الثالثة من علماء الريّ لا يمكن عدُّ المدرسة الكلاميّة للريّ مدرسةً مستقلّةً عن بغداد، وإنّما بعد هذه المرحلة حدثت التحوّلات والتغيّرات في المحتوى الكلاميّ للإماميّة، إذ يمكن على أساسها تصوّر مدرسةٍ كلاميّةٍ جديدةٍ غير مدرسة بغداد.

التعاطي العلمي بين متكلّمي الريّ مع المعتزلة
إنّ المدرسة الكلامية للريّ قد شهدت حضور كثيرٍ من المتكلمين، ولكن لم تصلنا آثارهم للأسف الشديد. وقد أشار الشيخ منتجب الدين الرازي في فهرسته إلى أسماء كثيرٍ من هؤلاء المتكلّمين، وأشار إلى أسماء وعناوين كتبهم ومؤلّفاتهم أيضًا. ومن بين الموضوعات والمسائل الكلاميّة، هناك مسألتان لهما الحضور الأكبر في مدرسة الريّ، وقد ورد تقرير هاتين المسألتين في كتاب الفهرست للشيخ منتجب الدين الرازي أيضًا.

إن مسألة الإمامة كانت واحدةً من المسائل الخلافيّة بين الشيعة وسائر الفِرَق الإسلامية الأخرى، ومن بينهم المعتزلة أيضًا. وكما أنّ علماء مدرسة بغداد أبدوا مقاومةً وإصرارًا في مسألة الإمامة، ودافعوا عنها في مواجهة سائر الفرَق الأخرى ولا سيّما في قبال المعتزلة، فقد سار الوضع في الريّ على المنوال نفسه أيضًا، وإنّ المتكلّمين في مدرسة الريّ قد ألّفوا كثيرًا من الكتب والآثار الكلاميّة في مسألة الإمامة[168]. وإنّ كثرة التأليف لكتب المناقب في مدرسة الريّ، يتمّ بيانه ضمن هذا الإطار أيضًا.
وإنّ مسألة إثبات أو نفي الحال والمعدوم من بين المسائل الكلامية التي نجد لها حضورًا كثيرًا في مدرسة الريّ أيضًا. فإنّ كثيرًا من المتكلّمين في مدرسة الريّ، كان لهم كتاب بعنوان (مسائل في المعدوم والحال)[169]. وإنّ الذهبي في كتابه (تاريخ الإسلام)، بعد التعريف بسديد الدين الحمصي الرازي، تحدّث عن دخوله إلى مدينة الحلّة وتقريره لمسألة نفي المعدوم[170]. إنّ المعدوم من وجهة نظر أبي الحسين البصري والملاحمي الخوارزمي لا ذات له وليس شيئًا، وإنّما هو معدوم فقط[171].
إنّ كثرة إحالات الشيخ سديد الدين الحمصي إلى آثار أبي الحسين البصري والملاحمي الخوارزمي، ولا سيّما منها كتاب (الفائق)، يُشير إلى التعاطي العلمي الواسع بين المتكلّمين من الجيل الأخير لمدرسة الريّ مع الأفكار الكلاميّة للمعتزلة. إنّ تعاطي المتكلّمين في مدرسة الريّ مع المعتزلة لم يقتصر على تأييدهم والأخذ بآرائهم فقط، وإنّما قد نجد في بعض الموارد كتبًا في الردّ على آراء المعتزلة أيضًا. فقد كان لأبي الحسين البصري كتاب بعنوان (تصفّح الأدلّة)، وقد ألّف مسعود بن عيسى الرازي كتابًا في النقض عليه[172].

النتيجة
لا يمكن إعطاء تاريخٍ دقيقٍ عن بداية تأسيس مدرسة الريّ الكلاميّة. وهناك في البين بعض الشواهد على تبلور النواة الأولى لهذه المدرسة في عصر أبي علي الطوسي. وكان هناك متكلّمون وطلّاب علمٍ من المنتسبين إلى مدرسة بغداد، وإنّهم عندما عادوا بعد ذلك إلى مدينة الرّي، أسسوا فيها مدرسةً كلاميّةً مختلفةً عن مدرسة بغداد.
