الباحث : الشیخ روح الله فروغي
اسم المجلة : العقيدة
العدد : 36
السنة : خريف 2025م / 1447هـ
تاريخ إضافة البحث : October / 22 / 2025
عدد زيارات البحث : 101
الملخّص
من أهمّ المفاهیم الکلامیة التي کثر النقاش فيها بین المتکلّمین هو مفهوم الإحباط،، أوالتحابط، أوالحبط، وکثیرًا ما یُقرن بالتکفير فيقال (الإحباط والتکفير)، ويوجد في کثیرٍ من الکتب الکلامیة البحث عن الإحباط، وأنّه هل یجوز الإحباط أم لا؟ والمشهور من الشیعة الإمامیة عدم القول بالإحباط ویخالف المعتزلة في هذه المسألة وقد استدلّ متکلّمو الشیعة علی بطلان الإحباط بأدلةٍ متعدّدةٍ مع الجواب عن الأدلة التي استدلّ بها المعتزلة أو القائلون به من غير المعتزلة، مع تفسیر الآیات التي توهم ظواهرها إثبات الإحباط. والبحث عن الإحباط مرتبطٌ بالبحث عن الثواب والعقاب وحقیقتهما.
تقدم في الحلقة الأولى من هذا البحث الکلام عن حقیقة الإحباط، والأقوال فيه، وما اُستدلّ به من الأدلة العقلية في إبطاله، ثم نقد الأدلة التي تقام علی إثباته، وقد صلنا في هذا الجزء الثاني (الحلقة الثانية) إلی الأدلّة النقليّة التي اُستدلّ بها لإثبات الإحباط من الآيات الشريفة وهي العمدة في الباب، والروايات المروية عن أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ناقش فيها المتكلّمون وأجابوا عنها، ونذكر الآيات الكريمة مع وجه الاستدلال بها، ثم ننقل الجواب عنه، ثم نذكر في الروايات والمناقشة فيها.
الكلمات المفتاحية: الاحباط، الابطال، الثواب، العقاب،العمل.
القسم الثاني: الآیات الکریمة التي يُستدلّ بها علی الإحباط
أمّا القائلون بالإحباط فقد استدلّوا بالآیات الکریمة التي تدلّ بظاهرها علی الإحباط، وقد نقلنا هذه الآیات هنا، ثم سنبیّن وجه المناقشة فیها، فالجواب عن هذه الآیات تارةً یشمل جمیع الآیات، وأخری کلّ آیةٍ علی حدة.
(1) ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُون﴾ [الحجرات: 2].
(2)﴿ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فيهِ قُلْ قِتالٌ فيهِ كَبيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فيها خالِدُونَ﴾ [البقرة: 217].
(3) ﴿ أُولئِكَ الَّذينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرينَ﴾ [آلعمران: 22].
(4) ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَطَعامُ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنينَ غَيْرَ مُسافِحينَ وَلا مُتَّخِذي أَخْدانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرينَ﴾ [المائدة: 5].
(5) ﴿ وَيَقُولُ الَّذينَ آمَنُوا أَ هؤُلاءِ الَّذينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خاسِرينَ﴾. [المائدة: 53].
(6)﴿ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: 88].
(7) ﴿ وَالَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: 147].
(9) ﴿ ما كانَ لِلْمُشْرِكينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللَّهِ شاهِدينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خالِدُونَ﴾ [التوبة: 17].
(10) ﴿كَالَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوالًا وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذي خاضُوا أُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾. [التوبة: 69].
(11) ﴿أُولئِكَ الَّذينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [هود: 16].
(12) ﴿أُولئِكَ الَّذينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْنًا﴾. [الكهف: 105].
(13) ﴿أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرًا﴾ [الأحزاب: 19].
(14) ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَ إِلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرينَ﴾ [الزمر: 65].
(15) ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ﴾ [محمد: 9].
(16) ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ﴾ [محمد: 28].
(17) ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمالَهُمْ﴾ [محمد: 32].
