البحث في...
إسم البحث
الباحث
اسم المجلة
السنة
نص البحث
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة

ثمرات انعقاد المجلس الحسيني وأدلة مشروعية البكاء على الحسين (ع)

الباحث :  الخطيب أ.م.د رزاق حسين العرباوي الموسوي
اسم المجلة :  العقيدة
العدد :  9
السنة :  السنة الثالثة - شعبان المعظم 1437هـ / 2016م
تاريخ إضافة البحث :  June / 25 / 2016
عدد زيارات البحث :  1459
تحميل  ( 427.072 KB )
ثمرات انعقاد المجلس الحسيني
وأدلة مشروعية البكاء على الحسين (ع)

الخطيب أ.م.د رزاق حسين العرباوي الموسوي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين
ونحن نعيش هذه الايام أيام محرم الحرام, أيام عاشوراء, ذكرى ثورة الحسين بن علي بن ابي طالب (ع), ابن الزهراء (ع) ريحانة المصطفى (ص): «الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا»(1). وهو رَوْحٌ من رسول الله (ص) «حسين مني وأنا من حسين أحبَ اللهُ من أحبَ حسيناً, حسين سبط من الأسباط»(2).
فنعيش أيام هذه الثورة المباركة التي قامت ضد نظام بني أمية المتمثل آنذاك بنظام الطاغية يزيد, شارب الخمور, اللاعب بالقرود والفهود, المعلن بالفسق والفجور, كما يروي المؤرخون . كابن حجر وغيره (3).. ويكفي يزيد (لع) خزياً وعاراً ما قاله ابنه (معاوية الثاني) عندما مات والده يزيد واصفاً إياه بقوله: «... ومن اعظم الامور علينا علمنا بسوء مصرعه, وبؤس منقلبه وقد قتل عترة الرسول, وأباح الخمر, وضربَ الكعبة»(4). فنعيش أيام هذه الثورة التي قامت في مطلع العام 61 للهجرة النبوية الشريفة, بعد ان رفض الحسين (ع) بيعة يزيد الاجرام بالمدينة المنورة مدينة جده (ص)، وخرج الى مكة المكرمة لائذاً بها من جور بني أمية, حتى اذا وصل الى مكة المكرمة كاتبه اهل العراق وبالخصوص اهل الكوفة بقضهم وقضيضهم, طالبين منه المجيء اليهم ومعلنين رفضهم التام ليزيد ونظامه الجائر, وهم على اتم الاستعداد للانضواء تحت زعامة الحسين (ع) وقيادته الحكيمة؛ ليُعيد بهم الى الاسلام الاصيل اسلام الحكومة الربانية, الحكومة المحمدية الاصيلة حكومة جده المصطفى (ص).
وكان الجهاز المخابراتي والاستخباراتي يتابع حركة الحسين (ع) عن كثب وإمعان خطوة بخطوة وساعة بساعة . اين وصل, ومتى وصل, ومن التقى به, ومن زاره ومن سلمَ عليه ومن كتب له.
وأخيراً قرر نظام الفجور ان يغتال الحسين (ع) بأي حال كان ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة, وعلم الحسين (ع) بذلك فخاف من هتك حرمة الكعبة المقدسة, فقرر ان يخرج من مكة يوم الثامن(8) من ذي الحجة يوم التروية عام 60 للهجرة النبوية الشريفة, قاصداً الكوفة من العراق . وعلم والي يزيد عبيد الله بن زياد, وهو المجرم الثاني في هذا النظام المتهتك فجهز جيشاً بقيادة (الحر بن يزيد)؛ ليصد الحسين (ع) عن الوصول الى الكوفة, حتى أُنزل الحسين (ع) بأرض فلات, أرض عارية, أرض كربلاء . ويأخذ ابن زياد بأمر يزيد اللعين بتجهيز جيش جرار؛ لمحاصرة الحسين (ع) وقتله هو ومن التحق به, وقتل كل من اراد الالتحاق به قبل وصوله الى الحسين (ع) وإرعاب وإخافة الذين يميلون الى الحسين (ع), وجاءت الجيوش تترا الى كربلاء بعد ان وصلها الحسين (ع) يوم الثاني من محرم الحرام بداية السنة الهجرية الجديدة من العام 61هـ.ق.
وتكاملت عدة تلك الجيوش يوم السابع من محرم الحرام التي بلغ عددها قرابة الثلاثين الفاً كما قال الامام السجاد علي بن الحسين (ع): (ازدلف اليه ثلاثون الف رجل يزعمون انهم من هذه الأمة...)(5). وحاصروا الحسين (ع) ومنعوه وعياله وأطفاله وأهل بيته وأصحابه من الماء وأصابهم الظمأ من يوم السابع من محرم حتى ليلة الحادي عشر من محرم(6).. وقتلوهم تلك القتلة الشنيعة حتى الطفل الرضيع ورضوا الاجساد واحرقوا الخيام وقطعوا الرؤوس ورفعوها على اطراف الرماح وسبوا النساء والاطفال بعد ان قيدوهم بالحبال والاغلال, يطوفون بهم البلدان حتى اخذوهم الى عاصمة النظام الاموي دمشق الشام بتلك الحال المأساوية التي ابكت كل عين وكسرت كل قلب .
ونحن اذ نعيش هذه الذكرى الأليمة الحزينة, وهذه الحال المأساوية الفظيعة وهذا الانحطاط الشديد في نفوس المسلمين, اذ بَعْدُ لم تبلَ ملابس رسول الله (ص)، ومـا زال صوت النبي (ص) يُدَوي في أسمـاعهم (اني تـارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي) (7)، وقوله (ص): «حسين مني وأنا من حسين أحبَ اللهُ من أحبَ حسيناً, حسين سبط من الأسباط» (8).