إنّ المدرسة الكلاميّة للريّ من بدايتها إلى نهايتها قد شهدت حضورًا لثلاثة أجيالٍ من المتكلّمين؛ وقد كان الاتجاه الفكري والكلامي لأكثرهم هو الاتجاه الفكري والكلامي لمدرسة بغداد. وعلى الرغم من وجود التعلّق الكبير لدى أكثر هؤلاء المتكلّمين بالحديث، فإنّ جوهر تفكيرهم يتمثّل في الأفكار الشائعة في بغداد؛ إذ كانوا يرون قيمةً كبيرةً للاستدلالات العقليّة.

إن التحوّل من الأدبيّات الكلاميّة لمدرسة بغداد إلى الأدبيّات الكلاميّة للمتأخّرين من المعتزلة، له ظهورٌ واضح، ويمكن مشاهد هذا التحوّل في الطبقة الثالثة من هؤلاء العلماء، وفي آثار الشيخ سديد الدين الحمّصي. وإذا عددنا الإبداع بلحاظ المحتوى ملاكًا لتبلور مدرسةٍ كلاميّةٍ مستقلّة، وجب عدّ المدرسة الكلاميّة للريّ منذ أواخرها وفي الجيلين الأخيرين من علمائها مدرسةً مستقلةًّ، وأمّا إذا عددنا مجرّد التغيير في الأسلوب كافيًا في ظهور مدرسةٍ كلاميّة، فإنّ مدرسة الريّ سوف تكون مدرسةً مستقلّةً منذ بداية ظهورها.
وقد تمّ التركيز في مدرسة الرّي ــ كما هو الحال في مدرسة بغداد ــ على موضوع الإمامة بنحوٍ خاصّ، وإنّ المؤلّفات الكلاميّة الكثيرة حول مسألة الإمامة وكتب المناقب، تعدّ من الخصائص الأصليّة لهذه المدرسة الكلاميّة. إنّ الإشارات والإحالات الكثيرة من قبل المتكلّمين من الجيل الأخير في مدرسة الريّ إلى آثار المعتزلة، ولا سيّما في الجيل الثاني والثالث، يحكي عن التعاطي العلمي الواسع بينهم وبين علماء المعتزلة. وبطبيعة الحال فإنّ هذا التعاطي لا يعني القبول المطلق لمباني المعتزلة، ففي بعض الموارد نجد آثارًا لمدرسة الريّ قد تمّ تأليفها في الردّ على المعتزلة.

فهست المنابع والمآخذ
1 ـ ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، دار صادر، 1385 هـ.
2 ـ ابن الداعي الحسنيّ الرازي، السيّد مرتضى، تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام، نشر أساطير، طهران، 1364 هـ ش.
3 ـ ابن المشهدي، محمّد بن جعفر، المزار الكبير، جامعة المدرّسين، قم، 1419 هـ.
4 ـ ابن بابويه (الشيخ الصدوق)، محمّد بن علي، التوحيد، جامعة المدرّسين، قم، 1398 هـ.
5 ـ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، منشورات الأعلمي، بيروت، 1390 هـ.
6 ـ ابن داود الحِلّي، الحسن بن علي، الرجال، دانشگاه طهران، طهران، 1342 هـ ش.
7 ـ ابن شاذان القمي، شاذان بن جبرائيل، الفضائل، انتشارات الرضي، قم، 1363 هـ ش.
8 ـ ابن شاذان القمي، شاذان بن جبرائيل، الروضة في فضائل أمير المؤمنين، مكتبة الأمين، قم، 1423 هـ.
9 ـ ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، متشابه القرآن ومختلفه، انتشارات بيدار، قم، 1369 هـ.
10 ـ ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، مناقب آل آبي طالب، انتشارات علامة، قم، 1379 هـ ش.
11 ـ ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، معالم العلماء، المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف، 1380 هـ.
12 ـ السيّد ابن طاوس الحِلّي، علي بن موسى، كشف المحجّة لثمرة المهجة، بوستان كتاب، قم، 1375 هـ ش.
13 ـ الحُرّ العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، مكتبة الأندلس، بغداد، 1385 هـ.
14 ـ الحمّصي الرازي، محمود بن علي، المعتمد من مذهب الشيعة الإماميّة: مقدمة كتاب المعتمد، بتحقيق: حسن الأنصاري القمّي، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1376هـ ش.
15 ـ الحمّصي الرازي، محمود بن علي، المنقذ من التقليد، جامعة المدرّسين، قم، 1412 هـ.