الجواب العام عن الاستدلال بالآيات الكريمة
أمّا الجواب عن الاستدلال الآیات بشکلٍ عامّ فیمکن المناقشة في دلالتها کلّها بأنّه:
أولًا: لو كانت الآیات ظاهرةً علی الإحباط فلا حجیّة لهذا الظهور بعد إقامة الدلیل العقلي علی عدم جواز الإحباط؛ لأنّ الظهور دلیلٌ ظنيّ، ولا یمکن معارضته للدلیل القطعي، بل الدلیل العقلي القطعي یقدّم علیه بلا کلام؛ ولهذا تقدّم القرینة القطعیّة علی العموم أو الإطلاق. وقد أجاب السيّد بهذا في قوله: «إنّه لو كان لهذه الآيات ظواهر تقتضي بطلان ما ذهبنا إليه من نفي التحابط، لوجب أن تحمل على خلاف ظواهرها، للأدلة العقلية التي لا يحتمل ولا يدخل المجاز»[1]. وكذا الشيخ الطوسي بقوله: «وتعلّقهم بالظواهر نحو قوله... لا يصح لأنّ الظواهر يجب أن تبنى على أدلّة العقول، وقد بيّنا بطلان التحابط، فلو كانت لهذه الآيات ظواهر لوجب حملها على ما يطابق ذلك»[2]. وقد قُرِّر هذا الوجه ببيانٍ آخر وهو أنّ ظواهر القرآن تبنی علی الأدلة العقلية ولا عكس؛ فلا تبنی الأدلّة العقلية علی ظواهر القرآن؛ لأنّ الظاهر ممّا يعتريه المجاز والاحتمال، بخلاف الأدلّة العقلية؛ فلو وُجدَ تعارضٌ بين ظاهر الدليل النقلي والدليل العقلي، فيُحكم بتقدّم الثاني علی الأول[3].
وثانیًا: بأنّ السیّد المرتضى والشیخ الطوسي یقولان بأنّ هذه الآیات شاهدةٌ علی عدم الإحباط؛ لأنّ الإحباط في جمیع هذه الآیات یتعلّق بالأعمال مثل قوله تعالی: ﴿أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ﴾، وقوله تعالى: ﴿لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾، لکن القائل بالإحباط یعتقد به بالنسبة إلی المستحقّین علی الأعمال، فلا یمکن الاستدلال بهذه الآیات علی مذهبه، وبعبارة أخری العمل هو الذي يصدر من الفاعل، فلا معنی لحبطه، بل الثواب عليه هو الذي يتعلّق به الإحباط؛ لأنّه يلحقه السيئة الموجبة لإحباطه. «ولا ظاهر لشيءٍ منها [ الآيات]، بل هي شاهدةٌ لمذهبنا؛ لأنّ الإحباط والبطلان في جميعها يتعلّق بالأعمال دون المستحق عليها، والمخالف يقول التحابط بين المستحق عليها»[4]. «ولا ظاهر لها إلّا وهو إلى أن يشهد بصحة قولنا أقرب؛ لأنّ الإحباط المذكور في جميع الآيات معلّقٌ بالأعمال دون الجزاء عليها، وخصومنا يذهبون إلى التحابط بين الجزاء على الأعمال. فلا شاهد لهم في شيءٍ منها، وإذا أمكننا تأويل هذه الآيات من غير عدول عن ظواهرها كنّا أولى منهم بها»[5].
وثالثًا: بأنّ المستدلّ بالآیات لا یعرف معنی هذه الآیات؛ لأنّ الإحباط في هذه الآیات لیس بمعنی حبط العمل وتفنیده أو إعدامه، بل بمعنی وقوع العمل علی خلاف ما یراد منه، أو علی خلاف ما ینتفع به، وهذا المعنی یغایر الإحباط بالمعنی الأول هو إبطال العمل[6]. وعلیه یمکن تفسیر الآیات طبقًا لهذه المعنی، فالإحباط في الصدقات بمعنی أنّ الصدقات إذا كانت مع المنّ والأذى، خرجت عن الوجه الذي يستحق معه الثواب، فقيل: بطلت وأحبطت .وكذلك رفع الصوت فوق صوت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لو وقع على سبيل الإجابة له والمسارعة إلى امتثال أمره لاستحق به الثواب، وإذا وقع على خلاف ذلك بطل الفعل وانحبط .وكذلك لمن عبد مع اللّه تعالى شريكًا يوصف عمله بالبطلان والانحباط؛ لأنّه وقع على وجهٍ لا ينتفع به، ولو أخلص العبادة للّه تعالى وأفردها لانتفع بها[7].
الجواب الخاصّ عن الآیات
أمّا الآيات التي أستدلّ بها بخصوصها علی الإحباط، وهي ما یلي:
الآیة الأولی: قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾[8].