أليست هذه نكبة تصيب المسلمين إذ يُقتل ابن بنت نبيهم ويُفعل به هذا الفعل الشنيع الذي تأباه كل المبادئ الانسانية فضلاً عن المبادئ الاسلامية, ولم ينكر منهم احد, الا افراد على عدد اصابع اليد, فأي انحطاط وصلت اليه النفوس, وأي موت أمات تلك القلوب, وأي ذلِ وخنوع عاشته تلك الجموع !؟

فنحن نرفض هذا الخنوع والذل وهذا الانحطاط السحيق أولاً, ونعلن عن ولائنا لرسول الله (ص) ولآله وخصوصاً لولده الحسين (ع) ولموقفه الأبي موقف العز والإباء موقف السمو والشموخ ثانياً . وانه ليتم اعلان ولائنا ونصرتنا للحسين (ع) ورفضنا لانحطاط تلك النفوس وخنوعها وذلتها ولمن يمشي على ركبهم على مر الأزمان والدهور, رفضنا التام لذاك النظام الاموي المستهتر بكل مبدأ أقرته الأديان والإنسانية . ومن يسير على نهجه, وذلك عبر عدة موارد من أهمها هو ما يأتي:

عقد المجالس على الحسين (ع) وذكر ما جرى عليه وما اصابه ونبكي ونتباكى على ذلك, وعقد هكذا مجالس تترتب علها ثمرات متعدّدة :


ثمرات عقد المجالس على الحسين (ع) والبكاء عليه:

ان عقد المجالس على الحسين(ع) او البكاء عليه تترتب عليها ثمرات متعددة من أهمها:

اعلاناً مِنا عن الولاء والمحبة والنصرة للحسين (ع) ابن بنت نبينا (ص)، وهو اعلان عن نصرة الاسلام ونصرة نبي الاسلام وهو جد الحسين (ع).

اعلاناً منا على السير على دينه ودين ابيه وجده المصطفى (ص) مهما كلفنا من ثمن ، والسير على هذا هو سير على مبادئ الاسلام الحق .

بيان ما جرى عليه (ع) وعلى اهل بيته وصحبه وعياله وأطفاله من انتهاكات وجرائم مأساوية تتنافى مع كل المبادئ الانسانية والدينية وإدانتها بأشد إدانة وإيصالها الى كل الأجيال جيلا بعد جيل .

رفض الخنوع والذل والخضوع للظلم والاضطهاد مهما عظمت قوته واشتد ساعده.

التمسك بمبادئ الدين والتضحية من اجله بالغالي والنفيس.

التبري من النظام الاموي وممن يسير على دربه ونهجه؛ لأنّه نظام جاهلي بلباس الاسلام.

اظهار دجل الامويين وانحرافهم ونفاقهم وكيفية وحشيتهم وعدائهم لرسول الله (ص) قبل فتح مكة وبعد استسلامهم بعد فتح مكة.

كشف مؤامرات الأمويين ضد الاسلام والمسلمين .