16 ـ الذهبي، محمّد بن أحمد، تاريخ الإسلام، دار الكتاب العربي، الطبعة الثانية، بيروت، 1413 هـ.
17 ـ أبو الفتوح الرازي، روض الجِنان وروح الجَنان، بنيـاد پژوهش هـای آسـتان قدس رضوی، مشهد، 1408 هـ.
18 ـ الرازي، منتجب الدين، الفهرست، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1422 هـ.
19 ـ الرافعي القزويني، عبد الكريم بن محمد، التدوين في أخبار القزوين، طهران، 1391 هـ ش.
20 ـ الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، مؤسسة الإمام المهدي، قم، 1409هـ (أ).
21 ـ الراوندي، سعيد بن هبة الله، قصص الأنبياء، مركز پژوهشهاي اسلامي مشهد، مشهد 1409 هـ (ب).
22 ـ الراوندي، سعيد بن هبة الله، فقه القرآن، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1405 هـ.
23 ـ الراوندي، سعيد بن هبة الله، الدعوات (سلوة الحزين)، مدرسة الإمام المهدي، قم، 1407 هـ.
24 ـ سبحاني، محمّد تقي، شهيدين در كشاكش دو جريان كلامي مدرسه حلّه (الشهيدان في تجاذبات تيّارين كلاميين في مدرسة الحِلّة)، مجلة: نقد ونظر، العدد: 56، 1391 هـ ش.
25 ـ الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، 1420 هـ.
26 ـ الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج، نشر المرتضى، مشهد، 1403 هـ.
27 ـ الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، ناصر خسرو، طهران، 1372 هـ ش.
28 ـ الطبري الآملي، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، المكتبة الحيدريّة، النجف الأشرف، 1383 هـ.
29 ـ الطوسي، محمد بن علي، الثاقب في المناقب، انتشارات أنصاريان، قم، 1419 هـ.
30 ـ الفتّال النيسابوري، محمّد بن أحمد، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، انتشارات الرضي، قم، 1375 هـ ش.
31 ـ كسائي، نور الله، مدارس نظاميه وتأثيرات علمي واجتماعي آن (المدارس النظاميّة وآثارها العلميّة والاجتماعيّة)، انتشارات أمير كبير، طهران، 1363 هـ ش.
32 ـ العلّامة المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1403 هـ.
33 ـ محمدي، سيد محمد حسين؛ يوسفي فر، شهرام، «بررسي چگونگي تأثيرگذاري باورهاي مذهبي بر زندگي اجتماعي شهر ري در عصر سلجوقيان» (دراسة كيفيّة تأثير العقائد الدينيّة والمذهبيّة على الحياة الاجتماعيّة في مدينة الريّ في عصر السلاجقة)، مجلة: جستارهاي تاريخي، العدد الأول، 1389 هـ ش.
34 ـ المفيد، محمّد بن محمّد، تصحيح اعتقادات الإماميّة، مؤتمر الشيخ المفيد، قم، 1413 هـ.
35 ـ المقري النيسابوري، محمّد بن الحسن، التعليق في علم الكلام، جامعة العلوم الرضويّة، مشهد، 1427 هـ.
36 ـ الملاحمي الخوارزمي، محمود بن محمّد، المعتمد في أصول الدين، انتشارات ميراث مكتوب، طهران، 1390 هـ ش.

--------------------------
[1] - انظر: السبحاني، محمد تقي، شهيدين در كشاكش دو جريان كلامي مدرسه حلّه (الشهيدان في تجاذبات تيّارين كلاميّين في مدرسة الحِلَّة)، مجلة: نقد ونظر، العدد: 56، ص 23 ـ 28، 1391 هـ ش. (مصدر فارسي).
[2] - طغرل بك أبو طالب محمد بن ميكائيل بن سلجوق (990 ـ 1063 م): ثالث حكّام السلاجقة. قام بتوطيد أركان الدولة السلجوقيّة وبسط سيطرة السلاجقة على إيران وأجزاء من العراق. (المعرِّب).