قیل في وجه الاستدلال بالآیة بأنّ رفع الصوت فوق صوت النبيّ، أو الجهر في الكلام معه (صلوات الله عليه) سببٌ لإحباط الأعمال، أي لا ترفعوا أصواتكم حتی لا تحبط أعمالكم، فلو كانت لهم حسنات وكانوا يرفعون أصواتهم فوق صوت النبي، فهذا يسبب إحباط أعمالهم و بطلانها[9].
الجواب عن الاستدلال بالآیة:
هذه الآية تدلّ علی أنّ الإحباط معلّقٌ علی العمل الخاص، وهو رفع الصوت فوق صوت النبيّ أو الجهر في الكلام، لكنّ المدعي للإحباط لا يقول بتعليق الإحباط بالعمل؛ بل يقول بتعليق الإحباط علی ما يستحقّ بالعمل، وهو المجازاة عليه بمعنی أنّ الذي يحبط هو الجزاء علی العمل الصالح، ولا يكون العمل نفسه محبَطًا؛ فلا دلالة في الآية علی الإحباط بمعنی الذي وقع الخلاف فيه[10].
الآیة الثانیة: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ﴾[11].
هذه الآیة لم یذکر فیها الحبط بمادته، لکن معنی الآیة یشبه معنى الحبط، وهو إذهاب الحسنات بوساطة السیّئات، فالحسنات یذهبن السیّئات، کما أنّ السیّئات یذهبن الحسنات.
الجواب عن الآیة:
وقد أُجيب عن هذه الآیة أولًا بأنّ معنی إذهاب السیّئات بالحسنات أنّ إكثار الخیرات والحسنات سببٌ لإیجاد مَلَکةٍ نفسانیةٍ في الإنسان؛ فلا یذهب الإنسان نحو الشرور والسیّئات، فکأنّ الآیة في مقام بیان أنّ الدافع النفسانیة الناشئة عن فعل الخیرات کثیرًا، یمنع الإنسان عن التوغّل فی السیّئات والقبایح؛ فلا مساس للآیة بمسألة الإحباط[12].
وثانيًا بأنّه من اللازم العدول عن المعنی الظاهر للآية؛ لأنّه لو كانت السيّئات أذهبت الحسنات فلا معنی لإحباط الحسنات أصلًا؛ لأنّه لا يبقی شيءٌ حتی أُحبط؛ لذا يحتاج إلی تقدير محذوفٍ في الكلام، والأصل عدم التقدير في الكلام. لكن لو فسّرنا الآية بأنّ المقصود أنّه لو استكثر الخير وأدمن عليه، فلا يقع في السيّئات لطفًا من الله تعالی، فلا يحتاج هذا الوجه إلی تقدير[13].
وثالثًا قد فسّر اللاهیجي هذه الآیات بوجهٍ آخر، وهي أنّ الآیة: ﴿لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى﴾[14]، بصدد بیان أنّ الصدقة التي فیها المن والأذی تکون باطلًا؛ لأنّها مشروطة بعدم المن والأذی، وإذا انتفی الشرط انتفی المشروط أیضًا لا بمعنی أنّ الصدقة تکون لها أجر وثواب، ثم إذا یتبعها المن والأذی یکون الثواب والأجر علیها محبَطًا، بل الصدقة التي لم یُراعَ فیها شرطها تکون باطلًا من أول الأمر. وکذلك قوله تعالی: ﴿لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ﴾[15]. بمعنی أنّ الحضور فی مجلس النبي واستماع کلامه (صلى الله عليه وآله وسلم) من أعظم الأعمال أجرًا، لکنّه مشروطٌ برعایة التأدّب عنده؛ فلذا لو لم یراعَ التأدّب ورفع صوته فوق صوت النبيّ، فیبطل بهذا الثواب له واستحقّ العقاب، لا أنّ الحضور في مجلس النبيّ سببٌ للثواب، ثم رفع الصوت فوق صوت النبي سبب لإحباطه[16].
الآیة الثالثة: قوله تعالى: ﴿كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾[17]. تدلّ الآیة علی أنّ الذین کفروا بعد إیمانهم فهذا الکفر منهم سببٌ لإحباط أعمالهم، ولا یمکن هدایتهم فی ما بعد.