محاربة الظلم والظالمين وكل الأنظمة الطاغوتية والدكتاتوية مهما عظمت شوكتها واستحكمت هيمنتها وسطوتها تأسيا واقتداء بالحسين (ع)؛ لأنّه ثار ضد الحكم الاموي وكان الحكم الأموي دولة امبراطورية كبيرة يمتد سلطانها عبر قارتين (آسيا وأفريقيا) ولها هيمنة مستحكمة وسطوة غاشمة تسحق كل من يعارضها بكلمة, وعقد المجالس على الحسين (ع) تجعله حيا في القلوب ومبادئه التي ثار من أجلها وشعاراته التي هتف بها يوم عاشوراء كشعاره التي هتف به مثلا يوم عاشوراء «وإن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتثن, بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة...» كل هذا يكون مشعلا وهاجا في قلوب وضمائر أهل الإيمان بل في قلب كل إنسان يريد أن يتنفس عبير الحرية كما هتف به الحسين (ع) كونوا أحرارا في دنياكم .


أدلة مشروعية البكاء على الحسين (ع) :

لو قال لنا قائل كما قالوا : ان الاسلام لا يُجوّز البكاء على الميت, وان البكاء على الميت يؤذيه فإن بكاءكم على الحسين يؤذيه ويُبعدكم عن رضا الله تعالى. فما هو جوابنا على هذه الشبهة او على هذا الاشكال ؟

والجواب على ذلك هو الآتي :

اولاً : نقول من قال لكم ان الاسلام لا يُجوز البكاء على الميت، فإنّه لا دليل على ذلك .

ثانياً : لدينا أدلة كثيرة على اباحة البكاء وجوازه؛ بل على رجحانه واستحبابه لا على اباحته وجوازه فقط .

ودليلنا على نحويين: دليل قرآني ودليل سنّتي.

وقبل ان ابدأ بعرض الادلة احب ان انبه ان البكاء حال غريزية في الانسان متأصلة، وليست حالٌ عارضة وهي تعبير عن صفة الرحمة؛ ولهذا نقرأ عند علماء النفس والأخلاق انهم لم يجدوا بين الصفات الانسانية كلها صفة افضل واشرف من الرحمة ورقة القلب على الاخرين .

ولذا نجد القرآن الكريم يبين منة الله سبحانه ولطفه ونعمته على الذين اتبعوا عيسى (ع) ان جعل في قلوبهم الرأفة والرحمة، فهذا قرآننا الكريم ينطق عن الحكيم جل وعلا: ﴿وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً...﴾ (9)؛ ولذا استدعى هذا الامر بعض الفلاسفة ان يعدلوا عن تعريف الانسان بالحيوان الناطق الى أنه (حيوان ذو عطف) وعليه فلا إنسانية مطلقاً بدون العطف على مصائب الاخرين وبدون الرحمة والرقة على آهات وأنات المظلومين . إذاً البكاء على المظلومين والشهداء وعلى رأسهم الحسين (ع) امر طبيعي وعقلائي وظاهرة فطرية في مقابل قسوة القلب والغلظة وموت الضمير . وهي اخطر الامراض النفسية المعبر عنها بموت القلب وقسوته . وهذا ما ينطق به القرآن الكريم كذلك، إذ هو يصف الانبياء و ذراريهم وأتباعهم اصحاب القلوب الحية المتنورة بالإيمان والتقوى بأنهم اذا سمعوا آيات القرآن الكريم يخرون ساجدين باكين, يقول سبحانه: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَـــاتُ الرَّحْمَنِ خـَــرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾(10).

فالبكاء إذاً حال طبيعية غريزية في الانسان تعبر عن صفة الرحمة والرقة وعن حياة القلب دون قسوته وغلظته؛ ولذا نجد القرآن الكريم ينكل باليهود ويعبر عن تنكيله وذمه لهم بأنهم قساة القلوب يقول سبحانه: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ (11).

ولنعد الى بيان ادلة اباحة وجواز البكاء؛ بل على رجحانه ومحبوبيته قرآناً وسنةً:


أولاً : الدليل القرآني على جواز البكاء على الحسين (ع):

1- ما نص عليه القرآن الكريم من بكاء يعقوب لفراق ولده يوسف وهو حي في دار الدنيا حتى ذهب بصره وحتى قيل له ﴿تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ﴾ (12). و(تفتؤ) أي لا تزال ومعناه انك دائماً تلهج بذكر يوسف(ع) (13). ﴿حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا﴾ و الحرض المرض والهزال والاشراف على الهلاك أي حتى تصير مريضاً مهزولاً مشرفاً على الهلاك, او المدنف الهالك من شدة الوجع(14)، أو يُذيبك الهم (15).

واما الآية التي سبقت هذه الآية أي آية 84 من (سورة يوسف) تبين عمق الالم وشدته حتى فقد يعقوب (ع) من شدة بكائه على يوسف بصره . يقول سبحانه: ﴿وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾(16). وابيضت عيناه : أي انقلب سواد عينيه بياضاً من كثرة البكاء(17), أو انمحق سوادهما وبدل بياضاً من بكائه(18).