[3] - عميد الملك الكندري، أبو نصر محمّد بن منصور بن محمد (415 ـ 465 هـ): وزير السلطان السلجوقي طغرل بك، وأوّل وزيرٍ لدولة السلاجقة. كان معتزليًّا. ولما مات طغرل صار وزيرًا لألب أرسلان قليلًا، ثمّ نكب؛ حيث أمر بالقبض عليه= =وأنفذه إلى مرو الروذ، ومكث هناك معتقلًا لعامين، ثم قتله غلامان وحملا رأسه إلى عضد الدولة. (المعرِّب).
[4] - انظر: ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، ج 10، ص 209، دار صادر، 1385 هـ.
[5] - نظام الملك قوام الدين الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي (1018 ـ 1092 م): أحد أشهر وزراء السلاجقة، كان وزيرًا لألب أرس وابنه ملكشاه. وكان داعيًا للعلم والأدب؛ أنشأ المدارس المعروفة باسم (المدارس النظاميّة)، وجذب إليها كبار الفقهاء والمحدّثين، وفي مقدمتهم أبو حامد الغزالي، اغتاله الإسماعيليون. (المعرِّب).
[6] - ألب أرسلان أبو شجاع محمد بن جغري بك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق التركماني (1029 ـ 1072 م): أحد أكبر ملوك السلاجقة وثاني ملوكهم. عرف باسم ألب أرسلان ومعناه في اللغة التركية (الأسد الباسل). حكم أقاصي بلاد ما وراء النهر إلى أقاصي بلاد الشام، وعلى الرغم من عظم مملكته فإنّه كان تابعًا للخلافة العباسيّة في بغداد. (المعرِّب).
[7] - جلال الدولة ملكشاه ابن أرسلان (1055 ـ 1092 م): ثالث سلاطين الدولة السلجوقيّة. (المعرِّب).
[8] - انظر: ابن كثير، ؟، ج 12، ص 92، 1407 هـ.
[9] - إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني الشافعي الأشعري (419 ـ478 هـ): فقيهٌ وأصوليٌّ ومتكلّمٌ شافعيّ. ولد في جوين (من نواحي نيسابور)، ورحل إلى بغداد، ثم إلى مكّة حيث أقام بها أربع سنوات، ثم ذهب إلى المدينة المنوّرة فأفتى ودرّس هناك جامعًا طرق المذاهب؛ فلُقِّب بـ (إمام الحرمين)، ثم عاد إلى نيسابور فبنى له الوزير نظام الملك المدرسة النظاميّة. (المعرِّب).
[10] - أبو القاسم القشيري عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة (376 ـ 465 هـ): إمام الصوفيّة، وصاحب الرسالة القشيريّة في علم التصوّف، ومن كبار العلماء في الفقه والتفسير والحديث والأصول والشعر والأدب. (المعرّب).
[11] - انظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 10، ص 209، 1385 هـ ش.
[12] - انظر: المصدر أعلاه، ص 204.
[13] - انظر: المصدر أعللاه، ص 210.
[14] - وهناك سلاجقة كرمان، وسلاجقة همذان، وسلاجقة الشام أيضًا. (المعرِّب).
[15] - طغرل الثالث (1169 ـ 1194 م): آخر سلاطين الدولة السلجوقيّة. ابن السلطان أرسلان شاه ووريثه في الملك. عُرف ببراعته في الشعر الفارسي. مُنِيَ بهزيمةٍ على يد علاء الدين تكش، وقُتل قرب مدينة الريّ، وأُرسل رأسه إلى الخليفة العباسي أحمد الناصر لدين الله في بغداد؛ فسقطت بمقتله الدولة السلجوقيّة. (المعرِّب).
[16] - انظر: كسائي، نور الله، مدارس نظاميه وتأثيرات علمي واجتماعي آن (المدارس النظاميّة وآثارها العلميّة والاجتماعيّة)، ص 8، انتشارات أمير كبير، طهران، 1363 هـ ش. (مصدر فارسي).
[17] - انظر: محمدي، سيد محمد حسين؛ يوسفي فر، شهرام، «بررسي چگونگي تأثيرگذاري باورهاي مذهبي بر زندگي اجتماعي شهر ري در عصر سلجوقيان» (دراسة كيفيّة تأثير العقائد الدينيّة والمذهبيّة على الحياة الاجتماعيّة في مدينة الريّ في عصر السلاجقة)، مجلة: جستارهاي تاريخي، العدد الأول، 1389 هـ ش. (مصدر فارسي).
[18] - انظر: المصدر أعلاه.