الجواب عن الاستدلال بالآیة:
أولًا بأنّه لا یُذکر في الآیة مسألة الإحباط، بل یُذکر في الآیة عدم الهدایة لو استمرّ الکفر بعد الإیمان، ولا ربط لها بالإحباط. وثانیًا هذه الآیة تشير إلی النفاق، ومعناه أنّ قومًا ممّن أسلموا فبعد إظهار الإیمان والشهادة بحقانیة الرسول، استبطنوا کفرهم، وهؤلاء الذین کانوا منافقین لا یمکن هدایتهم أصلًا، فالمنافق لا يكون مستحقًّا للثواب من أول الأمر حتی يصدق الإحباط بالنسبة إليه[18].
الآیة الرابعة: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كانُوا يَعْمَلُونَ﴾[19].
الآیة ظاهرةٌ في أنّ الشرك سببٌ لحبط الأعمال التي یعملونها من قبل، والقائلون بالإحباط یقولون بأنّ ارتكاب الذنوب والسیّئات سببٌ لحبط الأعمال الحسنة السابقة.
الجواب عن الاستدلال بالآیة:
قد نوقش فیها بأنّ العمل الذي یکون شرکًا، لا استحقاق للثواب علیها أصلًا، لا أنّه یستحقّ علیه الثواب، ثم الشرك سبب لاحباطه فالآیة تدلّ علی أنّ الشرك یمنع عن استحقاق الثواب علی الحسنات والخیرات، فلا دلالة في الآیة علی الإحباط، وهذا ممّا أجمعت علیه الأمة، بأنّ المشرك لا ثواب له علی عمله، بل یجب في العبادة أن تکون خالصةً لوجه الله وتكون قربیة [20].
الآیة الخامسة: قوله تعالى: ﴿الَّذينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ﴾[21].
وجه الاستدلال بالآية أنّ الإضلال هو الإهلاك، کما یقال أَضَلَّه، أَي أَضاعه، وأَهلكه[22]. وإهلاك الأعمال هو الإحباط، فالآیة الشریفة أوعدت بإهلاك أعمال الکافرین.
الجواب عن الاستدلال بالآیة:
قد نوقش في الاستدلال بالآیة بأنّ الإضلال في الأعمال هو حكم الله تعالی علی عدول الأعمال عن الحق والاستقامة؛ لأنّه ليس مطابقًا للهداية الإلهية، ولا يرشد عامله علی الخير والسعادة، والفعل الذي يحكم الله بضلاله بمنزلة ما لم يعمل أصلًا، فلا تدلّ الآية علی الإحباط [23].
الآیة السادسة: ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾[24]. أُستدلّ بأنّ الآیة ظاهرةٌ في أنّ الشرك سببٌ للإحباط والخسران، وهذا یدلّ علی الإحباط .
الجواب عن الآیة:
وقد قیل في الجواب عن الاستدلال بأنّ الآية لا تدلّ علی الإحباط؛ لأنّ معنی الآية أنّ الشرك بالله في العبادة أوقع العبادة علی وجهٍ لا تستحقّ الثواب؛ لأنّ العبادة تلزم أن تكون مع الإخلاص لله تعالی، ولو كانت العبادة خالصةً لوجهه لاستحقّ عليها الثواب. فالشرك فيها ينحرف العبادة عن وجهها فلا يستحقّ عليها الثواب؛ ولذلك توصف العبادة المقرونة بالشرك بأنّها محبطة، وقوله تعالی: ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ﴾، معناه أخلصْ عبادتك له تعالی دون غيره[25].
الآیة السابعة: قوله تعالى: ﴿وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾[26].
قيل إنّ الآية تدلّ على أنّ المراد من إرادة الله بعدم جعل الحظ والنفع في الآخرة، إحباط أعمالهم؛ لأنّ من أحبطت أعماله، فلا یکون له في الآخرة حظ، وهذا هو معنی الإحباط [27].
الجواب عن الآیة:
یمکن تفسیر الآیة الکریمة بما لا یلائم الإحباط ؛ لأنّ معنی الآیة هي إرادة الله أن یحرمهم من الثواب، وإذا فسّرت الآیة هکذا فلا دلالة فیها علی الإحباط. «والثاني أنّ اللّه يريد أن يحكم بحرمان ثوابهم الذي عرضوا له بتكليفهم، وهو الذي يليق بمذهبنا؛ لأنّ الإحباط عندنا ليس بصحيح»[28].
القسم الثالث: الروایات التي أُستدلّ بها علی الإحباط
وقد أُستدلّ لإثبات الإحباط ببعض الروايات الواردة من الأئمّة الأطهار (عليهم السلام):
الأول: روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله تعالىٰ: ﴿وَقَدِمْنَا إِلىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾[29]. فقال: «أما واللهِ لقد كانوا يُصَلُّون، أمَا والله لقد كانوا يصومون، ولكن كانوا إذا عرض عليهم الحرام أخذوه»[30].
