البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

ردود حول الحسين وكربلاء

الباحث :  الشيخ عبد القادر ترنني
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  9
السنة :  السنة الثالثة - شعبان المعظم 1437هـ / 2016م
تاريخ إضافة البحث :  June / 25 / 2016
عدد زيارات البحث :  1360
تحميل  ( 288.158 KB )
ردود حول الحسين وكربلاء
الشيخ عبد القادر ترنني

عندما ننطق باسم الحسين يجب أن تكون قلوبنا مفعمة بالإيمان وبالطهارة؛ إذ الحسين بضعة جده رسول الله «حسين مني وأنا من حسين» لقد قرأ هؤلاء الأحاديث وما عرفوا لها مبنى ولا معنى، ولعل من أبسط معاني هذا الحديث أن الذي يقبل ما وقع على الحسين يقبله على جده رسول الله، وعليه فإن من يدعي بأن قتلة الحسين قد ارتكبوا هذه الجريمة العظيمة بشريعة محمد رسول الله (ص) فقد أعظم على الله تبارك وتعالى الفرية ولوى عنق النصوص، تمامًا كما فعل اليهود وأتباعهم، في هذا الصدد.
علينا أن نتنبه بأن الدفاع عن الحسين لا يقل شأنًا بحالٍ من الأحوال عن الدفاع عن رسول الله (ص)، فإن الذين قتلوا الحسين إنما أرادوا الانتقام من رسول الله (ص) ولم يستحوا من ذلك.
وأما الأحاديث التي يستشهد بها أتباع عبيد الله وأبناء يزيد ومعاوية فهي أحاديث صرفت إلى غير معناها الحقيقي، إذ إن النبي أخبر عن معاوية، أنّه هو الذي سينازع عليًّا (ع) الخلافة، ولقد أمر في أحاديث كثيرة بقتله متى رقى المنبر الشريف، وأخبر أنه في النار.
وهكذا استدل النواصب أتباع الظلمة في كل عصر وزمان بأحاديث حرفوا معانيها ولم يجرؤ العلماء الربانيون أن ينتقدوا كذبهم وفجورهم وتحريفهم؛ لأن الظلمة كانوا يقفون في وجه كل حركة إصلاحية؛ بل يجابهونها بالحديد والنار.
أيها الإخوة لنكن عقلانيين ولنرد على هؤلاء المحرفين بعقلانية؛ لأنهم يعملون ضمن دائرة الانحراف المبرمج بحيث يدسون السم في الدسم، ولا تغرنكم هيئة إنسان أو عظم لحيته وجثته، فإن الله تعالى لاينظر إلى أجسادنا وصورنا؛ وإنما ينظر إلى قلوبنا، فإذا كانت قلوبنا تحمل الغل والحقد على رسول الله (ص) وفلذة أكباده باسم الإسلام، فعـن أي إسلام نتكلـم، وإلى أي إيمـان نريد أن ندعـو الناس؟
ألدين بني أمية الذين رآهم النبي قبل موته في رؤياه، وهم ينزون على منبره كما تنزو القردة؟ أندعو لدين معاوية إمام الفئة الباغية الداعية إلى النار على لسان سيد الخلق؟ أندعو لدين معاوية الذي سن سباب علي على المنابر فحقّقت بذلك لعنة الله ومقته على لسان أم المؤمنين أم سلمة؟
يا مسلمون هل حدثكم علماؤكم بأن معاوية هو من خطط لقتل عمر بن الخطاب؟
وهل أخبركم علماؤكم بأن معاوية هو من قتل محمد بن أبي بكر الصديق؟
وهو من قتل راهب الصحابة حجر بن عدي؟!
وهو من أوصى ولده بقتل الحسين!! وهو أول ثلم في الإسلام ثلم وخرقًا لايلتئم إلى قيام الساعة؟!
هل أخبركم علماؤكم بأن من نسل أبي سفيان سيخرج السفياني الذي أظلنا زمانه والذي سيحارب الإمام المهدي (ع) ابن رسول الله؛ ليعيد إلى ذاكرتكم واقعة كربلاء ؟!
الحديث خطير وعلى كل مسلم أن يعرف لماذا بكى رسول الله ساعة جاءه الملاك وأخبره بأن أمته قاتلة ابنه الحسين. لئن كان القاتل للحسين من الأمة التي دعيت للإسلام فلبت فلا مؤمن على وجه الأرض، ولئن كان قتلة الحسين من الذين دعوا للإسلام فلم يلبوا فكيف يكونون مسلمين؟ وكيف يكون المدافع عنهم مسلمًا؟ إن هذا للعجب العجاب؟ والله لو نوى أو أضمر إنسان الشر لملك من ملوكهم الذين يعبدونهم من دون الله ويعظمونهم من دون رسول الله لحكموا عليه بالقتل من قبل أن يتأكدوا من حقيقة مراده، أما الحسين فإنهم لا يهتمون لأمره لأنه ابن سيد المساكين.
ثم لماذا كان الحسنان سيدي شباب أهل الجنة؟ وسيد الشهداء هو رجل يقول كلمة حق عند سلطان جائر، والحسنان قد لقيا القتل من أشد الحاكمين الظالمين الجائرين؛ لأنهما كانا مثال السائرين على منهج الله والمنافحين عن خط رسول الله(ص) والمدافعين عن العقيدة الصافية، فأعجب لمن يترحم على الظالم مدعيًا الإسلام والله تعالى قد لعن الظالمين وأشياعهم ووعدهم بالعذاب المقيم، وإذا كان الله تعالى هو الحكم فنعم الحكم الله ولا مغير ولا مبدل لحكمه.
حقًا لقد حكم النبي (ص) على كل من قتل الحسين أو شارك في قتله أو ساعد على قتله بقلمه أو بسيفه بأنه في النار ولولا ذلك لما كان الحسين سيد شباب أهل الجنة في الجنة. وهؤلاء النواصب هم الذين يفسرون الوقائع والنصوص على غير معناها، فليتكلموا بلسان الناصبة لا بلسان السنة؛ لأن السنة برآء من مذهبهم، وليرجع من أراد الاستزادة بما جاء عن الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أبي حنيفة وكل العلماء الربانيين الذين حاربتهم السلطات الحاكمة، فاللهم إنا نبرأ إليك من عقيدة الناصبة ومن مذهبهم ومن كفرهم واعتدائهم بأقلامهم وسيوفهم على عترة رسول الله (ص)، اللهم فاشهد أني قد بلغت وأني بريء من كل من عرف الحق فلم يبلغه.
سبق وعلقنا بما فيه الكفاية على هذا الكلام الذي لا يمت إلى الإسلام بصلة، وإن كل من يذكر هذا الكلام معتقدًا به، ليس من محمد رسول الله (ص) لا من قريب ولا من بعيد، وإن هذا الأسلوب الساقط في الحديث عن لحم ودم رسول الله لهو من أساليب النواصب الذين يدعون الانتماء إلى السنة؛ ليشوّهوا صورتهم وليحدثوا النزاعات والصراعات بين المسلمين سنة وشيعة تحت ستار الدين والإسلام.
ولقد عرف المسلمون جميعهم طبيعة انحراف هذه الطائفة المتجلببـة بالدين، الداعيـة إلى القتل وسفـك الدماء ونصرة الظـالمين. فالله حسبنا ونعم الوكيل.