ولذا روى الطبري في تفسيره عدة روايات مسندة فيها : ان يوسف (ع) سأل جبرئيل ما بلغ من حزن ابيه يعقوب ؟ قال : حزن سبعين مثكلة او ثكلى, والثكلى هي التي لديها ولد واحد ثم مات(19).

وروى الطبري في تفسيره ايضاً بسنده عن الحسن ـ وهو الحسن البصري ـ قال: كان منذ خرج يوسف من عند يعقوب الى يوم رجع ثمانون سنة لم يفارق الحزن قلبه, حتى ذهب بصره (20).. وانّ ملك الموت دخل على يعقوب (ع) فقال له: أجئت لتقبضني قبل ان أرى حبيبي؟ فقال: لا، ولكن جئتُ لأحزن لحزنك وأشجوا لشجوك(21).

وجاء في الكشاف و تفسير النيشابوري قيل : ما جَفت عينا يعقوب من وقت فراق يوسف الى حين لقائه ثمانين عاماً, وما على وجه الارض اكرم على الله من يعقوب(21).

وفي تفسير النيشابوري نقل ان جبرئيل (ع) دخل على يوسف حينما كان في السجن فقال : ان بصر أبيك ذهب من الحزن عليك . فوضع يوسف يده على رأسه فقال : ليت امي لم تلدني, فلم اكن حزناً على ابي (22).

فهذا يعقوب المتبع لملة جده ابراهيم (ع) قد بكى على فراق يوسف السنين المتطاولة حتى ابيضت عيناه, وابنه حي في دار الدنيا وقد أُعطي ملك مصر .

2- بكاء يوسف (ع) على ابيه يعقوب على ما لقي من وجد على فراقه وتمنيه ان لم يولد ـ كما سمعت آنفاً في رواية الطبري ـ انه بكى لما كان في السجن ولم يلق اباه بعد . ورواية النيشابوري انه وضع يده على رأسهِ فقال ليت امي لم تلدني فلم اكن حُزناً على ابي .

3- حزن ملك الموت لحزن يعقوب, وشجواه لشجوه, كما مر آنفاً في رواية الرازي فملك الموت حزن ليعقوب لما بكى على ولده وهو حي في دار الدنيا .

وياهل ترى البكاء على الحي اولى من البكاء على الميت أو البكاء على الميت أولى! وأيُ ميت! هو وأي قتيل هو! وأي شهيد هو؟! هو الحسين ابن بنت رسول الله(ص) وسيد شباب اهل الجنة كما قال الرسول (ص) : (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة)(23) . فانه لا يدل على جواز البكاء وحسب؛ بل يدل على رجحانه ومحبوبيته؛ وذلك لأننا نقتدي بالرسل والأنبياء, كذلك نستدل به على استمراريته أي استمرار البكاء على الحسين (ع)؛ ذلك لأنّه مازال يعقوب (ع) بكى على ابنه ثمانين عاماً فاذا صح في الثمانين صح في المائة واذا صح في المائة صح في المائتين وهكذا في الالف وفي الالفين.

ولهذا استدل الامام زين العابدين (ع) على بكائه على ابيه الحسين (ع) كل تلك الفترة التي عاشها بعد ابيه الحسين (ع) ببكاء يعقوب (ع) على ولده يوسف (ع) وهو حي, فقد روى الرواة انه سأله احد اصحابه مشفقاً على الامام زين العابدين (ع) مما رآه من شدة وجده وبكائه على الحسين (ع) فقال : (يا سيدي اما آن لحزنك ان ينقضي, ولبكائك ان يقل؟) فقال (ع) له: (ويحك ان يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم (ع) كان نبياً ابن نبي, كان له اثنا عشر ابناً, فغيبَ الله سبحانه واحداً منهم, فشاب رأسه من الحزن, واحدودب ظهره من الغم, وذهب بصره من البكاء, وابنه حي في دار الدنيا, وأنا رأيتُ ابي وأخي وسبعة عشر من اهل بيتي صرعى مقتولين, فكيف ينقضي حزني ويذهب بكائي !؟)(24) وأحب أن أنبه إلى أنّ كل ما ذكرته من الروايات هي تفسيرا وتأييدا للدليل القرآني .