الثاني: «إذا كان يوم القيامة يَقْدِمُ قومٌ على الله فلا يجدون لهم حسنات، فيقولون: إلهنا وسيِّدنا ما فعلت حسناتنا؟ فيقول تعالىٰ: أكلتها الغيبة، إنَّ الغيبة تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»[31].
الجواب: أجاب الشيخ الطوسي عن هذه الأخبار بقوله: «هذه أخبار آحادٌ لا تُرَدُّ لها أدلَّة العقول الدالَّة على بطلان التحابط. ولو صحَّت لتأوَّلناها كما نتأوَّل ظاهر القرآن لتلائم أدلَّة العقل، فيكون قوله: ﴿فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾، معناه حكمهم بذلك لأنَّهم أوقعوها على خلاف الوجه المأمور به، فلم يستحقُّوا ثوابًا، لا أنَّه حصل الثواب ثمّ زال، ويكون قوله: «لقد كانوا يصومون ويُصَلُّون»، محمولًا على أنَّهم كانوا يفعلون ذلك على خلاف الوجه المأمور كما يفعله رهبان النصارىٰ وعُبَّاد اليهود، فلا ينفعهم مع فعلهم ما حرَّم الله عليهم من تكذيب النبيِّ؛ لأنَّه إذا كان ذلك كفرًا دلَّ على [أنَّ] ما فعلوه لم يكن واقعًا على وجه القربة»[32].
الثالث: «أكلت الغيبة حسناتكم...»، وقد أجاب عنه الشيخ أيضا بقوله: «المعنى فيه أنَّه إذا فعل إنسانٌ طاعةً، وذكر أنَّ غيره ليس يفعل ذلك صار بذلك مغتابًا له، وموقعًا لفعله على وجه الرياء؛ فلذلك لم يستحقّ عليها الثواب، لا أنَّ الثواب كان حاصلًا فأزالته الغيبة»[33].
الرابع: «عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وَمَعَهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَأَصَابَ مِنْ جَارِيَةٍ لَهُ، فَأَمَرَهَا فَغَسَلَتْ جَسَدَهَا، وَتَرَكَتْ رَأْسَهَا، وَقَالَ لَهَا: إِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَرْكَبِي فَاغْسِلِي رَأْسَكِ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ فَعَلِمَتْ بِذَلِكَ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ، فَحَلَقَتْ رَأْسَهَا، فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ انْتَهَى أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) إِلَى ذَلِكَ الْمَكَانِ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ: أَيُّ مَوْضِعٍ هَذَا؟ قَالَ لَهَا: هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي أَحْبَطَ اللَّهُ فِيهِ حَجَّكِ عَامَ أَوَّلَ»[34].
والجواب عن الرواية أنّها تدلّ علی عدم إتيان المكلّف الفعل بجميع شرائطه؛ ولهذا عبّر الإمام (عليه السلام) بالإحباط.
الخامس: من دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): «وطوّقني طوق الإقلاع عمّا يحبط الحسنات، ويذهب بالبركات، واشعر قلبي الازدجار عن قبائح السّيّئات، وفواضح الحوبات، ولا تشغلني بما لا أدركه إلّا بك عمّا لا يرضيك عني غيره»[35].
والجواب عنه: «أنّ معنى الإقلاع عمّا يحبط الحسنات: الإقلاع عما يفوّت ثواب الحسنات، وهو فعلها على الوجه الذي لا ينتهض سببًا للثواب، فكأنّه يحبطها، ويبطل ثوابها»[36].
السادس: وتوجد روايات قد عُبّر فیها بالإحباط، لكنه إمّا للإرشاد إلی المنقصة، أو بمعنى عدم الإتيان بالشرائط المأخوذة في العمل أو غیرها من التأویلات:
1-عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ: «أَحَقُّ خَلْقِ اللَّهِ أَنْ يُسَلِّمَ لِمَا قَضَى اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) مَنْ عَرَفَ اللَّهَ (عَزَّ وَجَلَّ)، وَمَنْ رَضِيَ بِالْقَضَاءِ؛ أَتَى عَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَهُ، وَمَنْ سَخِطَ الْقَضَاءَ؛ مَضَى عَلَيْهِ الْقَضَاءُ، وَأَحْبَطَ اللَّهُ أَجْرَه»[37].