[19] - انظر: الطبري الآملي، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ج 2، ص 107، المكتبة الحيدريّة، النجف الأشرف، 1383 هـ.
[20] - انظر: على سبيل المثال، الشيخ الصدوق ابن بابويه، محمد بن علي، التوحيد، ص 32، وص 135، وص 337، جامعة المدرسين، قم، 1398 هـ.
[21] - انظر على سبيل المثال: الراوندي، سعيد بن هبة الله، قصص الأنبياء، ص 25 وص 120، مركز پژوهشهاي اسلامي مشهد، مشهد 1409 هـ (ب).
[22] - انظر: منتجب الدين بن بابويه الرازي، فهرست منتجب الدين، ص 45، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1422 هـ.
[23] - انظر: العلّامة المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 48، ص 104، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1403 هـ.
[24] - انظر: ابن حمزة الطوسي، محمّد بن علي، الثاقب في المناقب، ص 236، انتشارات أنصاريان، قم، 1419 هـ.
[25] - انظر: المصدر أعلاه، ص 239.
[26] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، قصص الأنبياء، ص 129، 1409 هـ (ب).
[27] - انظر: المصدر أعلاه، ص 139.
[28] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، ج 2، ص 797، مؤسسة الإمام المهدي، قم، 1409 هـ (أ).
[29] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 45، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1422 هـ.
[30] - حَسَكا (بفتح الحاء والسين) ـ على ما ورد في كتاب الرياض ـ خفف (حسن كيا): لقب له، ومعناه بلغة أهل دار المرز من جيلان ومازندران والري: (الرئيس) أو نحوه من كلمات التعظيم. (المعرِّب).
[31] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 46، 1422 هـ.
[32] - انظر: المصدر أعلاه، ص 47.
[33] - انظر: المصدر أعلاه، ص 77.
[34] - انظر: المصدر أعلاه.
[35] - انظر: الطبري الآملي، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ج 2، ص 20، وص 43، 1383 هـ.
[36] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 32، 1422 هـ.
[37] - كان له ولدان، وهما: أبو سعيد النيسابوري (كان حيّاً حتى عام 444 هـ)، وعبد الرحمن النيسابوري (م: 485 هـ).
[38] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 32، 1422 هـ.
[39] - انظر: المصدر أعلاه، ص 102.
[40] - انظر: المصدر أعلاه، ص 75.
[41] - انظر: الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، ج 33، ص 51، دار الكتاب العربي، ط 2، بيروت، 1413 هـ.
[42] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 75، 1422 هـ.
[43] - انظر: المصدر السابق.
[44] - انظر: ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، مناقب آل آبي طالب، ج 1، ص 12، انتشارات علامة، قم، 1379 هـ ش.
[45] - انظر: المصدر أعلاه.
[46] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 108، 1422 هـ.
[47] - انظر: المصدر أعلاه، ص 126.
[48] - انظر: ابن داود الحلي، الحسن بن علي، الرجال، ص 295، دانشگاه طهران، طهران، 1342 هـ ش.
[49] - انظر: ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، ج 5، ص 44، منشورات الأعلمي، بيروت، 1390 هـ.
[50] - انظر: لسان الميزان، ج 5، ص 44.
[51] - انظر: المصدر أعلاه.
[52] - انظر: المصدر أعلاه، ج 1، ص 422.
[53] - انظر: القزويني الرازي، عبد الجليل، ؟، ص 263، وص 285، 1358 هـ ش.
[54] - انظر: الفتّال النيسابوري، محمد بن أحمد، روضة الواعظين وبصيرة المتّعظين، ج 1، ص 19، انتشارات الرضي، قم، 1375 هـ ش.
[55] - انظر: المصدر أعلاه، ج 1، ص 20.
[56] - انظر: المصدر أعلاه، ج 1، ص 30.
[57] - ورد ضبط اسمه في كتاب منتجب الدين الرازي، تارةً بـ (الحسني) وتارةً أخرى بـ (الحسيني). انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 75، وص 106، 1422 هـ.
[58] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، ص 52، 1409 هـ (أ).
[59] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 106، 1422 هـ.
[60] - ومن الجدير ذكره أنّ الباب السادس والعشرين من هذا الكتاب يختصّ بالبحوث الفقهيّة.