ثانيا : الادلة على جواز البكاء على الحسين (ع) من السنة النبوية الشريفة, والسنة هي قول النبي (ص) وفعله وتقريره:

1- الدليل الأول بكاء النبي (ص) على عمه حمزة يوم احد لما استشهد:

جاء في السيرة الحلبية عن ابن مسعود قال : ( ما رأينا رسول الله (ص) باكياً اشد من بكائه على حمزة, وضعه في القتلة, ثم وقف على جنازته حتى نشق ـ أي شهق حتى بلغ الغشي ـ يقول : يا عم رسول الله, وأسد الله وأسد رسوله, يا حمزة يا فاعل الخيرات, يا حمزة يا كاشف الكربات, يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله)(25).

وذكر صاحب السيرة الحلبية : انه لما عاد النبي (ص) الى المدينة سمع نساء الانصار يبكين على ازواجهنَ و ابنائهنَ و اخوانهنَ فقال (ص) حمزة لا بواكي عليه. وبكى (ص) ـ ولعله لم يكن لحمزة (ره) بالمدينة زوجة ولا بنت ـ فأمر سعد بن معاذ نساءه ونساء قومه ان يذهبن الى بيت رسول الله (ص) يبكين حمزة بين المغرب والعشاء, كذلك اسيد بن حضير امر نساءه ونساء قومه ان يذهبن الى بيت رسول الله (ص) يبكين حمزة – الى ان قال فلما رجع (ص) من المسجد من صلاة المغرب سمع البكاء فقال ما هذا ؟ فقال نساء الانصار يبكين حمزة. فقال النبي (ص) : (رضي الله عنكنَ وعَنْ أولادكنَ) .

واخرج الحاكم وصحيحه عن جابر قال :( فقد رسول الله (ص) حمزة حين فاء الناس من القتال فقال رجل : رأيته عند تلك الشجيرات وهو يقول انا اسد الله واسد رسوله اللهم ابرأ مما جاء به هؤلاء ابو سفيان واصحابه واعتذر اليك مما صنع هؤلاء بانهزامهم ) . فجاء رسوال الله(ص) نحوه فلما رأى جثته بكى ولما رأى ما مثل به شهق ثم قال... . (26)

وفي شرح النهج لابن ابي الحديد قال : يعني الواقدي : وكانت فاطمة بنت رسول الله (ص) تأتيهم يعني قتلى احد بين اليومين والثلاثة فتبكي عندهم وتدعوا(27).

ولا شك ان استمرار ذلك منها كما تدل عليه العبارة كان باطلاع رسول الله (ص) ورضاه وتقريره، فدل فعل النبي (ص) للبكاء وتقريره للباكيات على جوازه وعلى جواز رفع الصوت به, كما هو معنى البكاء بالمد, وكما يدل عليه حصول الشهيق منه (ص) .

ونساء الانصار انما كن يبكينَ مع الصوت ولذلك سمع النبي (ص) بكائهن, وحسبك بقول النبي (ص) لكن حمزة لا بواكي له, ـ رغم ان مفاد الروايات انه كانت لحمزة بنتاً في المدينة اسمها فاطمة التي جاء بها علي (ع) في بداية الهجره مع ركب الفواطم ـ حثاً على البكاء على حمزة من قبل نساء المسلمين؛ لبيان اهمية هذا البطل الضرغام اسد الله وأسد رسوله. و اظهاراً للمحبة له. فالفعل والقول والتقرير منه (ص) متظافرة على جواز البكاء ولو مع الصوت ورجحانه المؤكد.

وقد استمر البكاء على حمزة من قبل النساء في المدينة المنورة حتى صار الحال اذا اردنَ البكاء على امواتهنَ يبكين اولاً على حمزة (ع) بعد سماعهن قول النبي(ص) لكن حمزة لا بواكي له . وهذا ما ذكره صاحب الاستيعاب قال: ذكر الواقدي قال لم تبكِ امرأة من الانصار على ميت بعد قول رسول الله (ص) لكن حمزة لا بواكي له الى اليوم إلا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت ميتها (28). وهذا في عصر النبي (ص) وعصر الصحابة والتابعين وتابعي التابعين من غير نهي عنه وإلا لنقل الينا دليل واضح على ان الجواز والرجحان لم يكن مختصا بالوقت من الوفاة؛ بل يعم جميع الازمان, ولو كان زمن الموت بعيداً, على انه اذا كان جائزاً وراجحاً فلا يتفاوت الحال بين الازمان لعدم الفارق بينها.

2- الدليل الثاني: على مشروعية البكاء وهو :

بكاء النبي (ص) على ابن عمه جعفر بن ابي طالب وزيد بن حارثة, وبكاء الزهراء (ع) على عمها جعفر وندبها له بحضور ابيها واستحسانه ذلك . فقد اخرج البخاري في صحيحه عن انس بن مالك قال : قال النبي (ص) أخذ الراية زيد فأُصيب, ثم اخذها جعفر فأُصيب, ثم أخذها عبد الله بن رواحه فأُصيب,وان عيني رسول الله (ص) لتذرفان(29) .