2- «مَنْ شَكَّ أَوْ ظَنَّ، وَأَقَامَ عَلَى أَحَدِهِمَا أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، إِنَّ حُجَّةَ اللَّهِ هِيَ الْحُجَّةُ الْوَاضِحَةُ»[38].
3-«... مَنْ صَبَرَ وَاسْتَرْجَعَ وَحَمِدَ اللَّهَ (عَزَّ وَجَلَّ)، فَقَدْ رَضِيَ بِمَا صَنَعَ اللَّهُ، وَوَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ جَرَى عَلَيْهِ الْقَضَاءُ، وَهُوَ ذَمِيمٌ وَ أَحْبَطَ اللَّهُ تَعَالَى أَجْرَهُ»[39].
4- «مَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أَجْرَهُ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، وحَرَّمَ عَلَيْهِ رِيحَ الْجَنَّةِ»[40].
5-«مَنِ اصْطَنَعَ إِلَى أَخِيهِ مَعْرُوفًا فَامْتَنَّ بِهِ، أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، وَثَبَّتَ وِزْرَهُ، وَلَمْ يَشْكُرْ لَهُ سَعْيَه»[41].
6-«مَنْ نَكَحَ امْرَأَةً حَرَامًا فِي دُبُرِهَا، أَوْ رَجُلًا، أَوْ غُلَامًا حَشَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْتَنَ مِنَ الْجِيفَةِ، يَتَأَذَّى بِهِ النَّاسُ حَتَّى يَدْخُلَ جَهَنَّمَ، وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صِدْقًا وَلَا عَدْلًا، وَأَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَه»[42].
7-«مَنْ رَمَى مُحْصَنًا أَوْ مُحْصَنَةً أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، وَجَلَدَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَك»[43].
8-«مَنْ ضَرَبَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ عِنْدَ مُصِيبَةٍ، فَقَدْ أَحْبَطَ أَجْرَهُ» [44].
9- «مَنْ سَلَّمَ عَلَى شَارِبِ الْخَمْرِ، أَوْ عَانَقَهُ، أَوْ صَافَحَهُ، أَحْبَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ عَمَلَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً»[45].
10-«مَنْ سَعَى بِأَخِيهِ إِلَى سُلْطَانٍ وَلَمْ يَنَلْهُ مِنْهُ سُوءٌ وَلَا مَكْرُوهٌ، أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَه»[46].
11-«مَنْ أَبَى الْفَرَائِضَ فَقَدْ أَحْبَطَ اللَّهُ عَمَلَهُ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَا حُجَّةَ لَهُ عِنْدَه»[47].
12- «مَنْ أَعْجَبَ بِعَمَلِهِ أَحْبَطَ أَجْرَهُ»[48].
الخاتمة
کانت مسألة الإحباط من المسائل التي دار النقاش حولها بشکلٍ واسعٍ، وقد أثبتته المعتزلة، ونفتها الأشاعرة و الإمامية، وقد استدل کلٌّ من الطائفتين بأدلةٍ متعددةٍ عقليةٍ أو نقلية، وأجابت عن الأدلة الطائفة الأخرى، ومحصل القول في الإحباط عندنا بأنّ الدلائل العقلیة قامت علی عدم الإحباط، والآيات التي وردت حولها يمكن تفسيرها بما لا تدلّ علی الإحباط، وهو أنّ العمل لو صدر غیر مطابقٍ للمأمور به فلا یستحقّ علیه المدح؛ لأنّ تطبيق المأمور به مع المأتي عنه لازمٌ في الامتثال وسقوط التكليف، وقد عبّر عن عدم إتيان الفعل علی الوجه الذي أُمر به بالإحباط، واللازم حمل الآيات الشريفة علی هذا الأمر. وكذلك الروايات لا تدلّ علی وجود الإحباط، فالصحيح عدم الإحباط كما هو مقالة الشیعة وغیرها.
المصادر
ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت، دار الفكر.
الأشعري، ابو الحسن، مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين، ويسبادن (ألمانيا)، فرانس شتاينر، 1400 ق.
البحراني، ميثم بن علي بن ميثم، قواعد المرام في علم الكلام، قم، مكتبة السيد المرعشي، ١٤٠٦ هـ.
الحلي (العلّامة)، الحسن بن يوسف بن المطهّر، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، بيروت، دار المحجة البيضاء، ١٤٣٢ هـ.