[61] - انظر: ابن الداعي الحسنيّ الرازي، السيّد مرتضى، تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام، ص 200، نشر أساطير، طهران، 1364 هـ ش.
[62] - انظر: المصدر أعلاه.
[63] - انظر: المصدر أعلاه، ص 201.
[64] - انظر: تبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام، ص 200.
[65] - انظر: المصدر أعلاه، ص 208.
[66] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، قصص الأنبياء، ص 129، 1409 هـ (ب).
[67] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 97، 1422 هـ.
[68] - المائدة: 104.
[69] - انظر: الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 3، ص 391، ناصر خسرو، طهران، 1372 هـ ش.
[70] - الأنعام: 28.
[71] - انظر: الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج 4، ص 447، 1372 هـ ش.
[72] - المصدر أعلاه.
[73] - انظر: المصدر أعلاه، ج 4، ص 765، 1372 هـ ش.
[74] - انظر: ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، ص 136، جامعة المدرّسين، قم، 1419 هـ.
[75] - انظر: ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 7 ـ 12، 1379 هـ ش.
[76] - انظر: المصدر أعلاه.
[77] - انظر: الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، ج 4، ص 118، 1420 هـ.
[78] - انظر: المصدر أعلاه.
[79] - انظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 11، ص 42 وص 254، 1385 هـ ش.
[80] - انظر: الصفدي، خليل بن أيبك، الوافي بالوفيات، ج 4، ص 118، 1420 هـ.
[81] - انظر: ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، متشابه القرآن ومختلفه، انتشارات بيدار، قم، 1369 هـ.
[82] - انظر: ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 8، وص 53، وص 139، 1379 هـ ش.
[83] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، قصص الأنبياء، ج 2، ص 795، 1409 هـ (ب).
[84] - كان أبو علي الطوسي نجل الشيخ الطوسي على قيد الحياة حتى عام 511 للهجرة. والشاهد على ذلك رواية الطبري الآملي في بشارة المصطفى، عن أبي علي الطوسي في عام 511 للهجرة. (انظر: الطبري الآملي، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ج 2، ص 107، 1383 هـ). ومن ناحية أخرى فإنّ قطب الدين الراوندي المتوفى سنة 573 للهجرة، قد روى في كتاب (الدعوات) روايةً عن المقري النيسابوريّ، عن أبي علي الطوسي (انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، الدعوات (سلوة الحزين)، ص 27، مدرسة الإمام المهدي، قم، 1407 هـ). بالنظر إلى هذين المطلبين يحتمل أنْ تكون وفاته قد حدثت ما بين عامي 520 و550 للهجرة.
[85] - انظر: القزويني الرازي، عبد الجليل، النقض، ص 212، 1358 هـ ش.
[86] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، الدعوات (سلوة الحزين)، ص 27، 1407 هـ.
[87] - انظر: المقري النيسابوريّ، محمد بن الحسن، التعليق في علم الكلام، ص 124، جامعة العلوم الرضويّة، مشهد، 1427 هـ.
[88] - انظر: المصدر أعلاه، ص 55.
[89] - انظر: المصدر أعلاه، ص 98.
[90] - انظر: المصدر أعلاه، ص 127.
[91] - انظر: المصدر أعلاه، ص 173.
[92] - قال ابن حجر إن عنوان هذا الكتاب هو «بشارة المصطفى في بيعة المرتضى». (انظر: العسقلاني، ابن حجر، لسان الميزان، ج 1، ص 429، 1390 هـ).
[93] - انظر على سبيل المثال: الطبري الآملي، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ج 2، ص 2، و3، و5، 1383 هـ.
[94] - انظر: ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، ص 473، 1419 هـ.
[95] - انظر: الطبري الآملي، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ج 2، ص 4، و10، و13، 1383 هـ.
[96] - انظر: ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، ص 473، 1419 هـ.
[97] - انظر: الطبري الآملي، محمد بن أبي القاسم، بشارة المصطفى لشيعة المرتضى، ج 2، ص 7، و36، 1383 هـ.
[98] - انظر: المصدر أعلاه، ج 2، ص 36، و140.
[99] - انظر: المصدر أعلاه، ج 2، ص 53، وص 145.
[100] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 107، 1422 هـ.
[101] - انظر: المصدر أعلاه، ص 112 ـ 113.
[102] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 47، 1422 هـ.