وجاء في الاستيعاب في ترجمة جعفر بن ابي طالب : ولما اتى رسول الله (ص) نعي جعفر أتى امرأته اسماء بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه, فقال رسول الله(ص): (على مثل جعفر فلتبك البواكي)(30). ففيه تقرير لفاطمة (ع) على بكائها وندبها لجعفر بقولها: واعماه, واستحسان لذلك وحثّ عليه بقوله (ص): على مثل جعفر فلتبكِ البواكي, فإنه امر وحثّ على البكاء على جعفر وأمثال جعفر من عظماء الرجال بأبلغ عبارة .

3- الدليل الثالث : بكاء النبي (ص) على ولده ابراهيم (ع) :

جاء في المستدرك على الصحيحين بسنده عن عطاء عن جابر عن عبدالرحمن بن عوف (رض) قال : ثم اخذ النبي (ص) بيدي فانطلقتُ معه الى ابراهيم ابنه وهو يجود بنفسه, فأخذه النبي (ص) في حجره حتى خرجت نفسه قال فوضعه وبكى، قال: فقلتُ: تبكي يا رسول الله وأنت تنهى عن البكاء قال (ص): اني لم انهَ عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين: ثم نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان وصوت، ثم مصيبة لطم وجوه وشق جيوب وهذهِ رحمة ومن لا يَرحم لا يُرحم، ولولا انه وعد صادق وقول حق وان يلحق أولانا بأخرانا لَحَزنا عليك حزناً اشد من هذا وإنا بك يا ابراهيم لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يُسخط الرب(31). وجاء في سنن ابن ماجه يسنده عن انس بن مالك شبيه بهذا(32).

فقد ظهر لك من الحديث المتقدم قول الرسول (ص) انه لم ينه عن البكاء كما زعم المخالف, وان البكاء رحمة ومن صفات المؤمن الرحمة لا القسوة .

وقول الرسول (ص) من لا يَرحم لا يُرحم . فإذا اخذتك الرحمة على ابي عبد الله (ع) ابن رسول الله (ص) وتتذكر ما جرى عليه وتبكي رحمة لها أتكون مبتدعاً بعد كل ما سمعت فيا للعجب؟ ام يريد المخالفون لنهج محمد (ص) ان نسدل الستار على جرائم بني امية؟

4- الدليل الرابع :على جواز البكاء ومحبوبيته على الحسين (ع)هو بكاء النبي (ص) على قبر أمه:

روى مسلم في صحيحة بسنده عن ابي هريرة قال : زار النبي (ص) قبر أمه فبكى وأبكى من حوله... (33) قال النووي في شرح صحيح مسلم : رواه ابو داوود في سننه بهذا الاسناد, ورواه النسائي, ورواه ابن ماجه وهؤلاء أي الذين رَوَوْا عنهم كلهم ثقات فهو حديث صحيح بلا شك(34). فهذا بكاء رسول الله (ص) على أمه وإقامته المأتم عليها بعد عشرات السنين, حتى بكى وأبكى اصحابه وهي باعتقاد الخصم كافرة . فكيف اذن بالبكاء على الحسين (ع) . واخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال خرج النبي(ص) يوماً الى المقابر فجلس الى قبر منها فناجاه طويلاً، ثم بكى فقال : ان القبر الذي جلست عنده قبر امي واني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ﴾ (35).

5- الدليل الخامس: على جواز البكاء على سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) هو نهي النبي (ص) عن منع النساء عن البكاء:

اخرج الامام احمد بن حنبل في مسنده عن ابن عباس حديثاً ذكر فيه موت رقية ابنة رسول الله (ص) ـ الى ان قال ـ وبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه . فقال النبي(ص) لعمر : دعهن يبكينَ ـ الى ان قال ـ ثم قال رسول الله(ص): مهما يكون من القلب والعين فمن الله والرحمة ـ الى ان قال ـ وقعد رسول الله(ص) على شفير القبر وفاطمة الى جنبه تبكي فجعل النبي (ص) يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها(36).