__________، الرسالة السعدية، قم، مكتبة السيد المرعشي، ١٤١٠هـ.
__________، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ١٤٣٣هـ.
الحلي (المحقّق)، نجم الدين جعفر بن الحسن، المسلك في أصول الدين، مشهد، العتبة الرضوية، ١٤١٤ هـ.
الحمّصي الرازي، سديد الدين محمود، المنقذ من التقليد، الطبعة الأولى، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ١٤١٢هـ.
السبحاني، جعفر، الإلهيات على هدى الكتاب والسنّة والعقل، قم، المركز العالمي للدراسات الإسلامية، 1412 ق.
__________، بحوث في الملل والنحل، قم، مؤسسة النشر الإسلامي - مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام).
السيوري، الفاضل المقداد بن عبد الله، إرشاد الطالبين، الطبعة الثانية، قم، مكتبة المرعشي، ۲۰۱۲م.
__________، النافع يوم الحشر، قم، مؤسسة المعارف الإسلامية.
__________، اللوامع الإلهية، قم، مؤسسة بوستان کتاب، ١٤٢٩هـ.
الشيرازي، سيد علي خان مدني، رياض السالكين في شرح صحيفة سيّد الساجدين، قم، دفتر انتشارات اسلامى، 1409 ق.
الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، الاعتقادات، الطبعة الأولى، قم، مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام)، ١٤٣٣هـ.
الطباطبائي، محمد حسین، الميزان في تفسير القرآن، قم، مكتبة النشر الإسلامي، 1417 ق.
الطوسي، محمد بن الحسن، الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد، الطبعة الثانية، بيروت، دار الأضواء، ١٤٠٦هـ.
__________، التبيان في تفسير القرآن، (نسخة برنامج مكتبة أهل البيت الالكترونية).
__________، تمهيد الأصول في علم الكلام، طهران، منشورات جامعة طهران، ١٣٦٢ ش.
الطوسي، نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن، تجريد الاعتقاد، الطبعة الأولى، قم، مكتبة الإعلام الإسلامي، ١٤٠٧ هـ.
__________، تلخيص المحصل، الطبعة الثانية، بيروت، دار الأضواء، ١٤٠٥هـ.
العبيدلي، عميد الدين عبد المطلب بن مجد الدين الحسيني، إشراق اللاهوت في نقد شرح الياقوت، طهران، مركز ميراث مكتوب، ۱۳۸۱ ش.
فياض اللاهيجى، عبد الرزاق، سرمايه ايمان در اصول اعتقادات، تهران، انتشارات الزهراء، 1372 ش.
القاضي عبد الجبار، قوام الدين مانكديم، شرح الأصول الخمسة، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1422 ق.
المرتضى، علي بن الحسين بن موسى، الانتصار، قم، مؤسسة النشر الإسلامي.
___________، الذخيرة في علم الكلام، قم، مؤسسة النشر الإسلامي.
___________، الملخّص في أصول الدين، الطبعة الأولى، طهران، مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، ۱۳۸۱ ش.
___________، شرح جمل العلم والعمل، قم، دار الأسوة، ١٤١٩هـ.
المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، دار المفيد، ١٤٣١هـ.
___________، الإعلام بما اتفقت عليه الإمامية، قم، دار المفيد، ١٤٣١هـ.
___________، المسائل السروية، قم، المؤتمر العالمي للشيخ المفيد، 1413 ق.
___________، المسائل العكبرية، قم، دار المفيد، ١٤٣١هـ.
___________، أوائل المقالات، قم، دار المفيد، ١٤٣١ هـ.
___________، تصحيح اعتقادات الإمامية، قم، دار المفيد، ١٤٣١هـ.
النوبختي، إسحاق بن إبراهيم، الياقوت في علم الكلام، قم، مكتبة السيد المرعشي، ۲۰۰۷م.
___________، الحسن بن موسى، فرق الشيعة، النجف، منشورات المكتبة المرتضوية.
النوري، حسین بن محمد تقي، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، بيروت، مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث، 1408ق.
---------------------------------------
[1] الشريف المرتضى، الذخیرة فی علم الکلام، ص312.
[2] الطوسي، الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد، ص: 199.