[103] - حسن الصبّاح الحميري (حوالي 1037 ـ 1124 م): زعيم ديني وسياسي وقائد عسكري. مؤسس ما يُعرف بـ (الدعوة الجديدة) أو الطائفة الإسماعيليّة النزاريّة المشرقيّة أو الباطنيّة أو الحشّاشين بحسب التسمية الأوربيّة. اتّخذ من قلعة ألموت الحصينة معقلاً وقاعدةً منيعةً له في قزوين، لنشر أفكاره ودعوته (المعرِّب).
[104] - انظر: المصدر أعلاه، ص 48.
[105] - انظر: المصدر أعلاه، ص 102.
[106] - انظر: المصدر أعلاه، ص 75.
[107] - للتعرّف على بعض الآراء الكلاميّة لأبي الفتوح، انظر: أكبر فائدي، «برخى از انديشه های كلامى شيخ ابو الفتوح رازی»، (بعض الآراء الكلاميّة لأبي الفتوح)، مجلة: آیـینه پژوهش، العدد: 94، سنة 1384 هـ ش.
[108] - انظر: ابن شهر آشوب المازندراني، محمّد بن علي، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 12، وج 3، ص 213، 1379 هـ ش.
[109] - انظر: أبو الفتوح الرازي، روض الجِنان وروج الجَنان، ج 8، ص 4، بنيـاد پژوهش هـای آسـتان قدس رضوی، مشهد، 1408 هـ.
[110] - انظر: المصدر أعلاه، ج 9، ص 7.
[111] - إنّ هذه النظريّة في باب البداء والمثال الذي ذكره عليه، هو ذات المطلب والمثال الذي ذكره السيّد المرتضى والشيخ الطوسي في كتبهما الكلاميّة. انظر: السيد المرتضى، ؟، ج 1، ص 16، 1405 هـ؛ الطوسي، ؟، ج 2، ص 266، 1406 هـ.
[112] - انظر: أبو الفتوح الرازي، روض الجِنان وروح الجَنان، ج 2، ص 101، 1408 هـ.
[113] - انظر: العسقلاني، ابن حجر، لسان الميزان، ج 1، ص 85، وص 92، 1390 هـ.
[114] - انظر: لسان الميزان، ج 1، ص 106.
[115] - انظر: الرافعي القزويني، عبد الكريم بن محمد، التدوين في أخبار القزوين، ج3، ص 221، طهران، 1391 هـ ش.
[116] - انظر: المصدر أعلاه، ج 3، ص 219.
[117] - انظر: المصدر أعلاه، ج 3، ص 223.
[118] - انظر: المصدر أعلاه.
[119] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 106، 1422 هـ.
[120] - انظر: المصدر أعلاه، ص 97.
[121] - انظر: المصدر أعلاه، ص 77.
[122] - انظر: المصدر أعلاه، ص 79.
[123] - انظر: منتجب الدين، الفهرست، ص 77.
[124] - انظر: المصدر أعلاه، ص 68.
[125] - انظر: المصدر أعلاه.
[126] - انظر: ابن شهر آشوب المازندراني، محمد بن علي، معالم العلماء، ص 25، المطبعة الحيدريّة، النجف الأشرف، 1380 هـ.
[127] - انظر: الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج، ج 1، ص 15، نشر المرتضى، مشهد، 1403 هـ.
[128] - انظر: المصدر أعلاه.
[129] - انظر: المصدر أعلاه، ج 1، ص 55.
[130] - انظر: المصدر أعلاه، ج 1، ص 13.
[131] - انظر: الشيخ المفيد، محمد بن محمد، تصحيح اعتقادات الإماميّة، ص 71، مؤتمر الشيخ المفيد، قم، 1413 هـ.
[132] - وإليك نصّ عبارة الشيخ الطبرسي: «اختارهم للبرية إظهارًا للطفه وحكمته، وإنارةً لأعلام عدله ورحمته؛ فانزاحـت بهـم علّـة العبيـد ... ولأنّه عزّ وجلّ متعالٍ عن فعل شيءٍ لا يجوز عليه، مثل تكليف ما لا يهتدي العباد إليه». إذ استعمل عبارة إزاحة علّة المكلّف الواردة في تعبيرات المتكلّمين القائلين بوجوب اللطف على الله سبحانه وتعالى. (انظر: الطوسي، ؟، ص 246، 1406 هـ).