6- الدليل السادس: على جواز البكاء على الحسين(ع) ورجحانه ومحبوبيته:

ما ورد من بكاء النبي (ص) لأجل هذه المصيبة قبل وقوعها, فيدل على جوازه بعد وقوعها للقطع بعدم الفرق، بل بطريق الأولوية, لان المصيبة بعد وقوعها اعظم وأفجع . وقد بكاه بمجالس متعددة, وهو حثٌّ منه (ص) على البكاء على الحسين (ع) وكأنه (ص) يبرق برقية لأجيال المسلمين اني بكيتُ على مصيبة الحسين (ع) قبل وقوعها؛ لأني أرحل الى ربي عز وجل قبل وقوعها، فلو كنت حاضراً مصيبته لقعدتُ للعزاء كما يقول السيد الشريف الرضي:

لو رسول الله يحيا بعده قَعَدْ أليومَ عليـه لِلْعزا

وقد بكاه رسول الله (ص) بعدة طرق اذكر واحدة منها للإيجاز والاختصار :

1- ما ذكره الشيخ ابو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي في كتابه اعلام النبوة فقال ما لفظه : ومن انذاره (ص) ما رواه عروة عن عائشة قالت : دخل الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما على رسول الله (ص) وهو يوحى اليه, فبرك على ظهره وهو منكب, ولعب على ظهره فقال جبرئيل : يا محمد ان امتَكَ ستفتن بعدك, ويقتل ابنك هذا من بعدك, ومَد يده فأتاهُ بتربة بيضاء وقال : في هذه الارض يقتل ابنك اسمها الطف .

فلما ذهب جبرئيل (ع), خرج رسول الله (ص) الى اصحابه والتربة في يده وفيهم أبوبكر وعمر وعلي وحذيفة وعمار وابو ذر وهو يبكي, فقالوا ما يبكيكَ يا رسول الله ؟ فقال (ص) اخبرني جبرئيل : ان ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف وجاءني بهذه التربة فأخبرني ان فيها مضجعه(37) ، ولاشك ان اصحابه لما سمعوا من رسول الله (ص) ما يجرى على ولده الحسين وهو باكي العينين قد بكوا لبكائه . أليس هذا شبيه ما بالمأتم الذي نقيمه على الحسين (ع) وهو ان نذكر ما جرى عليه ونبكي تأسياً بالنبي (ص) ونحن مأمورون بالتأسي به (ص) ﴿لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ .

اخبرنا محمد بن الحسن بن الفتح الصوفي حدثنا ابو عروبه الحراني حدثنا حنبل بن اسحاق حدثنا ابن عمي احمد حدثنا وكيع عن عبد الله بن سعيد بن ابي هند عن ابيه عن عائشة وام سلمة ان النبي (ص) دخل عليهما وهو يبكي، قالتا: فسألناه عن ذلك، فقال: ان جبرئيل اخبرني ان ابني الحسين يقتل, وبيده تربه حمراء فقال هذه تربة تلك لأرض (38).

والأدلة على جواز البكاء كثيرة جداً منها بكاء آدم (ع) على ولده هابيل, ومنها بكاء السماوات والأرض على المؤمن اذا مات كما قال سبحانه : ﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ...﴾ . فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور قوله اخرج الترمذي وابن ابي الدنيا في ذكر الموت وابو يعلى وابن ابي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والخطيب عن انس (رض) قال : ( قال رسول الله (ص) : ما من عبد إلا وله في السماء بابان باب يصعد منه علمه وباب ينزل عليه رزقه فإذا مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ﴾. وذكر انهم لم يكونوا يعملون على وجه الارض عملاً صالحاً يبكي عليهم ولم يصعد لهم الى السماء من كلامهم ولا من عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فنفقدهم فنبكي عليهم)(39) . واخرج عبد بن حميد عن مجاهد (رض) قال : ان العالم اذا مات بكت عليه السماء والأرض اربعين صباحاً(40).

واخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : بكى آدم حين أُهبط من الجنة بكاء لم يبكه احد, فلو ان بكاء جميع بني آدم مع بكاء داوود على خطيئته ما عدل بكاء آدم حين أُخرج من الجنة ومكث اربعين سنة لا يرفع رأسه الى السماء(41).

وأخرج الطبراني في الاوسط وابن عدي في الكامل واليهتمي في شعب الايمان والخطيب وابن عساكر معا في التاريخ عن بريدة يرفعه قال : لو ان بكاء داوود وبكاء جميع اهل الارض يعدل بكاء آدم ما عدله.

وكان آدم حين اهبط من الجنة بكى بكاء لم يبكه احد, فلو وضع بكاء داوود على خطيئته, وبكاء يعقوب على ابنه, وبكاء ابن آدم على اخيه حين قتله, ثم بكاء اهل الارض ما عدل ببكاء آدم (ع) حين أُهبط (42).