[3] والردُّ عليهم في تمسُّكهم بهذه الآيات أنْ يقال لهم: «اتَّفقنا نحن وإيَّاكم علىٰ أنَّ ظواهر القرآن ينبغي أنْ تُبنى علىٰ أدلَّة العقول، ولا تُبنى أدلَّة العقول علىٰ القرآن؛ لأنَّ العقل هو الأصل وما عداه فرعه؛ ولأنَّ الكلام يدخله الاحتمال والمجاز والأدلَّة لا تدخلها شيء من ذلك... وإذا كان كذلك، وقد دلَّلنا علىٰ بطلان الإحباط ... وجب صرف ما يرد من القرآن بخلاف ذلك إلى غير ظاهره، وتأويله علىٰ ما يوافق الدليل العقلي». الحمصي، المنقذ من التقلید ج2، ص: 70.
[4] الطوسي، الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد، ص: 199.
[5] الشريف المرتضی، الذخيرة في علم الكلام، ص: 312.
[6] انظر: الشريف المرتضی، الذخيرة في علم الكلام، ص: 311.
[7] انظر: الشريف المرتضی، الذخيرة في علم الكلام، ص: 311؛ الطوسي، الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد، ص: 199؛ الحمصي، المنقذ من التقليد، ج2، ص: 70.
[8] الحجرات:2
[9] الطوسي، التبيان، ج9، ص340.
[10] انظر: الطوسي، التبیان فی تفسیر القرآن، ج9، ص341.
[11] هود: 114.
[12] انظر: الطوسي، الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد، ص: 200.
[13] انظر: الحمّصي، المنقذ من الضلال ص72؛ اللاهيجي، سرمايه ايمان در اصول اعتقادات، ص: 167.
[14] البقرة: 264.
[15] الحجرات: 2.
[16] انظر: اللاهيجي، سرمايه ايمان در اصول اعتقادات، ص: 167.
[17] آل عمران: 86.
[18] انظر: الطوسي، التبیان في تفسیر القرآن، ج2، ص512.
[19] الأنعام: 88.
[20] انظر: الطوسي، التبیان في تفسیر القران،ج4، ص197.
[21] محمد :1.
[22] ابن منظور، لسان العرب، ج11، ص393.
[23] انظر: الطوسي، التبیان في تفسیر القرآن، ج9، 928.
[24] الزمر: 65.
[25] انظر: الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج9، ص: 44.
[26] آلعمران :176.
[27] انظر: الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج3، ص: 56.
[28] م.ن، ج3، ص: 56.
[29] الفرقان :23.
[30] الحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ الدَّيْلَمِيُّ فِي إِرْشَادِ الْقُلُوبِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم): «أَنَّ قَوْمًا يَجِيئُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ أَمْثَالُ الْجِبَالِ، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ هَبَاءً مَنْثُورًا، ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ، فَقَالَ سَلْمَانُ: صِفْهُمْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ قَدْ كَانُوا يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَأْخُذُونَ أُهْبَةً مِنَ اللَّيْلِ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا عُرِضَ لَهُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْحَرَامِ وَثَبُوا عَلَيْه».
[31] الشَّيْخُ الْمُفِيدُ فِي الرَّوْضَةِ، عَنِ الْبَاقِرِ(عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَقْبَلَ قَوْمٌ عَلَى اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فَلَا يَجِدُونَ لِأَنْفُسِهِمْ حَسَنَاتٍ؛ فَيَقُولُونَ إِلَهَنَا وَسَيِّدَنَا مَا فَعَلْتَ حَسَنَاتِنَا؟ فَيَقُولُ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ): أَكَلَتْهَا الْغِيبَةُ إِنَّ الْغِيبَةَ تَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَلْفَاءَ». مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، ج9، ص، 124.
[32] الطوسي، الرسائل العشر، ص325.
[33] م.ن، ص 325.
[34] الطوسي، تهذيب الأحكام، ج1، ص، 134.
[35] الصحيفة السجادية الكاملة، ص ٢٦٧.
[36] المدني، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين، ج7، ص، 73.
[37] الكليني، الكافي، دار الكتب الإسلامية، ج2، ص62.
[38] م.ن، ج2، ص400.
[39] م.ن، ج3، ص، 223.
[40] ابن بابويه، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص12.
[41] م.ن، ج4، ص17.
[42] ابن بابويه، ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، ص282.
[43] م.ن، ص285.
[44] التميمى الآمدي، تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم، ص262.
[45] الشعيري، جامع الأخبار، ص152.
[46] الشيخ الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج17، ص181.
[47] المجلسي، بحار الأنوار، بيروت، ج22، ص292.
[48] الليثي الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، ص449.