[133] - انظر: الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج، ج 1، ص 13، 1403 هـ.
[134] - انظر: المصدر أعلاه.
[135] - انظر: المصدر أعلاه، ج 2، ص 401.
[136] - انظر: الشيخ الصدوق ابن بابويه، محمد بن علي، التوحيد، ص 442، 1398 هـ.
[137] - انظر: ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، ص 263، 1419 هـ.
[138] - انظر: المصدر أعلاه.
[139] - إن شاذان بن جبرائيل وعبد الله بن جعفر الدوريستي، كلاهما من مشايخ ابن المشهدي في كتاب المزار، وهما من طبقةٍ واحدة. (انظر: ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، ص 31، 1419 هـ).
[140] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 86، 1422 هـ.
[141] - انظر: ابن شاذان القمي، شاذان بن جبرائيل، الفضائل، ص 2، انتشارات الرضي، قم، 1363 هـ ش.
[142] - انظر: ابن شاذان القمي، شاذان بن جبرائيل، الروضة في فضائل أمير المؤمنين، ص 21، مكتبة الأمين، قم، 1423 هـ.
[143] - انظر: المصدر أعلاه، ص 92، 1363 هـ ش.
[144] - انظر: الحر العاملي، محمد بن الحسن، أمل الآمل، ج 2، ص 215، مكتبة الأندلس، بغداد، 1385 هـ.
[145] - انظر: العسقلاني، ابن حجر، لسان الميزان، ج 3، ص 48، 1390 هـ؛ الزركلي، خير الدين، الأعلام، ج 3، ص 104، 1989 م.
[146] - انظر: العسقلاني، ابن حجر، لسان الميزان، ج 3، ص 48، 1390 هـ.
[147] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، الدعوات (سلوة الحزين)، ص 27، 1407 هـ.
[148] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، ص 64، وص 139، 1409 هـ.
[149] - انظر: المصدر أعلاه، ص 129.
[150] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 68، 1422 هـ.
[151] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، ج 3، ص 1061، 1409 هـ (أ).
[152] - انظر: السيد ابن طاوس الحلي، علي بن موسى، كشف المحجّة لثمرة المهجة، ص 64، بوستان كتاب، قم، 1375 هـ ش.
[153] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، فقه القرآن، ج 1، ص 79، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1405 هـ.
[154] - انظر: المصدر أعلاه، ج 1، ص 213، وص 356.
[155] - انظر: المصدر أعلاه، ج 2، ص 344.
[156] - انظر: المصدر أعلاه، ج 2، ص 93.
[157] - انظر: المصدر أعلاه، ج 1، ص 6.
[158] - انظر: الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، ج 3، ص 1061، 1409 هـ (أ).
[159] - انظر: السيّد ابن طاوس الحِلّي، علي بن موسى، كشف المحجّة لثمرة المهجة، ص 55، 1375 هـ ش.
[160] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 107، 1422 هـ.
[161] - انظر: المصدر أعلاه.
[162] - انظر: الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، ج 42، ص 493، 1413 هـ.
[163] - انظر: المصدر أعلاه.
[164] - انظر: العسقلاني، ابن حجر، لسان الميزان، ج 5، ص 317، 1390 هـ.
[165] - انظر: المصدر أعلاه.
[166] - انظر: الحمصي الرازي، محمود بن علي، المعتمد من مذهب الشيعة الإمامية: مقدمة كتاب المعتمد، بتحقيق: حسن الأنصاري القمّي، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، قم، 1376 هـ ش.
[167] - انظر على سبيل المثال: الحمصي الرازي، محمود بن علي، المنقذ من التقليد، ج 1، ص 63، وص 136، وص 162، جامعة المدرسين، قم، 1412 هـ.
[168] - انظر على سبيل المثال: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 33، وص 42، وص 45، وص 72، 1422 هـ.
[169] - انظر: منتجب الدين، الفهرست، ص 77 ـ 79.
[170] - انظر: الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، ج 42، ص 493، 1413 هـ.
[171] - انظر: الملاحمي الخوارزمي، محمود بن محمد، المعتمد في أصول الدين، ص 353، انتشارات ميراث مكتوب، طهران، 1390 هـ ش.
[172] - انظر: ابن بابويه الرازي، منتجب الدين، الفهرست، ص 77، 1422 هـ.