يا ترى بعد كل هذا الا يكون البكاء على سيد شباب اهل الجنة الذي تفنن الجيش السفياني الاموي بكيفية قتله وسحق جسده الطاهر ورض اضالعه وقطع رأسه الطاهر ورؤوس صحبه واهل بيته وحملها على الرماح وسبي نسائه واطفاله وهم اسارى مقيدون بالحبال ومعهم زين العابدين (ع) مريضا مقيدا بسلاسل الحديد وامام كل هذا الركب الرؤوس الطاهرة مشرعة على الرماح مضمخة بدمائها واطفالهم ينظرون اليهم، الا يكون البكاء عليهم راجحاً مستحباً لا أنه جائزٌ فحسب؟


* هوامش البحث *


(1) صحيح البخاري ج3 ص1371 ح3543 . سنن الترمذي ج5 ص657.

(2) صحيح ابن حبان ج15 ص428, المستدرك على الصحيحين . ج3 ص194 حو4820 .

(3) الصواعق المحرقة لابن حجر. ص134 .

(4) نفس المصدر السابق .

(5) البحار ج22 ص274 .

(6) انظر الانوار النعمانيه ص341 و اللهوف ص101 وتذكرة الخواص ص49 نقلاً عن مقتل الحسين للمقرم . ص350 .

(7) حلية الاولياء . ج1 ص355 .

(8) المستدرك على الصحيحين . ج3 ص194 ح4820 .

(9) سورة الحديد : آية 27.

(10) سورة مريم : آية 58 .

(11) سورة البقرة : آية 74 .

(12) سورة يوسف : آية 85 .

(13) صحيح البخاري الجزء الخامس في التفسير 4 ص1727.

(14) الاتقان ج1 ص368 .

(15) صحيح البخاري الجزء الخامس في التفسير ص1727, ولسان العرب ج7 ص134.

(16) سورة يوسف : آية 84 .

(17) فتح القدير ج3 ص48 .

(18) السيوطي, تفسير الجلالين ج1 ص316 ,و الآلوسي, روح المعاني. ج3 ص40 و ص80 .

(19) الطبري, تفسير الطبري ج13 ص30, والسيوطي, الدر المنثور . ج4 ص507 .

(20) الطبري, تفسير الطبري ج13 ص32 ,و الالوسي, روح المعاني . ج13 ص40.

(21) تفسير الرازي في تفسيره . ج5 ص 238 .

(22) الزمخشري ,الكشاف .ج2 ص450, بهامش تفسير الطبري . ج13 ص42.

(23) النيشابوري, تفسير النيشابوري . ج13 ص44.

(24) صحيح الترمذي ج2 ص306-307, صحيح ابن ماجة ج3 ص167, فضائل اصحاب النبي, والمستدرك على الصحيحين . ج13 ص167, ومسند احمد. ج3 ص82,62,3, خصائص النسائي . ص. 36 .

(25) بحار الانوار ج3 ص 282 ج5 ص149, وسائل الشيعة ج3 ص 282, اللهوف للسيد ابن طاووس. ص209, مسكن الفؤاد. ص100 الباب الرابع من البكاء .

(26) السيرة الحلبيه .ج1 ص461, وقد ذكر هذا ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة حمزة بسنده عن جابر بن عبد الله (ره) .

(27) الدر المنثور . ج2 ص476 .

(28) شرح النهج لابن ابي الحديد . ص396 .

(29) الاستيعاب . ج1 ص374 .

(30) صحيح البخاري .ج2 ص393 ح1303 وفي طبعة اخرى ج1 ص420 ح1189, وذكر البخاري كذلك ج3 ص1115 ح2898, وفي مسند احمد .ج3 ص113, 117, ومسند ابي يعلي .ج7 ص202 ح 4190.

(31) الاستيعاب . ج1 ص312.

(32) المستدرك على الصحيحين . ج4 ص43 ح6825 .

(33) سنن ابن ماجه .ج1 ص510 .

(34) ارشاد الساري الهامش 4/324 .

(35) شرح النووي, ارشاد الساري ألهامش 4 ص325 .

(36) الاتقان ج1 ص98, ج4 ص302 .

(37) مسند احمد ج1 ص335.

(38) اعلام النبوة ص83, الكامل لابن الاثير ج5 ص364 كامل الزيارات . ص61 .

(39) تاريخ واسط .ج1 ص166 .

(40) الدر المنثور ج7 ص411, لباب النقول. ج1 ص127.

(41) الدر المنثور ج7 ص412 .

(43) الدر المنثور. ج1 ص141 .

(44) الدر المنثور. ج1 ص131 .